الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > منتدى التوثيق والمراسلة مع منظمات المجتمع والهيئات والوكالات الدولية > منتدى التوثيق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-04-02, 09:39 AM   #11
الهمشري
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-23
المشاركات: 447
افتراضي

في رد لمحمد حيدرة مسدوس على تصريح المستشار سالم صالح:السلطة تدرك معنى أفعالها ولكنها لا تدرك معنى أقوالها
«الأيام» متابعات:
تلقت «الأيام» تعقيباً من الأخ محمد حيدرة مسدوس على مقال الأخ المستشار سالم صالح محمد، رئيس لجنة تقييم الظواهر الاجتماعية السلبية التي تؤثر على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والتنمية، المنشور في عدد الاثنين الموافق 3/12/2007م، وفيما يلي نص التعقيب:

«طالعتنا صحيفة «الأيام» الغراء في عدد الاثنين 3/12/2007بتصريح رد من الأخ/ سالم صالح، ذكر فيه: أن اللجنة التي يرأسها قد تلقت رسالة مفتوحة من قبلي ونظرا لظروفي الصحية فقد كلف الناطق الرسمي لتيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة بالرد عليه، إلا أن ذلك لم يتم، وهو وما اضطرني إلى كتابة هذا التصريح حتى أوضح الأمور التالية:

1- أنا لم أوجه أي رسالة مفتوحة إلى اللجنة المذكورة، وإنما هناك موقف للتيار حول اللجنة ومسؤولياتها سبق أن نوه إليه في بيان سابق (منشور في «الأيام»)يأتي في إطار عام للتيار حول الموقف من القضية الجنوبية والذي يتبناه التيار في إطار الحزب الاشتراكي منذ انتهاء حرب 1994م.

2- إن وظيفة أية لجنة كقاعدة عامة هي فقط لكشف الحقيقة لصاحب القرار ولا تملك حقا دستوريا أو قانونيا لحل أي مشكلة، وطالما وقضيتنا الجنوبية معروفة لصاحب القرار، فإنه يراد لهذه اللجنة بأن تؤدي وظيفة الطابور الخامس وتحول القضية الجنوبية إلى قضية سياسية تتعلق بالهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب وتتعلق بالأرض والثروة المنهوبة، إلى قضية حقوقية تتعلق بالأفراد كما جاء في بيان التيار المشار إليه أعلاه. ولو كان المطلوب من اللجنة تقديم الحل لصاحب القرار كما يقال، لكان صاحب القرار قد اعترف بالقضية؛ لأنه من غير الممكن حلها بدون الاعتراف بوجودها.

3- إن دعوة الرئيس إلى عودة من هم في الخارج كحل للقضية ليست لها أي معنى ما لم تكن دعوة حوار يقوم على مبدأ الاعتراف بالقضية الجنوبية من جانب الرئيس، والقبول بحلها في إطار الوحدة من جانب المدعوين. أما الإصرار على عدم الاعتراف بوجود القضية، فإنه يعطي الحق للشعب المقهور في الجنوب بالمطالبة بحق تقرير مصيره، حيث إن القضية ليست قضية ذاتية تتعلق بالسياسيين الذين دعاهم الرئيس للعودة حتى ولو سلمهم السلطة بكاملها، وإنما هي قضية موضوعية تتعلق بالهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب وتتعلق بالأرض والثروة المنهوبة كما أسلفنا. فالسياسيون في مثل هذه الحالة هم فقط أداة للحل وليسوا هم الحل ذاته. ومع كل ذلك فقد ألغى الرئيس دعوته هذه في آخر حديث له في حضرموت، عندما قال: ليس هناك من شخص أو جهة له الحق في إدعاء الوصاية على أي منطقة، وهذا يعني بأنه لا يحق لأي جنوبي بأن يتبنى قضية الجنوب أو يمثلها، وبالتالي ألم يكن ذلك طمسا للهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب؟! وألم يكن ذلك تبريرا كافيا لما تطرحه حركة (تاج)؟؟!

4- إن السلطة تدرك معنى أفعالها، ولكنها لا تدرك معنى أقوالها. فقد أعلنت الحكم المحلي على أساس المحافظات وهي بذلك تهدف إلى دفن القضية الجنوبية، ولم تدرك بأن الحكم المحلي مشروط موضوعيا بوجود سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية وسلطة قضائية، أي مشروط بالفيدرالية. وهذا ما لا يمكن تحقيقه على أساس المحافظات كما هي تعتقد، وإنما على أساس شمال وجنوب أو أكثر. وبالتالي فإن الحكم المحلي على أساس المحافظات هو عبارة عن بلديات وليس حكما محليا بالضرورة.

5- إن القناعة الباطنية لدى صنعاء هي طمس الهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب ونهب أرضه وثروته كما أسلفنا أيضا. ولاشك بأن تشكيل مراكز البحوث وبالذات مركز (منارات) وكذلك الندوات المتواصلة حول واحدية اليمن الجنوبية، واليمن الشمالية وواحدية تاريخيهما وثورتيهما... إلخ، هي جميعها تهدف إلى تبرير قمع إرادة الشعب في الجنوب وطمس تاريخه السياسي وهويته ونهب أرضه وثروته باسم واحدية اليمنيين واحدية اليمنيين وواحدية تاريخيهما وثورتيهما.

6- إنه برغم كل هذه الجهود التي تبذلها السلطة لتحقيق هذا الهدف، إلا أن الحقائق التاريخية تدحض ذلك بقوة وبوضوح. فاليمن ليس اسم أمة، وإنما هو اتجاه جغرافي مثله مثل الشام، واليمن بالمفهوم السياسي المعترف به دوليا إلى يوم 22مايو 1990م هو يمنيين، هما: اليمن الجنوبية واليمن الشمالية. كما أن التاريخ السياسي لليمن ككل لم يكن تاريخا واحدا منذ القدم، وإنما هو أكثر من واحد، ودويلاته القبلية المتعددة هي دليل وشاهد على ذلك، ولو افترضنا بأن ما تقوله هذه المراكز والندوات التي انتشرت بكثرة بعد حرب 1994م صحيحا، فإن ذلك لا يعطيهم الحق بأن يتملكوا بالأرض والثروة في الجنوب ويحرمون أهلها منها، فأولاد الرئيس علي عبدالله صالح مثلا يمكن أن يختلفوا على واحدية أصلهم ودينهم وثقافتهم وتاريخهم ولغتهم، ولكنهم سيختلفون على الورث، لأن واحديتهم هذه لا تسمح بظلم أحدهم للآخر، فما لم تعد للجنوب أرضه وثروته وتاريخه السياسي وهويته على قدم المساواة مع الشمال فليست هناك وحدة، وإنما هناك احتلال استيطاني بالضرورة».

11/12/2007
الهمشري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:40 AM   #12
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

د/محمد حيدره مسدوس وتوضيح للحراك الجنوبي

- د/ محمد حيدره مسدوس
1- ان مؤتمر لندن من حيث المبدأ هو دليل على فشل النظام في مواجهة التحديات ، و دليل على عجز المعارضه في ان تكون البديل ، و هو ايضاً دليل على ان المجتمع الدولي لن يسمح بصوملة اليمن . فلو لم يكن النظام فاشلاً في مواجهة التحديات لما عقد مؤتمر لندن اصلاً ، و لو كانت المعارضه فاعله لكان أقر المؤتمر الحوار معها كما فعل تجاه (( طالبان أفغانستان )) ، و لو كان المجتمع الدولي سيسمح بصوملة اليمن لما عُقد المؤتمر ايضاً . و لهذا وطالما و الأمور على هذا النحو ، فان الوصايه الدوليه على اليمن تصبح تحصيل حاصل . و في تقديري بانه سيتم التغيير في اليمن وفقاً للإراده الدوليه و عبر السلطه ذاته كتحصيل حاصل أيضا لغياب البديل . أمّا التغيير المطلوب فعلينا ان نتصوره من خلال : رفض صنعاء لحل القضيه الجنوبيه ، و عجزها عن معالجة حرب صعده التي حولتها الى حرب اهليه بزج القبائل فيها ، و فشلها في بناء دولة النظام و القانون ، و رفضها لحكم غيرها ، اضافه الى تصاعد الفساد و تدهور الاقتصاد ، و إضافه الى مقايضة حربها على الارهاب بدفن القضيه الجنوبيه . و هذا يعني بإن الارهاب في اليمن لن ينتهي الاّ بدفن القضيه الجنوبيه . و في سبيل دفنها ليس هناك تحسس من التدخل الدولي و ليست هناك سياده وطنيه الاّ عندما يتعلق الامر بحلها . فلو كان لدى علماء دين صنعاء و مشايخ قبائلها تحسس من التدخل الدولي و لديهم فعلاً سياده وطنيه لرفضوا تواجد القوات الاجنبيه في المياه اليمنيه و في المطارات اليمنيه التي تلاحق عناصر تنظيم القاعده و تقتل المواطنين الابرياء . حيث وصل الامر الى دخولها اليمن بدون إذن من حكومته و بدون علمها .

2- ان خلفية الازمه ليست في اصرار النظام على التمسّك بالسلطه كما تقول المعارضه و كما رسخت ذلك لدى بعض الاطراف الدوليه و بعض الجنوبيين في الخارج ، و انما خلفية الازمه هي في اصرار صنعاء كسلطه و معارضه و علماء دين و مشائخ قبائل على شرعية حرب 94م و نتائجها التي حولت مشروع الوحده السياسيه بين الشمال و الجنوب الى أسوأ من الاحتلال . فعلي عبدالله صالح يدرك بان الجنوبيين قبلوا برئاسته و هم مازالوا دوله في الجنوب ، و هو ذاته من قال لأصحابه اسمحوا لي باعلان الوحده مع الجنوبيين لإبتلاعهم ، و اذا ما فشلت افعلوا انقلاب ضدي و الغوا ما تم بيني و بينهم . فلو كانت السلطه لدى علي عبدالله صالح أغلى من نهب أرض الجنوب و ثروته لما قال ذلك . صحيح ان السلطه غاليه لديه و مستعد ان يقاتل عليها ، و لكنها ليست أغلى من نهب أرض الجنوب و ثروته بكل تأكيد . و بالتالي فان قضية الجنوب ليست فقط مع علي عبدالله صالح كشخص أو كنظام ، و انما هي مع صنعاء كدوله ، و أرجو ان تحتفظوا بهذه الكلمات للتاريخ .

3- ان المحور السياسي للازمه هو في القضيه الجنوبيه دون سواها . فلو كانت قد حلت قبل مؤتمر لندن لما عقد مؤتمر لندن ، لانها لو كانت قد حلت لكانت حلت مشكلة صعده تلقائياً ، و لكان تم الاصلاح السياسي الديمقراطي المؤدي الى التبادل السلمي للسلطه تلقائيا ايضا ، و لكانت أزيلت ارضية الارهاب والفساد و انتهى تنظيم القاعده في اليمن وقضي على الفساد . حيث ان حل القضيه الجنوبيه سيأتي بنظام سياسي جديد يلبي مطالب الحوثيين و يحقق الاصلاح السياسي الديمقراطي المؤدي الى التبادل السلمي للسلطه كنتيجه للحل ، و من ثم ستزول ارضية الفساد و ارضيه الارهاب و ينتهي تنظيم القاعده في اليمن بكل تأكيد . أمّا بدون حل القضيه الجنوبيه فلن تحل مشكلة صعده و لن يتحقق الاصلاح السياسي المؤدي الى التبادل السلمي للسلطه و لن ينتهي تنظيم القاعده في اليمن بالضروره ، و أرجو ان تحتفظوا بهده الكلمات للتاريخ أيضا . حيث ان عدم حل القضيه الجنوبيه يخلق الارضيه المناسبه للفاسدين و الحوثيين و تنظيم القاعده بالضروره كذلك .

4- ان القلق الجوهري لدى صنعاء كسلطه و معارضه و علماء دين و مشائخ قبائل ليس من حرب صعده و ليس من تنظيم القاعده و ليس من الفساد... الخ ، و انما هو الآن من القضيه الجنوبيه و حدها . فقد أدركوا الآن بان الحرب ألغت الوحده و أسقطت شرعية اتفاقياتها و دستورها ، و عرفوا الان بان القضيه الجنوبيه هي أم القضايا كلها ، و انه لو كانت الوحده موجوده بعد الحرب لما ظهر الحراك الوطني الجنوبي اصلاً ، و لكنهم جميعهم يكابرون و يخفون ذلك و لا يظهرونه . و لهذا فانه يجب ان يكون حاضراً في البال بان المعارضه هي بحاجه لنا اكثر من حاجتنا أليها . و بالتالي فان أي علاقه معها يجب ان تكون بشروط الواقع و ليست بشروطها ، و شروط الواقع التي يمكن اقناع شعب الجنوب بها ، هي :

أ) الاعتراف الرسمي بالقضيه الجنوبيه كقضية وحده سياسيه بين دولتين اسقطتها الحرب و جعلت العلاقه بين الشمال و الجنوب علاقة احتلال و ليست علاقة وحده .

ب) الاعتراف الرسمي بأن الحراك الوطني السلمي الجنوبي في الداخل و الخارج هو الاطار السياسي الشرعي لهذه القضيه و الحامل السياسي لها .

ج) الاتفاق على الحل الواقعي لها وفقاً للشرعيه الدوليه بموجب قراري مجلس الامن الدولي ، او الشرعيه الشعبيه بموجب استفتاء شعب الجنوب على قبول هذا الوضع او رفضه تحت اشراف دولي ، لانها لا توجد شرعيه لأية وحده الاَّ بذلك ، و لا توجد شرعيه لفك الارتباط الاَّ بذلك ايضا . حيث ان مجلس الامن الدولي يقول لا وحده بالقوه ولا انفصال بالقوه . و هذا هو طريق الشرعيه لنضال شعب الجنوب .



5- إن كل قضيه سياسيه لها جوانب ثلاثه ، أولها الجانب الفكري الذي يبرهن على وجودها و على شرعية وجودها ، و ثانيها الجانب السياسي الذي يقنع الرأي العام بضرورة حلها ، و ثالثها الجانب الميداني ( العملي ) الذي يفرض حلها . فلا يمكن للجانب السياسي بان يكون مجديا الا بالجانب الفكري ، و لا يمكن للجانب الميداني ( العملي ) بان يكون مجديا الا بالجانب السياسي . و في ظل المفاهيم الخاطئه التي خلفتها لنا الحركه الوطنيه تجاه الوحده اليمنيه ، فان الجانب الفكري و السياسي للقضيه الجنوبيه سيظل الاهم حتى تحل ، لان فكرة اليمن الواحد و الثوره الواحده و التاريخ الواحد ... الخ ، الخاطئه و الخارجه عن الواقع الموضوعي الملموس التي أبتدعتها الحركه الوطنيه تسقط شرعية قيام الدولتين السابقتين في كل من صنعاء و عدن و تدين اصحابهما و تجعل إتفاقيات الوحده و دستورها عبثا ، و بالتالي تجعل حرب 1994م و نتائجها مشروعه . وهذه مسائل فكريه و سياسيه خطره لابد من دحضها . و في هذا الاتجاه فإنه يمكن القول بإن الحرب في حد ذاتها قد اسقطت مفاهيم الواحديه ، و برهنت على ان مفاهيم الحركه الوطنيه تجاه الوحده اليمنيه كانت خاطئه ، و انه يجب الانقلاب عليها و ادانتها بموجب حكم التاريخ . فلا يمكن فهم القضيه الجنوبيه و فهم حلها على اساس اليمن الواحد ، و إنما على اساس اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه كما كان في الواقع و كما هو مثبّت في المنظمات الدوليه . و بالتالي فان مفاهيم الواحديه التي ابتدعتها الحركه الوطنيه خارج الواقع الموضوعي الملموس لابد من إسقاطها فكريا و سياسيا حتى تذهب الى مزبلة التاريخ ، لانه يستحيل حل القضيه الجنوبيه في ظل وجودها . فاذا ما هُزمت المفاهيم الواحديه ، فإن صنعاء ستهزم ميدانيا بالضروره . كما ان على الحراك الوطني السلمي الجنوبي ان يدرك بان السياسه تعني اثبات ظلم الظالم و ليست اثبات فروسية المظلوم كما يعتقد العرب . هذا و في الختام اود القول بانني لست كاتبا و ليست مواضيعي مقالات سياسيه عابره كما يعتقد البعض ، و انما هي مواضيع فكريه و سياسيه تبرهن على وجود القضيه و على شرعية وجودها و تقنع الرأي العام الداخلي و الخارجي بضرورة حلها و تضعف صنعاء في موقفها من حلها .
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:42 AM   #13
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

03-11-2006, 11:04 pm
تيسير السامعي
قراءة افكار الدكتور محمد حيدره مسدوس الوحدويه والوحيده لليمن؟؟؟؟؟؟؟


** ألا تعتقد بإن قضية الجنوب و الشمال قد أنتهت الى غير رجعه و الشعب اليمني صار شعبا واحدا ، لأن ما يعانيه أبن صعده هو ما يعانيه أبن المهره ؟

ــ المفهوم الجغرافي و السياسي للوحده ، أي شمال و جنوب هو ملازم للوحده و هو دليل وجودها ، لأنه بدون ذلك يسقط مفهوم الوحده أصلاً و تتحول العلاقه بين الشمال و الجنوب من علاقة وحده الى علاقة إحتلال بالضروره ، و ما يترتب على ذلك من شرعيه لحق تقرير المصير بالنسبه للجنوب . ثم انه بدون مفهوم الشمال و الجنوب يستحيل معرفة الخطأ و الصواب في الوحده . أما المعاناه فليست من نظام الوحده حتى تكون معاناه واحده، و إنما هي من نظام الشمال الذي أعيد أنتاجه عبر حرب 1994م . و لذلك فإن معاناة إبن المهره لها طابع سياسي يتعلق بالوحده التي عطلتها الحرب ، بينما معاناة ابن صعده لها طابع حقوقي يتعلق بالعدل .

** حديثكم عن قضية أبناء الجنوب يخدم النظام الحاكم ؟

ــ الحديث عن اصلاح مسار الوحده لا يخدم النظام الحاكم كما جاء في سؤالكم ، و انما هو الذي يضعفه ، لأن قضية إزالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده هي الحجه الشرعيه لإصلاح النظام السياسي لصالح اليمن ككل من صعده الى المهره . و لو كان الأمر كما تقول لما دافعت صحف السلطه عن التيار الرافض لقضية اصلاح مسار الوحده داخل الحزب الأشتراكي و خارجه . و في سبيل دفنها قبل اللقاء المشترك أن يتحمل سلبيات النظام لسبع سنوات عجاف قادمه و دخلوا في الأنتخابات دون أن يشاركوا في القيد و التسجيل و قبلوا بالنتيجه . صحيح انهم لا يريدون حكم الرئيس علي عبدالله صالح و لكنهم في سبيل دفن القضيه الجنوبيه قبلوا كل ذلك .

** ما هو تفسيركم لترشيح النظام الحاكم لأحمد عبدالله المجيدي ؟

ــ السلطه رشحت المجيدي لدفن القضيه الجنوبيه و لتشتيت الأصوات على بن شملان و من اجل ان يكون لديهم مرشح جنوبي في حالة ان يخدعهم بن شملان و ينسحب قبيل يوم الأقتراع ، لان الهدف الأول لدى السلطه و لدى اللقاء المشترك هو اقناع العالم بشرعية الوحده القائمه على الحرب .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

عمار الطويل

** ماهي الصعوبات التي تواجه الحزب الأشتراكي ؟ كما قرأنا في الصحف بأن هناك خلاف بين الحزب و بعض شخصياته مثل الدكتور بن دغر الذي غادر الحزب و انظم الى المؤتمر؟

ـــ الصعوبات التي تواجه الحزب الأشتراكي تكمن في ان الأغلبيه من قيادته قد اصبحت بعد حرب 1994م من لون جغرافي واحد ، و هي من كان معارضه للنظام السابق في الشمال . فلم يعد هناك حضور يذكر لمحافظات الجنوب في القرار السياسي للحزب عدا محافظة لحج وهو في طريقه الى الأختفاء . و هذا ما جعل الموقف الرسمي اليومي للحزب يسير خارج وثائق الحزب و يتماثل مع بقية المعارضه الشماليه الأخرى ، و هو للأسف ما يجعل الحزب يسير نحو الأضمحلال بالضروره ، لأن هناك قيادات حزبيه جنوبيه كثيره جمدت نفسها بسبب ذلك و ليس بن دغر وحده.

** لقد شاهدت لكم مقابله و قرأت لكم الكثير عن موضوع ((اصلاح مسار الوحده)) هل مناشدتكم بهذا الشئ لقي على قبول من قبل الحكومه ؟

ــ القبول من قبل السلطه لن يكون عبر المناشده و لكنه سيكون عبر الفعل ، و الفعل للأسف حالت دونه قيادة الحزب .

** الرئيس علي عبدالله صالح ، وعد بإصلاح سياسي و اقتصادي في البلاد، هل تعتقد بأن الرئيس سوف يتطرق متطالباتكم، مثل اصلاح مسار الوحده؟.


ــ الأصلاح السياسي و الأقتصادي يتطلبه الواقع الموضوعي الملموس وهو مطلب دولي قبل ان يكون مطلب السلطه و المعارضه . و هذا ما اكده الرئيس نفسه عندما قال يجب ان نحلق رؤؤسنا قبل ان يحلقوا لنا .و حتى الديقراطيه جأت في البدايه كشرط للوحده ، و استمرارها بعد الحرب لم تفرضه المعارضه الفاشله في اليمن، و انما هو مفروض دولياً ، و السلطه من جانبها استخدمت الديموقراطيه لدفن القضيه الجنوبيه بأسم الديموقراطيه . اما اصلاح مسار الوحده فهو حتمي سواء استوعبه الرئيس في اصلاحاته ام لم يستوعبه ، لأن البديل هو حق تقرير المصير بالضروره .

** في نظرك من كان المتسبب في اندلاع الحرب (1994م) ؟ بعض المحللين السياسيين يقولوا بان الحرب كانت خطأ الجميع ، أي الجنوب و الشمال ، حتى وصلوا الى مرحلة الجمود بعد وثيقة العهد والأتفاق ؟.

ــ ليس المهم من هو المتسبب في اندلاع الحرب ، و انما المهم هو حل المشكله . فقد قلنا للسلطه اقبلوا منا اصلاح مسار الوحده و حملونا مسؤولية الحرب و اعلان الانفصال ، و لم يقبلوا . و قلنا لهم ايضا اعلنوا بأن الجنوبيين المتواجدين معكم في السلطه يمثلون الجنوب و لو على طريقة ((علاء)) في الكويت ايام غزوه من قبل العراق و حلت المشكله ، و لم يقبلوا ايضا ، لأن هدفهم اسقاط شرعية التمثيل السياسي للجنوب و استبدال مفهوم الوحده اليمنيه بمفهوم الوحده الوطنيه بحيث يجيز لهم نهب الأرض و الثروه في الجنوب و طمس تاريخه السياسي ة هويته .


** كما نعرف جميعا ان السياسيه و الأوضاع في الشرق الأوسط مثل الأمواج لا تستقر ، فهل هذا يدل على خطأ كبير في انظمة الحكم في الدول العربيه ، و ما رأيكم في الوضع الاقتصادي و السياسي في اليمن؟.

ــ الأزمه ليست في الحكام وإلاَ لكانت قد انتهت بتغييرهم الذي حصل منذ قيام الثورات في العالم العربي حتى الآن ، و لكن الأزمه تكمن في النظام السياسي ذاته و في المنطلقات الفكريه للعقل السياسي العربي . فبدون الأصلاح الدستوري للنظام السياسي العربي و تحويله الى نظام فيدرالي او لامركزي ، و بدون تغيير المنطلقات الفكريه للسياسه العربيه و جعلها تنطلق من الموضوع الى الذات و ليس من الذات الى الموضوع كما هي عليه الآن ، أي من الواقع الموضوعي الملموس و ليس من الصوره الذاتيه الموجوده في العقل، لا يمكن ان يكون هناك استقرار او اصلاح .

--------------------------------------------------------------------------------

خالد لقمان03-11-2006, 11:09 pm
د\علي ناصر الزامكي


** هل تعتقد بأن النظام قادر على استنباط الفكره التي تمنكه من الخروج من الأزمه ام انه لا زال يسير بالبلاد الى المجهول ؟

ــ لو كان النظام ومعه المعارضه ايضا قادران على استنباط الفكره التي تمكنهما من الخروج من الأزمه لما حصلت الأزمه اصلا . و لذلك فإن النظام و معه المعارضه يسيران بالبلاد الى المجهول ، و بالذات الوحده بين اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه .

** أنت اول من عاد بعد الحرب و كانت لديك فرصه لتبني مصالحك الخاصه مع النظام ، و لكنك تمسكت بإصلاح مسار الوحده منذ اول يوم لعودتك، فهل تحقق نجاح ملموس في استيعابها من الطرف الآخر ؟.

ــ الشئ الذي تحقق ان القضيه ظلت حيه بقوه وأصبحت حاضره في الوعي السياسي و الأجتماعي ، و حاضره داخليا و خارجيا . ومن البديهي بأن اية قضيه تكون حيه و حاضره ، هي فقط تنتظر الحل و تبقى المسأله هي مسألة وقت قد يطول و قد يقصر . و السلطه الآن حبلى بها ، بدليل ان الرئيس بعد كل انتخابات يعلن بأنها استفتاء على الوحده. و سوف يظل يكرر ذلك الى ان تتم ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، لأن الوضع القائم على نتائج الحرب هو بالضروره فاقد الشرعيه .

** أريد أعرف اسباب الحصار الأعلامي عليك حتى من القوى السياسيه الأخرى رغم انها تنادي بالتغييرالديمقراطيه؟.

ــ الحصار الأعلامي المفروض علينا من قبل اعلام حزبنا و من قبل اعلام السلطه و المعارضه هو اصلا حصار على القضيه التي نطرحها ، لأننا لو تخلينا عنها لفتحت لنا كل هذه الأعلام . !


** ما موقفكم كحزب اشتراكي شريك في الوحده من الكوادر الجنوبيه المحاله قسرا الى التقاعد؟.

ــ قيادة الحزب تحاول حل مشاكل الكوادر لكسبها ، و السلطه من جانبها تتعامل معهم مباشره لكسبهم ، و كلاهما يعتقدان بان حل مشاكل هذه الكوادر هو الحل للمشكله ، بينما الحل هو في ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، لأن كل ذلك هو نتيجه لتعطيل مسار الوحده . و لو عاد كل الجنوبيين الى مواقعهم السابقه لظلت المشكله قائمه بقوة الواقع مالم تزل آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده.


** تياركم في الحزب دعى الى مقاطعة الأنتخابات ، هل نجحتم في ذلك؟


ــ تيارنا قال بإن الأنتخابات لا تعنينا حتى نقاطعها او نشارك فيها، لأن الديموقراطيه القائمه حاليا في اليمن هي قائمه على نتائج الحرب بالنسبه للجنوب ، و هي لذلك لا تعني الجنوب و انما تعني الشمال. فكما قلت سابقا في صحيفة الوسط بإنه لا يمكن علميا ان تشمل الجنوب الا بإزالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده و اعتبار الحرب و نتائجها باطله ، لأن العلاقه بين شرعية 7 يوليو 1994م و بين شرعية حقوق الشعب في الجنوب هي علاقة نفي النفي ، فإذا ما اصبح هذا اليوم شرعيا فإنه ينفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب و العكس ، أي ان شرعية هذا اليوم تنفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب ، و شرعية حقوق الشعب في الجنوب تنفي شرعية هذا اليوم بالضروره . فقد غاب الجنوب من الحياه السياسيه بعد حرب 1994م! و اصبحت الحياه السياسيه شماليه بإمتياز . و طالما و ان الحياه السياسيه هي شماليه بإمتياز فإن الديمقراطيه تبعا لها هي شماليه بإمتياز ايضا. و هذا يعني بأن شرعية حقوق الجنوبيين و هويتهم و مستقبلهم في ارضهم و كرامتهم عليها هي مرهونه بإزالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، لأن أي شئ يحصلون عليه بدون ذلك سيظل بمثابة هبه او فضيله و ليس حقا مشروعا لهم يستمدون شرعيته من الوحده السياسيه بين اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه . فعلى سبيل المثال عندما تقول صنعاء ليس هناك جنوب ، فإنها بذلك لا تعترف لنا بوطن، و بالتالي كيف يمكن ان تعترف لنا بحقوق .



