أحمد عمر بن فريد-التفهم الصحيح لابعاد قرار مجلس الامن يعزز مسؤوليته

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم
على عكس العديد من قيادات الجناح المتشدد لخيار الاستقلال في الحراك الجنوبي اظهر المناضل الاستاذ الكبير احمد عمر بن فريد في مقاله الاخير المنشور بعد صدور قرار مجلس الامن على موقع
http://www.somece.com/news.php?action=view&id=1365
تحت عنوان= قراءة متواضعة في قرار مجلس الأمن 2140
فقد أظهر هذا القيادي المحنك تفهما عميقا بقرار مجلس الامن منوها الى خطورة المرحلة القادمة ومشيرا الى ضرورة التعامل معها وفق ماطرحه حفظه الله ..حيث اضار في النقطة الاولى الى ان هذا القرار يمنح القوى الدولية حق استخدام القوة من خلال التدخل العسكري بحسب لازم بيانه في هذه النقطة ضد القوى المعرقلة التي قد تظهر لهم في المرحلة القادمة وهي نصا كمايلي
==- وضع اليمن تحت احكام الفصل السابع يعني بشكل واضح ان لا سيادة للسلطة الحالية على البلاد اطلاقا , وان الأجواء اليمنية بما فيها اجواء الجنوب البرية والبحرية والجوية باتت مهيأة بموجب القانون الدولي للاستخدام في اي وقت من قبل مجلس الأمن عبر اي اجراء عسكري قد تتطلبه هذه المرحلة قادمة او تلك , وهو ما يعني ان من الغى سيادتنا على ارضنا بالقوة العسكرية يوم 7 / 7 / 1994 م قد جاء اليوم من يلغي سيادته على ارضه وعلى ارضنا ايضا المفقود سيادتنا عليها اصلا .. لنكون كلنا نحن والمحتل لأرضنا في هوى احكام البند السابع سواء .. ولعل الرئيس السابق علي صالح قد عبر صراحة في اول تعليق له على هذا القرار بأنه بات هو الآخر ” محتلا ” !==
وبغض النظر عن خلافنا في ماذهب اليه حول مسألة السيادة تلك التي يبحث عنها حفظه الله للجنوب في وقت يتنفق الكل ان هذه السيادة التي يتباكى عليها حفظه الله كانت لمائة وتسعة وعشرين عاما تحت ادارة الانجليز ثم لاكثر من عشرين سنة تحت ادارة المعسكر الاشتراكي
أننا حقيقة لانمتلك اصلا مقومات تلك السيادية التي يتباكى عليها الاستاذ القدير احمد عمر بن فريد حفظه الله محليا على مستوى البر وحكومة واقتصادا واكتفاءا في المجال العسكري والاقتصادي .بل اننا حكومة وشعبا نعيش على صادرات المعونات الخليجية والاوربية والامريكية والاممية ,ولانتملك المقومات العسكرية البحرية والجوية التي تمنحنا تحقيق تلك السيادية ولا الامنية الداخلية لكي نتكلم عن شيء ليس في مقدورنا التحكم به والتدخل لفرض سياديتنا وفق ذلك التصور الذي يطرحه هؤلاء..........وقد كان جنوب اليمن سابقا يفرض تلك السيادية على تلك الاماكن خلال مائة وتسعة وعشرين عاما عبر الانجليز ثم خلال فترة حكم الحزب الاشتراكي بواسطة روسيا العظمى التي هي اليوم تكاد توازينا في حاجتها الاقتصادية من الغرب ..واذا مافرضنا اننا امتلكنا مقومات تلك السيادية بنسبة لابأس بها مثل مقومات الجيش المصري مثلا من قوات بحرية وجوية فان واقعنا ووضعنا المحلي كأرادة سياسية وواقع اقتصادي وأمني وتنموي مقارنة بوضع تلك الدول وعلاقتها وأثرها وتداخلاتها في منظومة الاقتصاد العالمي والامن العالمي عبر المنظمات العالمية والتحالفات الدولية لن يتيح لنا تحقيق القدرة على السيادية المطلقة لتلك الاماكن البرية والبحرية والجوية لاننا نحتاج الى عشرات السنين كي يكون لنا موقع من تلك القوى والتحالفات الكبرى بما تفرضه علاقاتنا الاقتصادية مع تلك الدول ومصالحها المشتركة معنا مثل السعودية والامارات والكويت وقطر ...وهذا مما ليس متحقق في وضع اليمن حاليا ونحتاج الى عشرات السنين كي نقول انه بالامكان لنا ان نفرض سيادية على ما يخص سياديتنا
الوجه الاخر انه لايوجد شيء في منظومة العالم الاستراتيجية اليوم شيء اسمه سيادية مطلقة للدول الغير نووية والغير دائمة العضوية في الامم المتحدة كالصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وامريكا ..........بسبب تشابك المصالح وتشابك الضرورة فيها وبسبب ضعف تلك الدول الاخرى امام هيمنة تلك الدول العظمى خاصة الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الامريكية

