الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-03-14, 01:27 PM   #1
ابو علوه الجحافي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2010-02-28
المشاركات: 402
افتراضي القدس العربي:عواقب التحالف الغربي مع الدول الفاشله.. اليمن أنموذجا

عواقب التحالف الغربي مع الدول الفاشله.. اليمن أنموذجا
رياض العكبري
3/14/2010


لا شك في ان من أهم مظاهر التقلبات في أولويات السياسه الخارجية الأمريكية، ان تعززت أكثر فأكثر استراتيجيّة العمل مع النظم الفاشلة والضعيفة كخيار جديد- قديم، وبديل واقعي!؟، لتحل محل استراتيجيّة تقويض النظم الدكتاتورية واحلال الديمقراطية وحقوق الانسان وسياسة الــRegime Change. تلك السياسة التي لم تأت في الواقع لا بالديمقراطية ولا بحقوق الانسان، بل تسببت في الفوضى وترسيخ أقدام النظم الاوتوقراطية والعائلية والطائفية، 'المارقة سابقا'، والمنتشرة كالفطر في كل حدب وصوب في العالمين العربي والاسلامي. كلا الاستراتيجيتين وجهان لعملة واحدة.
ومن المفارقات انه في الوقـــت نفســـه الذي تزداد فيه الاشادة الغربية على نحو مبالغ فيه بالانتخابات في العـــراق واليمن وأفغانستان وعدد آخر من بلدان المنطقة، والتي لم تنتج في الواقع سوى نظما غير ديمقراطية وتوريثية عائلية وطائفية وفاسدة، والأدهى من ذلك فهي الأكثر تبجحا بأنها جاءت للحكم عن طريق صناديق الاقتراع؛ تزداد المخاوف في بعض وسائل الاعلام ومراكز الأبحاث والدراسات وفي دوائر صنع القرار في الغرب من أن الانتخابات كأداة من أدوات العملية الديمقراطية من شأنها ان تجلب الى سدّة الحكم في البلدان العربية والاسلامية 'قوى دينية' معادية للغرب تختطف تلك البلدان باتجاه اقامة نظم ثيوقراطية جديدة. أما البديل فيتمثل ببساطة في عدم الضغط على نظم الحكم التسلطيّة القائمة خوفاً من انهيارها، بالرغم من اعتراف الغرب المسبق بفسادها وافتقادها للشرعية والمصداقية.
صحيح ان العمل مع اولئك القادة الضعفاء يبدو أيسر حالا من العمل مع حكومات تحترم نفسها وذات سيادة، ومرجعيتها الشعب والمؤسسات وليست العائلة والقبيلة والطائفة والحاشية الفاسدة، الا ان الوقائع تدل على ان اعتماد سياسة 'الاصلاح والتغيير من خلال النظم الفاسدة والدكتاتورية' يعد رهانا خاسرا سيجر عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار في المنطقة وعلى الصعيد الدولي. واذا ما القينا نظرة على قائمة أصدقاء وحلفاء أمريكا والغرب وشركائهما في تلك الحروب، قديمها وجديدها، فاننا سنجدها تحتوي على أكثر الأنظمة فسادا ودكتاتورية وقبلية وطائفية وتبعية، من طراز أنظمة كرزاي وصالح وزرداري والمالكي. وتحولت فجأة لغة التأنيب والتوبيخ المألوفة الصادرة عن عواصم الغرب، الى لغة دافئة مليئة بعبارات الاطناب والتهانئ والتأييد لحلفاء الغفلة. وفرش السجّاد الأحمر في القصور الرئاسية في صنعاء وكابول وبغداد واسلام أباد للموفدين الرئاسيين الأمريكيين الخاصّين من حاملي الرتب العسكرية العليا. وفي اليمن، حيث يهيمن أقارب الرئيس على أجهزة حماية النظام وقمع الشعب بمسمياتها وتشكيلاتها المتعددة وميزانياتها المتضخمة، تمت مضاعفة الأموال الأمريكية الممنوحة لتلك الأجهزة تحت راية الحرب على الارهاب. وفي ضوء نتائج مؤتمرات المانحين والشكوك بقدرة تلك النظم الفاسدة على استخدام تلك الأموال لمصلحة التنمية، تكثر الدعوات الى الحاجة الى اعادة النظر في الآليات المتبعة، بل وحتى التعابير التي لا تدل على مغازيها مثل؛ 'أصدقاء أفغانستان' و'أصدقاء اليمن' و'أصدقاء الباكستان'، والتعبيرات الأخرى المتداولة من قبيل 'الشراكة' بل وحتى 'التحالف' في الحرب على الارهاب مع تلك الأنظمة المنبوذة بين شعوبها. وكما حدث في مؤتمري لندن الأخيرين حول أفغانستان واليمن، فان اللغة الجديدة عن الشراكة والصداقة والتحالف جرت في موازاة حديث خجول، ومن قبيل رفع الكلفة ليس الاّ، عن ضرورة تحقيق الاصلاحات السياسية- الاجتماعية- الاقتصادية والحكم الرشيد والتنمية والقضاء على الفساد. ويعتقد محللون سياسيون واقتصاديون بأن تلك المصطلحات والتعابير بما فيها تلك التي أسميت النقاط العشر للاصلاح في اليمن - لم تكن فقط على قدر كبير من التشوش والغموض فحسب، بل تحمل في ثناياها قدرا أكبر من التضليل. وهي في نظر الشعوب العربية والاسلامية التوّاقة والمتعطشة للتغيير، تعابير منمقة ومنافقة فقدت كل معانيها ومدلولاتها، وستتسبب بالضرورة في مضاعفة حالة اليأس والاحباط، وبالنتيجه ستؤدي الى تفاقم مشاعر العداء لأمريكا والغرب، على العكس ممّا يدعي اليه الرئيس أوباما.
