فحمان
2009-08-18, 04:40 AM
'' طحسة '' معوض وليس سقوط الـ بي بي سي ( بقلم : لطفي شطارة )
لندن " عدن برس " خاص : 18 – 8 – 2009
شاهدت كغيري من أبناء الجنوب مساء أمس المقابلة التي أجراها الإعلامي الفلسطيني المخضرم حسن معوض مع الرئيس الجنوبي علي سالم البيض .. كصحافي انتظرت بلهفة لمتابعة اللقاء الذي يعد مهما لقناة مثل الـ بي بي سي العربية تسعى الى تأكيد مهنيتها الذي تستمده من إرث وسمعة المؤسسة الاعلامية البريطانية وكسب جمهور من قناتين إخباريتين عربيتين استطاعتا أن تجعلا التنافس بينهما إخباريا وببرامجهما السياسية وهما " الجزيرة " و " العربية " ، رغم التفوق للأولى دون أي منازع سواء في البرامج او التغطية الخبرية التي تمتد شبكاتها معظم أرجاء المعمورة والمواقع الساخنة فيها .
لهفتي لمتابعة اللقاء كان لسببين أولهما أن حسن معوض شخصية إعلامية سيستطيع تقديم عصارة تجاربه التي أكتسبها من إذاعة ال بي بي سي القسم العربي بلندن قبل أن يتركها لتأسيس قناة " بانوراما " الى جانب توليه إدارة إذاعة " ام بي سي اف ام " التابعتين لمجموعة ام بي سي بعد انتقالها من لندن الى مدينة دبي للاعلام وتقديمه برنامج " نقطة نظام " لقناة " العربية " التي تركها بعد سنوات عائدا الى لندن مع انطلاقة القناة التلفزيونية العربية التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية .
ثانيا لشغفي للإجابات التي سيقدمها الرئيس البيض عن أسباب صمته طوال 15 عاما منذ خروجه من الجنوب عقب حرب 94 الى سلطنة عمان ، وأسباب خروجه الان لتبني قضية سياسية بحجم شعب الجنوب ، ورؤيته لكيفية الوصول الى تحقيق مطلب الشعب في الجنوب الذي ينادي بفك الارتباط بعد وصول الوحدة الطوعية بين دولتي الشمال والجنوب الى طريق مسدود .
غير أني وبعد ما يقارب عن أربعين دقيقة من المتابعة للحوار صدمت من سقوط إعلامي كبير مثل حسن معوض الذي أضاع فرصة ثمينة لتلفزيون ال بي بي سي العربي في الغوص في قلب وعقل الرئيس البيض وانتزاع منه وبطريقة مهنية إجابات للأسئلة التي ترقبتها دوائر سياسية سواء إقليمية او عربية او دولية ، خاصة وأن إطلالة البيض على قناة ال بي بي سي أعطاها الكثيرين من الساسة والمحللين ابعاد أخرى ، بكل صراحة شعرت وانا أتابع اسلوب تقديم الحوار للمخضرم معوض
بأنه يريد يتقمص دور الشخصية البوليسية في المسلسل الامريكي المحقق " كولمبو " ، وبين محاولته أن يكون بحجم جيرمي باكسمان المحاور اللبق في قناة بي بي سي 2 البريطانية عبر البرنامج الاخباري " نيوز نايت " .. ولذا فلم يكن معوض موفقا لا في تقمص شخصية كولمبو ، ولا في حصافة باكسمان الذي جعل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يتصبب عرقا في الاستديو من قوة أسئلته التي أحرجت بلير وهو يدفع ببريطانيا للمشاركة في الحرب ضد العراق رغم معارضة واسعة من الشعب البريطاني لها ، كان باكسمان قويا بأسئلته لا بملاسنته لضيفه ، قويا بحججه لا بمحاولته الاستهزاء بأمور بلير الشخصية .