ولكنه من الملاحظ في كلامه انه قد تفهم العمق الاستراتيجي لهذا القرار الذي يمنح تلك القوى من استخدام القوة العسكرية عبر طائرات بدون طيار او سفن او غيره على الاراضي اليمنية والجنوبية خاصة التي هي بمحل من الاهتمام لتلك القوى وخاصة في البعارة التالية له حفظه الله
=== , وان الأجواء اليمنية بما فيها اجواء الجنوب البرية والبحرية والجوية باتت مهيأة بموجب القانون الدولي للاستخدام في اي وقت من قبل مجلس الأمن عبر اي اجراء عسكري قد تتطلبه هذه المرحلة قادمة او تلك==انتهى كلامه
وفي النقطة الثانية يشير بجلاء الاستاذ الكبير الى انتقائية طريقة عمل قناة عدن لايف تلك التي تعني انها تختار من المواضيع والصور والمشاهد التي تعزز وتظهر دور نضال ربما منطقة او رؤية مكون سياسي معين او مشروع سياسي معين او قيادات محدددة على حساب المناطق الاخرى او المكونات الاخرى او القيادات الاخرين او الرؤى السياسية الاخرى وهو ما يبرز بجلاء شعورالاستاذ احمد عمر بن فريد المسؤول الوطنيو الكبير الذي يحمله للجنوب ككل بكل اطيافه وتعدداته وليس بتلك الانتقائية التي اشر اليها الاستاذ الكبير احمد عمر بن فريد حفظه الله منوها الى ان اشارة القرار اليها يعد تنبيها قويا للداعمين لها فيما اذا حدددت لجنة العقوبات انها تساهم في ارساء العنف المعرقل للعملية السيايسة في اليمن المجمع على صورته تلك بحسب نتائج مخرجات الحوار
اخيرا يبدي الاستاذ احمد عمر بن فريد قلقا مسؤولا بروح المسؤولية الوطنية تجاه القضية والشعب بذكر القرار لمسمى=الحراك=كما يلي في نصه المقتبس
== - من المؤسف ان يأتي ذكر مسمى ” الحراك الجنوبي ” بشكل صريح وواضح في سياق الحديث عن ” العنف ” حيث جاء النص كما يلي : ويهيب بحركة الحراك الجنوبي والحوثيين وغيرهما الى المشاركة البناءة ونبذ اللجوء الى العنف لتحقيق اهداف سياسية !==
وفي هذا شارة من خلال جمع كلامه ةحفظه الله بعضه ببعض الى ان الاستراتيجية التي سيستخدمها المخالف لقوى الاستقلال هي لصق تهمة العنف بهم لاجل ممارسة العقاب ضدهم تحت بند هذا القراروعليه فهو يشير بحسب لازم كلامه من مفهوم المخالفة الى ضرورة نبذ العنف لاجل حفظ صفاء رصيد نضال الشعب الجنوبي السلمي المشرف
لقد اظهر بعض قيادة الحراك الجنوبي رأيا مفاده الى انه يجب عدم الترحيب وعهدم المعارضة له يحظرني ازاء هذا الرأي اغنية لاتشلوني ولاتطرحوني كما يبين نص رأيهم المقتبس مايلي
=== في حالة إصدار الجنوبيين بيان تأييد فمعنى ذلك إلزامنا قانونيا ودوليا بالدخول في عملية التسوية السياسية بشروط الدحابيش
وهذا مالن نقبله على أنفسنا ولن نسمح به لأحد كائنا مهما كان
وفي حالة إصدار بيان رفض فمعنى ذلك حصرنا في زاوية ضيقة لن تسمح لنا بعد ذلك بالتحرك الحر في مساحات أوسع
ولهذا احذر القيادات في الداخل والخارج من إصدار أية بيانات سواء مع أو ضد القرار لنبقي لأنفسنا القدرة على حرية الحركة
بعيدا عن إلزامنا باي شيء وفي نفس الوقت بعيدا عن حصرنا في زاوية ضيقة=انتهى الاقتباس=
وجوابنا ان هذا قد يكون رأيا مناسبا فيما اذا انبنت سيكلوجية تعبئة الشارع الجنوبي على نمطية نفسية في النضال غير التي عرف عنها بتجييش العواطف وتكريس ثقافة الكراهية ضد الشماليين بالابعاد العاطفية النفسية القلبية كتلك التي نجدها عند الشيعة حينما يعبئون نفسية الاتباع بناءا على النفسية العاطفية للموقف وليس للابعاد العقلية من خلال الاقناع وهذا ما سيجعل الناس ازاء مثل هكذا حالة ان يذهبوا وينفروا لانهم اعتادوا على نمط نفسي من الشحن الثوري العاطفي النفسي تجاه الطرف الاخر وليس على الرؤية العقلية للواقع والقضية ..ومع ذلك فهو بالنسبة لي حلا افضل من الدخول في حالة العنف
كتبه نبيل العوذلي
السعودية القصيم بريدة

R