الثقافة الوقائية للحيلولة دون ان تصبح عميلا او مجندا للموساد

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم

لعل سبب كتابتي هذا التفصيل باذن الله هو اضافة احد الاخوة في موقع شبكة الدفاع عن السنه على موضوعي-كيمياء المخابرات الالكترونيه والاعتراف باسرائيل وحمل متشابه الشخص على محكمه-فاضاف في اضافة رد ملفا عن نشاط الموساد في لبنان مبينا التقنية المستعملة في اداء العمل المخابراتي للمجندين الموالين للموساد
وانا اذ اشكر الاخ على هذه المعلومات التي تحققت عنها ليل امس على قناة الجزيرة في البرنامج الذي بثته تحت عنوان—الحرب الامنية-ولكنني اريد ان افصل بعض الجوانب الحيويه التي اريد الوصول اليها من خلال ما كتبته في ذلك الموضوع...ذلك ان حديثي كان عن الفلسفة التي يتم تجنيد العملاء وتحقيق مفاضلة الاختيار فيما بينهم للمهام وهو الاهم والاخطر عند معرفته وتحقيق بيانه يمكن ان شاء الله تكوين ثقافة وقائية عند الناس من الوقوع في شرك—أي فخ—تجنيد الموساد للعملاء من ابناء جلدتنا ضدنا الذي شكل بالنسبة لنا الضرر الاخطر والادهم في صراعنا مع العدو ..اما الكلام السابق فهو متعلق بالشخص الذي قد اصبح مجندا وعميلا فيستخدم التقنيات المبينه في التقرير الذي اردفه الاخ العزيز

كما هو عنوان الموضوع=كيمياء المخابرات الالكترونيه—وما حوى الموضوع من كلام مجمل اقصد به عين العنوان بدلالة المطابقة والتضمن والتلازم كما سيتضح باذن الله

يقول تعالى(((وما من دابة في الارض ولاطائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم)))
وقال سفيان بن عيينة: أي ما من صنف من الدواب والطير إلا في الناس شبه منه ، فمنهم من يعدوا كالأسد ومنهم من يشره كالخنزير ومنهم من يعوي كالكلب، ومنهم من يزهو كالطاوس، فهذا معنى المماثلة،

وجاء في الحديث الصحيح—الناس معادن كمعادن الذهب والفضة...-هذه المماثلة الكونية في الخلق والامرليست على سبيل المجاز كما قد يظن انها في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عند البعض بل هي على الحقيقة ولهذا قال سفيان بن عيينة ما سبق في تفسير الاية

كذلك بالنسبة للحديث من خلال جمع مفهوم الايه معه بدلالات المطابقه والتضمن والتلازم يتحقق ان نسبة المعدنية في الخلق يمكن وصفها ايضا بأنها ذهب في هذا الشخص وفضة في الاخر ونحاس في اولئك كسمة تميز شخصية هذا المعدن عن ذاك لتتم معرفة قردية او اسدية او ذئبية او خنزيرية او صقرية هذا الشخص عن ذاك وهذه القبيلة او الفئة او حتى النظريه التي يعتنقونها عن اولئك وتلك وقد بالغ البعض في هذه الاسقاطات بغلو في دلالات المطابقه حتى اعتقدوا بالتناسخ

لتخلص الى ان علم الكيمياء بنظرياته يصبح اسلوبا يمكن من خلاله اجراء الاختبارات عبر التفاعلات الكيميائية المتسلسلة مع هذا الشخص او ذاك لتحديد عنصريته الكونيه خلقا وامرا بيولوجيا وسشيكلوجيا الى حد في هذه المماثلة الكونية
يمكنني ان الحديث ان شاء الله عن القواعد المجمله التي تحكم هذه الفلسفة الكيميائية ويمكن اسقاطها عند الحكماء على أي شيء يريدون التعامل معه واختباره او اجراء سلسلة تفاعلات الكيمياء النفسية والعضوية معه

