حيد حديد
2012-12-19, 10:09 AM
حوار مؤسسة الملاحم مع الشيخ أنور العولقي - 1431 هـ
Share
الكاتب : أنور العولقي
تاريخ الإضافة: 2010-05-30
صندوق الأدوات
حفظ المادة
طباعة
إلى المفضلة
تنبيه عن خطأ
إلى صديق
محرك البحث
بحث في الصفحة
بحث متقدم »
شارك معنا
شارك معنا في نشر إصدارات المجاهدين. . . رسالة إلى كل من يملك كتاباً أو مجلة أو شريطاً . . . تتمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخُ الداعيةُ أنورُ بن ناصر العولقي, من قبيلةِ العوالقِ إحدى قبائلِ ولايةِ شبوةَ باليمن, وُلِد الشيخُ أنور العولقي في الولايات المتحدة الأمريكية وقضى فيها 21 عامًا.
حصلَ على شهادة البكالريوس في الهندسة المدنية من إحدى جامعات كولورادو.
حصلَ على الماجستير في الإدارة من جامعة ساندييغو.
بعد حربِ الخليج الثانية توجّه لدراسة العلوم الشّرعية على عددٍ من علماء المسلمين.
عمِل إمامًا في بعض المساجدِ في كولورادو وكاليفورنيا وواشنطن, وكان له دورٌ كبيرٌ في الدعوة إلى الله عبر الدروس والمحاضرات.
عقِب غزوات سبتمبر غادرَ الشيخُ أنور العولقي إلى بريطانيا بعد تعرضه للمضايقات من قِبَل الحكومة الأمريكية ثم غادرها إلى جزيرةِ العربِ واستقرّ به الحالُ في اليمن واستمرّ في مشواره الدعويّ من خلال إلقاء الدروسِ والمحاضراتِ باللغة الإنجليزية ونشرها عبر الشبكة العنكبوتية مما كان له الأثر الكبير في نشر الدعوةِ الإسلامية في أمريكا والغرب.
أُعتُقِل الشيخ أنور العولقي في صنعاء ومكثَ في السجن 18 شهرًا, ثم أُفرِج عنه.
اشتهر الشيخُ بتحريضه على الجهاد ضد الاحتلال الصليبي لبلاد المسلمين عبر موقعه على الإنترنت.
اتُهِم بعلاقته بعملية الأخ نضال حسن, وعملية الأخ عمر الفاروق -فك الله أسرهما- ونظرًا للحملة الإعلامية الكبيرة على الشيخ أنور العولقي سعت مؤسسة الملاحم للإنتاج الإعلامي لإجراء هذا الحِوار الحصري والأوّل له بعد الحملة الأمريكية على اليمن, وبعد تخطي سلسلة من العقبات الأمنية استطعنا -بفضل الله- الوصول إلى الشيخ وإجراء هذا الحِوار الذي نسألُ الله أن يكون نافعًا للمسلمين.
***
مراسل مؤسسة الملاحم:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
يسر مؤسسة الملاحم أن ترحب بكم في هذا اللقاء الخاص مع الشيخ الداعية أنور العولقي الذي أجاب دعوتنا وخصّنا بهذا اللقاء الحصري.
أهلًا وسهلًا بك شيخنا الكريم.
الشيخ أنور العولقي:
أهلًا وسهلًا بكم ومرحبًا ومشكورين على تجشّم هذه المشقة حتى وصلتم إلى هنا.
مراسل مؤسسة الملاحم:
جزاك الله خير شيخنا.
نبدأ هذا اللقاء من الضجّة الإعلامية الأخيرة التي أثارها الإعلام الأمريكي والغربي عمومًا حولك, يتهمونك بعلاقتك بـ 14 قضية في أمريكا وكندا وبريطانيا, ما حقيقة هذه الادعاءات التي روّج لها الإعلام, وما هي أسباب هذه الهجمة؟
الشيخ أنور العولقي:
السبب في هذه الهجمة: لأنني مسلم أدعو إلى الإسلام.
التهمة: هي التحريض, نضال حسن, ثم عمر الفاروق, والآن هذه القضايا الأخرى التي ذكرت. القاسم المشترك بينها جميعًا هو التحريض.
التحريض إلى ماذا؟ التحريض إلى الجهاد, التحريض إلى الإسلام كما أنزله الله عز وجل في قرآنه وسنة نبيه, فهذه التهمة.
الأمريكان اليوم لا يريدون إسلامًا يدافع عن قضايا الأمة, لا يريدون إسلامًا يدعو إلى الجهاد, إلى تحكيم الشريعة, إلى الولاء والبراء, هذه الأبواب من الإسلام لا يريدون أن تُفتح وأن يُدعى الناس إليها, وإنما يريدون إسلامًا أمريكيًّا ليبراليًّا ديمقراطيًّا سلميًّا مدنيًّا كما ذكروا وروّجوا له في بعض تقاريرهم كما ورد في تقرير -على سبيل المثال- لمؤسسة راند.
فعندنا الآن فقه عِزّة ومطالبة بالعدالة, وعندنا أيضًا فقه ذل وثقافة خنوع.
أحد المسؤولين البارزين في الـ CIA يقول إذا قام لنا ملا عمر أقمنا له ملا برادلي, بعبارة أخرى يقول: أنتم إذا لديكم علماء صادقون نحن أيضًا لدينا علماء ولكنهم مزيفون, أنتم سترفعوا الملا عمر نحن سنرفع من جهتنا ملا برادلي.
فهذه المعركة على العقول والقلوب في العالم الإسلامي على أشدها, أمريكا تحاول اليوم أن تروّج لإسلام مزيّف كما فعل أسلافهم من قبل, حرّفوا النصرانية وحرّفوا اليهودية, والآن يريدون تحريف الإسلام, ولكن دين الله عز وجل محفوظ.
