يافع اليافعى
2009-11-06, 03:48 AM
مقـدمـة
الحديث عن عدن ,,,, حديث الروح للروح ,,,, له نكهة خاصة وعبق فريد ,,,, تتداعى اليه الحواس الخمس ,,,,
تهواه الفؤاد سلسبيلا ,,,, وتعشقه النفس حباً وسلاماً ,,,, حديث تنشرح منه الصدور واليه تصفى
العقول ,,,, وفيه تتجلى المعاني ,,,, بأفخم الصور .
عند ما يكون الحديث عن عدن ,,,, فلا داعي ان تغوص في أعماق القواميس ,,,, او تهبط بعيناك إلى بطون أمهات الكتب ,,,, لتستعير منها ما يليق بالحبيبة عدن ,,,, من مفاخر الكلمات وروائع الجمل وحلل التعابير ,,,, فامام هذه الحالة الاستثنائية ,,,, تجف الأقلام وتتجمد الأنامل وتعجز الألسن وتبور القريحة ,,,, فتخشى على نفسها الحروف ,,,, من فشل وصف مفاتن عدن ,,,, وتصنيف أمجادها ,,,, فتتناثر من بين السطور ,,,, وتتساقط من عقد الكلمات ,,,, في مشهد انتحاري جماعي لتلك الحروف ,,,, من على شرفات الكتب ورؤوس الأقلام ,,,, فمحاولة اعطاء عدن ولو جزء بسيط من حقها تعبيراً او شعراً او نشيداً ,,,, لهو ضربا من الخيال وتيار جارف من الأوهام ,,,, لأنها عدن مدينة المدن وسيدة العواصم ,,,, مدينة الحب والسلام ,,,, ومدرسة الحرية ,,,, ومنبت الأحرار ,,,, حديقة القلوب وتهذيب النفوس ,,,, حاملة ناصية العلم ,,,, ورافعة لواء القلم ,,,, ومشاعل النور .
,,,, ومع ذلك كله فلا يمكن الحديث عن عدن دون الشعور بالاسئ ,,,, مصحوبا بالغثيان وطعم المرارة ,,,, لما لحق بهذه الفاتنة من غائرات الجراح ,,,, وغارات الظلم والجحود ,,,, وأبشع صور التنكر والنكران ,,,, وعلقت بثوبها المطهر ,,,, الكثير من بقع الدنس ,,,, من أيادي آثمة ملطخة بالدماء والعار ,,,, ونفوس إجرامية قذرة ,,,, تنضح من بؤر الشرور ومستنقعات الفساد ,,,, فاستحقت وعن جدارة لعنات المظلومين ,,,, والناس أجمعين .
عدن ما أروعك,,,, وما أحببك إلى النفوس ,,,, وما أقربك إلى القلوب النابضة بحبك .
ما ان تحط رحالك في عدن ,,,, الا وتجدها فارشه كفوفها ,,,, باسطة أحضانها ,,,, تستعرض امامك ,,,, بكل كبرياء مفاتنها ,,,, تشعرك بأنها ملكك ,,,, ولك لوحدك ,,,, وانها تحبك انت دون سواك ,,,, تحلق بك ,,,, فوق قطعة من السحاب ,,,, وتعزف لك فواصل ,,,, من سفونية العاشق والمعشوقة ,,,, لك وللسلام تردد أناشيد المحبة .
عدن ,,,, حتى وان حاولت اخفاء ملامح حزنها ,,,, ومرهمت مخالف الذئاب والقطط السمان في جسدها ,,,, ونقت من ثوبها الملائكي بقع الدنس ,,,, وجففت من مقلتيها الدموع ,,,, الا انك ستشعر باوجعها,,,, وبرادار المشاعر سترصد ألامها ,,,, فأيادي الخساسة تنهش بتلالها ,,,, وجنابي الغدر تنخر معالمها ,,,, وإخطبوط الفساد استوطن أحشائها ,,,, وديدان الأرض تبسط وتتمدد في ربوعها ,,,, ولكنها عدن ,,,, مدينة الايمان ,,,, ومعقل التحدي ,,,, وقلعة الصمود والإرادة ,,,, تزداد في الجسد قوة ,,,, وفي العزيمة صلابة ,,,, وفي النفس طهارة ,,,, وفي الجمال براعة ,,,, وفي وجوه المحبين حنان وحنين وبراءة ,,,, وامام جحافل الأوباش جسارة ,,,, فكل ما اوغدوا بفسادهم ,,,, كل ما تجلت هي بإخماد نارهم ومن وجهها غسل عارهم .
علي النقيض تماما ,,,, كل ما تمادوا ,,,, بطمس رموزها ومحو معرفاتها ,,,, برعت الحبيبة عدن ,,,, بإبراز هويتها الحضارية والإنسانية الصرفة ,,,, فمثل ما حوت العز والمفاخر ,,,, سمت وحلقت فوق السحاب ,,,, حيث لا مكان فيه ولا موطئ قدم للأقزام ,,,, تعانق الشهب ,,,, وتتلالئ مع النجوم ,,,, وتسمر مع البحر ,,,, وتتزين بلالاءه وأصدافه ,,,, وتغتسل بالرذاذ ,,,, لتزداد هي طهرا عن طهر وكبرياء عن كبرياء ,,,, والأقزام تقزيما ,,,, والأوباش هزيمة واندحاراً وعاراً .