ويعلم القاصي والداني بأن تلك 'الشراكة' المزعومة تقوم على ركيزتين هشتين. اولاهما ؛ ان الغرب لا يثق اطلاقا في هؤلاء الشركاء (راجع مثلا الرسائل المنشورة التي حث فيها السفير الأمريكي في كابول كارل ايكنبيري البيت الابيض على عدم ارسال مزيد من القوات الامريكية الى افغانستان وأعرب فيها كذلك عن شكوكه بشأن كفاءة ومصداقية حامد كرزاي). والثانية ؛ ان هذه العلاقة هي في الواقع بين 'شركاء' غير متكافئين.
ان اية محاولة للفهم السليم والعقلاني لاتجاهات السياسة الغربية الراهنة في هذا الجزء الهام من العالم، ستفضي بنا الى نتيجة واحدة منطقية واضحة لا يكتنفها أدنى غموض، وهي ان الغرب بانحيازه للانظمة الدكتاتورية الفاسدة و'تحالفه' معها، انما يعمل في نهاية المطاف ضد تأمين وحماية الأمن والاستقرار الدوليين، تماما مثلما ان استراتيجياته الراهنة تعمل على الضد من مصالح الشعوب في هذه المنطقة. وهاكم بعض الادلّة على ذلك:
غني عن القول ان المشكلة الحقيقية في بلد 'حليف!' كاليمن هي في الواقع مشكلة ذات طبيعة مركبة ومعقده تتجاوز مسألة الحرب على 'تنظيم القاعدة' وملاحقة فلول الارهاب. فبالاضافة الى كونها أي نعم قضية نظام دكتاتوري- قبلي- بوليسي- فاسد، ودولة فاشلة آيلة للسقوط، تشكّل تهديدا جديّا لأمن المنطقة والعالم من جهة، فانها، وهذا هو الأهم والجوهري، قضية سياسية بامتياز تتعلق بوجود خلل عميق في العلاقة بين شريكي الوحدة المغدورة. الوحدة التي تحققت بين كيانين دوليين مستقلين وفي ظروف داخلية ودولية معروفة غاية في التعقيد في العام 1990. ان انعدام الحكم الرشيد والاستبداد والمغالاة في انتهاك حقوق الانسان والتهميش والاقصاء والفساد هي العوامل الحقيقيه المتسببه ليس فقط في نشر الفقر والجهل والتخلف والارهاب، والوقوف حجر عثرة أمام انجاز التغيير والاصلاح الحقيقيين، بل في شن حرب 1994 وقمع واذلال شعب الجنوب، وبالتالي تمزيق نسيج الوحدة بين الجنوب والشمال. لقد ظلت الوحدة خيارا سياسيا وعقد شراكة متكافئة بين دولتين استمدتا شرعيتهما وسيادتهما من الشعب والارض، لا تقبل اطلاقا بهيمنة طرف على الاخر. وامام تعنت سلطة صنعاء فقد أختار ابناء الجنوب طريق الحراك السياسي ذو الطابع السلمي، ووضعوا امامهم هدفا تمثل فى 'فك الارتباط '. وهذا الهدف سيبقى خيارا وهدفا جامعا لابناء الجنوب، تكفله قرارات الشرعية الدولية ومواثيق الامم المتحدة وبنود العهد الدولي لحقوق الانسان. وتدلّ كل المؤشرات على ان الشعب في الجنوب لا يمكنه اطلاقا التنازل عن حقوقه وتضحياته، والقـــبول باستمــرار الظلم والاستبداد والغاء هويته وتاريخه واستباحة ارضه وثرواته، ان لم يجد حلولا مقنعة تخاطب جوهر قضيته، وتحقق الشراكة المتكافئة بين طرفي الوحدة.