هناك الآن فقه عزّة في الساحة يدعو إليه بعض الدعاة ويدعو إليه بعض العاملين في الساحة الإسلامية, مثلًا أنتم في تنظيم القاعدة خطابكم يمثل فقه العِزة, على سبيل المثال الدكتور أيمن الظواهري عندما خاطب أوباما ماذا قال له؟ قال له: "يا مستر أوباما عسى الله أن يجعل نهاية أمريكا على أيدي المجاهدين, فنستريح ويستريح العالم من شرّكم" هذا يمثل خطاب عزة, هذا يمثل خطاب صريح وواضح لنظرة المسلمين لأمريكا, نحن ننتظر أن نستريح منكم ويستريح العالم من شرّكم لِما ظلمتم ولِما قمتم به من اعتداء على العالم.
وفي المقابل نجد أوباما عندما زار العالم الإسلامي, زار الرياض مرورًا بالقاهرة, استقبله أحد الدعاة قائلًا: "وش هالساعة المباركة يا أبو حسين" ساعة مباركة! هل هي ساعة مباركة أن يأتي أوباما إلى قلب العالم الإسلامي إلى الجزيرة العربية؟ هل هي ساعة مباركة أن نستقبل أوباما -قائد الحملة الصليبية اليوم, قائد الحرب على الإسلام, فرعون الزمان- نستقبله بهذه الكلمات!, فهذا يمثل فقه الذُل وثقافة الخنوع.
أوباما الذي وعد بحماية إسرائيل, أوباما الذي صعّد من حملات القصف على أفغانستان وباكستان بهذه الطائرات بدون طيّار والآن أيضًا دخل في اليمن, أوباما الذي وعد بأنه سيقضي على الإرهاب في الصومال واليمن, أوباما الذي يريد أن يقود أمريكا في حروب جديدة, نستقبله هكذا؟! "وش هالساعة المباركة يا أبو حسين"! أين البركة في زيارة أوباما؟
على بعد عدة مئات من الكيلو مترات من قبر الرسول صلى الله عليه وسلم, من المدينة من مكة, الجزيرة العربية التي قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" الآن نستقبل أوباما هكذا "وش هالساعة المباركة يا أبو حسين" ؟!
ولكن هذا الخطاب يستهوي أمريكا, ولذلك نجد أن الفضائيات ملطّخة بأمثال هذه الأقوال التي تأتي من أصحاب هذا الفِقه.
بينما الدكتور أيمن -لأنه يمثل خطاب العِزّة الذي تحدثنا عنه والمطالبة بالعدالة- كيف يتعاملون معه؟
يتعاملون مع بطريقتين: إما أن يغتالوا الشخص أو يغتالوا الشخصية.
يغتالوا الشخص بمحاولة التصفية, القتل, الاغتيال.
أو يغتالوا الشخصية, إذا عجزوا عن اغتيال الشخص يغتالون الشخصية بحملات إعلامية يشوّهون الشخصية, فهذه هي طريقة الأمريكان اليوم وعلينا أن ننتبه ونحذر.
مراسل مؤسسة الملاحم:
إذن القضية قضية تشويه للداعية الإسلامي الذي يصدع بالحق وينادي بإعادة الحقوق إلى أهلها, لكن الأمريكان اتهموك أن لك علاقة بعملية الأخ نضال حسن, التي نفذها على الجنود الأمريكان في قاعدة فورتهود.
الشيخ أنور العولقي:
نعم نضال حسن من طلّابي وأنا أتشرّف بذلك, أتشرّف أن يكون أمثال نضال حسن من طلّابي, ما قام به هو عمل بطولي, عملية رائعة, ونسأل الله عز وجل أن يثبِّته ويحفظه ويفرِّج عنه, وأنا أؤيد ما قام به وأدعو كل من يدّعي الانتماء إلى الإسلام وهو يخدم في الجيش الأمريكي أن يحذو حذو نِضال حسن, فالحسنات يُذهِبن السيئات, وأدعو المسلمين أيضًا أن يحتذوا حذوه, إما أن يجاهدوا بالقول أو يجاهدوا باليد, والنموذج الذي ضربه نضال حسن هو نموذج رائع نسأل الله عز وجل أن يجعله فاتحة لكثير من المسلمين أن يحذو حذوه.
مراسل مؤسسة الملاحم:
شيخنا الفاضِل أنت تؤيد مثل هذه العمليات, لكن بعض المنظمات الإسلامية في أمريكا استنكرت هذه العملية ووصفتها بأنها إرهابية وعنف غير مُبرر وأنها لا تمتّ للإسلام بِصلة, على سبيل المثال تقول إحدى هذه المنظمات: " إننا نُدين هذا العمل الجبان بقوة وندعو أن ينال الفاعلون عقابهم بأشد ما يأذن به القانون... إلى أن تقول... ومما يزيد من إجرام هذا العمل أنه استهدف القوات المتطوعة التي تحمي وطننا, إن المسلمين الأمريكان يقفون مع مواطنيهم في تقديم الدعاء للضحايا والتعزية لأسر القتلى والجرحى".
