بيان خاص بحركه خلاص ا لى القياده الجنوبيه المجتمعه في اوربا

[اسد الضالع]

حركة خلاص توجه رسالة هامة للقيادات الجنوبية المجتمعة في أوروبا وتدعوهم إلى التحلي بالشجاعة والاعتراف بالأخطاء وتسليم الراية لشباب الحراك الجنوبي وأبطال الميدان .
نتابع باهتمام وتطلع الاجتماعات التي ستضم قيادات جنوبية رفيعة في أوروبا ، والتي يُؤمل منها أن تخرج بنتائج مثمرة وبخاصة فيما يتعلق بتوحيد الصف الجنوبي ولم شمل القيادات التاريخية بما يمكّن من الاستفادة من مواقعها السياسية السابقة والحالية ومن خبراتها المتراكمة التي لم يحصل حتى الآن أن تم توظيفها عملياً على نحو إيجابي بمايخدم القضية الجنوبة العادلة بشهادة كافة المؤشرات السياسية المحلية والخارجية وبدلالة مختلف المعطيات والتطورات الراهنة ميدانياً وسياسياً ، بل إن المرحلة الماضية بما عجت به من تجاذبات شكلت عبئاً ثقيلاً على سيرورة الحراك الجنوبي ، وروافعه الحقيقية الموجودة على الأرض والتي قدمت وتقدم الغالي والنفيس من أجل الحرية والانعتاق واستعادة الحقوق المشروعة من بين يدي مثالب الوحوش المفترسة ووسط آلة القمع والمجنزرات والدبابات التي عسكرت الحياة المدنية من عدن وحتى المهرة ، وعلى الرغم مما تحوزه هذه القيادات من علاقات واسعة وأوراق ضغط سياسي مهمة وفاعلة إلا أن الإخفاق كان ولايزال بارزاً إن على الصعيد السياسي وتوحيد الخطاب الموجه للداخل والخارج أم على الصعيد القانوني الذي يشكل محوراً لا يستهان به والذي يرتكز على قرارات دولية صادرة عن مجلس الأمن ووثائق تاريخية كوثيقة اتفاقية الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق ، وكذلك الإخفاق على الصعيد الإنساني الذي كشفت عنه حالات الجرحى الذين سقطوا في مواجهات مع آلة القمع التي تستخدمها السلطة ولم يجدوا معيناً حقيقياً ، بل إن الاختلافات والانشقاقات برزت حتى على هذا المستوى الذي ينبغي أن يكون عامل وحدة لا فرقة ، ومحضر خير لا محور شر ، ولكن الأنباء على كل الأصعدة بقيت مخيبة للآمال باستثناء ما يحققه الأبطال من صمود على الأرض ، وهذا الأمر ينبغي أن يدفع هذه القيادات لاتخاذ موقف شجاع وتاريخي وذلك بإعلان (الفراغ السياسي) ووضع الأمور برسم القيادات الميدانية والدماء الجديدة الشابة التي تحمل الراية في أرض الجنوب ، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم والنصح والاستشارة بحكم خبراتهم المتراكمة ، فهذه القيادات الجديدة هي من تواجه الصعوبات من واقع انغماسهما اليومي بعلقم الضم والإلحاق والمصادرة والظلم والهوان والقتل والتدمير منذ العام 90 وحتى اليوم ، وهي الفترة المديدة التي تشكّل معها جيل كامل سمع عن حلم الوحدة الجميل ورأى كابوس الاحتلال المقيت ولمس كل تفاصيله السوداوية المقيتة .
إننا في حركة خلاص نحث القيادات الجنوبية التاريخية إلى التحلي بالشجاعة الأدبية وإعلان موقف سياسي وذلك بالاعتراف بأخطاء الماضي منذ إعلان الوحدة في العام
90م وحتى اليوم ، ووضع الجمهور الجنوبي أمام إعلان صريح لما تم القيام به ، وما لم يتم تحقيقه وإيضاح المعوقات الحقيقية ، وتبيان المعطى السياسي الراهن وخاصة الموقف الإقليمي والدولي اللاعب في الأزمة اليمنية برمتها ، وتحميل المسؤولية لكل طرف على حدة بنزاهة وبنوع من الشفافية ، وندعوهم إلى حث الجنوبيين على مواصلة الثورة السلمية بعيداً عن أية وصايات ، وإعادة المرجعية إلى نصابها الصحيح الذي ينبغي أن تتبلور ديمقراطياً على الأرض في المحافظات الجنوبية قاطبة ... لأن السلطة الديكتاتورية القمعية في صنعاء استفادت من هذه الإخفاقات ، بل ووظفتها في كثير من المحطات توظيفاً سيئاً سواءا في قمع الحراك وقتل المواطنين أم في محاكاة الخارج وخطب ود المجتمع الدولي تحت مسمى الحرب على الإرهاب . بالرغم من تقهقر هذه السلطة وترنحها الواضح وانكشافها الفاضح ، إذ أنها وبعد أن اعتادت على الحرب لكسر إرادة التغيير منذ حروب المناطق الوسطى وحتى حرب 94م ، لم تسطع مواصلة هذا الرهان الخاسر حيث جاءت حروب صعدة لتكسر لديها هذه الإرادة الباطلة وحقق الحوثيون انتصارات لم يشهد مثلها التاريخ المعاصر قياساً بظروفهم وإمكاناتهم ليثبتوا للعالم أجمع بأنهم رقم كبير ومهم وصعب ، فلا أحد يمكنه أن يجتث شعباً من جذوره وتاريخه ولا أن يحتل أرضه ويتسلط على ثرواته بالقوة ، وكما انكسرت السلطة بالحرب في صعدة يمكن أن تنكسر بالسلم في الجنوب ، ولنا في الثورات السلمية التي غيّرت مجرى التاريخ وحياة الشعوب في كثير من البلدان حول العالم خير شاهد ودليل ...
فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
والله من وراء القصد
?