** تحدثت عند عودتك عن محاكمة ال16 و بعد صدور الأحكام طالبت بإلغاءها ، و فيما بعد صدر قرار العفو العام ، أليس هذا كافيا؟

ــ العفو العام على المحكومين يثبت التهمه الباطله اصلا و هو فقط يلغي عقوبتها ، و بالتالي فإن الإعتراف بالعفو العام يساوي الإعتراف بالتهمه الباطله . و لهذا فقد طالبنا بإلغاء الأحكام و ليس العفو العام ، لأنهم هم الذين قاتلونا في عدن و ليس نحن الذي قاتلناهم في صنعاء ، و بالتالي من يحاكم من في حرب 1994م؟


** هل تعتقد بان النظام على ا! ستعداد لمحاورتكم فيما يخص اصلاح مسار الوحده؟.
ــ لو كانت قيادة الحزب معنا في قضية ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده لكنا قد وضعنا اصحاب السلطه امام خيار! ين لا ثالث لهما، و هما : ان يحاورون الحزب في هذه القضيه او ان يحلوه فق ط و لا غير ، و حل الحزب يساوي حل الوحده ، و هذه المغامره لا يمكن ان يقدمون عليها حتى و لو كانوا من دون وعي . و بالتالي فإنهم سيخضعون للحوار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


خالد لقمان

** قلت في لقاء سابق لو كنا حافظنا على النظام اللامركزي الذي تركته بريطانيا في الجنوب لما حصلت الصراعات التي مرينا بها في الجنوب .. من هو المتسبب فيما حدث و كيف بدأت تلك النزعه للصراع و الإقصاء؟

ـ
ـ النظام الذي تركته بريطانيا في الجنوب هو نظام فيدرالي يجعل كل طرف في هذا النظام يحدد مستقبله بنفسه في اطار السياده الوطنيه الواحده ، لأنه يستحيل علميا تحقيق التوزيع العادل للثروه و تحقيق اليمقراطيه الا على اساس النظام الفيدرالي او اللامركزي ، و لكنه تم استبداله بعد الأستقلال بالنظام المركزي الذي جعل مستقبل الجميع يتحدد من عدن ، و بالتالي جأوا الناس الى عدن يتصارعون على مستقبلهم الذي اصبح يتحدد من عدن . اما لماذا حصل ذلك فهو في تقديري نتيجة لغياب الفهم و الخبره عند الثوار .

** تقول ان الوحده الوطنيه غير الوحده اليمنيه .. فأولى بين ابناء اليمن الكبير و الثانيه بين يمنين .. جنوبي و شمالي .. فبالتالي .. أسألك .. أليست الوحده الوطنيه تكفينا حتى لو تم القضاء على الوحده اليمنيه في حرب 1994م؟.

ــ يظهر بإن لديك سؤ فهم لمفهوم الوحده الوطنيه و مفهوم الوحده الوحده اليمنيه . فمن سؤالك يتضح بإنك ترى الوحده الوطنيه اوسع من الوحده اليمنيه ، بينما العكس هو الصحيح . فمفهوم الوحده الوطنيه يعني وحده بين اطراف من دوله واحده ، بينما مفهوم الوحده اليمنيه يعني وحده سياسيه بين دولتين . ثم ان مفهوم الوحده الوطنيه له طابع حقوقي يتعلق بالعدل ،! بينما مفهوم الوحده اليمنيه له طابع سياسي يتعلق بالهويه .

** ماذا لو كانت القياده الجنوبيه قررت البقاء في الجنوب بعد الهزيمه في 1994م و تحملت النتائج مهما كانت .. ألم يكن لتواجدها .. و لو في السجون.. تأثير أكبر على الجنوبيين حتى يتماسكوا و يطالبوا برد مواقعهم في اطار الوحده اليمنيه؟.

ــ لو كانت القياده الجنوبيه قد بقيت في الجنوب لكان قد تم حل المشكله ، و حل المشكله ليس بعودتهم الى مواقعهم كما تقول ، و انما حل الشكله هو بشراكة الجنوب في السلطه و الثروه كشعب و ليس كحزب او افراد .


** قلت في لقاء سابق ان صنعاء اعترفت بإن الحرب كانت حرب صنعاء على عدن .. متى قالت صنعاء هذا ؟ ومن في صنعاء قال! ها ؟ .
ــ البيان الرسمي لصنعاء بعد الحرب مباشره قال ان الحرب كانت ضروريه لمنع الأنفصال ، و كل المسؤولين و على رأسهم الرئيس نفسه مازالوا يقولون بإن الوحده معمده بالدم . و هذا هو اعتراف بإنها حرب صنعاء على عدن .

** وضعت خيارات اربعه لإصلاح مسار الوحده اليمنيه و هي: اصلاح مسار الوحده على اساس اتفاقياتها التي اسقطتها الحرب قبل تنفيذها و على اساس دستورها الذي تم استبداله بعد الحرب، او على اساس وثيقة العهد و الأتفاق الموقع عليها من قبل الجميع و التي الغتها الحرب ، او على اساس الحكم المحلي كامل الصلاحيات غير السياديه وفقا لتقسيم اداري جديد يقوم على اساس اقاليم او ولايات و ليس على اساس محافظات ، او اصلاح مسار الوحده على نمط أي وحده سياسيه في العالم .. الى أي الخيارات تميل؟ و لماذا؟

ــ من الخيارات الأربعه لإصلاح مسار الوحده ، أنا اميل الى خيار الحكم المحلي كامل الصلاحيات غير السياديه وفقا لتقسيم اداري جديد يقوم على اساس اقاليم او ولايات و ليس عل اساس محافظات ، لأن هذا الخيار هو الأسهل و الأقرب الى التحقيق ، و لإنه يشكل الأساس الموضوعي للديمقراطيه و للتوزيع العادل للثروه .

** ألم تدخلون انتم القيادات الجنوبيه مع القيادات الشماليه في وحده(( عدديه)) منذ البدايه .. لماذا تتحدثون الآن عن وحده تنفيذيه يتساوى فيه الجنوب و الشمال ؟.

ــ أي وحده عدديه كما تقول انت حتى و لو كانت وحدة عبيد مع اسياد لا تجيز لأي من طرفيها بأن ينهب ارض الطرف الآخر و ينهب ثروته و يحرمه منها كما هو حاصل في! اليمن منذ حرب1994م . ثم ان الحديث عن ما اتفقنا عليه اصبح غير وارد بعد الحرب ، لأنها اسقطت شرعية ما اتفقنا عليه و لا يمكن علميا استعادة شرعية ما اتفقنا عليه الا بإزالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده فقط و لا غير .


** كيف تفسر الدور الذي لعبه الشيخان الأحمر و الزنداني في 1990م \1994م ؟.

ـــ الشيخان الأحمر و الزنداني كانا ضد دستور الوحده ، و كانا مع رسالة العلماء التي وجهت لعلي عبدالله صالح قبيل اعلان الوحده و التي تقول بالنص : ان ثورة 26سبتمبر هي الأصل الذي انبثقت عنه ثورة اكتوبر ، و الدستور الدائم للجمهوريه العربيه اليمنيه (الشمال) هو نتاج لتلك الثوره الأصل .. في حين ان الشطر الجنوبي من الوطن انما اقتطعه الأستعمار من كيانه الأم ، و جأت الوحده لإرجاع الفرع الى اصله و الجزء الى كله . فالأساس الذي كان يلزم ان تقوم الوحده عليه هو دستور الشمال و مناهجه ، و القاعده ان الأقل يندرج تحت الأكثر .. و دستورنا الدائم ليس فيه نقص و لا عيب حتى نتنازل عنه من اجل مجموعه يسيره. هكذا قالت رسلة العلماء و هوما حققوه بحرب 1994م .


** الحوشيون .. هل سيتفضل الدكتور مسدوس بتقييم دورهم في الجنوب قبل 1990م و بعدها ؟.


ــ أعذرني عن الإجابه عليه .


** يتحدث البعض عن خلاف تاريخي بينك و بين السيد علي سالم البيض .. هل هناك خلاف.. و هل آن الآوان لك! شف اسبابه؟.

ـــ البيض حامل شرعية الجنوب في اعلان الوحده، و لا شرعيه سياسيه أو قانونيه للوحده بدونه ، و هو رفيق نضال طويل لا ! يسمح بإي خلاف يحصل بيننا ، و الحقيقه ليس بيني و بينه إلا كل محبه و احترام .


** تعارض ((صنعاء)) من صنعاء .. في ا قدس ((إنجازاتها)) .. حرب 1994م ، ألا ترى ان معارضتك هذه هي وسام لصنعاء لسعة صدرها و ثقتها من تماسك نظامها و تماسك الوحده؟.

ــ نعم انا اعارض منجزات صنعاء الكارثيه في حرب 1994م من داخل صنعاء ، و السلطه و المعارضه قد فرضوا علينا حصار اعلامي حتى داخل اعلام حزبنا و لم يبق امامهم غير السجن ، و السجن يخافوه لأنه سيظهر القضيه اكثر فأكثر ، و هم لا يريدون ذلك .

--------------------------------------------------------------------------------

خالد لقمان04-11-2006, 12:01 am
فادي السقاف:

هل لك في تلخيص القضية الجنوبية وتوضيح المعنى والقصد بالحق الجنوبي وعلاقة هذا الحق بالوحدة نفسها كمفهوم؟

نحن في عمل سياسي و لسنا قي بحث اكاديمي ، و الحق الجنوبي واضح مثل الشمس .


لقد رأى بعض الجنوبيين في تغيير النظام بنظام أكثر عدالة منه فرصة كبيرة لحل القضية الجنوبية ولهذا وجدنا الكثير من الجنوبيين وقفوا مع المشترك في الإنتخابات آملين بعض الخير في برنامجه الذي تعرض بالذكر لآثار حرب 94م كما أن بعض قياداته وخاصة المنتمية للإصلاح رددت أكثر من مرة تصريحاتتعبر بها عن حُسن النوايا تجاه القضية الجنوبية وأعترفت بوحدوية البيض وبالظروف التي دعت إلى إعلان الإنفصال في عام 94م ..ما رأيكم في هذا ؟

الجنوبيون الذين راهنوا على اللقاء المشترك كانوا مخدوعين ، لأن اللقاء المشترك يمثل المعارضه الشماليه المعاديه للقضيه الجنوبيه أكثر من السلطه ذاتها . و لذلك عليهم الأن ان يأخذوا درس من ذلك و يعودوا الينا .


رعد الشعيبي:

مشروعكم! لإصلاح المسار وإزالت الأثار .. هل هو مشروع مأخوذ بمعطيات وحيثيات إستراتيجية منسجمة مع التقلبات والفرضيات للاحداث والضروف والخصوصية التي عشناها ونعيشها .. ان كانت الإجابه بالإيجاب فهل لي إن أرى لفكركم تفصيل لأهم مرتكزات المشروع وأليات عمله حتى نطمئن لمستقبل يضل فيه الحق الجنوبي مشعل متقد مهما كانت الصعاب إلى إن يقدر الله أمراَ من عنده ؟
مشروعنا يتلخص في ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده، و قد سبق و ان حددنا مفرداته في الصحافه ، و هو حتماً سينتصر ، لأنه يستحيل قبول الوضع القائم ، و لأن البديل هو حق تقرير المصير . أما أداة تحقيقه و وسيلته فهي مسؤولية جميع الجنوبيين و سوف تأتي حتما أن شاء الله .


إلى أي مدى وصلتم في تحقيق مطالبكم ؟ وأين أنتم من الشارع الجنوبي الملتهب والذي يزيد إلتهابأ كل يوم ومع كل ألم وقهر جديد يطال الناس والارض الجنوبية ؟؟ هل لكم في الجنوب تحديداَ وعلى الواقع عمل منظم يساعدكم على تبني القضية بشكل فاعل ونوعي بين الناس بخاصة وإنهم وبمعاناتهم وأقصد الجنوبيين هم الأساس المعول عليه إستمرارية وإنتصار الحق الذي تتزعمون النضال لأجله ؟
أستطعنا ان نبقي القضيه حيه رغم ان السلطه و اللقاء المشترك و حتى الحزب الأشتراكي ظلوا و مازالوا يعملون على دفنها . و هي حاليا مثبته و تفرضها الحقيقه و الواقع و تنتظر الحل و سوف يأتي ان شاء الله.


تاج أكتسح الساحة الجنوبية بشكل فاعل ومؤثر خلال السنتين الماضيتين ، أكثر بكثير منكم على أحدث التغيير وحرك الشارع على الرغم من إنه حديث العمل والنضال .. برايك أين يكمن نجاحه بذلك .. هل لأنه يرفع شعار تحرير وبالتالي فالتجاوب مع هذا الشعار هو المحسوس من الناس كإنعكاس لظيم وقهر! الواقع ، أم إنك ترى أشياء أخرى في حقيقة الأمر ؟؟ نورنا .. وهل لكم تنس يق مع تاج في هذه المرحلة ؟؟
تأثير ((تاج)) في الجنوب تجاوز الجميع ، لأن ما تطرحه تاج يعبر عن رغبة و قناعة الشارع الجنوبي ، و نحن و حركة تاج متفقين على ان الحرب اسقطت شرعية الوحده و عطلت مسارها ، و لكننا مختلفين معهم تماما حول الحل . فهم يريدون الحل ! خارج الوحده ، و نحن نريد الحل في إطار الوحده .


بن دغر .. الجفري .. بن فريد .. كيف ولمادا .. وأين ؟؟؟؟
بن دغر هو مؤشر على اضمحلال الحزب الأشتراكي ، و الجفري و بن فريد حسب علمي لديهم مشروع سياسي لمناقشته مع الرئيس حسب وعده لهم ، فإن نجحوا فيه لصالح الوطن نحن معهم ، و ان فشلوا سيعيدوا الينا لنكون معا من اجل القضيه .


إيمان كبير جداَ بإنا في الجنوب للحق منتصرون مهما كانت فرضيات القهر والباطل ...
إين ترى الحقيقة من هدا التفائل البادخ ؟؟
هذا ليس فقط تفاؤلاً ، و انما هو حتمياً ان شاء الله .


حسن الأصنج:

دكتورنا العزيز قد يكون سؤالى لك فيه نوع من السخف لكن في النهاية أتمنى أن تجيبنى ... الجبهة القومية عندما تأسست في الجنوب بقيادة قحطان الشعبي رفضت بكل الوسائل التحافل مع جبهة التحرير لتكوين حكومة وطنية (( جبهة وطينة )) لتقف هذا الحكومه أولاً تجاه المستعمر و ثانياً تجاه الصعاب التي كانت تواجهوها في تلك المرحلة العصيبة ... حقيقتاً مازالت حتى اليوم أجهل هذا السبب رغم قولكم الكثير من الأسباب غير المقنعة عن رفضكم قبول جبهة التحرير كشريك ( رفض جبهة التحرير للكفاح المسلح ضد المستعمر , إرتباط الجبهة بالجمهورية المتحدة بقيادة عبد الناصر , و ........................... ) رغم أن ! العديد من قيادات الجبهة القومية و من ضمنهم ( السلامي ) قد سارعو لقبول فكرة الدمج .. فهل لي بمعرفه سبب حقيقى مقنع يطفى ما بنفسي من لهفه ...؟ وما بعقلي من ثورة عن رفضكم فكرة و مضمون قبول جبهة التحرير شريك فّعال كنتم وأنت تعلم أكثر منى ...! ستحققون أكثر مما حققتموه أنتم وحدكم .. ووقوفكم بالبنديقة لقتل و جزر العديد العديد من إخوتكم رغم معرفتكم الجليه أن جبهة التحرير جبهة عقل و منطق ....!

جبهة التحرير كان لها باع طويل في ثورة الجنوب ، و أذكر وأنا صغير ان الناس كانوا يقولون للأستاذ عبدالله الأصنج بإنه عبدالناصر الثاني . و لكن نحن الآن لسنا بصدد المحاسبه أو كتابة التاريخ ، و إنما نحن جميعاً في محنه نريد الخروج منها .


محجوب الدبعي:

ماهى المرجعيات الشرعيه بنظرك التى تجعل فكره اللقاء المشترك مقبوله لدى السلطه وخصوصاً وان اللقاء المشترك كان قوياً امام هذه السلطه؟ رغم خسرته لهذه الانتخابات؟؟
الهدف رقم واحد لهما معا هو دفن القضيه الجنوبيه ، لأنهما معا منحدرين من الشطر الشمالي ، و الهدف رقم أثنين بالنسبه للسلطه هو الحفاظ على السلطه ، و بالنسبه للقاء المشترك هو الوصول الى السلطه .

تقول كيفما يكون الواقع تكون السياسيه] اى ان الواقع هو انعزال الحزب الاشتراكى اليمني والبحث عن ااصلاح مسار الوحده واتباع سياسيه هذا جنوبى وهذا شمالى او ان الواقع اتباع حل مسائله اليمن من اجل خ! لق معارضه قويه لنيل الحقوق المسلوبه من قبل السلطه ومنها اصلاح مسار الوحده ماهو الواقع الذى يجب على الحزب تطبيقه ولماذا؟؟؟؟؟؟؟؟
عندك سؤ فهم للعلاقه بين الذات و الموضوع . فلو كنت قد أدركت معنى الجمله التي تقول (( كيفما يكون الواقع تكون السياسيه )) لما سألت هذا السؤال. فالواقع يا عزيزي يقول بإن النظام القائم هو نظام الجمهوريه العربيه اليمنيه أعيد أنتاجه عبر حرب 1994م . و هذه الحرب شارك فيها كل سكان الشمال ضد الجنوب . مما يعني ان سكان الشمال قد أعادوا انتاج نظامهم! السابق بأنفسهم و عليهم تحمّل نتائج افعالهم .

كيف يتم اصلاح مسار الوحده فى ظل الضروف الراهنه ونحن نعلم ان انتصار اللقاء المشترك قد يمهد طريق حقيقى لعوده الجنوب والشمال الى مجاره الصحيح؟
لو كان اللقاء المشترك معترف بقضية ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده لكان كلامك صحيح ، و لكنه للأسف أكثر خصومه لها من السلطه ذاتها.

هل انتَ تتبع سياسه خالف تُعرف مع الحزب الاشتراكى اليمني؟
أنا غني عن ذلك ، و ما أطرحه لا يدل عليه .

كيف تفسر خروج بن دغر الى اْحضان السلطه اثناء الانتخابات؟هذا السؤال سبقت الأجابه عليه في الأجابات على أسئلة السابقين .




صفوان البنا:

هل القضية هي قضية بين شمال وجنوب أم هي قضية بين سلطة ومعارضة؟ وبالتالي كيف ترون العلاقة بين إصلاح مسار الوحدة وإصلاح مسار الديمقراطية؟
قبل حرب 1994م كانت القضيه هي قضية سلطه ومعارضه ، و جأت الحرب و حو! لت القضيه الى قضية شمال و جنوب في الواقع و في النفوس . اما العلاقه بين اصلاح مسار الوحده و اصلاح مسار الديموقراطيه فهي تتوقف على اصلاح مسار الوحده ، لأن اصلاح مسار الوحده يجعل الديمقراطيه تقوم على قدميها ، التي هي الشمال و الجنوب .

أضرت حرب 94 بالوحدة اليمنية أفدح الضرر ولكنها أيضا أجهضت حلم الوحدة العربية بإجهاض الوحدة السلمية. لماذا لا تطرح قضية "إصلاح مسار الوحدة" طرحا عربيا، وليس طرحا وطنيا فحسب، باعتبار الوحدة العربية - شرط النهوض القومي وبالتالي النهوض الوطني اليمني ـ لا يمكن أن تقوم لها قائمة ما لم يتم إصلاح مسار الوحدة اليمنية؟
القاعده العامه تقول بإن إصلاح الكلي يتوقف على إصلاح الجزئي ، لأن الجزئي هو المكوّن للكلّي . فإذا كان الجزئي عاطلاً و غير صالح ، فكيف يمكن ان يصلح الكلي؟.

ترتكز دعوة إصلاح مسار الوحدة على عدم الاعتراف بشرعية الوضع الذي أسفرت عنه الحرب وبالتالي عدم الاعتراف بالسلطة ومعارضة المشترك والآلية الانتخابية كوسيلة. وإذا اعتبرنا إصلاح مسار الوحدة هدفا فما هي الوسائل المتوخاة ! لتحقيقه؟
هذا صحيح ، و لكن اللقاء المشترك يرفض ان يكون أداه لتحقيق الإصلاح السياسي عبر اصلاح مسار الوحده ، و يرفض ان تكون الآليه الأنتخابيه وسيله لتحقيقها .

يعتبر رفاقكم في الحزب من تيار المصالحة الوطنية أن وسيلة تحقيق هدف إصلاح مسار الوحدة هو الإصلاح السياسي فلماذا لا يعتبر الخلاف حول هذا الأمر داخل الحزب اختلافا في الوسائل وليس في الأهداف والغايات ؟
يستحيل اصلاح مسار الوحده عبر الإصلاح السياسي ، و انما العكس هو الصحيح ، لأن الأصلاح السياسي لا يملك شرعيه تلزم السلطه بقبوله ، بينما اصلاح مسار الوحده يمتلك شرعيه تلزم السلطه بقبوله و في مقدمتها قراري مجلس الأمن الدولي اثناء الحرب و تعهد السلطه للمجتمع الدولي بعد الحرب .

هل هناك حوار داخل الحزب؟ وماذا عن الحوار مع المعارضة في المشترك؟ لماذا لا تطرحون مسألة الحوار مع المعارضة؟
الكل يرفض أي حوار حول قضية ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده بما في ذلك تيار الأغلبيه الجغرافيه داخل الحزب الأشتراكي ذاته.

الانتخابات الأخيرة حققت ما توقعتم وما حذرتم منه ولكنها أيضا حققت حراكا وكسرت محرمات. ما هي أساليب النضال السلمي الأخرى في نظركم لتعزيز فعالية الآلية الانتخابية كوسيلة للتغيير والإصلاح السياسي والتداول السلمي للسلطة؟
الحراك السياسي الذي احدثته الأنتخابات كان لصالح السلطه ، لأنه أعطى شرعيه محليه و دوليه للسلطه لم تحصل عليها قط من قبل ، و أفقدت اللقاء المشترك مصداقيته داخلياً و خارجياً .

نشر مؤخرا حديث للأخ للمناضل علي سالم البيض ورد فيه أنه على اتصال بكم. وقد أثار الحديث بعض الجدل وحاول البعض التشكيك في مصداقيته. هل ترجحون مصداقية الحديث أم العكس؟
هذا كلام غير صحيح و لا أساس له من الصحه .

باعتباركم سكرتيرا للدائرة الاقتصادية في الحزب ما توقعاتكم بالنسبة لمؤتمر المانحين المرتقب في لندن وما رأيكم في "تأهيل" اليمن للاشتراك في مجلس التعاون الخليجي؟
هذا السؤال ذكرني بقصة نابليون في فرنسا ، و الذي كان حينها نجم أوروبا دون منافس ، و كان العالم مندهش كثيرا منه و من قدرته على قيادة شعبه ، و جاء ماركس و درس هذه الظاهره و قال أن نابليون لم يفعل سوى أنه باع فرنسا ليشتريها بأسمه ، أي أنه أغرق البلاد في ديون للغير من أجل ان يبقى في الحكم . و هذا هو حالنا اليوم في اليمن .

--------------------------------------------------------------------------------

عبدالرشيدالفقيه05-11-2006, 09:45 pm
عبد الرشيد الفقيه

** ما رأي الدكتور مسدوس بتجربة الإنتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة عموماً , وبآداء اللقاء المشترك خلال هذه الإنتخابات بوجه أخص ؟

ــ رأينا في الأنتخابات و بأداء اللقاء المشترك في الأنتخابات سبق و ان نشرناه في صحيفة الوسط بتاريخ 11\10\2006م العدد (1! 21) و بإمكانكم الأطلاع عليه عبر الأنترنت .


** بعيداً عن قضية المسار ما هي وجهة نظر الدكتور مسدوس بمشروع اللقاء المشترك للإصلاح السياسي والوطني الذي أُعلن قُبيل الإنتخابات الأخيرة ؟!

ــ مشروع اللقاء المشترك لا يختلف عن ما تطرحه السلطه إلا في نقطه و احده ، هي النظام البرلماني ، و النظام البرلماني ليس هو الحل بالضروره . و مع ذلك فإنهم تخلوا عن المشروع و ذهبوا الى الأنتخابات بدونه و ثبتوا شرعية النظام القائم ذاته الذي يدعون تغييره ، لأن الأنتخابات كقاعده عامه تثبت شرعية النظام الذي تقوم على اساسه . و بالتالي من أين سيستمدون شرعية مطالبتهم بإصلاح النظام السياسي و هم أقتنعوا بالنظام القائم و شاركوا في انتخاباته ؟.

** ما رأيك بتجربة المجالس المحلية , وهل بالإمكان أن تكون بوابة للدخول إلى الفيدرالية ؟

ــ المجالس المحليه بالطريقه التي تسير فيها السلطه ، أي على أساس محافظات هي أصلاً إجهاض للحكم المحلي الذي يتطلبه الواقع ، لأن المجالس المحليه على أساس المحافظات هي أصلاً مجالس بلديات لا يمكن ان تؤدي الى الحكم المحلي ، ناهيك عن الفيدراليه أو اللامركزيه .

** شخصياً توصلت لقناعة أن ثقافة المجتمع التي تتعتمد على أسس هشة هي وراء التخلف الواضح في آدائنا السياسي سلطة , ومعارضة ( بمختلف ألوانها ) , ومجتمع , وقفز النخبة , وقيادات وأعيان الجيل الحاضر بمختلف توجهاتهم يرتكبون بالقفز على هذه المنطقة جريمة حقيقية بحق " إنسان اليمن " في شمال البلاد وجنوبها , وشرقها وغربها .. فما رأيك ؟!

ــ هذا صحيح ، و هو للأسف ما لا تدركه قوى التحديث في اليمن بما في ذلك المفكرين اليمنيين .

** كيف تقيم حزب المؤتمر الشعبي العام وآدائه خلال الفترة الماضية من عمره ؟!

ــ المؤتمر في تقديري ليس حزباً ، لأن ظهوره أصلاً لم يأت أستجابه لمتطلبات واقع الشمال سابقاً ، و إنما جاء كمقابل للحزب الأ! شتراكي عام 1981م عندما تم إنجاز دستور الوحده و كانت الوحده على الأبواب ، لأن إتفاقيات الوحده تنص على وجود تنظيم سياسي موحد لدولة الوحده . و المؤتمر حالياً هوعباره عن أطار لموظفين تجمعهم مصالح السلطه ، و اذا ما خرج من السلطه لن يبق بكل تأكيد.

** في حوار مزعوم مع الأستاذ / علي سالم البيض كان مفاد ما نسب إلى البيض أنه مع الوحدة , وأكد ضمنياً تمسك! ه بخيار الوحدة إلى اللحظات الأخيرة , فما قولك ؟!