لا أنكر أن حسن معوض إعلامي إذاعي معروف ومتابع سياسي لا يمكن التقليل منه ، ولكن بعد مقابلته الليلة اقتنعت بأنه ليس كل إعلامي يمكن أن يكون محاور سياسي تلفزيوني بارع ، ويعرف معوض الإعلامي أيضا بأن هناك فرقا شاسعا بين محاور برامج ترفيهية مثل " جون لينو " مقدم برامج الحوارات مع المشاهير في عالم السينما والغناء والفن على قناة سي ان بي سي الامريكية التي تتسم بالفكاهة ومعرفة امور شخصية في حياة النجوم ، او لنقل مقدم البرامج البريطاني الساخر جونتان روس على قناة بي بي سي 1 الذي يلتقي عبر برنامجه " فرايدي نايت " نجوما في المسرح والغناء والتمثيل ليشبع رغبة فئة من المتابعين لحياة المشاهير من ضيوفه ، وبين المحاور السياسي المخضرم ديفيد فروست الذي كنت أحرص أن أصحو باكرا صباح كل يوم احد لكي أتابع برنامج الأسبوعي السياسي " بريكفاست مع فروست " على قناة بي بي سي 1 ، وهو البرنامج الذي أشتهر بحواراته السياسية مع كبار المسؤولين البريطانيين حول السياسات الداخلية ، او مع قادة دول العالم ، لمناقشتهم على احدث المستجدات الدولية .
غير أن معوض الاعلامي الذي عاش طويلا في بريطانيا بلد التقاليد الرصينة في الاعلام لم يظهر لا بمستوى خبرته المهنية ، ولا بفترة متابعته للإعلام البريطاني الذي تعد ال بي بي سي أحد أهم مدارسه ، فأضاع على جمهور عريض في مختلف دول العالم متعة المتابعة للحوار مع الرئيس البيض والخروج منه بحصيلة معلومات مهمة من الجدل الذي اثاره الرجل بعد خروجه عن صمته الطويل .
بكل أسف بدا معوض وكأنه مقدم برامج مبتدئ يبحث عن شهرة من خلال ملاسنة ضيفه ، او اعتقاده بأن التطفل في أمور بعيدة عن شخصية الضيف السياسية ستوصله كمحاور سريعا الى سلم النجومية ، واستحضرت ذاكرتي أثناء كتابة مقالي هذا المذيعة الشابة سما الطويل التي أجرت أول لقاء تلفزيوني لقناة " الحرة " الامريكية منذ خروج البيض في شهر مايو الماضي ، فوضعت مقارنة بين اعلامية شابة حددت ما تريد انتزاعه من لقاء مع شخصية مثل البيض ، واستطاعت توصيل كل التساؤلات التي يبحث الشارع من خلالها عن إجابات واضحة من الضيف ، فنجحت وبكل جدارة رغم قصر مدة البرنامج الذي لم يتجاوز 25 دقيقة ، في الوقت الذي فشل فيه إعلامي محترف كحسن معوض ، الذي يفوق عمره المهني عمر الشابة سما الطويل ، ناهيك عن مدة برنامج ال بي بي سي الذي كان ضعف المدة الزمنية لبرنامج قناة " الحرة " ، وتفوق الطويل على إعلامي لأنها كانت احترافية في لقاءها ، بينما بدا معوض مبتدءا لا محترفا ، وضاع وسط محاولته التذاكي في أسئلته طيلة مدة البرنامج .
في لقاء الحرة أجاب الرئيس البيض بكل وضوح عن كل الاسئلة المحرجة التي طرحتها سما الطويل ، غير أن ال بي بي سي فشلت وعبر مهني محترف أن تجعل البيض يجيب إجابة كاملة وواضحة وشافية على أي سؤال طرح عليه بسبب مقاطعة المحاور لضيفه بعد أول كلمتين من إجابته على كل سؤال موجه إليه .. فقد ظل معوض يستعرض تذاكيه بأسئلته التي حولها الى ملاسنة ، وحافظ البيض على رباطة جأشه وظهر بمظهر المتماسك امام مهرج يريد إفشاله ، او يريد أن يوصل رسالة غير الرسالة التي يريد البيض توضيحها والتي تهم مستقبل منطقة من أسخن المناطق في العالم العربي اليوم .
للأسف خرجت المقابلة حتى عن أبسط قواعد اللباقة التي كان يجب أن يتحلى بها معوض وهو يريد أن يوصل لجمهور القناة ما يتلهفون لسماعه من أمور سياسية تهم اليمن وتهم الدول الاقليمية بل وتهم المجتمع الدولي دون استثناء .
ولكن للأسف انتهت المقابلة كما بدأت او كما تعمد معوض لها أن تبدأ وتنتهي عديمة الهدف خالية المضمون .. رغم أهمية الضيف والحدث الذي تعيشه بلاده ومكانة المؤسسة " بي بي سي " التي باسمها " طحس " معوض وفشل في أن يكون محاورا بمستوى العملاق سير ديفيد فروست ، او حتى المهرج والفكاهي جونتان روس .
