محسن صالح اليافعي
2013-12-04, 10:10 AM
الدكتور ازال الجاوي
تصحيح مفاهيم (9) :
ادمان الهزائم :
جرت العادة عندنا على عكس معاني الكلمات فمثلاً نقول على المريض انه بعافية والاعمى بصير وهذا ليس مقتصر على الكلمات فقط بل حتى في اللكمات التي كنا ومازلنا نتلقاها ,
ربما لان العقلية العربية مركبة كذلك فعلى سبيل المثال كانت هزائم العرب تسمى انتصارات فالنكبة والنكسة العربية امام اسرائيل كانت تسمى انتصارات في اذاعة صوت العرب على لسان احمد سعيد وكنا نطرب لها ونخرج الى الشوارع لنرقص ابتهاجاً بها وكذلك هزائم العراق المتتالية وايضاً نكباتنا الوطنية المحلية التي كنا ومازلنا نسميها منجزات ونضيف لها بعض الاحيان كلمة " عملاقة ", والعكس صحيح ايضاً حيث ان انتصاراتنا المحدودة على قلتها حولناها الى هزائم ونشكك بها بل اننا نغضب اذا تم الاحتفال بها مثل نصر 6 اكتوبر على العدو الصهيوني او نصر المقاومة الاسلامية في لبنان عام 2000م و 2006م او مثل ثورة 14 اكتوبر ويوم الاستقلال 30 نوفمبر .
حالة من الهزيمة نعيشها افقدتنا فهم المعنى الحقيقي للنصر فاصبح شي هلامي لايمكن تحديد ملامحه او ماهيته حتى نتجه نحوه فاصبح محضور علينا تقيم الاخطاء ومحاولة التخلص من حالة الهزيمة باعتبار ان ذلك تغريد خارج السرب .
يقول العظيم ماو تسي تونج ان طريق الف ميل يبداء بخطوة , اوبمعنى اخر ان الانتصار الكبير يمر بسلسلة انتصارات صغير فعلية , فالانتصارات الصغيرة هي الدالة الاساسية على السير الحثيث والصحيح نحو النصر الاكبر وبدون تلك الخطوة الاولى او الانتصار الصغير تبقى المشاريع عبارة عن كلمات وشعارات وربما تغطية للهزيمة الكبرى ودالته الهزائم الصغيرة والشعارات الرنانة الجوفاء ( طبعا العظيم ماو كانت خطوته الاولى التي تحدث عنها هو السيطرة على قرية نائية في جبال الصين وصنع نموذج ثوري شوعي فيها ثم مالبث ان اجتاح نموذجه الصين العظيمة كلها )
دلفنا الى العام السابع حراك دون تحقيق اي نصر ولو صغير فعلي يعطينا مؤشر اننا نسير في الطريق الصحيح واتكلم هنا عن شي على الارض على سبيل المثال انتزاع بعض الاراضي المنهوبة او تشكل مؤسسة حقيقية ترسي نموذج فعلي لسلطة محلية ولو في اصغر وابعد قرية , كما فعل الزعيم ماو او كما عمل اشقائنا في صعدة او حتى نموذج جمهورية الحصبة السيئ او نموذج اصغر من ذلك بكثير وهو ارساء نموذج للتداول السلمي للمايكروفون في منصة مديرية الضالع النائية على سبيل المثال والعكس صحيح حتى النماذج السيئة للنظام كرسنا مساؤها بشكل اكبر فزدنا الطين بلة , قد يجادل البعض في ذلك ويعتبر ان القضية اصبحت تنقل في وسائل الاعلام العالمية او في اروقة السياسة الاجنبية او ان علم الجنوب رفع في مؤتمر موفمبيك على غرار انتصارات احمد سعيد في صوت العرب ايام النكسة " الانتصار " والتي مازلنا حتى اليوم والساعة نرقص ونتغنى بها عندما كانت القوات العربية متجهة الى تل ابيب وانتهى بها المطاف في سراديب واقبية قاهرة المعز , لاشي ابلغ اومشابه لذلك الا اكذوبة ساوصلكم الى عدن ومن ثم ساسلم المفاتيح للشباب او فرية استعادة الوطن على طبق من ذهب من الموفمبيك او شعار النصر المبين عند احد القيادات والمتمثل في تعميم صورته وهو ماسك للمايكروفون وكانه طفل فرح بالبمبوني ( نعنع ابو عود ) وكلما راى صورته اشار الى انتصارات الحراك ودلالته في المايك الذي وصل اليه .
ايه السادة النصر ليس شي نظري يمكن ان يختلف عليه اثنين كما ان دالته ليس ماقيل في بيان اومارفع من شعار او ماصدر عن مؤتمر او عدد حضور فعالية ما وانما دالته شي ملموس ومحسوس على الارض ينعكس بتحسن حقيقي يمكن ان يقاس عليه ماقبله ومابعده ويقارن مع غيره من نماذج وما دون ذلك فهو ادمان واصرار على الهزائم الصغيرة المؤدية دون شك الى نكبة وطامة كبرى كعادتنا الى ان نعرف المعنى الحقيقي لكلمة النصر
تصحيح مفاهيم (9) :
ادمان الهزائم :
جرت العادة عندنا على عكس معاني الكلمات فمثلاً نقول على المريض انه بعافية والاعمى بصير وهذا ليس مقتصر على الكلمات فقط بل حتى في اللكمات التي كنا ومازلنا نتلقاها ,
ربما لان العقلية العربية مركبة كذلك فعلى سبيل المثال كانت هزائم العرب تسمى انتصارات فالنكبة والنكسة العربية امام اسرائيل كانت تسمى انتصارات في اذاعة صوت العرب على لسان احمد سعيد وكنا نطرب لها ونخرج الى الشوارع لنرقص ابتهاجاً بها وكذلك هزائم العراق المتتالية وايضاً نكباتنا الوطنية المحلية التي كنا ومازلنا نسميها منجزات ونضيف لها بعض الاحيان كلمة " عملاقة ", والعكس صحيح ايضاً حيث ان انتصاراتنا المحدودة على قلتها حولناها الى هزائم ونشكك بها بل اننا نغضب اذا تم الاحتفال بها مثل نصر 6 اكتوبر على العدو الصهيوني او نصر المقاومة الاسلامية في لبنان عام 2000م و 2006م او مثل ثورة 14 اكتوبر ويوم الاستقلال 30 نوفمبر .
حالة من الهزيمة نعيشها افقدتنا فهم المعنى الحقيقي للنصر فاصبح شي هلامي لايمكن تحديد ملامحه او ماهيته حتى نتجه نحوه فاصبح محضور علينا تقيم الاخطاء ومحاولة التخلص من حالة الهزيمة باعتبار ان ذلك تغريد خارج السرب .
يقول العظيم ماو تسي تونج ان طريق الف ميل يبداء بخطوة , اوبمعنى اخر ان الانتصار الكبير يمر بسلسلة انتصارات صغير فعلية , فالانتصارات الصغيرة هي الدالة الاساسية على السير الحثيث والصحيح نحو النصر الاكبر وبدون تلك الخطوة الاولى او الانتصار الصغير تبقى المشاريع عبارة عن كلمات وشعارات وربما تغطية للهزيمة الكبرى ودالته الهزائم الصغيرة والشعارات الرنانة الجوفاء ( طبعا العظيم ماو كانت خطوته الاولى التي تحدث عنها هو السيطرة على قرية نائية في جبال الصين وصنع نموذج ثوري شوعي فيها ثم مالبث ان اجتاح نموذجه الصين العظيمة كلها )
دلفنا الى العام السابع حراك دون تحقيق اي نصر ولو صغير فعلي يعطينا مؤشر اننا نسير في الطريق الصحيح واتكلم هنا عن شي على الارض على سبيل المثال انتزاع بعض الاراضي المنهوبة او تشكل مؤسسة حقيقية ترسي نموذج فعلي لسلطة محلية ولو في اصغر وابعد قرية , كما فعل الزعيم ماو او كما عمل اشقائنا في صعدة او حتى نموذج جمهورية الحصبة السيئ او نموذج اصغر من ذلك بكثير وهو ارساء نموذج للتداول السلمي للمايكروفون في منصة مديرية الضالع النائية على سبيل المثال والعكس صحيح حتى النماذج السيئة للنظام كرسنا مساؤها بشكل اكبر فزدنا الطين بلة , قد يجادل البعض في ذلك ويعتبر ان القضية اصبحت تنقل في وسائل الاعلام العالمية او في اروقة السياسة الاجنبية او ان علم الجنوب رفع في مؤتمر موفمبيك على غرار انتصارات احمد سعيد في صوت العرب ايام النكسة " الانتصار " والتي مازلنا حتى اليوم والساعة نرقص ونتغنى بها عندما كانت القوات العربية متجهة الى تل ابيب وانتهى بها المطاف في سراديب واقبية قاهرة المعز , لاشي ابلغ اومشابه لذلك الا اكذوبة ساوصلكم الى عدن ومن ثم ساسلم المفاتيح للشباب او فرية استعادة الوطن على طبق من ذهب من الموفمبيك او شعار النصر المبين عند احد القيادات والمتمثل في تعميم صورته وهو ماسك للمايكروفون وكانه طفل فرح بالبمبوني ( نعنع ابو عود ) وكلما راى صورته اشار الى انتصارات الحراك ودلالته في المايك الذي وصل اليه .
ايه السادة النصر ليس شي نظري يمكن ان يختلف عليه اثنين كما ان دالته ليس ماقيل في بيان اومارفع من شعار او ماصدر عن مؤتمر او عدد حضور فعالية ما وانما دالته شي ملموس ومحسوس على الارض ينعكس بتحسن حقيقي يمكن ان يقاس عليه ماقبله ومابعده ويقارن مع غيره من نماذج وما دون ذلك فهو ادمان واصرار على الهزائم الصغيرة المؤدية دون شك الى نكبة وطامة كبرى كعادتنا الى ان نعرف المعنى الحقيقي لكلمة النصر