ــ الحوار المزعوم ليس صحيحاً ، و لكن البيض بالتأكيد هو وحدوي و مع الوحده ، و نحن جميعنا مع الوحده ، و لكن أين هي الوحده بعد حرب 1994م . فالسؤال الذي يطرحه الواقع على القوى السياسيه اليمنيه و لم تجب عليه حتى الآن ، هو : هل الوحده موجوده في الواقع و في النفوس بعد حرب 1994م أم أن الحرب عطلت مسارها؟.

** وفي نفس الحوار المزعوم ذُكر على لسان الأستاذ / البيض أنه على تواصل دائم مع مسدوس , والعطاس , فهل ذلك صحيح ؟ وكيف تصنف , وتقيم هذا التواصل ؟!


ــ نحن لدينا رغبه في التواصل مع البيض و نتمنى ذلك ، و لكن ظروفه لم تسمح له بالإتصال بنا .

** ما يقارب الثلاثون عاماً هي فترة وجود الرئيس / علي عبدالله صالح في الحكم إجمالاً , وستة عشر عاماً على رأس دولة الوحدة , فما هو تقييمك لتجربة الرئيس / علي عبدالله صالح في المرحلتين ؟!

ــ الرئيس علي عبدالله صالح مثل زعماء العرب الآخرين له سلبياته و له إيجابياته ، و لكن الخطأ التاريخي الذي وقع فيه هو الحرب التي عطلت مسار الوحده و أرجعتنا الى شمال و جنوب في الواقع و في النفوس.

** دكتورنا القدير .. مواطن يمني من الحالمة تعز .. شاب يحلم بدولة مؤسسات .. تسودها قيم العدل والمساواة .. يحلم بوطن خال من التمييز , والعنصرية .. يسألك : هل الإنفصال هو الحل بالنسبة للإنسان اليمني حيثما كان ؟ وهل مشكلة هذه البلاد هي الوحدة ؟

ــ الإنفصال ليس هو الحل ، و إحتلال الشمال للجنوب بالقو! ه العسكريه و نهب أرضه و ثروته و حرمانه منها و طمس تاريخه السياسي و هوي ته ليس هو الحل ايضاً ، و إنما الحل هو في إزالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، لأن هذا هو الذي سيحقق حلم هذا الشاب الوارد في السؤال .

** رأيك بالحراك الإعلامي الحاصل , ما هي الوسيلة الإعلامية اليمنية التي تتابعها , وتعتمد عليها مصدراً للأخبار ؟ ومن هو الصحفي اليمني الذي تقرأ له باستمرار ؟

ــ الحراك الأعلامي جيد ، و لكنه يتجه نحو المكايده السياسيه البيزنطيه بالنسبه لإعلام السلطه و إعلام المعارضه . و هذا ما يجعل الحقيقه تضيع أمام المجتمع و يتبلد وعيه . أما الوسيله الإعلاميه التي أتابعها و أعتمد عليها كمصدر للأخبار، هي الصحف و شبكات الأنترنت المستقله و الخارجه عن تأثير السلطه و عن تأثير المعارضه ، لأنها هي الأقرب الى الحقيقه .





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

حلمي محمود

** أصبح الحزب الاشتراكي صفحة بيضاء نقية يعرف تفاصيلها كل مهتم... و ذلك لأسباب عدة, قد تكون أرادية....
وكما يعرف البعض انه يوجد تياران في الحزب الاشتراكي اليمن كلاً له أهداف متناقضة من حيت قضية الجنوب... ولكن و مع هذا لا نراكم تعلنونها صراحة عن وجود ذلك التيار الوحدوي الذي تنتمي إليه !!!؟ لماذا لا تعلنون عن تياركم الوحدوي و الداعم لقضية الجنوب.... ؟

ــ رغم الحصار الأعلامي المفروض علينا من! قبل السلطه و المعارضه و من قبل تيار الأغلبيه في قيادة الحزب الأشتراكي ، إلا ان تيارنا اصبح حقيقه واقعيه يتناوله الأعلام الداخلي و الخارجي ، و هو التيار الوحدوي الذي يدرك معنى الوحده بين اليمن الجنوبيه و بين اليمن الشماليه . و سوف تأكد الحياه بإنه التيار الوحدوي الوحيد في اليمن .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

ريحان اليماني


** إن حزب الوحدة الشعبية المنحدر من الشمال والمنظم الى الاشتراكي الحالي و الذي كان يمثل المعارضة في الشمال قبل الوحدة مع قواعده في الجنوب بعد هجرة على مدى عشرات السنيين هروبا من الظلم والاطهاد في المناطق الشمالية حيث وفر لهم اليمن الديمقراطي سابقا الملجئ الامن وعاملهم معاملة انسانية وبمساواة مع ابناءه الجنوبيين بل احتلوا مراكز قيادية في الحكم وهذا دليل على ان ابناء الجنوب كانوا ومازالوا ينظروا الى اليمني كأنسان بغض النظر عن انتماءه القبلي كما كان التوجه لاحلال دولة النظام والقانون والمؤسسات، نجد هؤلاء الان هم من يقفوا ضد مطالبة ابناء الجنوب في اصلاح مسار الوحدة والاعتراف بخللها بل ونجد اصوات عالية منهم من تنادي وتتغني بالوحدة باعتبارهم من يمثل الجنوب وفي الواقع هم فقط يم! ثلوا مصالحهم الخاصة متناسيين حقوق شعب كامل من مناطق الجنوب كلها من عدن الى حضرموت وشبوه والمهرة والى سقطرى، نحن ابناء الجنوب من يحق لنا ولنا فقط ان نتحدث عن انفسنا وان نناظل من اجل الحرية .

ماهي وجهة نظرك للخروج من ازمة مطرقة المهاجريين الشماليين في الجنوب وسنديان السلطة الحاكمة من اعلنت الحرب على ابناء الجنوب من ميدان السبعين؟


ــ المخرج هو في التمسك بقضية ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، و تكريس المفهوم الجغرافي لها ، أي شمال وجنوب كحقيقه تاريخيه يستحيل نكرانها او دحضها ، لأن هذا يساوي الحل بالضروره ، و تبقى المسأله هي فقط مسألة وقت قد يطول و قد يقصر .

((أنتهى))

في الختام أشكر الأخوه في إدارة موقع( حوار نت) على تنظيم هذا المنتدى و إدارته بشكل ممتاز ، و أتمنى لهم التوفيق و النجاح. كما أشكر جميع المشاركين في المنتدى و أتمنى أن تكون إجاباتي قد كانت رداً شافياً لهم....
مع أطيب تحياتي للجميع
(( د\مسدوس))
4\11\2006م
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:46 AM   #14
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

مسدوس : رساله لقواعد و قادة الحراك

01-05-2011 03:56
الجنوب الحر- د. محمد حيدره مســـدوس- خاص

لا اعرف سبب الاختلاف الذي ظهر مؤخرا بين قيادات الحراك الوطني السلمي الجنوبي ، لان الكل مجمعون على القضيه و مجمعون على ان الحراك ككل هو الحامل السياسي لها . فهل السبب يعود الى الوثائق التي نزلت على شكل مشروعين بمضمون واحد ، ام يعود الى الجانب التنظيمي الذي لا يختلف عليه غير العرب ، ام ان اصحاب السلطه و اللقاء المشترك قد نجحوا في شق الحراك ؟؟؟ . و لهذا أطلب من قواعد و قيادات الحراك ان يستوعبوا النقاط الثلاث التاليه :

أولا: اذا كان سبب الاختلاف يعود الى الوثائق ، فانني اقول للجميع بأن أيً من المشروعين يستند على مشروعيه سياسيه و قانونيه كافيه و سيكون مقنعا للعالم و محرجا للنظام و يسمح بالمرونه السياسيه المطلوبه هو الذي يجب الاجماع عليه و الاخذ به ، و اذا كان المشروعان كلاهما خاليان من ذلك ، فانه يجب اعادة صياغتهما في مشروع واحد يقوم على مشروعيه سياسيه و قانونيه كافيه و يكون مقنعا للعالم و محرجا للنظام و يسمح بالمرونه السياسيه المطلوبه ، لانه بدون ذلك لا قيمه و لا فائده من أية وثيقه تصدر عن الحراك . و الاهم من ذلك ألاَّ تعفي النظام من مسئولية الحرب و نتائجها ، و ألاَّ تقدمه كمدافع عن الوحده ، و انما تقدمه كمدافع عن الغنيمه و عن واقع الاحتلال الذي جاءت به الحرب . كما يجب ألاَّ تقدم الحراك كرافض للوحده من حيث المبدأ ، و انما تقدمه كرافض لواقع الاحتلال الذي جاءت به الحرب . حيث ان تقديم النظام كمدافع عن الوحده و تقديم الحراك كرافض لها من حيث المبدأ هو ضد قضية الجنوب و يخدم النظام بالضروره



ثانيا: اذا كان سبب الاختلاف يعود الى الجانب التنظيمي ، اي الى ترتيب القيادات ، فانني أطلب من الجميع تأجيل ذلك الى ما بعد الانتخابات البرلمانيه القادمه و الانصراف نحو المحافظات و المديريات لمواجهة الانتخابات ، بحيث يقوم كل مجلس في كل محافظه بوضع خطة عمل في اطار محافظته لرفض الانتخابات بالطرق السلميه ، و بالتالي يصبح الناجحون في محافظاتهم قيادات شرعيه لا لبس في شرعيتها . حيث و ان الانتخابات البرلمانيه القادمه هي نجاح او فشل للحراك ، فاذا ما استطاع النظام ان يمرر الانتخابات في الجنوب فان الحراك يكون قد فشل ، و اذا ما استطاع الحراك افشال الانتخابات في الجنوب فانه يكون قد انتصر و يستطيع ان يفعل ما يريد .

ثالثا: اذا كان سبب الاختلاف يعود الى نجاح السلطه و اللقاء المشترك في تخويف بعض اطراف الحراك من عودة حكم السلاطين و تخويف البعض الاخر من عودة حكم الحزب الاشتراكي ، فانني اقول لجميع اطراف الحراك بان حكم السلاطين و حكم الحزب الاشتراكي قد انتهيا الى الابد بوجود الديمقراطيه و صناديق الاقتراع ، و فوق ذلك اقول للجميع بان حكم السلاطين قد انتهى سابقا و الى الابد بوحدة الجنوب ، و اقول ايضا و للمره الرابعه بان الحزب الاشتراكي قد ادخل نفسه في علاقة نفي النفي مع قضية الجنوب و اصبح وجود القضيه و تطورها ينفي وجود و تطور الحزب ، و وجود و تطور الحزب ينفي وجود القضيه و تطورها بالضروره ، و لا يمكن موضوعيا و منطقيا للحزب الاشتراكي بان يلتقي مع قضية الجنوب الا بعودته الى حزبين على اساس شمال و جنوب كما كان قبل اعلان الوحده . و هذا كذلك ينطبق على بقية الاحزاب الاخرى . و اقول لاصحاب السلطه و اللقاء المشترك بان قضية الجنوب لن تموت بموت الحراك لا سمح الله كما يتصورون ، و انما ستظل قائمه بقوة الواقع ، و اقول لهم كذلك بان البديل للحراك في الجنوب هو تنظيم القاعده و ليس اللقاء المشترك كما يعتقدون ، لان الشعب في الجنوب لن يكون مع اللقاء المشترك و لن يكون مع السلطه اذا ما انتهى الحراك بكل تأكيد . و هذا يعني بان مؤامرتهم على الحراك اذا ما نجحت ستؤدي حتما الى استبدال الحراك بتنظيم القاعده و ادخال البلاد في الصراعات الدوليه التي لا ترحم . فأيهما أفضل للسلطه و اللقاء المشترك تنظيم القاعده في الجنوب ام الحراك ؟؟؟ .



أنتهى

3/1/2011م
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:46 AM   #15
الهمشري
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-23
المشاركات: 447
افتراضي

القيادي الجنوبي د.محمد حيدرة مسدوس في مقاله له كتبها في بريد الجنوب بتايخ 26 مايو 1997 من داخل صنعاء والتي استعرض فيها المعطيات والوقائع التي خلفتها حرب صيف 94 و يستخلص جمله النتائج تظل ابرزها ان الحرب ألغت العقد السياسي بين دولتي الشمال و الجنوب الذي تمثل في اعلان الوحدة في 22 مايو 1990 وفرضت بالقوة نظام الشمال السياسي و الاقتصادي و الثقافي على الجنوب , وبالتالي الحاقه وضمه ...ومن هنا جاء قرار الجنوبيين مقاطعة الانتخابات التشريعية لعام 1997 , والتي كان هدفها أعطاء مشروعية لنتائج الحرب.
د. مسدوس يقول في مقالته بان المشكلة الحقيقية في اليمن هي بالضبط و على وجه التحديد مشكلة غياب الوحدة الوطنية في الشمال و في الجنوب سابقاً , ومشكلة الوحدة بين الشمال و الجنوب حالياً و ليست مشكلة التداول الديمقراطي لادارة سلطة الدولة التي لم تقم بعد, كما أن فرقعات الديمقراطية السياسية و الضجة العالمية لها هي مطلب خارجي غريب تقتضية مصالح دولية اكثر مما هو مطلب داخلي تقتضية حاجة التطور الاقتصادي و الاجتماعي التي لازالت مفقودة و لذلك فان المشكلة الحقيقية في اليمن هي على النحو التالي:
1-لقد تم أعلان قيام الوحدة في 22 مايو 1990 وكان يفترض بأن يتم دمج أجهزة و مؤسسات و مصالح الدولتين في دولة الوحدة خلال سنتين و نصف و هي المدة التي أسميناها بالفترة الانتقالية نسبة الى وظيفتها التي كانت تعني الانتقال من دولتي الشطرين الى دولة الوحدة و ذلك على أعتبار أن يوم 22 مايو 90 هو من الناحية العملية يوم تدشين قيام الوحدة و ليس يوم قيامها , بحيث يكون يوم نهاية هذه الفترة الانتقالية هو يوم استكمال قيام الوحدة من الناحية العملية , ولكن ذلك لم يحصل للاسف ,فقد ظل الجيش جيشين و الامن أمنيين و الشرطة شرطتين و كل وزارة وزارتين والقضاء قضاءين و المناهج الدراسية منهجين و العملة عملتين و الادارة ادارتين...الخ وظلت كافة أجهزة و مؤسسات الدولتين و كافة المنظمات الجماهيرية و الاجتماعية و غيرها مشطرة خلال الفترة الانتقالية, كما انه كان يفترض بان يتم العمل على ازالة الاختلاف في التركيبة الاقتصادية و الاجتماعية بين الشطرين الذي جاء بسبب اختلاف النظامين , وذلك من خلال اعادة شكل اقتصاد الجنوب من عام الى خاص لصالح سكان الجنوب, واعادة بموجب ذلك التركيبة الاجتماعية في الجنوب كما كانت عليه قبل تغييرها من قبل النظام السابق في الجنوب, حيث ان مثل ذلك كان أمراً ضرورياً من اجل خلق تركيبة اقتصادية و اجتماعية متجانسة في الشطرين لتشكل الاساس الاقتصادي و الاجتماعي للوحدة و لكن ذلك ايضاً لم يحصل , ففي الشمال كان الاقتصاد قبل أعلان قيام الوحدة خاصاً, وفي الجنوب كان عاماً . و نتيجة لذلك وجد في الشمال ثلاثة الوان اجتماعية , هي: لون الاغنياء و لون الفقراء و المعدمين , ولون المتوسطين , أما في الجنوب فلون واحد و هو لون الفقراء والمعدمين .
من بين مهام الفترة الانتقالية كان يفترض ايضاً بأن يتم العمل على ازالة الفارق الثقافي بين سكان الشطرين لصالح الثقافة المدنية و ليس لصالح الثقافة القبلية ففي الشمال كانت ولازالت الثقافة السائدة هي ثقافة القبيلة و في الجنوب كانت الثقافة السائدة هي الثقافة المدنية الى درجة ان جزءاً من الاسر الشمالية التي اصبحت تعيش في الجنوب أختلفت ثقافتها عن جزئها الاخر العائش في الشمال , ولكن الذي حصل بعد اعلان قيام الوحدة هو ان السلطة ذاتها قد تبنت رسمياً نشر الثقافة القبلية في الجنوب, وتبنت تعميم اسوأ ما في الشمال لتطبيقة على الجنوب و نتيجة لكل ذلك فقد ظهرت الازمة بعد الفترة الانتقالية كتحصيل حاصل لهذا الواقع الجديد, وقد سلمنا جميعاً بوجود هذه الازمة بما في ذلك الحكام الحاليون, ودخلنا جميعاً في حوار سياسي موسع اشترك فية الجميع بدون استثناء و ذلك من أجل حل الازمة, والاتفاق على شكل دولة الوحدة البديلة للجمهورية العربية اليمنية والبديلة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية , وتم الاتفاق بالاجماع على وثيقة العهد والاتفاق التي تضمنت الحل للخروج من الازمة, و تضمنت تحديد شكل دولة الوحدة البديلة للدولتين.
2-إن وثيقة العهد و الاتفاق التي تم التوقيع عليها في الاردن برعاية الملك حسين و باركها العالم ليست فقط وثيقة الاجماع السياسي الوطني و الدولي, وإنما هي وثيقة الشعب في الشمال والجنوب التي اجمع عليها عبر الملتقيات الجماهيرية التي جرت في عموم المحافظات , واعلنت تمسكها بالوثيقة باعتبارها العقد الاجتماعي الجديد لدولة الوحدة, ولكنه للاسف بدلا من السير نحو تنفيذ الوثيقة تم السير نحو الحرب و أدت هذه الحرب الى حل كافة أجهزة و مؤسسات و مصالح دولة الجنوب السابقة العسكرية و الامنية و الادارية و المدنية و الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها لصالح اجهزة ومؤسسات و مصالح دولة الشمال السابقة و بالتالي تعطل قيام دولة الوحدة كتحصيل حاصل لنتائج الحرب, حيث ان الحرب في حد ذاتها و نتائجها المدمرة قد كانت بمثابة أنقلاب ليس فقط على وثيقة العهد والاتفاق وإنما أيضاً قد شكلت أنقلاباً على اتفاقيات الوحدة و على دستور الوحدة ,و أوجدت أوضاعاً مخالفة لاتفاقيات الوحدة و دستورها .والحقيقة أنني كنت أعتقد بان الحرب ستؤدي الى استبدال وجوه سياسية بوجوه سياسية اخرى, و ان الوحدة السياسية بين الشطرين ستظل باقية ولكن الشيء غير معقول هو أن تؤدي الحرب الى إسقاط اتفاقيات الوحدة واستبدال دستورها, وتغيير قواعد الوحدة بين الشطرين من قواعد وحدة طوعية الى قواعد و حدة بالقوة , و النظر اليها كوحدة وطنية و ليست كوحدة سياسية بين شطرين كانا دولتين, فبدلاً من الشراكة السياسية في السلطة على اساس وحدوي تمت عملية استبدال هذه الشراكة بشراكة حزبية من لون جغرافي واحد, وهذا مايخلق لدينا الشك بأن تحويل الوحدة الى هذا اللون هو من أجل خلق ظروف مواتية لانفصال أبدي مستقبلاً ولو حتى عن طريق الديمقراطية وحقوق الانسان كما هو حاصل في كندا , وذلك بسبب ان تحويل الوحدة الى وحدة بالقوة يخلق ليس فقط الغبن الدائم لدى سكان الجنوب وانما يخلق بالضرورة تعارضات تناحرية بين المصالح الاقتصادية و السياسية و المعنوية لسكان الشطرين.
و لهذا و لكي تزول هذه التعارضات في اطار الوحدة,فاننا نطالب بايجاد الية جديدة لسلطة الدولة تقوم على اساس و حدوي و ليس على اساس حزبي, بحيث يكون الشكل الحزبي لها على هذا الاساس و ليس العكس كما هو حاصل الان..وهذا هو المفهوم العلمي للثوابت الوطنية بالنسبة للوحدة اليمنية حيث ان أي مفهوم للثوابت الوطنية خارج هذا المفهوم بالنسبة للوحدة اليمنية يلغي بالضرورة الوحدة بين الشطرين, بسبب أن الوحدة بين الشطرين لاتعني انتصاراً لطرف و هزيمة او اخفاء للطرف الاخر المكون لها , وانما تصبح سلامة الوحدة ذاتها من سلامة الاطراف المكونة لها بالضرورة . حيث ان مثل ذلك يتوقف علية انسجام المصالح الاقتصادية و السياسية و المعنوية الافقية ( الوطنية) و ليست العمودية ( الطبقية) لسكان الشطرين, وهناك فارق مبدئي كبير بين المصالح الافقية و بين المصالح العمودية لسكان الشطرين . فالتعارضات في المصالح العمودية يمكن حلها بالتداول الديمقراطي للسلطة ,اما التعارضات في المصالح الافقية(الوطنية) فلا يمكن حلها الا عبر الحل الدستوري فقط , فهي ليست تعارضات ذاتية بين مصالح سياسيين يمكن حلها بالمناصب السياسية في السلطة او غيرها, وانما هي تعارضات موضوعية تخص المصالح الاقتصادية و السياسية و المعنوية الافقية لسكان الشطرين , وذلك كشعب في الشطرين و ليس كأحزاب او سياسيين.فهل يمكن لاصحاب السلطة و المعارضة ان يفهموا هذه الحقيقة ؟و هل يمكن للمخلصين للوحدة اليمنية بأن يفهموا بان الاخلاص للوحدة هو بالضبط في الاخلاص لمصالح سكان الشطرين الاقتصادية و السياسية و المعنوية على قدم المساواة؟وذلك بسبب أن الشطرين قد توحدا بعد أن كانا دولتين كحقيقة تاريخية لا يمكن طمسها من التاريخ و وبالتالي فان الاصرار على النتائج السياسية للحرب من قبل السلطة و المعارضة هو بمثابة الاصرار على التعطيل الابدي للوحدة اليمنية بكل تأكيد , وارجوا ممن يطلع على مقالتي هذه ان يحتفظ بها للتاريخ.
3-انه من اجل كسب الوقت لتكريس النتائج السياسية للحرب,فقد قام الطرف المنتصر عسكرياً بتقديم تعهد مكتوب الى المجتمع الدولي بعد الحرب, التزم بموجبه بمواصلة الحوار على اساس و ثيقة العهد والاتفاق, ولكنه بعد ان كسب الوقت تنصل من ذلك و أصر على الدخول في الانتخابات خارج وثيقة العهد و الاتفاق, من اجل ان يستبدل شرعية القوة بشرعية الصناديق فقط, وكان يريد مشاركتنا في الانتخابات من اجل ان تكون شاهد زور بأن الوحدة السياسية لا زالت باقية,وانها ليست بالقوة,وهذا ما رفضته اللجنة المركزية في دورتها 34 و بالتالي فان المقاطعة للانتخابات لم تكن تهدف الى عرقلة الانتخابات, وهو ما اوضحناه منذ البداية, وإنما كانت تهدف الى هداية السلطة نحو اصلاح مسار الوحدة و تأمين مستقبلها , وكانت تهدف أيضاً الى ابلاغ شعبنا في الشمال بان دولة الوحدة التي وعدناه بها ليست هذه, و الى إبلاغ شعبنا في الجنوب بأن قيادتنا له في تحريره من الاستعمار و في الدفاع عن سيادته و حماية أراضية و قيادتنا له نحو الوحدة مع شعبنا في الشمال ليست من أجل ان توصله الى هذا الوضع الذي هو فيه اليوم, وأنما من اجل حياة اقتصادية و سياسية و معنوية أفضل من حياة التشطير, واننا سوف نقف معه حتى يتم تحقيق ذلك, وكذلك من اجل ابلاغ العالم بان الحرب قد عطلت قيام الوحدة, وأن الواقع الموجود هو مفروض بالقوة.
4-أننا كثيراً ما نسمع من يقول بان كل مانشاهده في وضع البلاد منذ انتهاء الحرب غير صحيح و كثيراً ما نسمع العكس, والحقيقة أن كلاهما على حق من وجهة النظر التي ينطلق منها كل منهما ,فالزمن مثلاً لا يمكن يكون صحيحاً و مضبوطاً الا بالاستناد الى وحدات قياس الزمن التي هي الثانية و الدقيقة و الساعة, وهكذا بالنسبة لوحدات قياس المسافة و الانسان كذلك, هناك وحدة قياس لتفكيره و فعله حيث يستمد صوابه بالقياس الى نقطة الانطلاق التي ينطلق منها تفكيرة, باعتبارها و حدة القياس لصواب فعله.عادة مايكون مصدر الخطأ بين الناس من نقطة الانطلاق لتفكيرهم و ليس من الافعال في حد ذاتها و ذلك بسبب انه كيفما تكون نقطة الانطلاق لتفكير الانسان يكون فعله, ولذلك فان الذين ينطلقون من وجهة نظر نتائج الحرب,فان كل ما نشاهدنه في الوضع القائم هو صحيح و لا خطأ فيه,وهو كذلك صحيح ولا خطأ فيه من وجهة النظر هذه بالتأكيد . اما الذين ينطلقون من و جهة نظر الوحدة اليمنية, فأن كل ما يشاهدونه في الوضع القائم منذ الحرب هو خطأ, وهو بالفعل خطأمن وجهة النظر هذه. و من هذه النقطة بالذات يفقد التفاهم بين الناس و يستحيل الوفاق بينهم, لكون كل منهم يرى نفسه على حق و هو متأكد تماماً من ذلك. ولهذا فأن الاساس للتفاهم بين الناس هو البحث عن الاساس الذي تنطلق منه وجهات النظر المختلفة. وإذا ما تم الاتفاق على الاساس الذي تنطلق منه وجهات النظر المختلفة, فان الناس لا يمكن مطلقاً ان يختلفوا. و اما اذا ما اختلفوا على نقطة الاساس هذه,فانهم سوف يتفقون بانهم مختلفون, وسوف يكون خلافهم خلافاً مبدئياً واضحاً و مفهوماً لايمكن ان يكون اي بريء ضحية فيه.
5-إن عدم الوضوح في نقطة الانطلاق لوجهة نظرنا في الحزب الاشتراكي قد جعلتنا نختلف حول الانتخابات .فالذين كانوا ينظرون الى واقع الوحدة اليمنية من وجهة نظر نتائج الحرب في 7 تموز(يزليو)1994(الوحدة بالقوة) كانوا يرون بان الدخول في الانتخابات هو المتاح الوحيد امامهم و هو الصواب, وهوكذلك صواب من وجهة النظر هذه. اما الذين كانوا ينطلقون من وجهة نظر الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990(الوحدة الطوعية) فقد كانوا يرون الدخول في الانتخابات بدون و ثيقة العهد والاتفاق و بدون المصالحة و إصلاح مسار الوحدة هو خطأ, لانه يعني التخلي عن المصالحة و عن وثيقة العهد و الاتفاق و و ان المقاطعة من اجل المصالحة هي الصواب, وهي بالفعل كذلك صواب من وجهة النظر هذه. وهكذا يتضح بانه يستحيل التفاهم بدون معرفة الاساس الذي تنطلق منه وجهات النظر المختلفةو كما انه يستحيل ان يستقيم اي منطق لاية وجهة نظر بدون معرفة هذا الاساس الذي ترتكز عليه.
و لهذا و لكي نتفق باننا متفقون او نتفق باننا مختلفون, فانه من الضروري أن نبحث نقطة الاساس التي تستند اليها وجهة نظر كل منا حول الوحدة اليمنية, ونقول بوضوح بان نقطة الاساس هي 22 مايو 1990 او انها 7 يوليو 1994 , حيث اننا اذا ما أستندنا الى 22 مايو 1990 سوف نجد بان ماجرى و يجري منذ الحرب حتى الان بما في ذلك الانتخابات هو خطأو غير معقول.اما اذا استندنا الى 7 يوليو 1994 فاننا سوف نجد بان ما جرى و يجري حالياً هو صحيح و معقول و لاخطأ فيه, وبالتالي على هذا الاساس نتفق باننا متفقون او على هذا الاساس نتفق باننا مختلفون.
6-ان تشبيه الوحدة اليمنية بالوحدات الاوروبية و الامريكية التي تمت بالقوة في القرون الوسطى ليس وارداً , ولذلك فانني انصح السياسيين و المنظرين للمؤتمر الشعبي العام بالذات بان يتجنبوا هذا التشبيه لانهم بذلك يقدمون اعترافاً ضمنياً بان الوحدة اليمنية بالقوة. و بهذا يتيحون الفرصة للمس بشرعية الوحدة في هذا العصر الحديث, عصر الديمقراطية الدولية و حقوق الانسان, وعصر تشابك العالم اقتصادياً و سياسياً و ثقافياً و اجتماعياً الى درجة العضوية, ناهيك عن المس بشرعية الوحدة الذي احدثه اقتحام عدن و حضرموت و غيرها من المناطق الجنوبية و نهبها اثناء الحرب, وعسكرتها بعد الحرب , وحل كافة أجهزة و مؤسسات ومصالح دولة الجنوب السابقة لصالح اجهزة و مؤسسات و مصالح دولة الشمال السابقة, واستبدال دستور الوحدة بدستور جديد لم يستفت عليه, حيث ان تلك الوحدات الاوروبية و الامريكية قد تمت ليس فقط في عصر مختلف عن العصر الرهن , وليس فقط بانها وحدات اتحادية (فيدرالية) وإنما لم تكن تلك الوحدات في البداية و حدات سياسية كما حصل في اليمن قبل الازمة و الحرب.فتلك الوحدات التي تمت بالقوة في القرون الوسطى لم تتم عبر حوار وحدوي تنازل بموجبة كل طرف عن شخصيته الدولية و عن دستوره الوطني لصالح شخصية دولية جديدة بديلة لشخصيته الدولية السابقة ولصالح دستور و حدوي جديد بديل لدستوره الوطني السابق,و انما تمت عبر حوار المدافع منذ البداية و تم بموجبها ضم الضعيف الى القوي بالقوة العسكرية ثم تحولت الى وحدات سياسية قائمة على الوحدات الفيدرالية . اما في اليمن فقد حصل العكس تماماً ,فقد بدأت الوحدة اليمنية كوحدة سياسية تنازل فيها كل من الطرفين عن شخصيته الدولية و عن دستوره و غير ذلك لصالح شخصية دولية جديدة و لصالح دستور جديد, وجاءت الحرب و عطلت هذا المشروع و ادت الى اذابة كيان الجنوب في كيان الشمال و تعطيل الوحدة و هذه المشكلة الحقيقية في اليمن و ليس غيرها.
7-إن الذين يدعون بان اليمن قد كان موحداً في دولة و طنية واحدة في التاريخ القديم,و انه قد تشطر بسبب الظلم او بسبب شدة الحكم المركزي او ما شابه ذلك هو ادعاء باطل و لا اساس له من الصحة,فانا استطيع ان اجزم بانها لم تظهر اي دولة وحدة يمنية موحدة على اساس و طني(يمني) في التاريخ اليمني الا يوم 22 مايو 1990 فقط. صحيح بان هناك العديد من الدويلات اليمنية قد ظهرت في اليمن و لكنها كانت تظهر اكثر من دويلة في وقت واحد,و كانت كل دويلة تقوم إما على اساس ديني اقل او اكثر جغرافياً من الوطن, لان الاديان لم تقم على اساس جغرافي و لا تعترف بالحدود الجغرافية للدين, وإما على اساس المدينة دون الريف و ها هو منطق علم التاريخ لنشوء الدولة, واما على اساس اقطاعي دون بقية الوطن, وليست ابداً و على الاطلاق انها قد قامت دولة يمنية على اساس و طني بما في ذلك الدولة الزيدية. ولا شك بان تسميتها بالدولة الزيدية هي برهان على ذلك وينفي بالضرورة طابعها الوطني(اليمني) . فالدولة الزيدية هي نسبة للدين و ليست نسبة للوطن . وهكذا يبرهن علم التاريخ بان مفهوم الدولة الوطنية الموحدة على اساس و طني لم يظهر الا مع ظهور الدولة البرجوازية في اوروبا فقط.وقد ارتبط ظهور هذا المفهوم بظهور الدولة البرجوازية لضرورات اقتصادية من اجل و حدة السوق الوطنية ووحدة الثروة الطبيعية على مستوى الوطن ككل . ولذلك فان مفهوم الدولة الوطنية الموحدة على اساس و طني لم يكن موجود في التاريخ قبل الدولة البرجوازية على الاطلاق.كما ان هذا المفهوم قد ارتبط الى حد كبير بالعولمة في اوروبا, وبالتالي فان مايقال عن دولة الوحدة اليمنية في التاريخ اليمني لا اساس له من الصحة, لان ذلك يتناقض تماماً مع منطق العلم في التاريخ.
للجميع التحية من الاستاذ د. مسدوس ويخص كل الزملاء الذين قدموا له العون في رحلته العلاجية بالندن...
نشرت في بريد الجنوب بتاريخ 26 مايو 1997
الهمشري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:47 AM   #16
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

