تصحيح مسار الحراك الجنوبي

[قناص الجن]

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين على أمور الدنيا والدين والصلاة والسلام على رسوله الكريم.
أما بعد
نضرا لما يحتاجه النضال السلمي الوطني الجنوبي في الوقت الراهن وما تستدعيه المراحل القادمة من رص صفوف أبناءه وتماسكهم حتى يتم استعادة دولته بإذن الله مستقلة كاملة السيادة وتعميق العمل السياسي الديمقراطي وترسيخ التصالح والتسامح وتحصين وحدته الداخلية وتعميق الثقة بين أبناء الجنوب عامة والعمل المنظم المبني على أساس التوافق والتكامل المؤدي إلى واحدية العمل السياسي ووحدة الصف الجنوبي بين كل الأطياف السياسية وشرائح أبناء الشعب الجنوبي من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة والمتمثلة في استعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وإعادة بناءها على أساس العدل والمساواة في ربوع جنوبنا الغالية, نظرا لما يحتاجه ذلك علينا العمل بما يلي:
1) بناء الثقة الجنوبية الجنوبية في نفوس أبناء الوطن الجنوبي أينما وجدوا والعمل على تعزيز الثقة فيما بينهم. وترسيخ مبدأ الهوية الوطنية الجنوبية وخصوصيتها, والسير معا على أساس أن الولاء لله أولا ثم الوطن, بما يستدعي عقد مواثيق الشرف الوطني وإقامة العهود بالعمل الجماعي المنظم حتى استعادة دولتهم, ويبدأ خلق تلك الثقافة وإقامة العهود والمواثيق من الجزء وصولا إلى الكل بحيث يتأسس في القرى والمناطق وصولا إلى المديريات ويزداد نموه في المحافظات إلى أن يصل إلى كمال نموه المنشود في خلق كتلة جماهيرية وطنية جنوبية لا تخضع لأي من القوى والمكونات دون غيره بل تتكامل بتكامل وجود الجميع. وتقوم تلك العهود والمواثيق على عدم تخوين الجنوبي لأخيه الجنوبي ويتعهد الجميع بالدفاع عن بعضهم البعض أمام محاولات نضام صنعاء أخذ الجميع فرادا فأما نعيش أحرار على تراب الجنوب أو نموت معا.
2) ترسيخ مبدأ التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب في كل المحافظات، ويتم تدخل عقلا الجنوب لوقف فوري لكل أشكال النزاعات والثارات بين الأفراد والقبائل والمناطق الجنوبية حتى إذا ما استعدنا دولتنا يتم حلها بالطرق القانونية وعلى أساس العدل في كل ربوع دولة الجنوب, والتأكيد على أن الثورة وبناء الدولة المنشودة محتاجة للجميع وبالتالي فلا مجال لتكريس سياسة العداء والاقتتال ـ التي ينشدها نظام صنعاءـ بين أبناء الوطن الواحد.
3) ترسيخ العمل الديمقراطي والتعددية السياسية المشتركة في الأهداف والمتوافقة في رؤى العمل الوطني والقبول بالآخر شريكا في النضال تمهيدا لقبوله شريكا في بناء دولة النظام والقانون دولة التصالح والتسامح دولة العدل والمساواة دولة عصرية مبنية على أسس أكثر انفتاحا على الآخر وقبولا به فكريا وثقافيا و اجتماعيا. وفي ظل الواقع القائم فأنه يتوجب على كل فرد جنوبي ينشد الاستقلال والحياة الحرة الكريمة القبول بالآخر والاعتراف بكل أطياف العمل السياسي الموجودة على الساحة أو التي ستظهر أثناء مراحل النضال أو بعده ونبذ إقصاء الآخر بالقول: (فيما بعد), وذلك من أجل خلق ثقافة الشراكة مع الآخر وترسيخ العمل الديمقراطي التعددي والتنافس لبناء دولة القانون والمؤسسات فضمان الشراكة في النضال هو سبيل الشراكة في بناء دولتنا المنشودة بحيث يكون الوطن فوق الأحزاب في كل المراحل.
4) ضمان العمل الجنوبي الموحد وذلك من خلال دفع جميع مكونات الحراك الجنوبي إلى قبول بعضها بعضا وإقامة قاعدة عمل وطني متكامل فيما بينها مبني على أساس الحوار المتفحص لكل الرؤى والآراء بما يؤدي إلى عقد مؤتمر وطني شامل لتوحيد العمل في الداخل والخارج ويضم كل أطياف الشعب الجنوبي وقواه السياسية والاجتماعية وبشفافية ومصداقية ووطنية تضمن عدم التفرد بمفاهيم العمل الوطنية أو اقتصارها على جماعة أو نخبة أو فئة سياسية دون أخرى. وهذا يتطلب الركون للحوار الوطني الحقيقي الذي يؤدي إلى التقاء الجميع في قواسم مشتركة تراعي مصالح الشعب الجنوبي وتضمن إقامة مؤتمر وطني حقيقي يكون قاعدة لإنجاح مسيرة النضال بوضعه في مساره السليم ويؤسس للشراكة في بناء الدولة الجنوبية المنشودة عبر إفساحه المجال لكل القوى السياسية والاجتماعية لتكون حاضرة في كل المراحل المؤدية إلية والمحققة لمكاسبه.