ولد الرملة
2013-05-02, 12:46 AM
هذا بعض محصل لحضرموت بعد 67 وقد كان لبعض ابناء حضرموت وزر فيما حصل ولكن لم يكونوا سوى ادوات يستخدمها غيرهم
نكبت بها حضرموت على أيدي نفر من أبنائها وبموامرة غيرهم وخلال نصف قرن مضى هي نماذج مختارة فقط وليست كل الخطايا التي ارتكبت في حق حضرموت، كما أن هذه الخطايا من النوع الذي لا يحار المرء كثيراً في رصدها وكشفها، بل وتفسير دوافعها والدواعي إلى ارتكابها، وهي ترقى إلى مستوى الجرم الفاضح ضد حضرموت وشعبها. ولذلك فمن الواجب طرحها ومناقشتها لا للاقتصاص من فاعليها والانتقام منهم، وإنما لمعرفة أبعادها وأضرارها بغية الوصول إلى معالجات واقعية للتخلص من آثارها وبقاياها، خصوصاً ونحن نؤسس لمستقبل قادم لن يكون بطبيعة الحال مستقيماً إذا ما تغاضينا عن خطايا الأمس بلا معالجة واقعية وثابتة، تماماً كالبنيان لا يصمد ولا تستقيم دعائمه إذا ما بني على اعوجاج وانحرافات. وما بني على باطل يظل باطلاً حتى وأن تزين بلبوس زائفة من الحق. وكذلك لا ينبغي أن يكون القصد من الطرح والمناقشة إصباغ العفو والتغاضي عن مرتكبي هذه الخطايا والقبول بأفعالهم تلك وكأن شيئاً لم يكن تحت مقولة سطحية وساذجة كمقولة (التصالح والتسامح والتضامن) ودون أن تكون معززة بمقولة (ورد الاعتبار لمن ظلم). والانكى من ذلك أن يكون القبول بهذه الخطايا باعتبارها بطولات وانجازات عظمى علينا أن نعتز بها ونحتفل بذكراها، وكأننا شعب متخلف تسوده الهمجية والدموية فيرقص ويهلل لسفك الدماء وإزهاق الأرواح وتدمير مقومات الخير في مجتمعنا وفي هستيريا جماهيرية لا تخلو من مرارة وطرافة وكما تفعل الشعوب البدائية. والتذكير بالخطايا تلك ليس كما يروج فاعلوها وأنصارهم ومن يحيط بهم من قبيل (جلد الذات) أو (التشظي) وغيرها من المقولات والتعبيرات التي تدفع إلى تكميم الأفواه وإلجام العقول وإغماض الأعين عن رؤية وإدراك حجم المأساة الرهيبة المترتبة على تلك الخطايا وإنما هو أولاً من قبيل العظة والاعتبار لتفادي تكرارها مستقبلاً، وثانياً من أجل الإنصاف ورد الاعتبار لم ظلم قهراً وعدواناً جراء تلك الخطايا والرزايا، فلا خير في وطن لا نحميه من أرث الماضي البغيض بالعدل والإنصاف، ولا مستقبل نرتجيه لا نؤسسه على قيم التسامح عند المقدرة والاختيار وليس بالفرض والإجبار، فلابد من إعطاء كل ذي حق حقه.
وفي محاولة منا لإنصاف أنظمة الحكم التي أطبقت على حضرموت منذ عام 1967م وخلال نصف قرن مضى وهي أربعة أنظمة فإننا قد وزعنا هذه الخطايا بالتساوي عليها، فنال الواحد منهم عشر خطايا هي الأبرز والأكثر وضوحاً ورسوخاً في تقديرنا وفي أذهان عامة الناس في حضرموت بشيوخهم وشبابهم وفتيانهم بل وأطفالهم ذكوراً وإناثاً.
وأنظمة الحكم التي نقصدها هي:
1) الحكم القومي (1967 – 1969م).
2) الحكم الاشتراكي (1969 – 1990م).
وقد يختلف البعض معنا في مسميات هذه الأنظمة وله الحق في ذلك، ولكنه في النهاية سيتفق معنا أنه في كل نظام من هذه الأنظمة والتي بالأحرى هي مراحل أربعة كان هناك سيادة وطغيان لرؤية سياسة معينة هي الغالبة في الحكم حتى وإن كان جوهرها بعكس مسماها فلا القوميين كانوا بالفعل قوميين، ولا الاشتراكيين كانوا اشتراكيين، ولا الوحدويين كانوا وحدويين، ولا الإسلاميين كانوا إسلاميين. ولكن هذا التصنيف يعبر عن تغير في هرم السلطة ومسارات الإدارة ليس إلا.
