يحدث في صعدة : مساعدات النازحين تباع في الأسواق !! - أمين الوائلي

[اكرم الصيراوي]

لا أعرف كيف سأقول هذا.. أو كيف سأكتب ما يلي، ولكنني أعرف كم يجب أن أقول وأن أكتب ما يمليه علي الوجع والألم ووحي الفجيعة.

* في صعدة.. يشكو النازحون من نقص شديد في المواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية، ولكن قوافل الإغاثة والمساعدات لم تتوقف أبداً عن الوصول إلى صعدة من جميع المحافظات والمديريات، إضافة إلى جهود المنظمات الإنسانية المحلية والأجنبية، والمساعدات الحكومية، وأيضاً القوافل الإغاثية من الأشقاء العرب.. وغيرها.

* أين ـ إذاً ـ تذهب المساعدات؟ وكيف لا تصل للنازحين؟ ومن يتولى استقبال وجمع وإعادة التوزيع على المخيمات وعلى النازحين خارج المخيمات؟ وأهم من هذا وذاك.. أين تختفي كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية؟!

* كثر التذمر وتوالت الشكاوى وعلت الأصوات.. مستنكرة ومتذمرة، ويجب أن تجد أذناً صاغية وتجاوباً سريعاً وحازماً من قبل قيادة الدولة والحكومة، حتى لا تكثر مفاسد النافذين المتنفذين.. المسئولين غير المسئولين على الإطلاق.. بصعدة!

* الأمر لا يحتمل المواربة أو التجمل بالستر الفاضح، فلا شيء يمكنه أن يستر أو يتستر على ما يحدث ويجري بشأن المساعدات والإغاثات الموجهة للنازحين، فإذا بها غير ذلك.. تنتهي بين أيدي قلة وشلة غير جديرة بالثقة ويجب أن تُعزل وأن تُحال إلى التحقيق والمحاسبة في المحاكم المتخصصة!

* أنا لا ألقي الاتهامات والكلام جزافاً، بل أقول ما يقال بصوت ربما لا يكون مسموعاً ولا يصل إلى من يهمه ويعنيه الأمر.

* الشيخ والنائب البرلماني عن محافظة صعدة فايز العوجري ـ وهو من هو في قومه ومحافظته، كشف جانباً من هذه المأساة والمهزلة في حوار أجرته معه ونشرته صحيفة «الميثاق» أمس الاثنين، وتحدث بمرارة وصراحة توجعان وتدميان وتثيران في النفس عاصفة من ألم ورفض.

* قال العوجري إن المساعدات لا تصل لمستحقيها، وإن السلطة المحلية وقيادة محافظة صعدة لا تفعلان خيراً ولا يجب السكوت على ما يحدث من قبلهما.. مطالباً الحكومة بسرعة توجيه المحافظ بإعادة النظر في آلية توزيع المساعدات بعيداً عن لغة «الفيد.. والتقاسم»!!

* وأكثر من ذلك تحدث الشيخ الصعداوي المطلع والخبير بما يحدث على أرض الواقع عن مخالفات وتجاوزات ومفاسد جمة وخطيرة.. ومهينة إلى حدود قصوى من اللامسئولية.

* ووصف كيف يتم توزيع جزء يسير من المساعدات على قلة من النازحين، بينما يذهب الجزء الأكبر منها لنافذين ومسئولين وقرابات.. لتُباع في الأسواق لحسابهم الشخصي!

* وثمة ماهو أبشع وأفدح، جزء من هذه المساعدات يعاد بيعه لاحقاً على المنظمات الإغاثية التي تبحث عن سلع وبضائع لإغاثة النازحين.. وتباع لها على أنها بضائع وسلع خاصة بالتجار في السوق!! حتى هذه تاجرتم بها ياهؤلاء؟!

*أين يحدث هذا بالله عليكم.. إلا في صعدة؟!.. ولماذا ـ أصلاً ـ يحدث ولايزال؟! هل مسخت الضمائر إلى هذا الحد؟

* الكلام موثق ومن مصدر غير عادي، ولا يتطرق إليه الشك، وأهل الحكومة والدولة يعرفون من هو فايز العوجري! ونريد أن نعرف الآن، ما الذي سيترتب على شهادته المدوية وكشفه المزلزل؟ وكيف ستبادر الحكومة والمعنيون إلى التصرف وتلافي المزيد من الفظائع والفضائح والمعاناة؟!

* لا يجب أن نخذل النازحين أو نتجاهل معاناتهم وظروفهم السيئة والمؤلمة، وهناك ـ كما يقول العوجري ـ 60% من النازحين هم خارج المخيمات ولم يحصلوا على دعم أو شيء من المواساة والمساعدات!!