المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لحظة يا أبناء الجنوب (د . سلوى مبارك)


علي المفلحي
2014-01-08, 08:30 PM
لحظة يا أبناء الجنوب !
د . سلوى مبارك
07 ربيع الأول 1435هـ - 08 يناير 2014 م

انتهى الحوار أو يكاد ان ينتهي ثم مادا؟؟؟ أسئلة عديدة تنتاب الجنوبيين و هم في حالة يأس شديدة من الأوضاع الرثة في مختلف الأوجه فالصورة الكبيرة توحي بالآتي: أولا: استجدت أمور جمة في ساحات اليمن شمالا و جنوبا ..

أصبح انفصال الجنوب عن الشمال متواجدا نفسيا لدى الجنوبيين و دعاة التحرير والاستقلال لم يعد خافيا بل أنهم أصبحوا أكثر بكثير من دعاة الوحدة اليمنية التي طالما تغنى بها الجنوب في دولته السابقة وبالمقابل أصبحت السلطات في الشمال اشد مراسا على الاستمرار و التمسك بالوحدة .

احتد الصراع و العنف بين الجانبيين وسالت دماء الجنوبيين بغزارة و اشتدت مع دلك حيرة قوى الإقليم و المجتمع الدولي في الوصول إلى حلول صائبة للوحدة اليمنية المتعثرة.. لكن في المقابل توجد أمور كثيرة يجب التوقف أمامها في الجنوب .بينها انه لا توجد قياده جنوبية داخليه موحده وهنا الضعف لمربط الفرس .

بدون قيادة موحدة لن يحترم صوتك احد وبالتالي لن يستمع إليك احد .. لدلك نرى بوضوح ضعف الجنوبيين في رص الصفوف واختيار قياده متميزة من مختلف الأطياف و الفئات الجنوبية و خاصة من القانونيين و الإعلاميين و الأمنيين و الدفاع و على رأس الجميع خبراء الاقتصاد و السياسة.

بالطبع من لهم خبرات قديمة في السياسة و العسكرة بس المهم من شخصيات محورية في الداخل و لكن أين ستجد ذلك و القيادات التاريخية تفرق الجنوبيين أكثر مما تجمعهم ... و على النقيض للجانب الجنوبي , أصبح الجانب الشمالي واضح الملامح بالمتنفدين و هؤلاء مستميتين لمصالحهم في الجنوب (النفط و الغاز والأراضي و الأسماك و الميناء و غيرهم) و بالنسبة لهم الوحدة اليمنية خط احمر سواء كان هناك بشر أم لا .

الحكومة التوافقية للأسف لم تعمل وطنيا وفق المأمول منها فكل وزير يعمل لحزبه أو منظومته و كانت اليمن بحاجه إلى حكومة قوية في هده المرحلة لتلبي احتياجات البلاد ولكن المبادرة الخليجية لم تصاغ بالصورة السليمة لمعطيات البلاد حينذاك أو فكرت بالتعديلات اللازمة لها لاحقا.. إضافة إلى ذلك معظم القيادات السلطات العليا لم تختلف عما كان عليه الحال في السابق ان لم يكن أسوأ.

الرئيس و رئيس الوزراء و البقية اضعف من القيادات القطاعية التي قلما تعطي حساب لأوامر قادتها فالأولوية للحزب ثم الدولة بنظرهم وهذا انجاه مؤسف للغاية... وهذا العامل يعمل بلبلة في عقل المواطن ويجعله يتجه نحو المعارضة و العنف.

جاء المبعوث الاممي جمال بن عمر و المبادرة الخليجية عبئا إضافيا إلى الأوضاع الغير مستقره سياسيا و امنيا ... فمستشار الأمم المتحدة مغربي ولا اعتقد انه على دراية "واسعة و عميقة" بمستجدات اليمن فهو مثل إي مبعوث أممي يقرا عن الدولة و يقابل مختلف الفئات و لكن بالكاد يستطيع معرفة الأمور بدقه إزاء التباينات السياسية و المذهبية و غيرها .

لقد كان من الاولى به تشكيل فرق عمل في المحافظات الحساسة و ان يعمل مع المراكز الإستراتيجية المتواجدة في العديد من المحافظات لتسهيل مهمته و يعطي لنفسه فرصه حقيقية لمعرفة قيادات شماليه و جنوبيه مثقفه و بقدر كبير من الاستقلالية و بدلك لن يصل إلى اقتراح إنشاء حوار وطني يهدا الحجم.. لان حوار بين 600 شخص بوحي بعدم جدواه رغم الصرفيات الجمة فيه...

