بوعمر
2009-08-08, 07:18 PM
اليمن .. إلى انقلاب أو انفلات
مقدمة :
للفجر .. نور
هل انتهت ورقة علي عبدالله صالح ..؟؟ تساؤل يبدو ملائماً لهذه المرحلة الحادة من تاريخ اليمن المعاصر ، وتساؤل يبدو منطقياً في ظل تدافع الأحداث الشديدة على القصر الجمهوري في صنعاء ، فمن تمرد الحوثي بصعدة ، إلى التطورات الخطيرة المتواترة في الجنوب العربي ، إلى حديث حميد الأحمر لقناة الجزيرة الإخبارية تبدو أن الضغوطات تكاد تخنق نظام صنعاء ...
وقبيل الدخول في محاولة الوصول إلى التساؤل عن إن كانت ورقة علي صالح قد انتهت ، نعود إلى أرضية السياسة اليمنية في عمومها ، فلقد عرفنا النظام اليمني على أنه نظام سياسي يعتمد على المعالجات القصيرة المدى ، سواء من خلال تحالفاته مع خصومه السياسيين داخلياً وخارجياً أو من خلال تمرير الوعود بالتصحيح أو الإصلاح لأن الأهم عند النظام هو الخروج من الأزمات للبقاء في السلطة ...
لكن إن نحن حاولنا استعادة ما حدث في الانتخابات الرئاسية عام 2006م فأننا سنقف على نظرة قد تضعنا في طريق التوريث لنجل الرئيس علي عبدالله صالح ، فالنظام ومنذ انتخابات 2006م قام بتكريس التشدد على مؤسسات وهيئات الدولة ، والنظام الذي خرج من معركة الانتخابات مثخناً بجراحات بالغة وجد نفسه أمام خيارات رئيسية قاطعة أهمها التخلي عن الارتباط ببيت الأحمر وتقوية العناصر الآتية من سنحان ...
وبالرغم من هذا لا يمكن التسليم بهكذا تصور لأن ما تزامن بعد ذلك هو تنامي القضية الجنوبية التي تشكلت في إطار مغاير عن جوهرها حتى تبلورت في العام 2007م من مطالب حقوقية إلى مطالب سياسية ، كما أن رحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في 31 ديسمبر 2007م شكل بحد ذاته منعطفاً في السياسة اليمنية داخلياً وحتى خارجياً ، وهو الحدث الذي انتهزه رأس النظام علي عبدالله صالح باستئثاره بحكم اليمن ومحاولة تهميش الأطراف المشاركة في الحكم من خلال إجراءات حجمت بعضاً من الخصوم الأصدقاء ...
لكن إن عدنا إلى صراعات الأجنحة داخل البيت الحاكم في اليمن سنجد أن تياراً برز بين الجيل الثاني الطامح لحكم اليمن ، فالفكرة التي روج لها الرئيس علي صالح طوال سنوات تفرده بالسلطة عملت على مفاهيم الديمقراطية والتعددية والمؤسسات على طبيعة الغير مؤثرة في رأس السلطة الحاكمة ، فمازال اليمن يحتكم لقوانين القبيلة والعشيرة التي سيطرت على مكونات الدولة المدنية والعسكرية خلال فترة سيطرتها على حكم اليمن ...
الجيل الثاني
بين أبناء سنحان والأحمر تكمن قضية النزاع على السلطة فالنفوذ والثروة كرس كل منهما طموحات هذا الجيل فعندما يظهر قائد الحرس الجمهوري العميد أحمد علي صالح فأن الظهور الموازي له عند بيت الأحمر يظهر في صفة رجالات القبيلة الأقوياء والأثرياء وإن كان لهذا الجناح من قوة سياسية فهي تكمن عند النجل الثاني للشيخ عبدالله الأحمر حميد ، فالرجل الذي دخل السياسة اليمنية من خلال محاولته إسقاط رأس النظام السياسي في انتخابات 2006م بدعمه المرشح فيصل بن شملان كان على أهبة الاستعداد للأنقضاض على رأس السلطة السياسية إلا أن الرئيس صالح نجح في المرور من الانتخابات الرئاسية فائزاً ...
تبدو طموحات حميد الأحمر أكثر حضوراً وبروزاً خاصة وأن مقابلته مع قناة الجزيرة أظهرته كمن يحمل قوة غير محدودة وأنه كما يستعين بقبيلة حاشد داخلياً فهو يستعين بطرف خارجي أيضاً ، ففحوى حديث حميد مساء الخامس من أغسطس 2009م هو مطالبة الرئيس علي صالح بالتنحي عن السلطة وإلا فأن ما سيأتي لن يستطيع مقاومته أي الرئيس صالح ، قد تبدو هنا الصورة منهجية في المواجهة بين أقطاب الحكم اليمني ...
