الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > منتدى التوثيق والمراسلة مع منظمات المجتمع والهيئات والوكالات الدولية > منتدى التوثيق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-04-02, 09:54 AM   #21
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي


]توضيح ثالث للحراك



د/ محمد حيدره مسدوس



الحراك الوطني السلمي الجنوبي هو الجنوب كله ، و خير وسيله للتواصل معه هي الصحافه . و لهذا و على ضوء تقييم الناس لمؤتمر الرياض ، و وقف الحرب في صعده ، و التصعيد الأمني في الجنوب ، فاننا نود توضيح التالي :



1- بحكم إن مؤتمر لندن قد وضع اليمن تحت المجهر ، فان مؤتمر الرياض ربط المساعدات ضمنياً بحل القضايا السياسيه ، و هو يعلم بان القضية الجنوبية أم القضايا كلها ، و يعلم بأنها قضيه موضوعيه تستمد قوتها من وجودها الموضوعي و من شرعية وجودها ، و يدرك كذلك بان الوجود الموضوعي لهذه القضية هو من جعل شعب الجنوب يتحرك من ذاته لذاته ، أي من ذاته دون أن يحركه أحد ، و لذاته الوطنية بوعي و إدراك لم يشهده في تاريخه . و لذلك فانه لا يوجد لدى النظام أي مبرر موضوعي أو منطقي للهروب من الاعتراف بالقضية الجنوبية و الجلوس للحوار من اجل حلها غير غياب القيادة السياسيه لها أو أخطاء الحراك و تبعثره لا سمح الله ، و هو ما ندعو للحذر الشديد منه ، لان النظام يعمل عليه و يراهن عليه . و أود هنا أن أقول للنظام بأنه حتى إذا ما نجح في ذلك فانه لم يفعل غير ترحيل القضية ليكبر انفجارها بالضرورة . أمّا وقف الحرب في صعده فهو استجابة لمطلب دولي و هو دليل على الوصاية الدولية غير المباشرة على اليمن ، إضافةً إلى اكتشاف لعبة الحرب و إيقاف تمويلها على الطرفين . و أمّا التصعيد الأمني في الجنوب فهو في تقديري آخر محاوله لإسكات صوت الجنوب و بعد فشله سيكون الحوار ، أو قد يكون هذا التصعيد ذاته لتقوية شروط النظام في الحوار ، خاصةً و أن هناك إجماع عربي و دولي على الحوار ، و إذا ما كان الأمر على خلاف ذلك فان النظام بهذا التصعيد لم يفعل سوى تكريس الطلاق الأبدي بين الشمال و الجنوب ، و عليه أن يدرك بان دستور الحرب و قوانين الحرب التي يقمع بها الجنوبيين و يحاكمهم على أساسها ليست ملزمه للجنوبيين إذا ما استطاع الجنوبيون إيصال قضيتهم إلى محكمة الجنايات الدولية ، و على النظام أيضا أن يدرك بان من دفعوه إلى إسقاط الوحدة بالحرب تحت وهم الدفاع عنها و تحت وهم علاقتهم الوثيقة بالأمريكان ، هم اليوم الذين يدفعونه إلى قمع شعب الجنوب تحت الوهم نفسه و بإسم اتفاقيات الوحدة و دستورها اللذان ألغتهما الحرب . و لكننا نقول لهم بان حبل الكذب قصير . فلو لم تحصل الحرب ، و لو لم يكن الوضع القائم قائما على نتائجها ، و لو لم تنهب الأرض و الثروة في الجنوب و يحرم أهلها منها ، لربما يكون كلامهم صحيح . و لكن طالما و الحرب أسقطت الوحدة و ألغت موضوعيا شرعية إعلانها و شرعية اتفاقياتها و دستورها و خلقت وضعا جديدا لا علاقة له بما تم الاتفاق عليه ، فان ما يقولونه لا أساس له من الصحة بكل تأكيد . فأين هي الوحدة حتى يتم الحفاظ عليها ، و أين هي الوحدة حتى يكون هناك انفصال كما يقولون ؟؟؟ . و لذلك فان الأحرى بهم أن يدعوا للحوار حول وجود الوحدة من عدمها في الواقع و في النفوس إن كانوا صادقين .



2- إن ما جرى في الجنوب حتى الآن هو دليل على عدم فهم السياسيين الشماليين للوحدة ، و على عدم فهم السياسيين الجنوبيين لقضيتهم منذ البداية ، و هو درس للسياسيين الشماليين في الوحدة ، و درس للسياسيين الجنوبيين في قضيتهم . فقد برهن الواقع على إن السياسيين الشماليين أصغر من الوحدة بكثير ، و ان السياسيين الجنوبيين أصغر من قضيتهم بكثير . فلو كان السياسيون الشماليون في مستوى الوحدة لما أسقطوها بالحرب و لما رفضوا حل أزمتها حتى حولوها إلى أسوأ من الاحتلال . فمن يصدق ان شعب الجنوب الذي قاوم الاحتلال البريطاني 130 عام سيترحم عليه لولا القهر المفروض عليه منذ حرب 1994م ؟؟؟ . و من يصدق ان ثوار الجنوب الذين غيروا هوية الجنوب العربي إلى هوية الجنوب اليمني سيرفعون شعار الجنوب العربي من جديد لولا نهب أرضهم و ثروتهم و طمس هويتهم و تاريخهم لصالح الشمال ؟؟؟ . و لهذا فان يمنية الجنوب مرهونة موضوعيا بالاعتراف باليمنين ، لأنه بدون ذلك ليس أمام الجنوبيين غير العودة إلى هوية الجنوب العربي . أمّا السياسيين الجنوبيين فلو كانوا في مستوى قضيتهم لأعتزوا بها و أعلنوا قيادتهم السياسيه لها منذ البداية . فقد قال لي صديق انه سأل الشيخ العماد ، قائد الجبهة الإسلامية في المناطق الوسطى سابقا عن رأيه في قضية الجنوب و رأيه في مشكلة صعده ، و قال العماد ان القضية الجنوبية هي قضيه سياسيه شرعا و قانونا بامتياز و لكنها بلا رجال ، أي بلا قياده . أمّا مشكلة صعده فهي باطله شرعا و قانونا و لكن لها رجال .... الخ . و هذه حقيقة لا يمكن انكارها ، غير أنني على يقين بان القضية الجنوبية ستخلق رجالها ، و ان مشكلة صعده قد أخذت بعداً سلالياً يتطلب حلا سياسيا و ليس عسكريا . و الآن و بعد الدرس الذي قدمه الواقع للسياسيين الشماليين في الوحدة ، و الدرس الذي قدمه الواقع للسياسيين الجنوبيين في قضيتهم ، فان على السياسيين الشماليين الاعتراف العلني بالقضية الجنوبية و الجلوس للحوار من اجل حلها ، و على السياسيين الجنوبيين الاعتزاز العلني بقضيتهم و التوحد العلني من حولها و إعلان قيادتهم السياسيه لها ، و تحويل الحراك الوطني السلمي الجنوبي إلى حركه وطنيه لشعب الجنوب .



3- ان القيادة السياسيه المطلوبة موضوعيا و منطقيا للقضية الجنوبية ، هي القيادة التاريخية للجنوب زائداً القيادات الميدانية الموجودة حاليا في الميدان و أولاد السلاطين المناصرين للقضية و كبار التجار و رجال الأعمال الجنوبيين إذا ما رغبوا في ذلك ، و على ان تبدأ الخطوة الأولى في هذا الاتجاه بوحدة أطراف الحراك ، ثم وحدة منظمات الأحزاب في الجنوب مع الحراك ، خاصة و ان قضية الجميع واحده ، و هي قضيه وطنيه لا توجد فيها حزبيه بالضرورة . و أتمنى على منظمات الأحزاب في الجنوب ان تدرك ذلك جيدا ، و ان تدرك بان قياداتها في صنعاء مازالت متمسكة بواحدية اليمن الجنوبية و اليمن الشمالية و بواحدية تاريخيهما و ثورتيهما ، و ترى بان الوحدة بينهما وحده وطنيه .....الخ ، و وصفها بالوحدة الوطنية يعني أنها بين أطراف من دوله واحده و ليست وحده سياسيه بين دولتين . و هذه المفاهيم هي طمس للهويه و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال و شرعنه لنهب أرضه و ثروته و حرمانه منها ، لأننا إذا ما سلمنا بهذه الواحديه و بوصف الوحدة بالوحدة الوطنية فلن تبق هناك قضيه جنوبيه اصلاً ، و هذا منافي للواقع و تعقيد أكثر للقضية . و لذلك فان مفاهيم الواحديه التي جاءت بها الحركة الوطنية خارج الواقع الموضوعي الملموس هي من عقَّد الأمور منذ البداية ، و ه
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:57 AM   #22
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

نداء عام إلى أصحاب الحراك السلمي والرأي العام


د.محمد حيدرة مسدوس


في البداية أوجه هذا النداء إلى أصحاب الحراك السلمي
في الجنوب، ثم الرأي العام، وأوجزه في الآتي :

أولاً : أقول لأصحاب الحراك السلمي في الجنوب احذروا
الشغب والعنف الذي تجركم السلطة إليه واعتبروا الشغب
والعنف حراماً في نضالكم السلمي مهما كان عنف السلطة
وقمعها . وعليكم أن تدركوا بأن نقطة ضعف السلطة هي
في النضال السلمي، وأن نقطة قوتها هي في الشغب
والعنف الذي تجركم إليه، وعليكم أن تدركوا أيضاً بأن
الرأي العام العربي والدولي لن يتعاطف إلا مع النضال
السلمي الخالي من الشغب والعنف، ولهذا صعدوا النضال
السلمي حتى يتم الإفراج عن المعتقلين .

ثانياً : أقول للرأي العام بأن السلطة هي التي
افتعلت الشغب من أجل تبرير القمع والاعتقالات، بدليل
أنها قامت بتعميم الاعتقالات على محافظات الجنوب
خارج مناطق الأحداث، وهذه الأساليب سبق أن عرفناها
فيهم عندما كنا وإياهم معاً في السلطة، فبعد إعلان
الوحدة كان هناك شعور لدى سكان محافظة تعز الأكثر
سكاناً في محافظات اليمن بأن القادمين من عدن هم
المنقذون لهم، وبسبب ذلك قامت الأجهزة الأمنية
بافتعال أحداث الشغب التي حصلت في محافظة تعز عام
1993م وبررت تأديب المحافظة وإشعارها بأن القادمين
من عدن لايستطيعون أن يحموا أنفسهم، وهو ماحصل
بالفعل، وفي عام 1997م عندما تمسكنا بقضية إزالة
آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، قامت الأجهزة
الأمنية بافتعال تفجيرات في عدن واتهموني بها وأنا
في لندن للعلاج وأبلغوني بذلك وبعدم رغبتهم في عودتي
إلى البلد ، وقد قاموا باعتقال بعض من أسرتي
وأصدقائي في عدن، وفتشوا منازلهم ونهبوا نقودهم
ولايزال بعضها مع ضابط أمني اسمه (قرقر) حتى الآن،
كما قاموا بتعذيبهم جسدياً، ولايزال أحدهم معاقاً
حتى الآن أيضاً، حيث حاولوا إجبارهم على اعترافات
كاذبة بأنهم قاموا بالتفجيرات بتوجيهات من قبلي،
وحكموا عليهم بخمس سنوات سجن ظلماً وعدواناً، ولذلك
فإننا نطالب السلطة بالإفراج الفوري عن المعتقلين
ونحملها مسؤولية ما سيحدث لهم، خاصة وأن بعضهم
يعانون من أمراض مختلفة .

إن القضية الملتهبة الآن في الجنوب التي بسببها تمت
هذه الاعتقالات، ليست قضية ذاتية تتعلق بأفراد يمكن
إخمادها بالقمع والاعتقالات كما تعتقد السلطة، وإنما
هي قضية موضوعية تتعلق بشعب فقد أرضه وثروته، وفقد
تاريخه السياسي وهويته لصالح غيره، وتمت تصفية
أبنائه من الوظيفة العامة وتعرض للجوع باسم الوحدة،
فعلى سبيل المثال لو كانت له مصلحة اقتصادية
واجتماعية في هذا الوضع وجاءت قوى خارجية تدفعه إلى
الكراهية ورفض الوحدة كما تقول السلطة، فهل سيستجيب
لها أم إنه سيرفضها بالضرورة والعكس صحيح، فالسلطة
تستطيع أن تقول ما تريده وتستطيع أن تقتل من تريد
وأن تعتقل من تريد، ولكنها لا تستطيع أن تحل القضية
بالقوة، فهي الآن في صراع مباشر مع الشعب في الجنوب
بعد أن جردته من قواه السياسية ودجّنت أغلبها
بالترهيب والترغيب .

إن أكثر السياسيين المنحدرين من الشمال معترفون
بغياب الشراكة الجنوبية بعد الحرب ، ولكنهم بسبب
فهمهم الخاطئ للوحدة يصرون على وجودها ، وهذا منطق
متناقض ، لأنه إذا ما كانت الشراكة الجنوبية غائبة
فمن البديهي بأن تكون الوحدة غائبة، وأن يكون الوضع
القائم أسوأ من الاحتلال، فعلى سبيل المثال كان
الوضع في عهد الاحتلال البريطاني أفضل من الآن وكنا
نسميه احتلالاً، فماذا نسمي هذا الوضع الأسوأ؟؟..
وهل يعقل بأن نسميها وحدة وهي أسوأ من الاحتلال
البريطاني؟؟.. وبالتالي فإن من يدعي الدفاع عن
الوحدة، إنما يدافع عن إسقاط الوحدة، وليس عن الوحدة
بالضرورة، فمن فهمهم الخاطئ للوحدة أنهم ينطقون
بالوحدة ويرفضون مفهومها الجغرافي، أي يرفضون مفهوم
الجنوب فيها، وهذا نكران للوحدة ذاتها، لأن الدليل
على وجودها هو مفهومها الجغرافي فقط لا غير،
وبالضرورة أيضاً.

كما يسمونها بالوحدة الوطنية وكأنها وحدة بين أطراف
من دولة واحدة وليست وحدة سياسية بين دولتين، ولهذا
فإنه لايمكن فهم القضية وفهم حلها إلا بالاعتراف بأن
اليمن لم يكن يمناً واحداً، وإنما كان يمنين بدولتين
وبهويتين .

إن القضية الجنوبية قد أظهرتها الحرب ونقلتها إلى
مجلس الأمن الدولي، وقد تعمقت هذه القضية برفض
الحوار بعد الحرب، وبعدم الاعتراف بأي تمثيل سياسي
للجنوب بعد الحرب وبحل كافة مؤسسات الجنوب العسكرية
والمدنية لصالح مؤسسات الشمال، وتعمقت أكثر بنهب
الأرض والثروة وحرمان أهلها منها وبطمس الهوية
والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال. صحيح أن هناك
بعض الموظفين الجنوبيين في السلطة، ولكن السلطة ترفض
أن يكونوا ممثلين للجنوب، وبالتالي فإن عدم الاعتراف
بوجود القضية ورفض الحوار حول حلها ، يعني عدم حلها
باتجاه تصعديها أكثر فأكثر بالضرورة كذلك .

إن النظام السابق في الجنوب قد أمم الملكية الخاصة
ومنع ظهورها وجعل كل شيء ملكاً للدولة مقابل أن تكون
الدولة هي رأسمال الجميع ومسؤولة عن كامل شؤون
حياتهم بموجب النهج الاشتراكي، وهذا ما أدى إلى وجود
اختلاف اقتصادي واجتماعي جذري بين الشمال والجنوب،
ناهيك عن الاختلاف الثقافي بينهما، وهذا الاختلاف
الجذري - كما قلنا سابقاً - ما كان يسمح موضوعياً
بالوحدة بينهما إلا بإزالة الآثار الاقتصادية
والاجتماعية للنظام السابق في الجنوب لصالح الثقافة
المدنية في الجنوب أو إيجاد دولة بنظامين، كما هو
حاصل في الصين، ولكن حكام الشطرين أعلنوا بإرادتهما
السياسية خارج أسسها الموضوعية ودون استفتاء الشعب
عليها، وجاءت الحرب وأسقطت هذه الإرادة وحولت دولة
الوحدة إلى دولة الشمال ونظامها السياسي بكامل صوره
السيئة، حيث قام بنهب الأرض والثروة في الجنوب، وحرم
أهلها منها دون أن يكون هو مسؤولاً عن أي جانب من
جوانب حياتهم، فهل يستطيع أي يمني أو عربي من دعاة
الوحدة أن ينكر ذلك أو أن يأتي بغيره؟؟

إنه بعد أن تم إسقاط شرعية إعلان الوحدة بإعلان
الحرب، وبعد إسقاط اتفاقايات الوحدة واستبدال
دستورها، وبعد نهب الأرض والثروة وحرمان أهلها منها
وبعد طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح
الشمال، وبعد تعميم ثقافة الشمال القبلية على ثقافة
الجنوب المدنية، هل يمكن لأي يمني أوعربي من دعاة
الوحدة أن يقنعنا بوجودها، ويقنعنا بأن العلاقة بين
الشمال والجنوب هي علاقة وحدة، وما هو دليله المادي
على ذلك ؟؟؟ ثم ما هو مفهوم الوحدة لدى دعاتها من
اليمنيين ومن العرب والإسلاميين؟؟؟ وهل هيمنة القوي
على الضعيف ونهب أرضه وثروته وحرمان أهلها منها هي
وحدة ؟؟ وهل غياب المصالح الاقتصادية والاجتماعية
والمعنوية للضعيف لصالح القوي هي وحدة؟؟ وهل يعلمون
أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية وتناقضاتها هي
التي أسقطت الخلافات الإسلامية، وهي التي منعت قيام
الوحدة العربية، وهي التي أسقطت الاتحاد السوفيتي
بشكل حتمي؟؟ وسؤالي الأخير هو لعلماء الدين في اليمن
الذين شحنوا العساكر حقداً على أبناء الجنوب، وهو :
هل المظلوم هو الذي يخون الوحدة، أم إنه من البديهي
أن الظالم هو الذي يخونها منذ ظهور الخلافة
الإسلامية؟؟

5-4-2008l
__________________
((قد تستطيع دفن الحقيقة ولكن لاتستطيع قتلها))
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:59 AM   #23
الهمشري
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-23
المشاركات: 447
افتراضي

الخميس, 12 أكتوبر 2006 03:38
صوت الجنوب نيوز .12.10.2006 / د . محمد حيدرة مسدوس / الوسط 11.10.2006
نحن في تيار المصالحة واصلاح مسار الوحدة في الحزب الاشتراكي قد قلنا .
سابقاً بأن الانتخابات لاتعنينا حتى نقاطعها أو نشارك فيها، لأنها موضوعياً لاتعني الجنوب إلاَّ بإزالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة
وقد سبق وان قلنا رأينا في هدفها ونتائجها قبل ظهورها.

