تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سياسية نرويجية تخاطب الجنوبيين : لا تدعو النظام في الشمال يختطف ثورتكم


اسدالجنوب
2012-12-05, 11:18 PM
أجرى الحوار: إياد الشعيبي، ترجمة: عادل الحسني
دعت سياسية بارزة في النرويج أبناء الشعب الجنوبي إلى مواصلة النضال السلمي عبر الوسائل السلمية من اجل الوصول إلى الأهداف، مؤكدة ضرورة عدم ترك فرصة النظام في الشمال بأن يختطف ثورة الشعب الجنوبي.
ودعت نائبة رئيس حزب الحمر في النرويج ميريل ليراند أبناء الشعب الجنوبي إلى استخدام التكتيكات وأفضل الوسائل المتوفرة لنشر النضال السلمي ، وكذا تأسيس قناة ناطقة باللغة الإنجليزية حتى يتمكنوا من أن إظهار النضال وكسر حاجز الصمت.

على الصعيد الدولي

- كيف يقرأ حزب الحمر النرويجي الزيارة الأخيرة التي قام بها أمين عام الأمم المتحدة السيد بان كي مون إلى صنعاء في 19 نوفمبر الجاري؟
= هذه مجرد زيارة للنظام في شمال اليمن وهي زيارة لا تعكس الصورة الكاملة لما يجري في اليمن.
- السيد بان كي مون أشاد بالتحولات السياسية في اليمن ودعا لإنجاح المبادرة الخليجية التي تنص على اتفاق نقل السلطة في صنعاء، في المقابل لم يتطرق إلى قضية شعب الجنوب من قريب أو من بعيد، كيف تفسرون هذا الموقف من أعلى هرم دولي؟
= كان الأجدر ببان كي مون أن يثير قضية شعب الجنوب المحتل, مع أني سأكون متفاجئة بشكل كبير في حالة فعل ذلك, ففي الوقت الراهن كل شخص يعمل ضمن المؤسسات التي تشكل التحالف مع الولايات المتحدة والتي تؤمن بفكرة "الربيع العربي" وهناك مناقشات تجري وهي قليلة جدا حول الهياكل القديمة للسلطة والتي لا تزال تقبع في مكانها في الشرق الأوسط.
- لماذا بنظركم يتم تجاهل مطالب الشعب الجنوبي في تقرير مصيره واستعادة دولته من قبل أطراف فاعلة في العالم تدعي احترامها لخيارات الشعوب؟
= هذا شيء واضح, فوسائل الإعلام الغربية إلى جانب وسائل الإعلام العربية كـ(الجزيرة) و(العربية) تعمل على تضليل المواطنين سواء في الشرق الأوسط أو في الغرب، كلهم على حد سواء وسائل الإعلام الحليفة والأكبر نفوذا للكذبة التي تتكلم عن الحرية والديمقراطية, كل ما يجري اليوم هو مجرد لعبة, فكل من المملكة العربية السعودية وقطر الذين يجتمعون في هذه المناطق التي شهدت ثورات الربيع العربي حيث يقومون بهذا وكأنهم "الشخص الذي يقوم بأعمال التبشير" إلى جانب قيامهم بدعم الجماعات التي ترتبط بالجماعات الجهادية المتمردة, ومع هذا كله تبقى قضية الجنوب في سلة المهملات, فالنظام في شمال اليمن المتحالف مع الولايات المتحدة إضافة إلى الوهابية تنصب كل اهتماماتهم في السيطرة على طرق النقل الهامة والتي تقع تحت سيطرة عدن, والسيطرة على الموارد النفطية في الجنوب ككل, حيث ستقوم هذه القوى المتحالفة بضرب كل من يهدد وضعهم الحالي في ما يتعلق بمثل هذه القضايا.
- هناك صراع أقطاب في العالم ألقى بضلاله على كثير من الأحداث في الشرق الأوسط، وجنوب اليمن ليس بمنأى عن ذلك.. ما هي من وجهة نظركم الطرق السليمة والذكية للتعامل مع هكذا صراعات بما يحقق النصر لقضية شعب الجنوب؟