ان من النتائج المباشرة للاستراتيجية الأمريكية ذات الأولويات العسكرية والأمنية، منح الانظمة الأوتوقراطية التي لم تعد تمتلك أية صفة تمثيلية شعبية حقيقيه، غطاء دوليا غير منصفا للاستمرارية في الحكم بصورة غير شرعية، وبالتالي منحها الضوء الأخضر للاستمرار في قمع شعوبها ووأد تطلعاتها المشروعة. ولعل أوضح مثال على ذلك هو اشتداد حملة القمع التي تشنها صنعاء ضد الحراك السلمي الجنوبي. ففي أعقاب مؤتمر لندن، أراد النظام اليمني ارسال رسالة الى الشعب في الجنوب مفادها بأن لديه 'تفويضا' من المجتمع الدولي ودول الجوار، أطلقت بموجبه يداه كي 'يثبّت الأمن والاستقرار' و'يحافظ على وحدة اليمن'. وعلى أساس ذلك الهراء واصل الرئيس صالح حملات القمع ضد الشعب في الجنوب. فخلال الفترة المنصرمة ازدادت الاعتقالات والمحاكمات والأحكام الجائرة الصورية، وقمع وسائل الاعلام الجنوبية المعارضة (أبرزها الهجمة العسكرية البشعة على مقر الجريدة ومنزل السيد هشام باشراحيل ناشر 'الأيام' العدنية المستقلة واعتقاله وأبنه وآخرين)، والقمع الوحشي للمتظاهرين سلميا، والاستمرار في اطلاق حملات التهديد والتحريض ضد الشعب في الجنوب، حيث أعلن الرئيس صالح ان الهدنة في صعدة ستمكنه من التفرغ لقمع الجنوب. وفي أعقاب هدنة صعدة لم ينقطع الرئيس صالح عن القاء الخطابات النارية والمضطربة والمليئة بالتحريض واطلاق العنان للحملات الهادفة اثارة الضغائن ونشر الفوضى. وفي الوقت الذي أذعن فيه النظام لعقد الهدنة مع الحوثيين، وفي الوقت الذي ينادي بالحوار مع القاعدة، فانه يوالي تعميم مظاهر العسكرة وحشد القوات في الضالع ومناطق أخرى من الجنوب تحت شعار:' الوحدة أو الموت!'. كل ذلك يؤيد حقيقة ان الاستمرار في توفير الدعم الأقليمي والدولي لتلك النظم الفاسدة والقمعية يعني في التحليل الأخير توفير عوامل وشروط الاستمرارية في انتاج المشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والامنية وتفاقمها باضطراد. ان الحقيقة بطبيعتها لا تحتمل الالتفاف عليها مهما سيقت من مبررات، والحقيقة هنا تشير تحديدا الى ان الخلل العميق في بنيــان وطبيعة تلك الأنظمة انما هو المولّد الرئيسي لكل هذا الخراب، والحلقه الأساس في الدائرة المفرغة المتمثلة في توزيع الفقـــــر والجهل والتخلف والتهميش والاقصاء، وبالتالي توفير المناخات الخصبة للارهاب والتطرف، وبالنتيجة تقويض الامن الداخلي والخارجي. ولا بد ان نلاحظ ان واقع الفقر والجهل والتخلف انما هو نتيجه وليس سببا في هذه الحالة، انه نتيجه مباشرة لجذر المشكلة المتمثل في وجود واستمرارية النظم التسلطيّة الفاسدة، المحميّة فقط بتحالفاتها المريبة مع الغرب.