والآن نقول رأينا في نتائجها بعد ظهورها، ويمكن توضيح ذلك في النقاط العشر التالية:

1) لقد قلنا أن بن شملان مرشح للسقوط، وان اللقاء المشترك الذي رشح بن شملان يدرك ذلك منذ البداية، لأن السلطة فصَّلت الانتخابات على مقاسها في القيد والتسجيل، واللقاء المشترك وافق على المشاركة في الانتخابات دون أن يشارك في القيد والتسجيل. وهذا يعني بأن المؤيدين لبن شملان لم يكونوا كلهم مسجلين في القيد والتسجيل. وبالتالي فإن النتيجة المعلنة هي صحيحة ولاشك فيها. وكان على قيادة اللقاء المشترك بأن تسلِّم بالنتيجة بوضوح وتذهب طابوراً الى الرئاسة وتقدم التهاني للرئيس علي عبدالله صالح بمناسبة فوزه الساحق في الانتخابات وتتقبل الهزيمة بروح ديمقراطية وتتحمل المسؤولية أمام هيئات أحزابها، أو ان ترفض النتيجة بوضوح وتخرج الى الشارع، لأن ما عدا ذلك هو موقف انتهازي بامتياز.

كما ان قواعدالديمقراطية المعمول بها في البلدان الديمقراطية تحتم على من سقطوا في الانتخابات بأن يتركوا مناصبهم الحزبية باعتبار انه لا يشرف أي حزب ان يبقى في هيئاته من هو منبوذ من قبل الشعب.

فهل تفعلها الاحزاب في اليمن احتراماً لإرادة الناخبين الذين اسقطوهم؟

2) لقد قلنا أيضاً بأن اللقاء المشترك قد رشح بن شملان ليس فقط للسقوط، وانما لدفن القضية الجنوبية باعتباره جنوبياً ومن حضرموت. وهذا ما أكدته الوقائع الملموسة. فقد أعلن اللقاء المشترك مشروعاً سياسياً لاصلاح النظام السياسي وسرعان ما تركه وذهب يبحث عن المشاركة في الانتخابات بدون المشروع. كما أنه وافق بأن يكون معارضة لحزب المؤتمر الشعبي العام وان يكون الرئيس علي عبدالله صالح هو الحكم، بينما اللقاء المشترك يفترض بأنه معارضة للرئيس وليس لحزبه. وقد قبل كذلك بالمشاركة في الانتخابات دون ان يشارك في القيد والتسجيل كما اسلفنا، وهدد أكثر من مرة بالمقاطعة ولم يقاطع رغم ان السلطة لم تنفذ الاتفاق الذي تم حول الانتخابات، وهدد أكثر من مرة كذلك باللجوء الى الشارع ولم يخرج... الخ، وهكذا يتضح بأن القضية برمتها هي زوبعة انتخابية لدفن القضية الجنوبية.

3) لقد قال بن شملان في مهرجاناته الانتخابية بأن اتهام اللقاء المشترك بدفن القضية الجنوبية منطق غير سليم، بينما هو ذاته في نفس المهرجان قال بالنص: هناك جمهورية يمنية قد توحدت البلاد وأنتهت، هناك مظالم صحيح في كل المحافظات، وفي مظالم خاصة المترتبة على حرب 1994م وحقوق أخرى في عام 1978م الى اليوم، هذه القضايا يجب ان تحل، هناك آلاف من الناس الجالسون في بيوتهم بدون عمل خرجوا لأسباب سياسية، هذه قضايا يجب ان تصفى. واضاف يقول: أما قضية الحديث في الوحدة هذا كلام لم يعد يمكن الالتفات إليه بأي حال من الأحوال ...الخ. هكذا قال بن شملان مرشح اللقاء المشترك. وهذا دفن واضح للقضية الجنوبية. وبالتالي كيف يمكن لمن ادلوا باصواتهم من الجنوبيين ان يعطوها لبن شملان؟؟؟

4) ان بن شملان قدم نفسه للشعب في الجنوب كدافن للقضية الجنوبية وقدم نفسه باسم اللقاء المشترك المكروه لدى الشعب في الجنوب بسبب موقفه المعادي للقضية الجنوبية. حيث ان الشعب في الجنوب يرى بأن هناك خصوماً ثلاثة لقضيته، أول هذه الخصوم الثلاثة هم الناكرون للقضية الجنوبية في الحزب الاشتراكي الذين ينكرونها باسمه زوراً وينكرون الجميل. وثاني هذه الخصوم الثلاثة هم بقية اطراف اللقاء المشترك الذين يتصدون للقضية الجنوبية قبل السلطة وهم في الشارع فكيف إذا هم بالسلطة؟

والخصم الثالث هي السلطة التي اصبحت أهون الشرين في نظر الشارع الجنوبي بالمقارنة مع اللقاء المشترك.

وهذا ما أكدته نتائج الانتخابات رغم أننا كنا نتوقع فوز الاصلاح في المحليات بسبب فساد المؤتمر. فمع ان اكثر الناخبين في الجنوب هم من الشمال ومن لم يصدق ذلك عليه ان يقوم باحصاء للشماليين في الجنوب، إلاَّ أن من شارك من الجنوبيين في الانتخابات قد نظر الى اللقاء المشترك بأنه شمالي، وقد نظر الى بن شملان بأنه مرشح المعارضة الشمالية، ولذلك فضل بأن يكون مع شمالي في السلطة ولا مع شمالي في الشارع. واضافة الى ذلك فإن بن شملان كان متناقضاً في كلامه. فهو من جهة يعترف بالآثار الكارثية لحرب 1994م ضد الجنوب والتي عطلت مسار الوحدة، ومن جهة أخرى يرفض إزالة آثارها واصلاح مسار الوحدة.

أما الشعب في الشمال فمن البديهي بأن يكون مع الرئيس وحزبه في سبيل ابتلاع الجنوب، وهذا ما أكدته نتائج الانتخابات.. ونستطيع ان نجزم بأنه لولا القضية الجنوبية لما سمح الشعب في الشمال ببقاء الرئيس علي عبدالله صالح في الحكم بعد 28 سنة والتي لم يحصل عليها أي حاكم قبله في الشمال. كما أنه لولا القضية الجنوبية لما تمسك النظام اصلاً بالديمقراطية.

5) إن نظام صنعاء هو كما قلنا سابقاً في صحيفة «الوسط» لم يكن ديمقراطياً بطبيعته، لأن دستوره كان يقول من تحزب خان، ولكن اشتراط الوحدة بالديمقراطية هو الذي أجبره على قبول الديمقراطية.

ولولا اشتراط الوحدة بالديمقراطية لما وجدت الديمقراطية في اليمن اصلاً. وهي الآن رغم أسباب وجودها وغياب شروطها، إلاَّ أنها قد اصبحت حقيقة لا يمكن نكرانها. ولكن الحقيقة الموضوعية التي يستحيل دحضها أو نكرانها أيضاً هي ان هذه الديمقراطية قائمة على نتائج الحرب بالنسبة للجنوب. وهذا يعني بأن هذه الديمقراطية لاتعني الجنوب وانما تعني الشمال. فلا يمكن موضوعياً وعلمياً ان تشمل الشعب في الجنوب إلاَّ بإزالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة واعتبار الحرب ونتائجها باطلة، لأن العلاقة بين شرعية 7 يوليو 1994م وبين شرعية حقوق الشعب في الجنوب هي في قانون نفي النفي، فإذا ما اصبح هذا اليوم شرعياً فإنه ينفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب والعكس، أي ان شرعية هذا اليوم تنفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب، وشرعية حقوق الشعب في الجنوب تنفي شرعية هذا اليوم بالضرورة. وبالتالي فإن شرعية الوحدة ذاتها تتوقف على ذلك بالضرورة أيضاً. كما ان المعركة الانتخابية التي جرت حالياً في اليمن إذا ما اعتبرناها معركة، فإنها من حيث الشكل بين سلطة ومعارضة الشمال، ومن حيث المضمون بين اليمن الأعلى واليمن الاسفل من الشمال. أما الجنوب فهو خارج هذه المعادلة منذ حرب 1994م.

6) لقد غاب الجنوب تماماً من الحياة السياسية بعد حرب 1994م وأصبحت الحياة السياسية شمالية بامتياز، بدليل انه لم يعد يوجد صانع قرار في السلطة أو في المعارضة من الجنوبيين حتى في اطار الحزب الاشتراكي ذاته الذي هو امتداد لثورة الجنوب ومنبعه من الجنوب. وطالما وان الحياة السياسية هي شمالية بامتياز فإن الديمقراطية تبعاً لها هي شمالية بامتياز أيضاً وبالضرورة. وبالتالي فإن شرعية حقوق الجنوبيين وهويتهم ومستقبلهم في أرضهم وكرامتهم عليها هي مرهونة بإزالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة، لأن أي شيء يحصلون عليه بدون ذلك سيظل بمثابة هبة أو فضيلة وليس حقاً مشروعاً يستمدون شرعيته من الوحدة السياسية بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية مثل امريكا الجنوبية وامريكا الشمالية. فعلى سبيل المثال كان أكثر المغتربين اليمنيين في الخليج قبل حرب 1994م هم من الشمال، وبعد حرب 1994م أصبح أكثرهم من الجنوب بسبب فقدانهم الأمل في العيش بوطنهم الذي فقدوه. فإذا كانت صنعاء لاتعترف لهم بوطن بعد حرب 1994م لأنها ترفض اسم الجنوب ولاتعترف به، فكيف ستعترف لهم بحقوق مالم تزل آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة؟؟؟ حيث وصل الأمر بصنعاء الى تعمييم منشور سري على جميع السفارات اليمنية بسحب أية وثائق أو حتى اوراق عادية باسم الجنوب بهدف طمس تاريخه وهويته. فعندما تقول صنعاء ليس هناك جنوب، فإنها بذلك لاتعترف لنا بوطن.

7) إن الاخوان في صنعاء لم يعودوا يعترفون بالوحدة السياسية بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية بعد حرب 1994م، بل اصبحوا يسمونها بالوحدة الوطنية وكأنها وحدة بين اطراف من دولة واحدة وليست وحدة سياسية بين دولتين. وهذا تراجع عن الوحدة ويعطي الحق للجنوبيين بالمطالبة بحق تقرير المصير. فلقد قلنا أكثر من مرة ومازلنا نقول اقنعونا بأن العلاقة بين الشمال والجنوب هي علاقة وحدة بعد الحرب وسنكون معكم، أو اقبلوا منا بأنها علاقة احتلال وعودوا الى الوحدة، ولكنهم يرفضون.

8) إن تمسك الجنوبيين بتاريخهم السياسي وبهويتهم الجنوبية في اطار الوحدة وتكريس المفهوم الجغرافي للوحدة، أي شمالاً وجنوباً كحقيقة تاريخية وموضوعية يستحيل دحضها أو نكرانها هو يساوي الحل بالضرورة، وفقط تبقى المسألة هي مسألة وقت قد يطول وقد يقصر فقط ولاغير. فالوحدة هي أعلنت من الناحية الشكلية ولكن الحرب حالت دون قيامها في الواقع وفي النفوس من الناحية العملية.

9) لقد قلنا سابقاً في صحيفة «الوسط» بأن التناقض في اليمن ليس تناقضاً حزبياً بين حزب حاكم واحزاب معارضة يمكن حله بالانتخابات أو بالمشاركة في السلطة، وانما هو تناقض وطني لايمكن حله إلاَّ باصلاح دستوري للنظام السياسي ذاته. فقبل اعلان الوحدة كان التناقض مناطقياً بين مناطق تحكم ومناطق محكومة، وبعد اعلان الوحدة تشكل وضع جديد كاد ينقل اليمن ككل شماله وجنوبه الى التناقض الحزبي البناء بين حزب أو أحزاب تحكم وتعبر عن مصالح قوى اجتماعية معينة وبين حزب أو أحزاب معارضة تعبر عن مصالح قوى اجتماعية أخرى. ولكن حرب 1994م ضد الجنوب قد عطلت هذا الوضع وجعلت التناقض شطرياً بين شطر قاهر وشطر مقهور. وهذا ماأكده الأخ الرئيس في مهرجاناته الانتخابية في المحافظات الشمالية عندما ظل يكرر شكره وتقديره لهم في كل محافظة على انخراطهم في حرب 1994م ضد الجنوب. وهي الحرب التي شكلت الأساس الذاتي لاتحاد الشمال على الجنوب وارجعتنا الى شمال وجنوب في الواقع وفي النفوس.

10) إن هذا الواقع الجديد الذي خلقته الحرب لم تدركه قيادة الحزب الاشتراكي، بل ظلت تتعامل معه وفقاً للواقع القديم، وهذا ما جعل الحزب يكون ضحية وعي قيادته. فقد قلنا لهم بأن أي اصلاح للنظام السياسي هو عبر بوابة الوحدة كما جاء في برنامج الحزب الذي استبدلوه بمشروع اللقاء المشترك. وقلنا لهم أيضاً بأن أية بوابة أخرى هي فاشلة، لأنها لا تستند على مشروعية تلزم السلطة بقبولها. ولكن النزعة الشطرية التي طغت عليهم وعلى اللقاء المشترك قد ضلت بهم الطريق وساروا في الخطأ.. ففي بيانهم الخاص بنتائج الانتخابات قالوا إن حملتهم الانتخابية قد نجحت في تقوية وشائج الوحدة الوطنية (يقصدون الوحدة اليمنية) واضعاف الولاءات الضيقة وتعزيز البعد الوطني في النسيج الاجتماعي للشعب اليمني... الخ. هكذا قالوا في بيانهم وهي اشارة الى تيار اصلاح مسار الوحدة. ولكنه لم يسعفهم وعيهم ويدركون بأن ماقالوه يؤكد ما كنا قد قلناه، وهو أن هدفهم الأول من هذه الانتخابات دفن القضية الجنوبية. ومع ذلك فإنه لو كان ما قالوه صحيحاً لما نبذهم الشعب في الجنوب وكذلك الشمال وجعلهم في ذيل نتائج الانتخابات مابعد المستقلين. وهل يدركون بأن أي حزب يتجاوزه المستقلون يفقد مبرر وجوده بالضرورة؟؟؟ ثم اننا لو سلمنا بمنطقهم القائل بأن الانتخابات هي الحل، فإن هذه الانتخابات تكون حلت مشكلة الشمال وأبقت مشكلة الجنوب، وبالتالي يصبح الأساس الموضوعي للعمل السياسي هو شمال وجنوب.

هذا وفي الختام اود القول بأن ما يقوله اللقاء المشترك وما تقوله قيادة الحزب الاشتراكي هو خارج الواقع، بدليل انهم حالياً يقولون بأن الانتخابات خلقت واقعاً جديداً، بينما الانتخابات كقاعدة عامة لاتخلق واقعاً جديداً، وانما هي تكشف الواقع الملموس. فالانتخابات التي جرت في اليمن لم تخلق واقعاً جديداً كما جاء على لسان الأمين العام للحزب الاشتراكي في صحيفة «البيان» الاماراتية، وانما هي كشفت الواقع الذي هم كانوا يجهلونه.

فإذا هم يقولون بأن الانتخابات خلقت واقعاً جديداً ويرفضون ان تكون حرب 1994م قد خلقت واقعاً جديداً والتي هي بالفعل قد خلقت واقعاً جديداً ونتج عنه القضية الجنوبية، فما علاقة تفكيرهم بالواقع؟؟؟

* عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني
آخر تحديث الخميس, 12 أكتوبر 2006 03:38
الهمشري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 10:12 AM   #24
الهمشري
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-23
المشاركات: 447
افتراضي

محمد حيدرة مسدودس لـصحيفة النداء: عرض عليَّ علي محسن الأحمر المشاركة في السلطة فقلت له: بأي وجه سأظهر معكم؟
[الخميس أكتوبر 22]

في البدء كان تيار «إصلاح مسار الوحده». لكن محمد حيدره مسدوس لم يرد في هذا الحوار الذي تنشره «النداء» على جزئين أن يتحدث كثيراً عن معارك الماضي التي خاضها داخل الحزب الاشتراكي لإقناع الأغلبية في هيئاته بضرورة التمترس في الجنوب من أجل القضية الجنوبية والوحدة معاً. الماضي لا يحضر في هذا الحوار إلا متى أدى وظيفة كاشفة للحاضر والمستقبل. وعبر ساعات هذا الحوار اعتمد أحد أبرز مؤسسي تيار إصلاح مسار الوحدة نبرة هادئة حتى وهو يخوض في مسائل الحاضر المحمولة بالصخب والهياج، وأسئلة المستقبل المسوَّرة بالنار، وتجارب الماضي المغمسة بالأحزان والمرارات.
كان هادئاً، تماماً كما هو في اللحظة الراهنة، اللحظة التي توارى فيها عن سبق إصرار -كما قال لي- عن واجهة المشهد الجنوبي بسبب قلبه الذي يقاسي التضخم، ولكن أيضاً بسبب عقله الذي يقدِّر أن الأيام الجنوبية المقبلة تحتاج إلى دوره في ظلال المشهد بأكثر مما تتطلب حضوره في أضواء الواجهة حيث يتسابق كثيرون على حجز موقع لهم في الصدر! والحاصل أن محمد حيدرة مسدوس، الرجل الذي اختار أن يتوارى، حاضرٌ، كما يبرهن في هذا الحوار، بأكثر مما يتصوره أشد الممسوسين به، داخل الحزب الاشتراكي أو في السلطة أو في الحراك. وبالنظر إلى حساسية موقعه الريادي في الحراك، فقد تقرر أن يتم هذا الحوار طبق اتفاق مبادئ بيننا.
يقضي المبدأ الأول بأن نتجنب الإشارة إلى الخلافات بينه وبين رفاقه في الحزب، الأحياء قبل الأموات، حول قرارات الأغلبية الحزبية بشأن الانتخابات ومصير الوحدة بعد حرب 1994.
وقد تم الالتزام من قبلي بهذا المبدأ إلا متى وجبت الإشارة إلى مواقف سابقة تعين على قراءة تطورات راهنة.
المبدأ الثاني كان بشأن رأيه في التطورات المتسارعة في الجنوب والتقلبات الدرامية في المواقف والاصطفافات جنوباً وشمالاً. وكان الاتفاق على أن يتم الحوار بالمسجل كي يكون نابضاً بالحياة على أن يتم نشره بعد حذف كل ما قد يتسبب في جرح أشخاص، أياً تكن مواقعهم ومواقفهم.
والحق انني لم أجد وأنا أحرِّر هذه المادة ما يستوجب الحذف، فقد بدا مؤسس «تيار اصلاح مسار الوحدة» يقظاً ومتحوطاً عبر مسار هذا الحوار. وقد سد -كما أزعم هنا- كل منفذ من شأنه أن يحرف مسار علاقته بالصحيفة حتى لا يضطر لتأسيس تيار إصلاح مسار الصحافة المستقلة.
وقضى المبدأ الثالث بأن يطلع على نسخة من الجزء الأول من هذا الحوار قبل نشره، على أن لا يجري أي تعديلات أو تصويبات إلا بالتفاهم معي، ومتى قدِّر أن في ما حُرِّر تجاوزاً للمبدأين الأولين. واعترف هنا أنني خرقت هذا المبدأ، إذ أن مشاغل عدة حالت دون إرسال نسخة من الحوار في التوقيت المتفق عليه (مساء الخميس أو نهار الجمعة).
وفي هذا الحوار يعرض محمد حيدرة مسدوس مواقفه من التطورات التي حدثت خلال العامين الماضيين. ومن موقعه الأصيل داخل الحياة السياسية، وبخاصة في قلب الحراك الجنوبي -رغم وجوده في العاصمة -يقدِّم للقارئ زوايا جديدة للنظر في أعماق الحراك الجنوبي ومقدماته ومساره الذي بدوره قد يحتاج إلى تيار إصلاح -ليس علنياً بالضرورة- يحول دون انزلاق مكوناته نحو العنف والإقصاء والانعزالية.

