سم الدحابيش
2015-03-06, 02:10 PM
العقول تقول قفوا مع الرئيس والعواطف تقول لا
http://adenalghad.net/uploads/pics/1378545230.jpeg
عبد السلام بن عاطف جابر
من عجائب التاريخ العسكري كانت معركة عين جالوت بين المسلمين وجيش التتار ؛ فبعد أن نجح التتار بتدمير كل ممالك أسيا -الإسلامية وغير الإسلامية- من الصين إلى إيران . . . انتشرت الأساطير عن قوة المقاتل التتري ، وأنَّ الواحد منهم يهزم مائة فارس . . . وعندما اقتربوا من العراق -دار الخلافة العباسية- كانت الأساطير هي السلاح القاتل الذي اسقطها واسقط بلاد الشام . ولم يبقى بعد ذلك من الإمارات الإسلامية غير مصر .
وشاءت الأقدار أن يموت السلطان الأيوبي الصالح أيوب ولم يكن له وريث للسلطنة ، وأصبحت مصر بلا قائد . . . وهنا تجلَّت روح العالم الرباني -العز بن عبدالسلام- الذي دعى الناس إلى الجامع الأزهر ، وخطب بهم خطبة عظيمة وحضهم على الجهاد والدفاع عن الإسلام ، وأنَّ ذلك لن يتم إلَّا بقائد شجاع كفوء ، ورشَّح أحد -العبيد- المماليك "قطز" ليكون القائد ، فبايعوه . واصطف المصريون خلف قطز رضي الله عنه ، وكانت هذه العجيبة الأولى .
العجيبة الثانية كانت "الموقف الصليبي" ؛ فآن ذاك كانوا في حالة حرب مع المسلمين ، وكان الجيش المصري هو الجيش الذي يقاتلهم في مصر والشام ، لكنَّهم حسبوا حسابهم ؛ فوجدوا العدو الرئيسي لم يعد المسلمون بل التتار .
قالوا : [ لو قاتلنا إلى جانب التتار وهُزِم المسلمون ، فالتتار قد يغدرون بنا بمهاجمة ممالكنا في الشرق ، وقد يندفعون نحو أوروبا ، التتار همج سيحرقون الأخضر واليابس ، أمَّا المسلمون فنحن نعرفهم ويعرفوننا ، وإذا انتصروا فلن يكونوا بالقوة الكافية لمواصلة الحرب مع التتار ومهاجمتنا في نفس الوقت . . . ولذلك فالأفضل لنا الحيادية إذا لم نقف مع المسلمين ] .
انتهى مايقوله التاريخ وننتقل إلى مايقوله الواقع اليوم ؛ فنفس الحالات الثلاث موجودة اليوم في الشارع الحنوبي ،
يقول الواقع اليوم ؛ إنَّ جماعة الحوثي ضد الأقاليم ، وضد الفدرالية ، ومن كان ضد الأقاليم والفدرالية فهو بلا جدال ضد التحرير والاستقلال . . . و يقول الواقع ؛ إنَّ جماعة الحوثي أسقطت الرئيس هادي في ٢١-٩-٢٠١٤ من رئاسة الجمهورية اليمنية . وتهديدها بالهجوم على الرئيس مجرَّد ذريعة لاسقاط الجنوب . . . وجعل هادي ذريعتهم يعطي فرصة لحلفائهم في الجنوب التلاعب بالشعب الجنوبي .
ويقول الواقع ؛ الرئيس هادي أصبح مثل باقي الشعب الجنوبي معرض للقتل ، والوقوف إلى جانبه يندرج تحت سقف مبدأ التسامح والتصالح والشراكة الوطنية . فإذا لم يفهم الرئيس الرسالة وأضاع الفرصة من يده ، واختار أن يكون خائناً لشعبه بدلاً من أن يكون قائداً له فلن يخسر الجنوبيون غير قائد غبي وبعض الأغبياء معه . . . أمَّا رأيي الشخصي "مازلت أراهن عليه" ؛ هو الأذكى والأكفأ ، ولن نخسر شيء بالوقوف إلى جانبه اليوم ، بل سنكسب مواقف دولية ، وتمرُّس على التحديات الصعبة .