لندن " عدن برس " خاص : 18 – 8 – 2009
شاهدت كغيري من أبناء الجنوب مساء أمس المقابلة التي أجراها الإعلامي الفلسطيني المخضرم حسن معوض مع الرئيس الجنوبي علي سالم البيض .. كصحافي انتظرت بلهفة لمتابعة اللقاء الذي يعد مهما لقناة مثل الـ بي بي سي العربية تسعى الى تأكيد مهنيتها الذي تستمده من إرث وسمعة المؤسسة الاعلامية البريطانية وكسب جمهور من قناتين إخباريتين عربيتين استطاعتا أن تجعلا التنافس بينهما إخباريا وببرامجهما السياسية وهما " الجزيرة " و " العربية " ، رغم التفوق للأولى دون أي منازع سواء في البرامج او التغطية الخبرية التي تمتد شبكاتها معظم أرجاء المعمورة والمواقع الساخنة فيها .
لهفتي لمتابعة اللقاء كان لسببين أولهما أن حسن معوض شخصية إعلامية سيستطيع تقديم عصارة تجاربه التي أكتسبها من إذاعة ال بي بي سي القسم العربي بلندن قبل أن يتركها لتأسيس قناة " بانوراما " الى جانب توليه إدارة إذاعة " ام بي سي اف ام " التابعتين لمجموعة ام بي سي بعد انتقالها من لندن الى مدينة دبي للاعلام وتقديمه برنامج " نقطة نظام " لقناة " العربية " التي تركها بعد سنوات عائدا الى لندن مع انطلاقة القناة التلفزيونية العربية التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية .
ثانيا لشغفي للإجابات التي سيقدمها الرئيس البيض عن أسباب صمته طوال 15 عاما منذ خروجه من الجنوب عقب حرب 94 الى سلطنة عمان ، وأسباب خروجه الان لتبني قضية سياسية بحجم شعب الجنوب ، ورؤيته لكيفية الوصول الى تحقيق مطلب الشعب في الجنوب الذي ينادي بفك الارتباط بعد وصول الوحدة الطوعية بين دولتي الشمال والجنوب الى طريق مسدود .
غير أني وبعد ما يقارب عن أربعين دقيقة من المتابعة للحوار صدمت من سقوط إعلامي كبير مثل حسن معوض الذي أضاع فرصة ثمينة لتلفزيون ال بي بي سي العربي في الغوص في قلب وعقل الرئيس البيض وانتزاع منه وبطريقة مهنية إجابات للأسئلة التي ترقبتها دوائر سياسية سواء إقليمية او عربية او دولية ، خاصة وأن إطلالة البيض على قناة ال بي بي سي أعطاها الكثيرين من الساسة والمحللين ابعاد أخرى ، بكل صراحة شعرت وانا أتابع اسلوب تقديم الحوار للمخضرم معوض
بأنه يريد يتقمص دور الشخصية البوليسية في المسلسل الامريكي المحقق " كولمبو " ، وبين محاولته أن يكون بحجم جيرمي باكسمان المحاور اللبق في قناة بي بي سي 2 البريطانية عبر البرنامج الاخباري " نيوز نايت " .. ولذا فلم يكن معوض موفقا لا في تقمص شخصية كولمبو ، ولا في حصافة باكسمان الذي جعل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يتصبب عرقا في الاستديو من قوة أسئلته التي أحرجت بلير وهو يدفع ببريطانيا للمشاركة في الحرب ضد العراق رغم معارضة واسعة من الشعب البريطاني لها ، كان باكسمان قويا بأسئلته لا بملاسنته لضيفه ، قويا بحججه لا بمحاولته الاستهزاء بأمور بلير الشخصية .
