بوعمر
2009-07-25, 08:26 PM
الحراك والقاعدون خزياً...
مقدمة :
المقداد بن عمرو رضي الله عنه مخاطباً الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم :
لن نقول لك كما قالت بني إسرائيل لموسى ـ عليه السلام ـ أذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ولكن نقول لك أذهب أنت وربك إنا معكما مقاتلون ...
تشتد الأزمة ، وتعبر قضية الجنوب العربي معبراً من أعظم معابرها الكبرى في يوم الخميس الكبير الثالث والعشرين من يوليو 2009م ، فلم تكن مجزرة زنجبار في كل تفصيلاتها مجردة من مضامين القضية التي تشتد عودها وتلتهب مفاصلها عندما يراق دم الشهداء غالياً وثميناً جداً على أهل الجنوب العربي في يوم عصيب من أيام الوطن الجنوبي العربي ، لذا كانت الساعات التاليات لمجزرة زنجبار هي محك من محكات رجالات الجنوب العربي كل في موقعه ، وكل في نضاله ، وكل يختار بوصلة حراكه في حراك وطن لن يتوقف حتى ينجز وعده بالاستقلال التام على كامل ترابه وتحت كل سمائه الجنوبية العربية ...
قبل أشهر من هذا العام بثت قناة الجزيرة الإخبارية لقاءً مع رئيس الوزراء الأسبق حيدر أبوبكر العطاس قيل حينها أنه كان مسجلاً قبل عامين وقدمته الجزيرة من خلال أجندة ما لصالح الدوحة ، وقد كان تمهيداً لخطوة الرئيس علي سالم البيض الذي انهأ اعتكافه في سلطنة عمان وظهر من خلال خطابه الكبير في 21 مايو 2009م ، في لقاء العطاس كان الرجل منسجماً تماماً مع قضية الجنوب العربي بل تجاوز كثير من الأطروحات السياسية القائمة واتجه ناحية تمكين القضية الجنوبية العربية من أساسيات نضالها ومبادئها ...
وبالرغم من صمته المستمر إلا أن المتوسمين في حيدر أبوبكر العطاس كثيرين ففي جانب يصفه رئيس دولة الاحتلال اليمني علي عبدالله صالح بأنه مهندس انفصال العام 1994م فأن الحراك الجنوبي يريده أن يكون في صفه لا مهندسه ، ليس تقليلاً من شخصية الرجل بل عشماً في تاريخ العطاس ومبادئه الجنوبية العربية التي يمكن ان تبلور مشروع الجنوب العربي السياسي ، خاصة وأن الأحداث في الوطن تتسارع والاجتهادات تتصارع ...
بكل أسف خذل حيدر العطاس الحراك الذي يشتد ، والذي أصبح العنوان الكبير في البذل تجاه تحقيق غاية الاستقلال ، الخذلان أن يخرج بيان باهت لا يوازي الدم المراق في زنجبار أو حتى من سبقها في الديس والمكلا والشحر وردفان والضالع وعدن ، هذا هو الدم الذي يحتاج إلى واقعية في الحديث السياسي ، هذا الدم هو من يريد كلمة الحق ، ومن يبحث عن اصطفاف حقيقي لا خذلان من خلال بيان باهت لا يوازي الحبر المكتوب به ...
هل كان بيان حيدر العطاس وعلي ناصر محمد هو مجرد تأكيد على اندماج القوى التاريخية ؟؟ ، إن كان هذا هو سقف البيان فهذا السقف بلا أعمدة يقوم ، كثيرين خرجوا عن الطوق الأول عن العودة إلى ما قبل 22 مايو 1990م فغالبية الشعب في الداخل والخارج يبحثون عن أرضية وطنية صحيحة لا تنتمي لوطن مملوء بالغدر والخيانة ، وطن مشوه ، وطن لا يرمز لغير مرحلة خرج فيها الأقزام ليذهبوا إلى وطن لا أحد يعرفه ، ولا أحد ينتمي إليه غير الحمقاء والسفهاء والجهلاء ، وطن يمني جنوبي لا يتشرف أحد من كان بالانتماء له اليوم ...
من ما ورد في البيان السخيف قولهم :
( إن تكريس نهج القوة ومواصلة استخدام السلاح من قبل السلطة ضد الحراك السلمى يسقط ما يحاول النظام تسويقه محلياً واقليمياً ودولياً بإعلان الرئيس فتح صفحة جديدة ودعوته إلى نبذ العنف والتصالح والتسامح والحوار كما جاء في مقاله المنشور في صحيفة الثورة الذي لم يجف حبره بعد، ونؤكد بأن الوحدة لايمكن حمايتها بالدم وإنما بالعدل والشركة والمواطنة المتساوية )
وكأن العطاس وعلي ناصر يعيشان في زمن آخر ، القضية الجنوبية ظهر فيها الرئيس البيض وأعلن فك الارتباط الثاني بتاريخ 21 مايو 2009م ، ليس هنالك وقت لقراءة مقال فخامة رئيسكم اليمني ، وليس هنالك مدعاة لمحاسبة علي صالح على كلماته إن جفت أو إن لم تجف لأن الحراك الجنوبي لم يطلع عليها لأنها مجرد هراء لا يلبي مطلب الشعب الجنوبي ...
سنبدو كمن يحاول الجري خلف الوهم إن نحن تأملنا فيمن ينتظرون أن يصل الحراك إن وصل إلى استقلال فهم معه ، وإن هو هزم لا سمح الله فسيأتون ويقولون مجرد غوغاء أخذتهم عقولهم إلى حتفهم فالوحدة هي المصير الذي لا مناص منه ، هؤلاء الواهمون الذين مازالوا يقبعون بين اللون الرمادي فلا هم مع وطنهم ولا هم مع السابحين في فلكهم ، ونخشى أن تور وكالة أنباء اليمن السعيد أن العطاس وعلي ناصر قد أرسلا بباقات ورد متمنين لفخامة الرئيس الصحة وطول العمر ...
تصفية حسابات
قد تكون هنالك مساحة شاغرة للسادة المخدرون لتصفية الحسابات ولكن تصفيتها مع منّ يا ترى ؟؟ مع الشعب ..!! تبدو إجابة جد حادةً على الشعب ولكنها على المخدرون والحالمون الواهمون تبدو فيها نظر ، وهي مجرد مسألة تحتاج إلى تفكير وقرار ثم بيان يوضح أنهم مع الشعب الذي يقاتل العسكر المحتلين لا يمتلك غير طموح باستقلال وطني ...
سيتمتع الرئيس علي صالح كثيراً وهو يقرأ كهذا البيان الرخيص ، سيتمتع لأنه سيشكل لجنة برئاسة الأخوين علي ناصر وحيد العطاس وسيقدم لهما مرتبات وعطايا فالأمر يحتاج إلى لجنة مراجعة ، ولجنة تقصي حقائق ، ولجنة لتفشي وباء العهر السياسي الذي طال مع الرجلين حتى وإن كانا رمزين فلتسقط الرموز وليحيا الوطن الجنوبي العربي ...
في حضرموت كنا على مواعيد من وجع آخرها شهيد الديس الشرقية وأسمه عفيف ، تمزقت صدورنا مع صدر شهيدنا وهو واحد ، فكيف بعشرات قتلوا في زنجبار الكبيرة في عيون أبناء الجنوب العربي ، في حضرموت كما في كل تراب الجنوب العربي تمزقت الصدور ، وفطرت الأفئدة فالدم هو الدم ، والدم عندنا لا توازيه البيانات بل توازيه الأفعال ، كل الجنوب العربي يخرج عن طوق التاريخ الملعون بقيادات هزيلة لا تملك كرامة لهذه الحياة ...
كفوا عن الحراك ، اتركوا الحراك يسير كيفما هو يريد ، أنتم اخترتم طريقاً قد تعتبرونه خاطئاً ولكننا اخترنا العبور إلى نهايته ، سنصنع القيادات من رحم ثورتنا ، وسنذهب إلى هيئة الأمم المتحدة بجراحنا لنعلن فيها استقلالنا وحضورنا الأبدي في كبد الدنيا ، أنتم ونحن لا يسعنا مركب واحد ولأنكم لكم أجندتكم وقراءتكم ومستقبلكم فلقد قررنا ترككم والسير عزماً في طريقنا ...
الجنوب العربي لا يحتاج بيانات ولا يحتاج حتى قيادات لأنه عرف ماذا هو يريد ، يريد وطناً يحيا فيه بدون تاريخ ملطخ بالدم ، وملطخ بقيم ومبادىء فارغة ، الجنوب العربي سائر في طريق لا يسلكه غير الباحثين عن كرامة على أرضهم ، لمن أراد بالجنوب العربي لحاقاً فليأتي فالجنوب العربي اليوم لا يقوم على الحزب الواحد بل على كل طيف يشكل الجنوب العربي ...