أولاً… الخطايا العشر للقوميين (1967 – 1969م):
1. في 17 سبتمبر 1967م و 2 أكتوبر 1967 تم الانقضاض على السلطنة القعيطية والسلطنة الكثيرية في حضرموت وبانقلاب عسكري ، مما يعني تنفيذ ما تريده بريطانيا في أن تكون حضرموت جزءاً من دولة اليمن الجنوبي التي كان القوميون يسعون إلى إقامتها. وهذا يعني تمكين بريطانيا من التخلي عن وعدها الذي أعلنته للعالم بأنه سيتم استقلال حضرموت في التاسع من يناير من عام 1968م. وحتى ندرك حجم هذه الخطيئة التي لحقت بحضرموت أرضاً وشعباً علينا أن نتخيل كيف سيكون وضع حضرموت اليوم لو لم يطح هذا الانقلاب العسكري بسلطنتي حضرموت وتم فعلاً قيام دولة حضرموت المستقلة بحسب الوعد البريطاني المحدد له وعلى غرار استقلال ماليزيا والذي ضم عدة سلطنات في أرخبيل الملايو عام 1957م. وكذلك استقلال عُمان تحت مسمى (سلطنة عُمان) في عام 1970م والتي ضمت كل من سلطنة مسقط وإمامة عُمان. وغيرها من الدول التي نالت استقلالها عن بريطانيا ولم تربط بالقوة بكيان آخر غريب عنها.
2. حرمان الحضارمة من الاعتزاز بهويتهم التاريخية والحضارية والمعروفة عند أمم الأرض منذ أكثر من خمسة آلاف عام مضى، وذلك من خلال القرار الجمهوري رقم (19) الصادر في عدن بتاريخ 17 ديسمبر 1967م والذي جعل حضرموت مجرد (محافظة خامسة) ضمن محافظات جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وبذلك شطب اسم حضرموت من المطبوعات الرسمية، وحرّم على الحضرمي أن يقول عن نفسه أنه حضرمي وإنما هو يمني أو يمني جنوبي فقط. ومن يصرّ على القول بأنه حضرمي يتهم رسمياً بأنه انفصالي لابد من محاكمته وإنزال العقاب به والذي قد يصل إلى حد الإعدام. ولا شك أن هذا السلوك المستفز من قبل سلطات اليمن الجنوبية والتي كانت مطعمة بعناصر حضرمية هي أشبه بالدمى قد أثار حفيظة حضارمة المهجر والذي اعتبروا أن المس بهويتهم الوطنية والتاريخية ومحاولة طمسها خطيئة متعمدة من قبل نظام عدن بقصد إهانتهم وكسر مصدر فخرهم وإلحاق الأذى بعزتهم وشرفهم بجعلهم بلا اسم ولا هوية ولا تاريخ. أما حضارمة الداخل فانقسموا إلى ثلاثة أما مقاوم ورافض لهذه الخطيئة أو منافق ومداهن وقابل بها للاسترزاق وأكل العيش، وأما (مطنش) غير مبالٍ حتى لا يلحقه الأذى والقمع من نظام لا يتورع عن قتل النفس لمجرد الهمس بكلمة ضده.
ومن المفارقات الظالمة والصارخة في هذه الخطيئة التي أدت إلى إلغاء اسم حضرموت. أن حكام عدن الثوريون والمقاومون كما يدعون لمناهضة الاستعمار في كل مكان في العالم قد ابقوا على اسم كريتر على مدينة عدن ولم يستبدلوها بإعادة اسمها التاريخي (عدن) وإنما ابقوا على هذا الاسم الاستعماري (كريتر) على عدن، وهو الاسم الذي ابتكره القائد البريطاني المحتل لعدن في عام 1839م هينس. وهذا يجعل هؤلاء الحكام في عدن وكأن في أنفسهم شي من حضرموت أكثر من كونهم مقاومين للاستعمار البريطاني كما يدعون.
3. عمل النظام القومي هذا على تحطيم قوة حضرموت الدفاعية والمسلحة والمتمثلة في جيش البادية الحضرمي وتبديد قوته حتى لا يكون مصدر تهديد لسيطرتهم على حضرموت. ودار الزمن دوره وجاء حكام صنعاء وفـعلوا بجيش اليمن الجنوبي ما فعله حكام اليمن الجنوبي في جيش حضرموت فالله يمهل ولا يهمل. ومن يتباكى اليوم من الحضارمة على تحطيم القوة العسكرية لليمن الجنوبي من قبل حكام صنعاء عليه أن يتذكر جيداً أن حكام عدن قد مارسوا نفس اللعبة القذرة مع جيش البادية الحضرمي. وأذاقهم الله عز وجل مرارة الكأس التي أذاقوها للحضارمة بتحطيم قوتهم المسلحة. والانكى من كل ذلك أن يستغل حضرمي بمنصب وزير دفاع في حكومة اليمن الجنوبية في تحطيم هذه القوة الحضرمية، حتى يقال أن حضرمياً هو الذي دمر جيش البادية الحضرمي.
4. جعل الكادر الوظيفي المتميز في حضرموت تابعاً لإدارة عدن. وحرمان حضرموت منها. بل وتقديم إغراءات وظيفية ومالية لمن ينتقل من حضرموت إلى عدن. وفي خطة خبيثة لإفراغ حضرموت من كوادرها المؤهلة.
5. كبت الحريات الفكرية والعلمية والدينية والاجتماعية والسياسية فلا صوت يعلو على صوت الحزب وأعضاء الحزب.