كيف ترد على مثل هذه الأقوال, وماهي أسباب مثل هذه المواقف؟
الشيخ أنور العولقي:
هذا الكلام المهترئ المنبطح المستسلم هو كلامهم اليوم, ولكن لنعُد إلى بعض هذه المنظمات الإسلامية في أمريكا قبل عقد من الزمان أو أكثر, هذه المنظمات كانت في يوم من الأيام تؤيد الجهاد في أفغانستان, تؤيد الجهاد في البوسنة, تؤيد الجهاد في الشيشان, تؤيد الجهاد في فلسطين, وأنا كنت هناك -في أمريكا- في تلك الحقبة, كنا من على المنابر ندعو إلى كل شيء في الإسلام, الجهاد في سبيل الله, الدعوة إلى إقامة الخلافة, الولاء والبراء, نتحدث بصراحة كان سقف الحرية في أمريكا متاح أن نقول هذا الكلام, وكانت عندنا حرية أكثر من كثير من بلدان العالم الإسلامي, ولكن أمريكا ظلّت تُضيِّق, وهذه هي سنّة الدعوات كما كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو في مكة في البداية, فقريش في أول الأمر كانت تغض الطرف حتى بدؤوا يستشعرون الخطر بعد ذلك قالوا فلما جهر بالدعوة تنابذ القوم, وأمريكا كذلك عندما بدأت تشعر بخطر الرسالة التي يقدمها المسلمون هناك بدؤوا بالتضييق وظل هذا التضييق تدريجيًّا وسقف الحرية يتناقص تدريجيًّا حتى وصل إلى أقصاه في أعقاب غزوة سبتمبر وجاءت حملة جديدة من القوانين التي ضيّقت على المسلمين هناك حتى أصبح من الصعب أن تكون مسلمًا يعيش في أمريكا وتصدع بالحق من دون أن تتعرض لبلاء من نوع ما, فأصبحت الخيارات إما الهجرة أو الحبس.
هذه المنظمات التي ذكرت هي تتكلم في ظِل هذا الجو من التضييق الذي يجعلك دائمًا تشعر أنك متهم وتحاول أن تدافع عن نفسك, كما كان حال المسلمين في الأندلس بعد سقوط غرناطة, دائمًا يحاول يثبت الولاء حتى يعيش, ولذلك هذا الكلام لا يؤخذ به.
وسبحان الله, كيف نعترض على عملية كعملية نضال حسن؟! قتل جنود أمريكان في طريقهم إلى أفغانستان والعراق, من يعترض على هذا؟! هذه المسألة مُجمع عليها مُتفق عليها ليس فقط عند بني آدم -البشر- وإنما حتى الحيوانات الأليفة, إذا حاصرت قِط في زاوية سينفش فروه ويُشمِّر عن أنيابه وأظافره ليدافع عن نفسه, نحن الآن نقول المسلم لا يحق له أن يدافع عن نفسه!
نضال حسن فلسطيني الأصل يدافع عن أمّته, ولذلك حتى في عالم الحيوانات هذا غير مقبول فما بالك عندما يأتي هذا الكلام ويُلبّس بلباس شرعي, يُقال المُسلم لا يحق له أن يدافع عن أمّته, لا يحق له أن يدافع عن قضاياه, ولا يحق له أن يقتل الجندي الأمريكي الذي هو مُنطلق الآن لقتل المسلمين, هذا كلام غير مقبول إطلاقًا, ما قام به الأخ نضال حسن هو عمل بطولي وعمل رائع وكما قلت ندعو له ونسأل الله عز وجل أن يثبِّته.
مراسل مؤسسة الملاحم:
لكن يقولون مثل هذه العمليات أنها تشوه صورة الإسلام في الغرب وفي أمريكا.
الشيخ أنور العولقي:
نعم هذه من مبرراتهم, قالوا أن هذه الأعمال ستضيِّق على المسلمين هناك وتشوه سمعة المسلمين في الغرب, لكن نسأل السؤال التالي:
هل الحفاظ على سمعة المسلمين في أمريكا أهم من الآلاف بل الملايين من المسلمين الذين يستقبلون الصواريخ والقذائف الأمريكية؟
ثم نقول ما هي هذه السمعة التي تريدون أن تحرصوا على تقديمها؟
إن كانت سمعة أن المسلم يعفو وأن المسلم يغفر عند المقدرة وأن الإسلام نحن ندعو إليه بالموعظة الحسنة هذا طيب, خصوصًا إذا كان مع الكافر الذي يُرجى إسلامه, لكن نحن نتعامل الآن مع دولة كافرة مُحاربة لنا, والسمعة التي نريد أن نوصلها إلى أمريكا هي أننا "يا أمريكا لو اعتديتم علينا سنعتدي عليكم ولو قتلتم منا قتلنا منكم" هذه السمعة التي يجب أن نحرص عليها.
هؤلاء الجنود الأمريكان الذين كانوا في طريقهم إلى أفغانستان والعراق سنقتلهم, سنقتلهم إن استطعنا في فورتهود, سنقتلهم إن استطعنا في أفغانستان وفي العراق (عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ) يُكف بأس الذين كفروا بالقتال والتحريض إليه لا بالاستسلام والانبطاح.
مراسل مؤسسة الملاحم:
خصوصًا أن الأمريكان يحتلون بلاد المسلمين.
الشيخ أنور العولقي:
نعم نحن الآن نتعامل مع احتلال أمريكي في أفغانستان والعراق وصور أخرى للاحتلال في بقية العالم الإسلامي.
مراسل مؤسسة الملاحم:
هل تعتقد بأن اليمن مُحتلة من قِبل الأمريكان؟
الشيخ أنور العولقي:
لا, اليمن ليست محتلة من قِبل الأمريكان, للأسف الأمر أسوأ من ذلك, الاحتلال حقيقة -لو أردنا أن نتحدث عن الاحتلال- هو أن تدخل أمريكا بقوات أرضية, بدبابات بمصفحات بجنود يحتلون جبال اليمن وسهول اليمن وصحاري اليمن, هذا هو الاحتلال, ويفرضون سيطرتهم على الأرض.
لكن الذي يحصل الآن أسوأ من ذلك, الذي يحصل الآن أن الحكومة اليمنية تقول للأمريكان: أنتم احتلوا الجو واحتلوا البحر ونحن سنكفيكم البر, نحن سنوفر لكم الجواسيس على الأرض, الذين يتجسسون على المسلمين من أهل اليمن, وأنتم تجسسوا بطائراتكم ولن نمنعكم من ذلك, تجسسوا على عورات المسلمين, تجسسوا على المواطنين في اليمن, وجهزوا بوارجكم البحرية لتقصف أهل اليمن بصواريخ الكروز والطائرات تقصف بالقنابل العنقودية كما حدث في أبين وشبوة, ونحن سنكفيكم البر وسنقوم باحتلال الأرض لكم.