تبين سورة الاخلاص مثلا ان الاحدية الصمدية تكون لله تعالى فقط اما الخلق والامر فثنائية تزاوجيه
--مراد الذكورة ويقتضي الارسال والهيمنة والفاعليه والتأثير والايجابيه
مراد الانوثه ويقتضي الاستقبال والمهيمن عليه والمفعول به والمتأثر
والعلاقات الداليه بين الناس اما ان تكون
هيمنة ذكورية على الاخرين من الشخص او الفئة او النظرية
تبادلية تنافسية عند الشخص او الفئة او النظرية
استسلاميه انوثيه مع الاخرين عن الشخص او الفئة او النظرية
فمثلا عند دراسة شخص ما يجب معرفة كيفية ادارة علاقاته مع الاخرين هل يحب ان يكون هو المهيمن ولايقبل الا ذلك معهم مما يلزم تقريب شخص يكون متخفضا له منكسرا معه لاستقطابه والانته الى رؤية معينة وشحض اخر لايقبل الا ان يكون منكسرا مستسلما فيحب ان يتلقى الاوامر ويطيع الاخر ين الذين هم اقوى منه مما يلزم تقريب الشخص القوي الشخصيه كي يحتويه وشخص لايقبل الا بالتبادليه والتنافسية مع الاخرين فيكون لهم انوثي منكسر في جوانب وذكوري مسيطر عليهم في جوانب اخرى ثم هل هو يقبل المنافسه على ما يتميز به او لايقبلللاشياء الاخرى لتحديد الكيفية التي يتم الاقتراب منه لاستقطابه من خلال
المال................

الجاه

الشهوة

وهذه العلاقات التي يتصل بها الشخص في تفاعلاته الكيميائيه مع الاخرين من خلال روابط
اليمين واليسار –أي اللين والشدة—ومتعلق بالعاطفه
الامام والخلف—أي الاقدام والتراجع—ومتعلق بالمغامرة
الاعلى والاسفل—أي الترفع والتخفض-ومتعلق بالنجوميه
لان التزاوجيه الثنائيه في الخلق والامر تلزم وجود شدة ولين محمود ه او مذمومه وترفع وتخفض محمود او مذموم واقدام وتراجع محمود او مذموم فتتم معرفة عدة قيم لهذا الشخص لمحور العاطفه-الحب والكره-بالغراميات والمواقف العاطفيه المفرحه والمؤلمه فمثلا نجد الرافضه يحركون الناس على اساس هذا المحور كثيرا من خلال سرد القصص التي حدثت لآل البيت بطريقة تحرك عواطفهم وترسيخ شعورهم بالتأنيب والندم تجاه هذه القصص ليدفعونهم على اساس اللعب بمتغيرات هذا المحور—العاطفه-لتمرير مشروعهم المجوسي الفارسي الحاقد على العرب كما ان لهم نصيب من محور الامام والخلف-المغامرة—لابراز دور المغامر البطولي الى جانب تنشيط محور العاطفه في شخصيات الناس فينقادون بسهولة للمغامرة ولو بالقاء انفسهم الى التهلكةبالاستبسال الاندفاعي ....وهي نفس الحيلة التي استعملها اليهود من خلال الاستفادة من محارق النازيه وما جرى لهم بخلق عقيدة التأنيب لدى النصرانيه تجاههم فشعروا بضرورة نصرتهم في فلسطين ضد العرب خدمة لآل البيت الصهيوني تماما مثلما يفعل آل البيت الفارسي مع كثير من المسلمين ومحور الشدة واللين-اليسار واليمين—من المحاور الاساسيه في تشكيل شخصية الانسان وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر وعمر رضي الله عنهما لما شاوراه في اسارى بدر—ان الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون الين من اللبن وليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون اشد من الحجارة—

بالنسة لمحور الامام مثلا هل هو مندفع واي شيء يجعله مندفعا هل هو الغيرة على العرض او الخوف او الطمع وهل هذا الاندفاع تهور ام مسارعه لان الله تعالى وصف الاندفاع بالمسارعه(((وسارعوا الى مغفرة وجنة ..)))وايضا(((والسابقون السابقون))) وهذه اندفاعيه محموده لانها للخير الذي يريده الله بارادته الشرعيه لانه يجب معرفة فيما اذا كان المراد الكوني هو المحرك للشخص في تفاعلاته كالثقافات والفلسفات والعلوم العصريه بمفكريها وفلاسفتها وزعماءها مثل جيفارا او غاندي او لنكولن اوسقراط او ارسطواو... ام المرادالشرعي كالكتب السماويه وكلام الانبياء والرسل والصالحين كما قد تكون الاندفاعيه من العجل والقاء النفس للتهلكه وحينها هل سبب ذلك الخوف او الحياء او الطمع ..الخ كذلك عند دراسة الحاجة لتحديد قيم للشخص على محور الخلف بالتراجع والتمهل والتريث هل هو تراجع –جبن ام حذر –ام تأني للتشخيص والاحاطة بحيث يتم تحديد قيم لشخصية الشخص المراد دراسته لتجنيده من خلال تقريب سلسلة اجراءات وعوامل اليه لاستمالته بعد معرفة تلك القيم على هذا المحور كذلك بالنسبة لمحور الاعلى هل هو تعالي وترفع ام تكبر واستعلاء ومن أي شيء يتعالى هل من الجنس او المال او الجاه او الدناءة او ..الخ كذلك لمحور الاسفل هل تسفل ام تخفض وتواضع فاذا كان تسفل فما هي الاشياء التي تسفله هل هو المرأة ام المال ام الانتقام وما هي الاشياء التي تخفضه وتجعله متواضعا هلى المواقف الانسانيه كالمرض والالم والفقر ام رسوخه في العلم ويقينه بمبادىء المراد الشرعي لانه عند كل محور يجب معرفة اثر المراد الكوني واثر المراد الشرعي على هذا الشخص مجتمعين ام متفرقين ام معا بتناسب ولحساب من يكون هذا التناسب ؟ هل بزيادة نسبة المراد الشرعي فاذا كان كذلك فأي شيء من الشرعيات تؤثر فيه هل هو الجهاد والقتال ومدافعة المنكر ام الدعوة والتبشير ام العلم والخطاب هام العبادة والزهد وهكذا تتم تحديد القيم لكل محور من اجل تشخيص عنصرية المراد تحليل شخصيته للكشف عن مراداته وطموحاته او لتجنيده من خلال معرفة مداخله ومخارجه
وبالتالي عند اسقاط قيم العلاقه الداليه لهذا الشخص او هذه الجماعه على محاور الاحداثيات الكارتيزيه اليمين واليسار الامام والخلف والاعلى والاسفل سيتكون منحنى بياني –دالة—لكل شخص ولكل جماعه بل ولكل فكرة او نظرية او رؤية فقهيه معينه لهذا الشخص او هذا النذهب او تلك الجماعه . هذا المنحنى ينكشف من خلال –مشيك---خط سيرك وسلوكك لان الله تعالى بين علاقه بين الحسيات والمعنويات (((افمن يمشي مكبا على وجهه اهدى اممن يمشي سويا على صراط مستقيم)))(((وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا)))(((ولاتمشي في الارض مرحا))) ليتم استنطاق مشيك كما يقول سفيان بن عيينة رحمه الله في تفسير الاية وتحديد شاكلتك بحسب سجيتك الكونيه(((قل كل يعمل على شاكلته))) الشاكلة أي السجية والمذهب والطبيعه فيتم التعامل معك على اساس هذه المماثلة من خلال ترويضك كما يتم ترويض الدواب من خلال معرفة سلوك كل دابة وما يؤثر يفها ويغير من صقاتها السبعيه الى الانسية مثلا والوحشيه الى السلميه مثلا او العكس الجمليه الى الاسديه والعجليه الى النمريه والغنميه الى الذئبيه ةالعكس من خلال معرفة تلك المؤثرات في سلوك الحيوان وتماثليتها مع الانسان الذي يستطيع ان يسلم منه الانسان كما قلت في بداية كلامي بالاخلاص الدين لله تعالى وافراد العبادة له تعالى اولا ثم بمعرفة الطرق الوقائيه
وبالتالي يمكن اسقاط كل اختبارات علم الكيمياء بل والفيزياء والرياضيات عند دراسة هذه الدوال البيانيه لنقاط القيم التي جمعوها عليك من خلال اجراء الاختبارات التفاعليه معك لتحديد الاليه لتحويل صفاتك كما يتم تحويل صفات المعادن والدواب بما يتناسب مع النظرة العالمية الجديدة لارباب هذا المكر العظيم
الناس ازاء ذلك المكر العظيم فكروا بطريقتين
الاعتزال كما تفعل بعض الجماعات والمجتمعات والدول

ارساء ثقافة وقائية--الوسطيه-- لمدافعته بل وتحويله لصالحنا ان شاء الله وهو ممكن يعون الله اذا عرفت فلسفتهم –والله اعلم