الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-01-06, 05:22 PM   #11
نور
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-11
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنوبي بلاحدود مشاهدة المشاركة
احتلال الجنوب انهى شرعية ج ي د ش ومآسيها وحزبها ورموزه
و فشل الاستعمار اليمني في الجنوب انهى شرعية الوحده اليمنيه والثورتين وكما قال الشاعر :
يا سبتمبر قل اكتوبر ---------كل منا امسى في قبر
والسؤال هنا من سيطرد الاحتلال ؟
فهو من سيعيد تثبيت الهويه الجنوببه العربيه ؟؟
ويجب ان يكون هو الدينمو المحرك للشعب الجنوبي
وللثوره الجنوبيه الان
ولكن للاسف لم يتجاوز دورنا (كجنوبيين عرب و مؤمنين بما نقول) المنتديات
اما ابطال الساحات
وقياداتها
والدافعين للاموال
فهم خليط عشوائي فكريي تجمعه المصالح السياسيه فقط ولييس الهويه
حقائق غائبة عن ثورة 14 أكتوبر 1963م

كثير من أبناء شعب الجنوب العربي لا يدركون ويعرفون الحقائق الصحيحة لما يسمى بثورة 14 أكتوبر 1963م والتي انطلقت من على قمم جبال ردفان ويخرج اليوم شعب الجنوب العربي الاحتفال بها بنية صادقة وحقائق غائية عن الجميع لان الكثير ماتوا ولم يكشفون من خطط لها؟ وما هي أهدافها؟ وما هي إنجازاتها؟ وضد من قامت؟

أوضاع الجنوب العربي قبل 14 أكتوبر 1963م
شعب الجنوب العربي لم يكون تحت الاستعمار والاحتلال البريطاني كما يردد اليمنيين بل كانت دول قائمة تحكم نفسها بنفسها وهي اعرق من دولة اليمن التي تم إعلانها عام 1918م وكانت من أرقا الدول حينها على مستوى الجزيرة والخليج واليمن كان يعيش في العصور البدائية وكان اليمني اجني في عدن وكانت عدن مستعمرة فقط ونريد من الثوار إن يوضحون لشعب الجنوب العربي منهم الذين قتلوا من الجنوبيين العرب على أيادي البريطانيين لنقارنهم بالعدد الذين قتلتهم الثورة ولو لا ثورتهم لخرج البريطانيين بسلم مثل ما خرجوا من عمان الجارة.

عدن مستعمرة بريطانية
كانت عدن مستعمرة بريطانية وحدودها إلى نمبر 6 بين الشيخ عثمان ودار سعد والى فقم خلف صلاح الدين ونقطة العالم باتجاة أبين كانت من أجمل المدن في العالم العربي ومنطقة حرة وثاني مينا في العالم فيها التجارة والثقافة والتقدم في كافة المجالات كانت قائمة حكومة عدن ومجلس تشريعي وشرطة وهجرة ومختلف قواعد المجتمع المدني تعليم وتلفزيون وسينما عايش فيها العرب وغيرهم من الاغليات بأمن وسلام وعلى حدودها مشيخة العقارب في بير احمد مستقلة وتم تأسيس عاصمة اتحاد الجنوب العربي في الخمسينات وهي مدينة الشعب الحالية.

لحج
كانت سلطنة لحج من أجمل الأرض في الجزيرة العربية مشهورة في بساتينها وفنها لها مجلس تشريعي وكانت الحوطة والحسيني من أجمل الاستراحات واشرحها وعلى حدودها سلطنة الحواشب وعاصمتها المسيمير والشريجة مركز الجمرك مع اليمن وتليها مشيخة العلوي وعاصمتها الملاح وبعدها إمارة الضالع التي كانت موقع سياحي يزورها الأوربيين من وقت طويل وبجوارها مشيختان ألمفلحي وعاصمتها خلة ومشيخة الشعيب وسلطنة يافع العليا وعاصمتها المحجبة.

أبين
كانت أبين الحالية تشمل على سلطنة ألفضلي وعاصمتها زنجبار وسلطنة يافع السفلى وعصمتها الحصن وسلطنة العوالق السفلى وعاصمتها احور وسلطنة العواذل وعصمتها زارة وولاية دثينة وعاصمتها مودية كانت لكل منهم حكومتها الخاصة واشتهروا في زراعة القطن في دلتا أبين واحور وزراعة الفواكة والخضروات في لودر ومكيراس ودثينة وكذا الأسماك في شقرة والكود واحور.

شبوة
كانت فيها سلطنة الواحدي وعاصمتها بير علي ومشيخة العوالق وسلطنة العوالق العلياء وامارت بيحان ارض زراعية ومراعي لتربيت كثير من الحيوانات وكذا زراعة الخضروات في بيحان وحبان والعسل في وادي جردان وكانت الغالبية من أبناء العوالق قيادات الجيش والأمن للجنوب العربي حينها وكذا تم اقتطاع جزء من سلطنة القعيطي وضمه إلى شبوة.

حضرموت
كانت فيها سلطنة القعيطي وعاصمتها المكلاء وكتب عنها احد المستشرقين بأنها اصغر وأجمل مدينة في العالم وفيها الشحر وغيل باوزير والقطن والريدة وكل مدن الساحل إلى حدود المهرة لها جيش وشرطة وقضاء ودولة مكتملة فيها العلم والتجارة والتواصل مع العالم وكذا سلطنة ألكثيري وعصمتها سيؤون اشتهرت في مركزها الديني تريم والسلطتين مشهورتان في التجارة والزراعة والعلم والأسماك والسلام والحب بين قاطنيها وعلاقتهم مع شعوب العالم بالهجرة منذ القدم.

المهرة
وتشمل محافظة المهرة وجزيرة سقطرى وعبد الكوري وكانت العاصمة الغيضة وأحيان سقطرى لها لغة خاصة إلى جانب العربي هي اللغة المهرية اشتهرت في الزراعة والأسماك والهجرة وفيها مناطق خضرى وجبال شاهقة في شرقها وصحارى في الشمال فيا تربية الحيوانات ولها عادتها الخاصة وهي التي لإزالة تحتفظ في عادات وتقاليد ولغة العربية القديمة أكثر من غيرها من دول الجنوب العربي والعالم العربي كاملاً.

علاقات الحكومات في ما بينها ومع بريطانيا
كانت علاقات مودة وحب بين حكومات ودول الجنوب العربي ويحق لأي فرد إن يتنقل ويذهب ويعيش في أي جزء منها ومن العادات والتقاليد والأعراف بان تحترم عادات وتقاليد المجاميع التي تنتقل أليهم سوا كانوا حضر أو بدو أو قبائل وتكون معهم في السراء والضراء وإذا حدثت جرائم يتم اتخاذ الإجراءات فيها وفقاً والقانون السائد والأعراف المتعارف عليها في داخل الدولة أو مع جيرانها وكل هذة الحكومات عقدة اتفاقيات حماية مع بريطانيا وكانت أولها في عام 1802م بين سلطنة لحج وبريطانيا بشان السماح للسفن البريطانية إن ترسي وتتمون من ميناء عدن ولا وجود حينها لشيء اسمه اليمن سوا كان شعب أو ارض أو دولة كما يزعمون الثوار اليمنيين بان الجنوب العربي جزء من اليمن.

قررت بريطانيا بالانسحاب من المستعمرات في 1948م بما فيها عدن
كان قرار الانسحاب من المستعمرات قرار بريطاني وقدمت كشف بتاريخ الانسحاب من كل مستعمرة إلى لجنة تصفية الاستعمار في الأمم المتحدة في 1948م وكان محدد إن تنسحب من عدن في 8.2.1968م وكان من واجب بريطانيا إن تهيا الضر وف للانسحاب من كل المستعمرات وأشعرت كل القيادات في مستعمراتها ومنها كثيرة في الجزيرة العربي والتي ساروا وفقاً والخطة التي رسمتها بريطانيا وهم اليوم ينعمون في الأمن والاستقرار ومنهم قطر وعمان والأمارات والبحرين والكويت والأردن وبنفس الحال كان مخطط لدول الجنوب العربي إن تكون في إطار اتحاد مثل الأمارات أو دول مستقلة مثل قطر وعمان وغيرها لان فكرة الاتحاد كانت طواعية وليست إجبارية كما يدعون الثوار وكانت فكرة الاتحاد مطروحة من قبل المثقفين والقادة الجنوبيين العرب وعلى رأسهم شيخان الحبشي ومحمد علي الجفري.

الأطماع الزيدية في الجنوب العربي
من يوم أسس الزيدية مذهبهم في صعدة وهم يدعون بان من يمين الكعبة ملكهم وقاموا بعدد من الغزوات إلى مناطق الجنوب العربي ومن بعدهم المملكة المتوكلية اليمنية التي تاسسة في 1918م وقمة باحتلال جزء من الضالع والشعيب ويافع والعواذل وقاتلهم الأجداد والإباء قتال عنيف حتى هزموهم وفروا هاربين والتاريخ يشهد على المعارك البطولية والتضحيات الشجاعة التي سطروها ومني بها أهل اليمن الغزاة.

الشيوعية ضد دول الجنوب العربي
قبل 14 أكتوبر كان البعض من السلطنات الحدودية مع اليمن يهرب البعض من أبنائها إلى عند الإمام في صنعاء ويطلبون منه الدعم وكان يستقلهم ويتم تموينهم بالسلاح والذخائر ويعودون إلى القتال ضد أهلهم في الضالع والشعيب ويافع وبيحان ومكيراس وكان الأمم له هدف السيطرة على الأرض وكان هدفهم السلاح والذخيرة وكانوا يسمون أنفسهم بالشوعية وخلقوا فوضة في كثير من المناطق وكانوا يمونون من قعطبة والراهدة والبيضاء وحريب.

انقلاب 26 سبتمبر 1962م في صنعاء
تم انقلاب على الإمام في صنعاء وأعلنوا الجمهورية اليمنية وذهب كثير من أبناء الجنوب العربي وقتلوا وجرحوا تحت حجة الثورة اليمنية و العربية التي كان يقودها عبد الناصر في مصر ضد الاستعمار وأبناء الجنوب العربي كانوا ضحيتها نتيجة الجهل و بعكس جيرانهم في دول الجزيرة والخليج الذين تنبهوا وتجنبوا خطورتها والتي لازال يعني منها الشعوب التي جرت خلفها منها العراق واليمن والسودان وسوريا وليبيا أي الجمهوريات العربية فهي تعيش في فوضوية نتاج الثورات التي قادهوا ضد شعوبهم وأوطانهم.

أهداف الزيدية والملكية والجمهورية اليمنية قائمة
لم يتخلوا الزيديين وبعدهم اليمنيين قاطبة عن إطماعهم في الجنوب العربي وباسم الجمهورية والثورة والعدا للإمبريالية والاستعمار استقلوا المجاميع التي ذهبت من ارض الجنوب العربي إلى صنعاء للمشاركة في ثورة 26 سبتمبر وكذا قاموا بتنشيط المهاجرين اليمنيين في عدن وقاموا بتشكيل الأحزاب والتنظيمات والتجمعات ونشر سموم الثورة والترويج إلى اليمن الواحد على طريق الوحدة العربي وكان الجنوبيين العرب الذين شاركوا في حرب صنعاء إحداث والغالبية أمين فلاحين لا يفقهون في السياسة ولا مطلعين على خفيا الأمور لليمنيين وخلقوا الفوضة في أراضي الجنوب العربي ووصلونا إلى الوضع الذي نحن فيه اليوم والبعض لا يزالون تحت التخدير والوباء اليمني الخبيث.

قرأت الأمم المتحدة بشان استقلال الجنوب العربي
اتخذت الأمم المتحدة قرأتها بشان استقلال الجنوب العربي وقامت بريطانيا بالتنسيق مع قيادات الحكومات بالتهيئة لتسليم الاستقلال ولو لا تدخل اليمن في شؤون الجنوب العربي ولو لا قيامهم في التخطيط والدعم والتنفيذ لثورة ضد الجنوب العربي مستقلين الشباب الثوار ومنهم لا يزال البعض عايش لكن الجنوب العربي مثله مثل جيرانه من دول الجزيرة والخليج ولكن الجهل يقتل صاحبه وهذا ما حدث بان ثوار الجنوب العربي قاموا بثورة ضد أهلهم وذويهم ضد أرضهم وإعراضهم وضد أموالهم وضد أنفسهم وها هم اليوم البعض في القبور والبعض في السجون والآخرين في المنفى يبكون وينوحون وفاقدين كل شيء.

ماذا حدث في يوم 14 أكتوبر 1963م
قبلها بأيام عاد مجموعة من قبيلة القطيبي التي ينتمي إليها الشهيد راجح غالب لبوزة وكانت في الحبيلين كتيبة من جيش اتحاد الجنوب العربي وقتها ولا يزال بعضهم إحياء إلى اليوم ولم يكون هناك أي جيش لبريطانيا لان جيشها في عدن ولكن خارج عدن يتواجد جيش اتحاد الجنوب العربي وكان يوجد بعض مدربين أو ضباط سيأسين وحدث بان احد الطباخين في معسكر الحبيلين وهو من تعز اليمن سرق معدات طباخة وهرب إلى قبيلة القطيبي والتي هي بجوار معسكر الحبيلين وتم إلغاء القبض علية من قبل الدورية في الوادي بالصدفة وصاحوا البعض من المتواجدين من أفراد القبيلة وقاموا بطلاق النار على الدورية لكون الهارب لجاء أليهم وكانت الدورية محاصرة في الوادي وتجمع أفراد القبيلة على رؤوس الجبال وقتل واحد منهم في الوادي وراجح لبوزة كان راس جبل البدوي ولم يكون موجود في وادي المصراح وقام الجيش بإطلاق قذائف مدفعية إلى راس الجبل بشكل عشواي بهدف فك الحصار على الدورية التي هي من جيش الجنوب العربي فاتت شضية من قذيفة مدفعية وأصابت راجح لبوزة وأدى إلى وفاته وبالصدفة والذي حصل بأنه مات ولم يكون يعرف بأنه ثائر أو سوف يكون أول شهيد لثورة وصلت الجنوب العربي إلى شطر من اليمن وجزء منه ولو قام اليوم لا يمكن إن يقبل أو يرضي بهذا الوضع المزري الذي أصبح أبنائه وأحفاده عبيد عند اليمنيين وأنتها الحادث باثنين قتلا ومصاب في نفس اليوم وكلهم من أهل قطيب لان حينها لا يود كيان اسمه ردفان.

وصل خبر استشهاد لبوزة إلى صنعاء
عند وصول الخبر إلى وحدته العسكرية وكذا بعض من أبناء الجنوبيين العرب الذين هم في صنعاء موظفين مع الدولة اليمنية في الجيش والأمن والجهاز المدني ومنهم قحطان الشعبي كان وزير الدولة لشؤون الجنوب اتخذوا قرار بان راجح لبوزة سوف يكون أول شهيد وان يوم 14 أكوبر سوف يكون يوم إطلاق الثورة ضد الجنوب العربي المزيف وللعلم بن الحدث تم في يوم 13 أكتوبر وليس 14 أكتوبر وتم تقديم المقترح إلى القيادة اليمنية وقال لهم ألكبسي والذي كان قائد اتجاه قعطبة وهو قديم من ضباط الأمم فرصة بان نشجع الجنوبيين وسوف يخلقون فوضة من اجل تخفيف الضغط على الجمهورية وقدم المقترح إلى المصريين وساندوا المقترح وتم فيما بعد تأسيس جبهة لتحرير جنوب اليمن المحتل أي بعد ما يسمى ثورة 14 أكتوبر التي كانت بالصدفة وليس مخططة.

أهداف ثورة 14 أكتوبر تم إعلانها في 1966
حادث 14 أكتوبر لم يكون مخطط ولا محدد وكان عارض واستقل الحدث اليمنيين وشجعوا الجنوبيين العرب على الاستمرار في ما يسمى بالثورة وحذر الجنوبيين العرب بكل فئاتهم إن هذة فوضة وليست ثورة وان قرار الاستقلال محدد وسوف تنسحب بريطاني بدون قتال وأصدر عبد رحمان جرجرة كتاب ارضي الطيبة وقال لماذا نقتل النفس التي حرم الله قتلها ولماذا نحرق الزرع الذي غرسنها بأيدينا وتم إعلان أهداف الثورة في عام 1966م بعد إن تشجعت وتوسعت بشكل غير مخطط وبعم الاستخبارات اليمنية والمصرية والأهداف هي:
1- النضال ضد الاستعمار البريطاني والحكم الانجلوا سلاطيني
2- النضال ضد السلاطين والمشايخ والأمراء وعملاء الاستعمار من العهد البائد
3- النضال ضدا كبار الضباط في الجيش والأمن والجهاز الإداري المدني
4- النضال من اجل وحدة الشعب اليمني
5- النضال ضد الإقطاع والقبيلة والكهنوت
6- النضال ضد الدولة الانفصالية اتحاد الجنوب العربي

إنجازات ثورة 14 أكتوبر
حققت ثورة 14 أكتوبر الإنجازات الهامة التي رسمها اليمنيين في صنعاء وهي:
1- إلغاء استقلال الجنوب العربي ودولته المركزية والحكومات المحلية
2- انشأ جمهورية يمنية على ارض الجنوب العربي اسمها اليمن الديموقراطي
3- وطنت المهاجرين اليمنيين وسلمتهم إدارة الدولة
4- اصدرة قرار بان الأرض والبر والبحر ملك للدولة اليمنية الجديدة
5- غيرت هوية الجنوب العربي من قطر مستقل إلى جزء وشطر من اليمن
6- أممت وصادرة كل الممتلكات للجنوبيين العرب
7- صفت عن طريق القتل والسحل والنفي وبالترغيب والترهيب كل روح جنوبية عربية
8- رسخت الثقافة اليمنية وزورت التاريخ من عربي إلى يمني
9- مسخت الولاء والعزة والكرامة عند الجنوبيين العرب لهويتهم ويمننتهم
10- ضمت الجنوب العربي إلى اليمن وفقا لأهداف الإمام اليمني وإطماعه
11- مسحت هوية وارض وشعب ودولة من على الوجود ولم يحدث مثلها قط في التاريخ
12- كان مخطط إن يتم تسليم الجنوب العربي إلى اليمن في 30 نوفمبر 1967م ولكن مقاومتهم أخرت التسليم إلى 22 مايو 1990م بعد إن تمت التصفية طول الفترة التي حكمتها الجمهورية اليمنية الديموقراطية
13- الاجتياح العسكري الذي تم في عام 1994م كان حصيلة حاصل لأهداف الثورة 14 أكتوبر ولكن الثوار يخفون الحقائق على شعب الجنوب العربي وكان الواجب عليهم إظهارها ولكن خوفهم من اليمنيين هو الذي جعلهم ضعفا أو ضعف من الضعفاء.

احتفال الضحية بيوم تضحيته
لم يحدث في شعوب العالم إن يخرج شعب في العالم بالاحتفال في اليوم الذي هو يوم الجريمة المرتكبة في حقه وسيادته وهذا ما يحزن الجميع من أصدقاء الجنوب العربي فقال رئيس الوفد البريطاني في محادثات جنيف اقعشرر بدني عند ما شاهدت مجموعة من الإحداث يطلبون بتغير هويتهم إلى هوية دولة أخرى مجاورة لها إطماع في احتلالهم وهذا متحدث إن خرج الشعب الجنوبي العربي بعد قيادته بالتظاهر من اجل إعلان دولة يمنية على أرضة أسوا بكثير من الاستعمار البريطاني ومن اجل تأميم ممتلكاته ومصادرة أرضه وتخفيض مرتباته والاحتفال بكل حادث يتم فيه تصفية مجموعة من قياداته وكذا الاحتفال في ضم أرضه إلى اليمن واليوم وهو محتل ومنهوب ومسلوب الإرادة وطول 46 عام قتل وسجن وسحل ونفي وهو يخرج يحتفل بثورة أهل اليمن الاكتوبرية.