- حـوار: سـامي غالـب
> لجنة الحوار الوطني أطلقت مشروعاً، ودعت مكونات الحراك والقوى السياسية في الداخل والخارج إلى الحوار. هل يمكن أن يستجاب لها؟
- لابد لأي حوار أن تكون له موجبات موضوعية، هذه الموجبات هي أصلاً موجودة، لكن الإخوة في المشترك ولجنة الحوار الوطني ابتعدوا كثيراً عن هذه الموجبات. ولأنهم ابتعدوا عنها فأعتقد ألا تكون هناك استجابة من المعارضة في الخارج. القضية الجنوبية لها طرفان: الطرف الجنوبي والسلطة. الجنوبيون في 1994، كانوا طرفاً في الأزمة، وطرفاً في الحرب، ومن البديهي أن يكونوا الآن طرفاً في الحوار، وطرفاً في الحل، سواءً كان الطرف المقابل لهم هو السلطة أو المعارضة. هذه القضية (الجنوبية) تتطلب بالفعل حواراً، الوثيقة للأسف ذهبت بعيداً عنها. نفس الشيء بالنسبة لمشكلة صعدة، الوثيقة لم تتناولها بشيء من الحلول. كنت أفضل أن يوجه الإخوة في المشترك ولجنة الحوار دعوة للجنوبيين، ودعوة للحوثيين، كلٍّ على حدة. يبحثوا مع الجنوبيين القضية الجنوبية وكيفية حلها، ويبحثوا مع الحوثيين مشكلة صعدة وكيفية حلها، وبعد أن يتفقوا على حل القضية الجنوبية مع الجنوبيين، ويتفقوا مع الحوثيين على حل لمشكلة صعدة، كان بالإمكان إيجاد وثيقة يتحقق إجماع عليها، وتتشكل جبهة وطنية تضم هذه الأطراف.
> على حد علمي فإن ترتيبات تجري حالياً مع شخصيات لها وزن في الخارج مثل علي ناصر محمد وحيدر العطاس لبحث هذا الموضوع.
- إن كانت الدعوة للجنوبيين كجنوبيين لبحث القضية الجنوبية والاتفاق على حلها، هذا ممكن. لكن الدعوة إلى الحوار أو إلى مؤتمر وطني على أساس الوثيقة التي اطلعنا عليها فأنا لا أعتقد أنها ستكون دعوة مجدية، ولا أعتقد أنها ستلقى استجابة.
> علاوة على هذا النقد للآليات، ما هي ملاحظاتك الأخرى على هذه الوثيقة؟
- المشاريع تكون في العادة خلاصة للحوار مع أطراف المشكلة، لا أن يصممها طرف واحد، وهو لا يدرك كيف يفكر الطرف الآخر حيالها. في تقديري الشخصي أنها لن تكون مجدية، وأقترح على أصحابها تجاوز هذه الوثيقة، وأن يدعوا الجنوبيين للحوار حول كيفية حل القضية الجنوبية.
> أي أنك تعتقد أن هذا المشروع لا يصلح لأن يكون ركيزة، أو منطلقاً، لحوار مع مختلف الأطراف، وبخاصة الحراك الجنوبي.
- نعم. المفروض تكون الدعوة للحوار على أساس مبادئ، وتترك التفاصيل للحوار. الوثيقة جاءت بكل التفاصيل بصورة غير واضحة، ولا تؤدي الغرض، وكان من الأفضل للإخوة الذين دعوا للحوار وفق هذه الوثيقة، أن يذهبوا للرئيس ويقنعوه بالمشكلات.
> هم يقولون إنهم دائماً في لقاءاتهم مع الرئيس يطرحون عليه هذه المشكلات وأهمية الاعتراف بها كمدخل لمعالجتها، لكن دون جدوى. حتى إن أحد هذه القيادات قال لي إنهم يائسون تماماً من الرئيس، وما من بديل سوى الذهاب للتفاهم مع الحراك والحوثيين.
- إنْ كان هذا صحيحاً فلماذا لا يقولون للرأي العام المحلي والخارجي بأنهم قد طرحوا المشكلات على السلطة، وطلبوا منها الاعتراف بها وإيجاد حلول لها والسلطة رفضت. إذا يريدون معالجة المشكلات بشكل عملي وجدي ممكن يقومون هم بوظيفة السلطة.
> تقصد أي وظيفة، هل تقصد أن يذهبوا مباشرة للحوار مع الأطراف الأخرى؟
- التعامل مع القضية الجنوبية والتعامل مع مشكلة صعدة. يعقدون مؤتمراً صحفياً، ويعلنون اعترافهم بالقضية الجنوبية، ويدعون الجنوبيين للحوار من أجل إيجاد حل لها، والأمر نفسه بالنسبة للحوثيين. بعد أن يتفقوا مع الجنوبيين حول كيفية حل القضية الجنوبية، وبعد أن يتفقوا مع الحوثيين حول كيفية حل مشكلة صعدة، يمكن هنا أن تتشكل جبهة موحدة ويفرضوا الحل الذي يتفقون عليه عبر عصيان مدني.
> أيمكن في الوقت الراهن أن ينفتح الحراك الجنوبي على أحزاب المشترك؟ تعلم أنه في الفترة الماضية وجدت أزمة ثقة ومصداقية. قياديون في المشترك يشيرون إلى أن الحراك يتعامل مع أي بيان للمشترك يؤيد مطالبهم باعتباره محاولة للالتفاف على الحراك أو اختراقه.
- هذه موجودة فعلاً. وتجاوز أزمة الثقة هو في يد اللقاء المشترك والمعارضة. ويمكن للمعارضة أن تزيل أسباب هذه الأزمة، وتثبت للآخرين مصداقيتها. اللقاء المشترك، والمعارضة عموماً، لم يكن موقفه من القضية الجنوبية إيجابياً منذ البداية، تم اعتماد أسلوب التجاهل تجاه القضية الجنوبية، وهذا أعطى انطباعاً لدى الشعب في الجنوب بأن الكل تخلى عن قضيته. معالجة أزمة الثقة الآن في يد المعارضة (المشترك) بأن تبرهن للجنوبيين أنها صادقة ومستعدة للعمل من أجل معالجتها.
> قيادات وناشطون في الحراك يكررون دوماً بأن الحراك يخرج في مسيرات واعتصامات في المحافظات الجنوبية، ويسقط جراء ذلك شهداء وجرحى ويُقتل العشرات، فيما الشارع في العاصمة ومدن أخرى في الشمال هادئ، وكأن ما يجري في الجنوب لا يعنيه، وهم يحملون المشترك مسؤولية هذا التراخي. ويحضرني الآن ما قاله لـــ"النداء" ناشط في الحراك قبل نحو عام ونصف العام، رأى أن المشترك غير مطالب بالمشاركة في فعاليات الحراك في الجنوب بقدر ما هو مطالب بإثبات صدقيته في معارضة السلطة في الشمال، وتحريك مسيرات واحتجاجات ضد المظالم التي يكابدها أبناء الشمال، وسيتم اللقاء بين الحراك والمشترك تلقائياً. ما يعني أن قيادات الحراك يريدون من المشترك توكيد مصداقيته أولاً قبل إطلاق أية دعوات أو مبادرات.
- هذا كلام صحيح من الناحية النظرية، لكن من الناحية العملية في صعوبة. أنا شخصياً لا أعتقد أن المشترك والمعارضة ليست لديهما رغبة في تحريك الشارع الشمالي. أنا مقتنع أن لديهم رغبة، لكن يشعرون بصعوبة تنفيذ ذلك.
> تقصد أن المسألة مسألة قدرات؟
- لا. الصعوبة قد لا تكون موجودة في أذهان الناس، أو أنهم لا يريدون لهذه الصعوبة أن تظهر، لكنها موجودة في الواقع. أذكر أنني ناقشت الشهيد جار الله عمر حولها قبل استشهاده بعدة سنوات، تقريباً في أواخر 1997، بعد الانتخابات النيابية. جرى ذلك في بيتي، وبحضور عبدالواحد المرادي. كنا مختلفين حول موقف الحزب من القضية الجنوبية، وبادر المرادي واقترح أن نجلس، جار الله عمر وأنا، لنتفق أولاً، وبعد أن نتفق يمكن أن نوسع نطاق النقاش ليشمل أعضاء المكتب السياسي. جاء إلى بيتي (السابق في منطقة حدة) جار الله عمر وعبدالواحد المرادي. قلت لجار الله عمر خلونا نقرأ الواقع بشكل سليم إذا نريد الحفاظ على وحدة الحزب، وكي يبقى قائداً في الجنوب. أنا متأكد أن الواقع في الشمال أفضل، ولو نسبياً، عما كان عليه قبل الوحدة. سألني: من أي ناحية أفضل؟ قلت من الناحية السياسية، الناس كانوا مقموعين ولا يستطيعون النقد، ولا يوجد هامش لحرية الصحافة أو حرية العمل الحزبي، وكان الدستور الشمالي يقول من تحزب خان، هذا قبل الوحدة، أما الآن فهذا ليس موجوداً، ما يعني أن الوضع من الناحية السياسية أفضل مما كان عليه قبل الوحدة. صحيح أن الديمقراطية شكلية، لكن بالمقارنة مع ما كان قبل إعلان الوحدة، الوضع أفضل نسبياً. وكذلك الحال من الناحية السيكولوجية، ومن الناحية الاقتصادية أيضاً، فالمظلومون في الشمال تمكنوا من الحركة، سعياً وراء الرزق، في الجنوب، وتحسن وضعهم. لكن في الجنوب الوضع أسوأ من كل النواحي عما كان عليه قبل الوحدة، إذن، كيف أنا في الجنوب أستطيع إقناع السكان بقبول الأسوأ، وكيف أنت في الشمال تستطيع إقناع السكان برفض الأفضل؟ يوجد اختلال في الواقع، وواجبنا أن نستوعبه في السياسة. جار الله عمر قال: ألا يوجد قاسم مشترك في نظرك؟ قلت له هناك قاسم مشترك وهو "وثيقة العهد والاتفاق". رد: ومن قال إننا تخلينا عنها؟ أوضحت: المشاركة في الانتخابات، فعندما تشاركون في الانتخابات، فهذا يعني عملياً تخليكم عن الوثيقة.
> لأن الوثيقة في هذه الحالة أعلى من الدستور؟
- نعم. كان ينبغي على المعارضة كلها أن تشترط للمشاركة في الانتخابات تنفيذ وثيقة العهد والاتفاق التي وقع عليها الرئيس علي عبدالله صالح، وأجمعت عليها القوى السياسية كلها.
> لنعد إلى النقطة الأساسية، أنت ترى أن المعارضة لديها الرغبة في تحريك الشارع، لكن إمكانية تجسيد هذه الرغبة غير ممكنة، لأن الوضع في الشمال تحسن عما كان عليه قبل الوحدة، وبكلمة أخرى، يصعب تحريك الشارع في المحافظات الشمالية في قضية لها علاقة بالوحدة؟
- بالضبط. لن تكون الاستجابة في الشمال كما هي في الجنوب. وهذه المسألة ينبغي على السياسيين أخذها في الاعتبار، لا أن يأتوا لــــ"يكعفوا" الناس، إما أن يكعفوا الجنوب لما هو في صالح الشمال أو العكس، وهذا ما يحصل الآن.
> ماذا بوسع المشترك، إذن، أن يفعل حيال القضية الجنوبية؟ الشارع في الجنوب لا يتحرك إلا بناء على أجندة الحراك بعد أن انحسر دور المشترك تدريجياً، وبات الآن كما كتبت يوماً مجرد معلق سياسي. وفي الشمال يمكن للمشترك أن يحرك الشارع نسبياً، لكن ليس في قضية ذات صلة بالوحدة.
- المطلوب ليس إعداد وثيقة. هذه الوثيقة تعكس رؤيتهم هم (المشترك). المشترك حتى الآن لم يقرر هويته ولا وجوده في ما يخص القضية الجنوبية: هل هو طرف مصطف مع الحراك أم طرف مصطف مع السلطة، ليس واضحاً أين موقعهم. والحال كذلك في ما يخص مشكلة صعدة.
> تقصد أن على المشترك أن يقرر موقعه حيال هاتين الأزمتين قبل أن يبادر لدعوة هذا الطرف أو ذاك للحوار؟
- بالضبط.
> لعلك لاحظت غياب التوازن في رؤية المشترك من حيث الأهمية. فهي استغرقت في التاريخ والتشخيص، وتقشفت في ما يخص الآليات. ومع ذلك، في ما يخص القضية الجنوبية، أفسحت الوثيقة مساحة كبيرة لها، وقد لمست أن ما ورد فيها قريب مما كان ينبه إليه تيار إصلاح مسار الوحدة منذ أكثر من عقد، وحتى إن هذا القرب ظاهر في تصريحات وأحاديث قيادات المشترك؟.
- (باسماً) هي المسائل كلها لها علاقة بالكيمياء حتى في السياسة. عندما تطرأ ظروف معينة تتطلب شيئاً معيناً، وهو تركيب كيماوي صحيح، يضيع الوقت وتفوت الفرصة، يصبح الأمر عبثياً. أريد هنا أن أعلق على تشخيص الأزمة الوارد في الوثيقة. الوثيقة حصرت المشكلة في رأس شخص (قاصداً الرئيس). ولو كانت المسألة في أشخاص لكانت قد حُلت في الماضي. في الشمال كان السلال أول رئيس، ثم جاء الإرياني، فالحمدي، فالغشمي، وأخيراً علي عبدالله صالح. لا يعقل أن يكون هؤلاء جميعاً شياطين. لو كانت المشكلة تكمن في أشخاص كانت قد حلت خلال هذا التبدل الذي حصل في الشمال. الأمر نفسه في الجنوب، جاء قحطان، ثم سالمين، فعبدالفتاح، فعلي ناصر، فالعطاس. المشكلة ليست في الأشخاص، بل تكمن في النظام.
> تقصد بنية النظام السياسي والقيم السياسية الحاكمة؟
- تكمن في النظام، والنظام يعني الدستور. مثلاً في الجنوب قبل الوحدة النظام السياسي والدستور لم يكن يسمح للسرق بأن يمارسوا السرقة، وللمرتشين بممارسة الرشوة، ولم نسمع بالسرقة والرشوة على مدى 23 عاماً حكمنا فيها الجنوب، ليس لأننا ملائكة، بل لأن النظام لا يسمح بذلك. عندما جئنا إلى صنعاء وجد جنوبيون يمارسون السرقة والرشوة أكثر من الشماليين، وكانوا قبل ذلك في الجنوب ملائكة. النظام يمكن أن يصلح قيم الناس ويمكن أن يفسدها. في الشمال توجد مناطق قبلية لا تقبل الدولة، ولديها قناعة كاملة بأن العرف القبلي أفضل من القانون، وبعض أبناء هذه المناطق مثل المشائخ لهم مصلحة في تكريس هذه القناعة، لأنهم يؤدون وظائف الدولة، مثل القضاء، ويدر عليهم ذلك مصالح وأموالاً. مناطق اليمن الأسفل فيها مجتمع غير قبلي ويريد دولة النظام والقانون. المنطقتان كلاهما في دولة واحدة محكومة بنظام مركزي محتكر بيد القبائل. وهذا الواقع المتناقض لا يمكن موضوعياً -فالقصة ليست رغبات- أن يُدار بدولة مركزية، واستمراره هو نوع من العسف. وضع من هذا النوع يتطلب نظاماً فدرالياً يجعل المناطق المتطورة تحكم نفسها وفقاً لمستواها الثقافي والاجتماعي، والمناطق الأخرى تدير نفسها، وهذا سيخلق نوعاً من المنافسة باتجاه الأفضل والتعايش. وبعد الوحدة دخل الجنوب، والجنوب لا يستطيع العيش إلا في دولة، ولأنه كذلك صبر 15 سنة (منذ 7 يوليو 1994) لأنه يشعر أن الخروج عن النظام والقانون...
> تقصد أنه لم يعتد العيش خارج الدولة كما قد يحصل في بعض المناطق في الشمال؟
- نعم. هذا الواقع المتناقض يستحيل إدارته بدولة مركزية، لأن السلطة ستقسر الجميع على العيش داخل نظام واحد، بينما الواقع لا يسمح بأن يتجسد هذا النظام في كل المناطق. إذا كان هذا هو الواقع فالمفروض أن تنبني السياسة على أسسه. بسبب الأفكار الاشتراكية والقومية العربية كان القادة يعتقدون أن الواقع تابع للسياسة، وكيفما تكون السياسة يكون الواقع. وهذا فكر إرادوي ليس له صلة بالعلم. السياسة تكون وفق الواقع، ولكن باتجاه إصلاحه، وهذا ليس موجوداً.
> هذا يعني أن تغيير طبيعة النظام السياسي قد يشكل مخرجاً من الأزمات؟
- نعم، ولكن من أين تبدأ؟ تبدأ من الدستور وليس من الأشخاص.
> لكن الحراك الجنوبي لم يعد يقبل الصيغة الفدرالية، وسقفه فك الارتباط. لعلك تذكر كيف أن الحكم المحلي قبل عدة سنوات كان بمثابة الكفر في وعي النخبة الحاكمة، والآن ينظر إلى الفدرالية على أنها كفر. هل تتصور أن تكون الفدرالية مخرجاً في الأمد القصير؟
- المسألة أولويات. الخطوة الأولى بالنسبة للمشترك هو أن يحدد موقعه من المشكلات. إذا هم يرون أن الحراك على حق والسلطة على باطل، فهم ملزمون أخلاقياً ووطنياً بأن يكونوا مع الجنوبيين. أما إذا رأوا أن الجنوبيين على خطأ فيمكن أن يكونوا بوضوح مع السلطة. وكذلك الأمر في ما يخص مشكلة صعدة. عندما يتحقق الوضوح في موقعهم وموقفهم، يستطيعون التفاهم مع الآخرين. إذا قالوا إن الحراك الجنوبي على باطل يكون في إمكانهم التوصل إلى لغة مشتركة مع السلطة. إذا هم مقتنعون أن الجنوبيين محقون والسلطة على باطل، فإنهم عندما يعلنون موقفهم سيجدون لغة مشتركة مع الحراك. هذه الخطوة الأولى، وإذا تمت ستأتي الخطوات اللاحقة، ولكن إذا تحقق الصدق وليس عبر تكتيكات.
> كما تعلم فإن لجنة الحوار الوطني وهي تصوغ رؤيتها للإنقاذ أجرت اتصالات ونقاشات مع منظمات وشخصيات، هل اتصلت بك اللجنة وتناقشت معك أو على الأقل استمعت لوجهة نظرك؟
- زارني بعض الإخوة من اللجنة وعرضوا عليَّ الفكرة. نصحتهم أن تكون الخطوة الأولي قبل إعداد الوثيقة هو اختيار لجنة من أشخاص قادرين على الحديث، وأن تطلب هذه اللجنة لقاء بالرئيس (علي عبدالله صالح)، ويقدموا أنفسهم للرئيس باعتبارهم أنداداً وليس مرؤوسين. واقترحت عليهم أن تطرح هذه اللجنة 5 قضايا على الرئيس هي: القضية الجنوبية، ومشكلة صعدة، وتنظيم القاعدة، وقضية الفساد، وأخيراً القضية الاقتصادية. هذه القضايا الخمس تهدد البلاد بالصوملة إذا لم تعالج. والسلطة أظهرت حتى الآن أنها عاجزة عن معالجتها. وعليهم أن يقولوا للرئيس: سنكون مع السلطة في حال كانت جادة في معالجة هذه القضايا. سألوني: كيف يتم طرح هذه القضايا على الرئيس؟ أجبت قائلاً: بخصوص القضية الجنوبية اطلبوا من الرئيس أن يعترف بها، بحيث يدعو الجنوبيين للحوار حول حلها. كذلك الحال في ما يخص مشكلة صعدة، بحيث يدعو الرئيس الحوثيين للحوار حول مشكلة صعدة، وهكذا. وأعتقد أنه إذا حُلت القضية الجنوبية فإن القضايا الأخرى جميعها ستُحل.
> تقصد أن القضية الجنوبية هي سبب عجز السلطة عن إدارة الأزمات الأخرى جراء غياب التوازن؟
- طبعاً. سألني الإخوة من لجنة الحوار بعد أن عرضت عليهم اقتراحي: وفي حال رفض الرئيس هذا؟ قلت: قولوا له بوضوح إن الوطن لنا كلنا، ولا يمكن أن نكتفي بالتفرج وأنتم تقودونه إلى الهاوية، ونحن سنقوم بواجبنا. اخرجوا من عنده، وادعوا الصحافة والهيئات الدبلوماسية إلى مؤتمر صحفي، وأعلنوا اعترافكم بالقضية الجنوبية، ووجهوا الدعوة إلى الجنوبيين للحوار على الحل، وكذلك في ما يتعلق بصعدة. وعندما يتم الاتفاق مع الحراك والحوثيين على الحل يمكن إعلان عصيان مدني يفرض الحل على السلطة.
> بماذا ردوا عليك؟
- غادروا منزلي وهم مقتنون بما طرحته، لكن الأمور سارت في اتجاه آخر.
