أولاد شهداء حسب الطلب..! (السبت 19 يناير - كانون الثاني 2008)

[صقر الجنوب]

الطيف - خاص
هم شهداء ومناضلين وأولادهم أولاد شهداء ومناضلين؛ هكذا يكون الوصف من قبل السلطة الحاكمة نحو شهداء الجنوب الذي قضوا خلال مراحل نضال الجنوب؛ إما حين يتغير المزاج السلطوي فيتغير وصف هؤلا وأبنائهم إلى أوصاف عدة منها وصفوهم برموز الحكم الشمولي ونظام الحكم الشيوعي وما إلى ذلك من الأوصاف.! في الأيام القليلة الماضية نشطت ماكينة السلطة الإعلامية والمالية في هذا المجال وراحت تسخر كل الإمكانيات لاستمالت أولاد شهداء الجنوب قبيل مهرجان التصالح والتسامح الجنوبي الذي أقيم مؤخرا في عدن إن كان الاهتمام بهؤلا الشهداء وأبنائهم هو نابع من قناعة سلطوية دون أغراض سياسية خبيثة فلا ضير من ذلك بل هو المرحب بيه من الجميع؛ ولكن الذي ظهرت بيه الطريقة التي سوقت فيها هذه السلطة تاريخ الشهداء وجعلت من( بعض)أولاد الشهداء مجرد أفواه تأكل الثوم عبرها من خلال الشتائم والسباب لمن لا يدور في فلك هذه السلطة والتشهير بالآخرين من الزعامات الجنوبية التي تقف طرف نقيض لهذه السلطة.

احد أبناء الشهداء لم يألو جهدا من الحماسة و(النخيط) لمصلحة السلطة الحاكمة في أحد الصحف التي ظهرت فجأة على الساحة؛ فقد راح صاحبنا هذا ينهل من جعبة الحاوي السلطوي ويخرج من قاموسها كل التهم والمصطلحات ضد قيادات جنوبية في خارج الوطن؛ لا بسبب صراع الماضي ولكن لكي يظهر ولائه لحاكم اليوم الذي من عليه بمنصب وهمي؛ فالوقت الذي اختيرت المقابلة مع هذا( ألواد) كانت كافية ليعرف الناس الغرض من هذا التجبير السيئ لتاريخ المناضلين وأيضا الطريقة التي فيها توزيع تلك الصحيفة في المساجد والدوائر الحكومية بالمجان من قبل صحيفة تقول إنها محايدة ومستقلة ومحدودة الإمكانيات وهي توزع أعدادها بالمجان على المصلين والموظفين والمارة بالشوارع؛ الشيء الطريف بعدد هذه الصحيفة وفي الصفحة التي تلي المقابلة المذكورة راحت تردح وتشتم والد هذا الابن وتتهمه أي( الوالد) بتهم لا أول لها ولا أخر دون حياء ولا خجل ولا وضع أي اعتبار( للواد )الذي أجرت معه المقابلة؛ وان دل هذا على شي فهو يدل على الاستخفاف بمثل هؤلا (الأولاد)كما تسميه السلطة.!



لا أضن أن حصان طروادة التي تبحث عنه السلطة للنفوذ إلى داخل الحراك الجنوبي سيكون هو أولاد الشهداء لسبب بسيط هو إن هؤلا( البعض)لا تجد تصريحاتهم ولا جهودهم المستميت لتحسين صورة السلطة أي صدى حتى عند أقرب المقربين لهم بل لم يستطيعوا إن يقنعوا أهاليهم المقربين بمنطق تصريحاتهم؛ بل على العكس من ذلك فكلما أوغلت السلطة باللعب بورقة الشهداء الجنوبيين كلما كانت النتيجة معاكسة وازداد التلاحم الجنوبي قوة وتماسك بين كل الفرقاء الجنوبيين بمختلف المراحل لمعرفة السبب الحقيقي وراء ومقاصد السلطة التي تظهر الاهتمام الموسمي للشهداء .!

الرئيس (على ناصر) كان هو المقصود بدرجة أساسية التحيير لمواقف ( بعض أولاد الشهداء) ولا يحتاج الأمر إلى ذكاء ليكتشف ذلك فمن خلال النظرة السريعة لمانشتات الصحف التي تجري المقابلات والتصريحات يكتشف إن العبارات اختيرت بعناية لتصوب نحو الرئيس( ناصر)الذي أظهر من رحابة الصدر ما أغاض بيه نافخي كير الفتن .

نستطيع القول وبثقة إن ما تقوم بيه السلطة من جهود لإجهاض التحرك الجنوبي يأتي بمصلحة الأخير فهاهو الزخم الجنوبي يكتسب اليوم أنصار جدد من مختلف الجنوب لم يكتسب بعض هذا الزخم إلا نتيجة للتعامل المشين الذي تتبعه السلطة تجاه الجنوبيين بنية أثارة الضغائن واشتعال الخلافات فيما بينهم مما حدا بكثير من الجنوبيين حتى من الذين كانوا حتى وقت قريب مصنفين بأنهم حلفاء للسلطة.!

افتتاحيات الصحف الرسمية ومنها صحيفة( الثورة) لم تعمل ولو قليل من الاعتبار لشركائها بالحكم ممن تحسبهم ممثلي الجنوب يعد خرب 94م حين ذهبت هذه الصحف بعملية قدح وكيل للتهم لشركاء أحداث يناير 86م ووصفهم بأبشع التهم التي وصلت إلى حد وصفهم( بالنازيين)!! لا اعلم ما لذي كان شعور هؤلا الجنوبيين المشاركين بالحكم حين يطالعون عناوين هذه الصحف ؟!.

قلنا ونكرر إن الركون إلى مثل هذه الأساليب على معالجة قضايا من عيار القضية الجنوبية لهو رهان على حصان أعرج؛ وقد اثبت وبامتياز فشله الذريع ولا نعلم لما التكرار وإعادة إنتاج أساليب فاشلة وعقيمة؟!

لكم أترحم على أولاد الشهداء من المحافظات الشمالية الذي قضوا من بعد 26سبتمبر62م حتى اليوم حين أقارن الإهمال والتهميش لهم ولأولادهم مقارنة مع الاهتمام الغير مسبوق (ببعض)أولاد شهداء الجنوب فمساكين هؤلا الشهداء ومساكين أولادهم فمتى سينصفون؟!!

المتتبع لحال اليمن اليوم عن كثب ستصعقه الدهشة لما آلت إليه الأوضاع بكل مناح الحياة وبكل بقعة باليمن ولعل الجنوب له النصيب الأكبر فلم أجد في أي وقت مضى مثل هذا التأفف الذي يبديه الجنوبيين من المآل الذي وصلوا أليه بسبب نتائج الحرب المشؤمة التي شنت عليه عام 49م وخيبة الأمل التي مني فيها فالنضرة اليوم أصبحت شزرا لكل من هو آتي من خارج الجغرافيا الجنوبية بشكل يبعث عن الأسى والحسرة من هذا النتاج ويبعث عن الغيض ممن أوصل الحال إلى ما هو عليه بسبب طمع وجشع أمراء حرب 94م والعقلية الاقصائية النهابة للثروات والمصادرة للتاريخ.!!