هل ثورة 14 أكتوبر يمنية أو جنوبية عربية
الكتاب يبان من عنوانه حيث لثورة 14 أكتوبر إنجازاتها الواضحة وهي تصب لصالح كل اليمنيين حيث سلمتهم ارض الجنوب لعربي مثل أرضهم اليمن ثلاث مرات وهجرت المواطنين الأصلين إلى مختلف دول العالم وأصبحوا أبناء الجنوب العربي بدون هوية وهنا نطلب من كل الإخوة الجنوبيين العرب الذين يفتخرون بثورة 14 أكتوبر اليمن ولوليدة لثورة 26 سبتمبر اليمنية ألام ماهي الإنجازات التي حققتها لشعب الجنوب العربي ؟؟؟؟؟
بقلم
البحر العربي
2007


منقول
نور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-01-06, 07:07 PM   #12
لشري
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-15
المشاركات: 2,488
افتراضي

الله أغلق عقول الرفاق ولم يشاهدون أو يسمعون ولم يبصرون ولم حيبون إلا جلادهم (((اليمن))) والجنوب العربي عدوهم هكذا لغنهم اليمنييون من ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م. وأصبحوا شر على الجنوب العربي وخير لليمن. مهما كلفهم من ثمن.
لشري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-01-07, 02:13 AM   #13
نور
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-11
المشاركات: 2,071
افتراضي

الجنوب العربي: في سنوآت الشدة :عبدالله الجآبري
الكتآب الأول : بدآية مصرية
طريقنآ الجديد بدون قحطآن

إن مآ يحدث اليوم في الجنوب العربي : لآ يندرج في قآئمة الأخطآء التي لآ بد لأي نظآم في طور توطيد وجوده .. والتمكين لنفسه في الأرض . من إرتكآبهآ أنه نهج معتمد .. وسيآسة مدروسة .. وخطوآت محسوبة : تؤدي بالتدريج - وكمآ تدل البينآت - إلى تونير الحيآة .. وخلق المشكلآت دآخل الجنوب العربي .. (( والزج )) به في ذآئرة صرآع عآلمي مآحق وإثقآل كوآهلنآ بإلتزآمآت لآ تستطيع إمكآنيآت شعبنآ الصغيرة أن تتحملهآ ..

إن جوهر معآرضتنآ لنظآم الحكم الجديد في الجنوب يرتكز اولآ وقبل كل شيء الى حقيقة مسلم بهآ هي في أعتقآدنآ . فوق مستوى الجدل ..

نحن نعتقد أن تزع الصفة الإستعمآرية عن الجنوب العربي .. وتحقيق وحدته .. وقيآم سلطة شعبية على أرضه (( بدآية معقولة )) . تخلق الشروط الضرورية لتطوير مصآدر القوة الإقتصآدية .. وتحريك كل قطآعآت الشعب لأغرآض البنآء .. ومجآوزة دآئرة التخلف .. والفقر التي رسمهآ لنآ وفرضهآ علينآ حكم إستعمآري دآم مآئة وثلآثين عآمآ ..

ولهذآ فعندمآ نطآلب بعدم توسيع دآئرة أعدآئنآ في العآلم وإعلآن حآجتنآ إلى صدآقة جميع الدول العربـــيـــة بالذآت وعونهآ يجب أن ينظر إلى مآ نطلبه على أنه (( صوآب )) .. ومثل هذآ الموقف - كمآ نظن - قمين بأنه يغري أي حكومة تقوم على أرض الجنوب العربي (( بمزآيآه )) مآ عدآ حكومة (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) .

ويبدو أن مفعول مدرسة (( أبو لمعة )) ، أمتد إلى كل مكآن .. فخلق لنآ حتى في الجنوب العربي طآئفة من الرجآل يتملكهم ميل شديد إلى التبجح .. والإعلآن عن مشآريع تتجآوز حدود شجآعتهم الشخصية .. وتتجآوز حدود طآقآت شعوبهم .. إنهم رجآل لهم كل خوآص (( المهرج النآجح )) .. ومآ ينقصهم فقط هو الروح المرحة .

إن دولة مستقلة حديثآ كالجنوب العربي بموآردهآ الضئيلة ، لآتملك أن تقدم للعآلم سوى (( التمنيآت الطيبة )) .. ولآ خيآر لهآ في أن تسلك سبيلآ آخر .. ذلك أنهآ إن أرآدت خيرآ لم يعنهآ الدهر عليه .. وإن أرآدت بأحد سوءآ لم تستطع إيجآد أسبآبه .. وإذن فالعقل يقضي على أية سلطة تتولى أمرنآ في الجنوب أن تظهر شيئآ من التوآضع .. والتوآضع ركن من أركآن الحكمة السيآسية والخلقية .. تتوآضع في سيآستهآ الخآرجية بمآ يتنآسب وحقآئق وضعنآ كشعب صغير فقير .. وتتوفر جهودهآ على المشكلآت الكبآر التي خلفهآ لنآ الإستعمآر وترتب أحوآلنآ .. وتنسق موآردنآ . وتستفتح علينآ أبوآبآ للرزق تلبي على الأقل الضرورآت العآجلة لمجتمع تركه الإستعمآر على الحصيرة .

ولآ ينطوي مطلب التوآضع هذآ .. على أي مسآس بحقوق السيآدة أو كبريآء الشعب . كمآ أنه لآ يعني الإمتنآع عن الإظطلآع بأية مسؤولية تفرضهآ علينآ شروط السلآمة أو الدفآع عن حقوق الأمة العربية في فلسطين .. أو أي مكآن آخر من الوطن العربي . كمآ أنه لآيعني عدم مسآندتنآ لحق (( تقرير المصير )) بالنسبة لجميع الشعوب .. والوقوف ضد كل إتجآه عدوآني يرمي إلى تخريب الأسس المقدرة للأمن والسلآم في العآلم .. كلآ ..

إن مآ نطلبه هو ألآ نبدو في (( الصورة .. أو المضمون )) ، كمآ لو كنآ (( عملآء )) لمعسكر معين من قوى الصرآع في العآلم وبالتآلي نحرض المعسكر الآخر على أن يلتمس أسبآب الكيد لنآ ومخآصمتنآ .. وتحويل أرضنآ ذآتهآ .. وشعبنآ ذآته .. إلى سآحة يحترب فيهآ الروس والأمريكآن .. ونكون نحن مجرد أدوآت هزيلة في أيدي المتحآربين .. كمآ هو الوآقع الفعلي في فيتنآم .. وكوريآ .. وأمريكآ اللآتينية .. بل في كل قآرة .. والفرق هو في جحيم الصرآع .. ومدآه .. وأدوآته . وليس في نوعيته .. وأهدآفه النهآئية ..

ومن الخطأ القول بأن الروس والصينيين قوم (( يتعجلون فعل الخير )) . تحت وطأة مشآعر نبيلة .. وشعور حآد كريم .. ونشدآن للمودة محض .. لآيخآلجه عنصر خسآسة أو خبث أو تشوق للسيطرة ..

إن هنآك من يحآول إقنآعنآ اليوم في الوطن العربي .. بأن دوآعي عمآلته للشيوعية .. وليدة إعتقآده بأنه وجد في الروس والصينيين (( صديقآ أفضل وانبل للعروبة )) ..
غير أن الأحدآث .. أظهرت على مستوى الوطن العربي كله أنه بعد سنوآت من فتح أبوآب العآلم العربي أمآم الصدآقة الوآفدة من موسكو وبكين .. وبعد سنوآت من وضع موآردنآ كلهآ في خدمة جهآز الحزب الشيوعي ضد الغرب في ميآدين .. السيآسة والإقتصآد .. والفكر .. والعسكرة .. وبعد إستظهآر نآدر عجيب لكل ترآث مآركس وانجلز .. ولينين . وبليخانوف وتروسكي ومآوتسي توتنج .. وبعد أن أصبح أرنست شيء جيفآرآ أشهر بمآ لآيقآس من القعقآع .. بل من ابن الوليد في محيطنآ العربي .. وبعد أن طآردنآ النفوذ الغربي إلى طوروس في الشرق .. والنيل الأزرق في الغرب .. وطنجة في الشمآل .. وسقطرة في الجنوب بعد هذآ الجهد الجبآر .. أكتشفنآ أن الصدآقة الروسية والصينية .. لم تجعلنآ أفضل حآلآ .. أو أصعب منآلآ .. بل أسوأ .. إذ وضعت العرب في مواجهة بعضهم البعض .. وأدخلتهم فعليآ في صرآع مع أنفسهم .. وأستنفد الكثير من طآقآتهم .. وأستهلك الجم من قوآهم . وأفسح المجآل وآسعآ للكثير من المشآعر الضآرة أن تأخذ سبيلهآ إلى الضمآئر والقلوب وخلق من دوآعي الفرقة والإنقسآم مآ نحتآج جيل من الجهد للتغلب عليه وقتل أسبآبه وإسترجآع روح التعآون والثقة .

لقد جآهدنآ ضد أمريكآ والغرب ولمصلحة السوفييت والصين - ويجب أن نعترف - جهآدآ كلفنآ الكثير من الأصدقآء .. وجشمنآ الكثير من العنآء . وأجبرنآ على أن نخوض في دمآء بعضنآ البعض بضرآوة تحسدنآ عليهآ الكلآب . وكآن ثمن هذآ كله كمآ هو معلوم .. ومفهوم عدة مئآت من الدبآبآت تركهآ الجيش المصري لإسرآئيل في سينآء .. وترك معهآ سينآء المبآركة .

ولآزلت أثمآن الدبآبآت ديونآ يستوفيهآ الروس من قطن مصر ودم شعبهآ .. وهآ نحن نفيق من حميآ (( الصدآقة )) على كآرثة مروعة هي إمتدآد اليهود في الأرض العربية إلى أبوآب القآهرة .. ودمشق .. مرورآ بثآلث البقآع الطآهرة في العآلم ( القدس الشريف ) .. ومآ حوآه وجآوره من أرض عربية في فلسطين .. وسوريآ ..

وكل مآ فعلته لنآ الصدآقة هو إستخلآص قرآر هزيل من مجلس الأمن يثبت لنآ حقآ نظريآ في هذه الأرض .. دون أن يضعنآ على الطريق السوي لإسترجآعهآ ..

والحآل أن نكبة ( حزيرآن ) بكل طوآيآهآ .. وملآبسآتهآ . وردود أفعآلهآ بالتتآبع أعلنت بشكل جلي (( إفلآس اليسآر العربي )) .. في كآفة الميآدين وأهمهآ .. وهي ثلآثة ..

أ _ الإنجآزآت الدآخلية .
ب _ السيآسة الخآرجية .
ج _ القوة العسكرية .

والأيآم نفسهآ .. التجربة نفسهآ .. الوقآئع نفسهآ .. وليس نحن بل هي التي كشفت إفلآس اليسآر العربي في الحقول الثلآثة ..
إقتصآد منهآر .. وشعوب جآئعة .. تتسلى بالأغآني والنكت .. وتتهلى بالوعود .. ومتعتهآ الوحيدة هي التفرج على موآكب الجنود .. وأرتآل الدبآبآت .. وهيآ كل الصوآريخ الوهمية . في الإحتفآلآت والإستعرآضآت الدورية التي ينظمهآ (( اليسآريون )) بمهآرة وإتقآن يغبطهمآ عليهمآ مدرآء المسآرح ..
سيآحة خآرجية خرقآء ، خلقت لنآ من الأعدآء بمقدآر مآ خلقت لإسرآئيل الأصدآقآء فضلآ عن التعبئة الوجدآنية المستمرة للجمآهير العربية بسوء حكومآتهآ (( المعتدلة )) والتحريض المستمر على العنف والإغتيآلآت .. وتعريض المجتمعآت العربية للتوتر المتصل الذي يعوق .. الثبآت والإستقرآر .. والبنآء ..
قوة عسكرية تصلح فقط للإستعرآضآت .. وليس للنظآل بدليل أنهآ لم تثبت حتى بضعة أيآم .. أو سآعآت أمآم أذل أمة في العآلم وأصغرهآ ..
إننآ نتكلم عن الجنوب العربي و لم نرد فقط الإسآءة إلى أحد أو هدآية النآس إلى جديد لآ يعلموه عن حآلنآ في الوطن العربي بعد نكبة ( حزيرآن ) المؤلمة .. المريرة ..

ضرورة السيآق وحدهآ قضت بأن نورد أجمآليآ ربمآ ينفع الحكم الجديد في الجنوب العربي .. وهو سينفع شعب الجنوب نفسه وذلك .. أكيد .. أكيد ..

إن الحكومة الصآلحة في المنظور العآدي تقآس عآدة بالمحسوس الملموس من إنجآزآتهآ .. وليس بمآ تسبغه على نفسهآ عبر أجهزتهآ من الوجآهة .. والقوة .. والحكمة . فلآيحآولن قحطآن أن (( يعدنآ بالقمر )) .. ويدنينآ من (( الثريآ )) بالأوهآم .. والخيآلآت .. وشعبنآ بعد لم يأمن على نفسه ولم توفر له حكومة الإستقلآل الطمأنينة .. والثقة على الحآل والمآل .. وهو أصغر المكآسب التي توفرهآ في العآدة حكومآت الإستقلآل للشعوب المستقلة .

وإستنآدآ إلى هذه الحيثيآت وكل مآ يترتب عليهآ نحن نعآرض الحكومة الجديدة في الجنوب العربي . ليس عن (( عمآلة )) أو رغبة في السلطة .. ولسنآ متسولين .. ولآ مرتزقة .. نحن أفضل من أن نقود شرآ لشعبنآ .. وأكرم من أن ندآهن سلطة قآئمة على أرضه لآتقدم على حبهآ إيآه .. وحرصهآ على مصآلحه .. وتقديرهآ لمسؤلية الحكم والقيآدة ..

عن تقدير للمسؤولية عميق ووعي بآلغ ودقيق .. لآ نؤيد هذه الحكومة القآئمة في الجنوب العربي .. لأنهآ بدأت تدور بنآ في نفس المسآر الكريه الذي لآ زآل الوطن العربي يئن من أثآره الضآرة ..

الحكومة القآئمة في الجنوب العربي (( يسآريه )) .. أو هي هي بتعبيرنآ (( عميل وقح للشيوعية العآلمية )) .. واليسآر بالنسبة للأمة العربية ، كلهآ أنتهى .. لقد وصلنآ إلى آخر الأنشودة . وآن لنآ كجمآهير .. أن نحآسب أن نفكر .. أن نزن كل حآدثة ونرآجع كل حديث .. بعد أن أقتصر دورنآ طوآل هذه السنوآت على التصفيق والهتآف .. وتأليف الأغآني الحمآسية .. التي تنآسب مزآج القيآدة الرخيص .. لآيجوز قط .. وليس من المسؤلية في شيء أن نسمح لقحطآن أن يزج بنآ في تيه جديد .. نكتشف بعد كذآ من السنوآت أضرآره ..وأخطآره ونحتآج إلى كذآ من السنوآت في تفآدي هذه الأخطآر وملآشآة الأضرآر . لنبدأ مسيرة جديدة

الوقت لآيسمح لنآ بتكرير ( المأسأة ) في الجنوب العربي ونقل .. وتصدير مضآعفآتهآ إلى جزيرتنآ العملآقة .. وشوآهد فسآدهآ مآثلة لأعيننآ في أكثر من قطر عربي .. لآ .. لآ .. هذآ كثير .. وأكثر مآ نستطيع السمآح به .. أو السكوت عليه ..

إن (( الثورية الشيوعية )) الإرهآبية التي قآمت طوآل السنوآت المآضية بتمزيق المجتمع العربي .. ولوثت طبآعه .. وأفسدت سريرته وأضعفت صلته بالله .. ونحت في سيآستهآ الخآرجية منحى جر عليه العدآوآت .. والتجويع ومن ثم الهزآئم المرة .. هذه (( الثورية الشيوعية )) هي التي تحآول اليوم أن تجعل من أرض الجنوب العربي رآفدآ يعين (( الثوريآت )) التي فرضت في الأرض العربية .. وجعلت منآ .. ومن شعوبنآ .. وجيوشنآ أضحوكة الضآحكين في العآلم .

ووآجبنآ ألآ نسمح بشيء من هذآ القبيل أن يحدث في الجنوب العربي أو في أي مكآن آخر من جزيرة العرب الأم . لأننآ من هذه الجزيرة بالذآت نريد أن ننطلق لإسترجآع الأرض السليبة .. ورد الإعتبآر الذي أضآعه فلآسفة الهزآئم ..

من هنآ نريد أن ننطلق تحت رآية ( محمد ) لنستعيد مآفقدنآه تحت رآية ( لينين ومآو ) ولن يكون هذآ الإنطلآق ممكنآ وفينآ من ( يخجل ) من ذكر الله ( وينكسف ) من ذكر محمد ..

لقذ تأخر قحطآن عن موعده فقد تعآطينآ من قبل ( الوصفة ) التي يحببهآ اليوم الينا فلم تجد نفعآ .. لقد مللنآ لحد القرف الإغترآف من الكتب الشيوعية المترجمة .. وأنفعلنآ بمآ فيهآ لحد الموت .. وأقنعنآ من هو أثقل من قحطآن وزنآ بالترديد العقيم للشعآرآت السقيمة .. فلم نجن من ورآء ذلك إلآ الهزيمة المنكرة .. والندم العميق على دمآء أخوتنآ العرب التي سفحت في الشوآرع في غمرة الإنفعآل الأهوج .. والتحقيق المندفع لأحلآم دجآلونآ الكبآر .

والآن علينآ أن نجرب (( الرجعية )) أذآ كآنت تعني الرجوع إلى الله .. وإستلهآم الرشد من مآضي العرب وتآريخهم الحآفل المجيد .. علينآ أن نستدل على طريق لله أستدل به سآبقونآ فأنتصروا .

علينآ أن نستنير بكتآب لله بين يدينآ .. فهذآ الكتآب وحده لآغير سيفجر منآبع القوة في الوجود العربي .. وسيصنع غد العرب المشرق العظيم ..

علينآ أن نتعرف من جديد على الأمة العربية .. ونتحسس عقيدة الشعب المسلم المؤمن بالله .. ونختبر إتجآهآت الرأي فيه .. ونجدد صلتنآ به .. ونربيه تربية نضآلية ترتفع به إلى مستوى المحنة التي صنعهآ له وزجه فيهآ (( العملآء الوقحون )) ..

وفي سيآستنآ الخآرجية علينآ أن نتعلم كيف نعمل لأنفسنآ .. ونزيد من ثقة الشعوب فينآ .. ونلتزم جآدة تكون مدعآة لإحترآمنآ في الوجود الدولي كله ..

وقحطآن(1) بكل مآيمثله . ليس دليلنآ على هذآ الطريق الجديد ( طريق الله ) .. إنه تركة ورثنآهآ من عصر مآقبل ( 5 حزيرآن ) .. وعلى كل عربي أن يتخلص من حصته في التركة المرذولة ( من بقآيآ الهزيمة ) ..

(1) المعنى هنآ تنظيم الجبهة القومية الحآكمة في الجنوب العربي وقد كآن قحطآن على رأسهآ في ذلك الوقت الذي تغير ولم يتغير المسآر الضآل للتنظيم . وإذن فهذآ الفصل لآزآل يؤدي وظيفته كآملة .

الأزمة في الدآخل

- 1 -

... والسيآسة الخآرجية ليست في الوآقع كل مآ نختلف عليه مع (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) رغم أن من العسير الفصل في أحوآل دولة اليوم . بين الوجهة العقآئدية للدولة .. وبين سيآستهآ الخآرجية ..

إنه إختلآف بين عقيدة .. وعقيدة .. وكل الأمور بعد ذلك تأخذ نفس المسآرآت التي تتفرع عن (( الإختلآف الجذري )) إلى تفصيلآت هآمشية ..

إنه إختلآف بين (( الإسلآم كدين مشتمل على حدود تصور كآملة شآملة للحيآة .. والأحيآء .. وكخطة ومنهآج يرقى بهمآ الإنسآن .. ويفلح ويتحرر من العبودية إلآ الله .. وبين العقيدة المآركسية )) تطرح نفسهآ (( بالعنف الثوري )) .. وبالإرهآب المنظم كبديل للإسلآم في مجتمع مسلم .

هذآ هو جوهر الإختلآف .. ونقطة إنطلآقه .. وهو يتصآعد من هنآ .. ويتفرع في مسآرآت متعددة . ذلك أن السيآسة عمليآ ونظريآ أدآة من اأدوآت التعبير عن عقيدة الدولة .. وبالتآلي فإنهآ - أي السيآسة الخآرجية - تعتبر من أهم (( الوسآئط النآقلة )) للعقيدة .. والحآملة لتأثيرآتهآ .. وملآمحهآ إلى العآلم .