توضيح خامس للحراك


د. محمد حيدره مسدوس



بعد لقاء القاهرة و ما أحدثه من بلبله في صفوف الحراك الوطني السلمي الجنوبي ، و بعد تسريب الرسالة الداخلية الخاصة بذلك ، و بعد مشروع صنعاء بقيام اتحاد عربي و تصاعد القمع الأمني في الجنوب ، كان لابد من توضيح التالي:


أولا: كان لقاء القاهرة بين وفد اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني و بعض الاخوه من الجنوبيين في الخارج قد احدث بلبله في صفوف الحراك ، و قد قمنا بإرسال ملاحظاتنا عليه في رسالة داخليه خاصة بقادة الحراك في الداخل و الخارج ولا نعرف من الذي سربها للمواقع ، و تسريبها للمواقع لا يخدم القضية . و حسب علمي بان أول من نشرها موقع الهيئة الوطنية في لندن ، و اطلب منه أن يفيدنا بمن سربها اليه و وضع اسمي عليها و هي لم تحمله. و لتجنب التفسيرات الخاطئة ، فإننا قد قلنا في الرسالة بان وجود جنوبيين ضمن وفد اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني قد خلط الاوارق و جعل اللقاء بدون هوية ، لأنه من غير المعقول بان يحاور الجنوبيين بعضهم على قضيتهم ، و من غير المعقول أيضا بان تكون آلية حلها عبر حوار وطني شامل و هي قضيه بين طرفين و ليست بين أكثر من طرفين . و الأهم من ذلك إن مؤتمر الحوار الوطني الشامل سيقام على قاعدة السلطه و المعارضة و ليس على قاعدة الشمال و الجنوب ، و هذا من حيث المبدأ هو دفن أبدي للقضية الجنوبية . كما إن عبارة السقف المفتوح للحوار الوارد في نقاط الاتفاق و التي يعتقد الجنوبيون بأنهم كسبوها ، هي فخ جديد بعد الفخ الذي ظللنا فيه منذ الاستقلال ، لان الجنوبيين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل سيضيعون في بحر الحضور الشمالي الهائل و ستكون عبارة السقف المفتوح لصالحهم و سيفرضون ما يريدونه حتى و إن كان تحت إشراف دولي . وقد طلبنا من الاخوه الذين حضروا لقاء القاهرة بان يعيدوا النظر في ذلك ، و قلنا لقادة الحراك في الداخل بان الاخوه الذين حضروا اللقاء ، هم أكثر اخلاصا للقضية و من يشكك فيهم يشكك في نفسه ، و لكن قد يكون حصل خطأ في التكتيك ، و ممكن أن نختلف معهم عليه ، و لكنه لا يجوز أن نختلف عليهم . فهم قادتنا السياسيون حتى تحل القضية ، لان طاقة الشباب بدون خبرة القدامى تظل عمياء ، و خبرة القدامى بدون طاقة الشباب تظل ميتة . و بالتالي فإنه لا فائدة من طاقة الشباب بدون خبرة القدامى ، و لا فائدة من خبرة القدامى بدون طاقة الشباب ، و من يقل بغير ذلك هو ذاتي و لا يخدم القضية .

ثانيا : أننا إذا ماكنا أصحاب قضيه وطنيه مقدسه ، فإنه لابد أن نجعلها تسمو بشكل مطلق على ماعداها مهما كانت المبررات . و علينا أن لا نفرح بأخطاء بعضنا أو تشويه بعضنا ، بل نحزن إذا ماكانت لدينا قضيه وطنيه مقدسه ، و يجب بأن لا نخاف من أي طرف جنوبي يدخل على خط الحل السياسي بدوننا إذا ماكان هذا الحل على قاعدة الشمال و الجنوب و تحت إشراف دولي و بموجب قراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب و تعهد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب أو على أساس إستفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره ، لان الأهم هو حل القضية و ليس الأهم من يحلها . فالتشرذم لا يدل على الوطنية ، بل يدل على عكسها بالضرورة . و لابد أن ندرك إن السلطه تبحث عن مرتزقة في الجنوب لبعثرة الحراك و تشويهه، و أن اللقاء المشترك يبحث عن حزبيين بلا قضيه في الجنوب لنفس الهدف ، و الفارق بينهما هو فقط في الأسلوب . فالسلطة تريد ذلك بالقوة و القمع و ماتقتله في سنه واحده أكثر مما قتله الانجليز في( 130 سنه ) ، و اللقاء المشترك يريده بالسياسة ، و مافعله من مكر حتى الآن أكثر مما فعلته بريطانيا . و لهذا فإننا ندعو جميع الجنوبيين في الداخل و الخارج إلى وحدة الصف على أساس رفض المشاركة في أي حوار تدعو إليه السلطه أو المعارضة ما لم يقم على قاعدة الشمال و الجنوب وفقا لقراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب و تعهّد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب . فلا يجوز الخروج عن الشرعية الدولية مهما كانت المبررات . و إذا لم يستجاب لمثل ذلك من قبل السلطه و المعارضة أو حتى من قبل العالم ، فانه من الاشرف لنا ترك القضية للأجيال القادمة و لا نشرع لدفنها . فليست القضية مع علي عبدالله صالح كشخص أو كنظام فقط ، و إنما هي مع صنعاء كدوله . فلو ذهب علي عبدالله صالح و خلفه الشيخ حميد الأحمر أو حتى جنوبي ، هل تكون القضية الجنوبية قد حُلّت أم إنها ستظل قائمه بقوة الواقع ؟؟؟ .

ثالثا : إن أي حوار يأخذ صفة السلطه و المعارضة و ليس صفة الشمال و الجنوب هو إسقاط لقراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب و لتعهّد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب ، و بالتالي هو د فن أبدي للقضية الجنوبية و شرعنه لنهب الأرض و الثروة في الجنوب و حرمان أهلها منها . و هذا يعني أن السير نحو مؤتمر الحوار الوطني الشامل كآلية لحل القضية الجنوبية سيؤدي إلى ذلك بالضرورة . و اطلب ممن يخالفني ذلك بان يحتفظ بهذه الكلمات للتاريخ . فمن غير الممكن موضوعيا و من غير المعقول منطقيا حل القضية الجنوبية إلا بالحوار مع السلطه على قاعدة الشمال و الجنوب و ليس بالحوار مع المعارضة على قاعدة السلطه و المعارضة . و لابد من الإدراك بأنها لا توجد مصلحه للنظام في الحوار مع المعارضة بدون الجنوبيين و بالذات الحراك الجنوبي ، و اعتقد انه من المستحيل أن يدخل النظام في حوار جدي مع اللقاء المشترك إلا بوجود الجنوبيين و بالذات الحراك .

رابعا : إن مؤتمر الحوار الوطني الشامل إذا ما تحقق و شارك فيه الجنوبيون ، فانه سيخرج بد فن القضية الجنوبية ، لأنه سيخرج بنتائج ثلاث ، و لا يمكن أن يخرج بغيرها ، و أولها : الاتفاق على استئجار جنوبي مؤقت لخلافة علي عبدالله صالح بعد نهاية ولايته ليحسب ذلك على الجنوبيين ، مع إن استبداله بعد نهاية ولايته الحالية هو تحصيل حاصل لكبر سنه و طول فترة حكمه و وعوده للعالم بذلك ، و تحصيل حاصل لمواد الدستور . كما إن استبداله بجنوبي مؤقت سيكون مخرج لهم من أزمة المنافسة على الخلافة بين احمد و حميد و سيؤدي إلى تذويب الروح الوطنية الجنوبية لدى الجنوبيين و هو الأهم بالنسبة لهم . و ثانيها : الاتفاق على نظام سياسي لا مركزي يقوم على الحكم المحلي أو فيدرالي على أكثر من اثنين ، بحيث يؤدي كل ذلك إلى طمس الهوية و التاريخ السياسي للجنوب و شرعنه لنهب أرضه و ثروته و حرمانه منها . و ثالثها : ضياع الفرصة على شعب الجنوب من رفض الانتخابات النيابية القادمة و حل قضيته ميدانيا بنفسه .

خامسا : لقد كان على قيادة حزب الإصلاح التي تقود اللقاء المشترك و تقود اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني أن تقتنع أولا بخطيئة حرب 1994م و نتائجها قبل أن تطلب الحوار مع الجنوبيين ، و أن تحّمل النظام مسؤولية الحرب و نتائجها ، و أن تعتذر ر لشعب الجنوب على المشاركة فيها و على الفتوى الدينية التي بررت الحرب و أباحت الأرض و العرض و حوّلت الجنوب إلى غنيمة على طريقة القرون الوسطى إن كانت صادقه مع القضية الجنوبية ، لان الحوار معها بدون ذلك شرعنه ضمنيه للحرب و نتائجها ، و شرعنه ضمنيه للفتوى الدينية التي مازالت باقية . فإذا ما قامت قيادة حزب الإصلاح بذلك فانه يمكن الحوار معها و الاتفاق على تحديد القضية موضوع الحوار .

سادسا : إن تحديد القضية موضوع الحوار هو أبجدية العمل السياسي ، لان تحديدها هو الذي يشكل وحده القياس للأفكار السياسية الصائبة من غير الصائبة . فإذا كان الإنسان مثلا لا يستطيع معرفة الخطأ و الصواب في الزمن إلا بوحدة القياس التي هي الساعة ، و لا يستطيع معرفة الخطأ و الصواب في المسافة إلا بوحدة القياس التي هي الكيلومتر .... الخ ، فانه لا يستطيع معرفة الخطأ و الصواب في السياسة إلا بوحدة القياس التي هي القضية موضوع الخلاف ، فما هي القضية موضوع الخلاف ؟؟؟ . و هل هي قضية السلطه أم إنها قضية الوحدة التي أسقطتها الحرب ؟؟؟ . فإذا ما كانت قضية السلطه ، فان طرفيها هما : السلطه و المعارضة و آلية حلها صناديق الاقتراع ، و إذا ما كانت قضية الوحدة ، فان طرفيها هما : الشمال و الجنوب و آلية حلها هو الحوار بينهما . و في الحوار بينهما لابد من الاجابه على سؤال موضوعي واحد يحدد الحل بوضوح ، و هو : هل اليمن السياسي واحدا أم انه يمنان سياسيان ؟؟؟ .

سابعا : إن الاجابه الموضوعية على هذا السؤال هي الحل . فإذا ما كان اليمن السياسي يمنين كما كان في الواقع و كما هو موثق في المنظمات الدولية إلى يوم 22 مايو 1990م ، فان الوحدة بينهما هي وحده سياسيه بين دولتين . و في هذه الحالة تكون حرب 1994م و نتائجها قد أسقطتها في الواقع و في النفوس و قد جعلت الوضع في الجنوب احتلالاً و ليس وحده كتحصيل حاصل لنتائج الحرب ، و بالتالي تكون القضية موضوع الحوار هي إزالة هذا الاحتلال ، و يكون طرفاها ، هما : الشمال و الجنوب و آلية حلها هو الحوار بينهما على قاعدة الشرعية الدولية بموجب قراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب و تعهد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب أو على قاعدة الشرعية الشعبية بموجب استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره . أما إذا ما كان اليمن السياسي واحدا و ليس يمنين سياسيين ، فان الوحدة بين الشمال والجنوب هي وحده وطنيه بين أطراف من دوله واحده و ليست وحده سياسيه بين دولتين . و في هذه الحالة تكون حرب 1994م و نتائجها مشروعه ، و تكون القضية موضوع الخلاف هي قضية السلطه و ليست قضية الوحدة ، و يكون طرفاها ، هما : السلطه و المعارضة و آلية حلها صناديق الاقتراع كما أسلفنا . و بالتالي يصبح قيام الدولة في الجنوب بعد الاستقلال خيانة وطنيه عظمى ، لأنه من غير الممكن موضوعيا و من غير المعقول منطقيا اعتبار اليمن السياسي واحدا و قيام دولتين شرعيتين فيه . فلا يمكن مطلقا بان يستقيم المنطق في العمل السياسي تجاه القضية الجنوبية إلا بذلك . و أما غيره فهو مضيعه للوقت و تعقيد أكثر للقضية كما هو حاصل منذ حرب 1994م حتى الآن .

ثامنا : إن القضية الجنوبية هي أم القضايا كلها ، لان بقية المشاكل في البلد هي من صنع السلطه لدفن القضية الجنوبية ، و لكنه فقط انقلب السحر على الساحر و أصبح الحوثيون و تنظيم القاعده و اللقاء المشترك يوظفونها لصالحهم كلا بطريقته . و حتى السلطه ذاتها أصبحت تهدد السعوديين بالحوثيين و بتنظيم القاعدة لمنعهم من قول كلمة حق مع القضية الجنوبية ، و تهدد الأمريكان بتسليم البلاد لتنظيم القاعدة إذا ما تدخلوا في قضية الجنوب . كما إن السلطه قد وزعت الأدوار فيما بينها و جعلت فريق منها يدعم تنظيم القاعدة في اليمن و فريق منها يقاتله ، و بالذات من خرج عن طاعتها من المنحدرين من الجنوب ، و بالتالي تقدم نفسها للأمريكان بأنها تحارب الإرهاب . و آخر محاوله لد فن القضية الجنوبية مشروع الاتحاد العربي المضحك الذي قدمته صنعاء للقادة العرب ، بينما القادة العرب يعرفون بأن الشمال مجتمع قبلي غير قابل للدولة أصلا . فهم يعرفون إن قبائل الشمال التي بيدها السلطه و النفوذ مقتنعة بان العرف القبلي أفضل من القانون . فلا أتصور بان شيخ قبيلة أو أي من أولاده يقبل بان يكون متساويا مع عامل النظافة أمام القانون.

تاسعا : إن مشروع الاتحاد العربي ما هو إلا هروب إلى الأمام من القضية الجنوبية ، و هو هروب مكشوف جعل ردود الفعل العربية تسخر منه ، لان فاقد الشيء لا يعطيه . فمن عجز عن بناء بيته كيف يمكن له أن يبني بيوت الآخرين ؟؟؟ . و فوق ذلك فان التاريخ يقول لنا بان صنعاء أول من شرّع لترسيم الحدود بين الأقطار العربية عام 1934م مع السعودية في الشمال و مع السلاطين و الانجليز في الجنوب ، و أول من هزم الفكر القومي في رأس عبدالناصر و المصريين . فقد جاءوا إلى صنعاء و هم مشبعون بالثقافة القومية العربية و ضحوا بآلاف الشهداء في صنعاء من اجلها ، و لكن مكر القبائل اليمنية جعلهم يخرجون من صنعاء و هم كافرون بها ، حتى أن أنور السادات حوّل الهوية العربية لمصر إلى صفه . فقد كانت العربية المتحدة و أصبحت مصر العربية. كما إن الجنوبيين قد جاءوا إلى الوحدة في 22 مايو 1990م و هم مشبعون بثقافة الوحدة اليمنية على طريق الوحدة العربية ، و أصبحوا الآن كافرين بكل شيء . و بالتالي من هو الذي سيصدق مشروع صنعاء بإقامة اتحاد عربي ؟؟؟ .

عاشرا : إنني في الختام اطلب من الأستاذ جمال عامر نشر كل مالديه من ردود على موضوعاتي مهما كانت جارحه لعلنا نجد فيها ما يظهر نواقص فكرتي ، مع أنني لم اقل كلمه إلا بتعليل و لم اقل كلمه إلا بتحليل و لم اقل كلمه إلا و أكدها الواقع بإعتراف الجميع إلا الملقنين . فانا واثق بأنني على حق ، و من هو على حق لا يضيع وقته مع من يعارضه ، و إنما يترك له إمكانية العودة إليه في آخر المطاف . أما التجريح الشخصي فانا لم و لن اغضب منه ، لان صحته تتوقف على معرفتهم بي و معايشتهم لي ، و أنا لا عايشتهم و لا عايشوني و لا أعرفهم و لا اعتقد بأنهم يعرفوني ، لأنهم لو كانوا يعرفوني لكان عرفوا بان مناصب السلطه قد عرضت علي ثلاث مرات و لم اقبلها ، و لكان أُزيل من عقولهم ما قيل لهم من كذب و كتبوه.

10/7/2010م

ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:49 AM   #17
الهمشري
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-23
المشاركات: 447
افتراضي

رأينا فيما قاله أمين حزبنا.. محمد حيدرة مسدوس

الأربعاء 20 ديسمبر 2006



ما قاله أمين حزبنا في منتدى الأيام وتم نشره عبر صحيفة الأيام، وما قاله في العديد من الصحف يمكن مقارنته بما يقوله البرنامج السياسي للحزب لمعرفة انسجامه مع البرنامج أو مخالفته له، وبالتالي رأينا المستند على البرنامج وعلى الواقع الموضوعي الملموس. ويمكن توضيح ذلك في المحاور الثلاثة التالية:

أولاً ما ذا يقول برنامج الحزب؟..

1- تقول مقدمة البرنامج السياسي للحزب: إن الحزب يناضل من أجل إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، وإن حرب صيف 1994م قد أدت إلى نتائج مأساوية على وحدة 22 مايو 1990م وأحدثت تصدعاً في وشائج الوحدة اليمنية وأخلت بالتوازن الوطني وعطلت مسار الوحدة، إن الحزب يؤمن بأن تحقيق بناء دولة الوحدة يستدعي إجراء مصالحة وطنية وإصلاح مسار الوحدة بالاستناد إلى جوهر ومضامين اتفاقيات الوحدة ودستورها ووثيقة العهد والاتفاق... الخ. فأين قيادة الحزب من ذلك ولماذا تخلت عنه وذهبت إلى الانتخابات بدونه.

2- تقول مقدمة الفصل الأول من البرنامج السياسي للحزب: إن إقامة دولة الوحدة اليمنية الديمقراطية الحديثة تمثل هدفاً رئيسياً لجميع القوى السياسية والفئات الاجتماعية حاملة المشروع النهضوي الحديث، غير أن هذه المهمة تصطدم بالعديد من الكوابح أهمها استمرار آثار ونتائج حرب صيف 1994م. كما أنها كذلك تصطدم هذه المهمة بعدد آخر من العراقيل المرتبطة بالاختلاف الاقتصادي وبالاختلاف الاجتماعي وبالاختلاف الثقافي. ولهذا فإن الحزب الاشتراكي يؤكد بأن إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة وبناء دولة الوحدة اليمنية الحديثة تمثل اليوم مهمة عاجلة وملحة تستدعيها ضرورة الخروج بالبلد من حالة الركود والتراجع والسير بها نحو آفاق التطور الديمقراطي والتحديث...الخ. فأين قيادة الحزب من ذلك ولماذا تخلت عنه وذهبت إلى الانتخابات بدونه ؟؟؟.

3- البند الأول من الفصل الأول للبرنامج السياسي للحزب يوضح مفهوم الحزب لقضية إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة ويحدد مفرداتها، ويقول: إن إزالة آثار ونتائج حرب صيف 1994م وإصلاح مسار الوحدة وإجراء مصالحة وطنية تمثل المدخل الرئيسي لاستعادة وحدة 22 مايو 1990م وإلغاء نهج الحرب وتصفية كامل آثارها وتجسيد الشراكة الوطنية وفقاً لاتفاقيات الوحدة ودستورها، ويرى الحزب بأن تحقيق هذه الغاية يتأتى من خلال:

أ) الإقرار ببطلان الحرب ونتائجها وبخطأ سياسة نهج الحرب وإلغاء فتوى الحرب وتقديم الاعتذار لمواطني محافظات الجنوب وتعويض المتضررين مادياً ومعنوياً عما لحق بهم من أذى بسبب الحرب وتأثير تلك السياسات والفتوى الخاطئة والغير مبررة.

ب) إعادة الممتلكات التي تم نهبها تحت هذه الفتوى وتحت غيرها، وإعادة الاعتبار لمنجزات الثورتين كما نص على ذلك دستور الوحدة.

ج) إعادة الموظفين المدنيين والعسكريين المشردين والموقوفين والمحالين قسراً إلى التقاعد، إلى أعمالهم بمن فيهم المتضررون من الصراعات السياسية السابقة.

د) إلغاء الأحكام السياسية وإلغاء النتائج المادية والمعنوية والمترتبة عليها، ورد الاعتبار لمن اتخذت بحقهم هذه الأحكام، وإلغاء التفرقة الشطرية.

هـ) إعادة تموضع القوات المسلحة خارج المدن والقرى ووضعها في أماكن الدفاع عن السيادة الوطنية وتحريم تدخلها في الشئون المدنية.

و) بناء دولة الوحدة اليمنية الديمقراطية الحديثة على أساس اتفاقيات الوحدة ودستورها المتفق عليه بين طرفيها ، ووثيقة العهد والاتفاق الموقع عليها من قبل الجميع، وتشكيل هيئة وطنية للمصالحة والإنصاف، مهمتها إظهار الحقائق وتحقيق العدالة للمتضررين من نتائج الحروب والصراعات السياسية وتعويضهم وعائلاتهم بما يحقق الاندماج الوطني ويضع حداً لتداعيات وآثار تلك الحروب والصراعات وتحقيق العفو المتبادل بين أطرافها...الخ. هكذا يفسر برنامج الحزب مفهوم الحزب لقضية إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة ويحدد مفرداتها.

فأين قيادة الحزب من ذلك ولماذا تخلت عنه وذهبت إلى الانتخابات بدونه؟؟؟.



