نظام صنعاء القاعدي يفقد تحالفه وبات كنموذج لأخطر الأنظمة إرهاباً

[الحدعشري]

عدن اف ام Aden FM اليوم - 08:48 صباحاً
نظام صنعاء القاعدي يفقد تحالفه وبات كنموذج لأخطر الأنظمة إرهاباً


لعل ظاهرة الإرهاب ووجود تنظيم القاعدة في اليمن لا يشكل انتهاكاً أو تهديداً لسيادة نظام صنعاء و السبب يعود إلى أن الإرهاب ينال جزء كبير من الاهتمام السياسي للنظام ولان معظم العناصر الجهادية والقيادية لتنظيم القاعدة تدين بالولاء للنظام لذلك نجد ان معظمهم منخرطين كأعضاء قياديين ومسئولين في ألأجهزة الاستخباراتية وأجهزة الأمن اليمنية وبالتالي يتم تدريبهم لتقوية قدراتهم ومهاراتهم القتالية وهم أكثر تنظيماً ولهذا ليس من باب الصدفة أو العفوية ان يتجاوز تمادي الإرهاب اليمن والذي بات يصدر إلى دول الجوار والمنطقة بل وصل إلى ولأية ميتشيجن إحدى الولايات الأمريكية من خلال إحدى أعضاء تنظيم القاعدة وهو ركاب من أصول إفريقية تم تدريبه على أيادي استخبارتية يمنية قبل سفره لأداء مهمة أكثر إرهاباً وبشاعة وهي تفجير طائرة ركاب مدنية أمريكية إثناء أعياد الميلاد , لذلك يصنف النظام اليمني كإحدى النماذج للأنظمة الفاشلة الإرهابية الدولية وهذه علامات واضحة على بداية دق ناقوس تصدع و انهيار المعبد الإرهابي على رأس نظام صالح القاعدي ....

كما لا ننكر من ان الجنوب يحظى بجزء كبير من هذا الاستهداف الإرهابي الذي يديره نظام صنعاء القاعدي و تكمن إدارته في نقطتان أساسيتان وهمّا الإرهاب الفكري التحريضي المعادي لشعب الجنوب وتتضمنها الحملة الإعلامية ,إما ألنقطه الثانية وهي أخطر إرهاباً و استخداماً وفتكاً وخلطاً وفظاعة و هي عملية توطين واستيطان وتفريخ العناصر الإجرامية والإرهابية الخارجة عن القانون والفارين والمطلوبين دولياً من قبل دولهم في مناطق جنوبية كملاذ امن وهذه جزئية في غاية الحساسية ويبرع من ممارستها في سياسته نظام صنعاء القاعدي وخصوصاً مع تزايد وتصاعد وتيرة الاحتجاجات التي اجتاحت كل المناطق الجنوبية والتي تعبر عن رفض الوضع ما بعد 7 يوليو الذي تسبب في ابتلاع الجنوب وبسط هيمنة نظام الجمهورية العربية اليمنية ( بمعنى أدق احتلال الشمال للجنوب ) , هذه الاحتجاجات للشارع الجنوبي ضمت كافة شرائح والأطياف الجنوبية دون استثناء المطالبة باستعادة دولة الجنوب وفك الارتباط مع نظام صنعاء وهي ما أثأرت غضب نظام صنعاء وأعلن العقاب والإبادة الجماعية لشعب الجنوب من خلال اللعب بأوراق الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة التي تمثل اليد التي يبطش بها متى وأينما شاء, وبالتالي أصبح بارع في إنتاج حالات التأزيم والهلع والترهيب وقتل الأبرياء في الجنوب بالإضافة إلى خصومة من المعارضين كمبرر وذريعة للتصدي ومحاربة الإرهاب ومن ناحية ثانية يستخدمها كورقة ابتزاز لجني الأموال تحت ذريعة محاربة الإرهاب يحلب بها دول الجوار والمنطقة والعالم تذهب جزء من ألأموال كمستحقات وإكراميات في جيوب الخلايا النائمة التي يتم أحياناً تفكيكها لدفع الشبهُات والشكوك عن نفسه نظام صنعاء القاعدي أو إثناء تنشيط الخلايا القاعدية عند الحاجة الملحة لها ....

كما إننا لا نتبلا أو نصطنع اتهامات باطلة ضد نظام صنعاء القاعدي لكن علينا ترسيخ الحقائق وسنضع بعض الشواهد التي تبين مشاهد إرهاب نظام صنعاء القاعدي والتي تقوم بها بعض الخلايا النائمة في الجنوب هدفها تغويض جوهر القضية الجنوبية وإخراجها عن مسارها السلمي , ومثل هذه المشاهد التي تعتبر استهتار بحياة المواطنين الجنوبيين تأتي كهدف استراتيجي من ناحية لإغراق الجنوب في دائرة الانفلات وتأزيم الوضع ومن ناحية ثانية يجد نظام صنعاء ذريعة وحجة في ضرب الجنوبيين تحت حجت الدفاع عن مصلحة الوطن ومكافحة الإرهاب ....
و من ضمن سلسلة تلك العمليات النوعية التي تتنامي ظاهرتها في الجنوب الهجمات الانتحارية النوعية و الخاطفة التي راح ضحيتها المواطنين بالإضافة إلى كبش الفداء من ضباط وجنود الواجب في عدن أو في الحوطة وشبوة وحضرموت ويافع وأبين وأخرها في جعار التي قتل فيها ثمانية من الجنود دون وجه حق إثناء الإفطار و دون مراعاة لحرمات شهر رمضان الكريم وهذه أساليب يلجا لها نظام صنعاء بمساعدة جماعات تنظيم القاعدة لتثبيت حالة الفوضى والانفلات الأمني وهذا نوع من أنواع التسويق المؤسسي الإرهابي التي يديرها الرئيس علي عبدالله صالح شخصياً ....
فهنا نرى دليل أخر على اشتراك النظام في كثير من الإحداث والعمليات المتتالية المثيرة للجدل والريبة لكل المتابعين والمراقبين لقضايا الإرهاب في اليمن ومنها الإحداث و سيناريو حلقات التفجيرات والاغتيالات المدبرة في عدد من المحافظات الجنوبية ومنها الأخيرة في أبين في منطقة لودر فقد كان نظام صنعاء السباق في الترويج الإعلامي ( برباجاندا إعلامية ) محلياً وعربياً ولم يقتصر على بعض الإعلام الدولي والذي يؤكد من أن اليمن قادرة على التصدي وردع بقوة وبحزم ولديها قوه خاصة لمكافحة الارهابين وأكد الإعلام من تورط و اشتراك أجانب وعرب مطلوبين , وبقدرة قادر نتفاجى بانتهاء العملية ضد الإرهابيين وسيطرة القوات على المنطقة لكن الحقيقة تقول غير ذلك وهي ان النظام اليمني لم يكن قادر على التعامل بحزم مع تلك العناصر الإرهابية على الرغم من التعزيزات الأمنية الكبيرة الضخمة المتسلحين بأحدث أنواع الأسلحة مع اشتراك سلاح الجوي اليمني , فإذا كان النظام اليمني دوافعه صادقة في مكافحة الإرهاب والقضاء على أعضاء تنظيم القاعدة وخصوصاً ما حصل في لودر من ان الظروف كانت شبه مهيأة بعد ان تم تطويق عدد كبير من الارهابين و تم إغلاق كافة مخارج مدينة لودر بشكل محكم من كافة الاتجاهات وأصبح أعضاء تنظيم القاعدة في قعّر الزجاجة , أذاً ماذا تعني الحقائق الغامضة في اختفائهم على أي حال تبقى الإشارة تضئ وتبرق كشعاع الشمس من ان الهدف ألاستراتيجي المشترك والتحالف المتين والروحاني بين تلك العناصر الإرهابية لأعضاء تنظيم القاعدة وحقيقة هوية وشكل النظام اليمني بأنها علاقة واحده يلتقون في نقطة محدده وواضحة وهذه أمر منطقي و نتيجة طبيعية لسياسة نظام بلطجي لدولة فاشلة , واتفق مع من يؤكد من ان السبب الحقيقي في فشل الدولة اليمنية لم تكن أسبابة الإرهاب فقط لان نظام صنعاء مؤسسه ناجحة في إنتاج تلك آلافه, لكن هناك جملة من المشاكل منها تعود للفساد الرأسي للدولة والفساد الأخلاقي والقضائي والأمني و الإداري والمالي الذي يعتبر سرطان أكثر فتكا للدولة ....

إما فيما يتعلق بمسائلة التحالف الأمريكي اليمني في مجال مكافحة الإرهاب ,, يمكن وصفها بشكل موضوعي و ملائم فنلاحظ نوع من الفتور والتعقيد بل لم تعد تشعر واشنطن بالثقة والاطمئنان في اختيار تحالفه مع نظام صنعاء , نتيجة لعدم تحقيق واشنطن أي تقدم في مجال مكافحة الإرهاب في اليمن بالرغم من الدعم السخي ( المادي والمعلوماتية وتدريب عناصر ووحدات من قوه يمنية في مكافحة الإرهاب ) وتشعر الولايات المتحدة أنها أصبحت أكثر عرضة من الوقت السابق لأي هجمات إرهابية في ظل تخاذل نظام صنعاء القاعدي وتظليله , كما ان ملف إل (يو أس كول ) الذي أصبح مصيره غامض بالإضافة إلى عمليات القراصنة التي تهدد الممرر البحر الدولي في البحر الأحمر و التي تستغلها صنعاء لإرباك واشنطن....

أدهشني مرة عندما التقيت بإحدى أعضاء مجلس النواب اليمني وهو جنوبي الأصل جاء إلى أمريكا بدعوة خاصة مع مجموعة من أعضاء البرلمان اليمني وكانت الدعوة موجهة بشكل مباشر من الجانب الأمريكي وكان لقائهم على حد قول ( فلان ) موسع بمسئولين رفعي المستوي في وزارة الخارجية الأمريكية شمل مشاركة استخبارتية أمريكية جرى خلال الزيارة مناقشة كثير من الجوانب وكان تركيز الجانب الأمريكي والحيرة واضحة في طريقة استفسارهم ومسائلتهم عن ضرب ومكافحة النظام للإرهاب فضلاً عن إصرارهم معرفة موقف الرئيس صالح عن مكان تواجد أنور العولقي أمريكي الجنسية المتواجد حالياً في اليمن وعن قائمة أسماء من أعضاء تنظيم القاعدة ,ان مسائلة كانت بطريقة توحي ان هناك تظليل وغموض من جانب نظام صنعاء وهي إشارة تدل ان هناك استعدادات و رغبة من الجانب الأمريكي في طرح جديد للتعامل مع إطراف يمنية أخرى لأسباب التعقيدات والخداع والإرباك بالمعلومات الزائفة التي يحصل عليها الجانب الأمريكي و التي يتعمدها نظام صنعاء ....

وهناك دلالات تؤكد تلك الحقيقة بعد ان اعتمدت أمريكا في الآونة الأخيرة التدخل العسكري المباشر وبشكل مكثف لملاحقة تنظيم القاعدة والسبب لحالة النشاط المتزايد لتنظيم القاعدة في اليمن وهذا يوحي إلى ان المعلومات غير دقيقة التي يزودها مكتب ( أف بي أي ) في صنعاء بسبب خداع وإرباك و كذب عملاء نظام صنعاء لواشنطن ,والدليل فداحة ما حصل في قرية المعجلة في محافظة أبين الجنوبية والتي راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ بعد ان استخدام الأمريكان الطائرات دون طيار في ضرب هذا الموقع , فقد استطاعة استخبارات صنعاء وضع رسالة ممغنطة في جيب إحدى الضحايا قبل الحادث بساعات ومن ثم زودت واشنطن بالمعلومات المغلوطة عن تحركات ورصد مجموعة إرهابية في المنطقة التي باشرت واشنطن بضربها عبر طائرة دون طيار التي تعتمد على تحديد الهدف من خلال الذبذبات الممغنطة وكما لاحظنا في تصريح وزير الخارجية اليمني يحمل الجانب الأمريكي المسؤولية بارتكاب المجزرة ضد المدنيين في المعجلة , هذا التدخل المباشر شكل إحراج وتوريط واشنطن والتي أكدت عدم دقة المعلومات التي حصلت عليها ....
ان ألأمر الذي يقلق نظام صنعاء هو التدخل المباشر لواشنطن لأنه يعتبر أمرا غير معتاداً أو مألوفاً من السابق وهذا يعني ليس لان القوات اليمنية لا تستطيع تحقق أي نجاحات في مجال مكافحة الإرهاب ولكن يعود السبب في ان واشنطن فقدت الثقة في التعامل مع نظام صنعاء بل ان النظام بات يشكل خطر و تهديداً على امن واستقرار دول الجوار والمنطقة والعالم ....

بقلم الكابتن : أنيس قاسم ألمفلحي

http://aden.fm/mws/?articles=topic&topic=283