الأمريكان اليوم لا يستطيعون أن يتقدموا بحملة ثالثة بعد العراق وأفغانستان, إذا دخل الأمريكان إلى اليمن فسيُقتل الجندي الأمريكي على جبال اليمن وسهولها ووديانها وشعابها وصحاريها, والخزانة الأمريكية لا تستطيع أن تُموِّن لحملة جديدة لاحتلال بلد مثل اليمن سُمِّيت بمقبرة الغُزاة.
الاقتصاد الأمريكي اليوم يترنح, فقامت الحكومة اليمنية بتوفير نقاط العجز هذه للأمريكان, نحن نكفيكم وأنتم عليكم فقط أن تقوموا بما تستطيعون من احتلال للجو والبحر, والذي يحدث الآن أن الأمريكان مثلًا يقولون فلان نريد أن يُصفّى أو يُقتل.
على سبيل المثال الشيخ عبد الله المحضار , الإدارة الأمريكية تواصلت مع أجهزة الأمن اليمنية وقالت هذا الشخص غير مرغوب فيه, هل يحتاج الأمريكان أن يتقدموا بدليل إلى الحكومة اليمنية؟ لا, بمجرد أن يذكروا اسم فلان هذا الشخص لا نريده, يكفي.
الشيخ عبد الله المحضار شيخ قبيلة, واجهة اجتماعية, معروف عند الناس, لم تتقدم الحكومة اليمنية إليه بأي تهمة حتى بقانونهم الوضعي لم يصدر بحقه أي حكم قضائي ومع ذلك خرجت قوات الجيش وقوات الأمن وحاصرت منزل الشيخ عبد الله المحضار وقُتِل في منزله بأوامر أمريكية ثم بعد ذلك تتقدم الحكومة اليمنية إلى الأمريكان بالفاتورة, هذا ثمن دم الشيخ عبد الله المحضار, كما تقدموا بفاتورة يتقاضون أموال على دماء النساء والأطفال والعجزة الذين قُتِلوا في أبين, بنات صِغار, أطفال, نساء, قُتِلوا في القصف الأمريكي ثم تأتي هذه العصابة التي تحكم اليمن -هي ليست حكومة, عِصابة- تتاجر بدماء أبنائها وتأكل السُّحت من الغرب بهذه الدماء, وكلما زاد عدد القتلى ازدادت الأموال التي تأتي إليهم, الآن وعدوهم بمليارات الدولارات على دماء المسلمين التي سُفِكت في اليمن.
مراسل مؤسسة الملاحم:
بالمناسبة, صدرت فتوى من علماء اليمن بوجوب جهاد الأمريكان إذا دخلوا إلى اليمن, هل تؤيد مثل هذه الفتاوى؟
الشيخ أنور العولقي:
لا شك أن دور العلماء هو التوجيه للأمة, والتوجيه لا بد أن يكون على قدر الحدث, وهذا حدث مهم للغاية وكلام العلماء فيه -بالمناداة بالجهاد ضد الأمريكان- هذا أمر لا شك محمود ومشكور, لكن ينبغي أن نوضح مسألة:
المعركة اليوم بين المسلمين والأمريكان ليست معركة على بترول, ليست معركة على مضيق مائي, ليست معركة على أرض أو على بحر, ليست معركة على فلسطين أو العراق أو أفغانستان فحسب, نعم هذه كلها تدخل في أسباب الصراع ولكن المعركة في جوهرها ولُبِّها وأساسها هي معركة على التوحيد.
الآن أمريكا تريد أن تقضي على الإسلام كما أُنزِل على محمد صلى الله عليه وسلم, ويريدون أن يأتوا بالإسلام المزيف الذي ذكرت, فهي معركة على التوحيد, فلا ينبغي أن تُختزل المعركة في إطار ضيق أو في مسألة مادية دنيوية, المعركة أكبر من ذلك, ولذلك يحتاج أن يكون للعلماء دور أكبر.
هذه الفتوى تحتاج إلى تفصيل وتفعيل:
تحتاج إلى تفصيل لأن هناك بعض النقاط التي لم تُفصِّل فيها الفتوى, وأيضًا هناك نقاط أُغفِلت بالكامل, أذكر على سبيل المثال: لم تتطرق الفتوى إلى الموقف من الحكومة اليمنية, وهذه مسألة هامة للغاية, العلماء قالوا: "أن حكم الردء حكم المباشر" الحكومة اليمنية ليست ردءًا للأمريكان وإنما هي مباشرة, الحكومة اليمنية مباشرة في الحملة الصليبية مع الأمريكان, عندما كانت الطائرات الأمريكية تقصف على أبين وشبوة -بالتزامن مع هذا القصف- كانت القوات العسكرية تداهم منازل إخواننا في أرحب في نفس الوقت, فهم مشاركون للأمريكان في الحملة, الفتوى لم تتطرق لهذه المسألة, ما هو الموقف اليوم من هذه الحكومة التي هي عميلة وخائنة, هذه الحكومة التي تعمل مع الأمريكان ما هو الموقف منها؟
والفتوى تحتاج إلى تفعيل, نحن ذكرنا الحُكم "يجب الجهاد ضد الأمريكان", طيب الناس يحتاجون الآن أن تفعِّل لهم هذه الفتوى, تقول لهم الطائرة الأمريكية الآن فوقكم أسقطوها, القبائل في اليمن لديها السلاح الذي تستطيع أن تسقط به هذه الطائرة (الدشكا - الشلكا - الـ 23) هذه موجودة بيد القبائل اليمينة ممكن أن تسقط هذه الطائرة, العلماء ينادون القبائل بذلك "أسقطوا هذه الطائرات لماذا تحوم فوق منازلكم أسقطوها, هذه البوارج الأمريكية التي في مياهنا الإقليمية استهدفوها, الضبّاط الأمريكان إذا وجدتموهم في صنعاء أو عدن استهدفوهم" هذا من تفعيل الفتوى, وهو أيضًا من الأدوار التي ينبغي أن يقوم العلماء بها في هذا الوقت الذي لا يجدون فيه توجيهًا من الحكومات, الأمراء فسدوا انتهى الأمر, الآن بقي العلماء أن يوجهوا الناس التوجيه الصحيح.