6. التضييق على العمل التجاري الحر ومنع أنشطته.
7. تغيير المناهج الدراسية في حضرموت وجعلها تتناسب مع ما هو موجود في عدن رغم أن مناهج حضرموت الدراسية كانت هي الأفضل ولكن تسلط القوميين جعل التعليم حقلاً لتجربة الأفكار السياسية والهوى السياسي دون النظر إلى مصلحة المجتمع الحقيقة.
8. سجن وتعذيب وإعدام كثير من الأبرياء من أبناء حضرموت لمجرد الوشاية أو لمجرد إصرارهم على أنهم حضارمة لا يمنيين وبدعوى أنهم ثورة مضادة لابد من تصفيتهم جسدياً كما تطرح بيانات وخطابات زعماء ذلك النظام، وهي موثقة وموجودة لمن يريد الإطلاع عليها.
9. هدم الكثير من الآثار التاريخية بدعوى أنها تمثل العهد البائد فلابد من إزالة كل شيء فيه، ومن ذلك تحطيم سدة المكلا (في سبتمبر 1967) وتخريب وتحطيم ونهب مقتنيات المكتبة السلطانية والتي تعد أهم وأقدم مكتبة عامة في جنوب الجزيرة العربية وكذلك نهب وتحطيم متحف الآثار في المكلا وبعض الاستراحات والقصور السلطانية التي تحوي مقتنيات يمكن أن توضع في المتاحف بدلاً من أن تحطم على أيدي جهلة لا يفهمون شيئاً إلا التدمير فحسب.
10. صدور قانون في عام 1968م سمي بقانون الجنسية لليمن الجنوبية. وخطورة هذا القانون أنه حرم الحضارمة من ازدواج الجنسية، حيث يمنع في هذا القانون أن يحمل مواطن اليمن الجنوبية جنسية أخرى غير الجنسية اليمنية. وهذا يعني أن حضارمة المهجر وخاصة في أسيا وإفريقيا لم يستطيعوا الاحتفاظ بجنسية المهجر مع جنسية اليمن الجنوبية آنذاك وكان عليهم الاختيار بحمل أي منهم. والكثير منهم تخلى عن جنسية اليمن الجنوبية رغم تعلقه الشديد بحضرموت لأن مصلحته في المهجر كانت الأقوى. وبهذا خسر الحضارمة أعداد كبيرة كان يمكن أن تضاف إلى تعداد السكان الذي جرى فيما بعد، وبذلك كان الحضارمة فعلياً في الوطن والمهجر يصل إلى مالا يقل عن اثنين أو ثلاثة مليون. وبالمقابل نجد أن الجمهورية العربية اليمنية قد حرصت على ازدواجية الجنسية أي أن يسمح لحامل جنسية الجمهورية العربية اليمنية أن يتجنس بجنسية أخرى. وهذا أدى إلى زيادة عدد سكان الجمهورية العربية اليمنية وخاصة في الدول التي تسمح بازدواجية الجنسية في أسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا. وهذا موضوع سنتناوله بتفصيل وافٍ في مناسبة أخرى إن شاء الله لنبين حجم الضرر الذي أقدم عليه القوميون بحق حضرموت بالخصوص في هذا المجال، وهو الذي جعل الحضارمة أقلية عددية في داخل الوطن وأكثرية عددية (غير محسوبة) في خارجه إلى جانب عوامل أخرى معروفة.
ثانياً… الخطايا العشر للاشتراكيين (1969 – 1990م):
1. صدور مرسوم إداري داخلي بمنع استخدام عبارة (بسم الله الرحمن الرحيم) في المخاطبات الرسمية واستبدالها بعبارة (لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وإنجاز الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية). والمؤلم أنه لا تقبل أي مذكرة أو طلب من أي مواطن لأي مسئول في حضرموت وفي بقية محافظات اليمن الديمقراطية آنذاك إلا بعد شطب عبارة بسم الله الرحمن الرحيم ووضع تلك العبارة الثورية مكانها.
2. فرض الدراسة المختلطة بين الجنسين في المدارس الثانوية والكليات الجامعية. وفرض زي للمدارس والجامعات للطالبات غير مناسب دينياً وأخلاقياً. وهو ما كان يسبب الحرج للطالبات وخصوصاً طالبات حضرموت والذي فرض عليهن قسراً خلع الحجاب وإلا حرمانهن من التعليم. وهذا ما دفع بعض الكثير من عائلات حضرموت عدم إرسال بناتهم إلى التعليم الثانوي والجامعي والاكتفاء بالتعليم الأساسي.
3. في عام 1973م صدر قانون جمهوري في عدن بعدم السماح لمواطني اليمن الديمقراطية بالسفر إلا بعد دفع ضمانة شخصية بأن المسافر سيعود إلى الوطن وإلا أدخل الضامن إلى السجن. واستبدلت هذه العقوبة لاحقاً بدفع مبلغ وقدره (3.000) ثلاثة ألف دولار أمريكي أي حوالي (20.000) عشرين ألف شلن أي حوالي بسعر اليوم (600.000) ستمائة ألف ريال يمني وهي توازي مرتب سنتين أو ثلاث سنوات لخريج جامعي في ذلك الزمن.
4. في عام 1976م صدر قانون (صيانة الوطن) والقصد منه صيانة النظام وحمايته من غضب وثورة الجماهير على سياسات هذا النظام وبطشه بمصالح الناس. وينص هذا القانون الظالم المليء بالزواجر والروادع على معاقبة كل من يتحدث أو يعمل على الإتيان بما يخالف نظام الدولة الاشتراكية. وكذلك كل من يتصل بأي مجموعة خارج الوطن أو حتى بسائح أو زائر أجنبي يزور البلاد. والطريف أن نظام صنعاء بعد عام 1994م استوّلد له قانوناً يشبه قانون عدن في قمع الحريات وتكميم الأفواه واسماه قانون حماية الوحدة اليمنية ويعاقب كل من يعارض هذه الوحدة التي فرضت على حضرموت بالقوة. وكأن الظلم على حضرموت قد خرج من مشكاة واحدة رغم تباعد الزمن وتغير أشكال الأنظمة.
5. بداية من عام 1969م وإلى عام 1973م صدرت قوانين جمهورية في عدن قضت على الأخضر واليابس في هذه الجمهورية المنكوبة والمسماة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وقد قضت هذه القوانين بتأميم ومصادرة كل ملكية خاصة لأي فرد في هذه الجمهورية فهو لا يملك بيته أو أرضه أو عمله أو محله أو مقتنياته الأخرى فأنت وما تملك ملك الدولة وما عليك إلا الطاعة العمياء وإلا مصيرك القتل والإعدام. والدولة هي التي توزع للناس ما تراه مناسباً لهم من مال وعقار وأرض وعمل وطعام وماء وغيره. وتحوّل الناس في تلك الأيام إلى ما يشبه الحيوانات التي تعلف من أجل العمل فقط، فالسفر ممنوع والكلام ممنوع والمطالبة بأي شيء خاص ممنوع، بل أن كلمة بسم الله الرحمن الرحيم ممنوع قولها إلا في المساجد فقط. ووصل الاستخفاف لدى هؤلاء الطغاة – وبقايا منهم تتباكى اليوم على ظلم يقع على الملكية الخاصة في حضرموت وفي الجنوب من قبل حكام صنعاء البغاة – أن أجبر أصحاب المحلات التجارية والتي بنوها بأموالهم الخاصة أن يدفعوا إيجاراً على هذه المحلات لاستخدامها لأنفسهم وإلا فإن عليهم التخلي عنها لصالح الدولة. وهذه بدعة يمنية ديمقراطية لم ترد في تاريخ الأمم من قبل ومن بعد.
6. تم فتح محلات وفي أماكن موزعة في بعض المدن الرئيسية لبيع وتعاطي المسكرات. ومنها بعض الفنادق والاستراحات كاستراحة الجندي في خلف بالمكلا وفندق السلام في سيئون واستراحات في الشحر وشرمه والديس الشرقية وغيل باوزير وغيرها. وهذا مما يتناقض مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. وقد أكمل الاشتراكيون ضربتهم لحضرموت عام 1990م بأن سمحوا بدخول القات إلى أراضي حضرموت والتي كانت محرّمة عليه دخولها قبل عام 1967م وبعده.
7. تم تغيير المناهج الدراسية مرة أخرى وبصورة جذرية حيث قلصت مادة الدين الإسلامي وجعلها في أضيق نطاق ممكن. مع إلغاء حفظ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية حتى قصار السور في جزء عم، مما دفع بالآباء لتحفيظ أبنائهم وبناتهم لآيات القرآن الكريم بجهود ذاتية.
8. فرض نظام الرقابة الشعبية بكثير من القسوة والتعسف في النظام الإداري لموظفي الدولة ودون إيجاد آليات منصفة للمظلومين بسبب هذا النظام الرقابي الذي اعتمد على كوادر الحزب وأفكاره، مما أوجد فرصة لضعاف النفوس من الحزبيين وغيرهم للاعتداء على حقوق بعض الموظفين للانتقام الشخصي في حالة وجود أي خلاف بين موظف وعضو رقابة شعبية في نفس الإدارة.
9. إجبار السكان في كل حي لمن هم فوق 15 سنة وحتى عمر 100 سنة من الرجال والنساء للخروج من المنازل وكنس الشوارع والقيام قسرياً بمبادرات جماهيرية إلزامية ترهق كبار السن والمرضى منهم.
10. عدم توفير احتياجات استهلاكية ضرورية للمواطنين، وخاصة للأطفال أو للمرضى كبعض الأغذية والألبسة والأدوية بدعوى أنها تكلف ميزانية الدولة في استيرادها والاكتفاء بما تحدده لهم الدولة وتصرفه في مجمعاتها الاستهلاكية. ولاشك أن الدولة حريصة على أنفاق الأموال الطائلة لشراء السلاح وشراء الذمم والمنافقين والذي يعود بالضرر على المجتمع، وخصوصاً أن هذا لا يحاسب عليه من قبل الرقابة الشعبية وإنما يفاخر به باعتباره إنجازاً وطنياً يجب احترامه والمحافظة عليه
نكبت بها حضرموت على أيدي نفر من أبنائها وبموامرة غيرهم وخلال نصف قرن مضى هي نماذج مختارة فقط وليست كل الخطايا التي ارتكبت في حق حضرموت، كما أن هذه الخطايا من النوع الذي لا يحار المرء كثيراً في رصدها وكشفها، بل وتفسير دوافعها والدواعي إلى ارتكابها، وهي ترقى إلى مستوى الجرم الفاضح ضد حضرموت وشعبها. ولذلك فمن الواجب طرحها ومناقشتها لا للاقتصاص من فاعليها والانتقام منهم، وإنما لمعرفة أبعادها وأضرارها بغية الوصول إلى معالجات واقعية للتخلص من آثارها وبقاياها، خصوصاً ونحن نؤسس لمستقبل قادم لن يكون بطبيعة الحال مستقيماً إذا ما تغاضينا عن خطايا الأمس بلا معالجة واقعية وثابتة، تماماً كالبنيان لا يصمد ولا تستقيم دعائمه إذا ما بني على اعوجاج وانحرافات. وما بني على باطل يظل باطلاً حتى وأن تزين بلبوس زائفة من الحق. وكذلك لا ينبغي أن يكون القصد من الطرح والمناقشة إصباغ العفو والتغاضي عن مرتكبي هذه الخطايا والقبول بأفعالهم تلك وكأن شيئاً لم يكن تحت مقولة سطحية وساذجة كمقولة (التصالح والتسامح والتضامن) ودون أن تكون معززة بمقولة (ورد الاعتبار لمن ظلم). والانكى من ذلك أن يكون القبول بهذه الخطايا باعتبارها بطولات وانجازات عظمى علينا أن نعتز بها ونحتفل بذكراها، وكأننا شعب متخلف تسوده الهمجية والدموية فيرقص ويهلل لسفك الدماء وإزهاق الأرواح وتدمير مقومات الخير في مجتمعنا وفي هستيريا جماهيرية لا تخلو من مرارة وطرافة وكما تفعل الشعوب البدائية. والتذكير بالخطايا تلك ليس كما يروج فاعلوها وأنصارهم ومن يحيط بهم من قبيل (جلد الذات) أو (التشظي) وغيرها من المقولات والتعبيرات التي تدفع إلى تكميم الأفواه وإلجام العقول وإغماض الأعين عن رؤية وإدراك حجم المأساة الرهيبة المترتبة على تلك الخطايا وإنما هو أولاً من قبيل العظة والاعتبار لتفادي تكرارها مستقبلاً، وثانياً من أجل الإنصاف ورد الاعتبار لم ظلم قهراً وعدواناً جراء تلك الخطايا والرزايا، فلا خير في وطن لا نحميه من أرث الماضي البغيض بالعدل والإنصاف، ولا مستقبل نرتجيه لا نؤسسه على قيم التسامح عند المقدرة والاختيار وليس بالفرض والإجبار، فلابد من إعطاء كل ذي حق حقه.
وفي محاولة منا لإنصاف أنظمة الحكم التي أطبقت على حضرموت منذ عام 1967م وخلال نصف قرن مضى وهي أربعة أنظمة فإننا قد وزعنا هذه الخطايا بالتساوي عليها، فنال الواحد منهم عشر خطايا هي الأبرز والأكثر وضوحاً ورسوخاً في تقديرنا وفي أذهان عامة الناس في حضرموت بشيوخهم وشبابهم وفتيانهم بل وأطفالهم ذكوراً وإناثاً.
وأنظمة الحكم التي نقصدها هي:
1) الحكم القومي (1967 – 1969م).
2) الحكم الاشتراكي (1969 – 1990م).
وقد يختلف البعض معنا في مسميات هذه الأنظمة وله الحق في ذلك، ولكنه في النهاية سيتفق معنا أنه في كل نظام من هذه الأنظمة والتي بالأحرى هي مراحل أربعة كان هناك سيادة وطغيان لرؤية سياسة معينة هي الغالبة في الحكم حتى وإن كان جوهرها بعكس مسماها فلا القوميين كانوا بالفعل قوميين، ولا الاشتراكيين كانوا اشتراكيين، ولا الوحدويين كانوا وحدويين، ولا الإسلاميين كانوا إسلاميين. ولكن هذا التصنيف يعبر عن تغير في هرم السلطة ومسارات الإدارة ليس إلا.
أولاً… الخطايا العشر للقوميين (1967 – 1969م):
1. في 17 سبتمبر 1967م و 2 أكتوبر 1967 تم الانقضاض على السلطنة القعيطية والسلطنة الكثيرية في حضرموت وبانقلاب عسكري ، مما يعني تنفيذ ما تريده بريطانيا في أن تكون حضرموت جزءاً من دولة اليمن الجنوبي التي كان القوميون يسعون إلى إقامتها. وهذا يعني تمكين بريطانيا من التخلي عن وعدها الذي أعلنته للعالم بأنه سيتم استقلال حضرموت في التاسع من يناير من عام 1968م. وحتى ندرك حجم هذه الخطيئة التي لحقت بحضرموت أرضاً وشعباً علينا أن نتخيل كيف سيكون وضع حضرموت اليوم لو لم يطح هذا الانقلاب العسكري بسلطنتي حضرموت وتم فعلاً قيام دولة حضرموت المستقلة بحسب الوعد البريطاني المحدد له وعلى غرار استقلال ماليزيا والذي ضم عدة سلطنات في أرخبيل الملايو عام 1957م. وكذلك استقلال عُمان تحت مسمى (سلطنة عُمان) في عام 1970م والتي ضمت كل من سلطنة مسقط وإمامة عُمان. وغيرها من الدول التي نالت استقلالها عن بريطانيا ولم تربط بالقوة بكيان آخر غريب عنها.
2. حرمان الحضارمة من الاعتزاز بهويتهم التاريخية والحضارية والمعروفة عند أمم الأرض منذ أكثر من خمسة آلاف عام مضى، وذلك من خلال القرار الجمهوري رقم (19) الصادر في عدن بتاريخ 17 ديسمبر 1967م والذي جعل حضرموت مجرد (محافظة خامسة) ضمن محافظات جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وبذلك شطب اسم حضرموت من المطبوعات الرسمية، وحرّم على الحضرمي أن يقول عن نفسه أنه حضرمي وإنما هو يمني أو يمني جنوبي فقط. ومن يصرّ على القول بأنه حضرمي يتهم رسمياً بأنه انفصالي لابد من محاكمته وإنزال العقاب به والذي قد يصل إلى حد الإعدام. ولا شك أن هذا السلوك المستفز من قبل سلطات اليمن الجنوبية والتي كانت مطعمة بعناصر حضرمية هي أشبه بالدمى قد أثار حفيظة حضارمة المهجر والذي اعتبروا أن المس بهويتهم الوطنية والتاريخية ومحاولة طمسها خطيئة متعمدة من قبل نظام عدن بقصد إهانتهم وكسر مصدر فخرهم وإلحاق الأذى بعزتهم وشرفهم بجعلهم بلا اسم ولا هوية ولا تاريخ. أما حضارمة الداخل فانقسموا إلى ثلاثة أما مقاوم ورافض لهذه الخطيئة أو منافق ومداهن وقابل بها للاسترزاق وأكل العيش، وأما (مطنش) غير مبالٍ حتى لا يلحقه الأذى والقمع من نظام لا يتورع عن قتل النفس لمجرد الهمس بكلمة ضده.
ومن المفارقات الظالمة والصارخة في هذه الخطيئة التي أدت إلى إلغاء اسم حضرموت. أن حكام عدن الثوريون والمقاومون كما يدعون لمناهضة الاستعمار في كل مكان في العالم قد ابقوا على اسم كريتر على مدينة عدن ولم يستبدلوها بإعادة اسمها التاريخي (عدن) وإنما ابقوا على هذا الاسم الاستعماري (كريتر) على عدن، وهو الاسم الذي ابتكره القائد البريطاني المحتل لعدن في عام 1839م هينس. وهذا يجعل هؤلاء الحكام في عدن وكأن في أنفسهم شي من حضرموت أكثر من كونهم مقاومين للاستعمار البريطاني كما يدعون.
3. عمل النظام القومي هذا على تحطيم قوة حضرموت الدفاعية والمسلحة والمتمثلة في جيش البادية الحضرمي وتبديد قوته حتى لا يكون مصدر تهديد لسيطرتهم على حضرموت. ودار الزمن دوره وجاء حكام صنعاء وفـعلوا بجيش اليمن الجنوبي ما فعله حكام اليمن الجنوبي في جيش حضرموت فالله يمهل ولا يهمل. ومن يتباكى اليوم من الحضارمة على تحطيم القوة العسكرية لليمن الجنوبي من قبل حكام صنعاء عليه أن يتذكر جيداً أن حكام عدن قد مارسوا نفس اللعبة القذرة مع جيش البادية الحضرمي. وأذاقهم الله عز وجل مرارة الكأس التي أذاقوها للحضارمة بتحطيم قوتهم المسلحة. والانكى من كل ذلك أن يستغل حضرمي بمنصب وزير دفاع في حكومة اليمن الجنوبية في تحطيم هذه القوة الحضرمية، حتى يقال أن حضرمياً هو الذي دمر جيش البادية الحضرمي.
4. جعل الكادر الوظيفي المتميز في حضرموت تابعاً لإدارة عدن. وحرمان حضرموت منها. بل وتقديم إغراءات وظيفية ومالية لمن ينتقل من حضرموت إلى عدن. وفي خطة خبيثة لإفراغ حضرموت من كوادرها المؤهلة.
5. كبت الحريات الفكرية والعلمية والدينية والاجتماعية والسياسية فلا صوت يعلو على صوت الحزب وأعضاء الحزب.
6. التضييق على العمل التجاري الحر ومنع أنشطته.
7. تغيير المناهج الدراسية في حضرموت وجعلها تتناسب مع ما هو موجود في عدن رغم أن مناهج حضرموت الدراسية كانت هي الأفضل ولكن تسلط القوميين جعل التعليم حقلاً لتجربة الأفكار السياسية والهوى السياسي دون النظر إلى مصلحة المجتمع الحقيقة.
8. سجن وتعذيب وإعدام كثير من الأبرياء من أبناء حضرموت لمجرد الوشاية أو لمجرد إصرارهم على أنهم حضارمة لا يمنيين وبدعوى أنهم ثورة مضادة لابد من تصفيتهم جسدياً كما تطرح بيانات وخطابات زعماء ذلك النظام، وهي موثقة وموجودة لمن يريد الإطلاع عليها.
9. هدم الكثير من الآثار التاريخية بدعوى أنها تمثل العهد البائد فلابد من إزالة كل شيء فيه، ومن ذلك تحطيم سدة المكلا (في سبتمبر 1967) وتخريب وتحطيم ونهب مقتنيات المكتبة السلطانية والتي تعد أهم وأقدم مكتبة عامة في جنوب الجزيرة العربية وكذلك نهب وتحطيم متحف الآثار في المكلا وبعض الاستراحات والقصور السلطانية التي تحوي مقتنيات يمكن أن توضع في المتاحف بدلاً من أن تحطم على أيدي جهلة لا يفهمون شيئاً إلا التدمير فحسب.
10. صدور قانون في عام 1968م سمي بقانون الجنسية لليمن الجنوبية. وخطورة هذا القانون أنه حرم الحضارمة من ازدواج الجنسية، حيث يمنع في هذا القانون أن يحمل مواطن اليمن الجنوبية جنسية أخرى غير الجنسية اليمنية. وهذا يعني أن حضارمة المهجر وخاصة في أسيا وإفريقيا لم يستطيعوا الاحتفاظ بجنسية المهجر مع جنسية اليمن الجنوبية آنذاك وكان عليهم الاختيار بحمل أي منهم. والكثير منهم تخلى عن جنسية اليمن الجنوبية رغم تعلقه الشديد بحضرموت لأن مصلحته في المهجر كانت الأقوى. وبهذا خسر الحضارمة أعداد كبيرة كان يمكن أن تضاف إلى تعداد السكان الذي جرى فيما بعد، وبذلك كان الحضارمة فعلياً في الوطن والمهجر يصل إلى مالا يقل عن اثنين أو ثلاثة مليون. وبالمقابل نجد أن الجمهورية العربية اليمنية قد حرصت على ازدواجية الجنسية أي أن يسمح لحامل جنسية الجمهورية العربية اليمنية أن يتجنس بجنسية أخرى. وهذا أدى إلى زيادة عدد سكان الجمهورية العربية اليمنية وخاصة في الدول التي تسمح بازدواجية الجنسية في أسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا. وهذا موضوع سنتناوله بتفصيل وافٍ في مناسبة أخرى إن شاء الله لنبين حجم الضرر الذي أقدم عليه القوميون بحق حضرموت بالخصوص في هذا المجال، وهو الذي جعل الحضارمة أقلية عددية في داخل الوطن وأكثرية عددية (غير محسوبة) في خارجه إلى جانب عوامل أخرى معروفة.
ثانياً… الخطايا العشر للاشتراكيين (1969 – 1990م):
1. صدور مرسوم إداري داخلي بمنع استخدام عبارة (بسم الله الرحمن الرحيم) في المخاطبات الرسمية واستبدالها بعبارة (لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وإنجاز الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية). والمؤلم أنه لا تقبل أي مذكرة أو طلب من أي مواطن لأي مسئول في حضرموت وفي بقية محافظات اليمن الديمقراطية آنذاك إلا بعد شطب عبارة بسم الله الرحمن الرحيم ووضع تلك العبارة الثورية مكانها.
2. فرض الدراسة المختلطة بين الجنسين في المدارس الثانوية والكليات الجامعية. وفرض زي للمدارس والجامعات للطالبات غير مناسب دينياً وأخلاقياً. وهو ما كان يسبب الحرج للطالبات وخصوصاً طالبات حضرموت والذي فرض عليهن قسراً خلع الحجاب وإلا حرمانهن من التعليم. وهذا ما دفع بعض الكثير من عائلات حضرموت عدم إرسال بناتهم إلى التعليم الثانوي والجامعي والاكتفاء بالتعليم الأساسي.
3. في عام 1973م صدر قانون جمهوري في عدن بعدم السماح لمواطني اليمن الديمقراطية بالسفر إلا بعد دفع ضمانة شخصية بأن المسافر سيعود إلى الوطن وإلا أدخل الضامن إلى السجن. واستبدلت هذه العقوبة لاحقاً بدفع مبلغ وقدره (3.000) ثلاثة ألف دولار أمريكي أي حوالي (20.000) عشرين ألف شلن أي حوالي بسعر اليوم (600.000) ستمائة ألف ريال يمني وهي توازي مرتب سنتين أو ثلاث سنوات لخريج جامعي في ذلك الزمن.
4. في عام 1976م صدر قانون (صيانة الوطن) والقصد منه صيانة النظام وحمايته من غضب وثورة الجماهير على سياسات هذا النظام وبطشه بمصالح الناس. وينص هذا القانون الظالم المليء بالزواجر والروادع على معاقبة كل من يتحدث أو يعمل على الإتيان بما يخالف نظام الدولة الاشتراكية. وكذلك كل من يتصل بأي مجموعة خارج الوطن أو حتى بسائح أو زائر أجنبي يزور البلاد. والطريف أن نظام صنعاء بعد عام 1994م استوّلد له قانوناً يشبه قانون عدن في قمع الحريات وتكميم الأفواه واسماه قانون حماية الوحدة اليمنية ويعاقب كل من يعارض هذه الوحدة التي فرضت على حضرموت بالقوة. وكأن الظلم على حضرموت قد خرج من مشكاة واحدة رغم تباعد الزمن وتغير أشكال الأنظمة.
5. بداية من عام 1969م وإلى عام 1973م صدرت قوانين جمهورية في عدن قضت على الأخضر واليابس في هذه الجمهورية المنكوبة والمسماة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وقد قضت هذه القوانين بتأميم ومصادرة كل ملكية خاصة لأي فرد في هذه الجمهورية فهو لا يملك بيته أو أرضه أو عمله أو محله أو مقتنياته الأخرى فأنت وما تملك ملك الدولة وما عليك إلا الطاعة العمياء وإلا مصيرك القتل والإعدام. والدولة هي التي توزع للناس ما تراه مناسباً لهم من مال وعقار وأرض وعمل وطعام وماء وغيره. وتحوّل الناس في تلك الأيام إلى ما يشبه الحيوانات التي تعلف من أجل العمل فقط، فالسفر ممنوع والكلام ممنوع والمطالبة بأي شيء خاص ممنوع، بل أن كلمة بسم الله الرحمن الرحيم ممنوع قولها إلا في المساجد فقط. ووصل الاستخفاف لدى هؤلاء الطغاة – وبقايا منهم تتباكى اليوم على ظلم يقع على الملكية الخاصة في حضرموت وفي الجنوب من قبل حكام صنعاء البغاة – أن أجبر أصحاب المحلات التجارية والتي بنوها بأموالهم الخاصة أن يدفعوا إيجاراً على هذه المحلات لاستخدامها لأنفسهم وإلا فإن عليهم التخلي عنها لصالح الدولة. وهذه بدعة يمنية ديمقراطية لم ترد في تاريخ الأمم من قبل ومن بعد.
6. تم فتح محلات وفي أماكن موزعة في بعض المدن الرئيسية لبيع وتعاطي المسكرات. ومنها بعض الفنادق والاستراحات كاستراحة الجندي في خلف بالمكلا وفندق السلام في سيئون واستراحات في الشحر وشرمه والديس الشرقية وغيل باوزير وغيرها. وهذا مما يتناقض مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. وقد أكمل الاشتراكيون ضربتهم لحضرموت عام 1990م بأن سمحوا بدخول القات إلى أراضي حضرموت والتي كانت محرّمة عليه دخولها قبل عام 1967م وبعده.
7. تم تغيير المناهج الدراسية مرة أخرى وبصورة جذرية حيث قلصت مادة الدين الإسلامي وجعلها في أضيق نطاق ممكن. مع إلغاء حفظ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية حتى قصار السور في جزء عم، مما دفع بالآباء لتحفيظ أبنائهم وبناتهم لآيات القرآن الكريم بجهود ذاتية.
8. فرض نظام الرقابة الشعبية بكثير من القسوة والتعسف في النظام الإداري لموظفي الدولة ودون إيجاد آليات منصفة للمظلومين بسبب هذا النظام الرقابي الذي اعتمد على كوادر الحزب وأفكاره، مما أوجد فرصة لضعاف النفوس من الحزبيين وغيرهم للاعتداء على حقوق بعض الموظفين للانتقام الشخصي في حالة وجود أي خلاف بين موظف وعضو رقابة شعبية في نفس الإدارة.
9. إجبار السكان في كل حي لمن هم فوق 15 سنة وحتى عمر 100 سنة من الرجال والنساء للخروج من المنازل وكنس الشوارع والقيام قسرياً بمبادرات جماهيرية إلزامية ترهق كبار السن والمرضى منهم.
10. عدم توفير احتياجات استهلاكية ضرورية للمواطنين، وخاصة للأطفال أو للمرضى كبعض الأغذية والألبسة والأدوية بدعوى أنها تكلف ميزانية الدولة في استيرادها والاكتفاء بما تحدده لهم الدولة وتصرفه في مجمعاتها الاستهلاكية. ولاشك أن الدولة حريصة على أنفاق الأموال الطائلة لشراء السلاح وشراء الذمم والمنافقين والذي يعود بالضرر على المجتمع، وخصوصاً أن هذا لا يحاسب عليه من قبل الرقابة الشعبية وإنما يفاخر به باعتباره إنجازاً وطنياً يجب احترامه والمحافظة عليه