وإذآ كآنت (( المآركسية )) هي (( العقيدة )) مثلآ .. فأن خدمة (( الفضآئل والمثل العليآ المآركسية )) .. تصبح في المقآم الأول .. من سلوك (( الدولة )) في الخآرج .. وعلآقآتهآ بالمجتمع الذي تحكمه في الدآخل .. ولهذآ فلآ يجب أن يكون مدعآة للدهشة والإستغرآب أن يكون شعب كوريآ .. أقرب وأحب إلى دولة الجبهة القومية من شعب الأردن .. مثلآ .. ومآوتسي تونغ .. أقرب إلى قلوبهم . من الملك فيصل .. ذلك حكم العقيدة .. فالضد لآ يحب ضده ..

وصحيح أن هذآ ليس رأينآ نحن شعب الجنوب العربي .. ولكنه رأي ولآة الأمر فينآ .. وهذآ بالذآت مآ يفقدهم حق الطآعة علينآ .. ومآ يخلع عنآ موجبآت البيعة التي لم تتم .. ولم يطلبوهآ هم قط .. بل أخضعونآ بالدم .. والحديد .. ولآ يزآلون يفعلون ..!

إن حكآم الجنوب العربي لآ ينآقضون أنفسهم قط عندمآ يجآهرون بأن العآجل والملح في نظرهم هو تصفية (( الإمبريآلية والرجعية العربية )) .. وليس كمآ نريد نحن (( تصفية الفقر والتخلف في الجنوب العربي .. ووضع قوآعد سليمة لمجتمع مسلم مزدهر . يستطيع عندمآ يصل ألى مرحلة معينة من رقيه أن يكون مؤثرآ وفعآلآ بشكل أكبر .. وبصورة أدق .. في النشآط الإنسآني كله .. ))

- 2 -

إن الشيوعيين في الجنوب العربي .. بحكم خروجهم عن الإسلآم - وهم يجتهدون في الإعلآن عن هذآ الإتجآه وتأكيده - وإستبدآله بالعقيدة (( المآركسية )) .. يستجيبون طوعآ وبإندفآع للعمل مع أخوتهم في المعتقد .. ويقتربون منهم بمقدآر مآ يبتعدون عن سوآهم .. كمآ أنهم يزدآدون تصلبآ وعنتآ في محآربة كل إتجآه آخر على أرض الجنوب العربي .. طآوين الإتجآهآت العربية المسلمة هنآك تحت مفهوم وآحد هو (( الرجعية العميلة )) .. وهم يعلمون حق العلم بأن المنآضل العربي المسلم لآ يمكن أن يكون عميلآ لأحد .. لأنه بطبعه .. وبحكم تكوينه الخلقي يحآرب (( ليكون الدين كله لله )) .. ولتتحقق للعرب وحدتهم .. وترفع عزيزة رآيتهم .. وهو مآ لآ يتفق عليه أية دولة إستعمآرية أو شيوعية .. بدليل أن بريطآنيآ أستمرت تحآرب رآبطة الجنوب العربي إلى السآعآت الأخيرة من وجودهآ في الجنوب .. ومن ثم سلمت الرآية لمن هي وآثقة بأنه سيتآبع هذه الحرب بقسوة أشد .. وبثبآت أكبر ... لمآذآ ؟

لأن بريطآنيآ تعلم أنه لو قآمت دولة في الجنوب العربي متفآهمة مع السعودية . فإنهمآ ستشكلآن مجتمعتين قوة ضآربة .. تحول بين كل الطآمعين في جزيرة العرب والوصول إلى مآ يريدون .. من سيطرة ومغآنم لآ يجهل أمرهآ أحد .

وبمآ أن (( سيآسة التوآزن )) تقتضي تمكين إختلآفآت من إفترآس طآقآت أبنآء الجزيرة العربية .. وإعآقة وحدتهم .. والتأثير بالضرورة على الدور القيآدي الذي أخذت السعودية تلعبه في السيآسة العربية و الإسلآمية وخلق روح التضآمن الإسلآمي في المهد .. فأن من الضروري خلق دولة شيوعية في الجنوب تنآطح ولو سيآسيآ ودعويآ الدولة الإسلآمية في الشمآل .. وفي النهآية إجبآرهآ على صرف جآنب من جهدهآ لإتقآء الشر .. والوقآية من الفتنة .. (( لئلآ يضع المسلمون في الجزيرة السيف على أعنآقهم فلآ يرفعه الله أبدآ )) ..

- 3 -

لقد رفضت رآبطة الجنوب العربي أن تقوم بنفس الدور الذي قآمت به (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) .. مقآبل إستلآم السلطة من بريطآنيآ .. وأصرت على ضرورة قيآم مؤسسآت ديموقرآطية ينتخبهآ الشعب - طبقآ لتوصيآت الأمم المتحدة - تنبثق عنهآ حكومة مركزية لعموم الجنوب تتولى الحكم .

وأعتبرت الرآبطة أن هذآ هو السبيل الوحيد الذي يؤمن السلآمة .. والإستقرآر لدولة الإستقلآل .. ويجنب الشعب التطآحن الذي ذآق مرآرته بعد ذلك .

ذلك أن الرآبطة لم ترد قط أن تكون (( جهآز الإكرآه )) الذي يحكم الجنوب العربي .. حتى وإن كآن هذآ الإكرآه إلى الخير ..

ومآ كنآ نظن أن أحدآ آخر سيهرع إلى التهآلك على العرض البريطآني .. وسيوآفق على رفع رآيته على الدبآبآت البريطآنية التي دمرت الشيخ عثمآن .. وأقتحمت الصعيد وحــبــآن .

لقد كنآ نظن بالأخرين مآ نظن بأنفسنآ من (( الولآء )) لشعب الجنوب العربي .. والرغبة المتجردة في عزته وكرآمته .. وحقن دمآئه .. غير أن الشيوعيين حتى وإن كآنوا عــربــآ لآ تعوقهم الوسآوس الخلقية أثنآء الصعود إلى السلطة .. كمآ لآ يعوزهم إختلآق (( الذرآئع والمسوغآت )) التي تبيح لهم إهرآق الدمآء .. وتنظيم حملآت التصفية .. في المجتمعآت التي يصلون اليهآ بالإرهآب .. والتآمر على مرآكز القوة .. والتأثير فيهآ .

إن إستعذآب القتل .. وتغذبة الضغآئن .. والمثآبرة على تنميتهآ والحث المستمر على حتمية التنآقضآت في المجتمع الوآحد .. والدعوة إلى تصفية هذه التنآقضآت بالعنف الثوري ..!

هذه الأمور تنفرد بهآ (( المآركسية )) دون كآفة المعتقدآت الشآذة التي عرفتهآ الإنسآنية طوآل أربعة ألآف عآم .. وهي الحقبة الزمنية التي يمكن متآبعة وقآئعهآ في كتب التآريخ .. وعلم الحضآرة .

كمآ أن الحقد شيء لآ تعرفه العقآئد السمحآء .. ولكنه - أي الحقد - من أهم العوآمل المحركة في صلب (( المآركسية )) :

وربمآ كآن هذآ يعود إلى المعآنآة المرة التي كآبدهآ كآرل مآركس والحرمآن المتصل الذي زآمله في المتحف البريطآني بعد نفيه من ألمآنيآ .. وإبتعآده عن المجآل الذي كآن يستطيع أن يحقق فيه نجآحآ سويآ .. يحمله على الرضى والقنآعة .. ويجعله أكثر تفآؤلآ ..!

وربمآ كآن أصله (( اليهودي )) له علآقة بهذآ الضغن العجيب الذي يستشعره نحو الإنسآنية .. إذ من المعلوم أن اليهود ذآقوا إمتهآنآ وإظطهآد لآ مثيل لهمآ على أيدي المسيحيين الاتقيآء في العصور الوسطى .. ولم تتحسن النظرة إليهم في المآئتي سنة الأخيرة .. عندمآ أشتد الإتجآه إلى (( المسآوآة )) في أوربآ .. وضعف سلطآن الدين المسيحي في النفوس .. وأتجهت الأفكآر وجهة (( علمآنية )) .. ولليهود بلآ جدآل دور عظيم في إحدآث هذآ التحول الذي جآء لمصلحتهم .. وأنتهى بإنتصآره عصر إمتهآنهم وإحتقآرهم - بإستثنآء الردة المضآدة لهم - التي حدثت في عهد (( الرآيخ الألمآني الثآلث )) .

وربمآ أن الأمرين معآ .. أصل مآركس اليهودي .. وظروف حيآته الشخصية صنعت منه ذلك المتنبي الأخرق المعآدي لله .. وللإنسآنية .

ومهمآ يكن من أمر فإن آثآر هذه الديآنة العجيبة تنتقل إلى تآبعيه بشكل أشد وطأة .. وأكثر وحشية .. وهي تنفذ بجسآرة في مجتمعآت لآ يجرؤ عليهآ حتى الغزآة ، دعك من أن يرعآهآ وآحد أو عدة أحآد من أبنآء هذه المجتمعات ..!

- 4 -

وإني وقد تضلعت من (( المآركسية )) بمقدآر مآ تضلع به أتبآعهآ .. وعرفت من أشكآل تطبيقآتهآ في العآلم بمقدآر مآيعرف أنبه رجآلهآ .. لأعلم الآن مآ يتوجب على شعب الجنوب العربي أن يعآنيه من آلآم .. وتونر .. وإرهآق .. وقلق .. ليس في إحتمآل دعآتهآ .. والسكوت عنهم وهم يركبون ظهره .. وإنمآ مآ يعآنيه من حثه بكآفة الوسآئل - قلت كآفة الوسآئل - على الهتآف بصوت مسموع .. ونبرة وآضحة لقيآدة التغيير الثوري ..

المأسآة أن كل موآطن في دولة الثورة المآركسية يصبح مطآلبآ بإكتسآب فضآئلهآ فورآ .. في أفعآله .. وأقوآله .. وحفظ شعآرآتهآ .. وترديدهآ في الشآرع .. في المقهى .. في البيت .. وهو مطآلب كذلك بنبذ قيمه وموآريثه .. ومعتقده القديم .. والإسهام في الحملة ضده ..

وبمآ أن المرء لآ يغير عآدآته .. وقيمه الملكية والخلقية والدينية بين عشية وضحآهآ .. فأن الآف النآس في الجنوب العربي سيتعرضون .. للإضطهآد .. والحرمآن .. والتصفية المريرة .. تحت ذرآئع معآدآة الثورة .. أو العمل ضدهآ .. أو عدم التجآوب معهآ .. إلخ ..

وهؤلآء .. أو جلهم ليسوا أعدآء نشطين .. بل ليسوا أعدآء بتآتآ إنهم فقط يريدون أن يتركوا وشأنهم تجنبآ للمشكلآت وضنآ بأنفسهم على المتآعب .. ولكن دولة الثورة (( المآركسية )) لآ تترك أحدآ .. وشأنه .. فذلك تسآهل .. لآ يستحقه الأعدآء حتى ولو كآنوا أعدآء من الخآملين .. لآ ضرر منهم .. ولآ نفع فيهم .

يقول فلآسفتهم ..

(( القيآم بثورة إشترآكية يعني بإيجآز تغيير العلآقآت الإجتمآعية الموجودة .. وخلق علآقآت إجتمآعية ثورية )) .

(( المكلآ )) جريدة الشرآرة العدد الخآمس تآريخ 22-2-1968 م .

وبمآ أن هذآ التغيير - وخصوصآ في المجتمع المسلم - لن يحدث إلآ بحرب منظمة ضد فكرة الإسلآم ذآتهآ .. بإعتبآرهآ المسئولة عن خلق العلآقآت الإجتمآعية القديمة .. وبتقنين إتجآه الأفكآر لمصلحة التغيير الثوري .. فأن الضرورة ستقتضي اللجوء إلى مقآدير متزآيدة من العنف لإحدآث هذآ التغيير في العلآقآت الإجتمآعية .. وجعلهآ في المستوى المطلوب الذي يستطيع التجآوب مع (( المآركسية )) .. والتشكل حسب مقتضيآتهآ ..

- 5 -

إن شعب الجنوب العربي يتعرض اليوم لإمتحآن عسير .. إمتحآن دينه .. إمتحآن في أخلآقه .. إمتحآن في قيمه وموآريثه .. وتقآليده .. وشيمه .. إمتحآن في صبره .. وشجآعته .

ومستقبله كله رهن بنتآئج هذآ الإمتحآن . فأن خرج منه ظآفرآ وأستطآع أن يهب عن بكرة أبيه كما هو المأمول . وأجتث هذا النبت الكريه الذي تغذيه (( المآركسية )) الشيوعية وتطلب له النمو على أرضه العربية المسلمة ..

فقد تستوي على الجودي قريبآ ويقال بعدآ للقوم الكآفرين .

وإن تمكنت جذور هذآ الشر في رحآب .. الإستسلآم والإستكآنة .. والذل .. (( فأمر الله بلغ تشقى به الأشقياء )) .

وإني لأظنهآ الحرب (( يبلغ من ضخآمتهآ أن المنتصر فيهآ يخر مغشيآ عليه فوق جثمآن ضحيته )) ..

عودة إلى الماضي

- 1 -

في الجولة الحاسمة مع الشيوعيين في الجنوب العربي .. سنحتاج إلى التنوير الثابت الوئيد لجماهير الشعب .. بنفس المقدار الذي سنحتاج فيه إلى (( الرصاص )) لدحر السلطة الإرهابية الظالمة التي خانت قضية الشعب .. ولوثت انتصاره المجيد .. وبثت في النفوس الخوف .. والقلق حيث يجب أن تسود الطمأنينة .. وتعم البهجة والإغتباط ..

وقد تم حتى الآن تفنيد المسار الضار الذي تسلكه حكومة الجبهة القومية في سياستها الخارجية .. كما تم كذلك تفنيد الكيفية التي يتم بها تثبيت (( الماركسية )) كبديل (( للإسلام )) في الجنوب العربي ضمن خطوات مقررة مدروسة تنفذ .. وتعلن بجسارة نادرة وتصميم عنيد ..

وعلينا الآن أن نتناول المسألة الأهم .. أو القضية الأكثر جذرية .. ذلك أن معارضتنا للحكومة القائمة في الجنوب العربي ( جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ) تقوم أساسا على إعتبارها حكومة غير شرعية .. وقد سبق لنا أن أجملنا - في غير هذه الصفحة - الأسباب التي تحملنا على الإعتقاد بأن دواعي النضال في الجنوب العربي لا زالت قائمة .. وان خروج الإستعمار قتل بعض هذه الأسباب .. ولكنه أحيى غيرها .. بسبب الظروف (( التآمرية )) التي صاحبت إعلآن الإستقلال إذ لم يصر قط الرجوع إلى الشعب ..

إن ما حدث بالظبط هو (( عملية تبادل للمراكز من فوق )) بحيث حل الإئتلاف القوميين والشيوعيين .. والمتمثل في (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) . محل الوجود البريطاني .. ووجدنا أنفسنا كشعب خارج هذا الإتفاق . تمامآ .. بل وأصبحنا في الواقع الفعلي من ضحاياه ..

وهذا يعني أن الأهداف التي قاتلنا من أجلها لم تتحقق . وإذن ففي حسابنا العودة إلى القتال .. لنفس الأسباب التي أجبرنا في الماضي على إشهار السلاح .. وإحتمآل الإضطهاد في سبيل الوصول إليها .

وضمن ما يجب أن نظفر به في نهاية صراعنا مع الشيوعيين والقوميين (( حكومة شرعية )) يجري إختيارها من قبل الشعب .. ممثلة تمثيلا كاملا لكافة قطاعاته .. ولن يصار إلى تحقيق هذه الغاية الكريمة .. إلا بعد إسقاط الحكومة الغير شرعية القائمة .. بنفس الأساليب التي وصلت إلى الحكم .. (( بالقتال )) ..

ولا أحتاج إلى التدليل - رغم سعة مجال الإستدلال - على أن القوميين والشيوعيين يثابرون على التأكيد بأن ما أكسبهم الحق في الحكم هو أنهم قاتلوا فأنتصروا (( أكتسبنا الشرعية بالقتال )) كما يردد المسؤولون بينهم .. هذا الإدعاء بشكل يؤذي الكرامة .. وفي خيلاء (( بونابرتيه )) فاحشة ..

فمن هذا الذي قاتلته الجبهة القومية .؟

وكيف أنتصرت ؟

ومتى شكلت ؟
ولأي غرض كان هذا التشكيل ؟
وفي ظل أي شروط ؟
وهل هي بالفعل تمتاز ببعض أو كل شروط الحكومة الشرعية ؟ .
هذا يقضي بفتح بعض ملفات قضية الجنوب العربي .. والعودة بها إلى عام 1964 .. ( إذ تشكلت الجبهة القومية في اكتوبر من نفس العام ) .. والجواب على هذه الأسئلة يتطلب كذلك مراجعة بعض الوقائع . ومعرفة مقدار الحق في دعوى (( الشيوعيين )) هذا إذا كان فيها من الحق أي مقدار ..


- 2 -

( أ ) في عام 1964. أصبحت قضية خروج بريطانيا من الجنوب العربي مسألة مقررة .. فقد أعلنت بريطانيا في ذلك الوقت أنها ستمنح الجنوب إستقلاله في موعد أقصاه عام 1968 .. وأعلنت كذلك أنها بسبيل تخفيف إلتزاماتها
الدفاعية شرقي السويس .. وأن ذلك قد يعني - أو هو سيعني بالفعل - تصفية قاعدتها العسكرية في عدن ..

( ب ) - في الفترة نفسها بدأت بريطانيا تجري سلسلة من الإتصالات مع القوى الوطنية والجماعات الحاكمة لمعرفة ( النسبة ) التي سيجري تطبيقها من قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالجنوب العربي والصادرة في ديسمبر 1963 .

وكان يوجد إختلاف .. أو إختلافات شتى حول هذه القرارات .. بين الرابطة التي أستخلصتها من الأمم المتحدة ، وبين حكام الجنوب العربي .. وكان موقف هؤلاء الحكام في البداية هو رفض هذه القرارات كلها .. ثم دعتهم بريطانيا - أي أمرتهم - إلى النظر في إمكان تطبيق بعض محتوياتها .. فكان أن قبلوا بعد إتصالات عديدة بالتطبيق الجزئي لبعض هذه القرارات .. وكانت الرابطة وجماعات وطنية صغيرة كالمؤتمر العمالي والعناصر المستقلة في حكومة عدن .. وحزب الشعب الإشتراكي ( الاصنج ) .. في جانب التطبيق الكلي لهذه القرارات .. والتدخل الأممي المباشر في التنفيذ لضمان حد أدنى من النزهة .. وعدم تزييف الإنتخابات حين يحل وقتها ..

وكان مجرى الأمور بوجه عام يبين أن إستقلال الجنوب العربي أصبح قضية مؤكدة في نفس الموعد المعلن .. وكانت الإختلافات التفصيلية عرضة للتسوية .. وكانت هناك جهود بالفعل تبذل لتصفيتها .. وكانت الظروف .. عربيا ودوليا مواتية لأن ينال الجنوب إستقلاله بنسبة من المتاعب أقل .. وبتكاليف أبسط ..

وكانت بريطانيا قد شعرت من وقت طويل أن بقاءها في الجنوب يكلفها من الجهد والمال أكثر مما يغل عليها من الفوائد .

( ج ) - عندما شعرت الجمهورية العربية اليمنية المتحدة أن هناك تطورات ملموسة في الجنوب العربي .. وأن الإنجليز أصبحوا أقل تصميما على البقاء .. بل أعلنوا موعد خروجهم بالفعل .. وكانت لديها قوات عسكرية ضخمة في اليمن .. ولها في الجنوب ( الرصيد الأدبي المناسب ) رأت أن تستفيد من هذا التطور لمصلحتها .. وأن تعد ترتيبات مسبقة تمكنها من أن تخلف بنفوذها ووجودها إن أمكن .. والنفوذ والوجود البريطاني الراحل .. ولن يكون هذا ممكنا ومقبولا إلا إذا بدت في الصورة كما لو كانت هي التي أجبرت الإنجليز على الخروج ..

وهكذا نظمت زيارة للرئيس جمال عبدالناصر لتفقد القوات المصرية في اليمن .. وحل بعض الصغائر التي تنشب دائما بين العسكريين المصريين والجمهوريين اليمنيين .. ومن ثم - وهذا هو الأهم - تقديم الجرعة الكبرى لشعب الجنوب من العلاج المصري للشفاء من المرض الإنجليزي ( !! ) .