من خلال الموقف الغربي المنحاز لمصالحه فقط، فان كل الامال بحدوث اصلاحات بنيوية حقيقية في هذه النظم المهترئة ليست في الواقع سوى أوهام. ان دعم تلك النظم لا يمكن ان يحل المشكلات بل يفاقمها، ليس فقط لعدم قدرتها على التغيير والاصلاح، بل كذلك نظرا لعدم رغبتها في تحقيقه. لأن اي تغيير مهما كان محدودا وجزئيا انما يهدد وجودها وشرعيتها. وبحكم الطبيعة التسلطية الدكتاتورية لهذه النظم فانها بالضروره عاجزة عن امتلاك أية 'رؤية' تنموية أو أي مشروع تحديثي وطني. في الواقع ليس لتلك الأنظمة من أجندة سوى البقاء في الحكم أطول فترة ممكنة. ان هذه النظم في حقيقة الأمر هي جزء من المشكلة لا من الحل. ان الاصلاحات السياسية المنشودة في العالمين العربي والاسلامي، والتي هي في الواقع حاجة عربية واسلامية ماسّة قبل ان تكون حاجة غربية، أصبحت مع مرور الأيام، وبفضل مغامرات ادارة اليمين الأمريكي المتطرف السابقه، أبعد منالا وأكثر صعوبة. وبالرغم من المحاولات المتكررة للرئيس أوباما لتطمين العالمين الاسلامي والعربي، الاّ ان من المؤكد ان الاستمرارية على خطى ادارة اليمين المحافظ سيقود الى تأكيد حقيقة ان السياسة الخارجية الأمريكية تعد في الواقع أكبر عائق أمام الوصول للتحوّلات الديمقراطية الحقيقية النابعة من الظروف والبيئة العربية والاسلامية، كما انها بالنتيجه لن تجعل أمريكا والعالم أكثر أمنا وأقل خطرا. وليس من قبيل المغالاه أو مجافاة الحقيقة في شيء القول بان السياسة الدولية للولايات المتحدة والغرب، ذات النزعة العسكرية والأمنية المتزايدة، والسائرة في نهج التحالف مع الأنظمة الفاشلة والفاسدة، تعد من أكبر المحفزات لنمو وازدهار التطرف والارهاب حول العالم. اذ ان العبرة كما يقال بالنتائج، والتي تدعم جميعها واقعية وصدقية مثل ذلك الاستنتاج.
ان هكذا سياسات ستفضي في آخر المطاف وتدريجيا - الى وضع تلك النظم الفاشلة، تحت الوصاية الغربية، بموافقتها أو مرغمة على ذلك لا فرق. الا ان الكلفة الاقتصادية والعسكرية والأمنية والمعنوية والأخلاقية التي سيتحملها الغرب جرّاء تلك الوصاية، ستكون باهضة الثمن لن يقوى لا الغرب ولا دول الخليج على الاستمرار في تحمّلها على المديين المتوسط والطويل. ان مجرد نظرة بسيطه على الوضع الاقتصادي الدولي حاليا ومستقبليا تدعم بقوّة هذا الرأي. وكما تشير كل التقارير ذات المصداقية فان ضخ الأموال من الدول المانحة لليمن في ظل بيئة سياسية وادارية طاردة ورافضة كليّا لتحقيق التنمية والتقدم، سيكون له مآل واحد لا غير الا وهو الوقوع بين براثن وحش الفساد وسوء الادارة. ان المراهنة على الربط المشروط لتقديم المساعدات للانظمة الفاشلة بتحقيق تقدم في برامج الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي ومحاربة الفساد وتحقيق الحكم الرشيد، ليست واقعية اطلاقا، بالنظر للتجارب المريرة العديدة التي بين أيدينا.
من منطق الأشياء وبديهياتها الاّ يطلب أحدا من الغرب قطع علاقاته مع هذا النظام أو ذاك لمجرد انه نظام فاسد ودكتاتوري، لكن مصداقيّة السياسة الدولية لأمريكا والغرب، التي راهن الرئيس أوباما على ترميمها، تتطلب سياسات دولية متوازنة وشاملة وعادلة تأخذ بعين الاعتبار تطلعات الشعوب العربية والاسلامية في تحقيق السلام العادل والشامل وتحقيق التحوّل الديمقراطي الحقيقي النابع من ظروفها وبيئتها وتاريخها. ذلك ان اية سياسات لا تبنى على المقاربة العادلة والمتوازنة لمصالح شعوب المنطقة، لن تفلح في بلوغ الأهداف المرجوة منها في تحقيق الأمن والأستقرار الأقليمي والدولي. على ذلك الأساس، فان من المرجّح والمنطقي ان تقوم الدول الغربيه عاجلا ام آجلا، باعادة مراجعة سياساتها في المنطقة وفقا للنتائج الملموسة على الأرض. حيث تبيّن كل المؤشرات ان الغرب سيصطدم بحقائق مرّة ترتكز على حقيقة ان حلفاءه في كابول وصنعاء واسلام أباد ليسوا سوى فقاعات زائفة لا