شهداء الجنوب .. أرواح أزهقت لتـُحيي ضمير شعب ..! رائد علي شايف

[حسين بن طاهر السعدي]

عدن - صدى عدن - خاص - رائد علي شايف
تسير الثورة الجنوبية السلمية ممثلة بـ ( الحراك السلمي الجنوبي) بثبات كبير نحو تحقيق أهدافها التي انطلقت لأجلها في العام 2007م والساعية إلى استعادة الدولة الجنوبية وإنهاء الوحدة مع الشمال التي تمت في العام 1990م والتي يرى الجنوبيون أنها قد انتهت تماماً وذبحت من الوريد إلى الوريد عند إعلان الشمال الحرب على الجنوب في صيف 1994م .
ولعل الأمر البارز للعيان في ثورة أبناء الجنوب هو ذلك الكم الهائل من الشهداء والجرحى الذين سقطوا خلال المسيرة الظافرة للحراك الجنوبي حتى اليوم وأريقت دمائهم في مختلف شوارع المدن الجنوبية وهم ينشدون الحرية والكرامة ويبحثون عن قيم المساواة وحقوق الإنسان بصدور عارية ليسقي أولئك الفتية بدمائهم تراب الوطن الطاهر الممتد من المهرة إلى باب المندب .
وكان لتلك الدماء الزكية التي سفكت على امتداد الساحة الجنوبية التأثير الكبير في إثارة ضمائر الناس وإيقاظهم من سباتهم العميق وإجبارهم على الانضمام إلى صفوف الثورة الشعبية التي ما برحت تزداد جماهيرية وصخباً ويستعر غليانها في مختلف الساحات في نضال مستمر باحثين عن ميلاد وإشراقه فجر جديد و سعياً إلى استعادة حقهم بعزم من حديد .
نعم كانت دماء الشهداء التي تسفك يومياً خلال مظاهرات وفعاليات الحراك الجنوبي السلمي ما هي إلا عبارة عن وقود محرك لقطار الثورة الشعبية ودافعاً قوياً للاستمرار في المضي قدماً من أجل الوصول إلى نقطة التوقف الأخيرة إيذاناً برفع الراية الجنوبية خفاقة فوق قلعة صيره هناك في عاصمة الجنوب الأزلية مدينة عدن ..!
ولم يبخل أبناء الجنوب يوماً أو يتخاذلوا في تقديم التضحيات الجسيمة فداءً للوطن حيث وهبوا أنفسهم وأرواحهم رخيصة في سبيل انتصار قضية شعبهم العادلة ولكي ينعم أهلهم بمستقبل أفضل يليق بهم وبأبنائهم من بعدهم في كنف دولتهم الحرة والمستقلة ..!
وأمام تلك المواقف البطولية النادرة لأبناء الجنوب ( الشهداء ) يتحتم علينا جميعاً أن ننحني إجلالاً وإكباراً واحترما لأفعالهم العظيمة من أجل الجنوب .. وهذا التقدير لن يكون بالاكتفاء برفع صورهم ونشر أسمائهم في صفحات الصحف والمواقع الالكترونية فقط .. ولكن بالاهتمام والرعاية الكاملة لأسرهم وأبنائهم من بعدهم .. بمد يد العون لهم .. بمواساتهم .. بالأخذ بأيديهم وتشجيعهم وتأهيلهم .. بتقديم العطاء السخي لهم .. برفع الفاقة والعوز عنهم .. وتخفيف أعباء الحياة الثقيلة عن كواهلهم .
لن يكون ذلك التقدير إلا بالسؤال الدائم عنهم وعن أحوالهم وحاجتهم .. بعد أن تركهم راعيهم ( يتامى وثكالى وأرامل ) ووهب روحه فداءً للجنوب أملاً منه في (غد) أفضل لنا .. بينما نحو قد نسيناه ونسينا أهله ( اليوم ) وقبل حتى أن ننعم بخيرات ذلك الغد ..!!