وكانت هذه الجرعة ( خطاب ناري ملتهب ) ألقاه الرئيس جمال عبدالناصر في تعز ندد في بالإستعمار البريطاني .. وأعلن أنه سيجبره على الرحيل ( إن على الإستعمار أن يحمل عصاه ويرحل ) .

وكانت هناك أعداد كبيرة من الاجئين الجنوبيين في تعز شردهم الإستعمار .. والقصف الجوي .. ومعظمهم من أبناء العوالق .. وربيز .. وباكازم .. والمصعبي .. والمجعلي .. والقطيبي . ويافع وقد صفق هؤلاء كثيرا لخطاب عبدالناصر وبعضهم قد مضت عليهم سنوات كثار في اليمن . وأمرضه التسكع والبطالة .. والبعد عن الأطلال ..

( د ) - بعيد هذا الخطاب متصلا تحركت ( القيادة المصرية في تعز ) ومكتب الأمن ( المخابرات ) وأجرت إتصالاتها مع كافة أبناء الجنوب .. وأرسلت الرسل إلى الداخل وقرعت أبواق النذير في كل مكان .. وبدأت في عملية بناء ( جهاز الكفاح ضد الإستعمار ) على كافة المستويات .

إتصالات مع اللاجئين في القاهرة ..
معسكرات تدريب في اليمن ..
تنظيم شبكات العنف في الداخل ..
إعتمادات وافرة ومرتبات ثابتة وسخية لأكثر من عشرة آلاف ( مناضل ! ) سيجري إعدادهم وتدريبهم ..
قنابل .. ألغام .. أسلاك تفجير .. مسدسات .. بازوكا .. بلا نسيت .. هاون .. مورتر .. رشاشات بنادق .
محاضرات توعية في ( قصر صالة ) ..
جهاز مخابرات فعال .. وضباط ذوو إختصاص في حرب العصابات يجري حشدهم في تعز ..
دعاية واسعة وشاملة ومركزة تقوم بتهيئة الوجدان العام في الجنوب ( للعمل المسلح ! ) .

( هـ ) - في ذلك الوقت كانت حركة القوميين العرب شيئآ غير مألوفآ أو معروفآ في الجنوب العربي .. وكان عبدالله باذيب - زعيم الحزب الشيوعي - يعمل محررا في جريدة الأيام بـ ( 600 ) شلن إلى جانب قيامه بتصريف شؤون الحزب والإشراف على إعداد جيل ( ماركسي صالح ! ) عن طريق بعث المزيد من الطلبة إلى موسكو وبراغ .. وبودابست .. وبوخارست .. وبكين .. وكان قحطان الشعبي آنذاك وزير ! لشؤون ما يسمى الجنوب اليمني المحتل في حكومة القسم الجمهوري من اليمن .. وكان مرتب سيف الضالعي في خزينة عدن لا يعادل قيمة أربع وجبات عشاء متوسطة في بار ومطعم ( الفروج الذهبي ) أو ( أرابيان نايس ) المكان الذي يتوق إلى إرتياده .. ويفعل ..

وكانت ( الطبخة المصرية ) ألذ من أن يكون بالمستطاع رفضها حتى ولو قضت بإختصار سكان الجنوب العربي إلى النصف .. فقوة الدعاية المصرية ستلد أبطالا في وقت وجيز والبطولة على هذه الشاكلة رأس مال يجوز إستثماره في الحصول على الكثير من المتع وخصوصا في القاهرة ( قلب العروبة النابض ) .

( و ) - وللإنصاف - يجب أن نقول بأن الجمهورية العربية المتحدة لم تدخر وسعا في لملمة كل الأحزاب في ( جبهة واحدة ) برئاسة قحطان .. الرابطة رفضت مشروع الجبهة الواحدة لأسباب تراها جذرية .. مثل تأكيد يمنية المنطقة .. وتوقيت الثورة المسلحة في وقت أصبح فيه خروج الإنجليز قضية مقررة .. ووضع ( الجبهة الواحدة ) تحت الإشراف المباشر للمخابرات المصرية .. وعدم ترك شيء من حرية العمل في الداخل .. والحركة عربيا ودوليا في الخارج .. وإشتراط معاداة السعودية وقطع الصلة نهائيا بها ..

وكان هذا شيء يتنافى مع الكرامة الا يملك أبناء الجنوب العربي سوى مرتباتهم .. وبنادقهم .. والمظهر الشكلي في قضية هي جوهرها .. قضية أرضهم ووطنهم ( قضيتهم ) .

ورفض ( الاصنج ) التعاون بإسم الحركة العمالية في عدن بدعوى أن مصلحة العمال في السلام . وليس في الحرب ( الخبز والسلام شعار كلاسيكي للماركسية ) .

ولم يبق على المسرح في الواقع غير حركة القوميين العرب ( فيصل عبداللطيف . وعبدالفتاح إسماعيل . وأنور خالد .. ونور الدين قاسم .. وعلي السلامي .. وطه مقبل .. وسيف الضالعي .. وحيدر السقاف .. وعبدالملك إسماعيل .. ومحمد صالح عولقي .. وعبدالباري قاسم .. ومحمد البيشي ) وقحطان الوزير اليمني .. والشيوعيين ( باذيب وباخبيرة .. وباسنيد والسلفى ) وآخرون يجمعهم على كل حال ( مقيل واحد ) في ( الزعفران ) (( للقات )) .. وتتبع أخبار الصراع بين (( الحرفية )) بكين (( والتحريفية )) موسكو ..

وهؤلاء جميعا لا يمثلون شيئا في الجنوب العربي .. ولا يجدون حتى من يصغي لهم دعك من أن يلفتوا الأنظار .. ويجتذبوا الإنتباه .. خارج محيطهم الصغير ..

ولكن سنرى بعد قليل أن الموارد الهائلة التي أنفقت على تكوينهم .. والأضواء التي سلطت عليهم جعلت ( المحاق بدرا ) خلال هنيهة لا تزيد عن عام ..

( ز ) - ولم يكن الجنوب العربي يخلو خلال السنوات الخمس عشرة الماضية من إنتفاضة تقوم هنا .. وحركة مسلحة تقوم هناك .. ولكن الإستعمار البريطاني يسارع إلى خنقها فورا بوسائل بطش حاسمة .. فسرعان ما تنطفئ الشعلة .. ويذوب موردها المحدود .. وكونت معظم القبائل والجماعات التي أظطرت إلى إشهار السلاح لمقاومة الإرهاب البريطاني خلال هذه السنوات أجنحة رابطية ضمن تشكيل الحزب .. وما يدعوها إلى التوقف والجمود هو نضوب الموارد .. ورفض الدول العربية دعمها .. وبين الرافضين لهذا الدعم أو التشجيع على الثورة في الجنوب الجمهورية العربية المتحدة التي أكتفت بإيواء كل هارب .. إلى هناك والإنتفاع منه في إصدار البيانات ضد أي حكومة عربية تضطر إلى الإختلاف معها ..

وفي ذلك الوقت من عام 1964 ( يوليو ) كانت العلاقات قد بلغت حدا عظيما من التدهور بين أمير الضالع شعفل بن علي وقبائل ردفان التي تطالب بالإنفصال عن ولاية الضالع .. وتشكيل ولاية منفصلة على غرار ( المفلحي و العلوي ) ضمن إتحاد الجنوب العربي ..

وأثناء الأزمة بين أمير الضالع وقبائل ردفان .. انحاز الإنجليز إلى جانب الأمير في الإبقاء على ردفان والضالع ولاية واحدة وتم إعتقال بعض المشايخ من ( دعاة الإنفصال .. ) وبدأ القتال الفعلي بين الطرفين قبل تشكيل الجبهة القومية بعدة أشهر .. بل قبل وصول الرئيس جمال عبدالناصر إلى اليمن لتقديم أول جرعة من العلاج المصري المضاد للمرض الإنجليزي ..

( ح ) - وفي 14 أكتوبر من عام 1964 - آخر العام - أعلن عن تشكيل (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل )) .. ووضعت إذاعة تعز تحت الإشراف الفعلي لما سمي آنذاك الثورة المسلحة في الجنوب .. وأعلنت الجبهة القومية .. أنها مفجرة ثورة ردفان ( !؟ ) وأن هذه الثورة في الواقع ( شرارة ) في الثورة المسلحة العامة التي تنبأت بأنها ستشمل ( الجنوب اليمني المحتل ) في وقت قريب .

وتدفقت الأسلحة سرا وجهرا على الجنوب .. العربي .. وبدأت الأموال تصرف ( في شكل مرتب ثابت لكل عامل .. ومتعاون .. وغاض النظر .. وبائع أسرار .. ومقدم معلومات .. وبدأت شبكات العنف تقام .. وتعمل .. ورسائل التهديد والمنشورات توزع على نطاق واسع معلنة (( أن ثورة مسلحة عامة قد بدأت )) وان الموت سيكون من نصيب كل يعترض طريقها .. (( وأن الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل مفجرة ثورة ردفان ( كذا ) هي الممثلة الوحيدة لشعب الجنوب )) .

ولم يكن الأمر بحاجة إلى منشورات سرية .. فهناك من ( صنعاء .. وتعز .. والقاهرة ) دعوة واضحة إلى الثورة .. وتحريض متصل على العنف .. وتعبئة كاسحة للجماهير .. وتركيز جبار على أن الأحوال في الجنوب العربي بلغت مفرطة من السوء لا تعالجه إلا ( الثورة ) .. وأن الأحزاب السياسية .. والسلاطين .. ليسوا أكثر من عملاء .. للإنجليز وأنه سيصار إلى تصفيتهم معه .. وأن الشعب قد أختار ( الجبهة القومية ) لتقوده عبر ما دعته هذه الإذاعات الكفاح المسلح إلى النصر ..

( ط ) - وأسابيع فقط شكلت الفاصل الزمني بين هذه الحملة الإعلامية الواسعة .. ونزول المنشورات بواسطة رجال ملثمين إلى الشوارع .. وبين تعاقب الإنفجارات في أحياء عدن وشورعها .. وإذاعة ( صنعاء وتعز والقاهرة ) للبلاغات العسكرية التي تتضمن إحصاءات مفصلة بالخسائر التي يصاب بها ( العدو ) في آلياته .. ورجاله .. والخونة الذين تنفذ فيهم أحكام الإعدام .. والقنبلة التي أنفجرت في الحي الفلاني فقتلت كذا جندي بريطاني .. وجرحت كذا جندي آخر ( بجروح خطيرة ) ودمرت كذا سيارة عسكرية ..

وفي حين بدأت سحابة من القلق تخيم على الناس في عدن من جراء الإنفجارات اليلية والإغتيالات .. فإن السلطات البريطانية لم تظهر انزعاجا يدل على أنها تتعرض للأذى بالفعل .. فالضربات إما تطيش .. والضربات إما أنها لا تستهدف الوجود البريطاني نفسه ..

الصورة مظللة .. مضاءة

ما الذي استهدفته المخابرات المصرية من (( تصدير الثورة المسلحة )) إلى الجنوب العربي ؟؟

حسنآ ..

ان الثورة ضد الإستعمار هي رد الفعل الإنعكاسي من البلد المحتل .. هي صيغة التعبير الحاسمة عن آمال شعب معين في بلوغ حريته .. وإستقلاله .. ومن العسير على المرء أن يقول بإن إشهار السلاح ضد الإستعمار عمل رديء .. وان الثورة على الغاصب الأجنبي سلوك غير حميد : ووجود هذه القاعدة سهل المهمة كثيرا أمام خطة المخابرات المصرية .. وجعلها تبدو في المنظار العام كما لو كانت مبادرة (( أخوية )) من دولة عربية كبرى تجاه أشقاء لها يرزحون تحت نير الحكم الإستعماري .. وإظطلاع بمسئولية (( قومية )) في تمكين قطر عربي من الإفصاح عن نفسه بتحرير بلاده .. وتطهيرها وتوصيل أبنائها إلى سدة الحكم في وطنهم .. ومن ثم الشروع في تحسين حياتهم .. وترقية وجودهم .. اقتصاديا .. وسياسيا وعسكريا .

هل هذا هو (( الدافع )) الحق لتصدير الثورة المسلحة إلى الجنوب العربي ؟ حسنا ..

لقد وصلت أول دفعة من القوات العسكرية للجمهورية العربية المتحدة إلى اليمن ( جوا ) يوم 9 اكتوبر عام 1962 .. ومضت عليها بعد ذلك ( 25 ) شهرا في اليمن دون أن تحرك ساكنا .. أو تسكن متحركا في الجنوب رغم الإغراء .. والشفاعات .. والإلتماسات .. التي كانت تقدم إلى المخابرات من قبل ذلك الوقت .. والقائلة (( بنضوج )) دواعي الثورة في الجنوب .. وتوفر مناخها .. وتكامل شروطها الموضوعية . وإفتقارها فقط إلى اليد التي تربت أكتاف الثوار .. وتبارك نهوضهم .. وتقدم لهم العون . وبكلمة واحدة .. كانت أجهزة المخابرات المصرية ( ترفض ) أن تشجع الثورة المسلحة في الجنوب العربي .. عندما كانت أسبابها قائمة .. ودواعيها همم الموتى من الأجداث .. عقب حرب السويس في السنوات ( 56 و 57 و 58 و 59 و 60 و 61 و 62 ) .. وعلل الرفض ( ظاهريا ) أن مصر تواجه من المتاعب الإقتصادية .. والضغط السياسي ما يحول بينها وتوسيع التزاماتها علاوة على الإلتزامات القائمة في الكونغو .. وأنجولا .. ومن قبل الجزائر .. فضلا عن أنها لا تريد الدخول في صدام من الحليف الوفي الإمام أحمد بن يحيى امام اليمن .. وعضو إتحاد الدول الدول العربية المؤلف من ( سوريا .. ومصر .. واليمن ) .. وكانت رابطة الجنوب العربي هي التي تتزعم الدعوة إلى حمل السلاح ضد الإستعمار .. - بل كانت تحمله - تحارب هذه السنوات .. خلال فترات متقطعة .. ولم تكن الرابطة موضع حفاوة من الإمام .. والداعي الخفي للإمتناع عن دعم الثورة في الجنوب هو أن المخابرات المصرية تعتقد أن ( القيصر أبعد من أن يسار إلى عنده ) وتعتقد أن الجنوب العربي أبعد من أن يكون بالمستطاع التأثير على مجرى الأحداث فيه (( بالثورة )) أو (( بالسياسة )) .

- وعندما أصبح الوجود المصري حقيقة قائمة بعد بضعة عشرات من الأميال من عدن .. أكثر من هذا عندما أصبح إستقلال الجنوب العربي ( قضية عالمية ) وأضحت بريطانيا أقل مقدره على تبرير بقاءها فيه .. ومن ثم قضت بإعلان إستقلاله في موعد أقصاه عام 1968 .. وأنحصرت الخلافات في (( شكل )) هذا الإستقلال .. ولمن يسلم .. وكيف يتم التسليم .. وكانت الأمم المتحدة قد أعتبرت نفسها مسئولة عن تظيم إنتقال السيادة لشعب الجنوب العربي عبر إنتخابات حرة .. وتسليم السلطة لحكومة ممثلة تمثيلا كاملا .. عند هذا الحد أدركت المخابرات المصرية أن الوقت ملائم تماما لتصدير (( السلعة الثورية إلى سوق الجنوب العربي )) !

وتحت ستار كثيف من الدعاية والتبشير بالمعجزات التي ستصنعها الثورة .. وتصعيد الإتجاه القائل بأن الإستعمار يجب أن يلقى مصرعه على أيدينا .. وعلينا أن نأخذ إستقلالنا بقوة السلاح .. لا أن نصفح أيدينا أيدينا لإستلامه .. أنجبت المخابرات المصرية في تعز (( مولودها الأول )) - إن أن هناك مولود ثان - (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) ..

وكما يقول المثل (( الديك الفصيح يخرج من البيضة يصيح )) فقد أعلنت الجبهة القومية من يومها الأول أنها الممثل الوحيد لشعب الجنوب العربي .. وأن لا حق لأحد في أن يقدم رجلا ويؤخر أخرى بخصوص الجنوب العربي .. لأن هذا الأمر من شأن الجبهة القومية وحدها ..

- 4 -

ومضت الثورة المسلحة في الجنوب العربي .. قليل من العمل .. وكثر من الكلام .. وكان هدف المخابرات المصرية في الواقع . هو إستغلال تأثيرها الدعائي الساحق _ أنذاك طبعا _ في تعبئة الرأي العام في الجنوب خلف جماعة (( مأجورة )) .. تقوم بخلقها على عجل وتجبر بريطانيا في النهاية التفاوض معها .. وبريطانيا لايهمها بعد أن تنهي مسئوليتها الدولية عن الجنوب العربي .. وتصفي وجودها السياسي والعسكري فيه .. لايهمها من يحكم .. ولا بأي أسلوب يصل إلى الحكم .. المهم أن يكون هذا الحاكم الجديد ( لين العريكة ) فلا يلزمها بالكثير مما هي ملزمة به قانونيا من عون مالي وإقتصادي للجنوب بحكم أدامة إستعمارها له ( 129 ) عاما ..

بالموارد المالية الضخمة .. والعون العسكري .. والحشد الدعائي الذي وضعته المخابرات المصرية تحت تصرف الجبهة القومية .. كان ممكنا وعمليا أن تجعل هذه المخابرات من ( الليمونة الحامضة شرابا حلوا ) .

إن ما تم بناؤه في عام 1964 على يد ( المخابرات المصرية ) في تعز ليس حزبا سياسيا عاديا يشق طريقه في صفوف الجماهير ( بالحق الطيب وحده ) .. لقد أستطاعت المخابرات في ثلاثة أشهر أن تبني ( جهازا للحرب ) يستطيع ( تأديب الجماهير .. لا كسب ولائها .. ومقارعة المؤسسات الحكومية والحزبية في الجنوب العربي .. وتصفية المعارضة ( بالسلاح ) .. فضلا عن إشغال أعداد متزايدة من الجيش البريطاني وإجبارها على الخروج إلى الشوارع لتزيد من حجم الضغط على الشعب .. ولتمتص النقمة القائمة ضد الإرهاب .. وتحولها إلى نقمة على الوجود الإستعماري نفسه ..

ومثل هذه التحسبات كانت موضوعة في إعتبار جهاز التخطيط المصري ( لتصدير الثورة ) .. ولذلك فهمها كان نوع التضحيات التي يتوجب على المواطن العادي أن يتحملها والضغط النفسي المفروض عليه .. فإن من العسير على هذا المواطن أن يقول بأن الثورة غير ضرورية .. حتى ولو كان يعتقد ذلك ..

وإلى هذا فقد كان من الواضح أن ( الثورة المصدرة ) أداة لتدمير الأساس الإقتصادي الهزيل في البلاد .. ونشر الذعر في صفوف أصحاب الأموال .. وحملهم على النجاة بها إلى الخارج .. وتلقائيا .. فإن البطالة هي المولود الشرعي للإنكماش في حركة التجارة .. وتشغيل المال .. وقد حدثت هذه الأمور مجتمعة ..

كذلك أدت ( الثورة المصدرة ) إلى توزيع (( الولاءات )) وتعميق الإختلاف .. وتجذيره .. وفي النهاية أدت إلى ( الإحتكام بالسيف ) بين أفراد الشعب الواحد لحسم الإختلافات كلها . ونصرة حزب واحد ضد جميع الأحزاب .. وهذا لن يتم إلا في دورة زمنية واحدة تعقبها دورة نهوض جديد .. يتطلب الدخول في صراع جديد .. وهذا ما آلت إليه الأمور بعد ذاك ..

- 5 -

في المرحلة الأولى من ( تصدير الثورة ) إلى الجنوب العربي أرتفعت أصوات تعلن بنبرة واضحة . أن هذه الثورة ليست عملا تحريريا .. إنها أداة تخريب .. ةقيل يومذاك أن المخابرات المصرية تحاول أن تجعل من الجبهة القومية (( رداء كهنوتيا )) تدخل به الجنوب .. تماما كما جعلت من ( السلال ) رداء كهنوتيا لدخول اليمن .. وأن أسوأ ما في هذا الموقف هو أن قوى عديدة في العالم ستجد نفسها مجبرة على أن تمد يدها إلى الجنوب المتخلف الفقير . لئلا تنفرد به المخابرات المصرية وتتخذ منه نقطة وثوب إلى مكان آخر من جزيرة العرب تصدير (( الماركسية والقنابل والمسدسات )) .. تماما كما أتخذ من اليمن ميناء لشحن الألغام والمتفجرات إلى المملكة العربية السعودية ..

