أبو عامر اليافعي
2009-03-15, 01:02 AM
حضرموت بين وحدة الجنوب ووحدة ملءالجيوب
بقلم / محمد بالفخر - المكلا برس التاريخ: 13/3/2009
http://mukallapress.com/pic/1fa6dd7662.jpg (http://mukallapress.com/images.php?id=2469)
منذ القرن الماضي وأبناء حضرموت وفي الطليعة منهم مثقفوها على وجه الخصوص وعلى قلتهم في ذلك الوقت ينظرون إلى الوحدة أي كانت كقيمة إيمانية ودعامة أساسية لنهضة الأمة وتطورها.
وعلى الرغم من أن حضرموت كانت دولتين (السلطنة القعيطية والسلطنة الكثيرية) إلا أن المواطن الحضرمي لم يكن يشعر بذلك على الإطلاق لأنه يعيش الوحدة حقيقة في كيانه ووجدانه فنجد التفاعل السريع من ابن حضرموت المغترب في مصر الأديب علي أحمد باكثير رحمه الله وهو يسمع عن أخبار ثورة الأحرار في اليمن عام48م فيطلق لقلمه العنان وكانت قصيدته العصماء التي يؤيد فيها ويبارك قيام تلك الثورة التي لم يكتب لها النجاح فيما بعد وجاء في مطلعها:
(ملك يموت وأمة تحيا سبحان مخرجها إلى الدنيا)
وبما أن طباع الحضرمي على الرغم من حبه لخصوصيته إلا أن شغفه بالوحدة الكبرى كان كبيرا ولهذا قادت طلائع القوميين العرب من أبناء حضرموت في الستينات من القرن الماضي الوحدة الاندماجية مع بقية مناطق الجنوب العربي من عدن إلى المهرة وأطلق عليها اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وكان لأبناء حضرموت دور مميز في كافة مفاصل هذه الدولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأما عسكريا فكان الأضعف خاصة بعد تفتيت جيش البادية الحضرمي الذي كان وقودا لحرب لم تكن متكافئة .
وتعاظم دور أبناء حضرموت السياسي في هذا الكيان الوحدوي حتى وصلوا إلى هرم السلطة بعد أحداث يناير 1986م. فلم يجعلهم هذا الوصول أن يتشبثوا بهذا الأمر أو يعضوا عليه بالنواجذ وبالتالي لم ينسهم هم الوحدة الكبرى بدءا بالوحدة اليمنية التي كان للسيد علي سالم البيض دورا باتخاذ قرار الوحدة الاندماجية الفورية (على علاته) متخليا عن منصبه ورضي بأن يكون نائبا للرئيس في الدولة الجديدة ثم انتهى به الأمر لاجئا ثم صامتا في عمان بعد كارثة 1994م التي تحول فيها الجنوب كاملا إلى ساحة حرب نتج عنها الاستباحة الكاملة لكل شيء بدءا من الأرض والثروة والمؤسسات العامة وانتهاء بالوظيفة العامة وفعلا أصبح الجنوب غنيمة لملء الجيوب من قبل الأدعياء الذين لم يكن في قواميسهم ولا حتى في ذاكرتهم أسماء ومفردات جنوبية فيما نجد الكثير من أبناء الجنوب بالذات ومن نشطاء الحراك الجنوبي على وجه التحديد منهم من سمى ابنته بلقيس وسبأ وصنعاء ووضاح ونشوان وغيرها من المسميات حبا وعشقا في وحدة تكون نواة لوحدة عربية وإسلامية كبرى.
فلله درك يا محسن بن علي باصرة عندما أعلنتها صريحة في كافة المهرجانات أننا مازلنا نبحث عن وحدة القيم ومبادئ العدل والمساواة وهذه حقنا أصلا. أما وحدة ملء الجيوب من ثروات الجنوب فهذه لعمري المفاهيم المغلوطة للوحدة، التي نأمل أن يعي قضيتها الخيرون والحريصون على مصلحة الوطن ويسارعوا لترميم وإصلاح ما خرّبه الفاسدون.
