قيادات الجنوب وتكرار الاخطاء

[د.محسن الجبيري]

يبدو ان قادة الجنوب بمختلف اطيافهم لم يجمعهم منذ انطلاقة ثورتنا السلمية التحررية المباركه الا كراهيتهم فقط لنظام الاحتلال ولكن العلاقه النضاليه فيما بينهم مفرقعه , مشتته, وهذا يدل على عدم وجود لديهم رؤية وطنيه واضحه مشتركه حول قضيتنا في حاضرها ومستقبلها !!!هذا هو السبب الرئيسي لما يجري في الجنوب من قبل بمن ما يسمى القيادات من اختلالفات لا مبرر لها, ان فقدان الرؤيه ليس امرا ثانويا او ترفيا , بل هو ضرورة وطنيه يهلك الجميع اذا افتقدوها ..الرؤية الواضحه المشتركه ينبغي ان تكون :وضوح الاهداف الوطنيه المشتركه المتمثلة بالتحرير والاستقلال التي يجب ان تكون القناعه بتلك الاهداف عند القيادات او النخب السياسيه الجنوبيه بغض النظر عن توجهاتهم السياسية والثقافية ةالاجتماعيه , كما يجب ان تكون لديهم الاستراتيجية الواضحه الموصلة الى تحقيق تلك الاهداف , بالاضافه الى وجود ثوابت وطنيه وميثاق شرف بموجب تلك الاهداف والاستراتيجيه على اعتباره دستور لهذه المرحله يلتزم الجميع به في نشاطه السياسي , لان وجود الثوابت الوطنيه وميثاق الشرف يكون حينها مهما اتسعت الاختلافات والاجتهادات فأن الاهداف العليا والاستراتيجيه المؤدية اليها يتوجب ان تحكم البرامج التفصيليه المتنوعه كافة , لانه كيف يمكن ان يجروء سياسي على التقدم والاسهام لقيادة العمل الوطني وهو لا يمتلك رؤية واضحه ..ولكن للأسف ذلك لم يحدث عند بعض القيادات , وبسبب غياب تلك الرؤية في الاهداف والاستراتيجية يتعرض الجنوب لزلازل سياسية نسأل الله ان ينجي جنوبنا الحبيب منها...في نهاية المطاف يجب ان تدرك تلك القيادات انه في حالة ضياع الجنوب مجددا او انهاكه (وهذا ان شاءالله لم يحدث بوجود شعبنا العظيم الصامد الحارس الامين) فلم يكون للساسه او تلك القيادات وجود ولا حياة , فهولا انما يستمدون من الجنوب وجودهم السياسي وحياتهم السياسيه , فهم مهما كبروا فهم فرع والجنوب الاصل , هم النبت والجنوب الحقل ولا نبت بدون حقل , وسيعودون الى مخابئهم التي عاشوا فيها ما يقارب 15 عاما, بل يتمثل ضياع الجنوب في ابقاء الجميع في دائرة التخلف بسبب الالتهاء الملتهب في الصراعات الشخصية الغير مبرر لها , وان التاريخ سيسجل ويسطر في الكثير من الكتب ان قيادات الجنوب كانوا سبب ضياع الجنوب منذ بعد الاستقلال الاول ولا زالت هي نفسها تلك القيادات اسباب ضياع ثورتنا السلمية التي دفع شعبنا فيها ثمنا غاليا