وما كنا نحن .. ولا كان شعبنا تواقا لأن يصبح ( رصيف ترانزيت ) تصدر منه (( الماركسية )) ,, ولم نكن نؤمن بأن علينا الإنضمام إلى جبهة ( الكفاح ضد الإمبريالية والرجعية ) .. فهذا على كل حال ليس شأننا .. وجهدنا على هذا الصعيد .. لن يغني عن المجاهدين في حثالة عصفور ..

ذلك ما قيل في مطلع عام 1965 م .. ( و المولود المصري لأم جنوبية ) يقذف ( أخواله أهل الجنوب بالقنابل والمسدسات ) بدلا من الطوب والحجارة .. لحملهم على قبول وصايته قسرا .

كان جواب الجبهة القومية على هذه الأصوات قوائم متتابعة بالذين سينفذ فيهم حكم الإعدام وكللهم مسلمون عرب .. بينهم الشاعر .. والأديب .. والصحافي .. والنقابي .. والوزير .. والفنان .. والمذيع .. والضابط .. والموظف .. وبدأت فعلا عشرات الأرواح تجندل في الشوارع .. وبدأ ( سوط المخابرات المصرية ) ينال من جلودنا . ويجتث أرواحنا . تحمله هذه المرة ( زمرة سفيهة من شعبنا ) نيابة عن أنور القاضي وعبدالمحسن كامل مرتجى ..

كان الناس يقتلون في الشوارع لمجرد أنهم أرتأوا في مستقبل بلادهم رأيا ..

ورغم إقتحام ضمائر الخلق في الجنوب العربي بقوة السلاح .. ومحاسبة الأفراد على مجرد نواياهم .. ورغم أن أجهزة المخابرات المصرية شجعت في صحافتها .. وإذاعتها من القاهرة و تعز .. وصنعاء .. على قتل .. وسحل كل الجماعات الوطنية المناهضة للجبهة القومية .. فقد بقيت قوة وطنية ترفع لواء الأهداف العادلة لشعب الجنوب .. وتهدي إلى السبل المؤدية إليها إلى اليوم .. غير أن الإرهاب بدل وحول .. في نفسيات الناس .
وحمل الكثيرين نشدانا للسلامة على إغماض أعينهم على القذى وعلى ركوب صعاب من الأمور ما كان لهم أن يركبوها .. وبين هؤلاء الضحايا الرجل المسكين عبدالقوي مكاوي .. الذي قامر بكل شيء .. وفي النهاية دخلت فكرته ( الحراج ) فبيعت بأرخص ثمن ..

وجاء وقت من الأوقات من عام 1965 . كانت فيه معارضة الجبهة القومية تعني الوقوف ضد المخابرات المصرية .. وكان معنى هذا أن المرء سيفقد رأسه .. ولما كان الكثير من الناس يرغبون في الإحتفاظ برؤوسهم فوق أكتافهم .. فإنهم لاذوا بالصمت .. وشلت الحياة العامة شللا تاما .. وعجزت الناس عن الإفضاء بما يجول في خواطرها حتى إلى بعضهم البعض خشية أن تنال منهم ( الرشاشات والمسدسات المصرية ) .. ويكون مسك الختام في حياتهم إذاعة مقتضبة من صوت العرب .. أو صنعاء .. أو تعز .. أو بواسطة منشور يوزع في الشوارع .. بأن الفدائيين نفذوا حكم الإعدام في الخائن العميل .. فلان ابن فلان الفلاني .. ورغم كل شيء فإن التصفية أستمرت والإغتيالات أضحت شيئا مألوفا تماما .. ومضت أشهر عام 1965 .. تأكل بعضها البعض وتطوي نعها الكثير من أرواح العرب في عدن .. وتفسك فيها دماءهم في الشوارع .. وكان الحركيون والشيوعيون يعتقدون أنهم يمتطون جهاز المخابرات المصرية للوصول إلى أهدافهم . وكانت هذه المخابرات تعتقد أنها تمتطي هؤلاء للوصول إلى أهدافها . وم لبث كل فريق أن أكتشف طوايا نفس الأخر .. وكانت الفرقة ومحاولة قتل المولود بمولود جديد ( جبهة التحرير اليمني المحتل .. ) فكيف كان ذلك ؟

الوجه الثاني من العملة ذاتها

كانت حفلة رائعة تلك التي أقيمت بفندق ( الأخوان ) في تعز في الأسبوع الثاني من شهر مارس عام 1966 م .. ومن الحق أنها لم تكن عامرة بما يكفي من الظهور والنحور العارية .. وهو الأمر الذي يجعل الشيطان يعيش على مقربة منها .. ولكن هذا لايعني أن رائحة الفضيلة كانت تتصاعد ليلتذاك إلى عنان السماء ..

ففي أجواء التآمر على مصائر الشعوب يجد الشيطان من يمثله دائما وقد كان الشيطان ممثلا تمثيلا كاملا ليلتئذ . كانت النجوم الذهبية تتألق على أكتاف الضباط بشكل بهيج .. وكان أبناء الجنوب العربي يتجولون في (( قاعة العشاء )) برشاشاتهم .. ويتمنطقون بمسدساتهم التشيكية .. ويزينون خواصرهم بقنابل يدوية علقت بصورة جذابة في أحزمة الخراطيش .. من حلقات تأمينها المعدنية .

وكانت الحفلة عادية لولا بعض الوجوه الغريبة فيها .. وكان أبرز هذه الوجوه .. وأكثرها غرابة على التحقيق السيد عبدالله الأصنج الذي كان إلى وقت قريب من طائفة (( المنبوذين )) الذين يجبرون البراهمة على تكسير أقداحهم .!

ومع ذلك فإن هناك حالات يكون من الحتمي فيها أن تتعايش (( الجن مع الثوم )) وتتعود رائحته دون أن تلوذ بالفرار وماحدث ليلتئذ هو ضرب من هذا القبيل .. من التعايش بين (( الجن و الثوم )) ، وان كان علماء (( السيمياء )) يؤكدون أن ذلك مستحيل ..!

وبرز من إحدى الغرف الجانبية في الفندق ضابط مصري كبير .. وكانت النجوم .. وشارات التقدير التي ينوء بها كاهلة قمينة بأن توحي لغير عارفيه بأنه أثر من بقايا جيش بونابرت ..

وسرعان ما هدأت الضجة فلا تسمع إلا همسا .. وصوبت الأعين ، وألتوت الأعناق بإتجاه الضابط الكبير هذا .. وكان واضحا أنه تعود (( جو )) السلطة بحيث لم يعر اهتماما كبيرا للناس الذين وقفوا عن بكرة أبيهم .. وهذا يعني أنهم لن يعودوا للجلوس ثانية إلا بتصريح منه ..

وبنظرة إستعلاء لم يبذل أي جهد لتخفيفها .. بلهجة الواثق من نفسه إلى حد كبير تحدث الضابط إلى (( ضيوفه )) وهم كذلك منذ ( 14 اكتوبر 1964 ) .. فقال :
(( دلوقتي حتسمعوا خبر يهم شعب الجنوب اليمني المحتل البطل .. حدش عنده راديو .. أفتحوا الراديو )) .

وأمتدت الأيادي تلقائيا تبحث عن راديو كما لو كان علبة ثقاب .. ومن أقصى (( القاعة )) جلجل صوت المذيع معلنا مولد (( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )) .. في بيان رنان من راديو تعز ..

ونص البيان على أنه رغبة - لا أدري من أبداها - في توحيد الطلائع المناضلة لشعب الجنوب اليمني المحتل .. فقد تم دمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير في تنظيم (( ثوري )) جديد (( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )) ..
وكالعادة فقط تضمن البيان التأكيدات بأن هذه الجبهة التي ولدت قبل قليل هي الممثل الشرعي الوحيد لشعب الجنوب اليمني المحتل .. وأن حكم الإعدام سيكون نصيب كل من يعترض سبيلها .. أو يعارض شرعية تمثيلها (( للشعب .. كل الشعب )) !

وقد وقع البيان عن المنظمة عبدالله عبدالمجيد الاصنج وعن القومية علي ناصر السلامي ..

وفي نفس الوقت كان عبدالقوي مكاوي لجأ إلى القاهرة بعد أن أقاله المندوب السامي البريطاني في عدن .. لأنه رفض مع حكومته أن يستنكر إغتيال السير تشارلس رئيس المجلس التشريعي في عدن اليالغ من العمر 78 عاما .

أذيع البيان (( الدمج )) هذا على الحاضرين في قاعة العشاء بفندق الأخوان في تعز .. وهم وجوه القوم من (( النافعين والمنتفعين على السواء )) ... وما كاد المذيع يختتم البيان بدعوات النصر .. وتأكيدات الهزيمة (( للإستعمار والعملاء )) حتى ساد الوجوم .. وبدأت عملية تسلل من القاعة .. ما لبثت أن تحولت إلى تحرك جماعي .. فلم يكن أحد يعلم شيئا عن هذا الدمج .. سوى ثلاثة أشخاص هم (( المسئول الأول )) عن المخابرات المصرية في تعز .. وعبدالله الاصنج والسلامي .. والحضور في القاعة كغيرهم في الشارع لم يسمعوا البيان إلا من الراديو !

وكانت قيادة الجبهة القومية مبعثرة في تعز .. والقاهرة .. وهناك شبكات العنف العسكرية السرية داخل الجنوب بقياداتها .. وهي أيضا لا تعلم شيئا عن الدمج .. وكذلك زملاء الاصنج في منظمة التحرير محمد بن عيدروس ومقبل باعزب ... وآخرون .. وهؤلاء أيضا لا يعلمون .. !

والواقع .. لم تكن المخابرات المصرية بحاجة إلى طلب الموافقة على خطواتها هذه من أحد .. اولئك أحياء .. ولكنهم يتنفسون (( صناعيا )) .. وأي شكوى أو تذمر .. أو تقطيبة ملامح ! .. ستؤدي إلى إغلاق (( أنبوبة الأوكسجين )) وسيموت الجميع تلقائيا .. ومن بقي حيا بعد ذلك فسيعالج أمره بحملة دعائية لمدة أسبوع .. وسيموت موتا معنويا محققا .. فأن بقي قادرا على الحركة فهناك أكثر من فدائي مستعد للمرابطة تحت باب منزله حيثما كان في الجنوب وسيرديه قتيلا ..

كان ديجول إذا ضاق ذرعا باللجاج داخل الجمعية الوطنية يحتد ويعلن (( عندما أطلب شيئا .. فذلك يعني أنني آمر به )) .. وهذا بالضبط ما تفعله المخابرات المصرية ..

ومع ذلك فنحن شعب لا تنقصه الشجاعة .. فقد أصدر قحطان الشعبي بيانا من القاهرة أعلن فيه عدم شرعية الدمج .. ولكن البيان سحب من وكالات الانباء قبل أن تبرق به .. ومن الصحف قبل أن تنشره .. والنسخة الوحيدة التي تسربت منه وصلت إلى عدن ووزعت في منشور سري .. وألقيت في الشوارع بكميات وافرة ..

وكان الشيوعيون في عدن أكثر جرأة .. فقد صدرت صحيفتهم في اليوم الثاني تهاجم الاصنج شخصيا .. مؤكدة أن (( لا دمج )) ولا تعاون مع الاصنج ..

ولم تغفر المخابرات المصرية هذا للشيوعيين . فأحرقت صحيفتهم بعد هنيهة .. وأعادات قحطان من الحدود الليبية بعد أن فر هاربا .. وظل تحت الإقامة الجبرية في القاهرة حتى عام 1967 م .

وتلاشى الإنفجار (( الرجعي !! )) ضد الخطوة التقدمية التي تحققت ! .. وبدأت أسماء جديدة تتألق في أفق الثورة المسلحة .. فقد أعلن عن تعيين المكاوي أمينا عاما لجبهة التحرير .. وعبدالله الاصنج رئيسا لمكتبها السياسي .. وتم سريعا تعيين ( 20 ) شخصا كهيئة قيادة الجبهة بينهم علي السلامي وطه مقبل .. ومحمد باسندوه .. وأحمد الفضلي وجعبل بن حسين العوذلي .. وعبدالله علي عبيد .. وناصر السقاف .. وبقيت بعض الأسماء سرية لأنها ستتولى تنظيم (( الشغل )) في الداخل .. والإشراف عليه ..

وتفاصيل كثيرة مذهلة ولكن ما الفائدة من الرد الآلي .. فالمهم فقط شواهد وأمثلة على الكيفية التي عولجت بها الثورة المسلحة في الجنوب توصلا إلى النتائج التي أدت إليها .. وما ذكر هنا بعض هذه الشواهد .. نموذج منها ..

- 2 -

يا خلق الله .. ما أبدع دقة المخابرات المصرية في العمل .. وأروع الأساليب الفنية التي تنفذ بها ما تريد دون أن يكرثها إنسان .. أو يؤنبها ضمير .. أو يلفتها صوت حق في الأرض أو في السماء ..

لقد أقتنعت بأن الجبهة القومية أضحت تثق بنفسها .. وتطالب بأن تباح لها حرية التحرك في العالم .. وتتصل بالكثيرين ممن يعطفون عليها في موسكو وبكين وأماكن أخرى .. وهذا أكثر بكثير مما تستطيع المخابرات السماح به .. إنها أشد غيرة على العاملين معها من نساء (( الطوارق )) اللواتي لا يسمحن لرجالهن بالسفور حتى أمامهن !!

والواقع أن بعض قادة الجبهة القومية .. وبينهم قحطان الشعبي وهو رجل عصبي المزاج .. سريع الإستجابة للإستفزاز أظهروا ( أخيرا ) شيئا من الضيق بالحصار المحكم المفروض على تحركاتهم السياسية .. وبعد أن أمست ( الآن .. أل .. أف ) ذائعة الصيت .. حتى في الصين إذ أطلقت عليها صحيفة الشعب هذا الإسم المختصر .. بإعتبارها إحدى التنظيمات الثورية التي تكيل ( للإمبريالية ) ضربات مميتة في الطرف الجنوبي من جزيرة العرب ..

وهذا عزز الإعتقاد القائم عند المخابرات من قبل بأن حركة القوميين العرب والشيوعيين يحملون هوية ناصرية مزيفة ليبنوا أنفسهم في الجنوب العربي ..

والمخابرات تطلب خضوعا أكيدا .. وطاعة عمياء .. وإذا أكتشفت أن قحطان أكثر بؤسا من أن يواصل الإنحناء - كما يقول ديجول - سددت للشيوعيين والحركيين ضربة جعلت من لم ينكفيء منهم على وجهه من الألم .. يستلقي على ظهره من الدهشة ..

ها قد أصبحت الأمور الان في متناول الاصنج .. وقد أوتي هذا الرجل طبعا ثعلبا مراوغا .. وكون أنه رجل بلا مبادئ .. يسهل عليه الحركة .. ويعطيه حرية أوسع في التكيف .. وإتخاذ القرارات المناسبة .. الملائمة .. دون أن يتعرض ما يحرص عليه للأذى .. لأنه في الواقع لا يحرص على شيء سوى أن (( يبني نفسه )) ..

إنه رجل واقعي لا تعني الشعارات لديه أكثر من وسائل .. وإذا لم تفلح وسيلة معينة في الوصول إلى غاية فيصبح من الطبيعي إستبدال الوسيلة .. بأخرى للوصول إلى الغاية نفسها .. وهذا مفتاح شخصية الاصنج إلى جانب طباع خاصة يعتبرها (( عمر بن عامر وعلي بن علي )) .. طباع لايرضي الله ولا رسوله وأما قحطان فرجل ميـــــال للزهو صدى للحالة التي يكون فيها .. تبطره النعمة .. وتذله الحاجة ..

(( وبمقاييس )) المخابرات المصرية .. كان قحطان في عام 1966 .. أكثر من أن يكون بمقدور المخلوق أن يطيقه .. فقد أسكرته الأمجاد وكان مغمورا .. وأبطرته النعمة وكان مدقعا .. وكان من الواجب ( بمقاييس المخابرات المصرية طبعا ) أن يوضع منه ما شمخ .. ! وتظافرت عوامل شتى لتصعيد الاصنج والمكاوي .. وهبوط قحطان وفيصل .. وقد كان ..

وفي التاريخ أمثلة على البطر الفاحش أبرزها إطلاقا حمار عبدالله بن المقفع الذي عاش مهزولا من الجوع في أرض مجدبة حتى قيض الله له ثعلبا رق لحاله فهداه إلى مرعى به غدير .. فيه من الرزق ما يسر الأعين .. وما يلذ المعدة .. واللسان .. من (( العضرس )) الأخضر إلى (( الرقماء )) .. (( والمطك )) .. ولكن الثعلب حذره من (( النهيق )) . لأن الأرض التي يقع فيها المرعى مسبعة .. فأبلغه حمار ابن المقفع .. وقد كان جائعا انه لن ينهق مــا بقي حيا .. المهم القوت أن يجده .

ومكث راتعا في المرعى عدة أيام حتى أسترد عافيته .. وظهر أمره .. وتاق إلى طبعه الذي فطر عليه .. فقال لصاحبه وقد برح به الشوق إلى النهيق ..

- إني أصلحك الله أيها الثعلب راغب في النهيق .. ولا أظني إلا فاعل ..

فقال الثعلب مأخوذا !

- أو ما تذكر ما صرنا إليه من أن الأرض مسبعة وصوتك مجلبة لها من أقصى الأرض ..

قال :

- لا صبر لي على الصمت .. وسأنهق وليفعل الله ما يشـاء ..

قال أنتظرني هنيهة حتى أختفي .. وطب نفسا بما عن لك .. وما أراك إلا مأكولا .. !

ونهق حمار ابن المقفع .. فتوافدت عليه السباع من أطراف الغابة المحيطة بالمرعى .. وما غابت شمسه إلا عظاما !

وفي دنيا الحيوان أشباه ونظائر مما يقع في دنيانا نحن البشر .. وهذه واحدة منها .. فتأملوها جيدا .


- 3 -

المفروظ أن ما تم هو عملية دمج للجبهتين ( التحرير و القومية ) . وأن الجبهتين أصبحتا جبهة واحدة وحسب .. ولكن هذا واقعيا لم يحدث .. لقد أستهدفت المخابرات تصفية ( الزعامة السياسية ) للجبهة القومية المتمثلة في الحركيين .. والشيوعيين .. وبناء زعامة جديدة للجبهة نفسها .. (( والناصرية )) عموما قد تسمح لحزب معين .. بشروط معينة أن يكون واجهة لنفوذها في بلد معين .. ولكنها لا تسمح له بأن يشاركها هذا النفوذ .. أو أن يبني لنفسه نفوذا مستقلا .. فهنا يتحول الأمر إلى إحتمالات منافسة يجب الإنتباه لها .. ومراقبتها ..

غير أن الربيب وقد أتقن وسائل المربي .. عرف في ساعات الشدة - كيف يعيش - .. وأضطرت (( المخابرات المصرية )) . بعد أن فشل أسلوب (( الدمج )) .. أن تلجأ إلى أسلوب التجويع .. ومن التجويع أخيرا إلى الصراع المسلح المكشوف بين الجبهتين .. وقد أعطيت الكلمة للرصاص .. وتحولت الثورة المسلحة ضد الإستعمار إلى جهاز للتحرش بالمواطن العادي .. وعملية إقتحام سافرة للخلق والضمير .

المستقبل لا يدخر لنا سوى أيام إنتقام

كانت توقعات المخابرات المصرية مبنية على معادلات خاطئة مؤدها .. أنه طالما كان التظيم العسكري (( للجبهة القومية )) يتسلم مخصصاته وتجهيزاته .. وأوامره من المخابرات رأسا .. فإنه لن يحاول إثارة الغبار .. وإفتعال المشاكل بسبب التخلي عن القيادة السياسية للشيوعيين والقوميين .. أو إجبارها على الإندماج مع الاصنج وجماعته

الحساب هو : أن قواعد القوميين ستلتحق بالتحرير رأسا .. وستتابع عملها على نفس الغرار .. توصلا إلى نفس الهدف الذي رسمته المخابرات المصرية وكرست كل وسائل مصر الإعلامية والدعائية والمالية لتحقيقه ..

