أبو عامر اليافعي
2009-09-29, 03:18 PM
أبناء الجنوب ، جنوبيون في الشتات ومشتتون في الجنوب ؟
في حوار مسنجري بيني وبين الأخ العزيز ذئب المعجلة وكان يتحدث عن الأعمال الخيرية التي تقوم بها شركات المرحوم عمر قاسم العيسائي ويتحدث عنها بكل عرفان وجميل لاستيعابها لعدد كبير من أبناء الجنوب وقد أنقذتهم من الضياع وكان يتساءل عن سبب الشتات لأبناء الجنوب ولماذا مثل هذا الرجل طرد من الجنوب؟ ولماذا نحن في الشتات قلوبنا على بعض كأننا أبناء رجل وامرأة واحدة وفي الوطن لا نجتمع ولا نتفق؟
هذا الحوار البسيط قادني إلى التساؤل أيضا لم كل هذا وما هي أسباب وجذور المشكلة ؟
رحلت إلى التاريخ الحديث فوجدت الجنوبيين في إمارات ومشيخات لا تكاد تستقيم حتى تتفرخ وتتقسم ولا يكاد تثبت على تشكيلة واحدة والسمة الغالبة هي التشرذم ، ففي الستينات وصل عدد الكيانات في الجنوب إلى 23 كيان وحتى في تسمياتها مختلفة فمنها الإمارة والمشيخة والسلطنة وفي كل واحدا منها هنالك تمرد وانقسام . قد يقول قائل منا أن الاستعمار البريطاني هو سبب هذه التجزئة لكن التاريخ يقول أن بريطانيا أتت والتشرذم موجود بل أن بريطانيا قامت بجمع الكثير من المشيخات في حضرموت بدعمها للسلطان القعيطي في سلطنة واحدة إلى جانب السلطنة الكثيرية وهو ما تم فعلا وكذلك حاولت أن تجعل من ردفان وحالمين مناطق تابعة لإمارة الضالع هذا على سبيل المثل وليس الحصر.
في مرحلة الكفاح المسلح كنا أيضا مشتتين في التنظيمات مثل الجبهة القومية وجبهة التحرير وحزب الرابطة وتنظيمات عديدة في عدن وغير عدن ومع ذلك كان الجميع تواقا للحرية ولكننا لم نتفق على أسلوب واحد للنضال ولا إطار واحد يجمعنا ووجهنا بنادقنا إلى صدور بعض قبل حتى أن يطرد الاستعمار .
المهم نلنا استقلالنا وفرحنا كثيرا وآملنا بوطن للجميع ومحبة من الكل إلى الكل ومن الفرد للمجموع ومن المجموع للفرد وإذا بنا نختلف بعد الاستقلال مباشرة وبدأت التصنيفات ثم تحولت إلى صراع مسلح وأحداث متسارعة جميعها كان مواجهات وتشرذمات ليس إلا .
وكلما مرت مرحلة قلنا بان القادم أجمل وتم إلغاء الحزبية وصار الكل حزب واحد ومع ذلك لم نتفق وانقسم الحزب إلى أجنحة منها ماهو أيديولوجي ومنها ماهو قبلي وتصارعت أجنحة الحزب مرارا .
وفقدنا رجال ونساء كثر من سلاطين الجنوب وشيوخها إلى رجال السياسة والفكر والاقتصاد وتمت تصفية زعماء كثير الكل يسمع عنهم ويعرف أدوارهم .
ثم دخلنا في وحدة ونحن مشتتين نصف جيشنا في الشمال وداخل الجنوب شذر مذر ولم نتعظ ولم نعتبر بما جرى ودخلنا في حرب نتقاتل فيها الجنوبيين قتالا مرا والفائدة لغيرنا .
ومرت سنوات مرة وجحيمها لا يطاق ثم نهضنا من جديد في حراك جنوبي سلمي وتسامح وتصالح ولكن تلك المشكلة مازالت فينا فاليوم كيانات متعددة وجزء منا في السلطة وآخرون لا نرى لهم موقف معين وكل حزب بمالديهم فرحون .
وفي كل مرحلة من المراحل الفرز فيها على وتيرته وهذا يافعي وهذا حضرمي وهذا ضالعي وهذا كازمي وهذا ردفاني وهذا عولقي وهذا صبيحي وهذا عدني وهذا فضلي وهذا لحجي ووو الخ من التسميات التي ليست للتعارف بل للتربص والفرز المناطقي.