بقلم / محمد بالفخر - المكلا برس التاريخ: 13/3/2009
http://mukallapress.com/pic/1fa6dd7662.jpg (http://mukallapress.com/images.php?id=2469)
منذ القرن الماضي وأبناء حضرموت وفي الطليعة منهم مثقفوها على وجه الخصوص وعلى قلتهم في ذلك الوقت ينظرون إلى الوحدة أي كانت كقيمة إيمانية ودعامة أساسية لنهضة الأمة وتطورها.
وعلى الرغم من أن حضرموت كانت دولتين (السلطنة القعيطية والسلطنة الكثيرية) إلا أن المواطن الحضرمي لم يكن يشعر بذلك على الإطلاق لأنه يعيش الوحدة حقيقة في كيانه ووجدانه فنجد التفاعل السريع من ابن حضرموت المغترب في مصر الأديب علي أحمد باكثير رحمه الله وهو يسمع عن أخبار ثورة الأحرار في اليمن عام48م فيطلق لقلمه العنان وكانت قصيدته العصماء التي يؤيد فيها ويبارك قيام تلك الثورة التي لم يكتب لها النجاح فيما بعد وجاء في مطلعها:
(ملك يموت وأمة تحيا سبحان مخرجها إلى الدنيا)
وبما أن طباع الحضرمي على الرغم من حبه لخصوصيته إلا أن شغفه بالوحدة الكبرى كان كبيرا ولهذا قادت طلائع القوميين العرب من أبناء حضرموت في الستينات من القرن الماضي الوحدة الاندماجية مع بقية مناطق الجنوب العربي من عدن إلى المهرة وأطلق عليها اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وكان لأبناء حضرموت دور مميز في كافة مفاصل هذه الدولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأما عسكريا فكان الأضعف خاصة بعد تفتيت جيش البادية الحضرمي الذي كان وقودا لحرب لم تكن متكافئة .
وتعاظم دور أبناء حضرموت السياسي في هذا الكيان الوحدوي حتى وصلوا إلى هرم السلطة بعد أحداث يناير 1986م. فلم يجعلهم هذا الوصول أن يتشبثوا بهذا الأمر أو يعضوا عليه بالنواجذ وبالتالي لم ينسهم هم الوحدة الكبرى بدءا بالوحدة اليمنية التي كان للسيد علي سالم البيض دورا باتخاذ قرار الوحدة الاندماجية الفورية (على علاته) متخليا عن منصبه ورضي بأن يكون نائبا للرئيس في الدولة الجديدة ثم انتهى به الأمر لاجئا ثم صامتا في عمان بعد كارثة 1994م التي تحول فيها الجنوب كاملا إلى ساحة حرب نتج عنها الاستباحة الكاملة لكل شيء بدءا من الأرض والثروة والمؤسسات العامة وانتهاء بالوظيفة العامة وفعلا أصبح الجنوب غنيمة لملء الجيوب من قبل الأدعياء الذين لم يكن في قواميسهم ولا حتى في ذاكرتهم أسماء ومفردات جنوبية فيما نجد الكثير من أبناء الجنوب بالذات ومن نشطاء الحراك الجنوبي على وجه التحديد منهم من سمى ابنته بلقيس وسبأ وصنعاء ووضاح ونشوان وغيرها من المسميات حبا وعشقا في وحدة تكون نواة لوحدة عربية وإسلامية كبرى.
فلله درك يا محسن بن علي باصرة عندما أعلنتها صريحة في كافة المهرجانات أننا مازلنا نبحث عن وحدة القيم ومبادئ العدل والمساواة وهذه حقنا أصلا. أما وحدة ملء الجيوب من ثروات الجنوب فهذه لعمري المفاهيم المغلوطة للوحدة، التي نأمل أن يعي قضيتها الخيرون والحريصون على مصلحة الوطن ويسارعوا لترميم وإصلاح ما خرّبه الفاسدون.