والنتيجة هي : رفض التحرير .. وإجبار المخابرات المصرية على بناء ( جهاز حرب ) جديد بعد أن خرج عن طاعتها جهاز الحرب السابق .. وسيطر عليه الشيوعيون والقوميون العرب وهم - كما هو معلوم - شيوعيون على ( طريقتهم الخاصة ! .. )
وكان الشيوعيون والقوميون قد وطدوا أنفسهم منذ البداية على أساس الإستفادة فقط من ( الإنتساب الزائف ) (( إلى (( الناصرية )) ريثما يمكنوا لأنفسهم في الجنوب العربي .. وعلى هذا فقد كان من الواضح أن دعم المخابرات المصرية لهم لن يستمر طويلا .. - وهي قد شعرت - أن الشيوعيين والقوميين يرون في تأييد عبدالناصر شيئا نافعا مرحليا ..

وهكذا عندما أعلنت المخابرات المصرية قرار إدكاج الجبهة القومية ومنظمة الاصنج في تنظيم جديد بإسم جبهة التحرير سارع الشيوعيون إلى إحباط عملية الدمج .. وبدأت عملية عزل لقواعد الجبهة القومية .. لئلا تمتد إليها حمى الإندماج .. و وزعت المنشورات التي تتحدث عن إنتهازية الاصنج .. و أنه بالإنتساب إلى العمل المسلح (( إنما أراد سرقة المكاسب الثورية التي تحققت بالدماء والتضحيات .. والتي قدمتها الجبهة القومية قائدة النظال المسلح ! ))

وكانت المشكلة الملحة عي كيف يمكن توفير البديل للمساعدات المصرية التي حولت الآن لبناء جهاز التحرير .. ولكن هذه المشكلة وجدت في حلا في النهاية .. وقررت الجبهة القومية أن تشكل قواعدها في الجنوب فرقا مسلحة للسطو على البنوك .. وسرقة حوانيت المجوهرات .. وفرض الاتاوت على التجار ..

وبعد سلسلة من الحملات الفدائية الموفقة على البنوك والمؤسسات التجارية .. امكن تغطية الأجور والمرتبات الثابتة ( لجهاز الكفاح المتفرغ ) .. وأصصبحت هذه العمليات قاعدة ثابتة .. واصلت الجبهة القومية التصاعد بها إلى أن تسلمت السلطة في الجنوب العربي .. وقد لجأت إليها مرات عديدة حتى بعد أن أصبحت ( الجهاز الحاكم ) .

وإذا كانت الكوابح والروادع الأخلاقية ضعيفة .. فإن إجبار رجل ما .. على إفراغ غلة دكانه في حقيبة رجل آخر بدون مناقشة .. وتحت تهديد السلاح هي عملية لذيذة .. ونادرة .. ومدعاة لإشعار بطلها بشيء من الأهمية .. ! وأنه لم يخلق عبثا ! ..

والمشكلة الأخرى في (( السلاح )) .. وهي ليست مشكلة .. ففي الجنوب العربي واليمن الكثير .. الكثير جدا من السلاح .. إذا وجد المال .. فأن بمقدور المرء أن يجهز (( كتيبة كاملة )) من مستودعات واحد فقط مشايخ جبل صبر .. أو من دكان واحد في عتق ( مدينة العوالق ) .

إن باعة (( اللحوح )) في سوق تعز يتسلحون برشاشات ( روتوف ) الفعالة جدا في حرب الشوارع لكبر حجم مخزن الذخيرة فيها .. ( 73 ) طلقة ولايزيد وزنه عن سبعة أرطال وهذه حسنة واحدة من حسنات المخابرات المصرية .. والمصانع الشيوعية .. إذ أغدقت علينا السلاح الحديث ما يكفي لإختصار عددنا إلى النصف .. وخشية أن نفتقر إلى الحماس الضروري لإستعماله ضد بعضنا البعض فإنه يجري تحريضنا وتنشيط هممنا على تجربته .. وقد فعلنا في هذا الصدد ما يفوق جهد المجتهد ..


- 3 -

ودخلت (( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )) دائرة الضوء بدون صعوبة .. وتحركت نفس الأجهزة التي تحركت عام 1964 لتبني القوميين والشيوعيين .. تحركت لتبني عام 1966 (( جبهة التحرير )) .. تحركت بنفس الحماس .. ونفس المقدرة .. ونفس الكفاءة .. ونفس الجرأة على الحق والتاريخ ..

ولم يقل الناس شيئا ..وإن وجد الناقد الحصيف .. لم يجد المستمع النابه .. فقد كانت حدود الرؤية عند شعبنا قصيرة جدا . وكان مستوى الظن بمصر جيدا .. غير أن ماعرفناه في الجنوب العربي كان وجها زائفا لمصر .. نشر ظله على الوطن العربي طوال عشر سنوات محرضا على الفتنة .. داعيا الى التخريب .. ناهشآ في جسم كل مجتمع .. ممزقا لوحدة كل جماعة وكما يقول المثل الحضرمي (( المقتول لا يسمع قرحة البندق )) كنا نضع السيف على أعناقنا وفي ضننا أن مايحدث هو غير ذلك ..

إن القانون ليس مسئولا عن جهل الجاهل .. ولا فقر الفقير .. كان يجب أن نكون شعبا رجلا .. فلا نسمح لأحد أن يجعلنا أداة لتحقيق أهداف غير أهدافنا .. وخدمة سياسة غير مستوحاة من واقع شعبنا .. ولكن لم يكن ..

وعذرنا .. أن الأساليب التي جوبهنا بها .. كانت أدق من حدود وعينا .. كان الإغراء .. بالمال .. بالسلاح .. بألقاب البطولة .. والفداء .. وأسوأ من ذلك حسن الظن عن البعض .. وقابلية بعضنا الاخر للعمالة .. كل هذه الأمور مجتمعة .. تألبت لتصنع ( مأساة الجنوب العربي ) التي عشناها خمس سنوات دامية .. ولا زالت تنشر ظلها الأسود في شكل حكومة قائمة في الجنوب .. ولا أدري .. كم يتعين أن نتحمل من تضحيات للوصول ( بالمأساة ) إلى فصل الختام ..

- 4 -

إني أروي هنا الوقائع المجردة .. ولا شك أن بعضها أقل إمتاعا للقاريء .. وبعض هذه الوقائع سيكون موضع مراجعة كبيرة .. ونقاش كثير .. ومع إني على ثقة من (( صحة مصادري )) .. بإعتباري واحد ممن عاشوا هذه الأحداث .. وكنت في جميع (( سنوات الشدة )) على مقربة منها .. وكنت أنا نفسي هدفا للرصاص تارة .. وللوعيد أخرى .. (( وللخطف ثالثة )) .. والهجوم الدعائي رابعة .. هذا بعد أن تعذرت وسائل (( تأليف القلوب )) ..

رغم هذا كله .. فإن هناك من سيعتقد بأن هذه الأمور أكثر هولا من أن تكون قد حدثت بالفعل .. ولكني بحاجة إلى التأكيد .. أن (( المخابرات المصرية )) كانت تبني الزعامة المعصومة في الوطن العربي وتنشر ظلها في الجزيرة .. وكان البعض يظن أن ما بني هو حصن منيع لعزتنا .. لا قلعة رهيبة مظلمة لإستعبادنا .. كنا عناصر .. ومواد خام .. لصناعة الإنتصارات .. وتقدير فاعلية التجاري .. ومعرفة صدى الشعارات .

كانوا يحتقروننا .. في أعماقهم .. ويرون فينا مجرد (( عملاء )) .. فين حين توهمنا (( أهجزتهم )) بأننا (( أبطال نشق طريقنا إلى المستقبل بالدم .. ونعبد طريقنا بالمذابح .. )) وأما في ضمائرهم .. في تحسباتهم .. فلسنا سوى (( آنية فارغة تجري تعبئتها بالثقافة .. وتحريكها في الإتجاه الذي يحقق أغراض قوى إجتماعية معينة )) ..

هكذا يقول صلاح نصر المدير العام للمخابرات المصرية في كتابه الشهير (( الحرب النفسية : معركة الكلمة والمعتقد )) .

والمعتقد أن يجب علينا - أو هذا ما يحتمه السياق - أن نروي طابع التطورات التي جرت في الجنوب العربي منذ عام 1964 .. ولكن هذا العام بالذات كان بداية فقداننا كشعب السيطرة على قضيتنا .. و وقوع هذه القضية بصراحه تحت النفوذ المباشر للمخابرات المصرية بإعتبارها الوصي على الأهداف العربية في (( الإشتراكية والحرية و الوحدة )) ..

في هذا العام .. تبلور الموقف بين الوجود البريطاني يقف على صعيد .. بكل مايمثله .. والمخابرات المصرية على صعيد آخر .. وكنا نحن تحت أجنحة الفريقين .. جماعة تزداد إرتماءا في أحضان برياطنيا وتتشبث بها .. وأخرى .. تعمل وفقا لتعليمات المخابرات المصرية .. وبتخطيط منها .. و لم يكن في الصورة بالطبع أي شيء مما تفكر فيه .. أو نتطلع إليه كـشعب .. كنا هدف الصراع .. ومادته .. ولم يكن هذا الصراع يحقق أهدافنا .. وهو لم يحققها بالفعل .. فحتى الآن لازلنا نعتقد أن المستقبل لايدخر لنا سوى أيام الإنتقام ..

ولذلك .. فمن يكتب عن الجنوب العربي في (( سنوات الشدة )) من عام 1964 حتى عام 1968 .. لا يستطيع قطعا أن يتجاهل الدور الرائد للمخابرات المصرية .. ذلك أن كل (( الجبهات )) التي عملت في هذه الفترة .. لم تكن سوى (( الواجهة السياسية )) لعمل عسكري كان يستهدف (( تدمير )) الجنوب العربي لا (( تحريره )) ..

إن المجتمع المتماسك لا يستطيع أن يقع بسهولة تحت تأثيلا التيارات المذهبية الوافدة عليه .. إن تماسكه دليل مقدرته على الدفاع عن نفسه متسلحا بقيمة وإجماع أفراده على الصمود .. وإذن فلا بد من عملية (( تقويض )) للتماسك .. وتخريب للإجماع .. وتشتيت (( للولاء )) وتمزيق (( الوحدة والرأي والإتجاه )) .

لا بد من عملية إنهاك للبنية الإجتماعية ذاتها .. لتضعف قدرتها على المقاومة ..

وكان (( الإنهاك )) الذي تعرضنا له أولا على يد الإستعمار البريطاني .. وله طابعه المخدر الخاص .. ثم الإنهاك العنيف على يد المخابرات المصرية .. بإنشاء جبهة بعد أخرى .. لتبدأ صراع متصل .. وتقطيع مدمر لتطورنا السلمي .. كان هذا كله .. مدعاة لوقوعنا في أحضان (( الماركسية )) .. وإبقاء جذوة الصراع حية متوقدة في تربة بلادنا .. حتى في دولة الإستقلال ..


محاضرة بالعامية ، ولكنها رائعة ، وخطيرة


- 1 -

حتى نحتفظ بهدف هذه (( الدراسة )) حيا في الأذهان .. فإنه يتوجب علينا العودة بين الحين والاخر (( لتذكر )) البواعث التي قضت بتقديمها .

ذلك أننا لم نكتبها _ أي هذه الدراسة _ تحت تأثير مشاعر (( خسيسة أو خبيثة )) كما يقول عمار أو زيفان .. ولكننا نعتقد بأنها تؤدي واجبا في تنوير قطاعات هامة من الشعب . بواقع التطورات التي سادت الجنوب العربي من عام 1964 (( تاريخ إنطلاق العنف تحت إشراف المخابرات المصرية )) وحتى عام 1968 . حين إعلان إستقلاله .. ووصول الجبهة القومية إلى الحكم .. وتكريس نفسها السلطة الشرعية الوحيدة في الجنوب العربي ..

ولما كنا نقول بأن الحكومة القائمة في الجنوب العربي حكومة غير شرعية وأن الجبهة القومية ليست سوى جماعة عدوة للشعب .. فقد تحتم علينا أن نقوم بعرض وتبويب الحيثيات التي ينهض عليها إعتقادنا .

وهكذا فقد أعتبرنا الأحداث التي أتخذت من الجنوب العربي مسرحا لها من عام 1964 وحتى عام 1968 أعتبرنا هذه الأحداث صيغة غير صحيحة للتعبير عن أشواقنا في الحرية .. وهي لم تكن تحقق أهدافنا رغم أنها تقول ذلك .. وإذن فهي (( سنوات الشدة )) لم يكن لها من وجهة نظرنا مايبررها .. رغم أن كثرة من شعبنا قد أستجابت لها تحت تأثير الإغراء تارة .. وتحت تأثير حسن الظن أخرى .. وتحت تأثير (( المصالح الشخصية )) ثالثة ..

وأنا أعرف أن هذا الكلام قد قيل بصيغ شتى .. والجديد فيه هي كلمة (( المصالح الشخصية )) .. وهو تعبير أستخدمه أنا لأول مرة في كل ما كتبت ..

فكيف نفهم الدلالات المنطقية .. والشكل الواقعي (( للمصالح الشخصية )) .

يقول (( اللواء عزت سليمان )) وهو رجل بعيد الأثر في تخطيط السياسة المصرية في اليمن و الجنوب العربي .. عندما كان أحدنا يشكو إليه من (( تفاهة الشخصيات )) التي تقوم المخابرات المصرية بإبرازها وإظهارها في دائرة الضوء .. يقول :

المحاضرة الرائعة

((أحطان ايه .. واصنج ايه .. دول كلهم مايسووش نيكلة .. أنا فاهم الكلام ده كويس .. وقيمتهم كلها تكمن في أنهم كلهم فاهمين انه بلانا ماحدش حيكون سأل فيهم .. أو حاسس بوجودهم .. ووقت ما تطلع معاي أشيل أي واحد فيهم بالجزمة .. ))

(( يعني احنا ما ندورش على الزعماء .. احنا نخلقهم ( !! ) أجيب لك واحد من الشارع .. وانفخ فيه .. وأغرقه بالأضواء .. وأعمله هالات .. لما يصير أد البلد .. ولما يكون عارف مركزه كويس .. وعارف كان ايه .. وعملناه ايه .. مايعارضش .. مايجيش وقت يقول ما يعجبنيش كده .. عايز ده .. ))

(( أنا فاهم سيكلوجية المواطن العربي .. وأنا أبني سياستي على أساس الفهم ده .. المواطن العربي مش بتاع منطق .. مش بتاع أفكر دا .. بتاع عواطف ..وشعارات )) .

(( واذا عرفت ازاي تدخل عواطفه .. عرفت كيف تسيطر عليه .. قله أنا خدامك والعن أبوه .. ما يسأل .. قله انت بطل انته فلته .. ووديه في داهية .. مايهموش .. ))

(( المواطن العربي راجل أناني .. دي مش من عندي دي حقيقة .. ماعندوش الولاء الطبيعي للامة .. لان معنى الامة عائم في نفسه .. هو تعود ان يواجه الحياة على مسئوليته .. ويحل مشاكله بجهده الخاص .. واذا كنت قادر (( تنفعه )) يبيع لك بلد .. بس لازم تديله منطق معقول .. وكل منطق معقول .. على شان يسوغ اللي يعمله .. ))

ثم المشكلة مهياش الانجليز .. الانجليز حيخرج حيخرج من الجنوب .. المشكلة مين اللي يجي بعديه .. انته عارف احنا صرفنا صرفنا دم قلبنا في اليمن .. وضحينا بالاف الرجالة .. على شان الثورة اليمنية .. وعلى شان الثورة المصرية .. كمان .. لانه احنا لازم يكون موقفنا هجومي على طول .. لو قعدنا .. ندافع عن نفسنا هنا في مصر .. حنموت حانتخنق علشان نحمي نفسنا لازم ننظف المنطقة العربية من الجيوب اللي يمكن ان تنطلق منها أعمال التآمر على مصر .. اذا كنت عايز تحمي الثورة .. لازم تنشرها مش تقعد تدافع عنها .. الدفاع غلط .. هاجم وسيب التانين يدافعوا .. المجتمع ونظام الحكم تهاجمه بفكرة جديدة .. وتفضل تقول انه ماشي غلط ولازم يغير نفسه .. يبدأ على طول يتفكك .. وينهار .. لانه ينقسم .. فيه ناس بتقول آه .. صح احنا ماشين غلط .. فيه ناس بتقول لا .. كده صح .. وتبدأ الخناقة .. تبدأ الثورة ..

(( كل ده يحصل وانته قاعد .. ما عملتش ولا حاجة غير انك تقوم بتأييد الجماعة اللي خارج الحكم .. ضد الحاكمين .. بعد أن تكون أديتهم شعارات التغيير وتقول دول مضطهدين .. دول مش عارف ايه .. والرأي العام .. دائما مع الغلبان ... )) .

(( بصراحة احنا مش عاوزين (( شتورا )) تتكرر ثاني .. وهيا مش حاتتكرر .. لانه كان درس .. مش حانسيب حد يلتقط نفسه على شان يهاجمنا .. ويحصل منطلقات في العالم العربي )) .

(( الجنوب لو سبناه .. حاتجي السعودية وتأخذه علينا .. يعني حاتقوم فيه دولة تابعة للسعودية .. أو حاجة زي كده .. وتجي أمريكا .. ))

(( تقول شعب الجنوب مالوش مصلحة .. أقول لك كلام فارغ .. اللي يحدد المصلحة هو الحاكم .. الشعب دائما ستار للحاجات دي .. تنقال باسمه .. ولكنها في الواقع .. تفكير الحكومة .. وعمل الحكومة وما فيش حكومة في العالم تقول انها ضد الشعب .. أمريكا تقول انها تخدم الشعب الامريكي ، الصين برضه تقول حاجة زي كده واحنا على شان نضمن شعب الجنوب لازم تقوم فيه حكومة نعملها بأيدينا .. قبل ما يعملها غيرنا .. ))

السياسة انك تعمل حسابك ان المعركة اللي حانخوضها في واحة سيوه .. نخوضها في الجزائر .. والمعركة اللي حانخوضها في القصير او عند مدخل السويس لازم نخوضها .. في الحديدة .. وعدن .. وجدة .. والمعركة اللي حانخوضها .. في القنيطرة لازم نخوضها في دمشق .. وعمان .. وتل ابيب )) ..

(( فون روبنتروب ( وزير خارجية هتلر ) .. يقول هاجم .. من حيث تخشى أن تهاجم .. ودي قاعدة ذهبية .. حتى لو كان يهاجمك في أخلاقك .. وانته فاهم انه نظيف في الناحية دي .. لازم تقول للناس دا ماعندوش أخلاق .. دا ابن كلب .. دا حرامي .. دا نصاب .. )) .

واخيرا .. أنتم يهمكم ايه .. عايزين ايه .. ادخلوا الجبهة .. اقطعوا صلتكم بالسعودية .. واحنا حانعمل اللي أنتم عايزينه .. الاصنج مش مشكلة .. ولا قحطان .. وانتم مش حاتخسروا .. احنا سمعتنا في الجنوب أحسن منها في كل مناطق العالم العربي .. والانجليز تعبان خالص .. وأنا واثق انه حايسلم في النهاية .. لان كل الأوراق .. اللي بيده حرقناها .. الاتحاد حرقناه .. السلاطين حرقناهم .. وانتم _ بيني وبينك _ سمعتكم زي الزفت في الجنوب .. فهمنا الشعب ان دول (( عملاء )) ما ينفعوش .. والسعودية مهما عملت .. مش حاتقدر تعمل لكم حاجة .. السعودية يا دوب تحوش عن نفسها )) .. (( الأوراق الاحتياطي مع الانجليز احترقت .. لو يطلع السماء .. ويسلم الحكم جماعة احنا مش راضين عليهم .. حايسقطوا على طول .. ما فيش غير طريق واحد .. يوصل الى روما .. مش كل الطرق .. والطريق ده .. احنا قاعدين عليه .. لازم تدخلوا الكلام دا في مخكم .. وتخلوه هناك على طول )) .

(( وقدامكم أسبوع فكروا وانا دائما في الخدمة .. ولي الشرف ان استقبلكم في أي وقت .. )) .

(( أدي اللاستاذ .. رقم التليفون يا عبدالسلام )) .

- 2 -

هل هذا كاف لإعفائي .. من وضع تعريف لكلمتي (( المصلحة الشخصية )) حسنا .. المصلحة .. الشخصية .. هي نفس هذا اللحن الرائع الذي سمعتموه .. بالعامية .. وعيبه الوحيد .. _ عيب التعريف أنه يعطي في شكل (( دروس خصوصية )) على أرفع المستويات ..