مقدمة :
المقداد بن عمرو رضي الله عنه مخاطباً الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم :
لن نقول لك كما قالت بني إسرائيل لموسى ـ عليه السلام ـ أذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ولكن نقول لك أذهب أنت وربك إنا معكما مقاتلون ...
تشتد الأزمة ، وتعبر قضية الجنوب العربي معبراً من أعظم معابرها الكبرى في يوم الخميس الكبير الثالث والعشرين من يوليو 2009م ، فلم تكن مجزرة زنجبار في كل تفصيلاتها مجردة من مضامين القضية التي تشتد عودها وتلتهب مفاصلها عندما يراق دم الشهداء غالياً وثميناً جداً على أهل الجنوب العربي في يوم عصيب من أيام الوطن الجنوبي العربي ، لذا كانت الساعات التاليات لمجزرة زنجبار هي محك من محكات رجالات الجنوب العربي كل في موقعه ، وكل في نضاله ، وكل يختار بوصلة حراكه في حراك وطن لن يتوقف حتى ينجز وعده بالاستقلال التام على كامل ترابه وتحت كل سمائه الجنوبية العربية ...
قبل أشهر من هذا العام بثت قناة الجزيرة الإخبارية لقاءً مع رئيس الوزراء الأسبق حيدر أبوبكر العطاس قيل حينها أنه كان مسجلاً قبل عامين وقدمته الجزيرة من خلال أجندة ما لصالح الدوحة ، وقد كان تمهيداً لخطوة الرئيس علي سالم البيض الذي انهأ اعتكافه في سلطنة عمان وظهر من خلال خطابه الكبير في 21 مايو 2009م ، في لقاء العطاس كان الرجل منسجماً تماماً مع قضية الجنوب العربي بل تجاوز كثير من الأطروحات السياسية القائمة واتجه ناحية تمكين القضية الجنوبية العربية من أساسيات نضالها ومبادئها ...
وبالرغم من صمته المستمر إلا أن المتوسمين في حيدر أبوبكر العطاس كثيرين ففي جانب يصفه رئيس دولة الاحتلال اليمني علي عبدالله صالح بأنه مهندس انفصال العام 1994م فأن الحراك الجنوبي يريده أن يكون في صفه لا مهندسه ، ليس تقليلاً من شخصية الرجل بل عشماً في تاريخ العطاس ومبادئه الجنوبية العربية التي يمكن ان تبلور مشروع الجنوب العربي السياسي ، خاصة وأن الأحداث في الوطن تتسارع والاجتهادات تتصارع ...
بكل أسف خذل حيدر العطاس الحراك الذي يشتد ، والذي أصبح العنوان الكبير في البذل تجاه تحقيق غاية الاستقلال ، الخذلان أن يخرج بيان باهت لا يوازي الدم المراق في زنجبار أو حتى من سبقها في الديس والمكلا والشحر وردفان والضالع وعدن ، هذا هو الدم الذي يحتاج إلى واقعية في الحديث السياسي ، هذا الدم هو من يريد كلمة الحق ، ومن يبحث عن اصطفاف حقيقي لا خذلان من خلال بيان باهت لا يوازي الحبر المكتوب به ...
هل كان بيان حيدر العطاس وعلي ناصر محمد هو مجرد تأكيد على اندماج القوى التاريخية ؟؟ ، إن كان هذا هو سقف البيان فهذا السقف بلا أعمدة يقوم ، كثيرين خرجوا عن الطوق الأول عن العودة إلى ما قبل 22 مايو 1990م فغالبية الشعب في الداخل والخارج يبحثون عن أرضية وطنية صحيحة لا تنتمي لوطن مملوء بالغدر والخيانة ، وطن مشوه ، وطن لا يرمز لغير مرحلة خرج فيها الأقزام ليذهبوا إلى وطن لا أحد يعرفه ، ولا أحد ينتمي إليه غير الحمقاء والسفهاء والجهلاء ، وطن يمني جنوبي لا يتشرف أحد من كان بالانتماء له اليوم ...
