إلى أبو جمال مع التحيه

[عبد القادر]

لا أريد هنا أن أتحدث عن الماضي ومآسيه فنحن أعلم به ولسنا بحاجة إلى من يريد أن يذكّرنا به , ولا أريد أن أتحدث عن الحاضر الذي يبشّر بالخير إن شاء الله , ولا أريد أن أتحدث عن المستقبل الذي نأمله ونتمناه جميعا , ولكن حتى نأخذ العبرة من الماضي ونستشرق من الحاضر المستقبل المنشود , أقول لأبو جمال يكفي ما قرأناه بإسلوب رمي الكرة في ملعب الآخر , ففي آخر مقابلة لك وإجابتك حول وحدة النفق حمّلت أبوعدنان المسئولية الكاملة بتوقيعه على إتفاقية (وحلة 22 مايو ) وأبعدت مكتب سياسي ولجنه مركزية لحزب حاكم في الجنوب من تحمّل المسئولية معه, وكذا كأن علي عبد الله صالح بتخييره القيادة الجنوبية بين الوحدة الفدرالية أوالكونفدرالية أو الإندماجية , وإختيار الجنوبيين للإندماجية , لم يتحمل جريمة شن الحرب على الجنوب وإحتلاله بشعاره المشهور : الوحدة أو الموت , أمّا أبو معتز لو أنه صاحب الصلاحية المطلقة للتوقيع على إتفاقية الوحدة لأعلن موقفا مما حدث , ولكنه رضي بما تم الإتفاق عليه وتسلّم رئيس أول حكومة للوحلة , بل أن حادثة منع دخوله إلى صنعاء مشهورة , وكان بإمكانه أن يستغلها ويستقيل , وإذا كان خائفا على نفسه وأهله لغادر إلى السعودية أو دولة الإمارات , وكان قادرا على ذلك ولكنه لم يفعلها .
أما حول إجابتك أنك مع ما سيقرره شعب الجنوب , فهذه الإجابة تتناقض مع إجابتك بأنك مستعد للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني اليمني , وأنت تعلم بأن أي مشاركة فيه تعني إعتبار القضية الجنوبية قضية داخلية مثلها مثل قضية الحوثيين في صعده.
الأمثلة التي ضربتها حصلت في الجنوب ولم ولن يحصل مثيل لها في الشمال , والسبب إن الشمال رافض للدولة الحديثة وتاريخه شاهد على ذلك , وآخر ما قرأناه من أخبار أن عضو مجلس نواب بمرتبة شيخ منع وزير الدفاع من الخروج من مبنى مجلس النواب بعد أن أغلق بابه , وتم إخراج وزير الدفاع من باب خلفي , فما رأيك أبو جمال في الدولة القائمة في القرن الحادي والعشرين اليمنية , أو عمليات الإغتيال في وضح النهار وهروب القاتل بدراجة نارية في أماكن ترابط بها قوات أمنية .
أذكّرك أبو جمال بحادثة إغتيال توفيق رشدي في المنصورة مساء وفي أقل من ساعة بعد الحادث تحركت الجهات الأمنية في عدن وضبطت الجناة في المكان الذي تعرفه.
ختاما أقولها صراحة إسعوا إلى ما يطالب به شعب الجنوب صراحة ودون خوف , وإنقذوا ما يمكن إنقاذه , لإيجاد علاقة جوار بين الجنوب واليمن تضمن حقوق كل منهما وتضمن الأمن والإستقرار في المنطقة ويستطيع شعب الجنوب إن شاء الله بإرادته مع الخيّرين من دول الجوار تحقيقه , وأرجو أن لايعتبر موضوعي هذا دفاعا عن أبو عدنان وهجوما على أبو جمال وأبو معتز والسلام.