المصلحة الشخصية حسب هذه القاعدة .. رجال لا تعوقهم الوساوس الخلقية على بناء أنفسهم والوصول إلى أهدافهم .. المصلحة الشخصية .. أن تكون الأخلاق .. الدين .. الوطنية .. مجرد (( حلة تنكرية )) ترتديها لإخفاء حقيقة نواياك .. وواقع أفعالك ..

ومن الجلي أن هناك رجالا بمقدورهم تحقيق مصالحهم الشخصية بوسائل قويمة .. وبطرق غير ضارة بالغير .. وهناك طائفة من الرجال يؤثرون أن يهرقوا دمائهم .. ويحملون الأذى .. والقدح والتثريب .. على ان يكونوا مطايا . وأدوات .. وهؤلاء تميزهم بنفس السهولة التي تميز بها الفرق بين ( القائد ) و (( القواد )) .

والقادة (( قطع نادر )) لا يتوالدون في مناخ الرذيلة (( الإنسانية إنهم في نفس الندرة التي كان عليها الأنبياء في عصور الظلام )) ..

والقائد يدعو الناس .. إلى التقشف .. والصبر .. ومجالدة المكروة .. وركوب الصعب من الأمور .. ولهذا فإنه لا يأوي في مدرسته إلا القلة .. ولا يصيخ السمع إليه إلا القليل .. ولا تشق دعوته طريقها إلى النصر إلا بجهاد كبير .. ومشقات شاقة .. وقديما قال الأدباء .. (( ما أسهل الهدم .. وأصعب البناء )) .

- 3 -

كم هو شاق .. على أني أضطر في مل مقال إلى (( تقريع المخابرات المصرية .. )) .. ونحن لا زلنا نعيش (( إستراحة الخرطوم )) .. والمخابرات المصرية جزء من جهاز دولة عربية علم الله انا نكن لأهلها .. وشعبها .. ودعاة الخير والحق من رجالها ودا لا يفنى وحبا خالدا لا يموت . وهناك رجال نالهم الكثير من الأذى والتحقير على يد هذه المخابرات العجيبة .. يهبون الان لكف (( لساني )) عنها .. زجري عن التعرض لها .. وأعدهم خيرا .. ثم ما أن أبدأ بالكتابة .. وأتناول أي شيء يخص الجنوب العربي . وكل جهدي ودمي أبذله لفائدة الجنوب _ .. حتى يلوح ظل المخابرات المصرية أمامي .. يسد على المنافذ .. ويعلق ويغلق كل الأبواب ..

حقيقة أن كل ما نراه الآن في بلادنا من ترد الأحوال .. وكل ما رأيناه في الماضي في ( سنوات الشدة ) .. كل الأخطاء .. كل الجرائم .. كل الأرواح البريئة التي ذهبت .. بل كل حرة جنوبية تبيع عرضها الآن في عدن .. وأي مكان آخر لأنها فقدت عائلها .. زوجها .. شقيقها .. والدها .. وقد فقدنا منهم الكثير .. يجب أن يكون مفهوما أن المخابرات المصرية هي التي وضعت مأساتها .. وخلقت الشروط الموضوعية لسقوطها وملأت الجنوب العربي أسلحة للقتل .. وصرفت أموالا للقتلة .. و أوجدت لهم ( شعارات خلابة ) وجعلت هذه الأمور ( نضالا ضد الإستعمار ) وإنجاز لمهمات التحرير الوطني .. والثورة الإجتماعية ..

اقطاعية .. زراعيون اجراء .. برجوازية .. عمال فقراء .. طبقة رأسمالية مستغلة _ بكسر الغين _ طبقة عمالية مستغلة _ بفتحها _ وقالت لنا بمئات الوسائل .. وفي آلاف الخطب .. والنشرات عبر كل أجهزة التبليغ ( صحافة .. إذاعة .. تلفزة أن هذه تناقضات إجتماعية رهيبة لا سبيل إلى تصفيتها إلا بالعنف .. بإعتبار أن الديالكتيك المادي للتاريخ يقول بأن صراع التناقضات مطلق .. وأن أي طبقة إجتماعية لا تستطيع أن تحقق صعودها في سلم الرقي الإنساني إلا بتصفية الطبقة الفوقية التي تغلق منافذ الصعود .. وتجعل منه شيئا مستحيلا .. أحيانا بقوة القانون .. وأحيانا بقوة الجيش والشرطة .. ) .

وطبعا في الجنوب العربي لا شيء من هذا كله .. فالمجتمع لم يتشكل تشكلا ماديا بعد بحكم تخلفه .. ولكن .. التكرار الفلسفي العقيم .. التكرار .. لهذا الكلام جعل الكثيرين يعتقدون أن الرأسمالية هذه العبارة عن قوم تحتل رأس عقبة الصويغرة )) . ولا تسمح لقوافل الفقراء بأن تتخطى قاع الوادي بتاتا .. وكل من يصعد إليها تجبره على خلع ملابسه والعودة ثانية إلى المسيال .

إن الدماء التي أريقت في الجنوب العربي .. والتخريب الفضيع الذي نال من حياته الإقتصاديه والإجتماعية .. لم يحدث بإمكانيات قحطان الشعبي .. أو عبدالله الاصنج .. أو فلان أو فلتان من الأشباه والنظائر .. إنهم رجال منا نعرفهم .. وقد خبزناهم وعجناهم وبلوناهم في أخلاقهم .. و وطنيتهم .. وعرفنا عنهم ضعف ما يعرفون عن أنفسهم .

وكما أن السرور .. هو السرور دائما فقحطان اليوم هو نفس قحطان الذي دل المخابرات البريطانية _ وكان عضوا قياديا في الرابطة _ عام 1958 م . على أن هناك شحنة أسلحة قادمة من السعودية للمناضلين ضد الإستعمار في يافع والعوالق بقيادة محمد بن عيدروس .. ومحمد بن بوبكر بن فريد .. وهو نفس قحطان الذي حرف أوامر المناضل علي عبدالكريم للجيش اللحجي .. بأن ينسحب إلى الصبيحة ( منطقة حصينة في لحج يسهل الإختفاء عن الطائرات .. والدفاع برجال أقل ضد الهجوم البري ) وبدلا من ذلك أبلغ قحطان الجيش بأن أوامر علي عبدالكريم هي أن ينسحب إلى اليمن ( !! ) حيث جرد هناك من أسلحته .. ومنع من تنظيم الغارات المسلحة على بريطانيا التي غزن لحج بالدبابات وبكتيبة مشاة بريطانية ...

وقحطان ( نصير المزارعين اليوم ) هو نفس قحطان الذي سرق أموال ( لجنة الإنعاش الزراعي في لحج ) .. عندما كان ضابطا زراعيا هناك وهرب بها إلى مصر مدعيا ان بريطانيا تطارده .. في حين أستمر يتسلم مرتبه الثابت من المخابرات البريطانية حتى عام 1961 . حتى أكتشفت قيادة الرابطة خيانته .. وفصلته من الحزب نهائيا .. وفقد أهميته لدى بريطانيا كعميل مندس في الحركة الوطنية و أحتضنته المخابرات المصرية بعد أن تخلت عنه بريطانيا . لأنه لم يعد مهما ..

فهل يجوز بعد هذا كله .. أن أجعل قحطان محور تفكيري .. بإعتباره قائد التنظيم الذي أكتسب الشرعية بالقتال كما يقول ..؟..

كل ما أستطاع أن يفعله لنا هذا الرجل هو أنه أداة لإفتراس كل نبيل وطيب في بلادنا .. ولم يكن قحطان فاعلا .. ولكنه أداة الفعل ..


- 5 - معالم الهدف

ليس الماضي شيئا إذا قيس بما يتوجب علينا أن نحتمله من مشقة وجهد .. ونضال .. لإجتثاث الشرور .. والضغائن .. والأحقاد التي بذروها في تربة بلادنا .. فحتى نسترد اجماعنا الذي فقدناه .. ونهتدي طريقنا السواء بعد هذا الضلال البعيد الذي دفعتنا إليه ( المخابرات المصرية ) تحت راية قحطان الشعبي .. وعبدالله الاصنج .. وحتى تكون بلادنا وطنا للجميع .. أمنا لكل خائف .. وعدلا لكل مظلوم .. وقوتا لكل جائع .. وكساء لكل عار .. ودفئا لكل مقرور .. وعملا لكل عاطل .. وعزة لكل مستذل ، ومنبرا لكل داعية ، لله ، للحق .

حتى يتحقق هذا كله .. وفكرة تحقيقه تعذبني تزيد آلام غربتي . حتى بين أهلي وذوي ... يتوجب علينا أن نتحمل المشقة في صبر .. ونناضل في ثبات .. ونهدي الناس السواء .. بالمنطق .. ونجندهم في سبيل ربهم .. قومهم ، وطنهم ، وندلهم طريقهم بنور الله الذي لا ينفذ .. ونسلحهم بالإيمان .. ونبصرهم مغبة الهاوية التي يدفهم إليها .. المرتدون عن سبيل الله .. الخائنون لتراث الأباء .. والأجداد .. الوالغون في الدماء .. الداعون للخراب .. الناشرون للرعب والدمار ..

وهذا كله .. هو هدف هذه (( الدراسة )) الذي يجب أن نعود إلى تذكره والتذكير به .. وإبقائه حيا في الأذهان .. وثابتا في عقل و وجدان

أسباب إنهيار اتحاد الجنوب العربي

ربما كان من الصواب القول أن بعض تنظيمات الجبهة القومية لديها من الأسباب ما يدعوها إلى الإعتقاد بأنها أحرزت إنتصارا عسكريا على بريطانيا .. وتسلمت السلطة في الجنوب العربي بعد كفاح دام أربع سنوات . والمنتصر عادة يمنح إهتماما أقل للعناصر الموضوعية اللي يكون يكون إنتصاره نتيجة من نتائجها .

وهؤلاء الذين يمكن أن يخالجهم هذا الشعور هم الذين يقرأون ويكتبون .. ولكنهم لا يفكرون .. لقد تلقوا على أيدي أساتذتهم .. التربية الضرورية التي تجعلهم يؤمنون بأن الوسيلة المناسبة لتصفية الإختلافات مع خصومهم هي الإحتكام إلى (( الرصاص )) .

ولئن كنا نحن نرى الأمور بنسبة من الوضوح أكبر ونمتلك حدود رؤية أوسع .. فإن (( المتعصب )) يواجهنا على الطرف الاخر مسلحا بوجهة نظر جاهزة ) لا تقبل المناقشة .. ولا تخضع لحكم العقل .. وحتى المصلحة الوطنية العليا .. فإنها تأتي في المرتبة الأخيرة من قائمة إهتماماته فالمهم والعاجل في رأي (( المتعصب )) هو إنجاح فكرته . وتحطيم القوى الإجتماعية والسياسية التي تعترض طريقه .. حتى ولو ترتب على هذا تدمير أسباب التقدم على أرضه .. وإرجاعها إلى الوراء عشرات السنين .. وهو يتغلب على هذه الصعوبة النظرية بفكرة ثابتها تلقنها : تقول ان ماتدمره الحرب شيء يمكن تعويضه .. ولكن ما لا يعوض هو أن تضيع عليه فرصة الوصول إلى الحكم .

يقول أرنست شي جيفارا المواطن الأرجنتيني الذي أصبح الان رجلا مشهورا محترما في منظور كل الشيوعيين في العالم .. والتي أضحت بعض كتائب الحرس الشعبي تحمل إسمه في الجنوب العربي . يقول :

(( .. وتستخدم العصابات عمليات التخريب لشل جيوش بكاملها .. ووقف الصناعة .. وجعل الناس بلا عمل . وبلا نور . وكهراء . وماء . ومواصلات مما يشجعهم على الخروج إلى الشارع .. ))

(( وإذا تحقق هذا كله .. فأن معنويات العدو وقواته في الجبهة الأمامية لا بد وأن تنهار في حين تبدأ المظاهرات والإضرابات ضده في المدن .. وعندئذ يصبح عرضة للإنهيار النهائي )) .

ومن المقطوع به أن المواطن العادي إذ يقرأ هذا (( النص )) سيقول يا للشيطان أين سحر البلاغة التي تخلق الرجل المتعصب .. المؤمن النموذجي .

وهذا سؤال معقول .. ولكن في (( التكتيك الشيوعي )) لا شيء من هذا كله .. فهناك دائما خطوات عملية محددة .. واضحة تبين السبل التي يتوجب إعتمادها والعمل طبقا لها لتقويض دعائم الإستقرار في أي بلد .. وإسقاط الحكومة القائمة بعد إنهاكها بشتى الوسائل .. وإجبارها على تبذير مواردها .. في مقاومة العصابات ..

وقادة العصابات عادة يتقنون أساليب الدعاية والإستفادة من أي خطأ ترتكبه الحكومة .. أو في الواقع من كل خطوة تخطوها .. أثناء مقاومتها للعصابات .. فإذا أعلنت مثلا حظر التجول في منطقة معينة بسبب وقوع بعض الحوادث فيها ولغرض تمكين الشرطة والجيش من نفتيش الأماكن المشبوهة ... وإستجواب بعض ممن تحوم حولهم الشكوك .. فأن منشورات العصابات تطلق صرخة مدوية في كل الشوارع .. أن الحكومة الكذا والكيت .. تسجن الشعب .. تعكر صفوه .. إلخ .. !

وإذا طلبت مثلا من كل شخص يرغب في الإنتقال من منطقة إلى أخرى .. أن يحدد دواعي إنتقاله لمفوض الأمن في المنطقة التي يريد الإنتقال منها .. ويقدم نفسه لمفوض الأمن في المنطقة التي يفد إليها .. فإن العصابات تعلن اليوم التالي .. تحصى على الشعب أنفاسه ..

وإذا أحتجزت الحكومة عدة أشخاص لإستجوابهم تعلن قيادة العصابات .. هذا ليس عدلا .. هذه أحكام كيفية .. وإعتقال إعتباطي .. وعودة إلى شرائع الغاب .. بعبارة أخرى أن العصابات تحيط الحكومة بشروط الإثم .. وتقول لها لا تأثم ..

والغرض النهائي هو (( شل )) قدرة الحكومة على الحركة خشية أن تتهم بتشديد قبضتها على الأعناق .. وبالفعل إذا كان رجال الحكومة يفتقرون إلى الرغبة في العمل .. وإذا كانت درجة ملاحقتهم للعصابات تتسم بالوهن .. فإن كل خطوة تخطوها الحكومة تنقلب ضدها .. ولا يلبث بعض موظفيها الصغار أن يشعروا باليأس من إمكان عمل شيء لإنقاذ الموقف .. ويتجاهلون النشاط العلني لرجال العصابات في مناطقهم .. لا لشيء .. إلا لأن الأجهزة الفوقية لا تقدم لهم الحماية الكافية .. ولا تضع تحت تصرفهم إمكانيات تعينهم على أداء واجبهم .

يقول كرين برنتون (( انه لاتوجد حكومة في العالم يمكن أن تسقط ، وهي لازالت تسيطر على قواتها المسلحة .. ورجال الأمن فيها .. وإدارتها المدنية تعمل بنفس حيادها السابق .. وولائها للحكومة . ))

وهذا صحيح إلى حد كبير .. فهناك دولا كثيرة لم يحصد فيها الشيوعيون ودعاة التقويض غير الخيبة المرة .. والهزائم المتعاقبة .. وأبرز هذه الدول اليونان .. الملايو ( ماليزيا ) .. اندونيسيا .. بوليفيا .. وصحيح أن الشيوعيين عادوا إلى الظهور في بعض هذه المناطق ولكنهم عادوا وقد بالغوا في تنكرهم حتى لا يستطيع تبينهم إلا بصعوبة بالغة ..

ولا أستطيع مع الأسف أن أهتدي (( بالنصوص المختارة )) في كل متن .. لأن المصادر غير موجودة .. وإن وجدت فهي تكلف مالا .. لا أملكه ..

ولكن القاعدة التي أردنا إستخلاصها .. أوشكت أن تكتمل .. وهي أن المجتمع المتماسك عادة لا يمكن تقويضه .. والحكومة القوية المسيطرة سيطرة حقيقية .. على قواتها المسلحة .. وجهاز أمنها الداخلي لن تسقط فريسة للشيوعيين .. ودعاة التقويض .. بل في جميع الحالات مستكلمة لهذه الشروط .. أستطاعت أن تصمد في وجه أعمال التخريب .. والتقويض من الداخل .. وأن تتغلب على الشيوعيين .. وجيفارا نفسه يعرف ذلك .. فما نجح فيه مع (( باتيستا )) في كوبا .. وجعل منه أسطورة في منظور أتباعه .. هو نفسه الذي دعاه ليلقى مصرعه في بوليفيا .. وقد كانت الأمور هناك مختلفة كما يبدو .. وكان البوليفيون يملكون مثلا عليا جعلتهم يحسنون الذود عنها .

- 2 -

وفي الجنوب العربي حقق التقويض نتائج باهرة .. ووصل الشيوعيون إلى الحكم .. وهم الان يؤلفون الأغاني .. التي تشيد بأمجادهم .. وتنسج حولهم الهالات ..

وأثناء المسيرة التي قطعوها للوصول إلى السلطة أضطروا إلى تدمير كل شيء .. حتى الشعب ذبحوا من أفراده المئات على مل أن يصار إلى إنجاب أحسن منهم في المستقبل ... ( !! )

ولم تكن الدولة الإستعمارية ( بريطانا ) أكثر من عنصر إثارة لرجل الشارع والتغرير به .. أما هدفهم النهائي فهو تقويض السلطة المحلية ... وتصفية الحركة الوطنية التحررية .. ودعاة التمثيل النيابي .. والديمقراطية السياسية .. والحكم الوطني المستند إلى تراث شعب الجنوب العربي .. كجزء من الأمة العربية المسلمة .

وقد نجحوا لأسباب أجملناها من قبل ( هنا ) بأن اتحاد الجنوب العربي . لم يكن أكثر من ناد لا يعرف أعضاؤه الأهداف الحقيقية لعضويتهم فيه .. ولذلك فعندما كان يعترض للهجمات الدعائية من الخارج والتقويض من الداخل .. لم يجد الأعضاء أسبابا معقولة تدعوهم للدفاع عنه بحماس يتناسب وحجم الخطر الذي كان يتعرض له ..

كانت تنقصهم _ أعني حكام الإتحاد _ وحدة الرأي .. ووحدة الصف .. ووحدة أسلوب المواجهة .. وتنقصهم كذلك الجدارة الطبيعية في الحاكم .. والأهلية الضرورية لمزاولة مهام الحكم .. وتصريف شئونه ..

وكانوا كذلك يتحاسدون فيما بينهم .. ويتبادلون عدم الثقة .. ويلتمس كل منهم - عن سوء تقدير - وسائل وقاية لنفسه .. وليس للجنوب العربي .. كشعب .. وأرض .. ودولة . ومعتقد .

وكان النقص الفاضح في تكوين الإتحاد .. وفي دستوره وبروز اللكنة الإستعمارية في لهجة أجهزته .. وعلى ألسنة المسئولين فيه من العوامل التي أدت إلى حرمانه من الولاء الشعبي وإمتناع القوى الجنوبية الشعيبة من مساندته ..

وكان الشيوعيون مسلحون بوجهة نظر متعصبة هي ( شيوعيتهم ) .

وكانت أجهزة إعلام متفوقة كرست نفسها لخدمتهم وترويج أفكارهم .. والتبشير بجنتهم ..وكانوا يملكون جهاز عنف متطور وفعال .. يستطيع العمل لحسابهم ..

ومن النظرة الأولى لنا إختلال واضح في ميزان القوى لمصلحة الشيوعيين ودعاة التقويض ..

أ - وجود إستعماري في الجنوب يصفي نفسه .. ولا توجد لدبه دوافع جدية لمقاومة الإرهاب .. لأنه لا يستهدفه .. فهو راحل .

ب - حكومة مشبوهة ( الاتحاد ) .. لا تعمل شيئا .. ولا تريد لأحد أن يعمل .. لا هي ( أسد شجاع .. ولا ثعلب ذليل ) كما يقول المثل الحضرمي .

ج - وأقلية منظمة حسنة التدريب من الشيوعيين نجحت في التغرير بالكثيرين وحملهم على الإلتفاف حولها .. لأنهم فقط يريدون التخلص من هذا الإتحاد الرديء .. والتعجيل بالرحيل البريطاني من المنطقة .