عدن ,,,, ملتقى الشعوب والقلوب ,,,, فأين ما وجهت وجهك ,,,, وجدت هنا مسجداً يحاذي حسينية ,,,, وهناك لليهود معلما بجانب كنيسة ,,,, وضريح وأثار ومزارات صوفية ,,,, فاي مدينة أنتي يا عدن ,,,, فانتى جنة الحب ومهبط التسامح ,,,, كل اهلك مسلمين سنة ,,,, وعلى أرضك احتضنتي ,,,, كنيس لليهودي وللمسيحي كنيسة ,,,, مزار للصوفي وللبهري حسينية ,,,, فالتقت الأديان والمذاهب ,,,, واجتمعت المعتقدات والطوائف ,,,, فتكون في عدن ,,,, نسيج اجتماعي وانساني وحضاري نادر ,,,, جمعتهم عدن في قلبها ,,,, فعاشوا بسلام في كنفها ,,,, انها عدن مدينة السكينة ,,,, ومرسى الأحلام ,,,, وينبوع الخير والمنح الإنسانية ,,,, لكل محروم وكل باحث عن اللقمة والكرامة والسلام والحرية والعيش بإنسانية غير منقوصة .
عدن ,,,, كل ما أغدق عليك أرباب الجشع ,,,, وحيتان الفساد ,,,, بالأسماء والمسميات ,,,, وكل ما بذخوا لأجلك الألقاب ,,,, وفي شوارعك الصور والرسومات ,,,, فلن يزيدك ذلك ,,,, الا غضباً وسخطاً عليهم ,,,, تسدد لهم كفوفك الصفعات تلو الصفعات ,,,, ويتوعدهم هدير أمواجك بالثبور والويلات ,,,, وتمحقهم سمائك بوابل من اللعنات ,,,, فانتى الباقية والساقية ,,,, وهم المدحورون والخاسرون والخاسئون ,,,, الذين سينتحرون على أسوارك ,,,, وعلى سفوح جبالك ,,,, كما اندحروا وانتحروا أجدادهم من قبلهم ,,,, عشتي يا عدن عشتي ,,,, رافعة الجبين ولك المجد والخلود .
الحديث عن عدن ,,,, حديث الروح للروح ,,,, له نكهة خاصة وعبق فريد ,,,, تتداعى اليه الحواس الخمس ,,,,
تهواه الفؤاد سلسبيلا ,,,, وتعشقه النفس حباً وسلاماً ,,,, حديث تنشرح منه الصدور واليه تصفى
العقول ,,,, وفيه تتجلى المعاني ,,,, بأفخم الصور .
عند ما يكون الحديث عن عدن ,,,, فلا داعي ان تغوص في أعماق القواميس ,,,, او تهبط بعيناك إلى بطون أمهات الكتب ,,,, لتستعير منها ما يليق بالحبيبة عدن ,,,, من مفاخر الكلمات وروائع الجمل وحلل التعابير ,,,, فامام هذه الحالة الاستثنائية ,,,, تجف الأقلام وتتجمد الأنامل وتعجز الألسن وتبور القريحة ,,,, فتخشى على نفسها الحروف ,,,, من فشل وصف مفاتن عدن ,,,, وتصنيف أمجادها ,,,, فتتناثر من بين السطور ,,,, وتتساقط من عقد الكلمات ,,,, في مشهد انتحاري جماعي لتلك الحروف ,,,, من على شرفات الكتب ورؤوس الأقلام ,,,, فمحاولة اعطاء عدن ولو جزء بسيط من حقها تعبيراً او شعراً او نشيداً ,,,, لهو ضربا من الخيال وتيار جارف من الأوهام ,,,, لأنها عدن مدينة المدن وسيدة العواصم ,,,, مدينة الحب والسلام ,,,, ومدرسة الحرية ,,,, ومنبت الأحرار ,,,, حديقة القلوب وتهذيب النفوس ,,,, حاملة ناصية العلم ,,,, ورافعة لواء القلم ,,,, ومشاعل النور .
,,,, ومع ذلك كله فلا يمكن الحديث عن عدن دون الشعور بالاسئ ,,,, مصحوبا بالغثيان وطعم المرارة ,,,, لما لحق بهذه الفاتنة من غائرات الجراح ,,,, وغارات الظلم والجحود ,,,, وأبشع صور التنكر والنكران ,,,, وعلقت بثوبها المطهر ,,,, الكثير من بقع الدنس ,,,, من أيادي آثمة ملطخة بالدماء والعار ,,,, ونفوس إجرامية قذرة ,,,, تنضح من بؤر الشرور ومستنقعات الفساد ,,,, فاستحقت وعن جدارة لعنات المظلومين ,,,, والناس أجمعين .