> هناك من يرى أن المشترك لم يحسم خياره بعد حيال هذه الأزمات والقضايا، ولذلك يراوح حول إطلاق مبادرات، وهناك من يعتقد أن الأمور قد خرجت عن نطاق سيطرة المشترك عليها؟
- لا أعلم كيف يفكرون. إما أنهم لا يقرؤون الواقع بشكل صحيح، وإما أنهم غير جادين. لا أعرف ماذا يدور في رؤوسهم، لكني أقرأ ما يدور في الواقع.
> هذا النقاش جرى قبل إعلان وثيقة الرؤية؟
- صحيح. تم أثناء إعداد الوثيقة من قبل لجنة الحوار.
> دعنا نتحدث عن مواقف الأطراف المعنية بهذه الوثيقة. تعلم أن السلطة رفضت هذه الوثيقة فور إعلانها. بالنسبة للأطراف من خارج السلطة، فإن عبدالملك الحوثي أشاد قبل أسبوع بالوثيقة وأعلن ترحيبه بالحوار، لكن الأطراف الأخرى تجاهلتها، سواء مكونات الحراك أو القيادات الموجودة في الخارج سواءً علي سالم البيض أو علي ناصر أو حيدر العطاس.
- بالنسبة للحوثي فإنه تعامل بذكاء سياسي. هو كان يخشى انضمام المشترك إلى السلطة في حربها ضده. ولذلك بادر إلى الترحيب بالوثيقة لقطع الطريق أمام رهان السلطة على استمالة المعارضة إلى صفها. الآن وبعد موافقة الحوثي، فإن المعارضة لا تستطيع تأييد السلطة.
> أيمكن القول أيضاً إن مطالب الحوثي لا تتصل بصميم النظام السياسي وتركيبته بقدر ما تتعلق بشؤون ذات طابع محلي (في صعدة وغيرها)، ما يجعله منفتحاً وأقل حساسية تجاه مبادرة المعارضة؟
- مشكلة صعدة غامضة. انفجرت فجأة ودون مقدمات، ودون أن يدرك الرأي العام أسبابها وحيثياتها، وتعمقت الشكوك عندما اتخذ الرئيس العام الماضي قراراً بوقف الحرب الخامسة، وكأن وقفها أو استمرارها رهن بطرف واحد، ولكن إذا اجتهد المرء يمكن أن يستنتج أن الحوثيين قلقون وكأنهم يستشعرون خطر طمس مذهبهم وتاريخهم، هذا ما أعتقده. بالنسبة للجنوبيين فإن أي سياسي جنوبي لا يستطيع أن يتجاوز الحراك، ومن يتجاوز الحراك يحرق في الشارع. توجد أزمة ثقة بين الحراك والمعارضة، وهذه الأزمة سببها المعارضة واللقاء المشترك. صحيح أن المشترك يلاحظ أن بعض الشعارات (التي يرفعها الحراك) مزعجة لهم ومقلقة وتخيفهم، لكنهم للأسف يقرؤون هنا النتيجة، ولو قرأوا الأسباب لوجدوا أن هذه الشعارات إفراز طبيعي، وهنا ستزول مخاوفهم. على سبيل المثال لو أن الحزب الاشتراكي اليمني تبنى القضية الجنوبية منذ البداية، لكان الحراك ظهر تحت قيادته، ولن يعود ممكناً أن يبحث عن قيادة غير الحزب الاشتراكي. وإذا كان هذا حصل هل كانت ستظهر شعارات تخيف المعارضة، وهل كانت ستظهر قيادات أخرى؟ بالتأكيد لا. لنأخذ الحالة المعاكسة، لو أن الاشتراكي بعد حرب 1994 مباشرة أعلن رسمياً تخليه عن القضية الجنوبية كان سيظهر حامل سياسي لهذه القضية قبل أن يظهر الحراك، وكان الحراك الحاصل الآن سيظهر تحت قيادة هذا الحامل السياسي ولن يخرج عنه، وسيتوفر للحراك عندها قيادة موحدة وشعارات موحدة. ما يحصل الآن هو نتيجة طبيعية سببها سياسة قيادة الاشتراكي تجاه القضية الجنوبية، ولذلك انفجر الشارع الجنوبي دون أن يكون هناك حامل سياسي يقوده.
> لكن الحراك يبلور حالياً صيغة قيادية؟
- بشكل حتمي سيأتي حامل سياسي للحراك يجمعه في قيادة واحدة وخطاب سياسي واحد وشعار موحد.
> واضح أنه ليس بوسع أي طرف أو قيادي أن يحتكر لنفسه قيادة الحراك. لكن لنعد للمشترك، لعلك تتفق معي بأن المشترك بدا فاعلاً في السنة الأولى للحراك، وذلك عبر فروعه في المحافظات الجنوبية الشرقية، غير أن حضوره انحسر تدريجياً حتى إنه صار غائباً كلياً عما يجري كما هو ظاهر في فعاليات الحراك أمس (14 أكتوبر 2009)، هل ترى أن تفاوت الأوزان والتقديرات داخل المشترك ومحورية التجمع اليمني للإصلاح داخله، جعل المشترك أقل حساسية تجاه التطورات في الجنوب، وأنا هنا لا أقصد نقد "الإصلاح" بقدر ما أريد تحليل الأمور بموضوعية؟
- لو عدنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء لنلتقط اللحظة التي انفجر فيها الحراك، مقدمات الحراك معروفة منذ حرب 1994، ولكن لماذا انفجر في 2007؟ لأن المشترك وقع على وثيقة (اتفاق مبادئ حول الانتخابات)مع السلطة تعتبر أن القضية الجنوبية قضية حقوقية. هذه الوثيقة فصلت تماماً بين المشترك والجنوب، لأن الشارع الجنوبي فقد الأمل تماماً في اللقاء المشترك معه.
> على ما أعتقد كان لديك حينها وجهة نظر نقدية حيال هذه الوثيقة، وبخاصة موقف الاشتراكي.
- وقتها كنت مريضاً في لندن، وعندما سمعت بخبر التوقيع على الوثيقة كتبت مقالاً وأرسلته بالفاكس إلى صحيفة "الأيام" التي نشرته. كان التوقيع خطأ، وبسببه بدأ الشارع الجنوبي يبحث عن حامل سياسي غير الاشتراكي وغير اللقاء المشترك، وهنا بدأت المشكلة، وأن يصحح المشترك الآن خطأه ليس عيباً. أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) اعترف أنه طلب تأجيل التصويت على تقرير جولدستون خطأ، وأعلن أنه مستعد لتصحيح هذا الخطأ. وعلى المشترك أن يعترف بأنه أخطأ، مافيش في هذا عيب.
> عندما يقول المشترك الآن في رؤيته إن القضية الجنوبية موجودة وينبغي معالجتها ويدعو السلطة إلى الاعتراف بها، فهو ضمنياً يتدارك خطأه، صحيح أنهم لم يقولوا علناً بأنهم أخطأوا لكن الاعتراف الضمني موجود.
- الوثيقة اعترفت بالقضية الجنوبية، لكن المصداقية تتحقق أكثر بالاعتراف بالخطأ. عندما يقترف طرف ما خطأً فإنه وهو يراجع مواقفه بعد مضي وقت على خطئه، ويقدم حلولاً حول القضية التي ارتكب خطأ حيالها، فإنه إذا لم يعترف أصلاً بخطئه يظل محل شك لدى الآخرين في مواقفه الجديدة. وفي ما يخص فروع المشترك، أنا متأكد أنهم جميعاً مع الحراك ولكن كلاً حسب ظروفه. في القضايا الوطنية لا توجد حزبية.
> تقصد قضية "وطنية جنوبية"؟
- نعم. وهذه القضية تخص الجنوبيين في الإصلاح والاشتراكي والناصري والأحزاب الأخرى، وحتى الجنوبيين في المؤتمر. وعلى الرئيس ألا يصدق أن الجنوبيين الذين في السلطة معه، هم معه علشان الراتب والوظيفة، لكن لهم قناعتهم الحقيقية، وأنا متأكد من هذا الكلام.
> لكن بعض هؤلاء الذين في السلطة وتقول إنهم مع الحراك، لا يخفون حماسهم في الدفاع عن الوحدة.
- هذه الحماسة قد يكون سببها العكس، أي عدم القناعة، أو إخفاء قناعتهم. المشكلة في أنهم ليسوا شركاء في صنع القرار فحسب، بل أيضاً في أن السلطة لا تعترف بهم كممثلين للجنوب. بعد الحرب التقيت علي محسن الأحمر، وتحدثنا طويلاً. قلت له: حصلت حرب، واختفى الطرف السياسي الذي حمل الجنوب إلى صنعاء، ولا يوجد بديل له حتى الآن، وإذا تريدون معالجة الأمور خلونا نحن (في الاشتراكي) نعلن بأن إدارتنا للأزمة كانت خاطئة، وهذا يساعدكم على أن تعلنوا أن الحرب ليست الحل. وهذا سيمثل مدخلاً لمعالجة المشكلة. رد علي محسن قائلاً: أنْ تقولوا بأنكم أدرتم الأزمة بشكل خاطئ، فهذا صحيح، لكن أن نقول (في المقابل) بأن الحرب ليست الحل، فهذا غير ممكن وغير صحيح، فالحرب حافظت على الوحدة. قلت له: الحرب عندك حافظت على الوحدة، لكنها عندي لم تحافظ على الوحدة، بل أسقطتها، ليس عندي أنا بل واقعياً. رد علي محسن مؤكداً على موقفه، وأضاف أن كل شيء تمام وطبيعي، وهناك فقط مشكلة اقتصادية نواجهها. قلت له: لكن حتى الآن لا يوجد شرعية للوضع القائم إلا بوجود طرف جنوبي. قال: ليش، يعني عبدربه منصور هادي (نائب الرئيس)، وأحمد مساعد حسين والبطاني (وعدد آخر) ليسوا بديلاً؟ قلت: بديل ونصف، وهم أحسن منا، لكن اعترفوا أنهم يمثلون الجنوب. قال: لا، هم لا يمثلون الجنوب، نحن وطن واحد. قلت: هذا الكلام يمكن أن تخدع به نفسك، لكنه لا يقنع أحداً في الجنوب، وأضفت: أعلنوا أن الإخوة الجنوبيين الذين قاتلوا معكم في الحرب يمثلون الجنوب، وطبقوا اتفاقية الوحدة معهم، أو خلونا نتفق على معالجة المشكلة معاً. نحن نقول بأن إدارتنا للأزمة خطأ، وأنتم تقولون بأن الحرب ليست الحل. قال: لا، لا. فقط نوسع.
> يقصد توسيع المشاركة في السلطة لصالح الجنوبيين؟
- يقصد إلى جانب عبدربه منصور وغيره، يتم تعيين آخرين في السلطة. قال لي: نجيبك أنت، ونجيب فضل محسن، و... قلت له: يا عزيزي، أنا لا أصلح أن أكون معكم في السلطة إلا بمصالحة وطنية، لأنني في الأزمة وقفت مع عدن، قد يكون وقوفي هذا على حق وقد يكون على باطل: إذا كان على حق فإنه لا يعقل أن أمشي معكم على باطل مقابل منصب سبق أن كنت فيه، وإذا كان على باطل فبأي وجه سأظهر فيه معكم وأنا على باطل؟ لهذا لست صالحاً لأن أكون معكم في السلطة.
> هذا اللقاء كان بعد الحرب مباشرة؟
- بعد عودتي من الخارج أواخر 1996. هو أرسل اثنين إلى منزلي يطلبني للجلوس معه في منزله، هما: ناصر عمر الشيخ، وهو كان عضو مجلس نواب من مودية، ومحمد عبدالله الحامد وهو شيخ من الإصلاح، وهو أيضاً من مودية، من نفس منطقتي. جاؤوا وأخذوني إلى منزله، وعندما بدأنا نخزن استعدا للمغادرة، فقلت لهما اجلسوا علشان تسمعوا الكلام. وقد قلت لعلي محسن: شوف، هؤلاء (الشيخ والحامد) يصلحوا يكونوا معكم لأنهم وقفوا معكم.
> لأنهم كانوا ضمن المعسكر المنتصر في الحرب؟
- نعم. وقلت له: أما نحن فلا نصلح نكون معكم. امشوا وإن وصلتم البلد إلى بر الأمان، فقدها لنا ولكم، وإن وصلتوها إلى ظلام فلكم وحدكم. إخواننا الموجودون في السلطة لا تعترف بهم صنعاء بأنهم ممثلون للجنوب، ولما تكون صنعاء لا تعترف بهم، وهم من جانبهم لا يدعون ذلك، فإنهم يكونون موظفين.
> لكن موقفهم مبرر دستورياً. دولة الوحدة اندماجية وفق الدستور، والمرحلة الانتقالية انتهت مع أول خطوة تجسد بها هذا الدستور (الذي تم إقراره في استفتاء شعبي عام 91) وذلك في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 27 أبريل 1993، وبالتالي فإنهم مثل أي مواطن يمني في السلطة، فعبدربه منصور هادي موجود في موقعه التنفيذي باختيار من الرئيس وطبق الدستور، وبعد حرب 1994 التي عمدت الوحدة القائمة بالدم كما يقال.
- هذا المنطق يستقيم إذا لم تقع حرب. لكن بعد حدوث الحرب يكون الحديث عن شرعية الاتفاقات والدستور لا معنى له. لماذا؟ لأن الوضع القائم الآن قائم على أساس7 يوليو وليس 22 مايو. لو كان الوضع قائماً على أساس 22 مايو فإن هذا الكلام يستقيم، لأن اتفاقية إعلان الوحدة شرعية والدستور شرعي.
> وانتخابات 1993 التي أفرزت برلماناً؟
- كل شيء شرعي، لكن طالما الوضع قائم على 7 يوليو، فإن الحديث عن شرعية الاتفاقات والدستور لا معنى له.
هذا أولاً. وثانياً، فإن الاستفتاء على الدستور تم بعد إعلان الوحدة، وإذن فإن الاستفتاء لم يكن على الوحدة بل على الدستور، ومع ذلك فإن هذا الدستور ألغي بعد الحرب. كان الدستور يحتوي على 120 مادة، وقد تم إلغاء 80 مادة منه وبقيت 40 مادة من الدستور الأصلي، وأضافوا عليها 40 مادة جديدة.
> الذي أجرى هذا التعديل هو البرلمان المنتخب.
- برلمان ما بعد الحرب.
> لكن كتلة الاشتراكي كانت موجودة في البرلمان، وأغلبها شارك في التعديل؟
- الوضع بعد الحرب خرج من الحزبية.
> ومع ذلك فإن قراري مجلس الأمن الصادرين أثناء الحرب تعاملا مع ما جرى في اليمن باعتباره حرباً أهلية داخل دولة واحدة. القراران أكدا على وقف العمليات، ودعوا الطرفين المتقاتلين إلى العودة إلى الحوار، وتلاهما التزام من الحكومة اليمنية نهار 7 يوليو بتطبيق وثيقة العهد والاتفاق ومعالجة آثار الحرب. وكما ترى فإن القرارين يؤكدان على حل سياسي للأزمة ولكن تحت سقف دولة الوحدة.
- السلطة تجاهلت هذا كله. القراران ما يزالان قائمين، وهما ملزمان للطرفين، لكن النظام (الحاكم) حتى الآن لا يعترف بالشرعية الدولية في ما يخص هذين القرارين، ولا يقبل الحوار على أساسهما. بالنسبة لانتخابات 1993 فإنها أفرزت نتائج شطرية. الجنوب انتخب قيادته السابقة نكاية بصنعاء، والشمال انتخب قيادته السابقة نكاية بالقادمين من عدن. أنا كنت مشرفاً (حزبياً) على انتخابات أبين وشبوة. الاشتراكي في مودية رشح مدرساً، ورشح الإصلاح حسين عثمان عشال، وهو قائد الجيش الأسبق، وشخصية مرموقة ومعروفة للناس. مرشح الاشتراكي لم يكن معروفاً، حتى أنا لم أكن أعرفه. انتخب الناس المدرس وأسقطوا حسين عشال.
> لكن عشال كان منقطعاً عن المنطقة قرابة ربع قرن.
- صحيح، لكنه شخصية معروفة، وكان مدعوماً من الإصلاح ومن السلطة، ومع ذلك سقط أمام المدرس، ليس لأن الناس لديهم موقف منه، بل لأنه مرشح صنعاء، ولأن المدرس مرشح عدن.
> لماذا لا نقول إن الاشتراكي كان صاحب القدرة على استخدام آليات ومقدرات الدولة والقوة في دوائر الجنوب تماماً كما أن المؤتمر والإصلاح كانا أقدر على الاستفادة من هذه الآليات والمقدرات في دوائر الشمال؟
- هذا صحيح، ولكن تأثيره نسبي في الأصوات.
> لنضرب مثلاً آخر عن انتخابات 1993، عمر الجاوي وهو شخصية تحظى باحترام فإنه في دائرة خور مكسر عدن تعرض لسقوط مروِّع في مواجهة مرشح الاشتراكي. الجاوي، كما هو معروف، ليس مع (السلطة في) صنعاء، ولا يمكن أن يحسب عليها، وهو مرشح في عدن حيث لا توجد عصبيات اجتماعية قبلية، ورغم ذلك أسقط بفارق 9 آلاف صوت.
- عمر الجاوي أُسقط بالعسكر وليس بالناس.
> هؤلاء العسكر يلتزمون قراراً سياسياً وحزبياً؟
- قرار حزبي وقرار عسكري. والعسكر ما بيخالفوا قائدهم. الشعب لم يسقط الجاوي، العسكر هم من أسقطوه. في خور مكسر كانت توجد قوة عسكرية ضاربة، وهناك قوى أمنية، وأكثرية سكان خور مكسر هم عائلات هؤلاء العسكر، ولهذا فإن الشعب لم يسقط الجاوي بل العسكر.
> ألم تقم أنت بأي جهد للحؤول دون هذا؟
- لم أكن المشرف على عدن، كنت مشرفاً على أبين وشبوة. كان يوجد انضباط حزبي، ولم يكن جائزاً أن يتدخل أحد في شؤون أحد.
> من كان المشرف على عدن؟
- سالم صالح محمد. خذ مثلاً دائرة مكيراس، المؤتمر الشعبي رشح محمد عبدربه جملة، وهو مناضل قديم من الجبهة القومية، وفدائي، وشخصية بارزة في مكيراس، الاشتراكي رشح مدرساً اسمه المسيبلي، سقط محمد عبدربه بشخصيته البارزة أمام المدرس، لأنه مرشح صنعاء، فيما المدرس مرشح عدن. الأمر نفسه في شبوة، المؤتمر رشح عبدالله علي طرموم، وهو مناضل معروف، ونحن في الاشتراكي رشحنا فلاحاً من عسيلان -بلحارث، وهو مش معروف، حتى أنا المشرف على شبوة لم أكن أعرفه. وقد سقط طرموم لأنه مرشح صنعاء، وهكذا فإن نتائج الانتخابات جاءت شطرية.
> حصل انحياز فعلاً، ولكن توجد عوامل أخرى تؤخذ في الاعتبار عند تحليل النتائج، فعلى سبيل المثال فإن الحزب الاشتراكي بصرف النظر عن عدد المقاعد التي حصدها في محافظة شمالية مثل تعز، ومع تحييد الأخطاء التحالفية للحزب، فإن الحزب جاء أولاً من حيث عدد الأصوات.
- صحيح، لكن إدارة الانتخابات من قبل الاشتراكي في تعز كانت ضعيفة.
> هذا الكلام قد يغضب صديقك الأستاذ عبدالواحد المرادي الذي كان مشرفاً على انتخابات تعز.
- نحن لا نتحدث عن أشخاص، لكن هذه هي الحقيقة. إذا كنا في الأصوات جئنا أولاً ولكن حصدنا مقاعد أقل، فهذا يعني سوءاً في تقديرات الإدارة.
> علاوة على مساوئ النظام الانتخابي، وإخفاق في إدارة الحزب لتحالفاته، هناك أيضاً مساوئ النظام الانتخابي القائم على أساس الأغلبية النسبية(دائرة فردية صغيرة).
- صحيح ولكن هذا أيضاً تأثيره نسبي. أتذكر أن الرئيس طلب من الاشتراكي ضمان مقعد للمؤتمر في حضرموت، ومعقد في أبين حتى لا تكون النتائج شطرية بالكامل، وتم تلبية طلبه. وبعد الانتخابات طلب علي سالم البيض من علي عبدالله صالح عقد لقاء لتقييم النتائج، ولماذا جاءت شطرية. قال البيض للرئيس: إن كانت النتائج بفعل فاعل فإنه من السهل تجاوزها، سواء كان الفاعل نحن (في الشمال وفي الجنوب) أو أطرافاً خارجية، لكن إنْ كانت هذه النتائج تعبيراً عن قناعة شعبية فهي مشكلة كبيرة. وافق الرئيس علي عبدالله صالح على عقد اللقاء، لكنه لاحقاً رفض الجلوس مع البيض.
الهمشري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 10:48 AM   #25
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

نقاط ثلاث للحراك. .. .خلاف اللقاء المشترك مع النظام خلاف حول السلطة.

الخميس, 05-أغسطس-2010
د. محمد حيدرة مسدوس -

النقاط الثلاث أدناه هي لعامة الحراك الوطني السلمي الجنوبي و قياداته في الداخل و الخارج ، و هي خاصة باتفاق السلطة مع اللقاء المشترك . و قبل النقاط الثلاث اود القول بان توافق ردود الفعل الجنوبية على الاتفاق قد كانت تعبيرا صادقا عن القضية الجنوبية و اظهرت اداتها السياسيه الجنوبية و شكلت رسالة واضحه لكل المنحدرين من الشمال في السلطة و المعارضة بان الجنوبيين في الداخل و الخارج مجمعون على قضيتهم كما هم مجمعون على دفنها . فما قاله علي ناصر و العطاس و محمد علي احمد و غيرهم في الخارج حول الاتفاق كان متوافقا مع ما قاله قادة الحراك في الداخل رغم استباق بعضهم بطرح الحل قبل الحوار . اما النقاط الثلاث ، فهي :
أولا: ان السلطة بهذا الاتفاق مع اللقاء المشترك تريد من اللقاء المشترك ان يجلب لها القادة الجنوبيين الى الحوار و ان يجعل القضية الجنوبية قضية سلطه ومعارضه و ليست قضية شمال و جنوب ، بحيث يتم دفنها على هذا الاساس وفقا لسياسة اللقاء المشترك ، او ان يقف اللقاء المشترك مع السلطة ضد الحراك و يتم دفنها بالقوه وفقا لسياسة السلطة . هذا بالضبط ما تريده السلطة من الاتفاق مع اللقاء المشترك . و لكن اللقاء المشترك لا يستطيع ان يجلب القادة الجنوبيين الى الحوار كما يريد هو و كما تريد السلطة ، لان الشرط الاول للقاده الجنوبيين هو الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضيه سياسيه بين الشمال و الجنوب ، و لا يستطيع الوقوف علنا مع السلطة ضد الحراك ، لان الوقوف علنا معها ضد الحراك سيخلق انشقاقا في احزاب اللقاء المشترك بين الشماليين و من تبقى من الجنوبيين في تلك الاحزاب . و لهذا و طالما و اللقاء المشترك لا يستطيع ذلك ، فانها لا توجد مصلحه للسلطه في حوار جدي معه . و بالتالي فان مصير الاتفاق هو الفشل مثل سابقيه .
ثانيا : اذا كان وفد اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني الذي ذهب الى القاهرة قد قال بان قادة الحراك في الداخل هم اعضاؤه ، فانه كان يفترض بان يكون ذلك محل ترحيب و ليس محل رفض . و قد كنت اتمنى على الجنوبيين الذين استقبلوهم في القاهرة أن يطلبوا منهم اعلان ذلك رسميا حتى يكون ذلك إعترافا من جانبهم بادبيات الحراك و شعاراته ، و يكونون ملزمين بها و تسقط مبررات الحوار الذي ذهبوا من اجله . و لو كان تم ذلك فإنني على يقين بان الجنوبيين في الوفد سيقبلون ، و ان الشماليين في الوفد سيرفضون ، و حينها سينكشف المستور و ستظهر الحقيقه لمن لم يدركها بان القضية موضوع الحوار هي قضية شمال و جنوب و ليست قضية سلطه و معارضه . فلم يحصل في التاريخ لأية قوى سياسيه بان تدعو الى حوار دون تحديد موضوع الحوار مسبقا ، لان موضوع الحوار هو الذي يحدد أطرافه . فاذا كان موضوع الحوار هو القضية الجنوبية ، فان طرفيها ، هما : الشمال و الجنوب ، وآلية حلها هو الحوار بينهما و ليس الحوار بين السلطة و المعارضة . و المضحك أن شخصيات من المعارضة وردت في كشف السلطة لمؤتمر الحوار الوطني ، و شخصيات من حزب السلطة وردت في كشف المعارضة لمؤتمر الحوار الوطني ، مما يدل بإن الهدف الاول للطرفين هو دفن القضية الجنوبية . و لهذا فإنني أنصح العناصر الجنوبية الذين وردت أسماؤهم في الكشفين بأن يرفضوا المشاركه في دفن قضية وطنهم ، مع أنني مقتنع قناعه مطلقه بإنها لن تدفن حتى وإن قمنا بخيانتها كلنا ، و إنما أريدهم أن يتقوا الله في أنفسهم من عقاب التاريخ .
ثالثا : ان خلاف اللقاء المشترك مع النظام اذا ما وجد ، فانه خلاف حول السلطة ، و هو لذلك خلافا ذاتي محكوم بموازين القوى . اما خلاف الجنوبيين مع النظام فهو خلاف على وطن ، و هو لذلك خلاف موضوعي محكوم بعدالته من عدمها و ليس محكوما بموازين القوى كما يعتقد البعض . فلو كان الخلاف ذاتي على السلطة بالنسبة للجنوبيين لكان الاقتراب من اللقاء المشترك و التحالف معه امراً ضرورياً لخلق ميزان قوى يسمح بالوصول الى السلطة . و لكن الخلاف بالنسبة للجنوبيين هو خلاف موضوعي على وطن . و طالما و هو خلاف موضوعي على وطن ، اي على القضية الجنوبية ، فإن الركون الى اللقاء المشترك في حلها هو ضياع لها ، لان مثل ذلك يخلط الاوراق و يحوّل القضية الجنوبية من قضية شمال و جنوب الى قضية سلطه و معارضه و تبعا لذلك يتحول طابع الصراع من صراع موضوعي بين حق و باطل محكوم بعدالته من عدمها الى صراع ذاتي محكوم بموازين القوى السياسيه ، و في موازين القوى السياسيه يظل الشماليون هم الاكثر و الاقوى الى الابد و يظل الجنوبيون هم الاقل و هم الاضعف الى الابد أيضا ً . و لهذا فانه من الضروري التمسك الصارم بالطابع الموضوعي للصراع بالنسبة للقضيه الجنوبية و عدم الخروج عنه . فهو الاقوى من كل موازين القوى ، و هو الاقوى من كل الارادات السياسيه مهما كانت قوتها . فعلى سبيل المثال : اذا كانت الوحدة موجودة في الواقع و في النفوس كما هم يقولون ، فانها لا توجد قضيه جنوبيه و لا نستطيع نحن ان نوجدها مهما كانت قوة قوانا السياسيه و ضعف قواهم السياسيه ، و اذا كانت العكس كما نقول نحن ، فانها العكس مهما كانت قوة قواهم السياسيه و ضعف قوانا السياسيه . و بالتالي فانه لا يجوز موضوعيا للجنوبيين بأن يشاركوا في اي حوار مالم يقم على قاعدة الشمال و الجنوب وفقا لقراري مجلس الامن الدولي اثناء الحرب و تعهد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب او على قاعدة استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره فقط و لا غير و بالضرورة كذلك . وعلى بعض الجنوبيين الذين لأيةتمون كثيرا بالعمل السياسي أن يتذكروا بأن أسلافنا الجنوبيين من الاجيال السابقه قد ظلوا ( 130 ) عاما في العمل الميداني ضد بريطانيا و لم يحققوا النصر الاّ عندما توج العمل الميداني بالعمل السياسي و اصبح قائدا له في ستينيات القرن الماضي . هكذا يجب أن يكون فهم و موقف الحراك
* نقلا عن الوسط
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 10:50 AM   #26
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

د / مسدوس : يوجه دعوته العامة الثانية لإصحاب القضية الجنوبية!!

الخميس 05 فبراير-شباط 2009 / بلا قيود نت

بعد عودتي من رحلة العلاج الأولى وجهت دعوه عامه لأصحاب القضية . و الآن وبعد عودتي من رحلة العلاج الثانية أوجه هذه الدعوة ، و أوجزها في النقاط التالية :
1- أدعو جميع اطراف الحراك في الجنوب إلى التوحد تحت شعار القضية الجنوبية التي اجمع عليها كل الجنوبيين في الداخل و الخارج . و القضية الجنوبية هي كما قلنا سابقا قضية أرض وثروة تم نهبهما ، وهي قضية هوية و تاريخ تم طمسهما لصالح الشمال . و هذا يعني بأن القضية الجنوبية هي قضية وطن . و بالتالي فان أي خلاف على ماعداها هو بالضرورة ذاتي أو سلوكي لا يجوز الانجرار ورائه . كما ان الحياه برهنت بان كل الخلافات السابقة بين الجنوبيين قد كانت ذاتيه و سلوكيه و لم تكن سياسيه باعتراف الجميع . فبدون وحدة الجميع في هذه القضية بالذات سيخسر الجميع ، و أطلب ممن يخالفني ذلك من الجنوبيين في الداخل أو الخارج بأن يحتفظ بدعوتي هذه للتاريخ حتى يؤكدها و يجعله يعود إليها أو ينفيها و يجعله يدينني بها ، لأن من لديه قضيه و يريد الانتصار لها ، لا بد له ان يسعى الى كسب الناس و توحيدهم من حولها ، و ليس إلى تمزيقهم و شرذمتهم ، حيث ان تمزيقهم و شرذمتهم هو موت لها بالضرورة .
2- ان الجنوبيين في اللقاء المشترك و في بقية الأحزاب الأخرى ، هم مع القضية الجنوبية ، و هم أصلا في قلب الحراك الجنوبي ، و قد دخلوا هذا الحراك كجنوبيين و ليسوا كأحزاب ، بسبب ان قيادتهم في صنعاء لم تعترف بالقضية الجنوبيه ، و عليهم الآن إقناعها بالاعتراف بالقضية و تحريك الشارع الشمالي من أجل حلها ، أو الانسلاخ عنها و الاعلان عن انفسهم كلقاء مشترك جنوبي كما هو حاصل في الواقع ، بحيث يكون هناك لقاء مشترك جنوبي و لقاء مشترك شمالي مثلما كان عليه الحزب الاشتراكي سابقا و كما يجب ان يكون عليه الان اذا لم يتحرك الشارع الشمالي . فلا اعتقد بان الجنوبيين في الحزب الناصري مثلا يقبلون بما قاله الأستاذ الصبري بان حراكهم و رفاقهم في الجنوب هو بلطجه ، مع انه يعترف بان اتفاقهم مع السلطه على تصنيف القضيه الجنوبيه بالحقوقيه هو الذي فجَّر الشارع الجنوبي .
3- أنني اطلب من الذين يستبعدون وجود القواسم المشتركه مع اللقاء المشترك بان يميزوا بين اللقاء المشترك الجنوبي و اللقاء المشترك الشمالي ، لأن كل القواسم و بدون استثناء هي مشتركه مع اللقاء المشترك الجنوبي . كما ان الجنوبيين الذين وقفوا مع صنعاء في الازمه و الحرب لم يقفوا معها ضد وطنهم الجنوب ، و إنما وقفوا معها ضد الحزب الاشتراكي و النظام السابق في الجنوب . و لو كانوا يدركون بان صنعاء تستهدف طمس هوية وطنهم و تاريخه السياسي و نهب ارضه و ثروته لما وقفوا معها بكل تأكيد ، بدليل انهم اليوم في قلب الحراك الجنوبي. كما انني اطلب من الجنوبيين في اللقاء المشترك ان يدركوا بانه ليس امامهم غير الانسلاخ عن قياداتهم في صنعاء او الأخذ بنصيحة النوبه التي قدمها للحزب الاشتراكي إذا لم تعترف قيادتهم في صنعاء بالقضية الجنوبيه و تحرك الشارع الشمالي من اجل حلها. صحيح بان هناك بعض الشعارات في الشارع الجنوبي لا تتفق معها بعض قيادات منظمات اللقاء المشترك في الجنوب ، و لكن عليها ان تدرك بان اية معارضه لهذه الشعارات قبل اعتراف صنعاء بالقضيه الجنوبيه هي تأييد للوضع القائم في الجنوب بالضروره أيضاً .
-4 ان الجنوبيين في اللقاء المشترك و في جميع الأحزاب الأخرى هم جنوبيين قبل ان يكونوا في الاحزاب و سيظلوا جنوبيين بعد ان يتركوا الاحزاب . و لذلك فان دورهم في الحراك الجنوبي هو دور جنوبي لصالح الجنوب و ليس دورا حزبيا لصالح الأحزاب . و عليهم ان يقدموا أنفسهم كذلك في هذا الحراك . حيث ان النضال الحالي للجنوبيين هو نضال وطني و ليس نضالا حزبيا ، و هو نضال من اجل الوطن و ليس نضالا من اجل السلطه . و بالتالي فان الاداه السياسية لهذا النضال لا بد و ان تكون وطنيه و ليست حزبيه بالضرورة كذلك . كما ان الذين يصفون مطالبنا بالمناطقيه فأنهم يكرسون فكرة الفرع و الأصل ، لأنهم ينظرون إلى الجنوب كمنطقه تابعه للشمال و ليس كدوله اعلنت الوحده مع دولة الشمال . و أمّا الذين يصنفون مطالبنا بالمشاريع الصغيره أو بالانعزاليه و غيرها ، فانهم لا يدركون بان هذه هي مصطلحات إيديولوجيه و ليست وطنيه . فهم يخلطون بين القضايا الوطنيه و القضايا الايديولوجيه و لا يميزون بينهما . و لو كانوا يدركون ذلك لكانوا خجلوا من تكرارها .
_5 ان القضيه الجنوبيه ليست قضيه إيديولوجيه و ليست قضيه حزبيه ، و إنما هي قضيه وطنيه بإمتياز . فهي قضية وحده سياسيه بين دولتين تم إسقاطها بالحرب . و لهذا فإن قضية الجنوب بعد حرب 1994م قد أصبحت موضوعياً خارج الحزبيه ، و لا يمكن بأن يكون حلها عبر الاحزاب ، لان حلها عبر الاحزاب يجعلها قضية سلطه و معارضه و ليست قضية وحده سياسيه بين الشمال و الجنوب ، و هذا ليس حلاً شرعياً لها مهما كان صائباً . كما انه يستحيل حلها عبر مؤتمر حوار وطني شامل ، لانها قضيه بين شطرين و ليست بين أكثر من شطرين . فالقضيه الجنوبيه هي قضيه وطنيه كما أسلفنا ، و القضايا الوطنيه لاتوجد فيها حزبيه . صحيح ان هناك كانت امكانيه سياسيه لحلها عبر الحزب الاشتراكي بعد الحرب لو كانت هذه الامكانيه قد اُلتقطت ، و لكنها حالياً قد أنتهت و لم تعد باقيه في الواقع الموضوعي الملموس . و بالتالي فانه ليس امام صنعاء غير الاعتراف بالقضيه الجنوبيه و دعوة الجنوبيين الى الحوار من اجل حلها . فلا شرعيه لأي حل عبر الاحزاب ، و لا شرعيه لأي حل عبر مؤتمر حوار وطني شامل ،و انما الحل الشرعي الوحيد هو عبر الحوار بين طرفي القضيه اللذين هما الشمال و الجنوب فقط و لاغير و بالضروره ايضاً ، خاصةً ً و ان الحرب قد الغت شرعية ما تم الاتفاق عليه و لم يعد الوضع القائم بعد الحرب هو قائم على مانم الاتفاق عليه . فالحرب قد الغت الوحده في الواقع و في النفوس و جعلت الشعب في الجنوب امام خيارين لا ثالث لهما ، وهما القبول بالانقراض أو رفضه . و المشكله عند الجميع تقريباً انهم لم يستوعبوا كارثة الحرب ، و بعصهم لا يفهمون الوحده اصلاً . كما ان البعض منهم يساوي بين حرب 1994م و سابقاتها في الشطرين سابقاً و لم يدرك الفارق المبدئي بين حرب 1994م وسابقاتها . فالحروب السابقه في الشطرين كانت على السلطه و مستقبل الحكام فيها ، بينما حرب 1994م كانت حول الجنوب و مستقبله في الوحده .
6- ان القضيه الجنوبيه ليست قضية سلطه ومعارضه يمكن حلها عبر الاحزاب ، و انما هي كما اسلفنا قضيه وطنيه لا يمكن حلها الا عبر الحوار الوطني مع الجنوبيين كجنوبيين و ليسوا كأحزاب . حيث ان الحزبيه هي اصلا عمل ايديولوجي يقوم على المفاضله بين الاحزاب لادارة البلاد . و بالتالي فان أي حل للقضيه الجنوبيه عبر الاحزاب هو غير شرعي ، وهو ايضاً دفن لها اذا ما قَبِل الجنوبيين بذلك ، خاصه و ان الحزب الاشتراكي قد تخلى عن تمثيله للجنوب منذ حرب 1994 م و لم يعد هناك أي حزب يمثل الجنوب غير الحراك الوطني الجنوبي
7- انه بعد ان تم اسقاط شرعية اعلان الوحده باعلان الحرب ، و بعد اسقاط اتفاقيات الوحده قبل تنفيذها و استبدال دستورها ، و بعد نهب الارض و الثروه في الجنوب و حرمان اهلها منها ، و بعد طمس الهويه و التاريخ السياسي للشعب في الجنوب لصالح الشمال ، لا يوجد أي حل غيرالحل الذي كنا نطرحه سابقاً و الذي تجاوزه الشارع الجنوبي ، وهو ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، أو حق تقرير المصير الذي تطرحه حركة ((تاج)) و يؤيده الشعب في الجنوب بكامله . و لمزيد من التوضيح حول ذلك ، فان حق تقرير المصير يعني استفتاء الشعب في الجنوب على قبول هذا الوضع القائم على نتائج الحرب أو رفضه . أمّا ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده الذي كنا نطرحه سابقاً فيعني التالي :
أولاً حول إزالة أثار الحرب : أن إزالة أثار الحرب تعني :
أ / الغاء الفتوى الدينيه التي بررت الحرب وأباحت الارض و العرض و حولت الجنوب الى غنيمه على طريقة القرون الوسطى ، و بإعتبار أنه لايجوز دينياً و لاقانونياً و لا أمنياً و لا وحدوياً بأن تظل باقي .
ب / إعادة مانهب تحت هذه الفتوى أو تحت غيرها من ممتلكات خاصه و عامه ، و في المقدمه المنشآت العامه و الخاصه و الأراضي العقاريه و الزراعيه و البور بإعتبارها ثروة الشعب في الجنوب حولها النظام السابق في الجنوب الى ملكية الدوله ، و بإعتبار أنه لا يجوز دينياً و لا قانونياً و لا وحدوياً بأن تذهب لغير أهلها الجنوبيين .
ج / الغاء الاحكام على قائمة ال ( 16 ) بإعتبارها أحكاماً سياسيه باطله و عودة المشردين في الداخل و الخارج الى أعمالهم و إعادة ممتلكاتهم . حيث أن مثل ذلك هو من الحقوق المدنيه و القانونيه التي يكفلها لهم الدين الاسلامي الحنيف و الاعلان العالمي لحقوق الانسان .
د / أعادة جميع المؤسسات المدنيه و العسكريه الجنوبيه كما كانت عليه قبل الحرب .
ثانياً حول إصلاح مسار الوحده : إن إصلاح مسار الوحده هو ماسبق و ان طرحته للبيض و علي عبدالله صالح أثناء الازمه و قُبيل الحرب ، وهو إزالة خوف الشماليين دستورياً من الانفصال ، و إزالة خوف الجنوبيين دستورياً من الضم و الالحاق ، و الذي رفضه العليَيَن . هذا وفي الختام فأنني أطلب من الشعب في الجنوب بأن يرفض الانتخابات و لايشارك فيها ، لان مشاركته فيها تعطي شرعيه للباطل المفروض عليه و تشكل هزيمه لحراكه السياسي العظيم . و عليه ان يثق ثقه كامله بأنه لن يكون غير الحلول الوارده أعلاه بالضروره حتى و أن راهنت السلطه على تمرير الانتخابات و هزيمة الحراك عبر شراء الذمم . صحيح انها تستطيع ان تشتري سكوت بعض الجياع في الجنوب ، و لكنها لا تستطيع أن تشتري قناعاتهم . و على جميع القوى السياسيه في السلطه و المعارضه ان تدرك بأن كل الانتخابات السابقه التي جرت في ظل أثار الحرب و نتائجها قد كانت بلطجه بإمتياز و كانت عبث بكل شئ ، و ان مشاركة المعارضه فيها قد شجعت السلطه على هذه البلطجه . و الخطاء التاريخي الاكبر ان الحزب الاشتراكي شارك في اكثر هذه الانتخابات و اسقطت شرعية تمثيله للجنوب ، وعليه ان يدرك الان بأنه لن يرى عافيه بعدها بالضروره .
أنتهى 20/1/2009 م

ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 10:55 AM   #27
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

مسدوس يدعو صالح الى الاعتراف بالقضية الجنوبية والجلوس لحلها بعد فشل الوحدة.

صنعاء – لندن " عدن برس " خاص :

15 – 6 – 2009

وجه الدكتور محمد حيدرة مسدوس القيادي في تيار إصلاح مسار الوحدة نداء الى الرأي العام العالمي للضغط على النظام في صنعاء برفع القهر المفروض على ابناء الجنوب منذ حرب 1994م ، وقال الدكتور مسدوس في البيان الذي أرسل الى " عدن برس " أن : " علي عبدالله صالح الذي اعلن الوحده مع الجنوب نيابة عن الشعب في الشمال هو ذاته من اعلن الحرب على الجنوب ، و علي سالم البيض الذي اعلن الوحده مع الشمال نيابة عن الشعب في الجنوب و دون ان يأخذ رأيه هو ذاته من اعلن فك الارتباط مع الشمال كرد فعل على الحرب . و بالتالي ماذا بقى من شرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب ؟؟؟ ، و هل الوحدة باقيه بالفعل بعد الحرب ام ان الحرب حولتها الى اكبر مزحه في التاريخ ؟؟؟

( نص نداء الدكتور محمد حيدرة مسدوس )
أوجه هذا النداء الى الرأي العام للضغط على النظام في صنعاء برفع القهر المفروض على ابناء الجنوب منذ حرب 1994م . حيث ان هذا النظام لا يعرف قواعد الاختلاف و الاتفاق . فهو لا يعرف بان الناس يتفقوا بانهم متفقين او يتفقوا بانهم مختلفين ، و نحن نريد ان نتفق مع هذا النظام باننا مختلفين حتى يعرف الرأي العام على ماذا نحن مختلفين ، و بعد ذلك يمكن ان نحتكم الى الشعب و يكون حكم الشعب هو الحكم النهائي . و لمزيد من التوضيح نسرد الحقائق التاليه :


1- الحقيقه الاولى : ان اعلان الحرب على الجنوب عام 1994م قد اسقط شرعية اعلان الوحده ، وان الحرب و نتائجها قد خلقت واقعا جديدا لا علاقه له بما تم الاتفاق عليه . وهذا الواقع الجديد الذي يستحيل انكاره و الذي هو أسوأ من الاحتلال البريطاني لا يعقل بان نسميه وحده . و السؤال الذي يطرح نفسه هو: من اين يستمد شرعية وجوده ، هل من اعلان الوحده الذي تم اسقاط شرعيته باعلان الحرب ؟؟؟ ، ام من اتفاقيات الوحده التي تم اسقاطها بالحرب؟؟؟. ، ام من دستور الوحده الذي تم استبداله بعد الحرب؟؟؟ ، ام من القياده الشرعيه الجنوبيه التي اعلنت الوحده مع الشمال و حكم عليها بالاعدام ؟؟؟ . فعلي عبدالله صالح الذي اعلن الوحده مع الجنوب نيابة عن الشعب في الشمال هو ذاته من اعلن الحرب على الجنوب ، و علي سالم البيض الذي اعلن الوحده مع الشمال نيابة عن الشعب في الجنوب و دون ان يأخذ رأيه هو ذاته من اعلن فك الارتباط مع الشمال كرد فعل على الحرب . و بالتالي ماذا بقى من شرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب ؟؟؟ ، و هل الوحده باقيه بالفعل بعد الحرب ام ان الحرب حولتها الى اكبر مزحه في التاريخ ؟؟؟ .

2- الحقيقه الثانيه : ان الاجهزه الامنيه و العسكريه التي لا تفهم حقائق هذه الامور و التي ترتكب جرائم ضد الانسانيه في الجنوب ، لا تملك شرعية وجودها هناك ، ناهيك عمَّا تقوم به هذه الاجهزه من قمع و قتل و اعتقالات و محاكمات و ملاحقات و غيرها ، و هو ما يجب تقديمه اولاً بأول الى محكمة الجنايات الدوليه ، خاصه و ان القضاء اليمني ليس مستقلا . و لو كان القضاء في اليمن مستقلا لكان رفض قبول ملفات الاتهام ، لان ما ورد فيها هو في اطار الديمقراطيه . أمّا الاستنتاجات السياسيه للاجهزه الامنيه و نيابة السلطه التي تقول بان ذلك تحريضا على الكراهيه و غيرها ، فانه لا يجوز قانونا قبول هذه الاستنتاجات السياسيه من قبل المحكمه . و مع ذلك فانها استنتاجات سياسيه خاطئة ، لاننا اذا ما افترضنا بان هناك مصلحه اقتصاديه و اجتماعيه و سياسيه للجنوب في هذا الوضع القائم ، و جاءت كل مخابرات العالم و شياطين الجنوب لتحريض الناس على كراهية صنعاء لرفضوا ذلك بالضروره و العكس صحيح . حيث ان الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد الوعي الاجتماعي بالضروره ايضا و ليس العكس . و لذلك فاننا ندعوا الرأي العام المحلي و العربي و الدولي الى الضغط على النظام في صنعاء لاطلاق سراح المعتقلين ، و معالجة الجرحى ، و ايقاف المحاكمات و الملاحقات ، و محاكمة الجناه من العسكريين و الامنيين ، و رفع الحصار المفروض على صحيفة الايام .

3- الحقيقه الثالثه : ان صحيفة الايام الاهليه قد تعرضت لهجومين عسكريين لم يحصل مثلهما في التاريخ ، كان الاول على مقرها في صنعاء ، و كان الثاني على مقرها في عدن ، و هي صحيفه اهليه لا ذنب لها غير انها عدنيه و تصدر من عدن و تعكس ما يجري في الواقع على ارض الجنوب . و رغم انني قد كنت في رحله علاجيه اثناء الهجوم الاول على مقرها في صنعاء ، الا ان لدينا معلومات بانه لم يقتل احدا في ذلك الهجوم الذي حملوه باشراحيل و حارس صحيفته زورا و بهتانا . و لو كان القتل قد حدث فعلا لكانت ظهرت جثة القتيل و لكان تم تشريحها . و عندما سأل الناس عن الجثه قيل لهم انه تم دفنها . فبحكم ان باشراحيل رجل مدني و لا يعرف الاعراف القبليه ، فقد استدرجته السلطه الى التحكيم القبلي ، و ذلك بارسال عدة بنادق كتحكيم و هو لا يعرف بان ذلك يعني الاعتراف بالقتل ، و على اساس ذلك تجري حاليا محاكمة حارسه و ملاحقته هو شخصيا . و السؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف قبلت المحكمه هذه التهمه و هي لم توجد ادله قاطعه تؤكد حدوث القتل و تؤكد مسؤولية حارس باشراحيل عليه ؟؟؟ . كما ان ما يؤكد بان السلطه هي وراء كل ذلك هو احتضانها و حمايتها لمن قاموا باعتراض توزيع الصحيفه و احرقوا اعدادها ، بدلا عن معاقبتهم على فعلتهم هذه باعتبار السلطه هي المسئوله عن الامن العام . و لكن كل ذلك هو تأديب لجنوبيتها و صدورها من الجنوب .

4-الحقيقه الرابعه : ان النظام في صنعاء قد ظل و مازال ينكر على الجنوبيين جنوبيتهم و يفرض عليهم نكرانها بالقوه و يعاقبهم عليها . و هذا في حد ذاته هو نكران للوحده و رفض عملي لها . صحيح ان هناك رد فعل جنوبي تجسد في شعارات تزعج السلطه و تزعج كل المنحدرين من الشمال ، و لكن هذه الشعارات هي تحصيل حاصل لتصرفات صنعاء ، لانه كلما يأس الشعب في الجنوب من الحل في اطار الوحده التي كان يحلم بها ، كلما صمم على الحل خارجها . فعندما تنكر صنعاء على الجنوبيين جنوبيتهم و تعاقبهم عليها و هم كانوا دوله ذات سياده ، و عندما تقوم بطمس هويتهم و تاريخهم و تنهب ارضهم و ثروتهم و تحرمهم منها ... الخ ، ماذا تنتظر منهم للدفاع عن وجودهم و عن هويتهم و تاريخهم و عن ارضهم و ثروتهم ؟؟؟ . و لذلك فان سقف الشعارات يحدده موقف صنعاء من القضيه . فلا يمكن فهم القضيه و فهم حلها الا بالتخلص من واحدية اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه ، و من واحدية هويتيهما و تاريخيهما و ثورتيهما ، و الابتعاد نهائيا عن فكرة اليمن الواحد و الوطن الواحد و التاريخ الواحد و الثوره الواحده ... الخ ، التي ظلت تلوكها الحركه الوطنيه بغباء شديد ، لانها خارج الواقع الموضوعي الملموس ، ولان الحركه ذاتها معترفه بدولتين ، و لان هذه الواحديه نافيه للوحده اصلا ، بسبب ان الوحده لا يمكن موضوعيا بان تكون وحدة الواحد ، و انما هي وحدة الاثنين . و بالتالي فان هذه الواحديه هي بالضروره عمى الحل و هي المشكله بعينها . فلابد من التسليم بان اليمن كان يمنيين بدولتين و هويتين و بتاريخين سياسيين مختلفين و منفصلين الى يوم اعلان الوحده كما كان في الواقع و كما هو معروف لدى المنظمات الدوليه ، و ان الوحده بينهما هي وحده سياسيه بين دولتين و ليست وحده وطنيه بين اطراف من دوله واحده . فلا يمكن فهم القضيه و فهم حلها الا على اساس شمال و جنوب و ليس على اساس سلطه و معارضه . و هذا الفهم للقضيه و الفهم لحلها يبدأ باعتراف الشماليين بشماليتهم ، و الجنوبيين بجنوبيتهم ، لانه بدون ذلك يستحيل فهم القضيه و يستحيل فهم حلها . و لابد من التسليم ايضا بان الجنوب هو ملك لاهله و ليس ملكا لغيرهم . و لذلك فان دعوات احزاب المعارضه الى مؤتمر حوار وطني شامل او تقديم مشاريع حلول ، هي دعوات فارغه و لا معنى لها ، لان القضيه هي بين اثنين و ليست بين اكثر من اثنين ، هما : الشمال و الجنوب ، و لان القضيه ليست قضية فقدان رؤيه ، و انما هي قضية شعب فقد ارضه و ثروته ، و فقد تاريخه السياسي و هويته . فليس هناك أي مبرر موضوعي لمثل هذه الدعوات الا اذا كان الهدف منها هو التبرير للوقوف ضد المطالب العادله للشعب في الجنوب . فاذا ما كانت هذه الاحزاب تريد ان تخدم الوطن بالفعل ، فان عليها اقناع النظام بالاعتراف بالقضيه الجنوبيه و دعوة الجنوبيين للحوار من اجل حلها . امّا كيفية حلها ، فهذه هي وظيفة الحوار . و بالتالي فان الذين يتبرعون بالحلول ، فانما هم يستبقون الحوار الحتمي لحل القضيه الجنوبيه بكل تأكيد ، سواء كان ذلك بوعي ام بدون وعي .

5- الحقيقه الخامسه : انه لا يمكن للمنحدرين من الشمال بان يكونوا جنوبيين قبل ان يكونوا شماليين و العكس صحيح كقاعده عامه بما في ذلك علماء الدين و خطباء المساجد مهما أخفوا ذلك . فعلى سبيل المثال اصحاب فتوى حرب 1994م الدينيه ، هم منحدرين من الشمال و اصبحوا الان يقولون بان تلك الفتوى لها ظروفها ، و قد التقوا بعدها مع الحزب الاشتراكي الذي كفروه . و لو كان الحزب قد تبنى القضيه الجنوبيه بعد الحرب لما التقوا معه و لكانوا قد استمروا في تكفيره بكل تأكيد . و هذا يعني بان فتواهم الدينيه التي برروا بها الحرب قد كانت فتوى سياسيه باسم الدين اقتضتها مصلحة الشمال على حساب الجنوب و ليست فتوى دينيه . حيث وظفوا الدين في خدمة السياسه . و اليوم يكرر السلفيون نفس الافتراء على الدين ، و هذا شأنهم امام الله يوم القيامه . اما السياسيين و مشايخ القبائل المنحدرين من الشمال فقد كانوا و مازالوا يحاولون خلط الاوراق لدفن القضيه الجنوبيه . فقد قلدوا اللجان الشعبيه التي ظهرت في الجنوب و تخلوا عنها عندما غابت لجان الجنوب ، و قلدوا ملتقى ابناء الجنوب و تخلوا عنه عندما غاب ملتقى الجنوب ... الخ . و الان يحاولوا ان يقلدوا الحراك الجنوبي حتى يقولوا للعالم بان الازمه ليست ازمة شمال و جنوب ، و انما هي ازمة سلطه و معارضه . و لكن هذه المحاولات ستفشل كما فشلت سابقاتها . فقد حاولوا دفن القضيه الجنوبيه بالعفو العام ، و لكنه اظهرها اكثر بعدم الاستجابه اليه . و حاولوا دفنها بمشاركة الحزب الاشتراكي في الانتخابات ، و لكنها اظهرتها اكثر بفشله الذريع في الجنوب . صحيح ان اسم الوحده مازال موجودا ، و لكن الاسم بدون المضمون لا يعني وجودها ، لاننا هنا بصدد وحده ملموسه و ليست وحده مجرده . فعلى سبيل المثال اسم والدي رحمه الله موجودا ، فهل يعني ذلك بانه موجود ؟؟؟ . و لذلك فان الذين يقولون بان الوحده مازالت باقيه بعد الحرب ، و انه لا ذنب لها ، فانهم من الناحيه النظريه يتحدثون عن وحده مجرده . اما من الناحيه العمليه فهم يساهمون في دفن القضيه الجنوبيه سواء كان ذلك بوعي ام بدون وعي . كما ان ما هو حاصل في الجنوب هو نتيجه للحرب التي ادت الى اسقاط مشروع الوحده و ليس نتيجه لسياسة السلطه او لفشل النظام كما تقول احزاب المعارضه ، لان سياسة السلطه و هذا النظام الفاشل ذاته هو نتيجه من نتائج الحرب . فلو لم تحصل الحرب و لو لم يسقط مشروع الوحده لما وجدت مثل هذه السياسه و لما وجد مثل هذا النظام الفاشل بكل تأكيد .

6- الحقيقه السادسه : ان النظام في صنعاء يمارس اعمالا لا تدخل في العقل ، و هو كما عرفناه لا يؤمن بالعقل و لا يحتكم اليه ، بل و يراه نوعا من العيب ، لانه في نظره يعبر عن الضعف ، و خير دليل على عقليته الفروسيه هو اختيار الحصان كرمزاً له . كما انه يحتقر التواضع و لا يؤمن به ، بل يراه ايضا نوعا من العيب ، لانه في نظره يعبر عن الضعف ... الخ . و في هذه الحاله كيف يمكن التعايش مع من يفكر بهذه العقليه ؟؟؟ . فمن يسخر من العقل و لا يؤمن به و لا يحتكم اليه ، و من لا يعرف التواضع و لا يؤمن به و لا يمارسه لا يمكن له بالضروره ان يتعايش مع غيره ، لان استخدام العقل و ممارسة التواضع هما القاعده العامه للتعايش ، و هما القاعده العامه للتطور . اما التعالي الذي سلكه العرب منذ القدم و الذي مازال متأصلا في ثقافة صنعاء ، فانه التجسيد الملموس للجهل و التخلف بالضروره كذلك .
انه على اساس ما سبق ، فاننا ندعوا الشعب الى توحيد وعيه و توحيد فهمه على هذا الاساس الوارد اعلاه ، و تصعيد نضاله السلمي حتى يتحقق التالي :

أ- اطلاق سراح المعتقلين و ايقاف المحاكمات الباطله .

ب- معالجة جميع الجرحى السابقين و اللاحقين .

ج- ايقاف الملاحقات و الاعتقالات .

د- محاكمة الجناه من العسكريين و الامنيين .

ه- رفع الحصار المفروض على صحيفة الايام .

و- الاعتراف بالقضيه الجنوبيه و الجلوس للحوار من اجل حلها .

ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 11:03 AM   #28
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

بيان للدكتور محمد حيدره مسدوس .


الجنوبيون لا يمكن أن يكونوا شماليون.. والحزب الإشتراكي قادنا ليس للوحدة، وإنما قادنا للجحيم.

د/ محمد حيدرة مسدوس

1- في هذه الظروف الصعبة والمعقدة، لا يحتاج الامر الى عناء كبير للعودة للتاريخ، والتذكير بالدماء التي سالت على أرض الجنوب منذ 14 أكتوبر 1963م لغاية اليوم - بالحق أو بالباطل- كي يدرك المرء أن الجنوب العربي سقط فريسة سهلة تحت سنابك خيل الرئيس اليمني، المشير علي عبدالله صالح، في 7 يوليو 1994م، وهذا يعني وفق حسابات العقل والمنطق الواقعي، أن الجنوب وقع هذا اليوم تحت إحتلال الجمهورية العربية اليمنية، ويعد بمثابة وصمة عار في جبين كل إنسان جنوبي حر، لم يفرط في وطنه أو كرامته أو دينه. كما سقطت أيضاً كل النظريات والمنظرين للوحدة في أول إمتحان عملي على أرض الجنوب في 7 يوليو 2007م، أولئك المنظرين الذين كانوا يحاصرون ( العقل الجنوبي ) منذ 30 نوفمبر 1967م. وعوّدنا طويلاً رؤية الأشياء كما صوّروها لنا، أي كما أريد لها أن تبدو لنا. ولم تتح لنا فرصة لنراها كما يجب أن نراها بعيوننا وبالوان طبيعية، نحكم عليها بعقولنا وليس بعقول الحكماء والموجهين والمرشدين من خارج إطارنا.

لذلك، لم يعد ثمة حبل يتعلقون به سوى الخطابات الممجوجة ذات الطابع الإنفعالي المتشنج، ومحاولة تجديد تنظيرات بائسة، تنطوي على مبررات واهية لا تعدو كونها أقرب الى شهادات براءة ذمة لفشل الوحدة وتحويلها الى إحتلال بفعل حرب 1994م. فمن يدعي أو يرى عكس ذلك من أبناء الجنوب، فهو وحدوي حتي إشعاراً آخر… وحدوي من طراز جديد، لا يرى ولا يسمع ما يدور في الجنوب حتى آخر سيارة يابانية فارهة، وآخر بيت جديد، وآخر قطعة أرض ( فائضة ) على الجماعة!!. وعندما يتوقف المدد الوحدوي المقرر، بالضروة سيتوقف عزف لمن كل هذا ( القناديل )، وساعتها سوف يعود كل جنوبي الى رشده وأهله ووطنه سالم غانم على أنغام صبوحه خطبها نصيب.

فمنذ ذلك التاريخ الأسود، ونحن معشر الجنوبيين، نعيش أسوأ إحتلال عرفه القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين بعد نكسة فلسطين في 1948م وعربستان.. وما من بلد تعرض للقهر والتنكيل بعد فلسطين، كمثل ما تعرض له الشعب والوطن في الجنوب.. هذا الشعب الطامح للحرية والحياة الكريمة والأمن والإستقرار.

2- لا يحتاج المرء الى عناء كبير كي يدرك عن مدى عبث وإستخفاف الرئيس اليمني وقيادته العسكرية والأمنية الشمالية ضد الجنوب وأهله، بحيث إختزلوا الجنوب خلال (15) عام كما لو كان عبارة عن عقار، نقلت ملكيته عبر الشهر العقاري (الأطقم العسكرية) من عائلة الى أخرى، أو في أحسن الأحوال كأرض مشاع لم يكن لها مالك من قبل، مما جعل الرئيس وقواته الشمالية تنزل من الجو بـ (البراشوت) على أرض غير مأهولة بالسكان. ليصبح الرئيس اليمني هو المالك الشرعي والوحيد حسب مفهومه، مما دفعه يتصرف بطريقة رعناء. عكست مواقفه وسياساته العملية تصرقات غير مسؤولة خلافاً للمنطق والقانون والتاريخ والطبيعة، خصوصاً تأكيده المستمر بان الجنوب ليس ملك لاحد.. والذي ما اعجبه الوضع يشرب من البحر.. والجنوبيين مصابون بمرض انفلونزا الخنازير.. وهم مجرد بقايا هنود وصومال.

لم نقراء او نسمع، ممن يتباكون اليوم على ما جرى ويجري في اليمن بصورة عامة وفي الجنوب العربي (جمهورية اليمن الديمقراطية سابقا) وعلى وجه الخصوص، من بني يعرب صوت واحد يستنكر تلك الجرائم، التي ترتكبها الاجهزه الامنية والعسكرية في الجنوب، حتى بعض القيادات الجنوبية في الخارج هي الاخرى لاذت بالصمت وكان الامر لا يعنيها.. ويبدو أن تلك القيادات ما تزال أسرى حسابات احداث تاريخ الماضي في الجنوب، ولو لم تكن كذلك في الاسر لما كانوا مختلفين.. ومن يدري ربما هذه المرة خلافهم صار حول الإمام علي كرم الله وجهه والصحابي معاويه بن ابي سفيان.. قس على ذلك الخلافات الذاتية الطاغية، فحدث ولا حرج، ولو اشرنا لبعضها لما سامحنا ( الحبايب) الذين كنا نحبهم وهم يحبونا بالامس على حسن نيتنا، واننا لا نقصد الاساءة لاحد.. ولكن هذا هو حال قيادتنا في الحكم وخارجه وربنا يكون في عون الجنوبيين.

3- لم يكتف او يقتنع نظام صنعاء بمصادرة ونهب ارض الجنوب ماتحتها وما فوقها فحسب، بل استهدف خلع الجنوب من صلب التاريخ ومحو معالمه واثاره من على الخارطة كجغرافيا وكشعب، له هوية وجذور تاريخية وحضارية اصيلة، اختزنت في ذاكرة الزمن. حيث عمل على تطبيق نفس الاساليب والممارسات العنصرية القمعية، التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين.. طبق سياسية ممنهجة مدروسة لاصلة لها بوطن او دين او قانون او اخلاق، وهي ( الفوضى الهدامة ) طيلة (15) سنة، وفق الفتوى العنصرية الدينية، التي اطلقها الشيخ عبدالوهاب الديلمي عام 1994. تلك الفتوى التي اجاز فيها شرعيةالحرب، وجعل الارض والانسان في الجنوب كغنيمة حرب، ولازالت سارية المفعول. واعتبرت تلك الفتوى امتداداً تاريخياً للفتوى التي اصدرها الامام إسماعيل بن القاسم عام 1855 وعنوانها (ارشاد السامع في جواز اخذ مال الشوافع). (انظر كتاب حضرموت تاريخ الدولة الكثيرية ص 100: تاليف الشيخ محمد بن هاشم الطبعة الاولى تريم).

4- اذن- لقد وصلت الامور الى ذروتها في الاستهتار والاحتقار بالحياة والناس في الجنوب، الى درجة كما يردد البعض من القيادات العسكرية الشمالية، بأن ما جرى ويجري من قتل/ اعتقالات / مطاردة / حصار عسكري/ تجويع / قطع مرتبات لابناء الجنوب، مجرد بروفة إعداد وتنظيم القوات العسكرية الشمالية المرابطة في الجنوب، وإجراء أعمال ومناوشات وتمرين كتهيئة الظروف المناسبة لتوجيه الضربة القاضية لكل القيادات في الحراك، وهدم المعبد على من فيه.

لذلك، فان الخطر الداهم يتطلب العمل الجدي ورص الصفوف وتوحيد الكلمة، لمواجهة الامواج العاتية بالعمل والتنسيق وليس بالبيانات والتصريحات، بل بالارتفاع والارتقاء في التعامل الى مستوى المسؤولية الوطنية لمواجهة التحديات، سيما والرئيس اليمني لن يتورع في إستخدام أبغض الوسائل ضد الجنوب والجنوبيين، وهذا ما شاهدناه ونشاهدة في الغارات الجوية المختلفة والمتكررة على محافظتي شبوة وأبين، ومن سينسى أو لا يذكر مجزرة المعجلة على وقرى ال عتبور وال حيدرة وال لشعر معوان باكازم، التي أسفرت عن إستشهاد أكثر من (62) من المدنيين الأبرياء من اطفال ونساء وشيوخ ورجال، تحت دعوى محاربة الارهاب في هاتين المحافظتين، ونرى مشهد آخر على محافظة لحج، على شكل حصار عسكري للمديريات الصامدة الضالع وردفان والصبيحة والعاصمة الحوطة.. والسؤال الكبير الذي يؤرقنا موجة الى الرئيس علي سالم البيض، لماذا المصائب الكبيرة موجودة في محافظتي شبوة وأبين أكثر من بقية المحافظات؟ ولم تحضى هاتين المحافظتين بالإهتمام والتغطية الإعلامية المستحقة مثل غيرها من المحافظات.

وما تعرض له شعبنا من قهر وظلم ولازال، لا يصدقه عقل او منطق، ولا أظن انه حدث في اي قطر عربي اخر، مثلما حدث للجنوب - الا في فلسطين - ورغم ذلك لازال شعبنا صابر.. ويتسأل عن اسباب ما جرى ويجري؟ وما اختلط من امورنا والتبس في وعينا ونظرتنا ونظرياتنا من خلال بحثه الدؤوب عن ذلك الخيط الرفيع بين ظلمة الليل وضياء الفجر، مما جعل الكثير في الداخل والخارج يحسدون الجنوب وشعبة على هذا التحمل في تعاطيه حبوب الصبر، حتى يفرجها ربنا ومن ثم الرجال الاوفياء المخلصين، والصبر طيب ياجنوب.

5- لعله يكون ضروريا ومفيدا لنا جميعا ان نتوقف للعمل على ضرورة حماية التاريخية التي تتطلب أقصى درجات الحذر والصدق مع النفس، من اجل تسمية الاشياء بمسمياتها الصحيحة، وبالتالي العمل على كسر حاجز إنعدام الثقة في النفوس، التي ارهقتها شعارات مضللة في ماضينا ولا زالت تلقي بظلالها علينا لغاية اليوم، إنطلاقاً من الاصوات والصراخات المتشنجة التي تخلط الحابل بالنابل ولا تميز بين الحق والباطل والامور الاساسية والامور الثانوية.

فلا يحتاج المرء الى عناء كبير لمعرفة السبب والمسبب في هزيمتنا في 7 يوليو1994م. تلك الهزيمة التي حولت شعب كامل الى رهينة لدى نظام صنعاء. ( نازل فيه) الرئيس اليمني وجيشه قتل وإعتقال وحصار ومطاردة ومحاولة الصاق نضالنا الوطني بالقاعدة ورغم ذلك لازال بعضنا نجده في اطارنا ممنوع اعلان الفطام. وعليه ان يواصل الرضاعة والامتثال حتى اخر نفس، وقديماً قيل ان طباخ السم يتذوقه، لذلك وجد اعرابي حية على قارعة الطريق ملتفة على بعضها نتيجة البرد والمطر، فعطف عليها واخذها تحت معطفه فلما احست بالدفء ردت الجميل بلدغة.
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 11:31 AM   #29
ابو عهد الشعيبي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-09-03
المشاركات: 1,680
افتراضي

بن شايف وابو صالح والهمشري والدكتور الزامكي
رفع الله قدركم وحفظكم , واحييكم واشكركم من القلب على سرعة التجاوب
وأتمنى ان ارئ من المزيد من التفاعل ..

مودتي وخالص تقديري
ابو عهد الشعيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 11:38 AM   #30
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

نقلا عن صحيفة المستقله

مقابلة د/مسدوس مع صحيفة المستقله.

د. محمد حيــــــدره مسدوس
- كيف تقرأون المشهد السياسي في ظل الازمات المتعدده التي تشهدها البلاد .. الانفلات الامني .. الحراك الجنوبي .. الوضع في صعده .. التدهور الاقتصادي .. حرب القاعده ؟ .


* هذا المشهد بكامله كان مفتعل من قِبل السلطه لدفن القضيه الجنوبيه ، و لكنه أنقلب السحر على الساحر . و بالتالي فان الحل الوحيد لهذا المشهد السياسي هو في اعتراف السلطه بالقضيه الجنوبيه و الجلوس للحوار مع الجنوبيين من اجل حلها ، لان حل القضيه الجنوبيه سيأتي بنظام سياسي جديد يرضي الحوثيين و يرضي المعارضه و يزيل أرضية الارهاب و يوفر الامن و الاستقرار للاستثمار .

- دكتور محمد ، هناك من يرى ان الحوار الجاري بين السلطه و المعارضه يستهدف احتواء الحراك ، فما رأيك ؟ .
* هو في الاساس يستهدف دفن القضيه الجنوبيه التي يحملها الحراك و بدفنها يموت الحراك ، و هذا ما يسعون اليه . و اذا ما نجحوا في ذلك فانهم سيعيدون انتاج النظام نفسه ، و هذا يعني استمرار البلد في ازماتها و اجبار شعب الجنوب على العوده الى الجنوب العربي كما كان قبل الاستقلال .