حتى أن الحوثيين الذين أصدروا بياناً شديداً في حق حميد الأحمر ثبتوا على مبدأ الخصومة مع سلطة صنعاء وما يحتويها من إطار قبلي ، مما يكرس مفهوم الصراع بين أقطاب البيت الحاكم في قبيلة حاشد بعيداً عن المفاهيم والمبادىء التي حاول من خلالها حميد الأحمر التسلق عليها وكسب نقاط لصالحه في مواجهته مع الرئيس اليمني علي صالح ...
هذا الصراع الدائر هل يمكن أن تكون له أطراف خارجية تدعمه ؟؟؟
تساؤل أيضاً سيبدو منطقياً إن استعدنا ظهور الرئيس علي سالم البيض في 21 مايو 2009م ، وما تبع ذلك من زخم هائل للحراك السلمي في الجنوب العربي ، بل أن مشهد ما حدث في زنجبار 23 يوليو 2009م هو تأكيد صريح إلى ما بلغته القضية الجنوبية العربية بعد أن ظهر الرئيس البيض على سطح الأحداث خاتماً خمسة عشر عاماً من الاعتكاف ، وغن كان ظهوره لم يثر عند الجنوبيين أسئلة عن الدوافع ومدى التأييد الإقليمي أو الدولي بغير الاستناد إلى المقررات الدولية العائدة إلى العام 1994م فأنها اليوم تثير أسئلة تحتاج إلى كثير من الإجابات المفصلة ..!!!
هل يمكن أن تكون دول المنطقة قد استنفدت صبرها حيال النظام اليمني وحان الوقت لإغلاق ملف الابتزاز الذي أنشأه الرئيس علي صالح بعد هجمات 11 سبتمبر 2001م والحرب الأمريكية على ما يسمى الإرهاب ؟؟ ، إن كان هنالك أجندة خاصة باليمن فعدد من المبررات تدعم هذه المسألة أهمها أن الدول الإقليمية بما فيها المملكة السعودية ومصر لم تعلن رسمياً رفضها إعلان 21 مايو 2009م والداعي لفك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية ، نعم صدرت بيانات من هنا وهناك كلها تؤكد على دعم الوحدة اليمنية ولكنها لم ترفض إعلان فك الارتباط ، والكل يدرك أن الرئيس علي سالم البيض يهدف لتدويل القضية الجنوبية وينتهز الفرص لذلك وما نداء الاستغاثة المواكب لمجزرة زنجبار غير فرصة لم تستوفي شرط التدويل ...
وإن أيضاً شئنا الاستقراء في تصريحات عبدالكريم الأرياني الأخيرة فأننا أيضاً نذهب إلى تشدد مثير تجاه الأحداث الأخيرة خاصة فيما جاء بقرن الفيدرالية على أساس أنها تؤدي إلى الانفصال مما يولد مزيداً من الإحاطة حول فكرة أن اليمن مقبل على مرحلة حاسمة قد تحسم مسألة الحكم في اليمن وتؤدي إلى فك الارتباط قسراً مع الجنوب العربي ، وإلا لماذا يرفض اليمن المشروع الفدرالي مع أنه الضامن الوحيد لبقاء الوحدة اليمنية ...
وحتى المشروع الفدرالي المطروح من جانب رابطة أبناء اليمن كان للجنوبيين موقف منه بالرفض والتمسك بفك الارتباط ، وقد يكون هذا الرفض مبرراً خاصة وأن الرغبة بفك الارتباط تتنامى شعبياً وهي من تشكل الضاغط الأكبر على القيادة السياسية ، وحتى على الكوادر الشابة الطامح بعضها على استعادة دولة ما قبل 22 مايو 1990م ، إذن المحصلة في الفكرة الفيدرالية تكون معدومة آلياً برفض كل الأطراف المتصارعة ...