عدن ما أروعك,,,, وما أحببك إلى النفوس ,,,, وما أقربك إلى القلوب النابضة بحبك .
ما ان تحط رحالك في عدن ,,,, الا وتجدها فارشه كفوفها ,,,, باسطة أحضانها ,,,, تستعرض امامك ,,,, بكل كبرياء مفاتنها ,,,, تشعرك بأنها ملكك ,,,, ولك لوحدك ,,,, وانها تحبك انت دون سواك ,,,, تحلق بك ,,,, فوق قطعة من السحاب ,,,, وتعزف لك فواصل ,,,, من سفونية العاشق والمعشوقة ,,,, لك وللسلام تردد أناشيد المحبة .
عدن ,,,, حتى وان حاولت اخفاء ملامح حزنها ,,,, ومرهمت مخالف الذئاب والقطط السمان في جسدها ,,,, ونقت من ثوبها الملائكي بقع الدنس ,,,, وجففت من مقلتيها الدموع ,,,, الا انك ستشعر باوجعها,,,, وبرادار المشاعر سترصد ألامها ,,,, فأيادي الخساسة تنهش بتلالها ,,,, وجنابي الغدر تنخر معالمها ,,,, وإخطبوط الفساد استوطن أحشائها ,,,, وديدان الأرض تبسط وتتمدد في ربوعها ,,,, ولكنها عدن ,,,, مدينة الايمان ,,,, ومعقل التحدي ,,,, وقلعة الصمود والإرادة ,,,, تزداد في الجسد قوة ,,,, وفي العزيمة صلابة ,,,, وفي النفس طهارة ,,,, وفي الجمال براعة ,,,, وفي وجوه المحبين حنان وحنين وبراءة ,,,, وامام جحافل الأوباش جسارة ,,,, فكل ما اوغدوا بفسادهم ,,,, كل ما تجلت هي بإخماد نارهم ومن وجهها غسل عارهم .
علي النقيض تماما ,,,, كل ما تمادوا ,,,, بطمس رموزها ومحو معرفاتها ,,,, برعت الحبيبة عدن ,,,, بإبراز هويتها الحضارية والإنسانية الصرفة ,,,, فمثل ما حوت العز والمفاخر ,,,, سمت وحلقت فوق السحاب ,,,, حيث لا مكان فيه ولا موطئ قدم للأقزام ,,,, تعانق الشهب ,,,, وتتلالئ مع النجوم ,,,, وتسمر مع البحر ,,,, وتتزين بلالاءه وأصدافه ,,,, وتغتسل بالرذاذ ,,,, لتزداد هي طهرا عن طهر وكبرياء عن كبرياء ,,,, والأقزام تقزيما ,,,, والأوباش هزيمة واندحاراً وعاراً .
عدن ,,,, ملتقى الشعوب والقلوب ,,,, فأين ما وجهت وجهك ,,,, وجدت هنا مسجداً يحاذي حسينية ,,,, وهناك لليهود معلما بجانب كنيسة ,,,, وضريح وأثار ومزارات صوفية ,,,, فاي مدينة أنتي يا عدن ,,,, فانتى جنة الحب ومهبط التسامح ,,,, كل اهلك مسلمين سنة ,,,, وعلى أرضك احتضنتي ,,,, كنيس لليهودي وللمسيحي كنيسة ,,,, مزار للصوفي وللبهري حسينية ,,,, فالتقت الأديان والمذاهب ,,,, واجتمعت المعتقدات والطوائف ,,,, فتكون في عدن ,,,, نسيج اجتماعي وانساني وحضاري نادر ,,,, جمعتهم عدن في قلبها ,,,, فعاشوا بسلام في كنفها ,,,, انها عدن مدينة السكينة ,,,, ومرسى الأحلام ,,,, وينبوع الخير والمنح الإنسانية ,,,, لكل محروم وكل باحث عن اللقمة والكرامة والسلام والحرية والعيش بإنسانية غير منقوصة .
عدن ,,,, كل ما أغدق عليك أرباب الجشع ,,,, وحيتان الفساد ,,,, بالأسماء والمسميات ,,,, وكل ما بذخوا لأجلك الألقاب ,,,, وفي شوارعك الصور والرسومات ,,,, فلن يزيدك ذلك ,,,, الا غضباً وسخطاً عليهم ,,,, تسدد لهم كفوفك الصفعات تلو الصفعات ,,,, ويتوعدهم هدير أمواجك بالثبور والويلات ,,,, وتمحقهم سمائك بوابل من اللعنات ,,,, فانتى الباقية والساقية ,,,, وهم المدحورون والخاسرون والخاسئون ,,,, الذين سينتحرون على أسوارك ,,,, وعلى سفوح جبالك ,,,, كما اندحروا وانتحروا أجدادهم من قبلهم ,,,, عشتي يا عدن عشتي ,,,, رافعة الجبين ولك المجد والخلود .