المهرجان الجماهيري الكبير لتأبين شهداء النضال السلمي بالضالع

[صقر الجنوب]

الضالع «الأيام» خاص:



أقيم صباح أمس الاول الخميس بمدينة الضالع مهرجان تأبيني حاشد شارك فيه آلاف المواطنين من أبناء المحافظة وقيادتها ونشطائها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين وكذا حضور جموع من الناشطين والمناصرين وألقياديين في الاحزب السياسية والجمعيات والفعاليات الأخرى في محافظات لحج وعدن وأبين وشبوة وحضرموت وعدد من قيادات أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، وممثلو الجمعيات في المحافظات الجنوبية وشخصيات برلمانية ومواطنون من المديريات المجاورة حالمين وردفان ويافع والصبيحة الذين وصلوا المحافظة في أوقات متفاوتة من يومي الاربعاء والخميس.

وفي المهرجان الذي أقيم في ملعب نادي الصمود بمدينة الضالع واستهل بآي من القرآن الكريم والوقوف دقيقة حداد لقراءة الفاتحة على أرواح شهداء النضال السلمي وليد صالح عبادي ومحمد قائد حمادي، ألقيت عدد من الكلمات بمناسبة الاربعينية وكذا المرثيات الشعرية الحماسية اضافة إلى البرقيات الواصلة للمهرجان من الداخل والخارج والتي تعلن تأييدها للحقوق المطلبية المرفوعة وللنضال السلمي كمنهج حضاري لاستعادة الحقوق المهدورة ولاصطفاف أبناء المحافظات الجنوبية.

وفي بداية المهرجان ألقيت كلمة ترحيبية ألقاها د.عبده المعطري، امين عام جمعية المتقاعدين رحب فيها بالأخوة الضيوف القادمين من مختلف مناطق محافظات الجنوب والوطن عامة والذين تجشموا عناء الوصول إلى المنطقة من اجل المشاركة في مهرجان الضالع لتأبين شهيدي التظاهرة السلمية اللذين سقطا يوم 2007/9/10م، مؤكدا مواصلة النضال السلمي حتى تنتزع الحقوق المشروعة لأبناء المحافظات الجنوبية الذين كانت حرب صيف 94م قد اقصتهم من الشراكة ومن الوحدة التي قامت سلميا بين طرفين وصارت منذ 7 يوليو 94م لطرف دون الآخر.

وألقى كلمة أحزاب اللقاء المشترك بالضالع الأخ علي شائف احمد رئيس مجلس الشورى لاتحاد القوى الشعبية، واصفا ما حدث في العاشر من سبتمبر باليوم الاسود والمجزرة البشعة التي كان مرتكبوها هم ممن تناط بهم حماية أمن المواطنين والذين استخدموا الرصاص ذاته الذي اطلق في عدن يوم 2 أغسطس، لإزهاق ارواح الشهداء الاربعة في الحبيلين وفي حضرموت.

وأكد أن سفك الدماء الزكية من قبل قوات السلطة منذ اغسطس وحتى اكتوبر هو امتدادا لنهج القتل الذي بدأ مسلسله ما بعد 22 مايو 90م وامتدادا لحرب صيف 94م الظالمة التي كان مسرحها المحافظات الجنوبية ومعاناتها مازالت على كاهل مواطني هذه المحافظات التي تحملت النصيب الاكبر من آثارها وويلاتها ومن النفي والاقصاء لآلاف الكادرات العسكرية والمدنية المؤهلة والمدربة وكذا من الخصخصة لقطاعاتها الاقتصادية والخدمية ومن النهب المنظم للأراضي.

وأكدت الكلمة أهمية الاعتصامات السلمية والحضارية التي كان لجمعيات المتقاعدين وشباب بلا عمل شرف القيام بها وتصعيدها وإلى جانبهم كافة الشرائع الاجتماعية والسياسية والمنظمات المدنية التي ضربت اروع مثل في مناصرتها لهذه الحقوق والتنديد بسياسات الإقصاء والتجويع والإفساد والغلاء.

وجدد في كلمته العزاء لأسر الشهداء متمنيا الشفاء للجرحى، معلنا وقوف أحزاب اللقاء المشترك إلى جانب الضحايا حتى ينال من أمر ونفذ المجزرة جزاءه العادل.




وأثنى على المواقف الشجاعة لأسر الشهداء والجرحى وتمسكهم القوي بحقهم القانوني وبالطرق والوسائل السلمية لنيلها دون الرضوخ للمحاولات غير العابئة بدماء البشر أو الانجرار خلف ردود فعل من شأنها زرع الفتنة والاحتقان بين أبناء الضالع.

وطالب بالإسراع في القبض على المتهمين بارتكاب الجريمة وتقديمهم للمحاكمة وتكذيب أجهزة السلطة للمصدر الامني والاعتذار عن البيان الكاذب والإفراج الفوري عن معتقلي النضال السلمي وفي مقدمتهم باعوم والنوبة والكف عن ملاحقة وتهديد نشطاء النضال السلمي.

وألقت الأخت ثريا سالم مجمل، عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي كلمة عبرت فيها عن الاعتزاز بالنجاحات التي تحققت في محافظتي الضالع وحضرموت في توحيد هيئة تنسيق الأحزاب والفعاليات السياسية الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني لقيادة النضال السلمي، مباركة لمحافظة شبوة توحيد هيئتها مؤخرا.

وقالت الأخت ثريا في كلمتها : «لقد اعتادت سلطة 7/7 الفاسدة أن تقتل القتيل وتخرج في جنازته، وتقيد القضية ضد مجهول»، مؤكدة أنه «بالعزيمة والاصطفاف الجنوبي سيتم القبض على الجناة ومحاكمتهم على ما ارتكبوه من مجازر وحشية ومن أعطى الأوامر لهم»، مطالبة في الوقت ذاته «سلطة القمع مراجعة سياستها الاستعلائية تجاه المحافظات الجنوبية والاعتراف بالشراكة السياسية وبالحقوق الوطنية وإعادة الاعتبار لوحدة 22 مايو السلمية».

كما تحدثت في المهرجان الأخت توكل عبدالسلام كرمان، رئيسة منظمة بلا قيود مهنئة أبناء الضالع على حيويتهم في النضال.

وقالت مخاطبة الحاضرين «دعونا نؤكد اليوم أنه على الساسة وقوى المعارضة الوطنية وكل من يزعم أن قلبه على الوحدة نقول لكل هؤلاء أمامكم مسؤوليات عظيمة فقوموا بها ودونكم واجبات ضخمة فأدوها، قولوا لمن ينتعل دستور دولة الوحدة أنه هو الانفصالي، قولوا له أن من يدوس على القانون هو وحده من ينهك حرمة الوحدة الوطنية هو من يعبث بالعيش المشترك ودونكم فامنعوه قبل أن تخوضوا في محاذير الانفصال وقبل أن تعظوا الناس بما يجوز وما لا يجوز، الوحدة مواثيق وعهود ودستور يحترم، وقوانين ولوائح تحفظ الحقوق وتصون الحريات وتكفل المواطنة المتساوية، وحين يدوس الحاكم على الدستور وينتعل القانون فهو الانفصالي الاول وهو من يهدد السلم الأهلي وهو من ينتهك حرمة أمننا الجماعي وهو وحده من يجب أن توجه اليه أصابع الاتهام ووحده من يجب أن تطاله المساءلة، وحين راح هذا النظام يوغل في نهب ثروات المحافظات الجنوبية ويوزع المساحات الشاسعة من أرض الجنوب ضياعا وسرايا على الحاشية والأتباع فإنه كان يسيء للوحدة أيما اساءة، اولئك الذين ذهبوا ليقتسموا أراضي المحافظات الجنوبية فيداً وغنائم حرب لن نسكت عنهم ولن نحاورهم أو نساومهم حتى يعيدوا كل شيء اغتصبوه، فالانتفاضة الشاملة قدركم وقدرنا، خياركم وخيارنا، أيها الاحرار أنتم شركاء في الوطن الواحد وفي وحدة يجب أن يكون لكم فيها اليد العليا ويجب أن لا ينكر لكم فضل وأن لا يجحد لكم معروف».




وألقى العميد الركن حسن البيشي، نائب رئيس مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين عسكريين وأمنيين ومدنيين، كلمة نقل في مستهلها تحيات الأخ العميد الركن ناصر علي النوبة رئيس مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين العسكريين والامنيين والمدنيين الذي مضى عليه ما يقارب الشهرين رهن الاعتقال غير الشرعي.

كما نقل تعازي ومواساة العميد الركن ناصر النوبة لأبناء الضالع كافة ولذوي الشهداء على وجه الخصوص في الذكرى الاربعينية لاستشهادهم.

وطالب البيشي في كلمته بتسليم القتلة الذين أمروا والذين قتلوا شهداء وأصابوا جرحى النضال السلمي في كل من الضالع وردفان وعدن وأبين ولحج وحضرموت، وتقديمهم للعدالة.

وقال إن السلطة تدعي بانها تعمل على معالجة النتائج التي خلفتها حرب 1994م ونراها تخلف يوميا نتائج وآثارا جديدة بقمعها للحريات واغتصابها للحقوق وامتهانها للكرامة وتجاوزها لكل الخطوط الحمراء حين تقدم على إزهاق الارواح.

وأضاف قائلا: «إن الحق الاول لأبناء الجنوب هو سيادتهم على أراضيهم، وهو الحق الذي تتفرع منه كامل الحقوق الأخرى، وأي معالجة لا تعترف بهذا الحق سيكون مصيرها الفشل، ثم البدء في حوار جاد ينهي حالة الاغتصاب التي يتعرض لها هذا الحق».

وأكد البيشي «تمسك مجلس التنسيق بكل ما جاء في بياناتنا السابقة من مطالب حقوقية وسياسية ومدنية».

وأعلن البيشي في كلمته رفضه لنهج العنف والقوة أو الانجرار اليه الذي تسعى السلطة لتحقيقه، وقال: «فشعارنا هو التمسك بالحق منطلقا وبالحرية وسيلة وبالعدالة غاية وسبيلنا إلى تحقيق كل ذلك النضال السلمي».

وجدد الدعوة التي وجهها مجلس التنسيق إلى كل أبناء المحافظات الجنوبية بكل شرائحهم الاجتماعية وعلى اختلاف انتماءاتهم الحزبية رجالا ونساء شبابا وشابات إلى الالتحاق بالنضال السلمي المدني والمشاركة الفعالة للوصول إلى تحقيق كامل الأهداف.. مؤكدا أهمية استقلالية الحراك الشعبي السلمي المدني وعدم تبعيته لأي من الأحزاب السياسية القائمة اليوم في البلاد «وإن كان يتواجد في خضمه أعداد كبيرة ينتمون إلى أحزاب مختلفة إلا أن مشاركتهم تتم بصفتهم الشخصية الوطنية وليس الحزبية، وهذه الاستقلالية لا ترفض التضامن من أي جهة تتفاعل مع مطالب الجنوب وتأييدها».

وقال البيشي مخاطبا المتقاعدين العسكريين: «ما نود أن نؤكده لكم انه بفضلكم وبإرادتكم الفولاذية والتفافكم حول كيانكم الوليد مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين استطعتم أن تحققوا خلال أشهر قليلة من النجاحات ما لم تحققه الأحزاب السياسية الموجودة في البلاد خلال سنوات طويلة، وندعوكم إلى الحفاظ على هذا الكيان الوليد كما تحافظون على حدقات أعينكم».. مطالبا إياهم بعدم التراجع «قيد أنملة حتى تتحقق أهدافكم المنشودة وأن العودة يجب أن تكون إلى وحداتكم السابقة وتسكينكم في مناصبكم وتعويضكم أنتم وأسركم عن معاناتكم خلال السنين الماضية».




وأعلن البيشي عن بدء التحضيرات الواسعة لأكبر الفعاليات التي ستشمل جميع محافظات الجنوب إحياء للذكرى اليوبيلية الأربعين لاستقلال الجنوب من الاحتلال الاجنبي، داعيا الجميع للمشاركة والتعبئة والحشد الجماهيري للاحتفاء بهذه الذكرى العزيزة على قلوب كل أبناء الجنوب، على أن تتم الفعاليات بصورة متزامنة في المحافظات والحفل الرئيسي الكبير يكون في مدينة عدن.

إلى ذلك دعا البيشي كل أبناء عدن وأبناء المحافظات القريبة منها إلى الاستجابة والحشد والارتقاء إلى مستوى الحدث، مطالبا السلطة بالاستجابة لمطالب مئات الآلاف من أبناء الجنوب في الإفراج عن المعتقلين وفي مقدمتهم العميد الركن ناصر علي النوبة، رئيس مجلس التنسيق والمناضل حسن أحمد باعوم. وأعرب البيشي، عن استنكار مجلس التنسيق الشديد لـ«الأسلوب المشين الذي اتبعته السلطة والذي تمثل باختطاف الناشط السياسي الصحفي المناضل الدرب من مطار صنعاء أثناء عودته من رحلته العلاجية من القاهرة».

وألقيت في المهرجان كلمة تضامنية عن ملتقيات التسامح والتصالح والتضامن في المحافظات الجنوبية، دعت فيها إلى ضرورة توحيد الصفوف على قاعدة الأهداف والمصالح المشتركة وتجسيدها على صعيد الواقع والتمسك بالمبادئ والأهداف الكبرى وعدم التنازل عنها مهما كانت الصعوبات والتضحيات، فالشيء الذي لم يتحقق اليوم سيتحقق غدا.

كما دعت أبناء المحافظات الشمالية والوطن العربي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التضامن مع القضية الجنوبية العادلة والمطالبة بتقديم مرتكبي الجرائم ضد المواطنين العزل إلى العدالة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفي مقدمتهم المناضلان أحمد حسن باعوم والعميد ناصر النوبة.

وألقيت في المهرجان التأبيني أيضا كلمة عن أبناء حضرموت ألقاها فادي حسن باعوم.