ويبقى اليمن مرهوناً على كل الاحتمالات ، بل أن ما حذر منه الرئيس علي صالح في 27 ابريل 2009م يبدو مطلاً على صنعاء أكثر من ما هو مطل على الجنوب العربي وقضيته السياسية المحورية ، ومعادلة التغيير التي يرفعها طرف يمني يبحث عن موطأ قدم في القصر الجمهوري تبدو سانحة إن شاءت الأطراف المحيطة بذلك ، فهل يمكن أن نقرأ في الأفق إعلان تصفية للرئيس اليمني وإعادة رسم للخارطة في جنوب شبة الجزيرة العربية ...؟؟؟
مقدمة :
للفجر .. نور
هل انتهت ورقة علي عبدالله صالح ..؟؟ تساؤل يبدو ملائماً لهذه المرحلة الحادة من تاريخ اليمن المعاصر ، وتساؤل يبدو منطقياً في ظل تدافع الأحداث الشديدة على القصر الجمهوري في صنعاء ، فمن تمرد الحوثي بصعدة ، إلى التطورات الخطيرة المتواترة في الجنوب العربي ، إلى حديث حميد الأحمر لقناة الجزيرة الإخبارية تبدو أن الضغوطات تكاد تخنق نظام صنعاء ...
وقبيل الدخول في محاولة الوصول إلى التساؤل عن إن كانت ورقة علي صالح قد انتهت ، نعود إلى أرضية السياسة اليمنية في عمومها ، فلقد عرفنا النظام اليمني على أنه نظام سياسي يعتمد على المعالجات القصيرة المدى ، سواء من خلال تحالفاته مع خصومه السياسيين داخلياً وخارجياً أو من خلال تمرير الوعود بالتصحيح أو الإصلاح لأن الأهم عند النظام هو الخروج من الأزمات للبقاء في السلطة ...
لكن إن نحن حاولنا استعادة ما حدث في الانتخابات الرئاسية عام 2006م فأننا سنقف على نظرة قد تضعنا في طريق التوريث لنجل الرئيس علي عبدالله صالح ، فالنظام ومنذ انتخابات 2006م قام بتكريس التشدد على مؤسسات وهيئات الدولة ، والنظام الذي خرج من معركة الانتخابات مثخناً بجراحات بالغة وجد نفسه أمام خيارات رئيسية قاطعة أهمها التخلي عن الارتباط ببيت الأحمر وتقوية العناصر الآتية من سنحان ...
وبالرغم من هذا لا يمكن التسليم بهكذا تصور لأن ما تزامن بعد ذلك هو تنامي القضية الجنوبية التي تشكلت في إطار مغاير عن جوهرها حتى تبلورت في العام 2007م من مطالب حقوقية إلى مطالب سياسية ، كما أن رحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في 31 ديسمبر 2007م شكل بحد ذاته منعطفاً في السياسة اليمنية داخلياً وحتى خارجياً ، وهو الحدث الذي انتهزه رأس النظام علي عبدالله صالح باستئثاره بحكم اليمن ومحاولة تهميش الأطراف المشاركة في الحكم من خلال إجراءات حجمت بعضاً من الخصوم الأصدقاء ...
لكن إن عدنا إلى صراعات الأجنحة داخل البيت الحاكم في اليمن سنجد أن تياراً برز بين الجيل الثاني الطامح لحكم اليمن ، فالفكرة التي روج لها الرئيس علي صالح طوال سنوات تفرده بالسلطة عملت على مفاهيم الديمقراطية والتعددية والمؤسسات على طبيعة الغير مؤثرة في رأس السلطة الحاكمة ، فمازال اليمن يحتكم لقوانين القبيلة والعشيرة التي سيطرت على مكونات الدولة المدنية والعسكرية خلال فترة سيطرتها على حكم اليمن ...
الجيل الثاني
بين أبناء سنحان والأحمر تكمن قضية النزاع على السلطة فالنفوذ والثروة كرس كل منهما طموحات هذا الجيل فعندما يظهر قائد الحرس الجمهوري العميد أحمد علي صالح فأن الظهور الموازي له عند بيت الأحمر يظهر في صفة رجالات القبيلة الأقوياء والأثرياء وإن كان لهذا الجناح من قوة سياسية فهي تكمن عند النجل الثاني للشيخ عبدالله الأحمر حميد ، فالرجل الذي دخل السياسة اليمنية من خلال محاولته إسقاط رأس النظام السياسي في انتخابات 2006م بدعمه المرشح فيصل بن شملان كان على أهبة الاستعداد للأنقضاض على رأس السلطة السياسية إلا أن الرئيس صالح نجح في المرور من الانتخابات الرئاسية فائزاً ...
تبدو طموحات حميد الأحمر أكثر حضوراً وبروزاً خاصة وأن مقابلته مع قناة الجزيرة أظهرته كمن يحمل قوة غير محدودة وأنه كما يستعين بقبيلة حاشد داخلياً فهو يستعين بطرف خارجي أيضاً ، ففحوى حديث حميد مساء الخامس من أغسطس 2009م هو مطالبة الرئيس علي صالح بالتنحي عن السلطة وإلا فأن ما سيأتي لن يستطيع مقاومته أي الرئيس صالح ، قد تبدو هنا الصورة منهجية في المواجهة بين أقطاب الحكم اليمني ...
