تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الجنوب للاهل الجنوب والشمال للاهل الشمال والله خير الحاكمين


جنوب الجنوبي
2009-06-01, 02:20 PM
روى البخاري في صحيحه أن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من ظلم من الأرض شيئاً طوقه من سبع أرضين)) وروى أيضاً عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين)). وروى أيضاً عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين)) والأحاديث في هذا الباب كثيرة ،تدور على أن من أخذ من أرض غيره ولو بمقدار شبر طوق يوم القيامة من سبع أرضين ،وفي رواية: ((إلى سبع أرضين)). وقد اختلف أهل العلم في هذا التطويق: فقيل أن معناه أنه يكلف نقل ما ظلم منها في يوم القيامة إلى المحشر ويكون كالطوق في عنقه.لا أنه طوق حقيقة ،وقيل أنه يعاقب بالخسف إلى سبع أرضين أي فتكون كل أرض في تلك الحالة طوقاً في عنقه ،وقيل أنه بعد أن ينقل جميعه يجعل الله في عنقه طوقاً ،ويُعظم قدر عنقه حتى يسع ذلك كما ورد في غلظ جلد الكافر ونحو ذلك ،فقد روى الطبري وابن حبان من حديث يعلى بن مرة مرفوعاً: ((أيما رجل ظلم شبراً من الأرض كلفه الله أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين ،ثم يطوقه يوم القيامة حتى يُقضى بين الناس)) ،ولأبي يعلى بإسناد حسن عن الحكم بن الحارث السلمي مرفوعاً: ((من أخذ من طريق المسلمين شبراً جاء يوم القيامة يحمله من سبع أرضين)) قد يقول قائل ،وكيف يأتي هذا يوم القيامة وهو يحمل هذه الأراضي على ظهره ،ربما تكون عشرات الكيلو مترات أو المئات ،وليس شبراً ،فالجواب ،بأن أحوال الآخرة تختلف عن أحوال الدنيا ،ونظير هذا ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حق مانعي الزكاة وأنه يأتي يوم القيامة يحمل على رقبته إما بعيراً أو شاةً ونحو ذلك. وقيل أن المراد بالتطويق ،أنه يكلف هذا الإنسان الذي أخذ من أراضي المسلمين يكلف يوم القيامة أن يجعله كالطوق ،ولا يستطيع ذلك ،فيعذب بذلك ،كما جاء في حق من كذب في منامه أن يكلف بأن يعقد شعيرة ،وما هو بقادر.

على كل، نخرج من أقوال أهل العلم بأن هناك عذاباً قاسياً في حق من اقتطع أو أخذ شيئاً من أراضي المسلمين ،ولو بقدر شبر وأن هذه مسألة خطيرة. قال ابن حجر في فتحه ،بعد عرض هذه الأقوال: ويحتمل أن تتنوع هذه الصفات لصاحب هذه الجناية أو تنقسم أصحاب هذه الجناية فيعذب بعضهم بهذا ،وبعضهم بهذا ،بحسب قوة المفسدة وضعفها. روى ابن أبي شيبة باسناد حسن، من حديث أبي مالك الأشعري: ((أعظم الغلول عند الله يوم القيامة ،ذراع أرض يسرقه رجل فيطوقه من سبع أرضين)). فاتقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى ،إن حقوق الناس مصانة ،وإن أخذ أملاك الغير جريمة عظمى عند الله عز وجل ،ولو كان شيئاً يسيراً ،يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار ،وحرم عليه الجنة ،فقال رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال: إن كان قضيباً من آراك)) رواه مسلم


binateeq