= كل ما عليك فعله أن تصنع أصدقاء, وكما أرى فهناك خياران يمتلكهما الشعب الجنوبي, إما أن يبيع الشعب الجنوبي روحه لمحور الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية, أو أن يكون على قدرة من أن يكون صداقات مع خصومهم, فبإمكانك أن تعملها مع الروس أو الصينيين, ولكن عليك أولا أن تحاول إجراء اتصالات مع الأصدقاء المتقدمين في أمريكا اللاتينية وخصوصا في فنزويلا وكوبا, فهي لا تزال بلدان مخاصمة للعالم الغربي والتي تمثل الدرع ضد الأفكار حول سيطرة أمريكا على العالم.
- هناك جرائم وأعمال انتهاكات واسعة تحدث في جنوب اليمن حتى اللحظة، كيف تفسرون تغاضي الجهات الدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية عما يحدث هناك؟
= معظم المنظمات التي تعمل في مجال حقوق الإنسان كل ما يهمها هو المال واتباع وسائل الإعلام الكبرى.
- يتهم الجنوبيون أحزابا راديكالية دينية متطرفة مثل حزب الإصلاح اليمني في محاولة السيطرة على الجنوب بدعم دولي، كيف تقرؤون دعم المجتمع الدولي للقوى الراديكالية وإيصالها للسلطة، في حين أنها كانت توصم بدعم التطرف والإرهاب؟
- هذا يندرج تحت الصورة التي ذكرت من قبل، تحت الجيوسياسية، وهنا أريد أن أضع خطا تحت هذا, قامت المملكة العربية السعودية منذ سنوات عديدة بإرسال "البعثات" إلى أجزاء مختلفة في الشرق الأوسط, فقاموا بشراء طرقهم الخاصة من خلال ثورات الربيع العربي في كل من تونس وليبيا إضافة الى سوريا, فإذا ألقيت بنظرك لما يجري في سوريا اليوم فيمكنك أن ترى بشكل واضح الصورة المنعكسة لما يجري في الجنوب اليوم, فمنذ العام 2006 قامت السعودية بإنشاء المدارس والمساجد في سوريا على سبيل المثال وذلك بهدف تمويل الجماعات المتمردة الذين استغلوا الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد, هذا الذي حدث في ليبيا كما يجري الآن في سوريا, فالسعودية قامت بتزويد الجماعات المسلحة بالسلاح والهدف الأساس من ذلك هو تغيير النظام وخلق نظام آخر يدين لهم بالولاء, مرة أخرى هذا هو كل شيء عن إيران وعزل النظام الإيراني, فالولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تسعيان إلى قلب النظام في إيران "الأحلام الغربية" ومن خلال هذه الصورة فالجنوبيون لا يمثلون سوى لغز بسيط ولكن نعم سيحاولون التسلل إلى داخل الحركة الجنوبية من خلال البعثات الوهابية والجماعات المتمردة المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما أعتقد، وهذا على علاقة مع الإمبريالية الكلاسيكية, وهذه المرة تبقى المملكة العربية السعودية هي العامل الأساسي.
- كيف يمكن من وجهة نظركم التعامل مع تصلب الموقف الدولي تجاه قضية الجنوب، وما هي نصيحتكم للقادة الجنوبيين في هذا الشأن؟
= كما قلت سابقا, تكوين صداقات وحلفاء, ومحاولة تأسيس قناة إخبارية ناطقة باللغة الإنجليزية.
- كيف تنظرون لمستقبل العملية السياسية في الجنوب واليمن؟
= أعتقد أن الكفاح سيكون من الصعوبة بمكان نتيجة للعوامل الجيوسياسية والتي ذكرت آنفا, فقضية الجنوب اليوم مرتبطة مع كل ما يحصل في المنطقة, فسوريا هي الصديقة الوحيدة لإيران (عدا حزب الله) وهو المكان الذي تقع عيون العالم عليه, فإذا حصل وسقط النظام السوري سيكون البديل هم الإخوان المسلمين إلى جانب السلفية, وبهذا تكون المملكة قد قامت بكسب بقعة على الأرض وستكون أقوى من ذي قبل, فالسعوديون يحضرون أنفسهم لخوض معركة كبيرة, ولكنهم أذكياء بما فيه الكفاية فقاموا بتزويد الآخرين ليقوموا بها، الأمر الذي سيجعل من النظام الشمالي قويا في حال أصبحت المملكة هي الأقوى في المنطقة.