ونتيجة لذلك أصبح كل يناقش و متمسك بما يمليه عليه -عليها -حزبه فاشتد الخلاف و خلقت الأزمات و جيئ بمخرجات الحوار بوثيقة لا ترضي أحدا لا في الشمال ولا في الجنوب

علي المفلحي
2014-01-09, 09:24 PM
لحظة يا أبناء الجنوب! (2-2)


سلوى مبارك
الذهاب لصفحة الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
لحظة يا أبناء الجنوب !(1-2)
تحليل لوثيقة الضمانات و الحلول للقضية الجنوبية
الخميس 09 يناير 2014 03:23 مساءً
إزاء هده الصورة الكبيرة جاءت الأحداث مخيبة للآمال فانفلات الأمن و القيام بالاغتيالات وزج العنف في أماكن عديدة كل دلك كان نتيجة الضعف في القيادات الرسمية العليا و الضعف في تنفيذ أوامرها سواء كانت الأمنية أو العسكرية أو المدنية منها و اشتد الشقاق بين الشمال و الجنوب وفيما بين كل منهما ...كما اشتدت فجوة المحاولة للتفاهم بين الشماليين و الجنوبيين في قاعات الحوار و بين الجنوبيين أنفسهم .
اما الشماليين فان المصالح المشتركة لهم في الجنوب جعلتهم متحدين في قاعات الحوار أمام الجنوبيين ... إلا ان هده الهدنة ليست حقيقية ... بينما الجنوبيين لا يوحدهم سوى الهدف الرئيسي إلا وهو استعادة دولتهم السابقة بأسس جديدة تتماشى و المستجدات الدولية ألحديثه ... وبين المتعنتين للوحدة اليمنية والآخرون ل للانفصال فما هو الحل با ترى؟؟؟ الحلول: لا شك ان أهم الحلول هو عقد عدد من اللقاءات المتنوعة بين الفئات التالية: 1- العقلاء من علماء الدين (من صنعاء وعدن و نعز و حضرموت و صعده) ..
2- لقاء رجال و نساء القانون المميزين بالكفاءة و الخبرة و هؤلاء يتم اختيارهم بناء على نزاهتهم وإيمانهم العميق ببناء الوطن و الابتعاد به من كل عنف و فساد...
3- لقاء الأمن و الدفاع و هنا لا بد من حضور بعض الشخصيات التي تكبد أهلها خسارة الأبناء و الأحفاد في الجنوب أو في الشمال ( طماح-يافع, النوبه- شبوة, الشنفره- الضالع, ممثل عن الحموم- حضرموت و ممثلين من عدن و نهم و إي مناطق متضررة أخرى).
4-لقاء الساسة و التنمية و هؤلاء يجب ان يكونوا من ذوي الكفاءات العليا و المتخصصة ولديهم الخبرات الطويلة في البلاد يشكل أساسي وفي الخارج ان أمكن... ثانيا: ان اليمن اليوم ليس بيمن الأمس و على الجميع استيعاب هده الحقيقة فمن حق كل شخص ان يطالب بحقوقه ولوكان شبر في شبر .. كما على الجميع إدراك حقوق الآخرين و القبول بدلك .
ولا يستطيع احد ان يرغم الآخرين بالتنازل عنها إلا للمصالح الوطنية فقط لا لمصالح أفراد ... ولا شك إزاء المبالغة بالعنف و التعنت لوحده يمنيه فاشلة فان وثيقة الضمانات و الحلول للقضية الجنوبية سوف تمرر بقرارات دوليه و سوف تقود على المدى المتوسط إلى نشوء 6 دول بدل الدولتين السابقتين ...
لذلك على الجميع ان يقبل الواقع الذي دفع الجنوب ان يستميت لاستعادة أراضيه و ان يتحلوا بالصبر و الإيمان و تعطى فرصه للعقلاء و الحكماء و ذوي الخبرات الفنية ان يعملوا معا إلى ما فيه صالح الأمة .
ان معاناة اليمن اليوم من مصير متمزق يحيطه لم يأتي من فراغ إذ ان شريان الفساد هو سر علته .. فقد استاكل الفساد كل محتويات الخير و القيم من بطن اليمن .
فمعظم الفئات في الشمال بما فيهم بعض العلماء قد انغمسوا كثيرا في الفساد المالي و خربوا اليمن شماله و جنوبه و لم يقصر القبائل و العسكر و الساسة كلهم ركبوا سفينة الفساد ولا شك لن ترسوا بهم إلى بر الأمان ... لذلك نقول للجنوب و لكل من أراد تنمية أرضه و ناسه أنها الفرصة الثمينة لرص الصفوف و اختيار قياده رشيدة ترسي بسفينتكم إلى بر الأمان