شعب الثلايا للشاعر / جمال حيدره

[الشاعر / جمال حيدرة]

كلمات الشاعر / جمال حيدره

ثكلتك أُمك ما لمثلك عندي حلْ يا شعب أغبى من حمارٍ في المثلْ
مثل البهائم أنت شعب غافلٌ بل لست حتى كالبهائم بل أضلْ
يأبى حذائي أن تكون حذائه و يراك أحقر من حذاء ينتعلْ
خدعتك أسماء لهم رنانة ٌ و الإسم إسمٌ ليس أكثر أو أقلْ
إسم الفتى قد لا يكون كفعله قد لا يكون الإسم من جنس العملْ
كمْ كاذباً في الناس إسمه صادقاً و كذا وضيع إسمه في الناس علْ
لولا اللسان بهِ الرجال تميزت لكذبت حتى مل من كذبي المللْ
إن الرجولة في لسان ٍ صادق ٍ لا غش يعرف و لا خداع و لا حيلْ
لا يخشى إلا الله وحده ربهُ لا خوف يعرف لا رهاب و لا وجلْ
غضبُ الجليل ِ عليك حلَّ فلا تسل لا يسئلُ القهار عن شيئ فعلْ
وهنٌ أصابك و أنتهى بك أمرهُ حد المذلة فيه أحلى من العسلْ
أتخاف من بشر و تخشى بطشه ؟ و الله أولى أن يُهاب و أن يجلْ
لو كان بالإيمان قلبك عامرٌ ما أخترت ذل العيش خوفاً من أجلْ
لو لم تكن شعباً ذليلاً هيناً ما هان شأنك عند حاكمك الأذلْ
لو لم تكن يا شعب شعباً سافلاً ما كان ربي عليك قد ولَّى السفلْ
تركوك في الظلمات مخدوعاً بهم و بقولهم لك : أنت الشعب البطلْ
ما زلت مخدوعاً بهم و بقولهم أنت الحضارةُ و المنارةُ لم تزالْ
أين البطولة ُ من ذليلٍ قانع ٍ بالذلِّ راض ٍ عنهُ لا يرضى بدلْ
أين الحضارة ُ منك يا من تدعي أصل الحضارةِ بلا حياءٍ و لا خجلْ
أين الحضارة منك أنت قمامة ٌ روثٌ بمزبلةٍ تَغَرْبَل و أنتخلْ
أين المنارة ُ لا أراها لك العمى يا شعب أقذرُ حتى من عش الزبلْ
بل أنت أقذرُ من لعاب ذبابةٍ في قيئ خنزير ٍ و قيح ٍ في دملْ
من أي شيئ ٍ قد خلقت و ما جرى يوم الخليقةِ ليتَ شعري ما حصلْ ؟
مسخٌ أتيت إلى الوجود فلا أرى لك من مثيلٍ في الشعوب و الدولْ
مثلُ النعامةِ أنت خلقٌ في الورى لا أنت طير قد خلقت و لا جملْ
إن صح من طين خلقت فمن ثرى قد بال إبليسٌ عليه و قد تفلْ
شككتني في خلقِ ربي يا . . . و أنا الذي إيماني أرسخُ من جبلْ
أستغفر الله العظيم لكبوتي و به أعوذُ من التمادي في الجدلْ
من غيره الستارُ يسترُ عورتي ؟ من غيره ربي رجائي و الأملْ
من غيره التواب يقبلُ توبتي ؟ أو غيره الغفار يغفر لي الزللْ ؟