على الصعيد النرويجي

- سبق وأعلنتم في حزب الحمر النرويجي في شهر يوليو المنصرم دعمكم حق شعب الجنوب في تقرير مصيره، ولاقى موقفكم ترحيبا شعبيا وسياسيا كبيرا في الجنوب، كيف قرأتم ردود الفعل الجنوبية؟
= حسنا, لقد قرأت ذلك من ردود الأفعال الكبيرة من قبل أناس عاديين قاموا بإرسال الرسائل تعبيرا عن شكرهم.
- هل قمتم في حزب الحمر بأي أنشطة أو تحركات من شأنها مساندة قضية شعب الجنوب على الصعيد النرويجي؟
= جنبا إلى جنب مع بعض النشطاء الجنوبيين السياسيين في النرويج وفي أوروبا والتي يترأسها رئيس المرصد الجنوبي حول الأحداث في الجنوب أحمد الدياني, إضافة إلى المظاهرة التي قام بها حزب الحمر في أوسلو في شهر يوليو وقد كتبت أيضا في الصحف النرويجية عن قضية الجنوب.
- على الصعيد الرسمي النرويجي، كيف ينظر الساسة لقضية شعب الجنوب؟
= الحكومة النرويجية هي أحد الحلفاء للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي, فهي بطبيعة الحال لن تقول شيئا إزاء القضية الجنوبية حتى لا تعرقل هذه العلاقة.
- هل تنوون القيام بأي فعاليات مساندة لقضية شعب الجنوب على المستوى الأوروبي؟
= لك أن تقول ما يمكنني فعله وستجدنني خادمة لك.
- هل تتواصلون مع قيادات وأطراف سياسية في جنوب اليمن؟
= لا.
- سبق وتلقيتم تهديدات من أطراف يمنية بصنعاء بعد إفادة قمتم بنشرها في صحيفة (عدن الغد) بوقت سابق، أين وصلت نتائج التحقيقات بتلك القضية؟
= بالنسبة للتحقيق في هذه القضية فقد أغلق, وكل ما يتلخص من هذا أن الحكومة في النرويج لا يمثل لها هذا التحقيق أي مصلحة.
- هل تعرضتم لأي تهديدات لاحقة بعد ذلك، ولماذا تلجأ السلطات اليمنية لمثل هذه الأساليب من وجهة نظرك؟
= لا لم أتعرض لأي تهديدات بعد تلك التهديدات, ولن أتفاجأ من استخدام وسائل ضغط ضدي. وأنا لست قلقة بطبيعة الحال فالمواطنون في النرويج لديهم حماية جيدة.
- هل لديكم اطلاع بمستجدات قضية القتيلة النرويجية "مارتين" التي يتهم نجل المتنفذ ورجل الأعمال اليمني شاهر عبد الحق بقتلها في لندن عام 2008؟
= لا.

على المستوى الجنوبي

- استمرارا لثورة شعب الجنوب السلمية، ما هي رسالتكم لشعب الجنوب في مناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للاستقلال؟
= أريد أن أقول إن النضال السلمي يجب أن يكون مستمرا، كما آمل أن يكون عبر الوسائل السلمية, لا تدع النظام في الشمال يختطف منك ثورتك, استخدام التكتيكات وأفضلها استخدام الوسائل المتوفرة في عالمنا اليوم، انشر كل الأخبار, أسس قناة ناطقة باللغة الإنجليزية حتى تتمكنوا من أن تظهر نضالكم وتكسروا حاجز الصمت.
- باعتبارك ناشطة سياسية نرويجية، ما هي رسالتك للمرأة الجنوبية ودورها في ما يحدث في جنوب اليمن؟
= على مر التاريخ هيمنت المرأة على الحركات السلمية, فالحروب والقتال ضد الاحتلال هي طريق تحد بالنسبة للرجال في كل المجتمعات حول العالم، أما بالنسبة للقيادة فكانت من نصيب المرأة, إضافة إلى ما بعد المراحل الثورية, وكما رأينا في مصر كانت النساء في المقدمة في الشوارع، ولكن حينما تمكنوا من الإطاحة بمبارك كانت المرأة قد تراجعت نسبة قيادتها إلى أقل أو أكثر من النقطة التي بدأت منها, فالمرأة يجب أن تأخذ نصيبها في السلطة سواء كانت في بداية الثورة أو ما بعد الثورة أو عند اختيار القرارات التي من شأنها أن تحدد هوية المجتمع الذي نريده.
- رسالة أخيرة تودين توجيهها للأطراف المعنية؟
= رسالتي أوجهها إلى الجنوبيين بعبارة لجيفارا "سنظل نقاتل حتى ننتصر".