أما آن لهذا المرض أن ينتهي أم آن لنا أن نعتبر ونتعظ مما جرى ويجري ؟ والى متى سنظل نتمسك بهذا السلوك غير السوي؟
أن نزعتنا إلى التشرذم والفرز وعدم الثقة قادنا إلى ما نحن فيه من وضع لا يسر العدو قبل الصديق وان لم نتعظ فالقادم سيكون أسوأ والعن لو استمر الحال كما هو دائما لدينا .
بالتأكيد كثير من الشعوب عانت من تلك الأمور ولكن لدينا حالة مزمنة بحاجة إلى الوقوف أمامها ودراستها والبحث عن وسائل وسبل وعلاج لها واعتقد أن من أهمها هو أن نلتقي دائما ونتحاور دائما وان نثق ببعضنا ونتفهم ما يريد الآخر وما بقدراته حتى لا نجعل من التواصل والحوار وسيلة أخرى لتكريس الحال القائم.
هذه صورة لأبناء الجنوب داخل وطنهم ولكن هنالك صورة مشعة ورائعة وتثلج الصدور وهو تكاتف أبناء الجنوب في الخارج والثقة والمودة والاحترام ونجد أن المشاعر غير مختلفة والأفكار متقاربة والرغبات لا تكاد تختلف وكلنا مجمعون على التواصل وتحقيق المصير الواحد.
صورة لأبناء الجنوب في الخارج لا تماثل ماهو في الداخل بل مغايرة لها تماما .
فالمواساة والتكافل والتعاون والتآزر يشعر بها كل جنوبي من قبل إخوانه في الخارج.
لماذا الشعور الرائع في الخارج لا يناسبه ماهو في الداخل وكيف لنا أن نجعل حياتنا كإخوان وأصدقاء على ارض الواقع كحقيقة مجسدة ؟ وما المشكلة في ذلك؟ ولماذا نحن مدمنون الاختلاف بيننا ولماذا البعض منا يفضل أن يتعاون مع قوى ودول أخرى على أن يوجه جهوده لأبناء شعبه الجنوبي؟
هنالك خلل بحاجة إلى جهود كبيرة لسد وإصلاح ذلك الخلل حتى نستطيع أن نحقق أهدافنا الآنية والمستقبلية في ظل الثورة الجنوبية المباركة وبعد الاستقلال والا ...
التحية لكل ابناء وطني "الجنوب الحبيب" .
في حوار مسنجري بيني وبين الأخ العزيز ذئب المعجلة وكان يتحدث عن الأعمال الخيرية التي تقوم بها شركات المرحوم عمر قاسم العيسائي ويتحدث عنها بكل عرفان وجميل لاستيعابها لعدد كبير من أبناء الجنوب وقد أنقذتهم من الضياع وكان يتساءل عن سبب الشتات لأبناء الجنوب ولماذا مثل هذا الرجل طرد من الجنوب؟ ولماذا نحن في الشتات قلوبنا على بعض كأننا أبناء رجل وامرأة واحدة وفي الوطن لا نجتمع ولا نتفق؟
هذا الحوار البسيط قادني إلى التساؤل أيضا لم كل هذا وما هي أسباب وجذور المشكلة ؟
رحلت إلى التاريخ الحديث فوجدت الجنوبيين في إمارات ومشيخات لا تكاد تستقيم حتى تتفرخ وتتقسم ولا يكاد تثبت على تشكيلة واحدة والسمة الغالبة هي التشرذم ، ففي الستينات وصل عدد الكيانات في الجنوب إلى 23 كيان وحتى في تسمياتها مختلفة فمنها الإمارة والمشيخة والسلطنة وفي كل واحدا منها هنالك تمرد وانقسام . قد يقول قائل منا أن الاستعمار البريطاني هو سبب هذه التجزئة لكن التاريخ يقول أن بريطانيا أتت والتشرذم موجود بل أن بريطانيا قامت بجمع الكثير من المشيخات في حضرموت بدعمها للسلطان القعيطي في سلطنة واحدة إلى جانب السلطنة الكثيرية وهو ما تم فعلا وكذلك حاولت أن تجعل من ردفان وحالمين مناطق تابعة لإمارة الضالع هذا على سبيل المثل وليس الحصر.
في مرحلة الكفاح المسلح كنا أيضا مشتتين في التنظيمات مثل الجبهة القومية وجبهة التحرير وحزب الرابطة وتنظيمات عديدة في عدن وغير عدن ومع ذلك كان الجميع تواقا للحرية ولكننا لم نتفق على أسلوب واحد للنضال ولا إطار واحد يجمعنا ووجهنا بنادقنا إلى صدور بعض قبل حتى أن يطرد الاستعمار .
المهم نلنا استقلالنا وفرحنا كثيرا وآملنا بوطن للجميع ومحبة من الكل إلى الكل ومن الفرد للمجموع ومن المجموع للفرد وإذا بنا نختلف بعد الاستقلال مباشرة وبدأت التصنيفات ثم تحولت إلى صراع مسلح وأحداث متسارعة جميعها كان مواجهات وتشرذمات ليس إلا .
وكلما مرت مرحلة قلنا بان القادم أجمل وتم إلغاء الحزبية وصار الكل حزب واحد ومع ذلك لم نتفق وانقسم الحزب إلى أجنحة منها ماهو أيديولوجي ومنها ماهو قبلي وتصارعت أجنحة الحزب مرارا .
وفقدنا رجال ونساء كثر من سلاطين الجنوب وشيوخها إلى رجال السياسة والفكر والاقتصاد وتمت تصفية زعماء كثير الكل يسمع عنهم ويعرف أدوارهم .
ثم دخلنا في وحدة ونحن مشتتين نصف جيشنا في الشمال وداخل الجنوب شذر مذر ولم نتعظ ولم نعتبر بما جرى ودخلنا في حرب نتقاتل فيها الجنوبيين قتالا مرا والفائدة لغيرنا .
ومرت سنوات مرة وجحيمها لا يطاق ثم نهضنا من جديد في حراك جنوبي سلمي وتسامح وتصالح ولكن تلك المشكلة مازالت فينا فاليوم كيانات متعددة وجزء منا في السلطة وآخرون لا نرى لهم موقف معين وكل حزب بمالديهم فرحون .
وفي كل مرحلة من المراحل الفرز فيها على وتيرته وهذا يافعي وهذا حضرمي وهذا ضالعي وهذا كازمي وهذا ردفاني وهذا عولقي وهذا صبيحي وهذا عدني وهذا فضلي وهذا لحجي ووو الخ من التسميات التي ليست للتعارف بل للتربص والفرز المناطقي.
أما آن لهذا المرض أن ينتهي أم آن لنا أن نعتبر ونتعظ مما جرى ويجري ؟ والى متى سنظل نتمسك بهذا السلوك غير السوي؟
أن نزعتنا إلى التشرذم والفرز وعدم الثقة قادنا إلى ما نحن فيه من وضع لا يسر العدو قبل الصديق وان لم نتعظ فالقادم سيكون أسوأ والعن لو استمر الحال كما هو دائما لدينا .
بالتأكيد كثير من الشعوب عانت من تلك الأمور ولكن لدينا حالة مزمنة بحاجة إلى الوقوف أمامها ودراستها والبحث عن وسائل وسبل وعلاج لها واعتقد أن من أهمها هو أن نلتقي دائما ونتحاور دائما وان نثق ببعضنا ونتفهم ما يريد الآخر وما بقدراته حتى لا نجعل من التواصل والحوار وسيلة أخرى لتكريس الحال القائم.
هذه صورة لأبناء الجنوب داخل وطنهم ولكن هنالك صورة مشعة ورائعة وتثلج الصدور وهو تكاتف أبناء الجنوب في الخارج والثقة والمودة والاحترام ونجد أن المشاعر غير مختلفة والأفكار متقاربة والرغبات لا تكاد تختلف وكلنا مجمعون على التواصل وتحقيق المصير الواحد.
صورة لأبناء الجنوب في الخارج لا تماثل ماهو في الداخل بل مغايرة لها تماما .
فالمواساة والتكافل والتعاون والتآزر يشعر بها كل جنوبي من قبل إخوانه في الخارج.
لماذا الشعور الرائع في الخارج لا يناسبه ماهو في الداخل وكيف لنا أن نجعل حياتنا كإخوان وأصدقاء على ارض الواقع كحقيقة مجسدة ؟ وما المشكلة في ذلك؟ ولماذا نحن مدمنون الاختلاف بيننا ولماذا البعض منا يفضل أن يتعاون مع قوى ودول أخرى على أن يوجه جهوده لأبناء شعبه الجنوبي؟
هنالك خلل بحاجة إلى جهود كبيرة لسد وإصلاح ذلك الخلل حتى نستطيع أن نحقق أهدافنا الآنية والمستقبلية في ظل الثورة الجنوبية المباركة وبعد الاستقلال والا ...
التحية لكل ابناء وطني "الجنوب الحبيب" .