بيان صادر عن مكونات الحراك السلمي ....منقول

[علي المفلحي]

بيان صادر عن مكونات الحراك الجنوبي السلمي
بشأن التطورات والعمليات الحربية في اليمن عامة والجنوب خاصة
8 ابريل 2015م

بالنظر الى طبيعة الأَحداث والتطورات المأساوية الخطيرة الناتجة عن الحرب الدائرة في اليمن، ولما تلحقه من اضرار فادحة على كل المستويات، وبعيداً عن حسابات السياسة والساسيين التي مورست من قبل كل الاطراف الفاعلة داخلياً وخارجياً والتي كانت سبباً مباشراً لما يحصل اليوم على الأرض، وبحسابات غير دقيقة وبدوافع واهداف مختلفة أدت في مجملها الى خلط الاوراق وانسداد أُفق الحل السياسي في نهاية المطاف، وجعل القوة الخيار المفضل عند بعض القوى والأطراف السياسية بصفتها التجسيد القبيح والبشع لعجز العقل السياسي الذي افتقد للحكمة والإتزان وغياب المسؤولية التي يفترض حضورها في لحظات الأزمات الخطيرة كالتي تعيشها اليمن في هذه اللحظات التاريخية
وانطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية والتاريخية ومساهمة منا في وضع الرؤوى والمعالجات وبحثاً عن الحلول العاجلة والممكنة التطبيق وبعيداً عن التسويف والمماطلة بهدف الحصول على المكاسب الميدانية على حساب الدماء والألام والمعاناة الشديدة والمتعددة الاشكال التي يعاني منها الناس جراء استمرار الحرب وخصوصاً في محافظات الجنوب التي تحولت الى ساحة رئيسة لها فإننا نتقدم بالمقترحات التالية كمبادرة إنقاذ عاجلة وهي :
اولاً : ندعو الى وقف الحرب فوراً من قبل كافة القوى والاطراف المشاركة والمتورطة فيها بشكل أو بآخر، وسحب الوحدات العسكرية والمليشيات المتحالفة معها التي تحاصر مدن ومناطق الجنوب المختلفة وفي المقدمة منها عدن الباسلة التي تعرضت وتتعرض لأعنف قصف وابشع تدمير للمساكن والمؤسسات، والحاق اكبر الخسائر فيها وسقوط الالاف من الشهداء والجرحى، ولولا صمود وتضحيات المقاومة الجنوبية الباسلة وفي مقدمتها ابناء عدن الابطال الذي سطروا ملحمة دفاعية قل نظيرها وبامكانيات محدودة للغاية دفاعاً عن الارض والكرامة الوطنية لكانت الخسائر فادحة.
ثانياً : الدعوة العاجلة لحوار شامل تشارك فيه كافة الاطراف ويتفق على آلية تحضير له وعلى زمانه ومكانه وعلى قاعدة المشاركة الندية بين الشمال والجنوب وبما يضمن الحل العادل والمنصف للقضية الجنوبية بكل أبعادها السياسية والوطنية والتاريخية المثبتة والمعلنة في وثائق وادبيات الحراك الجنوبي السلمي منذ انطلاقته في 7 يوليو 2007م وفي وثائق الأمم المتحدة وفي الجوهر منها حق شعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه.
ثالثاً : تشكيل لجنة عاجلة للإغاثة وتلبية المستلزمات الضرورية للمدن والمحافظات التي تضررت وعلى وجه السرعة من خلال فتح الموانئ والمطارات والمنافذ البرية.
رابعاً : يتم البحث في كيفية انشاء صندوق عاجل لاعادة الاعمار والتعويضات وعلى نحو سريع ووفقاً للمعايير والأسس المتبعة دولياً

إننا نأمل من خلال هذه المبادرة أن تستجيب كل القوى والأطراف السياسية والشخصيات الوطنية والاجتماعية في اليمن شمالاً وجنوباً وعلى حد سواء لصوت العقل ونداء الضمير والانتصار للحياة ومتطلبات المستقبل المرهون بمدى جدية المعالجات والحلول الكفيلة بوضع حد لدورات العنف من خلال الأعتراف بالمشكلات القائمة، وحجمها، وواقعيتها، وبعمقها، وخدورها التاريخية، وعلى رأسها القضية الجنوبية، التي دفع أبناء الجنوب ثمناً باهظاً في سبيلها، ولا يمكن لهم أن يقبلوا بأن تتحول إلى قضية فرعية أو أن يتم ترحيلها أو الالتفاف عليها عبر التسويق لمشاريع وحلول غير تلك التي عبر عنها الحراك الجنوبي وباتت معروفة للجميع، وأنه لا أمن ولا استقرار في اليمن والمنطقة بدون حلها، وعلى الجميع الاحتكام في الحل أولاً وأخيراً إلى لغة الحوار والمنطق وبعيداً عن لغة العنف التي لا تجلب غير الدمار وتورث الحقد والثأر بكل صوره وتعبيراته.