من ما ورد في البيان السخيف قولهم :
( إن تكريس نهج القوة ومواصلة استخدام السلاح من قبل السلطة ضد الحراك السلمى يسقط ما يحاول النظام تسويقه محلياً واقليمياً ودولياً بإعلان الرئيس فتح صفحة جديدة ودعوته إلى نبذ العنف والتصالح والتسامح والحوار كما جاء في مقاله المنشور في صحيفة الثورة الذي لم يجف حبره بعد، ونؤكد بأن الوحدة لايمكن حمايتها بالدم وإنما بالعدل والشركة والمواطنة المتساوية )
وكأن العطاس وعلي ناصر يعيشان في زمن آخر ، القضية الجنوبية ظهر فيها الرئيس البيض وأعلن فك الارتباط الثاني بتاريخ 21 مايو 2009م ، ليس هنالك وقت لقراءة مقال فخامة رئيسكم اليمني ، وليس هنالك مدعاة لمحاسبة علي صالح على كلماته إن جفت أو إن لم تجف لأن الحراك الجنوبي لم يطلع عليها لأنها مجرد هراء لا يلبي مطلب الشعب الجنوبي ...
سنبدو كمن يحاول الجري خلف الوهم إن نحن تأملنا فيمن ينتظرون أن يصل الحراك إن وصل إلى استقلال فهم معه ، وإن هو هزم لا سمح الله فسيأتون ويقولون مجرد غوغاء أخذتهم عقولهم إلى حتفهم فالوحدة هي المصير الذي لا مناص منه ، هؤلاء الواهمون الذين مازالوا يقبعون بين اللون الرمادي فلا هم مع وطنهم ولا هم مع السابحين في فلكهم ، ونخشى أن تور وكالة أنباء اليمن السعيد أن العطاس وعلي ناصر قد أرسلا بباقات ورد متمنين لفخامة الرئيس الصحة وطول العمر ...
تصفية حسابات
قد تكون هنالك مساحة شاغرة للسادة المخدرون لتصفية الحسابات ولكن تصفيتها مع منّ يا ترى ؟؟ مع الشعب ..!! تبدو إجابة جد حادةً على الشعب ولكنها على المخدرون والحالمون الواهمون تبدو فيها نظر ، وهي مجرد مسألة تحتاج إلى تفكير وقرار ثم بيان يوضح أنهم مع الشعب الذي يقاتل العسكر المحتلين لا يمتلك غير طموح باستقلال وطني ...
سيتمتع الرئيس علي صالح كثيراً وهو يقرأ كهذا البيان الرخيص ، سيتمتع لأنه سيشكل لجنة برئاسة الأخوين علي ناصر وحيد العطاس وسيقدم لهما مرتبات وعطايا فالأمر يحتاج إلى لجنة مراجعة ، ولجنة تقصي حقائق ، ولجنة لتفشي وباء العهر السياسي الذي طال مع الرجلين حتى وإن كانا رمزين فلتسقط الرموز وليحيا الوطن الجنوبي العربي ...
في حضرموت كنا على مواعيد من وجع آخرها شهيد الديس الشرقية وأسمه عفيف ، تمزقت صدورنا مع صدر شهيدنا وهو واحد ، فكيف بعشرات قتلوا في زنجبار الكبيرة في عيون أبناء الجنوب العربي ، في حضرموت كما في كل تراب الجنوب العربي تمزقت الصدور ، وفطرت الأفئدة فالدم هو الدم ، والدم عندنا لا توازيه البيانات بل توازيه الأفعال ، كل الجنوب العربي يخرج عن طوق التاريخ الملعون بقيادات هزيلة لا تملك كرامة لهذه الحياة ...
كفوا عن الحراك ، اتركوا الحراك يسير كيفما هو يريد ، أنتم اخترتم طريقاً قد تعتبرونه خاطئاً ولكننا اخترنا العبور إلى نهايته ، سنصنع القيادات من رحم ثورتنا ، وسنذهب إلى هيئة الأمم المتحدة بجراحنا لنعلن فيها استقلالنا وحضورنا الأبدي في كبد الدنيا ، أنتم ونحن لا يسعنا مركب واحد ولأنكم لكم أجندتكم وقراءتكم ومستقبلكم فلقد قررنا ترككم والسير عزماً في طريقنا ...
الجنوب العربي لا يحتاج بيانات ولا يحتاج حتى قيادات لأنه عرف ماذا هو يريد ، يريد وطناً يحيا فيه بدون تاريخ ملطخ بالدم ، وملطخ بقيم ومبادىء فارغة ، الجنوب العربي سائر في طريق لا يسلكه غير الباحثين عن كرامة على أرضهم ، لمن أراد بالجنوب العربي لحاقاً فليأتي فالجنوب العربي اليوم لا يقوم على الحزب الواحد بل على كل طيف يشكل الجنوب العربي ...