ثانياً: ماذا تقول قيادة الحزب؟:

رغم أن المؤتمر العام الخامس للحزب قد عقد تحت شعار إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، إلا أن قيادة الحزب بعد المؤتمر مباشرة قد دشنت الخطاب السياسي والإعلامي للحزب بعدم فهمها لمفهوم إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة. وعندما تمسك تيار واسع من اللجنة المركزية بهذه القضية تراجعت قيادة الحزب وسلمت بها، ولكنها أوجدت لها تفسيراً من عندها يفرغها من مضمونها ويقوي حجة الطرف الرافض لها. فهي تقول إن إصلاح النظام السياسي يعني إصلاح مسار الوحدة، بينما برنامج الحزب يقول أن إصلاح النظام السياسي هو من خلال إصلاح مسار الوحدة، لأنه يستحيل موضوعياً إصلاح النظام السياسي بدون إصلاح مسار الوحدة، ولأن إصلاح النظام السياسي لا يمتلك شرعية تلزم السلطة بقبوله، بينما إصلاح مسار الوحدة يمتلك شرعية تلزم السلطة بقبوله وفي مقدمتها قرارا مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب وتعهد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب... ومع ذلك فإن قيادة الحزب لم تلتزم حتى بتفسيرها هي لهذه القضية، بل ذهبت إلى الانتخابات بدون إصلاح النظام السياسي وقدمت اعترافاً ضمنياً بشرعية الحرب ونتائجها على حساب الجنوب، ورسخت شرعية هذا النظام القائم ذاته، لأن الانتخابات كقاعدة عامة ترسخ شرعية النظام الذي تقوم على أساسه بالضرورة. وهكذا قامت قيادة الحزب بتجريد نفسها من شرعية المطالبة بأية إصلاحات سياسية تطالب بها. فبعد هذه الانتخابات من أين ستستمد قيادة الحزب ومعها بقية أطراف اللقاء المشترك شرعية المطالبة بإصلاح النظام السياسي وهي قبلت بهذا النظام السياسي القائم ذاته وشاركت في انتخاباته؟؟؟. والأكثر من ذلك بأن الأمين العام في مقابلته مع صحيفة البيان الإمارتية بتاريخ 5/10/2006م قال : إنه ليس نادماً على المشاركة في الانتخابات، وأن السلطة عملت المستحيل كي تدفع المعارضة إلى المقاطعة. وفي مكان آخر من المقابلة يقول: كنا نخشى أن تدخل اليمن في نفس المشكلة التي دخلت فيها بعض البلدان، بالاستناد إلى العامل الاجتماعي والطائفي والمذهبي. ويواصل ويقول: لو لا الانتخابات لكان ترسخ هذا المفهوم وهذه الثقافات وراحت تنتج غطاء ومعايير للحكم كان يمكن أن تشكل خطراً على الوحدة الوطنية (يقصد الوحدة اليمنية). وفي مكان آخر من المقابلة أيضاً يقول: إن الانتخابات هي انتقال جعل ابن محافظة عمران والجوف وحجة يهتف لمرشح اللقاء المشترك القادم من حضرموت وجعل ابن عدن وابن حضرموت يهتف لمشرح المؤتمر الشعبي العام...الخ. وفي صحيفة الأيام بتاريخ 7/10/2006م العدد (4912) يقول: إن الهدف النهائي لهم هو إصلاح النظام السياسي. وفي مكان آخر يقول: إن القسوة الأكثر إيلاماً هي أن يستولي الآخرون على جهودك، ويقول: إنه قد جرى الاستيلاء على جهودنا بالقوة وبأساليب مختلفة وهي القسوة التي تحتاج إلى معالجة من قبل الطرف الذي قام بهذه القسوة. ويواصل ويقول: المؤتمر الشعبي العام التهم الوحدة سياسياً بعد أن تفرد بالحكم، واقتصادياً بعد أن سيطر على كل شيء، وتاريخياً من منطلق إنه من صنع والحدة، فهل من الخطأ أن نقول إننا شركاء في الوحدة؟! وفي رده على سؤال أن الحزب قاد محاولة انفصالية، قال: نحن ما زلنا نطالب بالبحث في تداعيات 1994م، أما البحث في الإدانة فأنا أرفض الحديث فيه.

ويواصل ويقول: الاشتراكي حكم محافظات الجنوب 28 سنة وجاء إلى الوحدة باسمها، لأن الوحدة كانت بين نظامين... الخ. وفي صحيفة الأيام أيضاً بتاريخ 28/10/2006م العدد (4926) يقول الأمين العام: نحن في اللقاء المشترك تحملنا مسئوليتنا الوطنية وقلنا أنه بدون انتخابات حرة ونزيهة لإنقاذ الوطن من إعادة إنتاج الوضع القائم فلن نشارك في الانتخابات ولن نكون شهود زور. ويواصل ويقول: إن الانتخابات أنضجت قضية مهمة، وهي أنه لا يستطيع في هذا البلد أن ينفرد طرف من الأطراف مهما كانت قوته أن يحدد خيارات الناس بشكل منفرد. ويواصل أيضاً ويقول: إن الوضع الطبيعي لإصدار القوانين هو قبل أن تقدم إلى مجلس النواب لا بد وأن يجري بحثها مع المعارضة...الخ. وحول النتائج التي حققها حزب المؤتمر قال الأمين العام: أنا أعتقد بأنها تتوقف على عاملين، وهما: هل المؤتمر الشعبي العام سيتعامل مع هذه النتائج باعتبارها تفويضاً لتنمية الديمقراطية، أو أن يتعامل معها بأنها تفويض لضرب الديمقراطية. وفي حديثه حول اللقاء المشترك قال إنه حاجة موضوعية وسوف يبقى ويتطور ...الخ. وفي صحيفة الأيام كذلك بتاريخ 31/10/2006م العدد (4929) لقول الأمين العام أن الانتخابات خطوة نحو إصلاح النظام السياسي، ويواصل ويقول: إن المشروع الذي وضعناه لم يرتبط بدورة انتخابية واحدة، ولكننا نظرنا إلى هذه الانتخابات باعتبارها حلقة في طريق نضالنا من أجل تحقيق هذا المشروع.

وفي مكان آخر قال: لم يكن الهدف لدى المعارضة إسقاط الرئيس أو إسقاط النظام الحالي. وقال أيضاً: إن هذه الانتخابات أفرزت سلطة وقوة خفية أرادت أن تلتهم الجميع بما في ذلك الرئيس. ويقول كذلك: إن الانتخابات أنقذت اليمن من أن تصبح دولة فاشلة...الخ. هكذا قال الأخ الأمين العام، وهكذا يفهم من كلامه بأن المتضرر من حرب 1994م هو الحزب وليست الوحدة والشعب في الجنوب. وهذا دليل على الفهم الخاطئ للوحدة، ودليل على أن أغلب قيادة الحزب لم تستوعب الواقع الجديد الذي خلقته الحرب، أي لم تستوعب بأن هذه الحرب ونتائجها قد أسقطت شرعية الوحدة وأسقطت شرعية ما اتفقنا عليه وأرجعتنا إلى شمال وجنوب في وفي النفوس وأنه لا يوجد أي مبرر موضوعي لوجود المنحدرين من الشطرين في إطار سياسي واحد غير إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة فقط ولا غير. ولهذه فأنا أتمنى على قيادة الحزب أن تتخلص من البوصلة الارداوية القديمة وتتسلح ببوصلة الواقع الموضوعي الجديدة وسيجدونا مع بعض بكل تأكيد. كما أنهم سيجدون بأن الجنوب قد غاب تماماً من الحياة السياسية بعد حرب 1994م، وأن الحياة السياسية بعد هذه الحرب قد أصبحت شمالية بامتياز، بدليل أنه لم يعد يوجد صانع قرار في السلطة أو في المعارضة من الجنوبيين بعد تلك الحرب حتى في إطار الحزب الاشتراكي الذي هو امتداد لثورة الجنوب ومنبعه من الجنوب. وطالما والحياة السياسية هي شمالية بامتياز، فإن الديمقراطية تبعاً لها هي شمالية بامتياز أيضاً. وحتى النشيد الوطني الذي هو آخر ما تبقى مما اتفقنا عليه تم الآن استبداله من أجل أن يتكيف مع نظام الشمال وتاريخ ثورته وطمس أي أثر باق من الوحدة السياسية بين الشطرين، وبالتالي كيف يمكن أن تستقر الحياة السياسية والديمقراطية بشطر واحد دون الشطر الآخر وهما في دولة واحدة؟؟؟.

لقد قلنا سابقاً في صحيفة «الوسط» بأن الحقيقة الموضوعية التي يستحيل دحضها أو نكرانها، هي أن الديمقراطية قائمة على نتائج الحرب بالنسبة للجنوب، وهي لذلك لا تعني الجنوب، وإنما تعني الشمال. فهي علمياً لا يمكن أن تفيد الجنوب وتشمله موضوعياً إلا بإزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة واعتبار الحرب ونتائجها باطلة، لأن العلاقة بين شرعية 7 يوليو 1994م وبين شرعية حقوق الشعب في الجنوب هي علاقة نفي النفي، فإذا ما أصبح هذا اليوم شرعياً فإنه ينفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب والعكس، أي أن شرعية هذا اليوم تنفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب، وشرعية حقوق الشعب في الجنوب تنفي شرعية هذا اليوم بالضرورة. وهذا يعني بأن شرعية حقوق الجنوبيين وهويتهم ومستقبلهم في أرضهم وكرامتهم عليها هي مرهونة بإزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، لأن أي شيء يحصلون عليه بدون ذلك سيظل بمثابة هبة أو فضيلة وليس حقاً مشروعاً لهم يستمدون شرعيته من الوحدة السياسية بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية. فعلى سبيل المثال عندما تقول صنعاء ليس هناك جنوب، فإنها بذلك لا تعترف لنا بوطن. وبالتالي كيف يمكن أن تعترف لنا بحقوق ما لم تزل آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة!!

إن حرب 1994م قد أسقطت الوحدة وحققت ما نصت عليه رسالة العلماء ومشائخ القبائل التي وجهت للرئيس أثناء إعلان الوحدة التي تقول بالنص: إن ثورة 26 سبتمبر هي الأصل الذي انبثقت عنه ثورة أكتوبر، والدستور الدائم للجمهورية العربية اليمنية (الشمال) هو نتاج لتلك الثورة الأصل، في حين أن الشطر الجنوبي من الوطن، إنما اقتطعه الاستعمار من كيانه الأم، وجاءت الوحدة لإرجاع الفرع إلى أصله والجزء إلى كله. فالأساس الذي يجب أن تقوم الوحدة عليه هو دستور الشمال ومناهجه، والقاعدة ،إن الأقل يندرج تحت الأكثر، ودستورنا الدائم ليس فيه نقص ولا عيب حتى نتنازل عنه من أجل مجموعة يسيره. هكذا قالت الرسالة وهو ما تم تحقيقه بحرب 1994م. وبالتالي فإنه ليس أمام الجنوبيين غير التمسك بتاريخهم السياسي وبهويتهم الجنوبية في إطار الوحدة وتكريس المفهوم الجغرافي للوحدة، أي شمالاً وجنوباً كحقيقة موضوعية وتاريخية يستحيل دحضها أو نكرانها، لأن هذا هو الذي يساوي الحل بالضرورة، وتبقى المسألة هي مسالة وقت قد يطول وقد يقصر فقط ولا غير. صحيح أن الوحدة أعلنت ولكن الحرب حالت دون قيامها في الواقع وفي النفوس من الناحية العملية. فقد قلنا وما زلنا نقول: اقنعونا بأن العلاقة بين الشمال والجنوب هي علاقة وحدة بعد الحرب وسنكون معكم، أو اقبلوا منا بأنها علاقة احتلال وليست علاقة وحدة وعودوا إلى الوحدة، ولكنهم يرفضون، أما الذين يتحدثون عن الوحدة وهم يرفضون المفهوم الجغرافي لها، فإنهم لا يعون ما يقولون، لأن رفضهم لمفهوم الشمال والجنوب في الوحدة يسقط مفهوم الوحدة أصلاً ويحوله إلى احتلال بالضرورة، وما يترتب على ذلك من شرعية لحق تقرير المصير. فطالما وهم يرفضون المفهوم الجغرافي للوحدة، فبأي منطق يجوز لهم الحديث عنها وما هو الدليل على وجودها، لأن رفضهم لمفهومها الجغرافي الملازم لوجودها، هو نكران لها بالضرورة أيضاً. ثم كيف يمكن معرفة الخطأ والصواب في الوحدة بدون مفهوم الشمال والجنوب فيها!! ولهذا فإننا ندعو الجميع إلى أن يتفهموا ما نقوله إن كانوا يبحثون عن حل. صحيح أنهم حاربونا وجعلوا صوتنا غائباً وغير مسموع، ولكنه يستحيل عليهم أن يوجدوا أي حل غيره مهما طال الزمن إلا حق التقرير المصير للجنوب فقط ولا غير وبالضرورة كذلك.

لقد ظل الرئيس ومازال يقول بأن الانتخابات هي استفتاء على الوحدة. وهذا القول الذي ظل يكرره منذ حرب 1994م هو دليل على أن الرئيس يبحث عن الشرعية المفقوده منذ ذلك الوقت، وسوف يظل يكرر ذلك وسيظل يبحث عن الشرعية ما لم تزل آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، لأن الانتخابات هي شيء و الاستفتاء الذي يحقق الشرعية هو

اليمن لاتحكمه الأشكال السياسية المعلنة إنما العلاقات القبلية والمذهبية والمناطقية والشطرية الخفية

شيً آخر. فليست هناك علاقة للانتخابات بمسألة الاستفتاء، وهي أيضاً ليست مقياساً لقناعة الناس في ظل الهيمنة العسكرية. فعلى سبيل المثال عندما كان الجيش السوري في لبنان كانت نتائج الانتخابات تأتي لصالح الموالين لسوريا، وعند ما خرج الجيش السوري من لبنان جاءت نتائج الانتخابات لصالح المعارضين لسوريا. وهذا يعني بأن الانتخابات في ظل الهيمنة العسكرية ليست مقياساً لقناعة الناس. وبالتالي ليست مقياساً للشرعية بالضرورة. أما بن شملان مرشح اللقاء المشترك فقد أظهر خصومته للقضية الجنوبية في صحيفة النداء بتاريخ 29/11/2006م العدد (81) عندما قال إنه ترشح لإسقاط أي شك في الوحدة اليمنية حتى لا تبقى محل نقاش، وكذلك عندما قال في صحيفة النداء أيضاً بتاريخ 6/12/2006م العدد (82) إن أكثر ما أزعجه هو حديث الرئيس حول الوحدة والذي يوحي وكأن هناك شك فيها. وقال إنه بذلك أدى مهمة. هكذا قال بن شملان. وبالتالي فإن ذلك يدل على احتمالين لا ثالث لهما، وهما:

إن الرجل لا يفهم الوحدة أو أنه يريد إسقاط أية إمكانية لحل مشكلتها في إطار الوحدة، بحيث لا يوجد أي حل لها إلا خارج إطار الوحدة.

ثالثاً: ماذا يقول الواقع؟:

الواقع يقول بأن ما تقوله قيادة الحزب ليس صحيحاً، ويمكن توضيحه في النقاط العشرين التالية:

1- إنه ليس صحيحاً بأن السلطة قد عملت المستحيل لكي تدفع اللقاء المشترك الى مقاطعة الانتخابات كما قال الأخ الأمين العام، وانما العكس هو الصحيح. فقد عملت السلطة المستحيل لكي تدفعهم الى المشاركة في الانتخابات وبالذات الحزب الاشتراكي بهدف جره الى الاعتراف بشرعية الحرب ونتائجها باعتباره كان ممثلاً للجنوب وكان طرفاً في الازمة والحرب، وكذلك من أجل الحصول على الشرعية للانتخابات، لأن شرعية الانتخابات في بلدان الديمقراطية الناشئة مرهونة دولياً بمشاركة المعارضة فيها. وقد دفعت السلطة ملايين من الريالات للقاء المشترك وللحزب الاشتراكي من أجل ذلك.

2- انه ليس صحيحاً أيضاً بأن الانتخابات هي الحل للتناقضات المذهبية والوطنية في اليمن كما قال الأخ الأمين العام، لأن كبتها ونكرانها وعدم الاعتراف بوجودها يعمقها ويولد الحقد والكراهية بين اطرافها ويؤدي الى الانفجار بالضرورة. فكلما طال زمن كبتها كلما ازدادت شدة انفجارها كما هو حاصل حالياً في العراق.

فالامريكان في العراق مثلاً لم يخلقوا الحقد والكراهية بين الشيعة والسنة والاكراد في العراق، وانما فقط ازالوا غطاء كبت هذه التناقضات فانفجرت، وهي حتماً ستنفجر سواء بالامريكان أو بغيرهم مهما طال الزمن. وللعلم بأن شدة انفجارها الذي نشاهده الآن هو تعبير عن سنوات كبتها.

3- أن الانتخابات التي جرت في اليمن والقائمة على نظام 7 يوليو 1994م والتي يراها الأخ الأمين العام بانها الحل للتناقضات المذهبية والوطنية في اليمن، لم تفعل سوى كبت هذه التناقضات وترحيلها ليكبر انفجارها بالضرورة أيضاً.

فاليمن لا تحكمه الاشكال السياسية المعلنة، وانما تحكمه العلاقات القبلية والمذهبية والمناطقية والشطرية الخفية التي عجز العالم عن فهمها وظل خاطئاً في حساباته تجاه اليمن. وخير دليل على ذلك رئيس البرلمان الذي هو من خارج حزب الاغلبية منذ بداية الديمقراطية في اليمن حتى الآن. وهل يدرك العالم بأن العلاقات القبلية والمذهبية والمناطقية في البرلمان تخلق معارضة للسلطة من حزبها وتخلق مؤيدين لها من المعارضة؟؟ كما ان السلطة حالياً قدمت قانون مكافحة الفساد وهي ذاتها متهمة بالفساد، فكيف نفهم ذلك؟؟؟

4- ان قول الأخ الأمين العام بأن الوحدة اليمنية هي وحدة وطنية، هو قول خاطئ ولا علاقة له بالحقيقة، لأن الوحدة اليمنية هي غير الوحدة الوطنية من حيث المبدأ. فالوحدة الوطنية هي وحدة بين اطراف من دولة واحدة، أما الوحدة اليمنية فهي وحدة سياسية بين دولتين، أي ان الوحدة الوطنية لها طابع حقوقي يتعلق بالعدل، أما الوحدة اليمنية فلها طابع سياسي يتعلق بالهوية، والأمين العام ذاته هو من كان رئيساً لحكومة دولة الجنوب.

5- ان قول الأخ الأمين العام بأن الانتخابات كانت انتقالاً جعل ابناء عمران والجوف وحجة (الشمال) يهتفون لمرشح اللقاء المشترك القادم من حضرموت وجعل أبناء عدن وحضرموت (الجنوب) يهتفون لمرشح المؤتمر الذي لم يقل من أين هو قادم كما قال عن بن شملان، هو قول غير صحيح وخارج عن الواقع الموضوعي الملموس، لأننا نعرف بأن أبناء عمران والجوف وحجة هتفوا ضمنياً للشيخ حميد الأحمر، ولولا الشيخ حميد الأحمر لما استطاع بن شملان أن يدخل عمران، ولأننا نعرف أيضاً بأن أكثر الذين هتفوا في عدن وحضرموت لمرشح المؤتمر القادم من صنعاء هم من الشمال، ومن لم يصدق ذلك عليه ان يقوم باحصاء للشماليين في الجنوب.

6- أن قول الأمين العام بأن اصلاح النظام السياسي هدف نهائي للقاء المشترك، هو من حيث المبدأ غير صحيح، وهو من حيث الأمانة غير صحيح أيضاً، لأنه من حيث المبدأ لا يوجد هدف نهائي للسياسة، وإلاَّ لانتهت السياسة بتحقيقه، ولأنهم من حيث الأمانة تركوا مشروعهم السياسي الذي اعلنوه قبيل الانتخابات وذهبوا الى الانتخابات بدونه، ورسخوا شرعية النظام القائم ذاته الذي يدعون تغييره، وهم يدركون أو لا يدركون بأن الانتخابات كقاعدة عامة ترسخ شرعية النظام الذي تقوم على أساسه كما أسلفنا.. والأهم من ذلك ان هذا هو اعتراف بأن الهدف ليس إزالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة كما جاء في برنامج الحزب، وانما هو خروج عنه.

7- أن القسوة الأكثر ايلاماً والتي تحتاج الى معالجة هي ليست القسوة علينا كحزب وكأفراد كما يقول الأخ الأمين العام، ولكن القسوة الأكثر ايلاماً والغير مشروعة والتي تحتاج الى معالجة هي القسوة على الشعب في الجنوب ونهب ارضه وثروته وحرمانه منها وطمس تاريخه السياسي وهويته باسم الوحدة. أما القسوة علينا كحزب وكأفراد فإنها مشروعه في اللعبة السياسية وهي مبرر وجودها، وإلاَّ كيف يمكن ان تكون اللعبة السياسية بدونها؟؟؟ وبالتالي فإن ما يجب ان يكون محل البحث ليس من هو المسؤول عن الأزمة والحرب كما يقول الأمين العام رغم أهمية ذلك، وانما ما يجب ان يكون محل البحث هي العلاقة بين الشمال والجنوب بعد الحرب، أي هل هي علاقة وحدة أم علاقة احتلال وما يترتب على ذلك من شرعية لحق تقرير المصير بالنسبة للجنوب مالم تزل آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة.

8- إن قول الأخ الأمين العام بأن المشكلة هي في نكران حزب المؤتمر لشراكة الحزب الاشتراكي في الوحدة، هو قول غير صحيح، لأن الوحدة بعد الحرب لم تعد موجودة في الواقع وفي النفوس من الناحية العملية.. ثم انه لا يجوز علمياً القول بأن الحزب شريك في الوحدة إلاَّ باسم الجنوب وكممثل للجنوب، وطالما وأن تيار الاغلبية الجغرافية في قيادة الحزب يرفض ذلك، فبأي منطق يمكن اعتبار الحزب شريكاً في الوحدة وهو تخلى عن الجنوب ويرفض ان يكون ممثلاً له في محنته التي هو ذاته أوصله إليها؟؟؟، أي ان رفضه البقاء كممثل للجنوب في محنته التي هو ذاته أوصله إليها يسقط شراكته في الوحدة ويوقعه في الخيانة الوطنية العظمى بالضرورة. فلا يمكن علمياً ان يكون الحزب الاشتراكي شريكاً في الوحدة وان يظل شريكاً فيها إلاَّ باسم الجنوب وكممثل للجنوب فقط ولا غير، ومن يفكر بغير ذلك عليه ان يذهب ويتعلم ابجدية الفكر والسياسة. فابجدية الفكر تقول بأن الوحدة هي بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية وليست بين الحزب الاشتراكي وحزب المؤتمر، وتقول أيضاً بأن الشريك الدائم في الوحدة هو الشعب في الجنوب، وان الحزب الاشتراكي لم يكن سوى ممثل للجنوب في اعلانها، وبقدر ما يكون ممثلاً للجنوب في الوحدة يكون شريكاً فيها. أما ابجدية السياسة فتقول بأن لعبتها تجيز لحزب المؤتمر ما يفعله فينا كحزب وكأفراد، وفقط لاتجيز له ذلك تجاه الجنوب كشعب وكطرف مكون للوحدة وشريك دائم فيها. صحيح ان الاحزاب الأخرى أصبحت متواجدة في الجنوب مثل الحزب الاشتراكي وافضل منه، ولكن الجنوبيين في جميع الأحزاب بما في ذلك حزب المؤتمر وحزب الاصلاح هم مع قضية اصلاح مسار الوحدة وليسوا هم ضدها، وهذا دليل على ان المشكلة السياسية الاساسية والرئيسة في اليمن هي مشكلة الوحدة وليست مشكلة الاحزاب. وحتى الاسلاميين الجهاديين المنحدرين من الجنوب والذين دربتهم صنعاء في افغانستان وكان أميرهم في حرب 1994م ضد الجنوب رئيس الدولة حسب قول الجهادي (ابو الهادي) في صحيفة الوسط بتاريخ 2006/11/15م العدد (124) هم مع القضية وليسوا هم ضدها، وملاحقتهم بعد حرب 1994م هي في الحقيقة ليس انهم ارهابيون، وانما لغيرتهم على الجنوب بعد ان عرفوا الحقيقة.

9- إن رغبة الأمين العام بالبحث في تداعيات حرب 1994م وليس في العلاقة بين الشمال والجنوب بعد الحرب تعني بأن القضية عنده هي قضية حزب وليست قضية وطن، بينما نحن لدينا قضية وطن وليست قضية حزب. فليس الأهم من هو المسؤول عن المشكلة كما يرى ذلك الأمين العام، وانما الأهم هو حلها. وهل يعلم الأخ الأمين العام بأننا نقول للسلطة اقبلوا منا ازالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة وحملونا مسؤولية الحرب واعلان الانفصال، وانهم يرفضون؟، وهل يعلم الأخ الأمين العام بأننا نقول لهم اعلنوا رسمياً بأن الجنوبيين الموظفين معهم في السلطة يمثلون الجنوب ولو على طريقة (علاء) في الكويت أيام غزوه من قبل العراق وحلت المشكلة، وانهم يرفضون؟؟؟. فهم هدفهم اسقاط ....

شرعية التمثيل السياسي للجنوب واستبدال مفهوم الوحدة السياسية بمفهوم الوحدة الوطنية بحيث يجيز لهم ذلك نهب الارض والثروة في الجنوب وطمس تاريخه السياسي وهويته.

10- أن قول الأمين العام بأن الوحدة اليمنية هي وحدة بين نظامين، هو قول خاطئ وغير صحيح، لأنه من حيث المبدأ لا يوجد ولا يمكن أن يوجد نظام سياسي من دون دولة. فالوحدة اليمنية هي وحدة سياسية بين دولة اليمن الجنوبية ودولة اليمن الشمالية وليست وحدة بين نظامين كما قال الأمين العام، وهو ذاته من كان رئيساً لحكومة دولة الجنوب. فمهما حاول الجنوبيون ان يهربوا من الحقيقة، فإنه ليس أمامهم غير العمل من أجل إزالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة أو اعتزال السياسة نهائياً فقط ولا غير، لأن ما عدا ذلك هي خيانة وطنية عظمى بالضرورة.

11- لقد أكد الأخ الأمين العام ما كنا قد قلناه، وهو أن هدف الجميع دفن القضية الجنوبية، وذلك عندما قال انهم في البداية قالوا إنه بدون انتخابات حرة ونزيهة لانقاذ الوطن من اعادة انتاج الوضع القائم فإنهم لن يشاركوا في الانتخابات ولن يكونوا شهود زور، ولكنهم شاركوا في الانتخابات واعادوا انتاج الوضع القائم ذاته وكانوا شهود زور بامتياز. وقد أكد ذلك هو نفسه عندما قال انهم وقعوا على وثيقة المبادئ الخاصة بالانتخابات وهم يدركون بأنها لن تنفذ. وبالتالي ألم يكن ذلك هو برهان على ان هدف الجميع هو دفن القضية الجنوبية؟؟؟

12- إن قول الأخ الأمين العام بأن الانتخابات انضجت قضية مهمة، وهي انه لا يستطيع أي طرف أن يحدد خيارات الناس بشكل منفرد، هو قول غير صحيح، لأن السلطة حددت خيارات الناس بشكل منفرد وهي أقل شرعية وأقل قوة مما هي عليه الآن بعد الانتخابات. ثم ان الفضل في عدم الانفراد بخيارات الناس إذا ما تحقق مستقبلاً، فهو للاتجاه الدولي الذي يفرض الديمقراطية وحقوق الانسان، وليس للانتخابات أو للمعارضة الفاشلة في اليمن.

13- إن قول الأخ الأمين العام بأن الوضع الطبيعي لاصدار القوانين هو أن تتم مناقشتها مع المعارضة قبل تقديمها لمجلس النواب، هو قول غير صحيح من حيث المبدأ، لأن القوانين قبل تقديمها الى مجلس النواب هي ملك السلطة التنفيذية وحدها دون أي شريك معها، وإلاَّ لسقط مبدأ التبادل السلمي للسلطة بالضرورة.