ويقول الواقع ؛ الوضع بين الرئيس والسيد بختصار "كل واحد له إلى حيث تصل يده" ، وقد يفرض الحوثي انفصال غير معلن . ومن يملك السيطرة على جزء اضافي من الشطر الآخر سيكون هو الدولة الشرعية ، كما حدث في حرب ٩٤ (دولة صنعاء شرعية ودولة عدن غير شرعية) . وفي هذه الفترة كل طرف ينسج تحالفاته حتى تكون يده أقوى من يد الآخر فتصل وتسيطر وتتحكم أكثر من الآخر .
وقناعتي التي لايساورها شك ؛ أنَّ إيران والحوثي والرئيس صالح حرَّكوا أزلامهم في الجنوب ، فمن يدعوا إلى مضاهرات ضد الرئيس هادي هم خلاياهم ورجالهم . . . أمَّا الرئيس هادي فمازال في دائرة الحقد المناطقي . ومن ذهب إليه من أبناء المناطق الأخرى هم من كانوا يتمسحون على أبواب صالح ، وهم أدواته دفع بهم لخديعة الرئيس هادي ، فإذا قبلهم كممثلين لمناطقهم فلن يذهب إليه الشرفاء الوطنينون ، وهو اليوم الملزم بالاتصال بهم .
وختاماً أقول ؛ هذا الواقع نتاج الحراك والثورة الجنوبية ، وليس نتاج ثورة التغيير اليمنية ، ولا نتاج ثورة الحوثي ، ولا نتاج قرارات ومواقف دولية . . . بل هو ثمرة سقاها الجنوبيون بدمائهم . فهل يفيق القوم ويلحقون ثمار ثورتهم أم لا....؟ وهل يحذر الرئيس هادي من الذين هجَّنهم الرئيس صالح ويتصل بالشرفاء وبمشايخ القبائل الأصليين أم لا...؟
الله أعلم .
اقرأ المزيد من عدن الغد | العقول تقول قفوا مع الرئيس والعواطف تقول لا (http://adenalghad.net/news/152865/#.VPl7JeH2Bpw#ixzz3TbBa96cl) http://adenalghad.net/news/152865/#.VPl7JeH2Bpw#ixzz3TbBa96cl (http://adenalghad.net/news/152865/#.VPl7JeH2Bpw#ixzz3TbBa96cl)
http://adenalghad.net/uploads/pics/1378545230.jpeg
عبد السلام بن عاطف جابر
من عجائب التاريخ العسكري كانت معركة عين جالوت بين المسلمين وجيش التتار ؛ فبعد أن نجح التتار بتدمير كل ممالك أسيا -الإسلامية وغير الإسلامية- من الصين إلى إيران . . . انتشرت الأساطير عن قوة المقاتل التتري ، وأنَّ الواحد منهم يهزم مائة فارس . . . وعندما اقتربوا من العراق -دار الخلافة العباسية- كانت الأساطير هي السلاح القاتل الذي اسقطها واسقط بلاد الشام . ولم يبقى بعد ذلك من الإمارات الإسلامية غير مصر .
وشاءت الأقدار أن يموت السلطان الأيوبي الصالح أيوب ولم يكن له وريث للسلطنة ، وأصبحت مصر بلا قائد . . . وهنا تجلَّت روح العالم الرباني -العز بن عبدالسلام- الذي دعى الناس إلى الجامع الأزهر ، وخطب بهم خطبة عظيمة وحضهم على الجهاد والدفاع عن الإسلام ، وأنَّ ذلك لن يتم إلَّا بقائد شجاع كفوء ، ورشَّح أحد -العبيد- المماليك "قطز" ليكون القائد ، فبايعوه . واصطف المصريون خلف قطز رضي الله عنه ، وكانت هذه العجيبة الأولى .
العجيبة الثانية كانت "الموقف الصليبي" ؛ فآن ذاك كانوا في حالة حرب مع المسلمين ، وكان الجيش المصري هو الجيش الذي يقاتلهم في مصر والشام ، لكنَّهم حسبوا حسابهم ؛ فوجدوا العدو الرئيسي لم يعد المسلمون بل التتار .
قالوا : [ لو قاتلنا إلى جانب التتار وهُزِم المسلمون ، فالتتار قد يغدرون بنا بمهاجمة ممالكنا في الشرق ، وقد يندفعون نحو أوروبا ، التتار همج سيحرقون الأخضر واليابس ، أمَّا المسلمون فنحن نعرفهم ويعرفوننا ، وإذا انتصروا فلن يكونوا بالقوة الكافية لمواصلة الحرب مع التتار ومهاجمتنا في نفس الوقت . . . ولذلك فالأفضل لنا الحيادية إذا لم نقف مع المسلمين ] .
انتهى مايقوله التاريخ وننتقل إلى مايقوله الواقع اليوم ؛ فنفس الحالات الثلاث موجودة اليوم في الشارع الحنوبي ،
يقول الواقع اليوم ؛ إنَّ جماعة الحوثي ضد الأقاليم ، وضد الفدرالية ، ومن كان ضد الأقاليم والفدرالية فهو بلا جدال ضد التحرير والاستقلال . . . و يقول الواقع ؛ إنَّ جماعة الحوثي أسقطت الرئيس هادي في ٢١-٩-٢٠١٤ من رئاسة الجمهورية اليمنية . وتهديدها بالهجوم على الرئيس مجرَّد ذريعة لاسقاط الجنوب . . . وجعل هادي ذريعتهم يعطي فرصة لحلفائهم في الجنوب التلاعب بالشعب الجنوبي .
ويقول الواقع ؛ الرئيس هادي أصبح مثل باقي الشعب الجنوبي معرض للقتل ، والوقوف إلى جانبه يندرج تحت سقف مبدأ التسامح والتصالح والشراكة الوطنية . فإذا لم يفهم الرئيس الرسالة وأضاع الفرصة من يده ، واختار أن يكون خائناً لشعبه بدلاً من أن يكون قائداً له فلن يخسر الجنوبيون غير قائد غبي وبعض الأغبياء معه . . . أمَّا رأيي الشخصي "مازلت أراهن عليه" ؛ هو الأذكى والأكفأ ، ولن نخسر شيء بالوقوف إلى جانبه اليوم ، بل سنكسب مواقف دولية ، وتمرُّس على التحديات الصعبة .
ويقول الواقع ؛ الوضع بين الرئيس والسيد بختصار "كل واحد له إلى حيث تصل يده" ، وقد يفرض الحوثي انفصال غير معلن . ومن يملك السيطرة على جزء اضافي من الشطر الآخر سيكون هو الدولة الشرعية ، كما حدث في حرب ٩٤ (دولة صنعاء شرعية ودولة عدن غير شرعية) . وفي هذه الفترة كل طرف ينسج تحالفاته حتى تكون يده أقوى من يد الآخر فتصل وتسيطر وتتحكم أكثر من الآخر .
وقناعتي التي لايساورها شك ؛ أنَّ إيران والحوثي والرئيس صالح حرَّكوا أزلامهم في الجنوب ، فمن يدعوا إلى مضاهرات ضد الرئيس هادي هم خلاياهم ورجالهم . . . أمَّا الرئيس هادي فمازال في دائرة الحقد المناطقي . ومن ذهب إليه من أبناء المناطق الأخرى هم من كانوا يتمسحون على أبواب صالح ، وهم أدواته دفع بهم لخديعة الرئيس هادي ، فإذا قبلهم كممثلين لمناطقهم فلن يذهب إليه الشرفاء الوطنينون ، وهو اليوم الملزم بالاتصال بهم .
وختاماً أقول ؛ هذا الواقع نتاج الحراك والثورة الجنوبية ، وليس نتاج ثورة التغيير اليمنية ، ولا نتاج ثورة الحوثي ، ولا نتاج قرارات ومواقف دولية . . . بل هو ثمرة سقاها الجنوبيون بدمائهم . فهل يفيق القوم ويلحقون ثمار ثورتهم أم لا....؟ وهل يحذر الرئيس هادي من الذين هجَّنهم الرئيس صالح ويتصل بالشرفاء وبمشايخ القبائل الأصليين أم لا...؟
الله أعلم .
اقرأ المزيد من عدن الغد | العقول تقول قفوا مع الرئيس والعواطف تقول لا (http://adenalghad.net/news/152865/#.VPl7JeH2Bpw#ixzz3TbBa96cl) http://adenalghad.net/news/152865/#.VPl7JeH2Bpw#ixzz3TbBa96cl (http://adenalghad.net/news/152865/#.VPl7JeH2Bpw#ixzz3TbBa96cl)