يمكن الركون اليها. وعندئذ فربما تجد الأصوات الرصينة الكثيرة داخل أمريكا وخارجها آذانا صاغية في دوائر صنع القرار. وفي بلدان الناتو نفسها، ومنها على سبيل المثال كندا، فان السجالات السياسية تكاد لا تنقطع حول جدوى ارسال الجنود والأموال الى أفغانستان وغيرها من الدول الفاشلة. وتبرز كل يوم اراء صريحة تنذر بأن تحقيق 'النصر' العسكري الحاسم هناك اصبح في عداد المستحيل. الأمر الذي يشكل ضغطا شعبيا لا يستهان به من أجل سحب القوات من تلك البلدان، واتّباع استراتيجيات جديده تهدف الى تشجيع انجاز 'التغيير' الحقيقي النابع من الارادة الشعبية، من خلال تشجيع التسويات والمصالحات الوطنية، وبمشاركة فعّالة وحقيقية لكافة القوى والفعاليات الوطنية والديمقراطية. ومن شأن حصيلة الأشهر القادمة اثبات صحّة آراء كتلك التي عبر عنها عضو الكونغرس Rep. Ron Paul- (جمهوري)، حيال الوضع في اليمن. عندما قال في الثالث من شباط/فبراير المنصرم في بيانه أمام لجنة الشؤون الخارجية للكونغرس: انني منزعج جدا من سياسة الولايات المتحده تجاه اليمن، التي كما أعتقد سترتد عكسيا ضدنا وستجعل الولايات المتحده أقل أمنا وأكثر فقرا!' على حدّ تعبيره، ملخصا رؤيته بكلمات بسيطه ولكن مباشره: 'أبقــوا بعيدا عن اليمن!' ؛ Stay Out of Yemen!'. أما أهميّة نصيحة ميخائيل غورباتشيف للرئيس أوباما فانها تنبع من كونها جاءت من صلب التجربه المرّة لغزو الدولة، التي كانت عظمى ذات يوم، لأفغانستان. اذ كتب لصحيفةRoiyskaya Gazeta في الثامن من شباط/ فبراير المنصرم تحت عنــوان 'Learn from Our Mistakes in Afghanistan: 'نصيحتي للرئيس أوباما، الذي ورث عن سلفه هذا الوضع الصعب؛ ان الهدف ينبغي ان يكون تسوية سياسيه وانسحابا للقوات الأمريكية من أفغانستان، الأمر الذي يتطلب استراتيجية وطنية للمصالحة'. كما يقول باتريك بوكانين، المرشح الرئاسي لثلاث مرات، ومستشار الرؤساء نيكسون وفورد، وكذلك الرئيس ريغان خلال فترة انهيار الاتحاد السوفييتي: 'حان الوقت كي نسحب الشبكة الكونية من القوات المزروعة على التراب الأجنبي، والتي ورّطت الولايات المتحدّة في فخ شن حروب الأمم الأخرى، والتي أقيمت للايفاء بالتزامات كانت قد قطعت وبمعاهدات كانت قد أبرمت في أزمان تسبق ولادة هذا الجيل من الجنود الأمريكان'. هل ياترى تستطيع حجّة السياسي الأمريكي المحافظ لفت الانتباه الى ان السياسة الدولية الأمريكية تمضي في استخدام نفس ادوات الحرب الباردة التي أغلقت ملفاتها منذ عقدين من الزمن؟ وبالتالي التحذير من ان الولايات المتحدة على وشك اضاعة الفرصة الذهبية الأخيرة التي تسنح أمامها كقوّة عظمى وحيدة متبقية - حتى الآن - كي تقود العالم، الذي يواجه اليوم تحديات وتحولات تاريخية غير مسبوقة؛ 'بقوة المثال لا بمثال القوّة'، كما كان يحلو للرئيس أوباما ان يردد بكثرة اثناء حملته الانتخابية؟

' كاتب جنوبي

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...0&storytitlec=
__________________
الحرية للمناضل الجسور حسن باعوم




ابو علوه الجحافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العكبري في القدس: عواقب التحالف الغربي مع الدول الفاشله.. اليمن أنموذجا ابو علوه الجحافي المنتدى السياسي 1 2010-03-14 06:02 PM
عواقب التحالف الغربي مع الدول الفاشلة .. اليمن أنموذجا ( بقلم : رياض العكبري ) الدعاسي المنتدى السياسي 0 2010-03-13 11:14 AM
جريمة قتل السياح في اليمن / رأي القدس العربي أبو عامر اليافعي منتدى أخبار دولة الأحتلال 2 2009-06-18 12:04 AM
اليوم القدس العربي : شبح التقسيم إذ يخيم علي اليمن !!!!!!! صقر الصقور المنتدى السياسي 6 2008-05-15 06:35 PM
صحيفة القدس العربي اليوم : اليمن والانحدار نحو المجهول !! صقر الصقور المنتدى السياسي 3 2008-05-15 04:53 PM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر