ما رأيك عزيزي القارئ ؟؟؟ العصيان المدني وسيلة سلمية ناجحة للحراك الجنوبي في مسيرة نضاله التحرري (تقر

[ابو علاء الضالعي]

ما رأيك عزيزي القارئ ؟؟؟ العصيان المدني وسيلة سلمية ناجحة للحراك الجنوبي في مسيرة نضاله التحرري (تقرير)

عدن / عدن حرة / خاص :
لجأ ابناء الجنوب الى اتباع اسلوب العصيان المدني في نضالهم السلمي بعد ان تمادت قوات نظام الاحتلال اليمني وامعنت في قتل ابناء الجنوب من خلال اطلاق الرصاص الحي مباشرة عليهم في تظاهراتهم وفعالياتهم السلمية ، ولم يجدوا خياراً سلمياً للرد على قوات الإحتلال التي دائما ما تهاجمهم وتداهم ساحاتهم بالمصفحات والمدرعات والاطقم العسكرية الا من خلال ابتداع هذة الوسيلة السلمية العصرية التي اصبحت مع استمرار تنفيذها من قبل ابناء الجنوب توجع نظام الإحتلال وتصيبه بهيستيريا نتيجة لنجاح العصيان المدني الذي يشل الحركة تماماً ويعطل على الإحتلال مصالحه ويغلق مؤسساته ومرافقه الحكومية التي اصبحت وكراً لناهبي ثروات الجنوب العابثين بموارده المالية ويشعره بضعفه وعدم مقدرته على وأد الثورة الجنوبية السلمية ، ومايشكله هذا العصيان من قلق وخطر دائم لسلطات الإحتلال بإعتبار ان صداه مع استمراريته بنفس الوتيرة من النجاح وبالمقابل بنفس الوتيرة من العنف المسلح والقتل الذي ترتكبه قوات الإحتلال يصل الى المنظمات الحقوقية المحلية والأجنبية.
وفي ذات الوقت يصل ايضاً الى مراكز القرار الدولي ، لأن هذة الوسيلة المتمثلة بالعصيان المدني اتبتث في معظم الثورات التحررية السلمية جدواها ، وتعكس بل وتترك انطباع لدى الشعوب والمتابعين والمهتمين ان من ينفذون العصيان المدني بهذة الصورة السلمية انما يعبرون عن سخطهم الشديد وغضبهم من نظام قمعي يستخدم ضدهم كل الاساليب المنتهكة لحقوق الإنسان.
وهنا في الجنوب فقد اتخذ ابناءه قرار تنفيذ العصيان المدني بعد مجزرة دامية وبشعة ارتكبتها قوات الاحتلال اليمني ضد ابناء الجنوب في 21 فبراير ما يعرف بيوم الكرامة الذي قتل فيه مالايقل عن 15 شهيد كانوا يتظاهرون سلمياً وبصدورهم العارية وقتلوا لأنهم كانوا يرفعون علم الجنوب ، وبعد هذة المجزرة سادت حالة من الغضب الشديد التي كانت حينها تنذر بإندلاع مصادمات عنيفة كان يخطط لها نظام الاحتلال ومليشيات حزب الاصلاح حينذاك ، اي قبل مايسمى بمؤتمر الحوار ، وذلك بهدف جر الجنوبيين الى مربع العنف ، لكن الجنوبيون تمكنوا من ضبط النفس وتفويت الفرصة عليهم ، فلجأوا الى العصيان المدني في اليوم الثاني من مجزرة يوم الكرامة ، وبذلك يكون الاحتلال قد فتح لنفسه باب العصيان المدني الذي يؤكد الجنوبيين انه سيضل مفتوحاً ولن يُغلق حتى نيل الاستقلال واستعادة دولتهم .
يدرك الجنوبيون انهم يواجهون إحتلال همجي متخلف حاقد لايتورع في قتل المدنيين ولا يتوانئ في توجيه رصاصاته على كل مايتحرك على الارض اثناء تنفيذ العصيان ، لذلك فإن استمرارهم في تنفيذ العصيان يكلفهم دفع الثمن باهضاً ايضاً شهداء وجرحى ومعتقلين ، مداهمات للمنازل وتوجيه الغازات السامة بشكل مباشر صوب منازل المواطنين وترويعهم ، لكنهم متمسكون بهذة الوسيلة السلمية التي سيتم تصعيدها كلما اوغل الإحتلال في القتل والقمع الذي لن يثنيهم ابداً عن مواصلة نضالهم السلمي ، كما انهم يسعون الى تطوير هذا الأسلوب وتنظيمه وتقييمه للوصول الى الأهداف المرجوة منه وهي في المقام الأول ايصال اصواتهم ورسائلهم الى المنظمات الحقوقية والى كل الاحرار والشرفاء في العالم ، الى ايصال مناشداتهم واستغاثتهم لإنقادهم من جبروت المحتل وبطشه وعنجهيته وغطرسته ، وتوصيل رسائلهم الواحدة تلو الأخرى الى المجتمع الاقليمي والدولي المطالبة بالتحرير والاستقلال واستعادة دولتهم من براتن الإحتلال اليمني .
لقد استمر تنفيذ العصيان المدني في جميع محافظات الجنوب بوتيرة عالية ، وتم تنفيذه لمدة يومين في الاسبوع الواحد ولساعات محدودة من السادسة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً ، واستقطب حشود كبيرة من ابناء الجنوب الى مسيرة الحراك التحرري ، وخلال تلك الفترة راعت قوى الثورة والمكونات الشبابية كثير من المسائل ومنها مايتعلق بتوفير الاجواء المناسبة للطلاب الجنوبيين لاداء امتحاناتهم الدراسية ، فأتخذت قراراً بتعليق العصيان حتى انتهاء الامتحانات ، في الوقت الذي كانت فيه سلطات الاحتلال تخلق الكثير من العراقيل والمنغصات امام الطلاب والاهالي عامة في الجنوب من خلال سياسات العقاب الجماعي التي كانت تفرضها وفقاً لمخططات دنيئة ، وذلك بقطع التيار الكهربائي لساعات طويلة ووفقاً لجدولة تم اتقانها من قبل القائمين على تنفيذ هذا المخطط وكذا قطع المياه وغيرها من الخدمات الضرورية.
واليوم هناك العديد من قوى الثورة والمكونات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والمواطنين والاهالي والطلاب والشخصيات الاجتماعية تطالب بإستئناف العصيان المدني ، وبالمقابل هناك ايضاً مساعي محمومة سُخرت لها القوى الحاقدة في نظام الاحتلال مبالغ طائلة لمحاولة عرقلة استئناف العصيان المدني ، لكن ذلك لن يجدي نفعاً لأن الجنوبيون قد عقدوا العزم على انتهاج هذة الوسيلة السلمية التي استطاعوا من خلالها ان يوصلوا رسائلهم في فترة كان فيها جدار التعتيم الاعلامي يقف حائلاً امامهم .
* قسم التقارير والتحقيقات

[علي المفلحي]

نعم ان العصيان المدني هوا الوسيله الناجحه في مواجهة ا الاحتلال وتعطيل مصالحه وشل حركته وواجب الحذر من الختراق