14- إن قول الأخ الأمين العام بأن نتيجة التفويض الشعبي التي حصل عليها حزب المؤتمر تتوقف على عاملين، هما: أن يفهم حزب المؤتمر بأن هذا التفويض هو من أجل تنمية الديمقراطية أو ان يفهم بأنه من أجل ضربها، هو قول غير صحيح، من حيث المبدأ أيضاً، لأن التفويض الذي حصل عليه حزب المؤتمر هو من أجل إدارة البلاد لسبع سنوات قادمة بموجب برنامجه الانتخابي وليس من أجل تنمية الديمقراطية أو ضربها.

15- إن قول الأخ الأمين العام بأن اللقاء المشترك هو حاجة موضوعية هو قول غير صحيح، لأن الحاجة الموضوعية تعني حاجة الشعب إليه. ولكن الانتخابات برهنت على العكس، وبرهنت على ان الحاجة للقاء المشترك ليست موضوعية تتعلق بالشعب، وانما ذاتية لدفن القضية الجنوبية. فهو لم يفعل سوى تقوية تيار الأغلبية الجغرافية في قيادة الحزب الاشتراكي لاسكات صوتنا والتمرد على وثائق المؤتمر العام الخامس للحزب.

16- إن قول الأمين العام بأن الانتخابات خطوة نحو اصلاح النظام السياسي، هو قول غير صحيح، لأن الانتخابات كقاعدة عامة ترسخ شرعية النظام الذي تقوم على اساسه والتي تستمد شرعية قيامها هي ذاتها منه هو ذاته، فكيف يمكن ان تكون خطوة نحو تغييره؟؟؟

وبالتالي فإن هذه الانتخابات هي خطوة لترسيخ نظام 7 يوليو 1994م في سبيل دفن القضية الجنوبية وليست لتغييره. فسكان الشمال مثلاً انخرطوا جميعهم حرب في 1994م ضد الجنوب، وهم بذلك يكونون قد اعادوا انتاج نظامهم السياسي بانفسهم، وقواهم السياسية أيدت النتيجة واسقطت أي قاسم مشترك معها وجعلت الأساس الموضوعي للعمل السياسي شمالاً وجنوباً، وعليهم الآن أن يتحملوا نتائج افعالهم.

17- إن قول الأخ الأمين العام بأنهم لم يكونوا يهدفون الى اسقاط الرئيس ولم يكونوا يهدفون الى اسقاط النظام الحالي، هو برهان على صحة ما كنا قد قلناه، وهو أن هدف الجميع من الانتخابات هو دفن القضية الجنوبية. ثم من هي السلطة والقوة الخفية التي افرزتها الانتخابات والتي تريد ان تلتهم الجميع بما في ذلك الرئيس كما يقول الأمين العام؟؟؟. وبالتالي ألم يكن هذا التناقض هو تأكيد بأن الهدف الأول عند الجميع هو دفن القضية الجنوبية؟؟؟

18- إن قول الأخ الأمين العام بأن الانتخابات أنقذت اليمن من أن تصبح دولة فاشلة، هو قول غير صحيح، لأن الانتخابات أعادت انتاج السلطة ذاتها بكامل سلبياتها ولم تأت بأي شيء جديد. ولكن الجديد هو ان الحزب الاشتراكي في هذه الانتخابات قد فقد الورقة الجنوبية التي هي ورقة حمايته هو ذاته، وبهذا تكون حاجة السلطة إليه قد انتهت بعد هذه الانتخابات وسوف تغض النظر عن مضايقته واضمحلاله.

19- إن قول الأخ الأمين العام بامكانية ترسيخ الديمقراطية في ظل نظام 7 يوليو 1994م، هو قول غير صحيح، لأن الديمقراطية لا يمكن ان تستقيم على شطر واحد دون الشطر الآخر، ولأن الديمقراطية من حيث المضمون هي في الصلاحيات الدستورية للهيئات والمؤسسات وليست في تعدد الاحزاب وتبادلها للسلطة. حيث ان تعدد الاحزاب وتبادلها للسلطة ماهو إلاَّ الشكل المعبر عن المضمون. ولهذا وطالما وان الصلاحيات الدستورية هي مازالت للفرد الواحد، فإنه ليس هناك فارق بين أن يبقى علي عبدالله صالح في الرئاسة أو أن يخلفه بن شملان، لأن الأساس الدستوري للديمقراطية غير موجود. وهذه هي المشكلة التي لم يستوعبها بعد دعاة الديمقراطية في اليمن.

20- إن الديمقراطية بالمفهوم اليمني ليست لها علاقة بالشعب، وانما فقط بالاحزاب. ولو يفهم اليمنيون المعنى العلمي للديمقراطية لخجلوا من فهمهم لها. ولو أنهم يدركون بأن المفهوم الغربي للسلطة خال من المصلحة الذاتية لما تنافسوا عليها تقريباً. فهم لم يدركوا بعد بأن التبادل السلمي للسلطة يعني التنافس على تمثيل الشعب وعلى إدارة هذا التمثيل وليس على حكمه والتحكم فيه، لأن حكم الشعب هو وظيفة القانون والسلطات المحلية وليس وظيفة ادارةالدولة كما هو حاصل الآن. وهكذا يمكن القول بأن العقل السياسي اليمني لم يدرك مضمون المفاهيم السياسية التي ينطقها. فعلى سبيل المثال كتب شخص مثقف مقالاً في صحيفة الوسط بتاريخ 2006/11/15م العدد (124) يرفض فيه القاعدة العلمية للسياسة والتي تقول «كيفما يكون الواقع تكون السياسة باتجاه اصلاحه» معتبراً إياها بالبراجماتية (النفعية) بينما هذه القاعدة ليست لها علاقة بالبراجماتية، لأن هذه القاعدة تتعلق بالواقع الذي هو موضوع السياسة، بينما البراجماتية تتعلق بالإنسان الذي هو الذات للسياسة. فالعقل السياسي اليمني يخلط بين الذات والموضوع، ولا يميز بين الواقع السياسي الذي هو الذات للسياسة وبين الواقع الموضوعي الذي هو الموضوع للسياسة، ويخلط بين الغاية والوسيلة كما قال صاحب قناة الجزيرة للشهيد جارالله عمر رحمه الله. وهذا الخلط هو ما جعلنا نعيش هذه المحنة.


--------------------------------------------------------------------------------

عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي
الهمشري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:50 AM   #18
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

المفكر الجنوبي الدكتور محمد حيدرة مسدوس الرسالة رقم 4
شبكة الطيف بقلم : د. محمد حيدره مسدوس
توضيح رابع للحراك .

بعد اكتمال ردود الافعال على خطاب الرئيس بالذكرى العشرين للوحده كما يقولون ، و الذكرى العشرين لاسقاطها كما يقول الواقع ، و بعد مؤتمر اللجنه التحضيريه للحوار الوطني الشامل و ما سمعناه عنها ، كان لابد من توضيح التالي:


أولاً : قبل خطاب الرئيس اتصل بي بعض الاخوان عن توقعاتي لما يمكن ان يأتي به الرئيس حول القضيه الجنوبيه . و قلت لهم لا اتوقع ان يأتي بجديد ، لان النظام برمته لا يفهم من الوحده غير اسمها ، و الاسم بدون المضمون لا يعني وجودها . فكما قلت سابقا بان اسم والدي رحمه الله موجودا ، و لكنه غير موجود . و طالما و النظام لا يفهم من الوحده غير اسمها ، فان فاقد الشيء لا يعطيه . فدعوة الرئيس للحوار مشروطه بدستور الحرب و قوانينه و مؤسساته ، و في هذه الحاله على ماذا يحاور الجنوبيين ؟؟؟ . فهو ينطق بكلمة الوحده لغويا و يرفضها عمليا . فعندما يصر على واحدية اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه ، و على واحدية تاريخيهما و ثورتيهما و يقول بان الوحده بينهما هي وحده وطنيه و ليست وحده سياسيه بين دولتين ، فانه بذلك ينكر الوحده منطقيا و يرفضها عمليا . حيث ان الوحده لا يمكن ان تكون وحدة الواحد . كما ان كذبة الواحديه هذه تجعل من المستحيل فهم القضيه و فهم حلها ، ثم ان هذه الكذبه قد جعلت الحياه السياسيه و الاقتصاديه و الاجتماعيه و الثقافيه تكون شماليه بامتياز . فقد اصبح الاقتصاد شماليا و الثقافه شماليه و السلطه شماليه و المعارضه شماليه و الاحزاب شماليه و وسائل الاعلام شماليه ، و حتى مراسلي الاعلام الخارجي شماليين ..... الخ . و هذا ما أدى الى التعتيم الاعلامي الشامل على ما يجري في الجنوب ، باستثناء بعض الصحف الاهليه و منها صحيفة الوسط المحترمه . و في هذه الحاله اين هي الوحده التي يتحدثون عنها ؟؟؟ . فقد ظللنا خمسة عشر سنه نحاول اقناعهم بان الحرب عطلت مسار الوحده ، و انه لا بد من ازالة اثار الحرب و اصلاح مسار الوحده و لم يقبلوا ، و اليوم عليهم هم ان يقنعونا بقبول ذلك . و اذكر ان الاخ العزيز يحيى الشامي قد اتصل بي اثناء التحضير للانتخابات النيابيه عام 1997م و قال : الرئيس طلب لقاء مع الاحزب و سأذهب انا و انت ، لان مقبل و جار الله غير موجودان . و قلت له اذهب انت و احمد علي السلامي ، لانني كنت اريد اللقاء يكون شمالياً خالصاً . و عند عودتهما من اللقاء جاءني ، و قال : اعطوا لنا العدد الذي طلبناه في اللجان . فقلت له : عندما كنتم تناقشون هل فكرتم من اين انتم ؟؟؟ . فقال : من كل الاحزاب . فقلت : اقصد جغرافيا . فغضب و قال : انت لا تعرف شيئا عن الحركه الوطنيه . فقلت له : سنحوّل بيوتنا الى مدارس لتوعية اولادنا بقضيتهم . فغضب اكثر و غادر منزلي ، مع انه من افضل اصدقائي في الحزب حتى الان . فلم يخطر في بالي بان اي انسان لديه ذره من العقل في السلطه او المعارضه ان يذهب الى الانتخابات بدون المصالحه مع الجنوبيين ، ناهيك عن الحزب الاشتراكي الذي كان يقود الدوله في الجنوب و كان طرفا في الازمه و الحرب . فقد صدمت اكثر من صدمة الحرب و تأسفت على ما قدمه الجنوب للحركه الوطنيه في الشمال و بالذات حزب الوحده الشعبيه (حوشي) و الجبهه الوطنيه . فقد اكتشفت باننا خُدعنا منذ استقلال الجنوب ، لانهم ظلوا لمدة 30 عاما يقنعونا بزوال نظام صنعاء و اصبحوا بعد حرب 1994م يقنعونا بقبوله في الجنوب ، رغم انهم ظلوا معززين مكرمين في الجنوب و كانوا يعيشون في بحبوحه كما قال الاخ الرئيس علي ناصر محمد ، بينما المعارضه الجنوبيه الهاربه في الشمال لم يسمح لها حتى بنصب خيمه للسكن .

ثانياً : ان خطاب الرئيس الذي نحن بصدده هو اصلا موجه للخارج اكثر منه للداخل ، و هو محاوله مكشوفه للهروب من القضيه الجنوبيه و محاوله لدفنها . فبحكم ان النظام يعتقد بانه ذكي و غير غبي ، فانه يريد ان يقول للعالم بانه ادى ما عليه و رمى الكره في ملعب غيره . و بالتالي يكون ذلك مبررا امام العالم لقمع الاحتجاجات السلميه في الجنوب ، مع العلم بان الاجهزه الامنيه و العسكريه الشماليه مشبعه بالحقد ضد الجنوب . و لهذا و حتى نكشف حقيقة النظام و نسقط مبررات القمع الامني في الجنوب ، فاننا نطلب من الاشقاء العرب و في المقدمه دول الخليج بان يقنعوا النظام بالوحده فعلا لا قولا ، بحيث يسلم بانها وحده سياسيه بين دولتين و ليست وحده وطنيه بين اطراف من دوله واحده ، و ان يسلم بان اليمن ككل كانا يمنين ، هما : اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه ، و انهما كانا بدولتين و هويتين وطنيتين و بتاريخين سياسيين كما كان في الواقع و كما هو موثق في المنظمات الدوليه الى يوم اعلان الوحده ، و ان يسلم كذلك بان الجنوب ملك لاهله و ليس ملكا لغيرهم ، و ان يجلس للحوار مع الجنوبيين على هذا الاساس . فاذا ما نجحوا في ذلك فانهم يكونوا قد حلوا القضيه و اوجدوا الاستقرار في اليمن ، و اذا ما فشلوا ، فاننا نطلب منهم ادانة النظام و تأييد مطالبنا . و اذكر بانني قد تناولت هذا الموضوع مع معالي وزير الخارجيه العماني الاخ يوسف العلوي عندما هُزمنا في الحرب و خرجنا الى سلطنة عُمان ، و استقبلني و كل من الاخوه : عبدالعزيز الدالي ، و محمد سعيد عبدالله ( محسن ) و صالح عبدالله مثنى ، و سالم جبران ، و مصطفى العطاس ، و محمد سالم كده ، و قلت له : لسنا مختلفين حول الوحده من حيث المبدأ ، و انما مختلفين على مفهومها . فهم يرونها وحده وطنيه و كأنها بين أطراف من دوله واحده ، اي عودة الفرع الى الاصل كما جاء في رسالة علماء دين صنعاء اثناء اعلان الوحده و كما تأكده الممارسه العمليه ، و نحن نراها وحده سياسيه بين دولتين كما جاء في اتفاقيات الوحده التي تم اسقاطها بالحرب ، و الان و بعد كل ما جرى و بعد معرفة نواياهم ليس هناك من حل غير الحل الفيدرالي . و قال الاخ يوسف : هذا الذي سيكون و لكن ليس وقته ، فقد كان امام علي عبدالله صالح عقبتان ، و اجتاز الاولى و باقي الثانيه ، و نحن واثقون من قدرته على اجتيازها . هكذا قال الوزير العماني .

ثالثاً : ان الجديد بالنسبه للرئيس تجاه الداخل هو فقط في موافقته على اتفاق فبراير 2009م مع اللقاء المشترك و الذي بموجبه تم تأجيل الانتخابات خوفا من فشلها في الجنوب .وهذا الاتفاق يتضمن احتواء الحراك الوطني السلمي الجنوبي من قبل اللقاء المشترك و الوصول الى حوار يكون طرفاه السلطه و المعارضه و ليس الشمال و الجنوب . و مثل هذا الحوار الذي ظهر بأسم مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو دفن أبدي للقضيه الجنوبيه ، لان أي حوار يأخذ صفة السلطه و المعارضه و ليس صفة الشمال و الجنوب ، هو طمس للهويه و التاريخ السياسي للجنوب و شرعنه لنهب ارضه و ثروته و حرمانه منها . كما ان مثل ذلك يعتبر تنازلا عن قراري مجلس الامن الدولي أثناء الحرب و عن تعهّد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب . ثم ان مثل ذلك ايضا يعفي النظام و حزب الاصلاح من مسئولية الحرب و نتائجها و من مسئولية الفتوى الدينيه التي بررت الحرب و أدت الى اسقاط الوحده بالحرب . و فوق ذلك مازال علماء دين صنعاء يستخدمون الدين لصالح الشمال على حساب الجنوب و أصبحوا الان يفتون بان الوحده فريضه . حيث تناسوا تعدد الدول الاسلاميه و تعدد الدول العربيه ، و تناسوا تأييدهم لترسيم الحدود فيما بينها و آخرها حدود اليمن مع السعوديه .

رابعا: ان ما يجري في الجنوب منذ حرب 1994م يشكل انقراضا لشعب كان دوله ذات سياده ، و عملية الانقراض هذه مارستها السلطه و علماء دين صنعاء و احزاب اللقاء المشترك خلال السنوات الماضيه كلا بطريقته . و قد سبق و ان قلنا في حينه بان تشكيل مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه سابقا ، و اللقاء المشترك لاحقا دون ان يعتذر حزب الاصلاح لشعب الجنوب على الحرب التي خاضها ضده ، و دون ان يلغي فتواه الدينيه التي بررت الحرب و أباحت الارض و العرض و حولت الجنوب الى غنيمه على طريقة القرون الوسطى و مازالت باقيه ، هو لشرعنة الحرب و نتائجها و دفن القضيه الجنوبيه . فلو لم توجد القضيه الجنوبيه لما وجدت مثل هذه التكتلات بكل تأكيد . و اذا ما حلّت القضيه الجنوبيه او دفنت لا سمح الله ، فان هذه التكتلات لن تبقى قائمه الاّ بتحويل الاسلاميين الى علمانيين او العكس ، و هذا دليل كافي على ذلك . و كما سبق ايضا و ان قلنا بان مشاركة الحزب الاشتراكي في الانتخابات بدون ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، هي لتطبيع الوضع السياسي في الجنوب و شرعنة الحرب و نتائجها و دفن القضيه الجنوبيه ايضا . و قلنا كذلك بانه لا يجوز استخدام الحزبيه في القضايا الوطنيه ، لان الحزبيه تتعارض موضوعيا مع الوطنيه بالضروره .

خامساً : ان هذه التكتلات السياسيه التي ظهرت بعد حرب 1994م قد وجدت بوجود الحزب الاشتراكي فيها كمحلل لقهر الجنوب ، و لولا وجود الحزب الاشتراكي فيها لما وجدت مثل هذه التكتلات . فعلى سبيل المثال في الانتخابات الرئاسيه عام 1999م حاول الرئيس علي عبدالله صالح ، عبر احمد حيدره سعيد و احمد عوض المحروق و لاحقا بن عرب ، إقناع (( مقبل )) بترشيح نفسه كمنافس للرئيس بأسم الحزب أو حتى بأسم المعارضه ، و لكنه رفض . و من جانب مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه في ذلك الوقت اجمع على ترشيح ياسين سعيد نعمان كمنافس للرئيس و هو مازال باقيا في دولة الامارات ، و لكنه ايضا رفض . و بعد ذلك استطاع جار الله عمر اقناع مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه بترشيح (( مقبل )) و هو في لندن للعلاج و طلب منه قطع العلاج و العوده فورا لتقديم طلب الترشيح قبل اغلاق باب الترشيح ، و هذا ما جعل الرئيس يشك في عودة مقبل و في قبوله للترشيح بعد ان كان رافضا ، و وجه مجلس النواب باسقاطه و انجاح نجيب قحطان الشعبي كمنافس للرئيس و هو من حزب الرئيس ، مما يدل على ان السلطه و المعارضه معا كانا يبحثان عن منافس جنوبي يعطي شيئا من الشرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب . و في الانتخابات الرئاسيه عام 2006م أستأجر اللقاء المشترك الفقيد فيصل بن شملان رحمه الله كمنافس للرئيس من خارج اللقاء المشترك لنفس الهدف . و هذا ما أكده بن شملان نفسه في حملته الانتخابيه و في الصحف . ففي مقابله له مع صحيفة النداء بتاريخ 18/1/2010م العدد (( 220 )) مثلا ، قال : ان ما كان يزعجني اثناء الحمله الانتخابيه هو حديث الرئيس عن الوحده ، لانه يوحي و كأنها لاتزال محل شك ، و هذا شيء مؤلم رغم مرور هذا الوقت على قيام دولة الوحده ، و قال ايضا و هو مرشح اللقاء المشترك و يمثل سياسته : ان حديث الرئيس عن الوحده بدى و كأنه يشكك في وجودها ، و قال كذلك : انا دخلت الانتخابات من اجل التأكيد على ان الوحده اليمنيه يجب الاّ تكون موضع نقاش . و في الاخير قال : انا أديت مهمه . هكذا قال بن شملان . و لكونه قال هذا الكلام فقد خلق اللقاء المشترك له هاله اعلاميه حتى اليوم . و بالتالي ماذا نسمي هذا العمل بالنسبه للقاء المشترك ، و ماذا نسميه بالنسبه لبن شملان رحمه الله ؟؟؟ . أفلم يكن الاول مؤامره و الثاني خيانه ؟؟؟ .

سادساً : ان نجيب قحطان الشعبي الذي رشحه الرئيس لمنافسته في الانتخابات الرئاسيه عام 1999م ، و مقبل و ياسين اللذان رشحهما مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه سابقا لنفس الانتخابات ، و الفقيد فيصل بن شملان الذي رشحه اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسيه عام 2006م ، و استاذنا الكبير محمد سالم باسندوه الذي تم احضاره قبل سنه لرئاسة اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني الشامل ..... الخ ، لم يكونوا جميعهم افضل ما في اليمن و لا اعتقد انهم ذاتهم يعتقدون ذلك و لا من رشحهم يعتقد فيهم ذلك ، و انما لانهم جنوبيون يمكن ان يعطوا شيئا من الشرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب . و بالتالي الم يكن هذا ضحكاً عليهم ؟؟؟ . فلا نجيب صانع قرار لدى من رشحه ، و لا مقبل و ياسين صانعان قرار لدى من رشحهما ، و لا فيصل بن شملان صانع قرار لدى من رشحه ، و لا استاذنا الكبير محمد سالم باسندوه صانع قرار في اللجنه التحضيريه للحوار الوطني ، ولا أي جنوبي في اي حزب صانع قرار باستثناء السيد عبدالرحمن الجفري في حزب الرابطه . و هذا ايضا ينطبق على كل الجنوبيين الموظفين مع السلطه . و مع كل ذلك و غيره الكثير فاننا نرحب باي صحوة ضمير لدى المعارضه او لدى السلطه تجاه القضيه الجنوبيه و نمد ايدينا لهم من اجل ذلك .

سابعاً : ان اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني التي أختتمت مؤتمرها في الاسبوع الماضي قد حاولت ان تقول كلمة حق تجاه القضيه الجنوبيه ، و نحن نرحب بذلك و نشكرهم عليه . كما اننا نبارك انضمام الحركه الحوثيه و أنضمام مجلس التضامن و حركة التغيير الى مسيرة الحوار الوطني التي يقودها الشيخ حميد الاحمر ، و نأمل بان يكون هذا الاصطفاف الشمالي للمعارضه عاملا مساعدا لأجبار النظام على الاعتراف بالقضيه الجنوبيه كقضية شعب كان دوله ذات سياده ، و ذلك باتجاه الحوار مع الجنوبيين من اجل حلها على قاعدة الشرعيه الدوليه بموجب قراري مجلس الامن الدولي او على قاعدة الشرعيه الشعبيه بموجب استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره . و أقول لكل المنحدرين من الشمال و الجنوب في الداخل و الخارج بأنه لن يكون الا هذا الكلام شاءوا أم أبوا رغم ظروفي الصحيه و الماديه التي لا تسمح لي كثيرا بالحركه . فلا يمكن ان يكون غير ذلك الا في حاله واحده ، و هي أنهيار الدوله و صوملة اليمن فقط و لا غير و بالضروره .

ثامناً : انني في الختام أقول لجميع الجنوبيين في الداخل و الخارج بان القضيه الجنوبيه قد اصبحت حاضره بقوه في الميدان ، و لكنها ليست كذلك في الفكر و السياسه و الاعلام . و هذه المجالات الثلاثه لابد من التركيز عليها في الايام القادمه حتى تواكب ما يجري في الميدان . و لابد من تطوير الحراك الوطني السلمي الجنوبي و تحويله الى حركه سياسيه تكون من حيث التنظيم مثل الحركه الشعبيه في جنوب السودان . فلم تكن الحركه الشعبيه في جنوب السودان تابعه للمعارضه في الشمال و لم تراهن عليها في حل قضية الجنوب ، لان المراهنه عليها تجعل القضيه تكون قضية سلطه و معارضه بدلا عن قضية شمال و جنوب ، و تجعل حاميها حراميها ، رغم ان جنوب السوان لم يكن دوله قط و لم يدخل في وحده سياسيه مع الشمال كما حصل عندنا . ناهيك عن الاختلاف الجذري بين آليّة حل أزمات السلطه و آليّة حل أزمات الوحده . فآليّة حل أزمات السلطه هي في صناديق الاقتراع و ليس غيرها ، و آليّة حل أزمات الوحده هي في الحوار بين طرفيها و ليس غيره بالضروره أيضاً . و بالتالي على الذين يعتقدون بأن الازمه في اليمن هي أزمة السلطه بأن يعيدوا حساباتهم على هذا الاساس .
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:52 AM   #19
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

في رد لمحمد حيدرة مسدوس على تصريح المستشار سالم صالح:السلطة تدرك معنى أفعالها ولكنها لا تدرك معنى أقوالها
«الأيام» متابعات:
تلقت «الأيام» تعقيباً من الأخ محمد حيدرة مسدوس على مقال الأخ المستشار سالم صالح محمد، رئيس لجنة تقييم الظواهر الاجتماعية السلبية التي تؤثر على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والتنمية، المنشور في عدد الاثنين الموافق 3/12/2007م، وفيما يلي نص التعقيب:

«طالعتنا صحيفة «الأيام» الغراء في عدد الاثنين 3/12/2007بتصريح رد من الأخ/ سالم صالح، ذكر فيه: أن اللجنة التي يرأسها قد تلقت رسالة مفتوحة من قبلي ونظرا لظروفي الصحية فقد كلف الناطق الرسمي لتيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة بالرد عليه، إلا أن ذلك لم يتم، وهو وما اضطرني إلى كتابة هذا التصريح حتى أوضح الأمور التالية:

1- أنا لم أوجه أي رسالة مفتوحة إلى اللجنة المذكورة، وإنما هناك موقف للتيار حول اللجنة ومسؤولياتها سبق أن نوه إليه في بيان سابق (منشور في «الأيام»)يأتي في إطار عام للتيار حول الموقف من القضية الجنوبية والذي يتبناه التيار في إطار الحزب الاشتراكي منذ انتهاء حرب 1994م.

2- إن وظيفة أية لجنة كقاعدة عامة هي فقط لكشف الحقيقة لصاحب القرار ولا تملك حقا دستوريا أو قانونيا لحل أي مشكلة، وطالما وقضيتنا الجنوبية معروفة لصاحب القرار، فإنه يراد لهذه اللجنة بأن تؤدي وظيفة الطابور الخامس وتحول القضية الجنوبية إلى قضية سياسية تتعلق بالهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب وتتعلق بالأرض والثروة المنهوبة، إلى قضية حقوقية تتعلق بالأفراد كما جاء في بيان التيار المشار إليه أعلاه. ولو كان المطلوب من اللجنة تقديم الحل لصاحب القرار كما يقال، لكان صاحب القرار قد اعترف بالقضية؛ لأنه من غير الممكن حلها بدون الاعتراف بوجودها.

3- إن دعوة الرئيس إلى عودة من هم في الخارج كحل للقضية ليست لها أي معنى ما لم تكن دعوة حوار يقوم على مبدأ الاعتراف بالقضية الجنوبية من جانب الرئيس، والقبول بحلها في إطار الوحدة من جانب المدعوين. أما الإصرار على عدم الاعتراف بوجود القضية، فإنه يعطي الحق للشعب المقهور في الجنوب بالمطالبة بحق تقرير مصيره، حيث إن القضية ليست قضية ذاتية تتعلق بالسياسيين الذين دعاهم الرئيس للعودة حتى ولو سلمهم السلطة بكاملها، وإنما هي قضية موضوعية تتعلق بالهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب وتتعلق بالأرض والثروة المنهوبة كما أسلفنا. فالسياسيون في مثل هذه الحالة هم فقط أداة للحل وليسوا هم الحل ذاته. ومع كل ذلك فقد ألغى الرئيس دعوته هذه في آخر حديث له في حضرموت، عندما قال: ليس هناك من شخص أو جهة له الحق في إدعاء الوصاية على أي منطقة، وهذا يعني بأنه لا يحق لأي جنوبي بأن يتبنى قضية الجنوب أو يمثلها، وبالتالي ألم يكن ذلك طمسا للهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب؟! وألم يكن ذلك تبريرا كافيا لما تطرحه حركة (تاج)؟؟!

4- إن السلطة تدرك معنى أفعالها، ولكنها لا تدرك معنى أقوالها. فقد أعلنت الحكم المحلي على أساس المحافظات وهي بذلك تهدف إلى دفن القضية الجنوبية، ولم تدرك بأن الحكم المحلي مشروط موضوعيا بوجود سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية وسلطة قضائية، أي مشروط بالفيدرالية. وهذا ما لا يمكن تحقيقه على أساس المحافظات كما هي تعتقد، وإنما على أساس شمال وجنوب أو أكثر. وبالتالي فإن الحكم المحلي على أساس المحافظات هو عبارة عن بلديات وليس حكما محليا بالضرورة.

5- إن القناعة الباطنية لدى صنعاء هي طمس الهوية والتاريخ السياسي للشعب في الجنوب ونهب أرضه وثروته كما أسلفنا أيضا. ولاشك بأن تشكيل مراكز البحوث وبالذات مركز (منارات) وكذلك الندوات المتواصلة حول واحدية اليمن الجنوبية، واليمن الشمالية وواحدية تاريخيهما وثورتيهما... إلخ، هي جميعها تهدف إلى تبرير قمع إرادة الشعب في الجنوب وطمس تاريخه السياسي وهويته ونهب أرضه وثروته باسم واحدية اليمنيين واحدية اليمنيين وواحدية تاريخيهما وثورتيهما.

6- إنه برغم كل هذه الجهود التي تبذلها السلطة لتحقيق هذا الهدف، إلا أن الحقائق التاريخية تدحض ذلك بقوة وبوضوح. فاليمن ليس اسم أمة، وإنما هو اتجاه جغرافي مثله مثل الشام، واليمن بالمفهوم السياسي المعترف به دوليا إلى يوم 22مايو 1990م هو يمنيين، هما: اليمن الجنوبية واليمن الشمالية. كما أن التاريخ السياسي لليمن ككل لم يكن تاريخا واحدا منذ القدم، وإنما هو أكثر من واحد، ودويلاته القبلية المتعددة هي دليل وشاهد على ذلك، ولو افترضنا بأن ما تقوله هذه المراكز والندوات التي انتشرت بكثرة بعد حرب 1994م صحيحا، فإن ذلك لا يعطيهم الحق بأن يتملكوا بالأرض والثروة في الجنوب ويحرمون أهلها منها، فأولاد الرئيس علي عبدالله صالح مثلا يمكن أن يختلفوا على واحدية أصلهم ودينهم وثقافتهم وتاريخهم ولغتهم، ولكنهم سيختلفون على الورث، لأن واحديتهم هذه لا تسمح بظلم أحدهم للآخر، فما لم تعد للجنوب أرضه وثروته وتاريخه السياسي وهويته على قدم المساواة مع الشمال فليست هناك وحدة، وإنما هناك احتلال استيطاني بالضرورة».

11/12/2007
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:53 AM   #20
الزامكي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-10
المشاركات: 2,807
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عهد الشعيبي مشاهدة المشاركة
تحية من القلب للجميع وللوطن ولمشاعل الحرية والإستقلال على الارض الجنوبية الثائرة..
طلبي بسيط ولكن لامر مهم ,, الطلب هو المساعدة في تجميع مقالات وكتابات
وتصريحات وحوارات المناضل الدكتور محمد حيدرة مسدوس تحت هذا العنوان ..
قدر الامكان كاملة منذو سنوات ما بعد الإحتلال وحتى اليوم ..

