ابو شريف الحدي
2009-01-26, 02:24 PM
من واشنطن
اليمن بين محورين
منير الماوري -
20/01/2009م
كتبت قبل عامين مقالاً عن محورين بدا يتشكلان في منطقة الشرق الأوسط، الأول بقيادة إيران وعضوية سوريا، والسودان، وقطر إلى جانب حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، والثاني بقيادة السعودية وإلى جانبها مصر والأردن، وبقية دول الخليج العربي. وأشرت في ذلك المقال إلى أن اليمن تتأرجح بين المحورين ولم تتمكن القيادة اليمنية من اتخاذ قرار سيادي يؤهلها للانضمام إلى أي من المحورين.
ما حدث في قطر الأسبوع الماضي يثبت صحة ما ذهبت إليه حينها، من أن القيادة اليمنية فشلت في إرضاء المحورين وستواجه تبعات اللعب مع الطرفين. وقد تنجح قيادتنا في خداع شعبها ولكن من الصعب أن تنجح في خداع الخارج. فعندما تراجع الرئيس عن عدم ترشيح نفسه للرئاسة عام 2006، وصلت سمعة اليمنيين إلى الحضيض بين الشعوب العربية. وتكررت المأساة عندما استبسلت الدبلوماسية اليمنية في إظهار عنترياتها بالدعوة لقمة عربية تناقش قضية غزة، وعندما حان موعد القمة في قطر، تراجعت القيادة عقب مكالمة تلفونية واحدة، ولم تتلق دعوة من المحور الآخر لحضور قمة شرم الشيخ. وقبل ذلك خلال قمة دمشق التي دعا إليها الرئيس بشار الأسد، حضر النائب غير المفوض عبدربه منصور هادي، وغاب الرئيس، فساءت العلاقات اليمنية السورية، الأمر الذي دفع الرئيس السوري بشار الأسد إلى إلغاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها لليمن.
ورغم يقيني الشخصي بأنه لا قمة الدوحة، ولا قمة دمشق، ولا قمة الكويت يمكن أن تفيد الأبرياء الفلسطينيين بأي شيء، يسوؤني مثلما يسوء كل يمني التخبط الذي تبدو عليه السياسة الخارجية اليمنية، لأنها مازالت حتى الآن في مرحلة المراهقة، ولم تصل من النضوج إلى الحد الذي تخجل فيه من فقدان المصداقية داخلياً وخارجياً. ويسوءني أيضا أن القيادة اليمنية بعد مرور 30 عاماً على رأس الحكم في اليمن لم تتمكن حتى الآن من تحقيق استقلالية القرار السياسي اليمني، ومازالت قيادتنا تحاول أن تأكل في كل الموائد، وترضي كل الأطراف ولكنها في النهاية سوف تخسر كل الأطراف وستواجه العواقب التالية:
•من الآن فصاعداً ستكون "الجزيرة" في صف المعارضة، ولن تتوانى عن توجيه النقد اللاذع للقيادة اليمنية.
•من الآن فصاعداً ستكون إيران بالفعل في صف الحوثيين.
•من الآن فصاعداً، سوف تحتضن سوريا المعارضين اليمنيين بشكل جدي، ولن يكون بمقدور النظام اليمني أن يتعامل معها بالمثل.
•من الآن فصاعداً، سوف تعتذر السعودية عن تقديم المساعدات لنظام بلا مصداقية، لأن أسعار البترول انخفضت، وميزانية اللجنة الخاصة لا تسمح بالمزيد من الأسماء.
•من الآن فصاعداً، سوف ترفع المعارضة في اليمن صوتها عالياً ضد نظام الخنوع، وقد تتحول مظاهرات المناصرة لغزة إلى مظاهرات لمناصرة البريقة، ومن مظاهرات لمناصرة الشيخ الزهار إلى مظاهرات لمناصرة الشيخ عثمان.
•من الآن فصاعداً، سيدرك الفلسطينيون أن فارس العرب لم يكن سيفه سوى سيف من خشب، وأن جمعية كنعان ليست سوى خيمة من قصب.
•من الآن فصاعداً سيدرك الأميركيون أن القرار اليمني مازال بيد الخارج، والتفاهم مع صنعاء لن يتم إلا عن طريق أصحاب القرار.
•من الآن فصاعداً، سوف يطأطئ الدبلوماسي اليمني رأسه أينما ذهب، ولن يقبل عضواً إلا في التجمعات الرياضية لإلحاق الهزائم الساحقة به.
•من الآن فصاعداً، سوف يتساءل كل يمني: ماذا فعلت قيادتنا خلال 30 عاماً لتحقيق استقلالنا؟ ولماذا نعاني من الذل يوماً بعد يوم في ظل سياسة التخبط الحالية؟
• من الآن فصاعداً، لن يعود هناك أي معنى لـ "توجَّه وقال وأضاف وتابع وأردف وأشار وشدد واستطرد"، فكلها كلمات لم تعد صالحة للاستهلاك الآدمي.
اليمن بين محورين
منير الماوري -
20/01/2009م
كتبت قبل عامين مقالاً عن محورين بدا يتشكلان في منطقة الشرق الأوسط، الأول بقيادة إيران وعضوية سوريا، والسودان، وقطر إلى جانب حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، والثاني بقيادة السعودية وإلى جانبها مصر والأردن، وبقية دول الخليج العربي. وأشرت في ذلك المقال إلى أن اليمن تتأرجح بين المحورين ولم تتمكن القيادة اليمنية من اتخاذ قرار سيادي يؤهلها للانضمام إلى أي من المحورين.
ما حدث في قطر الأسبوع الماضي يثبت صحة ما ذهبت إليه حينها، من أن القيادة اليمنية فشلت في إرضاء المحورين وستواجه تبعات اللعب مع الطرفين. وقد تنجح قيادتنا في خداع شعبها ولكن من الصعب أن تنجح في خداع الخارج. فعندما تراجع الرئيس عن عدم ترشيح نفسه للرئاسة عام 2006، وصلت سمعة اليمنيين إلى الحضيض بين الشعوب العربية. وتكررت المأساة عندما استبسلت الدبلوماسية اليمنية في إظهار عنترياتها بالدعوة لقمة عربية تناقش قضية غزة، وعندما حان موعد القمة في قطر، تراجعت القيادة عقب مكالمة تلفونية واحدة، ولم تتلق دعوة من المحور الآخر لحضور قمة شرم الشيخ. وقبل ذلك خلال قمة دمشق التي دعا إليها الرئيس بشار الأسد، حضر النائب غير المفوض عبدربه منصور هادي، وغاب الرئيس، فساءت العلاقات اليمنية السورية، الأمر الذي دفع الرئيس السوري بشار الأسد إلى إلغاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها لليمن.
ورغم يقيني الشخصي بأنه لا قمة الدوحة، ولا قمة دمشق، ولا قمة الكويت يمكن أن تفيد الأبرياء الفلسطينيين بأي شيء، يسوؤني مثلما يسوء كل يمني التخبط الذي تبدو عليه السياسة الخارجية اليمنية، لأنها مازالت حتى الآن في مرحلة المراهقة، ولم تصل من النضوج إلى الحد الذي تخجل فيه من فقدان المصداقية داخلياً وخارجياً. ويسوءني أيضا أن القيادة اليمنية بعد مرور 30 عاماً على رأس الحكم في اليمن لم تتمكن حتى الآن من تحقيق استقلالية القرار السياسي اليمني، ومازالت قيادتنا تحاول أن تأكل في كل الموائد، وترضي كل الأطراف ولكنها في النهاية سوف تخسر كل الأطراف وستواجه العواقب التالية:
•من الآن فصاعداً ستكون "الجزيرة" في صف المعارضة، ولن تتوانى عن توجيه النقد اللاذع للقيادة اليمنية.
•من الآن فصاعداً ستكون إيران بالفعل في صف الحوثيين.
•من الآن فصاعداً، سوف تحتضن سوريا المعارضين اليمنيين بشكل جدي، ولن يكون بمقدور النظام اليمني أن يتعامل معها بالمثل.
•من الآن فصاعداً، سوف تعتذر السعودية عن تقديم المساعدات لنظام بلا مصداقية، لأن أسعار البترول انخفضت، وميزانية اللجنة الخاصة لا تسمح بالمزيد من الأسماء.
•من الآن فصاعداً، سوف ترفع المعارضة في اليمن صوتها عالياً ضد نظام الخنوع، وقد تتحول مظاهرات المناصرة لغزة إلى مظاهرات لمناصرة البريقة، ومن مظاهرات لمناصرة الشيخ الزهار إلى مظاهرات لمناصرة الشيخ عثمان.
•من الآن فصاعداً، سيدرك الفلسطينيون أن فارس العرب لم يكن سيفه سوى سيف من خشب، وأن جمعية كنعان ليست سوى خيمة من قصب.
•من الآن فصاعداً سيدرك الأميركيون أن القرار اليمني مازال بيد الخارج، والتفاهم مع صنعاء لن يتم إلا عن طريق أصحاب القرار.
•من الآن فصاعداً، سوف يطأطئ الدبلوماسي اليمني رأسه أينما ذهب، ولن يقبل عضواً إلا في التجمعات الرياضية لإلحاق الهزائم الساحقة به.
•من الآن فصاعداً، سوف يتساءل كل يمني: ماذا فعلت قيادتنا خلال 30 عاماً لتحقيق استقلالنا؟ ولماذا نعاني من الذل يوماً بعد يوم في ظل سياسة التخبط الحالية؟
• من الآن فصاعداً، لن يعود هناك أي معنى لـ "توجَّه وقال وأضاف وتابع وأردف وأشار وشدد واستطرد"، فكلها كلمات لم تعد صالحة للاستهلاك الآدمي.