وفي ذلك الوقت بالطبع .. كان شعب الجنوب العربي يتكلم .. ولكنه لم يجد من يسمع صوته .. أو يحاول على الأقل الإستماع إليه ..

كانت القطاعات العظمى من شعب الجنوب العربي ترى الأحوال وهي تزاد سوءا .. دون أن يكون بمقدورها أن تفعل شيئا .. فهي تحتاج إلى الكثير لتصبح قادرة على العمل .. ولم يكن القليل من هذا الكثير المطلوب موجودا .. وإلا لكان بمقدورنا أن نصنع من الليمونة الحامضة شرابا حلوا كما ينصح بذلك ( كارنيجي ) ..


- 3 -

بهذا الفصل .. نكون قد عرضنا كل الأسباب والعوامل التي ساعدت (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني )) على الوصول إلى سدة الحكم في الجنوب العربي ..

عرضنا كل شيء بما في ذلك ضعف وسائلنا في المقاومة عرضناه .. لأنه سبب يجب علينا إستيعابه جيدا إذا عن لنا يوما أن نستفيد من التجارب .. وتمحيص كل جوانب القوة والضعف في أساليب عملنا .. وطرق تفكيرنا .. لنكون على ثقة من الإنتصار في الجولة القادمة .

والثقة في النصر تجعل المرء محاربا جيدا .. في معظم الحالات _ لا في جميعها _ ولكن التزود بالعناصر الموضوعية للنصر تجعل النتائج مضمونة .

وفي كل هدف عظيم يحتاج إلى جهد عظيم .. ليصبح الوصول إليه ممكنا .. وإذا كان هدفنا إنقاذ الجنوب العربي وتصحيح مسيرته في دولة الإستقلال وإزالة التشويه الذي لحق بوجهه العربي المسلم .. فإن هذا الهدف يدعونا إلى التعصب من أجله .. والسخاء بالنفس في سبيل الوصول إليه ..


الثورة المضادة ، أو الملهاة


لقد أنتهت الرحلة (( عبر سنوات الشدة )) وآن لنا أن نثمن حاصلها ونربط النتائج بالمقدمات .. وقد بدأت المعالجة _ كما تذكرون _ كرد على دعاوى (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) بأنها (( أكتسبت الشرعية في الحكم بالقتال ضد الإستعمار )) ..


وفي مطلع تناولنا للمشكلة قلنا أن هذه الحكومة غير شرعية .. وأن علينا التأهب لتصفيتها لئلا يؤدي إستمرارها في الحكم إلى تفاقم الأحوال القائمة في الجنوب العربي . وترديها نحو الأسوأ ( كل عام ترذلون ) ..

وإذا كانت البعرة تدل حقا على البعير .. ومن المقدمات يمكن إستخلاص النتائج . فإن الجبهة القومية . هي أداة إغتصاب لحق الشعب . وإغتيال لأمانيه . قدمت الدليل خلال سبعة أشهر من حكمها على أنها داعية (( إنهيار عامل وشامل )) لشعب الجنوب العربي في كل جوانب حياته الإجتماعية ، والإقتصادية ، والسياسية . (( والخلقية )) .


وقد قصصنا عليكم ، وقدمنا الأدلة الموضوعية للوصول إلى ذهن المطلع (( بالحقائق .. ولا شيء غير الحقائق )) .. وقرأنا معا تاريخ الجبهة القومية .. كيف نشأت ؟ . متى كان ذلك . ؟ ولأي غرض ؟ .. ومن الذي قاتلته ؟ .. ما هدف رجالها .. ؟ ما نوع عقائدهم ؟ .. وفندنا كذالك دعاواهم بشرعية وجودهم في الحكم .. ومن السياق نفسه أعني من سياق الوقائع .. عثرنا على الأدلة . بأن (( تنظيم الجبهة القومية )) .. ليس أكثر من أقلية متآمرة .. نالت دعما خارجيا .. لتفجر صراعا مسلحا في الجنوب العربي .. وبالتالي إكتساب نقطة وثوب جديدة في جزيرة العرب توصلا إلى الأهداف الأكثر حيوية في هذه الجزيرة .


وبصورة عامة فإن (( الشيوعية )) خلال السنوات الثمان الماضية أحدثت تغييرات في بعض تكتيكاتها .. وأدخلت تحسينات مهمة على وسائل عملها .. ومن ضمن هذا التجديد في (( الإستراتيجية )) (( التسلل )) إلى الصفوف الأمامية في حركات التحرر الوطني المناهضة للإستعمار .. وتحويل وجهتها من (( ثورات تحررية وطنية )) إلى ثورات شيوعية ماركسية ..


وعن طريق هذا (( الإنقلاب )) في الإستراتيجية حدثت تحولات جذرية لصالح (( الشيوعية )) في المجتمعات المتخلفة .. والبلدان التي كانت خاضعة لنير الحكم الإستعماري .. بمعنى آخر أن (( الشيوعية )) من حيث هي (( عقيدة توسعية )) أحرزت قطعا بعض الإنتصارات الأولية المحسومة من أجزاء تبنيها النهائي لحركات الكفاح ضد الإستعمار .. وأستطاعت تصعيد الرصيد الشعبي (( لعملائها )) بإعتبارهم دعاة أكثر أساليب النضال تطرفا .


وأظنكم تذكرون المواقف الشائنة للحزب الشيوعي الجزائري .. الذي ظل يعارض (( الثورة الجزائرية المجيدة )) ويندد بأبطالها .. ويصمهم بالبرجوازية والخيانة للوطن الأم ( فرنسا !! ) .. ويضع في طريقهم كل العوائق والمثبطات على أرض الجزائر نفسها .. حتى عام ( 1960 ) .. وعندما أصبحت الثورة على مشارف إنتصارها النهائي .. أعلن إنتسابه إليها .. ليصبح رجاله غداة الإستقلال أكثر إنتشارا في ( جهاز الثورة ) وخصوصا أجهزة ( الفكر و الإعلام . والجيش ) ..


وإلى قبل عام ( 1960 ) كان الجزائريون يموتون بالمئات .. ويسخون بالألوف من شبابهم .. في سبيل الغاية الكبرى (( التحرر وإبراز الوجه العربي المسلم لشعب الجزائر )) .. وكان الشيوعيون الجزائريون .. يسكرون في حانات باريس .. على حساب ( موريس توريز ) رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي ( مات الآن ) ويصدرون البيانات تصم الثوار بالخيانة .. والبرجوازية .. وعقوق الوطن الأم ( !! ) .


وبالطبع فإن الشيوعية _ كما نرى _ أضحت _ منذ 51 عاما _ (( وجودا دوليا )) له ثقله في العالم .. وله مصالحه .. فهي ليست مجرد عقيدة تشق طريقها بالحق الطيب وحده .. ولكنها ( دولة تنشر عقيدتها بالعنف ) .. وتقوم بتوفير أسبابه لرجالها ( المال والسلاح والتدريب والتكتيك ) ..


وسر التحول في موقف الحزب الشيوعي الجزائري وإنتسابه في الساعة الثالثة والعشرين إلى ثورة الجزائر الظافرة .. هو كما قلنا إستجابة طوعية (( للإستراتيجية )) السوفياتية الجديدة ...

ففي التقدير (( العقائدي )) الذي قدمه (( ميخائيل سوسلوف )) فيلسوف الحزب الشيوعي السوفياتي .. تأكيد على عدة أمور حيوية هي كما يأتي :
أ - ان وجود الرادع النووي مع الرأسمالية في العالم ( الولايات المتحدة وبريطانيا ) .. يجعل من المستحيل عمليا ونظريا القضاء على الرأسمالية . وتغليب الإشتراكية بالقوة المسلحة .. لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى إشعال حرب حرارية نووية ، تؤدي إلى القضاء على (( الأساس الحضاري )) الموجود للجنس البشري .. وبالمقابل فإن الرادع النووي الذي تمتلكه القوى الإشتراكية (( الشيوعية )) يؤمن صيانة دائمة وردع للقوى الرأسمالية من التفكير في إشعال الحرب ..
ب - وإذن فمن الوجهة السياسية يكون ممكننا وعمليا القبول ( بالتعايش السلمي ) مع الأنظمة الرأسمالية ... بإعتبار أن القضاء على هذه الأنظمة سيؤدي كذلك إلى تدمير متبادل .. وتعطيل للقوى الشيوعية المتصاعدة .. وإفناء للجنس البشري كله .
ج - ان التعايش السلمي مع توفير (( الرادع )) من التفكير في الحرب يعني كذلك إطلاق يد كل القوى التقدمية في العالم لتقوم بتقليص مساحة الوجود الرأسمالي .. والإستعماري ومحاصرته نهائيا في معاقله الرئيسية ( أميركا وغرب أوربا ) .
د - وعليه فإن حركات التحرر الوطني والنضال القائم ضد الإستعمار في افريفيا وآسيا .. يشكلان أملا مزدهرا في الجسم الإستعماري الرأسمالي .. وحرمان له من مراكز خاماته .. وسواق تصريف منتجاته . وهي التحليل النهائي عملية إضعاف للبنية الإستعمارية الرأسمالية .. وتعريضها للتوتر .. والإنهاك .
ومن إندفاع الإستعمار في المقاومة ضد وجوده .. وإمتيازاته في المناطق التي يسيطر عليها .. ومن تأييدنا التام والمطلق لكفاح هذه الشعوب ضده .. ومع اليقين التام بأن حركات التحرر الوطني ستبلغ النصر في النهاية وستجبر الإستعمار على التسليم والرحيل .. فإن النتائج المتوقعة هي تصاعد باهر لقوى التقدم وتقديم للطلائع الماركسية في كل مكان من تعزيز مواقعها .. بحكم تصدرها ( !! ) لأعمال المقاومة البطولية ضد الغزاة والمستعمرين والرأسماليين الأجانب !

هـ - ومع أنه يفترض أن الطلائع (( الماركسية اللينية )) ستعمل عادة ضمن شعوب لا يزال الدين يحكم وينظم ويسيطر على الكثير من مشاعرها وإتجاهاتها .. فإنه يتوجب (( على الماركسية )) أن تلقي بهذه القضية خلف ظهرها تماما (( فالدين لم يعد ظاهرة صراعية في العالم ! )) .. ان منطلقات الصراع وحوافزه .. تتمثل في المطالب اليومية لإنسان القرن العشرين .. في الطرق المرصوفة جيدا .. وفي وفرة السلع الإستهلاكية .. وتوفير العلاج والعمل للناس .. وهذا مانعد دائما بتحقيقه .. وما يتوجب على الطلائع الماركسية أن تجعل منه حجر الزاوية في دعايتها .. ومحور جدالها مع الجماهير الغفيرة التي تعمل معها .
إن للشيوعيين كما نرى عقول تفكر جيدا .. وتحسن كيف تضع الخطط ذات المفعول الثابت .. والطويل المدى .. ( اني أكتب معتمدا على الذاكرة لعدم توفر المراجع ) .. وبوسع المرء دون مشقة بالغة أن يلمس كيف يندفع المئات من الناس في طول العالم وعرضه للهجوم على مجتمعاتهم .. وتخريب بلدانهم .. وإشهار السلاح ضد أخوتهم في الدم والأرض .. والمعتقد .. لخدمة الإستراتيجية الشيوعية السوفياتية .. والآن الصينية أيضا ..


وما كان هذا ليحدث لو لم يوجد رجال لهم هذا القدر من الإحاطة والتأثير على الوجدان الإنساني مثل (( سوسلوف )) ..
وإذن (( فالجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) تمثل الصيغة المحلية التي يطرح بها الوجود الدولي الشيوعي نفسه في جزيرة العرب . أكثر مما هي طلائع الإنطلاق والتجديد في حياة الأمة العربية المعاصرة .. ان الإتجاه الأخير تمثله قوى أصيلة نابعة من صميم الجنوب العربي مستوحية أهدافه في نضالها .. هذه القوى لازالت للآن تتلمس طريقها إلى عقول وقلوب الجماهير في الجنوب العربي .. التي تعرض وجدانها للتلويث .. وأهداف نضالها ضد الإستعمار للتشويه على يد (( الأقلية الماركسية العميلة )) .


وصفوة القول .. أو النتيجة بالإجمال هي أن (( الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل )) من صفحات تاريخها .. ومن وقائع سلوكها اليومي .. وطرائق تعاملها مع شعبنا خلال سبعة أشهر من حكمها .. تقدم أدلة لا تحصى على أنها (( نضالا وفكرة )) شيء دخيل في حياة شعبنا .. وأداة إفساد لكل جميل وجليل في حياة هذا الشعب ..

وبالطبع فإن المرء إذا أغتصب ما ليس له .. بالقوة مثلا ... فإن (( الحفاظ )) على هذا الشيء المغتصب يكلف من الطاقة أكثر مما يكلف من الجهد حين وقوع عملية الإغتصاب ..

ومهما بلغت قبضة المغتصب من الشدة ، فإن الوهن يتسرب إليها بمرور الوقت .. فالحكومة المكروهة ، لا تستطيع أن تحتفظ بوجودها .. وعلاقاتها في حالة توتر دائم مع المجتمع الذي تحكمه .. إن هذا يناقض طبائع الأشياء ..


لذلك فأن الأقليات التي تصل إلى (( السلطة )) بالإرهاب .. والتآمر مضطرة إلى خلق عناصر صراع جانبية لغرض إمتصاص النقمة وتحويل وجهتها ..

وهذا ما يحدث اليوم في الجنوب العربي .. إذن (( الملهاة )) اليوم في الجنوب العربي إسمها (( الثورة المضادة )) .. ورغم العرض المستمر لهذه الملهاة .. فإن الناس عافتها . إذا لم يقدم دليل واحد على وجودها .. ومع إتساع حدود الرؤية أما جماهير شعب الشعب في الجنوب العربي .. بدأت عوامل الإنهيار تتسارع _ وقد كانت أسبابها قديمة كامنة _ وتلاحق بعضها بعضا .. بحيث أصبح من العصي على (( الجبهة القومية )) وهي مجرد ( أقلية مكروهة عميلة ) أن تتقي كل أسباب إنهيارها .. الوشيك المحتوم

نور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-01-07, 02:23 AM   #14
قناص عطفة آل فطحان
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-22
الدولة: عطفة آل فطحان الجنوب العربي
المشاركات: 3,412
افتراضي

تحية لك ولقلمك اختــي العزيزة نــــــور

سيعود الجنوب لابنائه وسينعم بالآمن والامآن
__________________
قناص عطفة آل فطحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-01-07, 02:46 AM   #15
شيبوب
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-18
المشاركات: 922
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور مشاهدة المشاركة
حبوا الجنوب العربي المغدور به في 30 نوفمبر 1967م

تم جلاء أخر جندي بريطاني من عدن في 30 نوفمبر 1967م ... وكان من الطبيعي أعلان أستقلال دولة الجنوب العربي... ولكن قامت عصابة يمنية بمساندت ودعم الدولة اليمنيية وأعلنت ماتسمى: جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية... والتي لا تمت بصلة لا للارض ولا للبحر ولا للشعب ولا للدولة ولا للهوية... . وتم في نفس اليوم أعلان المحافظة : الاولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة... وأعلان قانون بإن المواطنون الاصليون هم: (( اليمنييون)) وأن الشعب والارض والدولة والهوية ((يمنية))... وما دونها أصبحت : ((خيانة عظمى)) بمافيها هوية: (( الجنوب العربي)) وغيروا كل شيء الى: اليمن بأستثنى أسم: (( البحرالعربي))... وما يقع اليوم من واجب على كل: الرجال والنساء صغار وكبار.. إلا إن يحبوا ((الجنوب العربي)) المغدور به في 30 نوفمبر 1967م ... حتى تعيدوا له : الولاء والانتماء والمحبة... من أجل ينصركم على كل : عصابات الغدر والخيانة من اليمنييون الغزاة وأعوانهم المتيمننون...

نور على نور
الله ينور طريقك وينور شعبنا الجنوبي على استعادة هويته
وثقي كل الثقة بأن الجنوب العربي سيعود الى امجاده
طالما وشباب الجنوب العربي رفعوا علم هويتهم في كل ارجاء الوطن


__________________

شيبوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-01-07, 05:41 PM   #16
شهثان المر
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-14
المشاركات: 2,217
افتراضي

شهادة لصالح الرئيس علي ناصر محمد بإنه عند تعيينه رئيس في عام ١٩٨١م قام بأصدر قراه بشان تسميت المحافظات حيث تم التالي:
المحافظة الاولى ===== الى محافظة عدن
المحافظة الثانية ===== الى محافظة لحج
المحافظة الثالثة ===== الى نحافظة أبين
المخافظة الرابعة ===== الى محافظة شبوة
المخافة الخامسة ===== الى محافظة حضرموت
المحافظة السادسة ===== الى محافظة المهرة
وأستبدال الميريات من الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية والوسطى في كل محافة الى الاسماء الحالية والمراكز من الاول والثاني والثالث والرابع الى أسماءها الحالية.
والذي ساعده هو تعيين مكتب سياسي من الاخوة : عنتر والسيلي وعبدالرزاق باذيب وعبدالغني عبدالقادر وسالم صالح وغالبيهم يميلون لتاريخ الجنوب العربي ولو بالتعاطف الغير معلن .
وعند ما قام اللوبي اليمني بالتصدي لعلي ناصر أتهمه بإن عودة التسميات الهدف منها أثارت القبلية والمناطقية. وأتهام أخر بإنه قام بتعزيز العلاقات بدول الخليج الرجعية بدلاً عن العلاقة بالدول الاشتراكية. ومن الاسباب التي أثرت عند الغوغائية الثورجية إنه قام ببناء فندق عدن وفندق جولدمور البلقاري ومنتزة نشوان وقاعات للاحتفالات والاعراس ومن أخطرها قيامه ببناء نوافير الميارة في غالية جولات محافظة عدن. وكذا دعمه لمحمد علي أحمد محافظ أبين الذي حولها الى محافظة شبه راسمالية برجوازية وكل تلك الاعمال تتناقض مع أتجاهات الحزب الاشتراكي اليمني وكان الانتصار العظيم في ١٣ يناير حيث تم أعادت طريق الحزب الى مسارها أشتراكية ملركسية وحدة يمنية مصيرية. .
شهثان المر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-01-08, 05:25 PM   #17
نور
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-11
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قناص عطفة آل فطحان مشاهدة المشاركة
تحية لك ولقلمك اختــي العزيزة نــــــور

سيعود الجنوب لابنائه وسينعم بالآمن والامآن
الجنوب العربي سيتحرر ويعود الى شعب الجنوب العربي. ولكن الصياح واللياح بإسم جنوب اليمن أو جمهورية اليمن الديمقراطية سيعودكم الى شعب اليمن الاجنبي الذي يحكمكم من ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م.
تحياتي
نور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-01-09, 04:52 PM   #18
نور
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-11
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيبوب مشاهدة المشاركة

نور على نور
الله ينور طريقك وينور شعبنا الجنوبي على استعادة هويته
وثقي كل الثقة بأن الجنوب العربي سيعود الى امجاده
طالما وشباب الجنوب العربي رفعوا علم هويتهم في كل ارجاء الوطن


أبحثوا تاريخ الجنوب العربي ما قبل ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م إذا تريدون التحرير من الاستعمار اليمني الاجنبي.
نور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-01-10, 06:29 PM   #19
شهثان المر
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-14
المشاركات: 2,217
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور مشاهدة المشاركة
الجنوب العربي سيتحرر ويعود الى شعب الجنوب العربي. ولكن الصياح واللياح بإسم جنوب اليمن أو جمهورية اليمن الديمقراطية سيعودكم الى شعب اليمن الاجنبي الذي يحكمكم من ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م.
تحياتي
الجنوب العربي أرض وشعب تجارب للغوغائية الثورجية قومجية أشتراكية شيوعية شيعية والواجي أبشع.
شهثان المر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2012-01-11, 12:02 AM   #20
نور
موقوف
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-11
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شهثان المر مشاهدة المشاركة
الجنوب العربي أرض وشعب تجارب للغوغائية الثورجية قومجية أشتراكية شيوعية شيعية والواجي أبشع.
الغوغائية: سلمونا لليمنييون حقل للتجارب. في طفولتهم جلبوا : الشيوعية : ماركسية لينينية ماوية كيم أل صنغية.
وفي كهولتهم: يسحبون جيفة الشيعية: صدرية حوثية نصراللهية وأثناعشرية.
نور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر