بوعمر
2009-10-30, 10:54 AM
على اعتبار أنهم مصلحون ..
مقدمة :
كلما ازداد الإنسان شعوراً بالغباء والبلادة ، ازداد يقيناً بأنه أفضل من غيره في كل شيء
ـــ د . علي الوردي ــــ
مدخل :
أرم شعيفان فداك الجنوب العربي تاريخاً وشعباً ..
يبدو أن ما بعد أكتوبر 2009م سيكون له تبعات جد مهمة في تاريخ الجنوب العربي وما يحيط به من لملمات تاريخية سابقة وحاضرة وقادمة ، فهذا الجنوب العربي يكاد يخرج من حالة المخاض العسيرة بولادة مولود صحيح متى ما سارت طبيعة الفكرة الجنوبية العربية بذات الطريقة الملتزمة بضوابط الموازنة بين ما هو مطلوب وما يجب تجنبه في هذه المسيرة الجنوبية العربية الصعبة والشائكة والتي بدأت تلقي بظلالها على الواقفين في منطقة الخطأ بكثير من الأوجاع والأسقام ...
بعد أن خرج المحامي يحيي الشعيبي بمقالته عن الطابور الخامس اتضح جلياً بأن القادمين من مقبرة التاريخ يتطلعون إلى استعادة ماضيهم الشمولي لأنهم يدركون أن العودة إلى ما قبل جريمة 30 نوفمبر 1967م يعني أنهم لن يجدوا فرصة مواتية لممارسة التي ألفوا ممارستها بتسويق مفاهيم الباطل والتعامل بمواثيق وأجندات الخارجين عن طبيعة الحياة ، كان واضحاً جداً أن الطابور الخامس والمصنف على أساس الخيانة العظمى للجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية هو طابور يؤدي دوره التاريخي بجدارة فذة لو تملكها جيل الستينيات من القرن الماضي لما غدر به الغادرين والمتآمرين من الطابور الأول كما صنفهم صاحب المقال الشعيبي ...
في هذا الخضم كان على كوادر الطابور الأول أن تخرج وتمارس أدوارها في سياق الصدمات المتواليات التي تتواصل فيما بعد ظهور ما يسمى ( مجلس قيادة الثورة ) ، فظهرت أفراح الاشتراكي بمقالة تطلب فيها القراءة العميقة قبل التفكير في الانسحاب من مزبلة التاريخ ونعني بها الاشتراكي طبعاً ، قراءة في تلكم المقالة ولا أنكر أني شخصياً قرأتها أكثر من عشر مرات في يوم واحد لأخرج من كل القراءات بشيء وحيد ألا وهو أن أصحاب الطابور الأول يعتقدون في قرارة نفوسهم أن شعب الجنوب العربي جاهل غبي أحمق لابد وأن تفرض عليه الوصاية حتى الوصاية العقلية لابد وأن تكون حاضرة حتى فيما هم يعانون ...
في الستينيات الميلادية من القرن المنصرم كانوا يطلقون على خصومهم كل أصناف التخوين والإقصاء والإلغاء ، منهجية هي ذاتها يمارسها كوادر الحزب الاشتراكي اليمني الجنوبي حتى وإن كان تحت النعال مازالوا يمارسون أدوارهم المرسومة عن اقتناع أيدلوجي ثابت ، فهؤلاء عندما مارسوا أعمال السحل والتعذيب والتنكيل والتأميم في الزمن الأول مارسوه عن اعتقاد بأن الشعب في الجنوب العربي هو فصيلة من فصائل البهائم لا يعقل ، ولا يصنف في عقليتهم بأنه غير مجموعة من القردة كما أصلها لهم منظرهم داروين ...
قالت اتراح الاشتراكي بأن حزبها هو من أمضى على وثيقة الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية وعليه فلابد أن يوقع على وثيقة فك الارتباط ، حالة من السذاجة لا يمكن أن تخرج من غير أفواه البلداء والحمقى ، لم تجد اتراح الاشتراكي غير تسويق هذا المفهوم العقيم لتبرر حياة الاشتراكي الحزب والتاريخ والمضمون البشع في هذا الجنوب العربي ، تفكير سطحي ينم عن إفلاس صريح لمن مزقوا الشعب وأهلكوا الزرع والضرع ...
كان جديراً بهذا الكادر أن تتأمل في الواقع فالزمن ليس هو 1967م وأن المسافة البعيدة عن مؤامرة الجبهة القومية مع بريطانيا لن تتكرر فالجنوب العربي قد أدرك بعد مسرة أكثر من أربعين عاماً أن الخطيئة كانت في وجود هؤلاء على ترابه ، هؤلاء هم من خانوا الوطن يوم أدخلوه لليمنية قبل أن يذهبوا به إلى الوحدة مع أصلهم اليمني ، هنا فارق في الزمن لن يعيه كوادر الحزب الاشتراكي بالمطلق لأنهم مازالوا يعتبرون أنفسهم أوصياء على الأمة الجنوبية العربية ...