حتى أن الحوثيين الذين أصدروا بياناً شديداً في حق حميد الأحمر ثبتوا على مبدأ الخصومة مع سلطة صنعاء وما يحتويها من إطار قبلي ، مما يكرس مفهوم الصراع بين أقطاب البيت الحاكم في قبيلة حاشد بعيداً عن المفاهيم والمبادىء التي حاول من خلالها حميد الأحمر التسلق عليها وكسب نقاط لصالحه في مواجهته مع الرئيس اليمني علي صالح ...
هذا الصراع الدائر هل يمكن أن تكون له أطراف خارجية تدعمه ؟؟؟
تساؤل أيضاً سيبدو منطقياً إن استعدنا ظهور الرئيس علي سالم البيض في 21 مايو 2009م ، وما تبع ذلك من زخم هائل للحراك السلمي في الجنوب العربي ، بل أن مشهد ما حدث في زنجبار 23 يوليو 2009م هو تأكيد صريح إلى ما بلغته القضية الجنوبية العربية بعد أن ظهر الرئيس البيض على سطح الأحداث خاتماً خمسة عشر عاماً من الاعتكاف ، وغن كان ظهوره لم يثر عند الجنوبيين أسئلة عن الدوافع ومدى التأييد الإقليمي أو الدولي بغير الاستناد إلى المقررات الدولية العائدة إلى العام 1994م فأنها اليوم تثير أسئلة تحتاج إلى كثير من الإجابات المفصلة ..!!!
هل يمكن أن تكون دول المنطقة قد استنفدت صبرها حيال النظام اليمني وحان الوقت لإغلاق ملف الابتزاز الذي أنشأه الرئيس علي صالح بعد هجمات 11 سبتمبر 2001م والحرب الأمريكية على ما يسمى الإرهاب ؟؟ ، إن كان هنالك أجندة خاصة باليمن فعدد من المبررات تدعم هذه المسألة أهمها أن الدول الإقليمية بما فيها المملكة السعودية ومصر لم تعلن رسمياً رفضها إعلان 21 مايو 2009م والداعي لفك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية ، نعم صدرت بيانات من هنا وهناك كلها تؤكد على دعم الوحدة اليمنية ولكنها لم ترفض إعلان فك الارتباط ، والكل يدرك أن الرئيس علي سالم البيض يهدف لتدويل القضية الجنوبية وينتهز الفرص لذلك وما نداء الاستغاثة المواكب لمجزرة زنجبار غير فرصة لم تستوفي شرط التدويل ...
وإن أيضاً شئنا الاستقراء في تصريحات عبدالكريم الأرياني الأخيرة فأننا أيضاً نذهب إلى تشدد مثير تجاه الأحداث الأخيرة خاصة فيما جاء بقرن الفيدرالية على أساس أنها تؤدي إلى الانفصال مما يولد مزيداً من الإحاطة حول فكرة أن اليمن مقبل على مرحلة حاسمة قد تحسم مسألة الحكم في اليمن وتؤدي إلى فك الارتباط قسراً مع الجنوب العربي ، وإلا لماذا يرفض اليمن المشروع الفدرالي مع أنه الضامن الوحيد لبقاء الوحدة اليمنية ...
وحتى المشروع الفدرالي المطروح من جانب رابطة أبناء اليمن كان للجنوبيين موقف منه بالرفض والتمسك بفك الارتباط ، وقد يكون هذا الرفض مبرراً خاصة وأن الرغبة بفك الارتباط تتنامى شعبياً وهي من تشكل الضاغط الأكبر على القيادة السياسية ، وحتى على الكوادر الشابة الطامح بعضها على استعادة دولة ما قبل 22 مايو 1990م ، إذن المحصلة في الفكرة الفيدرالية تكون معدومة آلياً برفض كل الأطراف المتصارعة ...
ويبقى اليمن مرهوناً على كل الاحتمالات ، بل أن ما حذر منه الرئيس علي صالح في 27 ابريل 2009م يبدو مطلاً على صنعاء أكثر من ما هو مطل على الجنوب العربي وقضيته السياسية المحورية ، ومعادلة التغيير التي يرفعها طرف يمني يبحث عن موطأ قدم في القصر الجمهوري تبدو سانحة إن شاءت الأطراف المحيطة بذلك ، فهل يمكن أن نقرأ في الأفق إعلان تصفية للرئيس اليمني وإعادة رسم للخارطة في جنوب شبة الجزيرة العربية ...؟؟؟