عدن .. مع كل زمان ومكان حكايات وحكايات

[يافع اليافعى]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عدن .. مع كل زمان ومكان حكايات وحكايات
كتب يافع اليافعي


(1)
عدن حورية البحر .. ومعشوقة الجبال والجمال .. وتحفة الدنيا .. التي لا مثيل لها ولا شبيه
نحتتها الجبال .. ورسمها البحر .. ولونتها اطياف الاجناس .. التي تعيش تحت سقفها
فكانت اللغة المشتركة التي تتحدثها كل المشارب والاعراق .. واغنية من نحتتها ورسم
انها لغة التفاهم والتسامح والحياة والحب والالتقاء الحضاري بكل ابعاده
وانشودة الروح والقلوب .. المصاغة حروفها .. من صدى الامواج وهمس النجوم .


(2)
عدن .. هبة السماء ومحراب المجد والبهاء .. لها مع كل زمان ومكان .. حكايات وحكايات
كأنها من اساطير الاحلام والخيال .. حكايات مع البحر .. مع الجبل .. مع الانسان .. مع الحياة والحب
صورتها عبر الزمان .. اجمل الذكريات .. وارشفتها النبضات على صفائح القلوب .. ورسمتها العيون على تحف الاماني الخضراء .


(3)
عدن والبحر
يعانقها بتواضع العظماء وسخاء الكرماء .. يسابق الشمس على تقبيل خدودها .. وارتشاف الندى من جبينها
ليهديها مع انبلاج نور الصباح .. انفس اللألئ واغلى الدرر والاصداف .. وافخر ما يحويه من اصناف العقود .. التي لا تليق الا بصدر عدن وحدها .. ومن صدره المنهمر .. يقذف بجحافل الامواج .. وارتال الزبد .. المصحوب بالرذاذ المعطر .. ليكملأ معاً .. الثنائي الخالد (( عدن والبحر )) رحلة الحياة والحب .. المعقودة بالتحدي والصبر .
تغتسل عدن .. بالموج والرذاذ .. لتنفض من على جسدها ما علق به .. من يوم رحل .. بكل ما فيه من ادران الحاقدين ورجس الانذال .. لتبداء يوماً جديداً .. تستهله مأذنها .. بالصدوح بصوت الحق .. منادية حي على الصلاة .. حي على الفلاح .. مبشرة بقدوم يوم جديد .. مفعم بالتضحية .. حافل بالامجاد والجهاد .. والتأهب لزف شهيداً جديداً .. لقافلة شهدائها .. وضخ زخات من دماء عرسانها وخطابها .. مهراً لذاك اليوم الاغر .. يوم عرس عدن الباهر البهيج .. الذي ينتظره كل حر ورفيع شرف .. ( يوم تحرير الجنوب ) .


(4)
عدن والجبل
ما ان تبداً السماء .. بارسال خيوط شمسها .. المكللة بطيف واسع من الالوان الصارخة .. حتى تبدا سائر الجبال .. يتقدم ركبها جبل شمسان الاشم .. باداء تحية الحب والولاء .. ورد الجميل ( لعدن ) .. قبل مراسم الانحناء .. لتقبيل جبينها واكف ايديها .. تغشاها بالشموخ فوق شموخها .. ومنها تستمد روح الاصالة والعز .. والامل والابتسامة .. هكذا هي عدن .. سمو مشاعر لا يضاهى .. ونبل يعانق النجوم .. ورفعة تعتلي السماء .


(5) عدن والانسان
اعطته .. فاجزلت العطاء .. منحته الحب والشعور بالامان .. حد البذخ والاسراف
رسمت الطمأنينة في عيونه .. فارتسمت صور الامل في نفسه .. والتفاؤل في دربه .. بابهى حلل
فذاق طعم الحياة .. وحلاوة العيش .


بسخاء مفرط .. اهدت روحها للجميع .. فعاش الجميع في كنف حضنها الرؤم
لم تفرق بين مقيم وزائر .. بين غني وفقير .. فكانت ام اليتيم والارملة والمحروم
ومأوى الضعيف والمحتاج والملهوف .. وخيمة المشرد والعاري والمنكوب
وكانت صفحة النور والقلم .. للاديب والكاتب .. وواحة الالهام للشاعر والمشاعر .. ولوحة الرسام والريشة
وكانت عدن وما زالت .. للاحرار قلعة .. وللثوار شرارة .. وللنور منارة .. تنجب الرجال وتصنع القادة .. وتلهم الشجاعة الوقادة .. لكل ماض في دروب العزة والسيادة .. والشهــادة .


انها عدن .. ارضاً وبحراً وجبلاً وانساناً
نهر متدفق بالعطاء والفداء والاقتدار والشجاعة والصبر والحب .. وبلا حدود .