مراسل مؤسسة الملاحم:
بعد قصف أبين وشبوة, قام المجاهد عمر الفاروق بمحاولة تفجير طائرة تابعة لشركة دلتا الأمريكية كانت متجهة من مدينة أمستردام إلى مدينة ديترويت الأمريكية, وكانت هذه العملية عبارة عن رد على القصف الأمريكي الظالم على اليمن, فما هي صلتكم بعمر الفاروق؟
الشيخ أنور العولقي:
هذه العلمية حققت أهداف للمجاهدين وتُعتبر عملية رد وردع للأمريكان, وبيّنت هذه العلمية الخلل في الأجهزة الأمنية الأمريكية سواءً كان في الجانب الاستخباراتي أو الجانب الأمني, في المطارات الأمريكان أنفقوا أكثر من 40 مليار دولار ثم استطاع المجاهد عمر الفاروق أن يخترق هذه الأجهزة الأمنية.
وأيضًا أجهزة الاستخبارات تدّعي أنها كانت تضعه تحت المراقبة ومع ذلك استطاع أن يصل إلى قلب أمريكا إلى ديترويت.
فالعملية حققت نجاحات عظيمة ولو أنها لم تقتل شخصًا واحدًا إلا أنها حققت نجاحات عظيمة.
بالنسبة للأخ عمر الفاروق, هو من طلّابي كذلك, وأيضًا أتشرّف أن يكون من أمثال عمر الفاروق من طلّابي وأنا أؤيّد ما قام به.
مراسل مؤسسة الملاحم:
تؤيد مثل هذه العمليات مع أن المستهدفين فيها -كما يُقال في الإعلام- مدنيين لا ذنب لهم, إلى آخر ما يُقال؟
الشيخ أنور العولقي:
بالنسبة لقضية المدنيين, هذا المصطلح كثُر استخدامه الآن, ولكن نحن نفضِّل استخدام المصطلحات التي تداولها فقهاؤنا, فهم يقولون مقاتلين وغير مقاتلين.
بالنسبة للمقاتل, فهو من حمل السلاح ولو كانت امرأة, وغير المُقاتل, فهو الذي لا مشاركة له في الحرب.
بالنسبة للشعب الأمريكي -في جملته- هو مشارك لأنه هو الذي انتخب هذه الإدارة, وأيضًا هو الذي يموِّن هذه الحرب, وأيضًا في هذه الانتخابات الأخيرة والتي سبقتها كانت هناك خيارات أخرى عند الشعب الأمريكي أن ينتخبوا أشخاص لا يريدون الحرب, ومع ذلك لم يحصلوا إلا على الفُتات من الأصوات.
ثم نحن قبل أن نتحدث عن أي شيء لا بد أن ننظر للمسألة من منظار شرعي وهذا الذي يحسم المسألة هل يجوز أو لا يجوز.
لو كان باستطاعة الأخ المجاهد البطل عمر الفاروق أن يستهدف عدة مئات من العسكريين فهذا أمر رائع, لكن نحن نتحدث عن واقع معركة, الرسول صلى الله عليه وسلم لو استطاع أن يُقاتل في النهار فقط لفعل ولكن كان هناك أحيانًا حالات يرسل فيها السرايا في الليل, وهذه السرايا التي يرسلها صلى الله عليه وسلم في الليل -بسبب الظلمة- كانت تقتل من النساء والأطفال, فعاد الصحابة رضي الله عنهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم واستفسروا عن هذه المسألة فقال لهم صلى الله عليه وسلم: "هم منهم" أي أنّ حكم هؤلاء هو حكم الآباء, فالرسول صلى الله عليه وسلم أجاز هذا العمل.
وأيضًا لنا أن نستأنس بالحادثة التي وردت في السير عندما تحصّنت ثقيف بالطائف, فالرسول صلى الله عليه وسلم قصفهم بالمنجنيق, وهذا المنجنيق لا يُفرِّق بين رجل أو امرأة أو طفل, فهذا واقع معركة.
وأمريكا اليوم هي التي تملك السلاح الذي يستطيع أن يفرِّق -سلاحهم دقيق- لو أرادوا أن يميِّزوا ويفرِّقوا بين الأهداف لفعلوا, ولكنهم مع ذلك يستهدفون الأعراس, يستهدفون الجنازات, يستهدفون العوائل والأُسر, ويقتلون من النساء والأطفال الكثير.
مراسل مؤسسة الملاحم:
كما قتلوا البدو في باكازم.
الشيخ أنور العولقي:
نعم في باكازم, هذه كانت مجزرة لبدو, نساء وأطفال ورعاة, فهذا يدل على أن الأمريكان يقصدون عمدًا قتل النساء والأطفال.
هناك مسألة أخرى أيضًا, خمسون عامًا من خنق شعب كامل -الشعب المسلم في فلسطين- بدعم وتأييد وتسليح أمريكي.
عشرون عامًا من حصار ثم احتلال للعراق.
والآن احتلال لأفغانستان.
بعد هذا كله لا ينبغي أن نُسأل عن استهداف بعض الأمريكان الذين كانوا سيُقتلون في طائرة, فاتورة الحساب التي بيننا وبين أمريكا فيها ما لا يقل عن مليون مرأة وطفل -لا نتحدث عن الرجال- فاتورة الحساب بيننا وبين الأمريكان في النساء والأطفال فقط وصلت إلى أكثر من مليون, فهؤلاء الذين كانوا سيُقتلون في طائرة هم قطرة في بحر, ولنا أن نتعامل معهم بالمِثل وأن نعتدي عليهم كما اعتدوا علينا.
مراسل مؤسسة الملاحم:
الحكومة اليمنية تدّعي أن القصف الذي حصل في الحملة الأخيرة هو يمني, وأن الأمريكان لا يتدخلون إلا في التعاون الأمني والاستخباراتي (حسب ما يقولون).
الشيخ أنور العولقي:
لا, هذا كلام غير صحيح, القصف الذي تم على أبين كان على باكازم وهم من قبيلتي (العوالق) والقصف أيضًا على رفض في شبوة أيضًا من قبيلتي, نعرف الناس ولنا تواصل معهم وتواصلنا معهم بعد الحدث وشهود عيان أخبرونا بأنهم رأوا صواريخ الكروز الأمريكية, وأيضًا بعد القصف بقيت هناك بعض العبوات التي لم تنفجر من القنابل العنقودية ومكتوب عليها أنها أمريكية الصنع, فهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق, هي كانت طائرات أمريكية, وأيضًا البوارج الأمريكية هي التي قصفت في أبين وشبوة.
وحتى لو كان كلام الحكومة صحيح فعذرهم أقبح من الذنب, لأنهم اعترفوا بأنه هناك تعاون استخباراتي أمريكي وكأنهم يقولون نحن سمحنا للأمريكان أن يأتوا ويتجسسوا على عوراتنا وأخذنا منهم المعلومات ثم نحن قمنا بالقصف بناءً على أوامرهم.
وأضِف على ذلك أن الأمريكان اعترفوا وهذه مسألة معروفة ذكروها في الإعلام أنهم شاركوا في هذه الحملة, فكلام الحكومة غير صحيح على الإطلاق.
مراسل مؤسسة الملاحم:
الأمريكان يقولون أنه بعد عملية نضال حسن ضيّقوا عليك الخِناق, فأغلقوا موقعك الشخصي على الإنترنت وأنك أصبحت مُطاردًا, فهل هذا صحيح؟
الشيخ أنور العولقي:
نعم هم أغلقوا الموقع بعد عملية نضال حسن, كتبت في الموقع مقالًا أؤيد فيه ما قام به نضال حسن فقاموا بعد ذلك بإغلاق الموقع, وبعد ذلك قرأت مقالة في الواشنطن بوست أنهم يراقبون اتصالاتي فاضطررت إلى أن أتوقف عن هذه الاتصالات وخرجت من المنطقة ثم حدث بعد ذلك القصف الأمريكي.
لكن مسألة أني مطارد هذا غير صحيح, أنا أتنقل بين أفراد قبيلتي وأيضًا في مناطق أخرى من اليمن وذلك لأن أهل اليمن يكرهون الأمريكان, وأهل اليمن يؤيدون الحق وأهل الحق يؤيدون المُستضعفين, فأنا أتنقل بين العوالق وهناك مناصرة في قطاع واسع من الشعب هنا في اليمن, سواءً كان في عبيدة أو دهم أو وائلة أو حاشد أو بكيل أو خولان, سواءً كان في حضرموت أو أبين أو شبوة أو عدن أو صنعاء الحمد لله ما زال في الناس خير كبير مع أنهم يعلمون أنهم يتعرضون لمجازفة وخطر بإيواء من تطاردهم أمريكا ولكنهم مع ذلك يُقبِلون وبِنفوس طيبة ورحبة ويستقبلوننا بأحسن وسائل الضيافة والإكرام وهذه من نِعم الله عز وجل علينا وعلى هؤلاء الصادقين من أهل البلد.
مراسل مؤسسة الملاحم:
نسأل الله أن يحفظهم ويجزيهم خير الجزاء, وأن يحفظك شيخنا الفاضل ويحميك من كيد الأشرار.
نعود إلى الحكومة اليمنية:
الحكومة اليمنية ادّعت أنها قتلتك في غارة على منطقة رفض مديرية الصعيد بشبوة, وأنك كنت في اجتماع مع قيادات تنظيم القاعدة.
هل قُتِلت حقًّا في هذا الاجتماع المزعوم؟! وكيف تقرأ هذه التصريحات المُتخبِّطة؟
الشيخ أنور العولقي:
هناك علامات فارقة يتميّز بها الفرد أو الجماعة, مثلًا فلان يتميّز بأنه ذكي, فتصبح هذه علامة فارقة له (فلان ذكي), شعب معيّن مشهور عنه أنه شجاع, فتصبح هذه علامة فارقة له, حكومة معيّنة يشتهر عنها أنها مستبدّة, فتصبح هذه علامة مميزة وفارقة لهذه الحكومة.
العلامة الفارقة المميّزة للحكومة اليمنية, هي الكذب, هذه حكومة كذّابة تكذب على شعبها, تكذب على جيرانها, تكذب على الداخل والخارج, ولذلك هم قالوا قتلنا فلان وفلان وفلان وفي الأخير اتضح أنه كذِب, والناس فقدوا الثقة في هذه الحكومة, لا أحد الآن يصدِّق هذه الحكومة, ولذلك هذا كلام غير صحيح على الإطلاق.
مراسل مؤسسة الملاحم:
شيخنا الفاضل الحكومة اليمنية سجنتك, وسُجِنتَ في سجن الأمن السياسي في صنعاء, كم كانت مدّت سجنك وماهي ظروف اعتقالك؟
الشيخ أنور العولقي:
فترة السجن كانت سنة ونصف وذلك بسبب تهمة محلية ولكن عندما علِم الأمريكان أنني في السجن طلبوا التحقيق معي وتأخر هذا التحقيق وانتهى التحقيق وكانت الحكومة اليمنية تقول الأمر خارج عن أيدينا ولا نستطيع أن نبتّ فيه بشيء فمكثت في السجن حتى كانت هناك ضغوطات قبلية خرجت على إثرها.
مراسل مؤسسة الملاحم:
علي الآنسي مدير جهاز الأمن القومي قال في لقاء مع جريدة الوول ستريت أن هناك وساطات قبلية لتسليمك للأمريكان, ما حقيقة هذه الوساطات, وهل تنوي تسليم نفسك للأمريكان خصوصًا أنك تحمل جنسية أمريكية؟
الشيخ أنور العولقي:
كانت هناك مفاوضات في السابق للتسليم مع الحكومة اليمنية وطبعًا أنا رفضت هذا الأمر جملةً وتفصيلًا لأني لست متهمًا أصلًا, ما هي التهمة؟ أني أدعو إلى حق, أني أدعو إلى الجهاد في سبيل الله, أني أدعو للدفاع عن قضايا الأمّة؟
المتهم الحكومة اليمنية, هي المتهمة بالخيانة والعمالة ونهب أموال المسلمين والإفساد في الأرض, أمّا بالنسبة لي أنا فلم توجه لي تهمة, ولذلك هذه المفاوضات لا شك أنها غير مقبولة والحق لا تفاوض عليه أصلًا.
بالنسبة للأمريكان نفس الشيء لا يمكن أن أسلِّم نفسي إليهم, إذا الأمريكان يريدونني فليبحثوا عنّي, والله خير حافظ وإن أراد الله عز وجل أن ينجيني منهم فلو أنفق الأمريكان ما في الأرض جميعًا ما وصلوا إلي, وإن أراد الله عز وجل أن يكون قتلي على أيديهم أو على أيدي عملائهم فهذه مُنيتي.
مراسل مؤسسة الملاحم:
علي الآنسي ذكر أنه إذا لم تنجح هذه الوساطات -كما زعم- فإنهم سيضطرون لإخضاعك بالقوة, وكذلك تصريح آخر ليحيى محمد عبد الله صالح بأن القبائل اليمنية مأجورة وأنها تعمل لصالح من يدفع أكثر وأنه يجب عليهم أن لا يقوموا بحماية أبنائهم المتورطين بالإرهاب -على حد قوله-.
الشيخ أنور العولقي:
اليوم لا توجد جهة تقاوم البرنامج الأمريكي إلا المجاهدون, كل أشكال المقاومة الأخرى هي في جزئيات.
مثلًا خلاف الصين مع أمريكا هو على الاقتصاد, خلاف روسيا مع أمريكا هو على النفوذ في مناطق معيّنة, ولكن لا توجد هناك جهة تقاوم المشروع الأمريكي للسيطرة على العالم إلا هذه الثلّة من المجاهدين, والحاضن للجهاد اليوم القبيلة, في أفغانستان القبيلة, في العراق القبيلة, في الصومال القبيلة, حتى في باكستان هناك مناطق قبلية وغير قبلية نجد أن الحاضن للجهاد في المناطق القبلية, كذلك الحال في اليمن.
أمريكا تريد إفساد القبائل, هذا جزء مهم من المخطط الأمريكي "إفساد القبائل" لا يريدون الصفات التي تتحلى بها هذه القبائل: الشهامة والإيواء والنصرة والكرم والتضحية, هذه الأخلاق الإسلامية الحميدة, لا يريد الأمريكان ذلك وإنما يريدون أن تكون هذه الشعوب شعوب فاسدة ماجنة ولذلك يحاولون إفساد القبائل, نجد مثلًا محاولات نشر المخدرات والفساد بين أبناء القبائل.
وأخطر صورة من صور الإفساد لأبناء القبائل هو التجنيد في الجيش, ابن القبيلة إذا تجنّد في الجيش أصبح الآن ولاؤه لأمريكا, قد لا يعلم ذلك أو يحاول أن لا يعلم ذلك ولكن في حقيقة الأمر الأوامر تصدر له من الإدارة الأمريكية, طبعًا الأمر لا يأتي مباشرة إليه الأمر يأتي إلى الجهات الأمنية في اليمن والجهات الأمنية في اليمن هي التي تأمر هذا العسكري أن يخرج ويداهم منازل المجاهدين, أن يقتل الصالحين من أبناء البلد, أن يقتل الذين خرجوا مضحين بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله للدفاع عن الأمّة.
المجاهدون ماذا يريدون؟ هل خرجوا طلبًا لدنيا؟ هم فروا من الدنيا, الكثير منهم كانت عندهم الدنيا تركوها لله, يريد أن يجاهد في أفغانستان, في العراق, في فلسطين, في اليمن, يجاهد ضد الأمريكان. فهؤلاء الآن الحكومات تطاردهم, الحكومة اليمنية تطارد هؤلاء والعسكري هو الذي يقوم بهذه المهمّة, اعلم أيها العسكري أن أمرك جاء من أمريكا, وهذه أخطر وسيلة لإفساد أبناء القبائل.
فهذا مخطّط أمريكي ولا بد أن يتنبّه الناس له.
مراسل مؤسسة الملاحم:
هل ما ذكرت من المخطّط الأمريكي على القبائل هو عمل وتنفيذ لتوصيات باترايوس وخطّته للتعامل مع المسلمين ومع المجاهدين والقبائل والشعوب الإسلامية؟
الشيخ أنور العولقي:
باترايوس جاء ليتعامل مع واقع معيّن في العالم الإسلامي, الجيش الأمريكي تعرّض لتجربة سيئة في العراق وأفغانستان, فجاء باترايوس ليقدِّم خطّة جديدة بناءً على هذه التجربة الأمريكية ومن توصيات باترايوس هذه أن ينسبوا إلى المجاهدين أعمال, مثلًا يفجروا في الأسواق يقتلوا المسلمين ثم يقولوا هذه التفجيرات قام بها المجاهدون, يغتالوا شخصية معيّنة ثم يقولوا قتلها المجاهدون. وأيضًا هي تهدف إلى إنشاء صحوات فيصبح أهل البلد يتقاتلون بينهم والأمريكان يتفرّجون عليهم كما نرى الآن في تجربة الصحوات في العراق, هم من أبناء القبائل واستغلوهم ضد المجاهدين وهذه هي أيضًا كما كنّا نسمع من بريطانيا من قبل سياسة "فرِّق تسود" هم الآن يحاولون أن يحيوا هذه السياسة في العالم الإسلامي.
مراسل مؤسسة الملاحم:
يتهمك الأمريكان بأن لك علاقة بالمجاهدين في الصومال -بالتحديد حركة الشباب المجاهدين- خصوصًا بعد أن كتبت مقالًا في موقعك الرسمي تهنئ فيه الحركة على انتصاراتها, ما هي حقيقة علاقتك بحركة الشباب المجاهدين؟ وكيف تنظر للجهاد والمجاهدين في الصومال؟
الشيخ أنور العولقي:
نعم كتبت رسالة أهنئ فيها حركة الشباب المجاهدين في الصومال وردوا هم بالتهنئة كذلك وبعد ذلك قال الأمريكان هذا الكلام.
بالنسبة للتجربة الصومالية في الجهاد, فهي تجربة -في رأيي والله أعلم- الحركات الإسلامية والعلماء والجامعات الإسلامية ينبغي أن يرسلوا مندوبين إلى الصومال ليتعلموا ويتتلمذوا تحت أيدي هؤلاء المجاهدين ثم يعودوا لينقلوا هذه التجربة ويدرِّسوها.
الحركات الإسلامية تبحث عن حل للأمّة, العلماء أيضًا يبحثون عن حل, هذه الحركات الإسلامية تقدِّم ما تراه مناسبًا من حلول, وأيضًا العلماء كثير منهم أدلى بدلوه ما هو المخرج للأمّة, الآن نجد الحل أمام ناظرينا في الصومال, هذه الثلّة المجاهدة بإمكانات بسيطة استطاعوا أن يقيموا دولة أن يحكموا فيها بشرع الله عز وجل, يقدمون الآن للناس حلول, الناس الآن في المناطق التي يسيطر عليها المجاهدون يعيشون في أمن والاقتصاد بدأ يتحسّن, لأنه إذا وُجِد أمن تتحرك التجارة والزراعة, فهذه التجربة رائدة, تجربة ينبغي أن نستفيد منها, الآن هم يتعاملون مع واقع ويقدِّمون حلولًا لهذا الواقع من الشريعة الإسلامية, ولذلك كما ذكرت هذه تجربة فريدة ينبغي للأمّة أن تستفيد منها.
مراسل مؤسسة الملاحم:
شيخنا الفاضل هناك مخاوف وحديث متكرِّر في أوروبا وأمريكا عن خطر تنامي التعاطف مع المجاهدين من قِبل شباب مسلمين من أصول أوروبية وأمريكية وأنهم سيقومون بأعمال ضد أمريكا, وأنهم كذلك يسافرون للانضمام لمنظمات يعتبرها الغرب إرهابية, برأيك ما هو السبب الذي يدفع الشباب إلى ذلك؟
الشيخ أنور العولقي:
لنأخذ على سبيل المثال نضال حسن, نضال حسن كان في يوم من الأيام مسلمًا أمريكيًّا كما تريد أمريكا, نضال حسن كان يصلي ويصوم ويدفع زكاته ولكنه في نفس الوقت كان جنديًّا في الجيش الأمريكي وولاؤه لأمريكا, ثم تحول نضال حسن بسبب الجرائم الأمريكية إلى مجاهد في سبيل الله, تحوّل نضال حسن من الجندي الأمريكي إلى المجاهد الذي يقتل الجنود الذين كان يخدم معهم في يوم من الأيام.
وإذا استمرت الجرائم الأمريكية فسنرى نضال حسن جديد.
وأيضًا هناك مجاهدون من الغرب ومن أمريكا في أفغانستان وفي العراق وستزداد هذه الظاهرة بسبب الجرائم الأمريكية والغربية في العالم الإسلامي.
مراسل مؤسسة الملاحم:
جزاك الله خيرًا شيخنا, نود في ختام هذا اللقاء رسالة أخيرة للمسلمين عمومًا ولأهل الجزيرة العربية خاصة.
الشيخ أنور العولقي:
إلى المسلمين عمومًا وإلى أهل الجزيرة خصوصًا:
علينا أن نشارك في هذا الجهاد ضد أمريكا, أمريكا اليوم هي من يقود الحملة الصليبية العالمية ضد المسلمين, أمريكا اليوم هي فرعون الأمس, فعلينا أن نشارك, ولنا بارقة أمل في هذه الثلّة المجاهدة القليلة في أفغانستان وفي العراق وفي الصومال الذين استطاعوا أن يركِّعوا الجيش الأمريكي وبسبب هذا الجهاد الاقتصاد الأمريكي اليوم يترنّح, فإذا كانت هذه الثلّة المجاهدة القليلة نجحت في هزيمة أمريكا فكيف إذا نهضت الأمّة؟ أمريكا لا تستطيع أن تواجه الأمّة, أمريكا أضعف من ذلك, كيد أمريكا ضعيف أوهى من بيت العنكبوت, ما تستطيع أمريكا أن تواجه هذه الأمّة, علينا فقط أن نشارك مع إخواننا المجاهدين ننصرهم بالكلمة وباللسان وباليد وبالمال نقدِّم ما نستطيع, هذا واجب علينا اليوم, فإن أمريكا تريد أن تقضي على الإسلام والمسلمين والله عز وجل سيحفظ دينه والله عز وجل سيهزم أمريكا بهؤلاء المجاهدين فنسأل الله عز وجل أن يجعل لنا نصيبًا من ذلك الأجر.
مراسل مؤسسة الملاحم:
اللهم آمين.
في ختام هذا اللقاء أتوجه بالشكر الجزيل للشيخ الداعية أنور العولقي الذي أجاب دعوتنا لهذا اللقاء ونسأل الله أن يحفظك ويبارك في عمرك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ أنور العولقي: