شهداء ثورة الجنوب... روح الثورة والوطن المتجدد

[وليد الضالعي]

شهداء ثورة الجنوب... روح الثورة والوطن المتجدد

قد تمر الأسابيع والأشهر وربما القرون, لمن أمده الله بعمر طويل... وتظل جوانحنا تضج وتتجدد بذكرى إحياء الاحتفالات الوطنية لشعب الجنوب في الأشهر الماضية, ذكريات ثورة أكتوبر, الاستقلال الوطني, التصالح والتسامح ونحن أصحاب القرار في آن. ومن الطبيعي أن تسارع الأحداث من حولنا بإفرازاتها المتعددة ومتغيراتها المتنوعة وتأثيراتها المحتملة على القضية الوطنية الجنوبية... تستدعي جملة من التساؤلات, مثل: هل تركت تلك اللوحات الرائعة التي رسمها شعب الجنوب أي مفعول أو أثر ايجابي على جوانح وتفكير القيادات؟. وهل كان لابد من كل هذا العناء ودفع الثمن الباهظ, ليعود الجنوب وطنا وشعبا ودولة حرا مستقلا ؟.

بكل تأكيد, أن تجنب الوقوع في مثل ذلك الشرك كان ممكنا, لو تحملت قيادات نظام الحكم السابق في الجنوب مسئولياتها كأولياء للأمر وتصرفت بحكمة, وقامت بأداء واجباتها الوطنية كمسئولين جديرين بمواقعهم التي أوكلوها لأنفسهم, دون أدنى مراعاة للأسس والثوابت المتبعة في شئون أنظمة الحكم وأصول قيادة الدول والشعوب والأوطان, وعرفت تلك القيادات السابقة إن المغامرة بالشأن السياسي الوطني والاستبداد باتخاذ القرارات الانفرادية غير المدروسة ليست جزء من شئون الحكم, بل هي ممارسات دكتاتورية تؤدي إلى عواقب كارثية وخيمة يكون ثمنها باهظاً.

في هذه الصدد, رغم الاستنزاف في كافة المجالات الذي سببته كارثة المغامرات, وثمن التضحيات الباهظة من أجل التحرير والاستقلال... وفي حين إن صدى تلك الذكريات العزيزة على القلوب يضج في جوانح أبناء شعب الجنوب, فإنه يفضل لو أن هؤلاء القادة السابقين... وإليهم من يلف حولهم ومازالوا يحملون نفس النهج الفكري والتوجه السياسي السابق... لو إنهم نظروا إلى الأمر من زاوية أخرى, زاوية تجاوز الرداءة والإصرار على مواصلة نفس الفكر والمنهج والأسلوب والوسيلة, لأن هذا السلوك المغامر والآثم إذا قوي وتأصل سيؤدي بنا إلى نفس النتيجة التي أودت بنا إلى هذا الواقع المؤلم.

أمس أمس واليوم اليوم, وعلى الغافل منا أن يفيق من سباته, فلا سيطرة ولا تحكم إلاّ لشعب الجنوب.

منقول