- هل الحوار بين السلطه و المشترك ام بين السلطه و لجنة الحوار الوطني التي يهيمن عليها الشيخ حميد الاحمر . و هل بنظرك اصبحت لجنة الحوار الوطني بديلا عن اللقاء المشترك ؟ .
* الشيخ حميد هو زعيم اللقاء المشترك و زعيم لجنة الحوار ، لان اللقاء المشترك و لجنة الحوار شيئا واحدا ، و لا يوجد للقاء المشترك شريك غير نفسه .

- السلطه تسعى للحوار من اجل اجراء الانتخابات .. ترى ماذا تريد المعارضه من هذا الحوار حسب متابعتك و فهمك لكثير من الحقائق غير المعلن عنها ؟ .
* كلاهما يريدان الانتخابات ، و قد خاضاها معاً منذ حرب 1994م ، و الفارق بينهما الان بعد ظهور الحراك الجنوبي ، هو ان السلطه تريد الانتخابات بمشاركة المعارضه لتمريرها في الجنوب و من ثم دفن القضيه الجنوبيه بالقوه ، و اللقاء المشترك يريد الانتخابات بمشاركة الجنوبيين لدفن القضيه الجنوبيه بدون القوه .

- و لكن اصحاب السلطه و اللقاء المشترك يرون الحوار الجاري بين السلطه و المعارضه هو الذي سيحل الازمه اليمنيه ، فهل هناك شكلا آخر للحوار كان يجب ان يكون ؟ .
* طالما و نوايا الطرفين دفن القضيه الجنوبيه ، و طالما و انهما يريان الانتخابات غايه و ما عداها وسيله ، فانه يستحيل ان يكون الحوار بينهما هو الحل ، لأن الحوار الحقيقي المطلوب موضوعيا هو مع الجنوبيين لحل القضيه الجنوبيه باعتبارها أم القضايا كلها و باعتبار ان حلها سيؤدي تلقائيا الى حل بقية القضايا الاخرى .

- لماذا تم اقصاء عبدربه منصور هادي من لجنة الحوار المصغره ؟ .
* ربما يكونوا قد رحموه و جنبوه الاحراج ، لانه يصعب عليه اخلاقيا ان يحاور أخوانه الجنوبيين حول القضيه الجنوبيه .

- الى اين سوف يسير هذا الحوار حسب توقعك ؟ .
* الى الفشل بكل تأكيد .

- هل ترى ان الفيدراليه هي الحل الاخير و الانسب الذي ستلتف حوله كل الاطراف ؟ .
* الحديث عن الحل قبل اعتراف السلطه بالقضيه الجنوبيه سابق لاوانه ، و الحل اصلا هو وظيفة الحوار و مبرر وجوده ، و اي حل يتم الاتفاق عليه بعد الان لن يصبح شرعيا الا باستفتاء شعب الجنوب عليه .

- كيف تقرأون سيناريو ما يحدث في الجنوب بصوره عامه و على نحو اخص بعد مصرع شخصيات مهمه في الاجهزه الامنيه في اكثر من محافظه سيما و ان هذه الشخصيات تعد بمثابة اعين و سمع و اجنحة السلطه ؟ .
* الاحداث الامنيه في الجنوب من صنع السلطه لاقناع الاروبيين و الامريكان بأولوية الملف الامني على الملف السياسي . و حسب معلوماتنا بان الجيل الجديد من تنظيم القاعده في الجنوب هو من صنع الاجهزه الامنيه لقمع الحراك باسم الحرب على الارهاب و سحب البساط من تحته لصالح تنظيم القاعده الذي يحاربه العالم ، و كل ذلك يهدف الى دفن القضيه الجنوبيه ، اضافةً الى ان الاجهزه الامنيه موزعه على مخابرات خارجيه و مرتبطة بها . و هذه المخابرات الخارجيه مصالحها متناقضه في اليمن و هو ما ينعكس على الاجهزه الامنيه ذاتها ، و مثل ذلك هو بدايه لادخال اليمن في الصراعات الدوليه التي لا ترحم . و انا مقتنع بان التيارات الاسلاميه المتطرفه كلها هي من صنع المخابرات الدوليه ، و انها جميعها و على رأسها تنظيم القاعده ((و بن لاذن )) ستختفي اذا ما اتفقت المخابرات الدوليه فيما بينها ، و لولا الخلافات بين الكبار لما ظهر محوري الممانعه و الاعتدال في الدول العربيه بكل تأكيد . و عندي قناعه ايضا بان المخابرات الاروبيه تستخدم فروع من تنظيم القاعده ضد المصالح الامريكيه و حلفائها من الحكام العرب و المسلمين ، و ان المخابرات الامريكيه تستخدم فروع اخرى في امكان اخرى من تنظيم القاعده ضد المصالح الاروبيه و حلفائها من الحكام العرب و المسلمين ايضا ، لان الصراع العالمي اليوم هو صراع مصالح بين الكبار ، و العرب و المسلمين ليسوا منافسين في هذا الميدان ، و انما هم اسواقا مستهلكه يتنافس عليها الكبار و يستخدمون سلاح الدين ضد مصالح بعضهم لتحقيق مصالحهم . فليس الصراع العالمي اليوم صراع حضارات او صراع اديان كما توهمنا المخابرات الدوليه و تشدنا اليه حتى ننشغل به و نترك الحاضر و المستقبل لهم ، و انما هو صراع مصالح اقتصاديه عالميه لا يوجد للعرب و المسلمين مكانه فيها . فالانظمه الغربيه انظمه علمانيه لا تؤمن بالاديان و لا تؤمن بتشريعات الاديان ، و هي التي ثارت على الكنيسه و اسقطتها و ليس المسلمون . و بالتالي فان الحرب العالميه اليوم ليست حرب صليبيه ضد الاسلام كما يقول المتشددون الاسلاميون ، و انما هي حرب المصالح الاقتصاديه العالميه بين الكبار بكل تأكيد . و الاهم من كل ذلك ان الاعمال الارهابيه هي التي سمحت للدول الكبرى بأستباحة العالم العربي و العالم الاسلامي و احتلاله عسكريا بأسم الحرب على الارهاب . حيث ان السياسه تقول بأن المستفيد من الحدث هو وراء الحدث كقاعده عامه .

- هل تخشى من مغبة انزلاق الاوضاع في الجنوب نحو الفوضى و فقدان الحراك السيطره عليها ؟ .
* السلطه هي من يصّدر الفوضى الى الجنوب ، و قيادات اللقاء المشترك تخفي رغبتها في ذلك اعتقادا منها بانها البديل للحراك في الجنوب . صحيح ان الرئيس علي عبدالله صالح يريدهم البديل اذا ما تمكن من قمع الحراك ، لأنه اصبح الان يخاف كثيرا من القضيه الجنوبيه و لا يخاف من اهلها . و لكن قيادات اللقاء المشترك لن تكون البديل ، و انما سيظهر حراك وطني جديد باسلوب عمل جديد يقوم على هوية الجنوب العربي و ليس على هوية الجنوب اليمني بكل تأكيد . حيث ان ذلك سيكون المخرج الوحيد امام شعب الجنوب . و هناك مبدأ في الامم المتحده يقول ان أي وحده اجباريه تعتبر استعمارا بكل ما للكلمه من معنى ، و هو ما أكدته الأمم المتحده لشمال السودان قبل اسبوع . و هذا ينطبق على قضيتنا في الجنوب بإمتياز ، خاصةً و ان كل الشماليين بدون استثناء اصبحوا بعد حرب 1994م يصرون على واحدية اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه و على واحدية تاريخيهما و ثورتيهما خلافا للواقع الموضوعي الملموس ، و مثل ذلك هو رفض لمفهوم الوحده و رفض مسبق للحل .

- في نظركم الى ماذا تعود اسباب تراجع استمرارية نشاط الحراك بما فيها زخم المسيرات و المهرجانات في العديد من المحافظات مثل .. حضرموت .. شبوه .. المهره .. و حتى أبين بعد اختفاء الفضلي مقارنه مع لحج و الضالع ، و هل تعتقد ان ذلك الفراغ سيزيد من تركيز السلطه على مناطق الضالع و لحج و ردفان ؟ .
* لم يتراجع نشاط الحراك في المحافظات التي ذكرتها ، و انما هناك ضعف في التغطيه الاعلاميه للحراك ، الى جانب التعتيم الاعلامي المفروض من قبل السلطه . و هناك بعض الناشطين في الحراك يفضلون الاحتفاظ بطاقات الناس ليوم الانتخابات القادمه .

- هل بات الفضلي واحدا من الحاملين الحقيقيين للقضيه الجنوبيه ؟ .
* نعم الفضلي من الحاملين للقضيه الجنوبيه ، و قد دخل الحراك بقناعه و فهم و ابعاد يدركها اكثر من غيره و هو من اسره تاريخيه اصيله لها مكانتها الاجتماعيه في الجنوب التي تجعله من الحاملين الحقيقيين للقضيه الجنوبيه أكثر من غيره .

- كونك من الشخصيات الوطنيه البارزه التي افنت حياتها في مسار النضال الوطني و باعتباركم اول الحاملين الحقيقيين للقضيه الجنوبيه ، فلماذا لم نشاهد لكم حضور ميداني في مهرجانات و فعاليات الحراك خلال الفتره الماضيه خصوصا و ان الجماهير متعطشه لرؤيتكم ؟ .
* العمل الميداني يتطلب طاقة الشباب ، و قياداته الآن من الشباب و لدينا فائض من القيادات الميدانيه الشابه ، و ما ينقصنا هو القيادات الفكريه و السياسيه و الاعلاميه التي مازالت غائبه و هذا ما نحاول تغطيته من قِبلنا . اما الجماهير فسوف نراها و ترانا في الوقت المناسب إن شاء الله .

- دكتور مسدوس ، كنتم اول من نادى بعد حرب 1994م باصلاح مسار الوحده و تزعمتم تيار المصالحه و اصلاح مسار الوحده داخل الحزب الاشتراكي .. اليوم و على اثر ما شهده الجنوب من حراك شعبي افضى الى رفع شعار الانفصال و تقرير المصير ، هل مازلت عند خيار اصلاح مسار الوحده ام ان الاوضاع قد تجاوزت هذا الخيار و باتت تفرض خيارات مفتوحه لديكم ؟ .
* كل الخيارات اصبحت الان بيد شعب الجنوب . و كما قلت في صحيفة الوسط انه لا يجوز من حيث المبدأ قبول اي حل ما لم يكن مربوطا باستفتاء شعب الجنوب عليه سواء كان هذا الحل فك الارتباط او الجنوب العربي او الفيدراليه او الحكم المحلي او غيره ، لانه لا يوجد و لن يوجد اي حل مشروع الا برضى الشعب صاحب الشأن ، و بالمقابل لا يجوز من حيث المبدأ ايضا رفض اي حل اذا ما ربط باستفتاء شعب الجنوب عليه حتى و لو كان الوضع القائم ذاته ، و أيً من السلطه او المعارضه يقبل بذلك سنمد أيدينا إليه .

- معلوم ان اي حراك يسعى الى تحقيق اهداف كبيره عبر مراحل التحولات التاريخيه و المدنيه انه بالتأكيد يمتلك برنامج سياسي واضح و نظام اليه تنفيذيه لبرنامجه ، فلماذا لم يتبلور حتى اللحظه مثل هكذا برنامج و اليه تتوحد على حملهما كافة اطراف الحراك ؟ .
* هذا ما يقوم به حاليا الاخوه في الداخل و الخارج .

- لماذا فشلت العديد من اللقاءات بين بعض الاطراف الجنوبيه بما فيها لقائ لندن الاخير عن خلق قياده جنوبيه موحده ، اين تكمن اسباب الخلاف و الى اي مدى قد ينعكس تأثير ذلك على معنويات الشارع ؟ .
* لم يفشل لقاء لندن و لم تكن هناك خلافات سياسيه حول القضيه الجنوبيه ، بل بالعكس كانت في السابق خلافات حولها و حاليا تم توحيد الجميع حولها و لم يبق غير بعض التفاوتات في الأراء حول الجوانب التنظيميه ، و هذا ما يجري تجاوزه حاليا .

- هل تعتقد ان عملية التصالح و التسامح تجسدت بين القيادات الجنوبيه بما فيها المنتميه للحراك بالقدر الذي تفرضه ظروف الواقع ، ام ان بعض رواسب الماضي لازالت في قلوب البعض ؟ .
* عملية التصالح و التسامح بين الجنوبيين ليست عمليه عاطفيه ، و انما هي عمليه موضوعيه يحتمها المصير الواحد . فعلى سبيل المثال عندما تحالف العمال و الفلاحون في التجربه الاشتراكيه السابقه لم يأتوا بالكتاب المقدس و يحلفوا عليه ، و انما العمال رفعوا شعار الارض لمن يفلحها و اصبحت قضيتهم واحده و مصيرهم واحد ، و نحن اليوم قضيتنا واحده و مصيرنا واحد .

- للشباب دورهم و حضورهم المتميز الى كونهم الاكثر تضحيه في سبيل القضيه الجنوبيه و استطاعوا توحيد الصفوف بطابع تحريري فلماذا لم تقدم لهم بعض التنازلات من قبل قيادات الحراك حتى يستطيعوا ان يسهموا اكثر في اطار الوحده الجنوبيه ؟ .
* القيادات الميدانيه كلها من الشباب ، و العمل الميداني ذاته يتطلب قيادة الشباب و يفرضها ميدانيا . و الظروف التي تمر بها القضيه الجنوبيه تتطلب نوعا من الثبات في القيادات ، لان نقل الاسرار من قائد الى اخر يؤدي الى افشاءها و فشل العمل . و بعد حل القضيه ستنتفي الحاجه للسريه و سيأتي دور الجميع وفقا للكفاءات العلميه . اما دورهم في توحيد الصف الجنوبي فهو مطلوب في كل مكان و زمان . و انا عندما ذكرت الرؤساء الجنوبيين الثلاثه في صحيفة الوسط ، ذكرتهم لاسباب اربعه ، اولها ان الجماهير في الجنوب لم ترفع غير صورهم ، و ثانيها انهم كانوا رؤساء للجنوب و يحملون الشرعيه التي يمكن توظيفها لصالح القضيه ، و ثالثها ان العالم لن يتفهم لقضيتنا الا عبرهم ، و رابعها انهم عباره عن عنوان للقضيه .

- عندما كان الدكتور مسدوس يتحدث عن اصلاح مسار الوحده عقب حرب 1994م كون تلك الحرب افرغت الوحده من مضمونها السلمي و اقصت الشريك الجنوبي كان هناك من يقف على مهاجمتكم الى حد اتهامكم بالجنون على اثر ما تتبنوه .. اليوم و بعد ان اثبتت المرحله مصداقية طرحكم و استوعب الجنوبيين مشروعية قضيتهم ماذا يقول مسدوس لأولئك النفر ؟ .
* لا عتب عليهم ، لان الخليفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ضد الاسلام و عندما عرف الحقيقه نصر الاسلام ، و كل ما نريده منهم الآن ان ينصروا القضيه الجنوبيه بعد أن عرفوا الحقيقه .

- ما مدى مصداقية السلطه في الحلول الفعليه لما يتعلق في قضية صعده و ما هي احتمالات نشوب حرب سابعه هناك ؟ .
* مشكلة صعده خرجت من يد السلطه الى يد غيرها . و هذا الغير اصبح بيده الحرب و السلام في صعده .

- هل ترى ان السلطات اليمنيه جاده في محاربة اعضاء تنظيم القاعده ، ام ان القاعده باتت عباره عن ورقه سياسيه تلعب بها السلطه متى ما ارات لغرض كسب المساعدات الغربيه من ورأها ؟ .
* السلطه لها مصلحه ذاتيه في بقاء و استمرار تنظيم القاعده و بالذات في الجنوب لاهداف اربعه ، أولها لتبرير قمع الحراك و سحب البساط من تحته لصالح تنظيم القاعده الذي يحاربه العالم ، و ثانيها لاقناع الاروبيين و الامريكان بأولوية الملف الأمني كما اسلفنا ، و ثالثها لأقناعهم بان البديل في الجنوب هو تنظيم القاعده ، و رابعها للحصول على المساعدات .

- لا شك ان الوضع الاقتصادي في البلاد يتجه يوما بعد يوم نحو الاسوأ ، في تقديركم الى اين قد تصل الامور في هذا السياغ ؟ .
* من الطبيعي ان يتجه الاقتصاد نحو الاسوأ ، لان الاقتصاد كقاعده عامه لا يزدهر الا في بيئه آمنه و مستقره ، و هذا غير موجود في اليمن .

- هل تعتقد ان هناك ثمة معالجات يمكن ان تتم في حالة مضى المشترك و المؤتمر قدما في عملية الحوار و انهاء جميع الازمات القائمه ؟ .
* الحوار بين السلطه و اللقاء المشترك مضيعه للوقت ، لان اللقاء المشترك في هذه الازمات الراهنه بلا هويه . فلا هو طرف علني مع السلطه في قضية الجنوب و لا هو مع الحراك فيها ، و لا هو طرف علني مع الحوثيين في مشكلة صعده و لا هو مع السلطه فيها .

- ما هي الكلمه الاخيره التي تود قولها لجماهير الحراك ؟ .
* ان يتحدوا و ان يثقوا بعدالة قضيتهم و حتمية انتصارها مهما طال الزمن ، و ان يتركوا المنافسه فيما بينهم على القياده ، لان سنة الله في خلقه تقول ان الذكاء في أي عمل هو موهبه إلهيه توهب لاشخاص و ليس لكل الناس . فعلى سبيل المثال في امتحانات المدارس يكون هناك الخمسه الاوائل و العشره الاوائل و لم يحصل و لن يحصل ان تكون الاكثريه هي الاوائل . و نحن في الجنوب مشكلتنا منذ البدايه اننا كلنا نريد ان نكون اوائل و هذا أمر مستحيل ، اي اننا كلنا نريد ان نكون مفكرين و سياسيين و قياديين ، و من تميز منا بالفكر او بالسياسه او بالقياده حسده الاخرون و وقفوا ضده حتى أصبحنا بلا مفكرين و بلا سياسيين و بلا قياديين و ضيعنا الوطن . و هذا ما نريد الحراك ان يتجاوزه . و عليه ان يدرك بأن الله جعل الاشخاص الموهوبين مرشدين للتاريخ و جعل الشعوب صانعه له ، و أي مخالفه لهذه القاعده تؤدي الى كارثه بالضروره .

16/10/2010م
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
د.محمد حيدرة مسدوس (قبل أن تدخل الشياطين) هلالي المنتدى السياسي 18 2011-05-19 03:32 AM
إلى الجنوبيين في الحوارالخميس , كتب/ د. محمد حيدرة مسدوس الشائوف المنتدى السياسي 13 2010-08-27 03:21 AM
محمد حيدرة مسدوس ،، [توضيح للحراك] ،،، بن عطـَّاف المنتدى السياسي 4 2009-10-30 11:12 PM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر