عدنيه
2009-09-10, 05:55 AM
الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد لـ للأهرام:
استقرار اليمن أمان للمنطقة ونرحب بدعوة عمرو موسي للتهدئة
حوار: أماني القصاص
http://www.ahram.org.eg/archive/2009/9/10/44838_27m.jpgعلى ناصر محمدبين سندان رغبة الجنوب في الإنفصال ومطرقة التهديد الحوثي في الشمال تعيش اليمن أوقاتها الأصعب دون بوصلة محددة للحل فالضغط الحوثي المستند للدعم الخارجي يتسبب في تشريد أكثر من150 ألف شخص ويقتل الآلاف ويستنزف الموارد ويهدد أمن الدولة اليمنية والمناطق المحيطة بها كذلك تتعالي الأصوات الجنوبية للمطالبة بانقسام الدولة وانعزال الجنوب عن الشمال متعللين بالإهمال الشديد والتمييز المادي والمعنوي الذي مارسته الحكومة لعشرات السنوات ضد الجنوبيين.. من موقع المسؤول السابق وبرؤية المعارض الحالي تحدث لـ الأهرام الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد.
* هل توجد علاقة بين الاضطرابات التي تخوضها جماعة الحوثيين وبين تنامي الدعوة لانفصال جنوب اليمن؟
لاتوجد علاقة ذاتية بين القضيتين ولكن قد تتقاطعان في جزئية معينة ضمن علاقة موضوعية بيد أن قضية الحوثي في المقابل تفترق كثيرا عن قضية الجنوب من حيث خلفياتها وتداعياتها كما أن لغة السلاح هي اللغة الأبرز بين السلطة والحوثيين وذلك نتيجة طبيعية لطبيعة المناطق الشمالية وصعدة بالذات فضلا عن الملابسات التي تلف قضية الحوثيين والتي تعلمها السلطة أكثر منا. أما القضية الجنوبية فهي قضية لايلفها أي غموض والوضوح عنوانها وأساسها كما أن الحراك الجنوبي الذي يتحرك من وحيها هو نضال سلمي بالطرق المشروعة والمتعارف عليها في كل النظم والقوانين السارية.
وهي قضية تعود إلي حرب صيف94 م التي ظن المنتصر عسكريا فيها بأنه أحرز انتصارا حقيقيا وحسمت الأمور حينها عسكريا لكنها لم تحسم سياسيا ومنذ ذلك اليوم مورست إجراءات متعددة باتجاه الانتقاص من المواطنة واغتصاب الأراضي والمنازل وتسريح الموظفين العسكريين والمدنيين ومصادرة الحقوق المكتسبة وغير ذلك من الممارسات علي مدي عقد ونصف من الزمن إلي أن حصل ماحذرنا منه في94 م وخرج الشارع الجنوبي للتعبير عن قضيته.
* هل يجعل الخلاف العقائدي بين اليمنيين السنة والحوثيين الشيعة الجنوب اليمني بعيدا مؤقتا عن الأحداث أم أن لهم ترتيبات أخري تخدم طموحهم السياسي؟
أكثر ما كان يميز اليمن ونأسف أن نقول ما كان وليس مازال هو خفوت الخلافات والنزاعات المذهبية والطائفية إلي حد الانعدام حيث يصلي الزيدي وراء إمام شافعي والعكس صحيح إلا فيما يتعلق ببعض الأقليات التي تحتفظ لنفسها ببعض الخصوصيات وهذا أمر يكفله الدستور والقانون ومن الأمور المؤسفة أن أقحم الخلاف المذهبي والطائفي في قضية صعدة وبدأنا نسمع عن سنة وشيعة وعن جامع سني وآخر زيدي علما أن الحوثيين هم من الزيدية وهذا ما يعلنونه وهذا المذهب يدين به أكثر من40% من سكان اليمن بحسب بعض الإحصائيات.
الامل ان يتم التوافق علي الازمة اليمنية بالحوار فاستقرار اليمن هو استقرار لدول وشعوب المنطقة كلها وهنا نحن نبارك الدعوة التي اطلقها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسي ومطالبته بوقف اطلاق النار واللجوء الي حل مشكلة صعدة سلميا وعبر التهدئة
* ما مدي القوة العسكرية التي يتمتع بها الحوثيون.. هل تتأتي قوتهم العسكرية دون دعم خارجي؟
من غير المعلوم بالنسبة لنا مدي قوتهم ومن أين يجلبونها وما نسمعه هو تبادل للاتهامات بين السلطة والحوثيين وتحضر أطراف خارجية في مسرح الاتهامات ومن المعروف بأن اليمن تتوافر علي أسواق مفتوحة للسلاح وفي متناول الشعب اليمني حوالي60 مليون قطعة سلاح.
* هل حدثت انتهاكات من الحوثيين ضد المدنيين والعزل في تلك الفترة كما سمعنا أم أكثر مما سمعنا أو تم الإعلان عنه؟
الاتهامات متبادلة والحصار العسكري والإعلامي مفروض علي صعدة ولم يتم السماح للجان المعنية للاطلاع علي ماجري ومايجري في صعدة حتي الآن للتأكد من صحة هذه الاتهامات.
* هل أنت كرجل مسئولا سابق عن اليمن هل أنت نادم علي فكرة الوحدة؟
فكرة الوحدة شكلت حلما لأجيال متعاقبة ولأزمنة طويلة في الشطرين وكل حروبنا ونزاعاتنا كانت الوحدة محورها الأساسي وقد تشرفت بالتوقيع علي أولي اتفاقياتها والتي وقعت في جامعة الدول العربية في القاهرة عام1972 م وأنجزنا في حينه دستور دولة الوحدة والقوانين المنظمة لها وقيام المجلس اليمني الأعلي وغير ذلك من الاتفاقيات والمشاريع الأخري ولكني لم أتشرف بتوقيع اتفاقية قيامها في العام90 م ولا يمكن لأحد أن يندم علي تحقيق حلم أجيال.
* في ظل التبشير باكتشافات بترولية في اليمن هل تري أن الشمال سيستأثر بها؟
نحن اليوم أحوج ما نكون لمن يبشرنا بانقضاء أزمة الوطن والخروج به من عنق الزجاجة الطويل وبعد ذلك سنجد ألف حل وحل للاكتشافات البترولية خاصة إذا ما أرسينا مبدأ الشراكة والعدالة والمواطنة المتساوية واحتكمنا جميعا رؤساء ومرؤوسين إلي قوة القانون لاقانون القوة.
* رصدت الهيئات الدولية حالات فساد عدة لمسئولين يمنيين للدرجة التي جعلت اليمن تحتل رقم141 علي مستوي العالم في الفساد.. هل ترون هذا الرقم دقيقا في ظل وجود هيئة يمنية لمحاربة الفساد.. ماهي معلوماتكم الأدق في ذلك؟
هناك مؤسسات خاصة تعني بمتابعة قضايا الفساد ومنها الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ولجان نيابية وغير ذلك...
وقد أضيف إليها هيئة لمكافحة الفساد التي ما لبثت أن باتت هدفا لحملة انتقادات كما تطالعنا وسائل الإعلام وربما تعدد الأطر الرقابية أفقدها جميعا دورها المأمول. أما عن المعلومات ومدي دقتها فهذه مسألة خاضعة لشفافية هذه الأجهزة والمؤسسات غير أن الفساد في اليمن بات قضية كبري ولعل خير ما يقال في هذا الصدد تقرير حديث عهد طالعناه عبر وسائل الإعلام وهو تقرير وكالة التنمية الدولية فقد ذكر الأستاذ عبد الغني الإرياني أن الفساد' لا يزال من أسوأ ما يمكن وهنا أنقل ما جاء في قوله' الفساد مركزي جدا وجزء لا يتجزأ من هيكل النظام ولا يستطيعون العيش بدونه.'
وأشار أيضا إلي موضوع التهريب حيث قال: تهريب الديزل يكلف الميزانية العامة ما يوازي إجمالي ميزانيتي الصحة والتعليم مجتمعتين وهو أكثر من مليار دولار وقال أيضا( أن60 في المئة من ميزانيتنا العامة تغذي شبكة المحسوبية عن طريق الفساد بطريقة أو أخري.)' وفي نفس التقرير يقول ارون ايرا الخبير في البنك الدولي أن دراسة مسحية أظهرت أن425 مسئولا اتهموا بالفساد منذ عام2005 إلي عام2007 إضافة إلي الموظفين الأشباح( كما سماهم التقرير) الذين يقدرون بـ30 ألف وغيرهم في المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية.
وهناك تقارير أخري ومعلومات أخري تتوافر لدي الجهات المتخصصة خاصة بعض منظمات المجتمع المدني وجميعها تؤكد بأن قضية الفساد ذات أهمية كبيرة في إطار أزمة اليمن وخاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي المتردي.
استقرار اليمن أمان للمنطقة ونرحب بدعوة عمرو موسي للتهدئة
حوار: أماني القصاص
http://www.ahram.org.eg/archive/2009/9/10/44838_27m.jpgعلى ناصر محمدبين سندان رغبة الجنوب في الإنفصال ومطرقة التهديد الحوثي في الشمال تعيش اليمن أوقاتها الأصعب دون بوصلة محددة للحل فالضغط الحوثي المستند للدعم الخارجي يتسبب في تشريد أكثر من150 ألف شخص ويقتل الآلاف ويستنزف الموارد ويهدد أمن الدولة اليمنية والمناطق المحيطة بها كذلك تتعالي الأصوات الجنوبية للمطالبة بانقسام الدولة وانعزال الجنوب عن الشمال متعللين بالإهمال الشديد والتمييز المادي والمعنوي الذي مارسته الحكومة لعشرات السنوات ضد الجنوبيين.. من موقع المسؤول السابق وبرؤية المعارض الحالي تحدث لـ الأهرام الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد.
* هل توجد علاقة بين الاضطرابات التي تخوضها جماعة الحوثيين وبين تنامي الدعوة لانفصال جنوب اليمن؟
لاتوجد علاقة ذاتية بين القضيتين ولكن قد تتقاطعان في جزئية معينة ضمن علاقة موضوعية بيد أن قضية الحوثي في المقابل تفترق كثيرا عن قضية الجنوب من حيث خلفياتها وتداعياتها كما أن لغة السلاح هي اللغة الأبرز بين السلطة والحوثيين وذلك نتيجة طبيعية لطبيعة المناطق الشمالية وصعدة بالذات فضلا عن الملابسات التي تلف قضية الحوثيين والتي تعلمها السلطة أكثر منا. أما القضية الجنوبية فهي قضية لايلفها أي غموض والوضوح عنوانها وأساسها كما أن الحراك الجنوبي الذي يتحرك من وحيها هو نضال سلمي بالطرق المشروعة والمتعارف عليها في كل النظم والقوانين السارية.
وهي قضية تعود إلي حرب صيف94 م التي ظن المنتصر عسكريا فيها بأنه أحرز انتصارا حقيقيا وحسمت الأمور حينها عسكريا لكنها لم تحسم سياسيا ومنذ ذلك اليوم مورست إجراءات متعددة باتجاه الانتقاص من المواطنة واغتصاب الأراضي والمنازل وتسريح الموظفين العسكريين والمدنيين ومصادرة الحقوق المكتسبة وغير ذلك من الممارسات علي مدي عقد ونصف من الزمن إلي أن حصل ماحذرنا منه في94 م وخرج الشارع الجنوبي للتعبير عن قضيته.
* هل يجعل الخلاف العقائدي بين اليمنيين السنة والحوثيين الشيعة الجنوب اليمني بعيدا مؤقتا عن الأحداث أم أن لهم ترتيبات أخري تخدم طموحهم السياسي؟
أكثر ما كان يميز اليمن ونأسف أن نقول ما كان وليس مازال هو خفوت الخلافات والنزاعات المذهبية والطائفية إلي حد الانعدام حيث يصلي الزيدي وراء إمام شافعي والعكس صحيح إلا فيما يتعلق ببعض الأقليات التي تحتفظ لنفسها ببعض الخصوصيات وهذا أمر يكفله الدستور والقانون ومن الأمور المؤسفة أن أقحم الخلاف المذهبي والطائفي في قضية صعدة وبدأنا نسمع عن سنة وشيعة وعن جامع سني وآخر زيدي علما أن الحوثيين هم من الزيدية وهذا ما يعلنونه وهذا المذهب يدين به أكثر من40% من سكان اليمن بحسب بعض الإحصائيات.
الامل ان يتم التوافق علي الازمة اليمنية بالحوار فاستقرار اليمن هو استقرار لدول وشعوب المنطقة كلها وهنا نحن نبارك الدعوة التي اطلقها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسي ومطالبته بوقف اطلاق النار واللجوء الي حل مشكلة صعدة سلميا وعبر التهدئة
* ما مدي القوة العسكرية التي يتمتع بها الحوثيون.. هل تتأتي قوتهم العسكرية دون دعم خارجي؟
من غير المعلوم بالنسبة لنا مدي قوتهم ومن أين يجلبونها وما نسمعه هو تبادل للاتهامات بين السلطة والحوثيين وتحضر أطراف خارجية في مسرح الاتهامات ومن المعروف بأن اليمن تتوافر علي أسواق مفتوحة للسلاح وفي متناول الشعب اليمني حوالي60 مليون قطعة سلاح.
* هل حدثت انتهاكات من الحوثيين ضد المدنيين والعزل في تلك الفترة كما سمعنا أم أكثر مما سمعنا أو تم الإعلان عنه؟
الاتهامات متبادلة والحصار العسكري والإعلامي مفروض علي صعدة ولم يتم السماح للجان المعنية للاطلاع علي ماجري ومايجري في صعدة حتي الآن للتأكد من صحة هذه الاتهامات.
* هل أنت كرجل مسئولا سابق عن اليمن هل أنت نادم علي فكرة الوحدة؟
فكرة الوحدة شكلت حلما لأجيال متعاقبة ولأزمنة طويلة في الشطرين وكل حروبنا ونزاعاتنا كانت الوحدة محورها الأساسي وقد تشرفت بالتوقيع علي أولي اتفاقياتها والتي وقعت في جامعة الدول العربية في القاهرة عام1972 م وأنجزنا في حينه دستور دولة الوحدة والقوانين المنظمة لها وقيام المجلس اليمني الأعلي وغير ذلك من الاتفاقيات والمشاريع الأخري ولكني لم أتشرف بتوقيع اتفاقية قيامها في العام90 م ولا يمكن لأحد أن يندم علي تحقيق حلم أجيال.
* في ظل التبشير باكتشافات بترولية في اليمن هل تري أن الشمال سيستأثر بها؟
نحن اليوم أحوج ما نكون لمن يبشرنا بانقضاء أزمة الوطن والخروج به من عنق الزجاجة الطويل وبعد ذلك سنجد ألف حل وحل للاكتشافات البترولية خاصة إذا ما أرسينا مبدأ الشراكة والعدالة والمواطنة المتساوية واحتكمنا جميعا رؤساء ومرؤوسين إلي قوة القانون لاقانون القوة.
* رصدت الهيئات الدولية حالات فساد عدة لمسئولين يمنيين للدرجة التي جعلت اليمن تحتل رقم141 علي مستوي العالم في الفساد.. هل ترون هذا الرقم دقيقا في ظل وجود هيئة يمنية لمحاربة الفساد.. ماهي معلوماتكم الأدق في ذلك؟
هناك مؤسسات خاصة تعني بمتابعة قضايا الفساد ومنها الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ولجان نيابية وغير ذلك...
وقد أضيف إليها هيئة لمكافحة الفساد التي ما لبثت أن باتت هدفا لحملة انتقادات كما تطالعنا وسائل الإعلام وربما تعدد الأطر الرقابية أفقدها جميعا دورها المأمول. أما عن المعلومات ومدي دقتها فهذه مسألة خاضعة لشفافية هذه الأجهزة والمؤسسات غير أن الفساد في اليمن بات قضية كبري ولعل خير ما يقال في هذا الصدد تقرير حديث عهد طالعناه عبر وسائل الإعلام وهو تقرير وكالة التنمية الدولية فقد ذكر الأستاذ عبد الغني الإرياني أن الفساد' لا يزال من أسوأ ما يمكن وهنا أنقل ما جاء في قوله' الفساد مركزي جدا وجزء لا يتجزأ من هيكل النظام ولا يستطيعون العيش بدونه.'
وأشار أيضا إلي موضوع التهريب حيث قال: تهريب الديزل يكلف الميزانية العامة ما يوازي إجمالي ميزانيتي الصحة والتعليم مجتمعتين وهو أكثر من مليار دولار وقال أيضا( أن60 في المئة من ميزانيتنا العامة تغذي شبكة المحسوبية عن طريق الفساد بطريقة أو أخري.)' وفي نفس التقرير يقول ارون ايرا الخبير في البنك الدولي أن دراسة مسحية أظهرت أن425 مسئولا اتهموا بالفساد منذ عام2005 إلي عام2007 إضافة إلي الموظفين الأشباح( كما سماهم التقرير) الذين يقدرون بـ30 ألف وغيرهم في المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية.
وهناك تقارير أخري ومعلومات أخري تتوافر لدي الجهات المتخصصة خاصة بعض منظمات المجتمع المدني وجميعها تؤكد بأن قضية الفساد ذات أهمية كبيرة في إطار أزمة اليمن وخاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي المتردي.