نعم لقد ضاقت السبل بهؤلاء فهم أمام القضية الجنوبية العربية وليس أمام اليمن الجنوبية فشتان بين هذا وذاك ، اليوم محك صعب من أراد الجنوب العربي عليه أن يعلن للتاريخ كفره بالاشتراكي منهجاً وحزباً ، هذا ما على الاشتراكيين أن يقدموا على فعله لأنهم بذلك يضعون نظام الاحتلال اليمني في قارعة الطريق فهم من يمثل اليمن المحتل ، وهم حالياً من يأتي بشرعية صنعاء إلى الجنوب العربي هذا هو واقعهم السياسي يشرعنون الاحتلال ...
إن مبررات العضوية للحزب الاشتراكي لمجرد أنهم من وقعوا على وثيقة الوحدة اليمنية تؤكد في مضمون صريح أن من مازال متشبثاً بالانتماء إل الحزب الاشتراكي إنما هو باحث نهم لأمرين لا ثالث لهما إما أنه يؤدي دوراً مطلوباً من قوى الاحتلال اليمني أو أنه يتربص بالسلطة في الجنوب العربي ، وإن كانت الأولى هي الأرجح ، فهم مازالوا ينفذون أوامر صنعاء منذ أن صدر قرار هيئة الأمم المتحدة القاضي باستقلال الجنوب العربي في الحادي عشر من ديسمبر 1963م ...
ما يحدث حالياً هو واقع سياسي للجنوب العربي أن يخوض في غماره فنحن على محك وجود هذا الوطن المنشود ، نحن بين ضفتي مجادلة بين من يريدون الجنوب العربي وبين من يريدون اليمن الجنوبي ، الحوار هنا ليس لغة يمكن أن تلغى بل مازلنا نطالب الاشتراكيين أن يخرجوا من حزبهم وينضموا إلى الحراك الوطني الجنوبي العربي ، فلا يصح غير أن يكون الانتماء للهوية السياسية الصحيحة كل ما دون ذلك مفاهيم تعزز الاحتلال ولا شيء غير الاحتلال ...
قال الله تعالى :
{ وإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13) }
مقدمة :
كلما ازداد الإنسان شعوراً بالغباء والبلادة ، ازداد يقيناً بأنه أفضل من غيره في كل شيء
ـــ د . علي الوردي ــــ
مدخل :
أرم شعيفان فداك الجنوب العربي تاريخاً وشعباً ..
يبدو أن ما بعد أكتوبر 2009م سيكون له تبعات جد مهمة في تاريخ الجنوب العربي وما يحيط به من لملمات تاريخية سابقة وحاضرة وقادمة ، فهذا الجنوب العربي يكاد يخرج من حالة المخاض العسيرة بولادة مولود صحيح متى ما سارت طبيعة الفكرة الجنوبية العربية بذات الطريقة الملتزمة بضوابط الموازنة بين ما هو مطلوب وما يجب تجنبه في هذه المسيرة الجنوبية العربية الصعبة والشائكة والتي بدأت تلقي بظلالها على الواقفين في منطقة الخطأ بكثير من الأوجاع والأسقام ...
بعد أن خرج المحامي يحيي الشعيبي بمقالته عن الطابور الخامس اتضح جلياً بأن القادمين من مقبرة التاريخ يتطلعون إلى استعادة ماضيهم الشمولي لأنهم يدركون أن العودة إلى ما قبل جريمة 30 نوفمبر 1967م يعني أنهم لن يجدوا فرصة مواتية لممارسة التي ألفوا ممارستها بتسويق مفاهيم الباطل والتعامل بمواثيق وأجندات الخارجين عن طبيعة الحياة ، كان واضحاً جداً أن الطابور الخامس والمصنف على أساس الخيانة العظمى للجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية هو طابور يؤدي دوره التاريخي بجدارة فذة لو تملكها جيل الستينيات من القرن الماضي لما غدر به الغادرين والمتآمرين من الطابور الأول كما صنفهم صاحب المقال الشعيبي ...
في هذا الخضم كان على كوادر الطابور الأول أن تخرج وتمارس أدوارها في سياق الصدمات المتواليات التي تتواصل فيما بعد ظهور ما يسمى ( مجلس قيادة الثورة ) ، فظهرت أفراح الاشتراكي بمقالة تطلب فيها القراءة العميقة قبل التفكير في الانسحاب من مزبلة التاريخ ونعني بها الاشتراكي طبعاً ، قراءة في تلكم المقالة ولا أنكر أني شخصياً قرأتها أكثر من عشر مرات في يوم واحد لأخرج من كل القراءات بشيء وحيد ألا وهو أن أصحاب الطابور الأول يعتقدون في قرارة نفوسهم أن شعب الجنوب العربي جاهل غبي أحمق لابد وأن تفرض عليه الوصاية حتى الوصاية العقلية لابد وأن تكون حاضرة حتى فيما هم يعانون ...
في الستينيات الميلادية من القرن المنصرم كانوا يطلقون على خصومهم كل أصناف التخوين والإقصاء والإلغاء ، منهجية هي ذاتها يمارسها كوادر الحزب الاشتراكي اليمني الجنوبي حتى وإن كان تحت النعال مازالوا يمارسون أدوارهم المرسومة عن اقتناع أيدلوجي ثابت ، فهؤلاء عندما مارسوا أعمال السحل والتعذيب والتنكيل والتأميم في الزمن الأول مارسوه عن اعتقاد بأن الشعب في الجنوب العربي هو فصيلة من فصائل البهائم لا يعقل ، ولا يصنف في عقليتهم بأنه غير مجموعة من القردة كما أصلها لهم منظرهم داروين ...
قالت اتراح الاشتراكي بأن حزبها هو من أمضى على وثيقة الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية وعليه فلابد أن يوقع على وثيقة فك الارتباط ، حالة من السذاجة لا يمكن أن تخرج من غير أفواه البلداء والحمقى ، لم تجد اتراح الاشتراكي غير تسويق هذا المفهوم العقيم لتبرر حياة الاشتراكي الحزب والتاريخ والمضمون البشع في هذا الجنوب العربي ، تفكير سطحي ينم عن إفلاس صريح لمن مزقوا الشعب وأهلكوا الزرع والضرع ...
كان جديراً بهذا الكادر أن تتأمل في الواقع فالزمن ليس هو 1967م وأن المسافة البعيدة عن مؤامرة الجبهة القومية مع بريطانيا لن تتكرر فالجنوب العربي قد أدرك بعد مسرة أكثر من أربعين عاماً أن الخطيئة كانت في وجود هؤلاء على ترابه ، هؤلاء هم من خانوا الوطن يوم أدخلوه لليمنية قبل أن يذهبوا به إلى الوحدة مع أصلهم اليمني ، هنا فارق في الزمن لن يعيه كوادر الحزب الاشتراكي بالمطلق لأنهم مازالوا يعتبرون أنفسهم أوصياء على الأمة الجنوبية العربية ...
نعم لقد ضاقت السبل بهؤلاء فهم أمام القضية الجنوبية العربية وليس أمام اليمن الجنوبية فشتان بين هذا وذاك ، اليوم محك صعب من أراد الجنوب العربي عليه أن يعلن للتاريخ كفره بالاشتراكي منهجاً وحزباً ، هذا ما على الاشتراكيين أن يقدموا على فعله لأنهم بذلك يضعون نظام الاحتلال اليمني في قارعة الطريق فهم من يمثل اليمن المحتل ، وهم حالياً من يأتي بشرعية صنعاء إلى الجنوب العربي هذا هو واقعهم السياسي يشرعنون الاحتلال ...
إن مبررات العضوية للحزب الاشتراكي لمجرد أنهم من وقعوا على وثيقة الوحدة اليمنية تؤكد في مضمون صريح أن من مازال متشبثاً بالانتماء إل الحزب الاشتراكي إنما هو باحث نهم لأمرين لا ثالث لهما إما أنه يؤدي دوراً مطلوباً من قوى الاحتلال اليمني أو أنه يتربص بالسلطة في الجنوب العربي ، وإن كانت الأولى هي الأرجح ، فهم مازالوا ينفذون أوامر صنعاء منذ أن صدر قرار هيئة الأمم المتحدة القاضي باستقلال الجنوب العربي في الحادي عشر من ديسمبر 1963م ...
ما يحدث حالياً هو واقع سياسي للجنوب العربي أن يخوض في غماره فنحن على محك وجود هذا الوطن المنشود ، نحن بين ضفتي مجادلة بين من يريدون الجنوب العربي وبين من يريدون اليمن الجنوبي ، الحوار هنا ليس لغة يمكن أن تلغى بل مازلنا نطالب الاشتراكيين أن يخرجوا من حزبهم وينضموا إلى الحراك الوطني الجنوبي العربي ، فلا يصح غير أن يكون الانتماء للهوية السياسية الصحيحة كل ما دون ذلك مفاهيم تعزز الاحتلال ولا شيء غير الاحتلال ...
قال الله تعالى :
{ وإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13) }