محسن كردوم
2014-06-18, 11:53 PM
http://im55.gulfup.com/agBRKA.jpg (http://www.gulfup.com/?AynHpy)
لا تبدو الطريق إلى جبل الحديدة سهلا، وطأة الجلاميد يثقلها وقار ما في مكان ما، صعودا نحو القمة تتزايد النبضات ومع اتساع الرؤية يتضح المشهد، إنه مقام السعيد بن علي بن عبد الله الجيلاني، كلمة الله ورسوله ما تزال محفورة في جدارنه، منذ مئات السنين إنتصب الصرح تكريما لسليل الحسين بن علي بن أبي طالب، وعلى الرغم من تتابع الدهور وتقلبات العصور ما يزال المسكون شاهدا على الساكن.
من العراق إلى حضرموت كانت الهجرة الأولى، وفي قرى لكمة صلاح وشِعب الأَسود والبجح والحديدة والذهابي والدقاق ورباط عبد الحميد إختتمت الهجرة الثانية. هنا حط السعيد رحاله بعد سفر طويل، عاش حياة الزهد والحب والتسامح وفارق مريديه على أمل اللقاء في العلياء. من نسله تحدر الشهيد عبد الدائم محسن ليسل سيف البطولة في مواجهة الإستعمار البريطاني، وعلى آثاره العتيقة تساقطت قذائف المحتلين عام ألف وتسعمئة وستة وخمسين لتفعل فعلها اللئيم.
يفتح الباب وتتجلى عراقة الحضرة وجلالها، محاريب خضراء بلون الصلاة الجيلانية، كوات للكتب الكريمة والشريفة، نوافذ مزخرفة تتسلل منها خيوط الضالع الذهبية، وضريح بدلت السنون لونه ولم تفتت الآيات الملتصقة بحدائده. وفي محيط المقام سكن وادع للسالكين، أبواب تحرس صلاتهم، سقوف تظلل ذكرهم، آبار وقناطر تحتضن مياههم، آوان قديمة قدم المزار، وتنانير لخبز عجين العاشقين.
إنه مقام الولي سعيد الجيلاني، وعلى جنباته أضرحة أحفاد ومحبين، كل محاولات التخريب والتشويه لم تفلح في طمسه، محاولات لا تزال متربصة به وبمعالم حضارية جنوبية أخرى، تماما كما لا يزال الطارئون على التاريخ متربصين بهوية الجنوب وسماحته وحضارته.
— في الضالع. ت دعاء سويدان - محسن كردوم
لا تبدو الطريق إلى جبل الحديدة سهلا، وطأة الجلاميد يثقلها وقار ما في مكان ما، صعودا نحو القمة تتزايد النبضات ومع اتساع الرؤية يتضح المشهد، إنه مقام السعيد بن علي بن عبد الله الجيلاني، كلمة الله ورسوله ما تزال محفورة في جدارنه، منذ مئات السنين إنتصب الصرح تكريما لسليل الحسين بن علي بن أبي طالب، وعلى الرغم من تتابع الدهور وتقلبات العصور ما يزال المسكون شاهدا على الساكن.
من العراق إلى حضرموت كانت الهجرة الأولى، وفي قرى لكمة صلاح وشِعب الأَسود والبجح والحديدة والذهابي والدقاق ورباط عبد الحميد إختتمت الهجرة الثانية. هنا حط السعيد رحاله بعد سفر طويل، عاش حياة الزهد والحب والتسامح وفارق مريديه على أمل اللقاء في العلياء. من نسله تحدر الشهيد عبد الدائم محسن ليسل سيف البطولة في مواجهة الإستعمار البريطاني، وعلى آثاره العتيقة تساقطت قذائف المحتلين عام ألف وتسعمئة وستة وخمسين لتفعل فعلها اللئيم.
يفتح الباب وتتجلى عراقة الحضرة وجلالها، محاريب خضراء بلون الصلاة الجيلانية، كوات للكتب الكريمة والشريفة، نوافذ مزخرفة تتسلل منها خيوط الضالع الذهبية، وضريح بدلت السنون لونه ولم تفتت الآيات الملتصقة بحدائده. وفي محيط المقام سكن وادع للسالكين، أبواب تحرس صلاتهم، سقوف تظلل ذكرهم، آبار وقناطر تحتضن مياههم، آوان قديمة قدم المزار، وتنانير لخبز عجين العاشقين.
إنه مقام الولي سعيد الجيلاني، وعلى جنباته أضرحة أحفاد ومحبين، كل محاولات التخريب والتشويه لم تفلح في طمسه، محاولات لا تزال متربصة به وبمعالم حضارية جنوبية أخرى، تماما كما لا يزال الطارئون على التاريخ متربصين بهوية الجنوب وسماحته وحضارته.
— في الضالع. ت دعاء سويدان - محسن كردوم