أرجو التفاعل مع كامل تقديري وتشكراتي
__________________________
الاخ ابو عهد صباح الخير.......رسالة مسدوس لرئيس اليمني عند عوته لليمن من عمان عام 1995 ميلادية ركزوا على ما جاء فيها في ضروف غاية بالصعوبة...
شاكر لهذه الفتة الطيبة منكم و اتمنى من الشباب بان ينصفون التاريخ كما ينبغي علينا بغض النظر عن الاختلاف في ما يطرحه الوالد مسدوس منذ فترة طويله و لكن التاريخ لا يعفينا من ذلك و للامانة العلمية و التاريخية بان هذا الرجل كانت لدية نظرة علمية ورؤية تختلف تماماً عن بقية القادة الجنوبيين و بسبب هذه النظرة حاول البعض فترة الحزب تشويهه بمدسوس في الحزب و حتى بعد الحرب و احتلال الجنوب لم يسلم منهم و لكن أثبتت الايام عكس ما كانوا يفكرون به و في مقر عملي التقيت رجل و خبير روسي و كان استاذاً للمكتب السياسي ووصفه لي وصف يصعب عليه قوله لكم عبر العام و انا هنا اتحدث معكم من زاوية اخر و ليست لها علاقة او ارتباط بعلاقتي العائلية بهذا الرجل و لكن انطلقت من قناعات الاستاذ الروسي الذي كان يدرسهم الماركسية في القصر الجمهورية بعدن فترة حكم الحزب للجنوب و قال لي كلاماً كبيراً عنه على كل حال اخي ابو عهد بامكانك تعود لموقع الحوار فترة اصلاح مسار الوحدة و ستجد بعض كتاباته و من يرغب يعرف الخال علية يعود لجريدة بريد الجنوب التي كانت تصدر من الخارج و ستجدون ما ترغبون و المهمة تقع على الدكتور رفيق للبحث عنها و من يهتم باطروحات مسدوس و بافكارة و اليك نص رسالته لرئيس علي صالح عند عوته لليمن من عمان عام 1995.
عنوانها:الحرب ألغت الوحدة السياسية بين سكان شطري اليمن وأدت الى احتلال, للشمال للجنوب بالقوة والغت الوحدة الطوعية بين البلدين
تكشف الوثيقة الهامة التي ننشرها هنا بنصها الكامل(( لابد أن ندرك جيدا تاريخ إرسالها و ماهو اليوم حاصل على الواقع)).الوثيقة تكشف عن جملة من الأخطار التي خلفتها الوحدة على سكان الجنوب بسبب السيطرة الشمالية بقوة الحرب على المقدرات السياسية والأقتصادية وضم دولة الجنوب وإلغاء تاريخها و ابعاد أبنائها . وتطرح الوثيقة جملة هامة من العناوين حول اختلاف نظرة و تصورالجنوبيين للوحدة عن تصور الشماليين لها. و اول قضية هامة وأساسية في هذا الميدان أن الوحدة حصلت بين شطرين (بلدين معترف بهما في العالم) ولم تحصل بين حزبين(الاشتراكي والمؤتمر) وبالتالي فانه يترتب على ذلك منظومة من الضوابط المختلفة كليا عن تلك التي سادت بعد نهاية المرحلة الانتقالية في ابريل 1993 , واستمرات بعد الحرب.ذلك أن الهدف الأساسي من المرحلة الانتقالية لم يتحقق و هو دمج الدولتين و بدلا من البحث في الاسباب فان الشماليين لجئوا الى خيار الحرب و القوة المسلحة لفرض تصورهم للوحدة وبالتالي كان ضم الجنوب.. هذه الوثيقة-الرسالة موجهة من شخصية جنوبية بارزة و كانت في بداية 1995 عند عودتة لصنعاء و هم في احلى اعراسهم بالنصر, انه القيادي البارز في الجنوب و نائب رئيس الوزراء لدولة الوحدة د.مسدوس, وهنا يكشف في رسالتة التي بعثها لرئيس صالح عند عودتة مباشرة من داخل صنعاء , بعد سلسلة من المشاورات و القاءاتة مع رسل العقيد صالح قبل العودة و الضمانات التي طرحت و جرى التخلي عنها و فيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الفريق علي عبدالله صالح المحترم
رئيس الجمهورية تحية وبعد
اكتب اليكم هذه الرسالة وأوجزها على النحو التالي:
1- بعد كل ماحصل كنت اعتقد بأن في حكمة يمانية يمكن أن تحصل و تحافظ على الوحدة السياسية بين الشطرين و تحول دون تحويلها الى وحدة ضم و إلحاق كتحصيل حاصل لنتائج الحرب. وبسبب هذا الاعتقاد دفعت الى عودة جميع العسكريين من سلطنة عمان وأرسلت عدة نقاط مع العقيد سالم علي قطن كانت في تقديري تشكل الأساس للخروج من الأزمة و إخراج الوحدة اليمنية الى بر الأمان الدائم و قد عرفت من العقيد سالم علي قطن بعد عودته إلى صنعاء و من د.علي حسن الأحمدي عبر الهاتف بأن تلك النقاط مقبولة و على أساس ذلك أعددت وثيقة وأحضرتها عند عودتي كانت في تقديري تشكل المخرج من الأزمة و أخراج الوحدة اليمنية إلى بر الأمان و لكني للأسف بعد عودتي قد وجدت عكس هذه الحكمة عند الجميع فنحن لدينا قضية و طنية و ليست قضية ذاتية ولو كانت المسألة ذاتية لكنت قد بقيت في صنعاء أثناء الأزمة والحرب وأنا في أعلى منصب حكومي بين الجنوبيين المتواجدين في صنعاء و من المقربين من رئيس الدولة(منكم)وكذلك كنت اعرف جيدا بأن موازين القوى العسكرية لصالح صنعاء بالكامل اذا ما اتجهت الأزمة نحو الحرب وكنت ادرك بأن الحرب هي تدمير للوحدة السياسية بين سكان الشطرين و هذا ما كنت اعمل من أجل تجنبه .أما النقاط المرسلة مع العقيد سالم علي قطن فقد كان اهمها التالي:أ- إلى أي مدى يمكن تأمين مستقبل سكان الشطرين دستوريا في الوحدة كحل موضوعي للأزمة؟
ب-إلى أي مدى يمكن للرئيس ان يدرك خطورة نتائج الحرب على الوحدة السياسية بين الشطرين؟
2-إن من يدعي السياسة لابد وأن تكون لدية قضية وهذه القضية ليست القضية الذاتية وإنما هي قضية الناس الذين يمثل مصالحهم المادية و المعنوية أسوة باخوانهم الأخرين في الوطن. أما اذا كان الامر على خلاف ذلك فانه لايجوز لأحد ان يدعي السياسة لأن ذلك كذب على الناس و خداع للنفس.فكم تكون السياسة قذرة عندما تعتمد المغالطة الوطنية او عندما تكون من دون قضية حيث أن بعض المسؤولين في السلطة لازالوا متأثرين بكتاب(الأمير) الذي كان يعتمد المغالطة الوطنية في القرون الوسطى ولا يدركون بأننا اليوم على أبواب القرن الواحد والعشرين الذي تغيرت فية وظيفة السياسة من القدرة على إخفاء الحقيقة الى القدرة على كشفها و تقديمها للناس,حيث أخذت السياسة اليوم طابعا علميا بدلا عن طابعها الذاتي القديم القائم على المكر و الخديعة, وأصبحت تسير بشكل حتمي نحو الحقيقة.ولذلك فأننا نتمنى للسلطة ان تدرك مسبقا نتائج ماتفعلة حيث أن الناس يقعون في الخطأ ليس لأنهم يريدون أن يكونوا خاطئين وإنما فقط لأنهم لم يدركون مسبقا نتائج أفعالهم.
3-إنه اذا كانت الوحدة الايطالية و الوحدة الألمانية والوحدة الأمريكية قد تمت بالقوة فان هذه الوحدات قد كانت استجابة لتطور الإنتاج الوطني و ضرورة موضوعية لوحدة السوق الوطنية من أجل استيعاب فائض الانتاج الوطني ,ثم ان هذه الوحدات وغيرها من الوحدات التي تمت بالقوة العسكرية قد تمت في عصر القوة العسكرية و نظام الدكتاتوريات , وليس في عصر القوة الاقتصادية و نظام الديمقراطيات وحقوق الإنسان , حيث ان عصر القوة العسكرية قد كان ما قبل ظهور أي مرجعية دولية تحتكم اليها الشعوب غير القوة . فقد كان ذلك العصر ماقبل ظهور الأمم المتحدة و ما قبل تشابك العالم اقتصاديا و سياسيا و ثقافيا الى درجة العضوية . هو عصر جديد ينفي عصر القوة العسكرية و بديل له بالضرورة , وبالتالي لايمكن تركيب زمن العصور الوسطى على العصر الجديد.
4-إن جميع الوحدات التي تمت بالقوة المشار اليها اعلاه بما فيها ,انظمام ألمانيا الشرقية الى الغربية الأخير لم تقم عبر حوار وحدوي كما حصل في اليمن , ولم تقم عبر دستور جديد وتسمية جديدة لدولة الوحدة وعلم جديد ونشيد وطني جديد وعملة جديدة , وعبر اتفاق على دمج دولتين في دولة واحدة كما حصل في اليمن قبل الأزمة و الحرب , ومع كل ذلك فان هذه الوحدات المشار إليها أعلاه قد أصبحت قائمة على آلية الفدرالية, حيث عرف التاريخ نوعين من آلية الدولة , هما الآلية المركزية و الآلية الفدرالية.
5-إن مفهوم الوحدة اليمنية لايعني وحدة الأرض الجغرافية, لأن مثل هذه الوحدة الجغرافية موجود منذ أن خلقها الله و ستبقى الى ماشاء الله, وإنما يعني الوحدة السياسية بين السكان المالكين لهذه الأرض . والوحدة السياسية للسكان المالكين لهذه الارض مرهون بوحدة وتوازن مصالحهم المادية والمعنوية, فأن الحرب الأخيرة قد دمرت وألغت مثل هذه المصالح , وبالتالي فانها بذلك ألغت الوحدة السياسية بين سكان الشطرين , ولهذا فانه لابد من الاعتراف بهذه الحقيقة والعمل على معالجتها في اطار الوحدة اليمنية وليس من خلال الضم والالحاق.
6- إن يوم 22 مايو 1990 هو يوم تدشين قيام الوحدة و ليس يوم قيامها ,حيث أن قيام الوحدة من الناحية العملية هو وظيفة الفترة الانتقالية و مبرر وجودها و وقد سميت بالفترة الانتقالية لأنها تعني الانتقال من دولتي الشطرين الى دولة الوحدة وكان يفترض أ يكون يوم نهاية الفترة الانتقالية هو يوم استكمال قيام الوحدة, ولكن ذلك لم يحصل للأسف فقد ظل الجيش جيشين و الامن أمنين و الشرطة شرطتين و كل وزارة وزارتين و القضاء قضاء ين والمناهج الدراسية منهجين و العملة عملتين و الاقتصاد اقتصاديين و الإدارة إدارتين....الخ وظلت كافة أجهزة و مؤسسات الدولتين وكافة المنظمات الجماهيرية والاجتماعية وغيرها مشطره ولكون كل شي خلال الفترةالانتقالية لم يتوحد غيرالعلم والنشيد والتمثيل الخارجي الذي أعلن يوم تدشين قيام الوحدة فانة قد كان على الجميع أن يطالب بتوحيد أجهزة و مؤسسات الدولتين قبل المطالبة بالانتخابات ولكن ذلك لم يحصل للأسف ايضا,فهذه هي الحقيقة بعينها , ومن يخالفني هذه الحقيقة علية يقول لماذا جاءت الفترة الانتقالية وما هي وظيفتها و ماذا تم فيها؟ فالوحدة من الناحية القانونية يمكن اعتبارها قامت, ولكنها من الناحية العملية لم تقم بعد.
7-إن ادخال الشعب في الانتخابات في ظل و جود دولتين بلباس دولة واحدة و في المقدمة وجود جيش دولة الشمال و جيش دولة الجنوب قد كان خاليا من العقل و خاليا من المسؤولية الوطنية بالنسبة لاصحاب السلطة و بالنسبة لاصحاب المعارضة و مع ان النتيجة في الانتخابات جاءت شطرية رغم وجود المسؤولين في المحافظات الجنوبية من المحافظات الشمالية, الا أن هذه النتيجة لم تلفت انتباه أي من القوى السياسية لكون غاية الجميع في السلطة هي السلطة وليس غيرها.
8-إن هذه الغاية زائد إصرار الحزب الاشتراكي على تحزيب الوحدة السياسية بين الشطرين ممثلين بدولتين , زائد المؤتمرات القبلية و الاحداث الامنية التي حدثت أثناء الفترة الانتقالية وغيرها , قد شكلت جميعها العوامل الذاتية الى جانب العوامل الموضوعية لاجهاض اندماج الدولتين في دولة الوحدة خلال الفترة الانتقالية .
9-إنه بسبب تعثر اندماج الدولتين في دولة واحدة خلال الفترة الانتقالية وأدت الى كارثة الحرب و إعلان الانفصال , ولكونه لم يتم توحيد الدولتين في دولة واحدة فقد ظلت أجهزة و مؤسسات الدولتين قائمة حتى جاءت الحرب وأدت الى حل أجهزة ومؤسسات دولة الجنوب السابقة بالقوة وتحويل الوحدة السياسية بين الشطرين الى ضم الجنوب الى الشمال كتحصيل حاصل لنتائج الحرب.
10-لكون الحزب الاشتراكي قد أعطى الوحدة طابعا حزبيا و قد حزب الأزمة أيضا فانه جعل عامة الناس و بعض القوى السياسية في الداخل والخارج تعتقد أن الأزمة ليس أزمة الوحدة ولذلك فقد كانت دوافع الحرب مختلفة ,فالبعض قد خاضها ضد الحزب الاشتراكي و قياداته لتصفية حسابات سابقة و البعض قد خاضها من أجل السيطرة على الجنوب ولكنة اتضح للجميع ألان بأن الأزمة أزمة الوحدة وأن الحرب قد أدت الى ضم الجنوب الى الشمال كتحصيل حاصل لنتائج الحرب و هذه هي مشكلة السلطة مع الواقع و مع العالم بالتأكيد.
11-إن جميع القوى السياسية اليمنية بسبب طابعها الشطري لا تنظر ولا ترى المشكلة مع الواقع و مع العالم هي مشكلة ضم الجنوب الى الشمال كتحصيل حاصل لنتائج الحرب بدلا عن الوحدة السياسية بينهما , وإنما فقط تنظر الى السلطة و الديمقراطية على حد قولها , وهي لا تدرك بأن بنا سلطة الدولة مرهون بالوحدة السياسية بين الشطرين وبأن الديمقراطية السياسية التي تطالب بها مرهونة ببناء سلطة دولة الوحدة , وتحويل المجتمع اليمني الى المدنية حتى لاتكون هذه الديمقراطية التي تطالب بها مثل ديمقراطية الصومال ورواندا وببوروندي.
12-إن القوى السياسية اليمنية بسبب طابعها الشطري قد اصبحت جميعها تعمل ضد الوحدة اليمنية بدون إدراك, وذلك من خلال تجاهلها لطبيعة المشكلة مع الواقع ومع العالم . فهي بسبب طابعها الشطري والمناطقي لا تنظر إلا لذاتها و لا تتاثر إلا بسكان مناطقها و لكونها جميعا تقريبا من المناطق الشمالية فقد أصبح مستقبل سكان الجنوب لدى هذه القوى على هامش إصلاح واقع سكان الشمال وهذا المدمر لمستقبل الوحدة اليمنية بكل تأكيد.
13-إنني على يقين بأن هنا بعض القوى الدولية والإقليمية المعادية للوحدة اليمنية تزين الأمور للسلطة وتوهمها بان الحرب قد حسمت الأمور ولم يبقى سوى الاستمرار على تثبيت نتائج الحرب وذلك من أجل أن تصبح الوحدة بالقوة , وبالتالي يصبح ذلك أساس لأي حركة انفصالية قادمة وضياع الوحدة , كما ان هناك بعض القوى الدولية تدرك الطابع الشطري للقوى السياسية و تعمل على إشغالها بموضة الديمقراطية بدلا عن النظر الى إصلاح الوحدة السياسية بين الشطرين للهدف ذاته .حيث أن سكان الجنوب قد أصبحوا الآن يكفرون بالوحدة , وهذا ما يوفر الظروف لميلاد حركة انفصالية وبالتالي حتى وان كانت هناك إمكانية لقمعها فإنها ستشكل بداية لمشكلة مستعصية في مستقبل اليمن بكل تأكيد.
14-إننا لابد أن ندرك بأن الحركة الوطنية في الجنوب التي سحقت وسرق تأريخها و هي جعلت سكان الجنوب يعترفون بأن الجنوب هو الجنوب اليمني و ليس الجنوب العربي , كما كان يطلق علية في عهد الاستعمار و في عهد دولة الجنوب العربي , وهي التي خلقت لديهم القناعة بالوحدة السياسية بين الشطرين , وبالتالي لا بد أن ندرك بأن ما يجري منذ أنتها الحرب يقنع سكان الجنوب بصواب ما كانوا يعتقدون و ليس بصواب ما جاءت بيه الحركة الوطنية اليمنية لهم, حيث أصبحوا يحسون وكأنهم في غابة وحوش وسائرون الى مصير مجهول – فهل السلطة تعرف ذلك ؟؟؟و هل القوى السياسية اليمنية جميعها تدرك بأن ردود الفعل لدى سكان الجنوب تختلف من حيث المبدأ عن ردود الفعل لدى سكان الشمال ؟؟؟ لقد مضى على نهاية الحرب عام ونصف و لأزل البعض يعيش حالة نشوة نصر لكنة مع الأيام سيتلاشى بتدريج و كما سبق وأن، قلت اعلاة بأن سكان الجنوب سيكفرون بالوحدة و هذا سيوفر ظروف لميلاد حركات تحررية في المستقبل.
15-إن العالم بأسرة يعرف بأن ردود الفعل لدى سكان الجنوب تحمل طابعا سياسيا يتعلق بالوحدة السياسية بين الشطرين. أما ردود الفعل لدى سكان الشمال فتحمل طابعا اجتماعيا يتعلق بإصلاح الحكام و استبدالهم.فهل السلطة تدرك ذلك؟؟وهل السلطة وجميع القوى السياسية اليمنية تدرك بأن هناك فارقا مبدئيا كبيرا بين مفهوم الوحدة اليمنية و بين مفهوم الوحدة الوطنية؟؟
16-إن جميع القوى السياسية اليمنية بسبب طابعها الشطري تعتقد بأن الوحدة السياسية بين الشطرين هي:إذابة كيان في كيان على طريقة القرون الوسطى ,وهي لذلك تحاول أن تجعل مفهوم الوحدة اليمنية و مفهوم الوحدة الوطنية واحدا , وأن الحل هو في إسقاط السلطة أو استبدالها بالتدريج.
17-إن الوحدة اليمنية تعني الوحدة السياسية بين الشطرين , أما الوحدة الوطنية فتعني الوحدة الاجتماعية لسكان الوحدات الإدارية ,وبالتالي فان كانت القوى السياسية اليمنية تدرك ذلك و تتجاهلة ,فانها كما أسلفنا قوى شطرية و ليست وحدوية , وإن كانت لاتدرك ذلك فانها لاتفهم السياسة, وبالتالي حرام ان تقدم نفسها الى ,الشعب بأنها قواة السياسية.
18-أذا كان تاريخ المملكة المتوكلية و تاريخ الجمهورية العربية اليمنية من بعدها يبين بأن هناك مراعاة ثابتة لبعض مناطق جنوب الشطر الشمالي سابقا في السلطة والثروة بسبب كثافتها السكانية و بسبب بعض الحساسيات المذهبية للحفاظ على الوحدة الوطنية , و مساحتها الجغرافية لا تتجاوز كثيرا مرمى المدفع,و لم تكن دولة ولم تدخل في حوار مع صنعاء من اجل الوحدة ,و لا زال سكانها يعتقدون بأنهم مظلومون, فكيف يمكن أن يتم تجاهل تأمين مستقبل سكان الجنوب في السلطة و الثروة الذين كانوا دولة و لديهم ثلاثة أرباع الأرض و الثروة ودخلوا في وحدة سياسية مع سكان الشمال؟ ثم كيف يمكن أن تكون هناك مراعاة للحفاظ على الوحدة الوطنية,ولا تكون هناك مراعاة للحفاظ على الوحدة اليمنية,التي هي كما أسلفنا تعني الوحدة السياسية بين الشطرين؟مع العلم بأن بريطانيا وهي نظام استعماري قد منحت السلاطين والشائخ الجنوب حكم مناطقهم.
19-إننا نؤمن إيمانا عميقا بالوحدة بين الشطرين,وقد ناضلنا من أجلها منذ عهد الاستعمار البريطاني الذي رفضنا فيه واقع التشطير, ولكن ما نلاحظه الآن هو ضم و إلحاق وليس وحدة سياسية بين شطرين كانا دولتين.وهنا فارق مبدئي كبير بين الوحدة السياسية و بين الضم والالحاق, . فالوحدة السياسية ليست أبدا إذابة كيان في كيان, وإنما هي تعني بالضبط وعلى وجه التحديد إيجاد كيان جديد يضم الكيانين على قاعدة تأمين مستقبل سكان الشطرين دستوريا في الوحدة.أما إذابة كيان في كيان فتعني ضم الجنوب إلى الشمال, وبالتالي ضياع مستقبل سكان الجنوب في السلطة بسبب قلة, عددهم , وضياع مستقبلهم في الثروة بسبب أثار النظام السابق في الجنوب الذي أمم الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج و حرم ظهورها بين سكان الجنوب و حول ثروة الشعب إلى ملكية الدولة و حول سكان الجنوب إلى فقراء يعيشون فقط على مرتباتهم من قبل الدولة,في حين أن النظام في الشمال كان على عكس ذلك تماما بما في ذلك ملكية القبيلة و حدودها.
20-أن تحويل الملكية الخاصة الى ملكية الدولة و تحريم ظهورها بين سكان الجنوب سابقا , وتحويل سكان الجنوب الى موظفين مع الدولة , هو الذي جعل الموظفين في الجنوب اكثر من الموظفين في الشمال.ولهذا على أساس ما سبق أعلاه فانه لا بد من الادراك بأنه كلما تركزت السلطة و المال في الشمال و تركز الفقر في الجنوب و غيّب عن السلطة ,كلما أصبحت الوحدة اليمنية ضائعة و أصبحت في خطر بالضرورة.و من هذه الزاوية فانه من البديهي في اطار توزيع و تمليك أراضي الدولة العقارية و الزراعية .و في اطار نظام الخصخصة الجديد بأن يكون الجنوبيون أحق من غيرهم باعتبارها ثروتهم , وهذا مايجب على السلطة و على جميع الاحزاب السياسية ان تدركه . فنحن يمكن لنا وبكل سهولة أن نجامل السلطة و نصلح أمورنا الشخصية معها ,ولكن مثل ذلك هو على حساب مستقبل الوحدة و مستقبل الوطن و خداع للسلطة ذاتها , وعلى حساب الضمير الإنساني.
21-إن قضية الشمال والجنوب ليس ذات أهمية,فقط من وجهة نظر العلاقات الاشتراكية التي كانت تقتضي بأن يكون كل شيء للدولة , والدولة هي رأسمال الجميع. أما من وجهة نظر العلاقات الرأسمالية التي تخطتها اليمن الآن وفي المستقبل و التي تقتضي بأن يكون له حقه والدولة ليست مسئولة عن الجميع,فان مسألة الشمال والجنوب تصبح مسألة جوهرية في نظر سكان الجنوب و في نظر العالم,شأن الملكية الخاصة إلى حد كبير.وقد أصبح العالم وسكان الجنوب يدينوننا بضياع دولة الجنوب التي كانت رأسمالهم ونتحمل مسئولية ذلك تاريخياً و وانسانيين و اخلاقياً وستكون وصمت عار في جبين قيادات الجنوب على على مداء التاريخ الجنوبي.
22-إن السلطة لا زالت تصر على إن الوحدة قد عمدت بالدم.وهذا يعني بأن الوحدة قد أصبحت وحدة بالقوة, وبالتالي فأنها ليست الوحدة السياسية الطوعية التي أعلن عن قيامها في 22 مايو 1990 , وإنما هي وحدة 7 يوليو 1994 . ومن هنا فأن الحرب وإعلان الانفصال قد شكلا انقلابا على وحدة 22 مايو 1990 , وحولا الوحدة السياسية التي وعدنا بها سكان الشطرين إلى وحدة ضم كتحصيل حاصل لنتائج الحرب. صحيح بأن هناك آلاف الشهداء قد سقطوا في الحرب, ولكن هناك مقابل لهم أضعافهم, وجميعهم خسارة على الوطن من الجانبين.
23-إن البعض يعتقد بأن تكريس الضم وطمس أي هوية للجنوب بما في ذلك تاريخ الثورة وأرشيف الدولة التي كانت في الجنوب هو الذي يرسخ الوحدة اليمنية, ولكنهم لم يدركونا بأن مثل ذلك هو الذي يرسخ الهوية الجنوبية أكثر فأكثر في نفوس كل سكان الجنوب وكل أبناء الجنوب بدون استثناء مهما حاول البعض منهم أن يتكتم على ذلك.
24-إن ما يؤكد بأن الحرب و إعلان الانفصال قد شكلا انقلابا على وحدة 22 مايو 1990 , هو ما قيل أمام الشيخ أحمد بن جلال ألعبيدي من أن وثيقة العهد والاتفاق قد أغلقت الأبواب أمام الرئيس ولم يبقى سبيل غير الحرب, وأنه لا بد من تدمير الوحدات الجنوبية المتواجدة في المناطق الشمالية ونقل المعركة إلى الجنوب.أما الاجتماع السري الخاص الذي عقد في صنعاء بعد التوقيع على وثيقة العهد و الاتفاق في الأردن, فقد توصل إلى خلاصة مفادها بأن الرئيس قد أدخل نفسه و أدخل الجميع معه في كارثتين هما:::قبوله بمساواة الفرع (الجنوب)بالأصل(الشمال) , وقبوله بوثيقة العهد والاتفاق, وانه قد أصبح لا يوجد أي سبيل غير استخدام القوة لإسقاطهما, وهذا الذي حصل بالفعل . و في تقديري بأن ذلك يمكن أن يكون مبررا من وجهة نظر العلاقة مع الحزب الاشتراكي اليمني , ولكنه من وجهة نظر الوحدة السياسية بين الشطرين قد كان عبثا كبيرا بهذه الوحدة, خاصة وأن الأصل قد أصبح اليوم في الثروة و في التطور, وما عداهما هو الفرع في كل بلدان العالم.
25-إن أي وحدة بين دولتين عضوين في الأمم المتحدة و, حتى وإن كانتا في شعب واحد,فان هذه الوحدة في ظروف الأمم المتحدة و في ظروف الديمقراطية الدولية وحقوق الإنسان, وفي عصر القوة الاقتصادية وتشابك العالم اقتصاديا و سياسيا و ثقافيا الى درجة العضوية ...الخ لا يمكن أبدا أن يكتب لها النجاح و لا يمكن أن يكتب لها الاستمرار و البقاء الدائم و الثابت إلا في ظل آلية غير آلية الضم, وذلك بسبب أن ضم الأقل إلى الأكثر بالقوة العسكرية و نظام الديكتاتوريات,ولذلك فان الشعار المطلوب رفعه من قبل جميع الوحدويين اليمنيين في الشمال والجنوب هو ((لا للضم و لا للانفصال, نعم للوحدة بين الشطرين)).
26- إن العيب الشرعي و الجوهري الأول والأساسي للوضع القائم هو تحويل الوحدة بين الشطرين من وحدة سياسية طوعية الى وحدة ضم بالقوة كنتيجة للحرب. و هذا هو الذي خلق المشكلة مع الواقع ومع العالم بكل تأكيد.أما العيب الثاني للوضع القائم فليس في الفساد كما يشاع ,وإنما في إشاعة الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية قبل أوانها لأنها لا تسمح للحاكم بالمحاسبة, حيث أن الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية ملازمة للطبقات و المجتمع الطبقي فقط.فلا يجوز أن تكون اليمن حقل تجارب للديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية قبل أوانها .فأبجدية الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية تبدأ بإزالة السلاح الناري من المجتمع و تنظيم حملة , فلم يحصل و لا يمكن أن يحصل إدخال أي مجتمع مسلح في الديمقراطية السياسية والتعددية الحزبية قبل إزالة السلاح الناري بالضرورة.
27-إن التكوينات القبلية و المناطقية و المذهبية و الشطرية في أي مجتمع لا ينفيها حتما غير التكوينات الطبقية فقط, وطالما أن التكوينات الطبقية لم تظهر بعد في ا��مجتمع اليمني ,فان الوعي في هذا المجتمع لا يمكن بالضرورة ان يكون وعيا وحدويا ,وإنما هو لا زال محكوما الى حد كبير بالوعي القبلي و المناطقي والمذهبي و الشطري ,ولا يمكن أن يكون على غير ذلك , ولهذا فان أي أحزاب سياسية تظهر على مثل هذا الواقع لا يمكن أن توجد لها أساس اجتماعي غير هذه التكوينات ,ولا يمكن لها بالضرورة إلا أن تمثل مصالح هذه التكوينات بصرف النظر عن نواياها , وبالتالي فان الخروج من الأزمة و إخراج الوحدة اليمنية الى بر الأمان الدائم لا يمكن أن يكون عبر الأحزاب والحزبية و أنما عبرالحلول الوطنية التي تؤمن المصالح المادية و المعنوية لسكان الشطرين بالضرورة.
28-إن الوحدة بين الشطرين قد حملت أمراضها معها عندما تحزبت وأعطي لها طابع حزبي بدلا عن طابعها الموضوعي كوحدة سياسية بين الشطرين ممثلين بدولتين عضوين في الأمم المتحدة وفي الجامعة العربية , وحملت أمراضها معها عندما اشترطت الوحدة بالديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية قبل أوانها.
29-إن الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية في أي مجتمع قبلي و مناطقي و مذهبي و شطري مثل اليمن , لا بد وأن تتقاطع مع ديمقراطية القبيلة العفوية و تحولها الى فوضى تمنع قيام سلطة الدولة , وتعرقل قيام الوحدة ,وتجهض قيام الديمقراطية السياسية ذاتها . فلو نظرنا بمسؤولية وطنية الى واقع الشطر الشمالي سابقا, فأننا سوف نجد بأن سكان شماله , هم قبائل و يعتمدون على القبيلة في السلطة . أما سكان جنوبه(المناطق الوسطى) فهم شبه مدنيين و يعتمدون على الحزبية المناطقية للوصول الى السلطة و الانتقام من القبيلة .و بالنسبة للجنوب سابقا فقد وصل بكامل مناطقة الى المدنية و شبة مدنية , ولكن قواة السياسية قد صفيت وأصبح بدون قوى سياسية فاعلة ,بدءاً بالحرب الاهلية التي فازت بها الجبهة القومية أثناء الاستقلال الوطني في الجنوب وسحقت فيها بقية الحركة الوطنية هناك , ومرورا بأحداث الرئيس قحطان الشعبي و أحداث الرئيس سالمين و أحداث الرئيس علي ناصر محمد , وانتهاء بالأزمة الأخيرة التي أدت الى كارثة الحرب و إعلان الانفصال , وحاليا تجري المحاولة لسد الفراغ بالقبيلة وبالأحزاب الدينية معا..وهناك العديد من القبائل و السكان يقولون انه مادام الحكم في اليمن قبليا فانه من الأفضل و من الأشرف لنا بأن يحكمنا سلاطين الجنوب وليس قبائل الشمال.
30-لقد برهنت الحياة بأن الحزبية ملازمة للطبقات و المجتمع الطبقي فقط , وهذا يعني بأن المجتمع اليمني لا زال ما قبل الحزبية في الحياة السياسية,لكونه لا زال في مراحل ماقبل ظهور الطبقات في سلم التطور الاجتماعي.و في تقدير بأن ظاهرة المنظمات الخيرية الأخيرة هي دليل على ذلك , ودليل على أن وظيفة الأحزاب الطبقية و الاجتماعية لم تظهر بعد, و بالتالي فان محاولة حل التناقضات القبلية و المناطقية و المذهبية و الشطرية عبر الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية هي بمثابة صب الزيت على النار, ولذلك بسبب ان القبيلة الأكبر و المنطقة الأكثر و المذهب الأكثر و الشطر الأكبر , سيحكم الأقل كل في مستواه,على هذه القاعدة, وليس على القاعدة الطبقية و الاجتماعية التي تقتضيها قواعد الديمقراطية السياسية.
31-إنه لاشك بأن الديمقراطية السياسية تقتضي خضوع الأقلية لحكم و قرار الأغلبية ذات طابع طبقي واجتماعي , وليس ذات طابع قبلي أو مناطقي أو مذهبي أو شطري كما هو حاصل في اليمن .ثم أن الأقلية و الأغلبية في التناقضات الطبقية و الاجتماعية متغيرة و غير ثابتة,على ضوء تغير الظروف و على ضوء السياسات التي تعالج هذه الظروف,حيث يمكن أن تتحول الأقلية بموجبها الى الأغلبية , وتتحول الأغلبية الى اقلية .أما في التناقضات القبلية و المناطقية و المذهبية و الشطرية فان الأقلية و الأغلبية ثابتة لا تتغير.فالديمقراطية السياسية جاءت كحل للتناقضات الطبقية والاجتماعية فيما يخص سلطة الدولة, وليس كحل للتناقضات القبلية و الشطرية و المناطقية و المذهبية بالضرورة.
32-لقد انتشر الوعي القبلي و انتشرت الحزبية المناطقية بعد اعلان الوحدة بصورة لم يسبق لها مثيل .حيث اصبح العرف القبلي يحل محل النظام والقانون في الجنوب , واصبح يترسخ اكثر فأكثر في الشمال ,فالقبيلة هي بطبيعتها انفصالية و العرف القبلي لا يوحد الشعوب,بالتالي لا يمكن له أن يوحد اليمن فمن يدعي القبيلة و يعتز بها لا يمكن له ان يكون وحدويا و لا يجوز له أن يدعي الوحدة اليمنية. أما التعددية الحزبية فهي لا تقل خطرا عن ذلك,لكون ظهور الأحزاب قبل ظهور الطبقات و المجتمع الطبقي يجعلها بالضرورة ذات طابع قبلي و مناطقي و مذهبي و شطري مهما حاول أصحاب النوايا الطيبة.
33-إنه لا يمكن أن يوحد اليمن غير آلية جديدة تقوم على أساس النظام والقانون , ولكن النظام والقانون يتطلبان سلطة دولة , وسلطة الدولة لا يمكن أن تقام إلا عبر وسائل الاكراه القانونية لردع و تربية المخالفين وليس عبر الديمقراطية السياسية بالضرورة ,حيث ان الحاكم لا يستطيع أن يمارس الإكراه((حتى وان كان هذا الإكراه قانونيا))لردع وتربية المخالفين و بناء سلطة الدولة وإخضاع مراكز القوى لسلطة الدولة , إلا خارج الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية.و ذلك بسبب أن الفاسدين و المافيا و مراكز القوى و عددهم غير قليل سينحازون في الانتخابات لصالح خصوم الحاكم من أجل إسقاطه و الانتقام منه,ناهيك عن المخالفين بدون وعي الذين لا يمكن أن يكونوا مع الحاكم في الانتخابات وإنما سيكونون مع خصومة, و هؤلاء بالتأكيد ستكون نسبتهم عالية لغياب الوعي القانوني لديهم , و عدم تعود المجتمع على النظام والقانون الذي لم يأت بعد. وهكذا سيجد الحاكم نفسه مضطرا الى ترك الأمور فالتة من أجل سلامة شعبيته للبقاء في الحكم ,فالديمقراطية السياسية القائمة على التعددية الحزبية و التبادل السلمي لإدارة سلطة الدولة هي ملازمة للطبقات و المجتمع الطبقي , وهي عبارة عن أسلوب لإدارة سلطة الدولة وليس أسلوبا لبناء سلطة الدولة بالضرورة.
34-إننا حتى اذا ما افترضنا بأن الديمقراطية السياسية القائمة على التعددية الحزبية و التبادل السلمي للسلطة صالحة في كل مكان و زمان فان صعود أي من أحزاب المعارضة الى السلطة عبر الانتخابات في أي بلد من البلدان المتخلفة مثل اليمن سوف يجد نفسه بالتأكيد عاجزاً عن أن يفعل شيئا,لكون أدوات التنفيذ موالية للحكام المهزومين في الانتخابات و ليس موالية بعد للقانون, حيث ان مسؤولي الجيش و الأجهزة الأمنية و أجهزة الشرطة وغير ذلك هم عادة من مناطق الحكام المهزومين في الانتخابات ومن أصحابهم و من أصدقائهم و من أصحاب المصالح المشتركة معهم....الخ وهذا هو ما يؤكد بأن الديمقراطية السياسية القائمة على التعددية الحزبية و التبادل السلمي لإدارة سلطة الدولة , هي نتاج للمدنية و للوعي القانوني و ليست المدنية و الوعي القانوني نتاج لها كما ترى ذلك الحركة السياسية اليمنية.فالمجتمع الطبقي هو الذي يخلق التعددية الحزبية وليست هي التي تخلقه بالضرورة.
35- إن من يخالفني هذه الحقائق الواردة أعلاه علية أن يدحضها بالحجة و ليس بالرفض.فانا متأكد تماما بأن كل هذه المسائل الواردة أعلاه هي مسائل موضوعية وليست ذاتية وهي لذلك مسائل حتمية لا مفر منها مهما قاومها الناس بقوة الإرادة. صحيح أن موازين القوى الذاتية و قوة إرادة الحكام تكبح فعل الحتميات و تمنعها لفترة من الزمن, ولكنها لا يمكن مطلقا أن تلغيها, ولهذا فأنه لا بد من ترك الشطارة السياسية تجاه أزمة الوحدة اليمنية , وتجاه مسألة الديمقراطية السياسية و التبادل السلمي للسلطة و لابد من العودة الى الحكمة و أمانة الضمير في الوطن كله,حيث أن الشطارة السياسية في الإطار الوطني لا تجوز من حيث المبدأ إلا في المجتمع الطبقي فقط أما في المجتمع القبلي و المناطقي و الشطري ...الخ مثل اليمن ,فان مثل هذه الشطارة السياسية ستكون لصالح طبقات و فئات اجتماعية على حساب طبقات و فئات اجتماعية أخرى. لأن مثل هذه الطبقات و الفئات الاجتماعية لم تظهر بعد, وبالتالي فان هذه الشطارة في أخر المطاف ستكون لصالح الغير بالضرورة, وذلك بسبب تشابك العالم الى درجة العضوية.
36-أن ترك الشطارة السياسية بعدم السير نحو الانتخابات قبل معالجة أزمة اليمن, حيث ان السير نحو الانتخابات بدون معالجة أزمة الوحدة هي السير نحو الخطأ بكل تأكيد .كما أن ترك الشطارة السياسية يتجسد أيضا في التخلي عن الاعتقاد بأن القوى السياسية التي كانت تقود دولة الجنوب السابقة قد انتهت, وبالتالي فان الحرب قد حسمت الأمور ولم يبقى غير تثبيت الأمر الواقع,فلا بد من الإدراك بأن من حمل قضية و عبر عنها سياسيا سوف يكسب أصحاب هذه القضية, وسوف يصبح هو صاحب التأثير و الثقل فيهم مهما كانت محدودية تأثيره و ضعفه ,ومهما كانت قوة وإرادة غيره.
فالمسائل كما أسلفنا حتمية لا مفر منها مهما قاومها الناس بقوة الإرادة , ولهذا فان الحل الوحيد الذي لا غيرة لتأمين مستقبل الوحدة اليمنية و إخراجها الى بر الأمان, وبناء سلطة الدولة التي يجب أن تكون سلطة النظام و القانون هو فقط في التالي:::
أولا:تأمين الوحدة اليمنية دستوريا من الضم والالحاق , الذي جاء كتحصيل حاصل لنتائج الحرب ,وتأمين مستقبل سكان الجنوب دستوريا في السلطة و الثروة , اذا كانت الوحدة في نظر السلطة هي وحدة بالقناعة و ليس بالقهر , وهذا هو الامتحان الحقيقي للسلطة و المعارضة تجاة الوحدة اليمنية بالفعل لا بالكلام, وتأمين الوحدة دستوريا من خطر الانفصال الذي قد يحدث في المستقبل بكل تأكيد.
ثانيا:تعليق الديمقراطية السياسية و التعددية الحزبية لمدة عشر سنوات باستثناء الصحف غير الحزبية و باستثناء حق الإضراب و التظاهر و حق تكوين المنظمات الجماهيرية و الاجتماعية , وذلك حتى يتم بناء سلطة الدولة وفرضها على كامل تراب اليمن , وعلى الحاكم و المحكوم.
37-إن هذه الورقة تحتوي على مضمون الوثيقة المشار اليها أعلاه و التي احضرتها عند عودتي , وهي تتطابق مع محضر لقائنا في سلطنة عمان مع الوفد الذي جاء من صنعاء الى مسقط بعد الحرب مباشرة برئاسة عبد العزيز عبد الغني و عضوية كل من عبد الوهاب ألأنسي و علي محسن الأحمر و آخرين .ففي هذا اللقاء الذي لا زال محضرة مع سلطنة عمان كان الوفد الذي جاء من صنعاء متمسكا بمواصلة الحوار في الداخل بدلا عن الخارج و على ضوء ما اتفق عليه طلبنا تأخير العقيد سالم علي قطن الذي جاء ضمن الوفد من صنعاء من أجل ترتيب إعادة العسكريين تحت إشرافه, ومن أجل إعطائه النقاط المشار إليها أعلاه.
38- إن ما جاء اعلاة ليس فقط انه يتطابق مع محضر لقائنا في سلطنة عمان , وإنما هو تعبير عن قناعة جميع الجنوبيين في الداخل و الخارج بدون استثناء ولا يمكن بالضرورة أن تكون قناعاتهم خلاف لذلك حتى وان تكتموا على ذلك. فالقضية ليست قضية سلطة ومعارضة ,و إنما هي قضية وحدة سياسية بين شطرين كانا دولتين ,وبالتالي فان كل من تبقى من السياسيين الجنوبيين في الداخل او الخارج هم في الواقع ليسوا معارضة سياسية كما هو حال القوى السياسية الأخرى ,حيث أن لا يمكن موضوعيا و منطقيا أن تنطبق عليهم صفة المعارضة ,و ليس من مصلحة الوحدة السياسية بين الشطرين ان تنطبق عليهم صفة المعارضة السياسية ,فهم من الناحية الموضوعية و المنطقية اما ان يكونوا شركاء في الوحدة وأما ان يكونوا خارج السياسة فقط,فليس من المعقول لأي قيادة ان تقود دولة وتعلن توحيدها مع دولة أخرى حتى وان كانتا في شعب واحد ان تقوم بهذا العمل و من ثم تتحول هي الى معارضة لسلطة دولة الوحدة ,و كيف يمكن ان يحدث ذلك؟؟ وهذا هو الخطأ النظري الذي وقع فيه بعض منظري الحزب الاشتراكي اليمني و تمكنوا من جر الحزب اليه,و هكذا أجهضت الوحدة في معركة الحزب دون إدراك.
39-إن ما هو مطلوب موضوعيا و منطقيا , وما هو مطلوب وطنيا من السلطة ,هو أن تدرك بأن الوحدة اليمنية هي وحدة سياسية بين سكان الشمال و سكان الجنوب , وليست وحدة حزبية بين الحزب الاشتراكي اليمني و المؤتمر الشعبي العام ,أو بين شمال الشمال و جنوبه(المناطق الوسطى)كما يريدها البعض.
40- إن الهبوط بالوحدة اليمنية الى منزلة الوحدة الوطنية ,و اعتبار مشكلة سكان الجنوب الذين دخلوا في و حدة سياسية مع سكان الشمال هي نفس مشكلة المظلومين من سكان الشمال حسب منطق المعارضة هو أمر غير واقعي و غير منطقي و لايمكن أقناع سكان الجنوب بهذا المنطق,وهو منطق يهدف الى حصر المشكلة في الحكام من أجل الإطاحة بهم أو استبدالهم بالتدريج و هذا الحل الذي تراه المعارضة هو بمثابة علاج لغير المرض.
41- إن أكثرية سكان الجنوب كانوا متأثرين بالحزب الاشتراكي وموالين له , ولكن ذلك ليس حبا فيه, وإنما لأنهم كانوا يرون فية صورة الدولة التي كانت رأسمالهم ولكنهم حاليا يقولون بأن الحزب قد خانهم و قد تخلى عنهم و أصبح حزب المعارضة السابقة للنظام السابق في الشمال و ليس حزبهم, أما الأقلية من سكان الجنوب المعادين للحزب فقد صفوا حساباتهم معه أثناء الحرب وبعدها, وبالتالي فان الجنوبيين بصورة عامة يمكن لهم بعد الان أن يقبلوا بأي تصرف تجاه الحزب الاشتراكي, ولكنهم لن يقبلوا مثل ذلك تجاه الجنوب حتى و ان تكتموا على ذلك.
42- أن صنع القرار السياسي الخاص بشؤون الدولة و المجتمع من قبل الحزب الاشتراكي قد انتهى تماما مع إعلان قيام الوحدة بين الشطرين, والحزب من جانبه لم يهتم بذلك رغم انه هو الذي حزب الوحدة, وإنما ظل يهتم فقط بحياته الداخلية و علاقاته بالأحزاب الأخرى , وبالتسكين الوظيفي لاعضائه, وذلك بسبب أن أكثريته الساحقة أصبحت من المعارضة السابقة للنظام في الشمال ومع ظهور الأزمة الأخيرة التي أدت الى كارثة الحرب وإعلان الانفصال زج الحزب بكامل طاقته من اجل تحزيب الأزمة و نجح في ذلك تماما, و لكن مع قيام الحرب انتفت الحزبية من الأزمة وأخذت الحرب طابعها الموضوعي كحرب بين مؤسسات دولة الشمال السابقة و مؤسسات دولة الجنوب السابقة بعيدة كل البعد عن الحزبية, ولهذا فان الحرب وإعلان الانفصال ليس لهما علاقة بالحزبية, ولا داعي لتحزيبها, اذا كان أصحاب السلطة بالفعل دعاة وحدة دائمة و ثابتة بين الشطرين
43- إن الوحدة اليمنية ليست إذابة كيان في كيان و إنما هي وحدة سياسية بين كيانين أما إذابة كيان في كيان فهي ضم وإلحاق بالضرورة ولهذا إنني على يقين تام بأنه بعد كل ما حصل لا يوجد ولا يمكن ان يوجد أي حل لتأمين مستقبل الوحدة و إخراجها الى بر الأمان الدائم , و بناء سلطة النظام و القانون غير الحل الوارد أعلاه فقط حيث أنه بدون هذا الحل فأن البديل هو المزيد من الركود و عدم الاستقرار, وبالتالي تمزيق اليمن لا محالة. فالوضع القائم في نظر سكان الجنوب و في نظر العالم بالنسبة للوحدة اليمنية هو عبارة عن وحدة ضم بالقوة وليست و حدة سياسية بالقناعة بين شطرين كانا دولتين, وهي بشكلها الحالي غير مقبولة لدى العالم و لدى سكان الجنوب مهما كانت المجاملات الدولية للسلطة و مهما كانت حيلة وشطارة السلطة تجاه سكان الجنوب.
44- أن الأيام القادمة ستفرض بالضرورة اصطفافا جنوبيا من أجل إصلاح مسار الوحدة أو الدخول في مؤامرة مع المعارضة للإطاحة بالسلطة وبعد الإطاحة بالسلطة الله أعلم كيف يمكن ان تكون علية اليمن و كيف يمكن أن تكون علية مصير أصحاب السلطة و لهذا فأن أفضل الطرق لإنقاذ الوحدة وإنقاذ أصحاب السلطة هو الحل الوارد أعلاه فقط.
45-إن السلطة بإمكانها أن تقدم على هذا الحل الوارد اعلاة من خلال حوار سياسي مع الجنوبيين في الداخل و الخارج و على رأسهم من هو منهم في السلطة و اذا ما فعلت ذلك سواء عبر حوار او من دون حوار فإنها سوف تؤمن مستقبل الوحدة و سوف تتمكن من بناء سلطة الدولة و فرضها على كامل تراب اليمن و سوف تدخل التاريخ من اوسع ابوابه.
46-إنه طالما وأن الإنسان لا يمكن ان يصل الى المعرفة المطلقة لكافة الأشياء ,فأن التفكير و البحث الدائمين فيها هما وظيفة العقل الذي أكرم الله الإنسان به وهذا التفكير و البحث الدائمان و المستمران في مشكلات المجتمع هم أمر ضروري و موضوعي و منطقي , وإلا ركدت وماتت حركة الحياة الاجتماعية في المجتمع و وبالتالي فان الذين يسخرون, من التفكير والبحث في مشكلات المجتمع هم كارثة المجتمع و هم الأغبياء الحقيقيون , لأنهم لا يستطيعون أن يبرهنوا بأنهم قد وصلوا الى نهاية المعرفة حتى في شؤون أعمالهم اليومية فقط و هذه السخرية عادة مايصاب بها المنتصرون في الإحداث العسكرية و الإحداث الإدارية
47-إن المنتصر في الاحداث العسكرية و الاحداث الادارية كقاعدة عامة يكونون أكثر بعدا عن فهم الحقيقة , بينما المهزومون يكونون أكثر فهما لها بالضرورة ولكي يفهم المنتصرون الحقيقة فانه بموجب هذه القاعدة العامة لا مناص لهم من هزيمة لكي يفهموا الحقيقة حيث انه كقاعدة عامة تقريبا لا يفهم الحقيقة في الاحداث الاجتماعية غير المهزوم فلا يمكن للانسان في الاحداث الاجتماعية و الادارية ان يفهم الحقيقة الا عبر الهزيمة و ليس عبر النصر اذ أن المنتصر كقاعدة عامة تقريبا لايرى حجم أخطائه , و بالتالي فان كل منتصر لا بد له من هزيمة لكي يفهم الحقيقة, وهكذا دواليك الحياة وحتى يصل جميع الناس في الاحداث الاجتماعية الى فهم الحقيقة . فهل يمكن للسلطة قي اليمن ان تكون استثناء و تفهم الحقيقة و تقبل بها دون المرور بالهزيمة؟!
اخيراً اقول لكم سعادة الرئيس بان الجنوب كان دولة و ليس جزاء من اليمن و لكن نتيجة لشعارات القومية العربية و خداعنا بالوحدة العربية , اليوم الجنوب يدفع ثمنها... أتمنى بان تحتفض بها لتاريخ..
لكم تحياتي محمد حيدة مسدوس صنعاء بتاريخ 20 مارس 1995.

الزامكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
د.محمد حيدرة مسدوس (قبل أن تدخل الشياطين) هلالي المنتدى السياسي 18 2011-05-19 03:32 AM
إلى الجنوبيين في الحوارالخميس , كتب/ د. محمد حيدرة مسدوس الشائوف المنتدى السياسي 13 2010-08-27 03:21 AM
محمد حيدرة مسدوس ،، [توضيح للحراك] ،،، بن عطـَّاف المنتدى السياسي 4 2009-10-30 11:12 PM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر