د.محسن الجبيري
2013-04-29, 02:43 PM
ما ينبغي ان يقال دائما اننا ازاء شعب عظيم يخرج الى الساحات في ثورته السلمية المتميزه وهو دائما يدرك تمام الادراك انه يواجه احتلال لا يعرف غير القتل وسفك الدماء. في مواجهة هذا الاحتلال القمعي الدموي وبكل قدراته وامكانياته العسكريه, خرج الشعب الجنوبي الى الشوارع, يخرج وهو متأكد تماما من ان الرد من قبل الاحتلال سيكون بالرصاص الحي, لان منطق هذا المحتل هو السلاح...ودائما حين جاء الرد من قبل الاحتلال للمتظاهرين السلميين بالرصاص الحي والاعتقال والقتل تحت التعذيب لم يرتعب شعبنا, بل رفعوا وتيرة فعالياتهم السلميه بالمليونيات وزاد اصرارهم وعزيمتهم في تحقيق ما يصبوا اليه في التحرير والاستقلال..كل هذا الصمود وحجم التضحيات الذي قدمه شعبنا في السنوات الماضيه ولا زال يقدم وهو متمسك بنضاله السلمي, يؤكد على عظمة هذا الشعب واصراره على الانتصار مهما كان الثمن ومهما كانت التحديات, ايا تكن عنجهية هذا الاحتلال وتبعا لمعادلة اقليمية دوليه تصب في خدمة المحتل, اضافة الى تشرذم القيادات الجنوبية واختلافاتها الغير مبرره. ان اختلافات القيادات الجنوبية الغير مبرر لها يصب بهذا القدر او ذاك في خدمة الاحتلال, خلافا للحال لو كانت تلك القيادات قوية وموحده, وهو واقع يستغله الاحتلال في اشاعة اليأس والفتنه بين صفوف شعبنا, وهذا يعطي ايضا دعم لترويج الاحتلال في مقولة انه في حالة استقلال الجنوب سيدخل في أتون حرب اهليه وربما سيؤدي ذلك الى تقسيم الجنوب كما يروج له الاحتلال, بما يعطي للاقليم والمجتمع الدولي صحة هذا الترويج. كما يمنح سلوك تلك القيادات المحتل وربما بعض القوى الخارجية ايضا ذخيرة لطخها بها والتقليل من شأنها وصولا الى التبشير بحل سياسي تحت اطار المبادرة الخليجيه, يدمج القضية الجنوبيه عبر اصلاحات شكليه يجريها بما يسمى الحوار في صنعاء, وليس عبر تفاوض بين الشمال والجنوب (يخرج بحلول لما يرتضيه الشعب في الجنوب) ويحدث بالطبع لهذا الحل دعم دول كبرى...ان بؤس القيادات وخلافاتها واشكالات شخصياتها ورموزها حتى ولو انها متفقه على الهدف لا يشكل سوى جزء من الصورة التي يسعى الاحتلال الى ابرازها ومن ثم استثمارها من اجل حشد التأييد الدولي لمصلحة بقاءه في احتلال الجنوب..صحيح ان خلافات القوى هي ظاهرة طبيعية في معظم الثورات, ان لم يكن جميعها, وصحيح ان لبعض الثورات في التاريخ ابطالها ورموزها الكبار (لم يلغ ذلك ابدا الخلافات او التباين بينهم في الرؤى والمواقف), لكن ثورة الجنوب ليس كذلك, اذ خرجت من ضمير الشارع الجمعي الرافض للاحتلال, وهي لا تسعى تبعا لذلك الى ان تستبد بدكتاتوريات شمولية دكتاتورية ثورية جديدة ادمنت على الاختلافات..ان الشعب يريد التحرير من الاحتلال واستعادة دولته, وهو فقط باعتباره وصيا على نفسه, وهو وحده من سيختار من يمثله بعد الاستقلال..هي اذن ثورة شعبية تحرريه وليس انقلاب عسكري ولا ثورة مسلحه بقيادات مؤسسه ورموز تاريخيه, وبالتالي فان المنخرطين في الثورة سينالون من الخطوة بحسب سلوكهم الساسي وخطابهم ونضالهم وقدرتهم. نتمنى بأن ينسجم خطاب جميع القيادات خاصة في الخارج مع مطالب الشعب ومن يقف مع الشعب هو الذي يحظى بالاحترام, وهو الذي يعول عليه في مواجهة الموقف الى جانب الجماهير الثائره, لا سيما ان حكاية الحلول المنتقصه من ما يريد الشعب الجنوبي مرفوضه تماما من قبل الشعب حتى لو تبناها عابد زاهد مثل عمر المختار في الداخل او الخارج, فضلا عن ان يكون مشكوك في شخصه وتوجهاته