لا أنكر أن حسن معوض إعلامي إذاعي معروف ومتابع سياسي لا يمكن التقليل منه ، ولكن بعد مقابلته الليلة اقتنعت بأنه ليس كل إعلامي يمكن أن يكون محاور سياسي تلفزيوني بارع ، ويعرف معوض الإعلامي أيضا بأن هناك فرقا شاسعا بين محاور برامج ترفيهية مثل " جون لينو " مقدم برامج الحوارات مع المشاهير في عالم السينما والغناء والفن على قناة سي ان بي سي الامريكية التي تتسم بالفكاهة ومعرفة امور شخصية في حياة النجوم ، او لنقل مقدم البرامج البريطاني الساخر جونتان روس على قناة بي بي سي 1 الذي يلتقي عبر برنامجه " فرايدي نايت " نجوما في المسرح والغناء والتمثيل ليشبع رغبة فئة من المتابعين لحياة المشاهير من ضيوفه ، وبين المحاور السياسي المخضرم ديفيد فروست الذي كنت أحرص أن أصحو باكرا صباح كل يوم احد لكي أتابع برنامج الأسبوعي السياسي " بريكفاست مع فروست " على قناة بي بي سي 1 ، وهو البرنامج الذي أشتهر بحواراته السياسية مع كبار المسؤولين البريطانيين حول السياسات الداخلية ، او مع قادة دول العالم ، لمناقشتهم على احدث المستجدات الدولية .
غير أن معوض الاعلامي الذي عاش طويلا في بريطانيا بلد التقاليد الرصينة في الاعلام لم يظهر لا بمستوى خبرته المهنية ، ولا بفترة متابعته للإعلام البريطاني الذي تعد ال بي بي سي أحد أهم مدارسه ، فأضاع على جمهور عريض في مختلف دول العالم متعة المتابعة للحوار مع الرئيس البيض والخروج منه بحصيلة معلومات مهمة من الجدل الذي اثاره الرجل بعد خروجه عن صمته الطويل .
بكل أسف بدا معوض وكأنه مقدم برامج مبتدئ يبحث عن شهرة من خلال ملاسنة ضيفه ، او اعتقاده بأن التطفل في أمور بعيدة عن شخصية الضيف السياسية ستوصله كمحاور سريعا الى سلم النجومية ، واستحضرت ذاكرتي أثناء كتابة مقالي هذا المذيعة الشابة سما الطويل التي أجرت أول لقاء تلفزيوني لقناة " الحرة " الامريكية منذ خروج البيض في شهر مايو الماضي ، فوضعت مقارنة بين اعلامية شابة حددت ما تريد انتزاعه من لقاء مع شخصية مثل البيض ، واستطاعت توصيل كل التساؤلات التي يبحث الشارع من خلالها عن إجابات واضحة من الضيف ، فنجحت وبكل جدارة رغم قصر مدة البرنامج الذي لم يتجاوز 25 دقيقة ، في الوقت الذي فشل فيه إعلامي محترف كحسن معوض ، الذي يفوق عمره المهني عمر الشابة سما الطويل ، ناهيك عن مدة برنامج ال بي بي سي الذي كان ضعف المدة الزمنية لبرنامج قناة " الحرة " ، وتفوق الطويل على إعلامي لأنها كانت احترافية في لقاءها ، بينما بدا معوض مبتدءا لا محترفا ، وضاع وسط محاولته التذاكي في أسئلته طيلة مدة البرنامج .
في لقاء الحرة أجاب الرئيس البيض بكل وضوح عن كل الاسئلة المحرجة التي طرحتها سما الطويل ، غير أن ال بي بي سي فشلت وعبر مهني محترف أن تجعل البيض يجيب إجابة كاملة وواضحة وشافية على أي سؤال طرح عليه بسبب مقاطعة المحاور لضيفه بعد أول كلمتين من إجابته على كل سؤال موجه إليه .. فقد ظل معوض يستعرض تذاكيه بأسئلته التي حولها الى ملاسنة ، وحافظ البيض على رباطة جأشه وظهر بمظهر المتماسك امام مهرج يريد إفشاله ، او يريد أن يوصل رسالة غير الرسالة التي يريد البيض توضيحها والتي تهم مستقبل منطقة من أسخن المناطق في العالم العربي اليوم .
للأسف خرجت المقابلة حتى عن أبسط قواعد اللباقة التي كان يجب أن يتحلى بها معوض وهو يريد أن يوصل لجمهور القناة ما يتلهفون لسماعه من أمور سياسية تهم اليمن وتهم الدول الاقليمية بل وتهم المجتمع الدولي دون استثناء .
ولكن للأسف انتهت المقابلة كما بدأت او كما تعمد معوض لها أن تبدأ وتنتهي عديمة الهدف خالية المضمون .. رغم أهمية الضيف والحدث الذي تعيشه بلاده ومكانة المؤسسة " بي بي سي " التي باسمها " طحس " معوض وفشل في أن يكون محاورا بمستوى العملاق سير ديفيد فروست ، او حتى المهرج والفكاهي جونتان روس .