الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > منتدى التوثيق والمراسلة مع منظمات المجتمع والهيئات والوكالات الدولية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-04-19, 04:22 AM   #1
بائع المسك
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-08
المشاركات: 630
افتراضي

أتفهم اخي ابو حضرموت عتابك النابع من حرصك على السرعة في حسم أمر اسم الفريق المعلقة عليه اعمال الفريق، بالنسبة لكلمة الدولية فقد كتبة مني خطأ لأني ادخل كل ليللة النت، بعد نهاية يوم عصيب ومضني من العمل الذهني الشاق، لذلك فأنا ايدت مقترحك بشأن الاسم كاملا، وبالنسبة للخروج من الصفحة لم أخرج ولكن حاولت الدخول الى صفحة تنسيق الرسالة التعريفية وفتح روابط لتنسيقات للمراجعة وللاسف لم تفتح الروابط الا واحد النسخة العربية ثم انقطع الخط وانا اتصفح اطلع على تلك النسخة وللأسف وجدت معظم الاخطاء كما هي والظاهر بأنه لم يتم استبدال النسخة السابقة بالنسخة المصححة كاملة وانما اجزاء فقط حتى أن هناك خطأ في نص الفتوى في كلمة(تترس، والصحيح تمترس) وجدته كما هو رغم صححته بالنسخة المنزلة مني،، ولا تنسون أني لا استطيع فتح معظم الصور وعامل الغاء على خدمة عرض الصور، حتى اتصفح بسرعة بالشريحة التي استخدمها..تأكدوا أني كتبت بالعربي أم بالصيني، لاني ماعاد اشوف وعيوني تزغلل، من التعب، شغلتنا قرعه يأ ابا حضرموت سامحك الله، وحفظك ورعاك أنت وجميع الاعضاء الرئعين جدا..فائق تقديري واحترامي..ممكن بدل الروابط في تنسيقات الرسالة التعريفية تعرضوها لنا بالصفحة حتى نقدر نطلع عليها نحن المساكين اصحاب الشرائح..

هذه المشاركة تم نسخها ووضع العنوان لها كموضوع مستقل من قبل أبوحضرموت الكثيري لعناية الاخ العزيز رعين اليافعي .

التعديل الأخير تم بواسطة ابوحضرموت الكثيري ; 2011-04-19 الساعة 07:00 AM
بائع المسك غير متواجد حالياً  
قديم 2011-04-19, 07:03 AM   #2
ابوحضرموت الكثيري
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-27
المشاركات: 2,565
افتراضي

اخي العزيز رعين اليافعي ترانا نلفت عنايتك الى ان النسخة العربية للرسالة التعريفية سبق وأن تولى الاستاذ بائع المسك إجراء بعض التعديلات اللغوية والتصحيحات النحوية الهامة ويبدو انك قد غفلت عن إسقاط بعضها على الـ بي دي إف والوورد ، وعلى ذلك ترانا نثقل عليك كعادتنا ونتعبك من جديد بطلب إعادة إدراج الرسالة المصححة كاملة وعلى فقرة فقرة حتى لاتغفل عن إسقاط اي تصحيح لفقرات وعبارات الرسالة .
وسوف ترانا نورد أسفل هذا الموضوع إعادة إدراج الرسالة هنا مصححة وعليها جميع التعديلات المطلوبة .
لذا فرجائنا ان تقوم بنسخها فقرة فقرة وإلصاقها على البرامج المذكورة وبحيث تراعي عدم تأثير ذلك على التنسيقات الرائعة التي أضفتها بدورك على الرسالة .
ابوحضرموت الكثيري غير متواجد حالياً  
قديم 2011-04-19, 07:05 AM   #3
ابوحضرموت الكثيري
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-27
المشاركات: 2,565
افتراضي



رسالة تعريفية بالقضية الجنوبية

( إلى كل باحث عن الحقيقة وحريص على العدل والإنصاف)



تمهيد وتقسيم:أظهرت المواقف الرسمية والنخبوية والإعلامية من القضية الجنوبية داخلياً وخارجياً، عدم فهم دقيق وعميق لطبيعة تلك القضية ومرتكزاتها التاريخية والسياسية والقانونية التي تبرر وتعكس عدالة ومشروعية هدفها المتمثل في الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية عن طريق تقرير الشعب الجنوبي لمصيره بشأن الوحدة مع دولة الجمهورية العربية اليمنية وشعبها، وغياب ذلك الفهم بشأن القضية الجنوبية، قد دفعنا لإعداد هذا الموجز التعريفي (بطاقة تعريف) للقضية الجنوبية بهدف وضع أسس ومرتكزات واقعية ونظرية أمام المطلع والمتابع الأجنبي، يستطيع من خلالها تكوين رأي منطقي سليم وعادلٍ بشأن القضية الجنوبية، لأن ما يؤلم الجنوبيين حقاً في الوقت الراهن هو تلك المواقف والتناولات لقضيتهم، المبنية على فهم خاطئ ومشوَّش للأسس والمنطلقات الحقيقية لتلك القضية، ومع إيمان فريق الشباب الجنوبيين الذين اعدوا هذه الرسالة، بأن هذه الرسالة الموجزة لا يمكن لها أن تعطي للباحث عن الحقيقة تعريفاً شاملاً وكافياً لقضية وطنية كبيرة بحجم القضية الجنوبية، إلا أن معدي هذه الرسالة يؤمنون ــ أيضاً ــ بأن هذه الرسالة التعريفية الموجزة تضع بين يدي الباحث والمطلع، المفاتيح التي تمكنه من فتح أبواب أسوار هذه القضية، والولوج إلى عمقها، والتعرف على حقيقة جوهرها، كما هي بالواقع، وليس كما يحاول نظام صنعاء حجب الرؤية عنها وتصويرها بغير حقيقتها، ولأننا حريصون على احترام عقل القارئ والمطلع على هذه الرسالة، ومؤمنون بعدالة قضيتنا ومشروعيتها طبقاً لجميع الشرائع السماوية والمواثيق الإنسانية، فقد حرصنا عند صياغة هذه الرسالة على سرد الأحداث والوقائع التي شكلت وبلورت القضية الجنوبية، سرداً مجرداً كما حدثت وكما هي بالواقع دون فرض تفسير أو تحليل مسبق بشأنها على المطلع والقارئ لهذه الرسالة..لأن هدف الرسالة الرئيس هو كسر الحجب الذي احكمه نظام صنعاء حول القضية الجنوبية، ودعوة الباحثين والمهتمين والمطلعين إلى فهم حقيقة القضية الجنوبية وفقاً لمنطلقاتها الحقيقية في الواقع...وعليه وترتيباً على ما سبق، فقد تم تقسيم هذه الرسالة إلى ثلاثة محاور رئيسية على النحو التالي:
أولاً: خلفية تاريخية موجزة عن القضية الجنوبية:
يرجع نشؤ القضية الجنوبية إلى تاريخ الإعلان عن الوحدة الاندماجية بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990م، ويرجع سبب نشوءها إلى فشل ذلك الاندماج بين نظامي وشعبي الدولتين وإجهاض نظام صنعاء جميع محاولات إتمامه وإنقاذه، ثم قيام نظام صنعاء بالقضاء التام على مشروع الاتحاد الموقع عليه بين طرفيه، واستبداله بضم الجنوب أرضاً وشعباً ودولة إلى حكمه بالقوة المسلحة عن طريق حرب مدمرة دامت بين جيشي الدولتين مدة (72) يوماً انتهت بإقصاء الشريك الجنوبي في الوحدة، وتشريد قيادة دولته التي وقعت على الوحدة مع حاكم صنعاء إلى خارج البلاد، ثم نصب لهم المحاكم السياسية التي قضت بإعدامهم، ولا زال معظم تلك القيادة الجنوبية التاريخية في دول الشتات حتى اللحظة منهم ثلاثة رؤساء جنوبيين حكموا الجنوب قبل الوحدة..
هذا هو لب وجوهر القضية الجنوبية، ولأن الحاضر هو بطبيعة الحال امتداد للماضي ومؤسس عليه، فإن الفهم السليم للقضية الجنوبية حسب تحديدها السابق، يقتضي إعطاء لمحة موجزة عن خلفيتها التاريخية نوجزها بالنقاط التالية:

1ــ في 19يناير 1839م استطاعت بريطانيا بعد مقاومة شرسة وحرب غير متكافئة مع ابناء عدن، من احتلال عدن التي كانت حينها تتبع سلطنه لحج العبدلية إحدى سلطنات ومشيخات ما عرف بالجنوب العربي الواقع على الرقعة الجغرافية الممتدة من سلطنة عمان شرقاً إلى مضيق باب المندب والبحر الأحمر غرباً ومن بحر العرب جنوباً إلى حدود المملكة العربية السعودية ودولة أئمة الشيعة الزيدية شمالاً وهي ما عرف لاحقاً بــ (الجمهورية العربية اليمنية)، ودولة أئمة الشيعة الزيدية تلك تعاقبت على حكم اليمن الشمالي أكثر من ألف سنة (أواخر القرن الثالث الهجري حتى أواخر القرن الرابع عشر الهجري) فشلت خلالها رغم محاولاتها العديدة من ضم الجنوب العربي إلى سلطانها أو إخضاعه لحكمها.

(خريطة الجنوب العربي وفقاً لتقسيم السابق)
2ــ استمر احتلال الانجليز للجنوب العربي الذي عرف مؤخراً باليمن الجنوبي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، مائة وتسعة وعشرين عاماً، خاض خلالها الجنوبيون انتفاضات ومقاومة مستمرة ضد الاستعمار البريطاني، توجت تلك الانتفاضات بانطلاق ثورة 14اكتوبر 1963م التي تبنت الكفاح المسلح ضد الانجليز لمدة أربع سنوات توجت برحيل الاستعمار البريطاني ونيل الاستقلال الوطني في 30نوفمبر 1967م الذي أعلن فيه قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بقيادة الجبهة القومية التي تأثرت بالفكر القومي واليساري (الاشتراكي) في خمسينات وستينات القرن الماضي..
3ــ قضت دولة الاستقلال بقيادة الجبهة القومية على جميع سلطنات ومشيخات وإمارات الجنوب السابقة، وشردت رموزها خارج الوطن، واعادت تقسيم الجنوب إلى ست محافظات هي: عدن وحضرموت والمهرة وشبوة وأبين ولحج

(خارطة التقسيم الإداري لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وفقا لذلك التقسيم)
ثم انتهجت تلك الدولة، فكر الاشتراكية العلمية، الذي تم وفقاً له تأميم الملكية الخاصة، وتشريد أصحاب رأس المال الجنوبي في دول الجوار، فدانت تلك الدولة بالولاء للمعسكر الشرقي ( الاشتراكي)، وتأسس تبعاً لذلك الحزب الاشتراكي اليمني في أكتوبر 1978م وتغير اسم الدولة إلى (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) التي كان من ابرز أهدافها تحقيق الوحدة مع دولة اليمن الشمالي ( الجمهورية العربية اليمنية) التي تأسست في 26سبتمبر 1962م عقب إطاحة ضباط الجيش بدولة الأئمة الزيدية ، واتخذت تلك الدولة نهجاً شبه رأسمالي، فدانت بالولاء للمعسكر الغربي(الرأسمالي)، ونتيجة هذا التباين بين نظامي الدولتين، فقد شهدتا ثلاثة حروب بينهما، وكان يعقب كل منها جلسات مفاوضات تفضي إلى اتفاقات بشأن تحقيق الوحدة بين الدولتين، إلا أنها تتعثر في مهدها..

4ـ بتاريخ 22مايو 1990م تم الإعلان في عدن عن قيام وحدة اندماجيه بين نظامي الدولتين (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية) ممثلين بالرئيسين/ علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض، وحدد الإعلان مرحلة انتقاليه لمدة سنتين وستة أشهر، يتم خلالها دمج مؤسسات الدولتين واستكمال بناء الدولة الموحدة التي سميت بــ (الجمهورية اليمنية) دون أن يستفتى شعبا الدولتين على تلك الوحدة، ومع ذلك فأن أياً من تلك الاتفاقيات والمواثيق الموقعة، لم يتم تنفيذها خلال المرحلة الانتقالية أو بعدها...كانت هذه لمحة تاريخية موجزه عن خلفية القضية الجنوبية وهي مهمة لفهم تلك القضية فهماً سليماً .
ثانياً: نشوء القضية الجنوبية ومراحل تطورها:
مرت القضية الجنوبية بثلاث مراحل رئيسية هي:
المرحلة الأولى: نشوء وتبلور القضية الجنوبية(22/5/1990م/ ـــ 7/7/1994م):
ارتبط وتزامن نشوء القضية الجنوبية مع إعلان الوحدة الاندماجية فيما بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية، ليلة الثاني والعشرين من مايو1990م تحت مسمى جديد هو(الجمهورية اليمنية) وهذه الوحدة ولدت كسيحة غير قادرة على الحركة أو الوقوف على رجليها وبيان ذلك:
أ‌)ما إن تحققت الوحدة الطوعية السلمية بين الدولتين في 1990م، حتى أتضح أن نظام الشمال إنما كان يضمر إلحاق الجنوب بسلطته والاستحواذ عليه، بأرضه الشاسعة(350,000 كيلومتر مربع) وموقعة الإستراتيجي وشواطئه الواسعة وما يختزنه من ثروات معدنية وزراعية وسمكية، وإحالته غنيمة لحكام الشمال ينهبون موارده وثرواته أكد ذلك سلوك أولئك الحكام عقب إعلان الوحدة، كما أكدت ذلك شهادات قيادات الشمال في مذكراتهم التي صدرت مؤخرا منها مذكرات الشيخين عبدالله بن حسين الأحمر وسنان أبو لحوم.. في الوقت الذي كان ينظر الجنوبيون للوحدة بوصفها حلماً قومياً ومشروع دولة يمنية حديثة ومزدهرة.

ب‌) انتقلت القيادة الجنوبية إلى صنعاء عاصمة الدولة الموحدة حسب اتفاقيات الوحدة، وتنازلت عن رئاسة تلك الدولة الوليدة لحاكم صنعاء تعبيراً عن حسن النوايا وصدقها في تأسيس دولة يمنية حديثة وموحدة، إلا أنها تفاجأت بنظام صنعاء ينكث بجميع اتفاقيات الوحدة ويفشل كل محاولات تطبيقها خلال المرحلة الانتقالية، بل ويسعى حثيثاً لتخلص منها ومن شريكه الجنوبي بكل السبل المشروعة وغير المشروعة، فلم يتحقق الدمج بين مؤسسات الدولتين، فيما عدا دمج شكلي لمؤسسة الرئاسة والبرلمان وقيادة الحكومة، وظلت معظم مؤسسات الدولتين لا تخضع إلا لقيادتها السابقة دون قيادة دولة الوحدة حتى وان كانت تتبعها في ظل التشكيل الحكومي الذي أعقب إعلان الوحدة وخصوصاً المؤسستين العسكرية والأمنية حيث ظل جيشا الدولتين وقواتهما الأمنية مستقلتين ويخضع كل منها لقيادته السابقة..
ت‌) اتخذ حاكم صنعاء إجراءات عملية لإقصاء الشريك الجنوبي عن طريق تجنيد المجاهدين العائدين من أفغانستان، للقيام بعمليات تصفية جسدية لأبرز القيادات الجنوبية حسب خطورتها في نظر حاكم صنعاء على خططه التي أعدها وذلك تحت مبررات تكفيرية عقائدية فكانت حصيلة ذلك خلال المرحلة الانتقالية فقط، قتل (152) قيادي جنوبي، دون أن يتم القبض على قاتل واحد
ث‌) إزاء الرفض المطلق لمشروع دولة الوحدة من قبل حاكم صنعاء، برزت أزمة سياسية بين شريكي الوحدة عقب الإعلان عنها بثلاثة أشهر، انسحب على أثرها الرئيس الجنوبي علي سالم البيض إلى عدن رافضاً عودته إلى صنعاء إلا بتطبيق اتفاقيات الوحدة واعتبار الجنوب بمشروعه الوطني شريكاً فيها، إلا أن جميع ما كان يتم الاتفاق عليه مع لجان الوساطة، ينكث به الطرف الآخر قبل أن يجف حبره حتى كانت انتخابات 93م البرلمانية التي صوت فيها الجنوب لموقف قيادته الرافض للضم والإقصاء للجنوب كشريك في الوحدة ومشروع دولتها الحديثة.
ج‌) على الرغم من أن إفشال نظام صنعاء لاتفاقيات الوحدة وتعطيلها، كان كافياً لإعلان قيادة الجنوب فشل الوحدة الاندماجية وفك الارتباط بإعادة الحال إلى ما كان عليه قبل 22مايو 90م، رغم ذلك إلا أن القيادة الجنوبية وانطلاقاً من عظمة منجز الوحدة بنظرها، حاولت مع بقية القوى التقدمية والوطنية وتحت رعاية عربية ودولية، التوصل إلى صيغة جديدة من شانها بناء دولة يمنية حديثه موحدة بدلاً من عودة الوضع السابق، فتم فعلاً التوصل إلى وثيقة العهد والاتفاق التي تم التوقيع عليها في الأردن فبراير/1994م إلا أن هذه الوثيقة رغم قصورها في حل المشكلة من جميع جوانبها، فقد رأى فيها حاكم صنعاء وأسرته الحاكمة وشريكه الجديد ــ القديم ــ حزب الإصلاح الإسلامي، رأوا فيها تهديداً حقيقياً وانقلاباً على مشروعهم القبلي العائلي لحكم اليمن. وعندما أيقنوا بأن وثيقة العهد والاتفاق هي بداية النهاية لحكمهم، وقعوا عليها تحت الضغوط العربية والداخلية واتخذوا قرار الحسم العسكري الذي مهد له منذ البدء للخلاص من جميع المشاريع الوطنية القادمة من الجنوب التي تهدد بقاءهم، فأعلن حاكم صنعاء الحرب على الجنوب من ميدان السبعين في27/4/1994م ثم بدأت العمليات الحربية بتاريخ 5/5/1994م التي كان الجنوب مسرحها لمدة اثنين وسبعين يوماً، شارك فيها إلى جانب حاكم صنعاء قبائله وأكثر من عشرين ألف مجاهد عرب ويمنين من تنظيم القاعدة العائدين من أفغانستان حسبما كشفت التصريحات الرسمية في المرحلة اللاحقة، كما أن نظام صنعاء جعل من هذه الحرب حرباً دينية مقدسة ضد أعداء الله من الكفرة والملحدين الشيوعيين، فاصدر علماؤه فتوى تبيح قتل الجنوبيين ونساءهم وأطفالهم

رابط الفيديو للفتوى على اليوتيوب

وهذا النص الحرفي لتلك الفتوى الظالمة:" إننانعلم جميعاً أن الحزب والبغاة في الحزب الاشتراكي المتمردين هؤلاء لو أحصينا عددهـملوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودين ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان مـن يقف إلـىجانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه فـي تاريخهم الأسـود ....أنهم أعلنوا الـردةوالإلحاد والبغي والفساد.....هؤلاء الذيـن هـم رأس الفتنة إذا لـم يكن لهم مـنالأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحـاد علـى أحد......ولا أن يعلنواالفسـاد ولا أن يستبيحوا المحرمات ولكن فعلوا ما فعلوه بأدوات هذه الأدوات هم هؤلاءالذين نسميهم اليوم المسلمين هؤلاء هم الجيش الذي أعطى ولائه لهذه الفئة.....وهنالابد من البيان والإيضاح فـي حكم الشرع في هذا الأمر :
أجمع العلماء أنه عندالقتـال بل إذا تقاتـل المسلمين وغير المسلمين فإنه إذا تمترس أعـداء الإسلام بطائفةمن المسلمين المستضعفين من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال ولكن إذا لم نقتلهمفسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم مـن المسلمين ويستبيح دولة الإسلاموينتهك الأعراض إذاً فقتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينافإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتـل هؤلاء المستضعفين الذيـن لا يقاتلوا فكيف بمنيقف ويقاتل ويحمل السلاح هذا أولاً ...
والأمر الثاني الذين يقاتلون في صف هؤلاءالمتمردين هم يريدون أن تعلوا شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه فـي علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهومنافق أما إذا أعلن ذلك وأظهره مرتداً أيضاً".


( صورة من صحیفة الوثیقة المصریة: علماء ومفكرون إسلامیون یردون على فتوي الدیلمي )

ح‌) قاوم جيش الجنوب قوات الجمهورية العربية اليمنية النظامية والجهادية والقبلية الغازية للجنوب على طول حدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع الجمهورية العربية اليمنية، وخاض معها حرباً شرسة استمرت لسبعين يوماً، إلا أن تمزيق أوصال الجيش الجنوبي بين الشمال والجنوب وعدم جاهزيته العسكرية وعدم استعداده لتلك الحرب، كل ذلك جعل الغلبة لقوات صنعاء الغازية..
خ‌) بعد أن رفض حاكم صنعاء كل الوساطات الإقليمية و العربية والدولية لوقف الحرب، بل ورفض الانصياع إلى قرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قراري مجلس الأمن رقمي (931،924 ) لسنة 1994 ولتسهيل الإطلاع على تلك القرارات نورد وصلات الوصول إليها فيما يلي :
للإطلاع قرار مجلس الأمن الدولي رقم ( 924 ) لسنة 1994
http://www.moqatel.com/openshare/Beh...25.doc_cvt.htm
للإطلاع قرار مجلس الأمن الدولي رقم ( 931 ) لسنة 1994
http://www.moqatel.com/openshare/Beh...27.doc_cvt.htm

حيث قضت تلك القرارات في فحواها بوقف القتال والعودة إلى الحوار بين الطرفين لإيجاد حل مناسب للمشكلة، وهو الأمر الذي تضمنته مواقف الدول العربية والجامعة العربية التي أكدت على عدم جواز فرض الوحدة بالقوة، بعد كل ذلك وأمام ضغط الجماهير التي خرجت إلى شوارع عدن وغيرها من مدن الجنوب، مطالبة قيادتها بإعلان فك الارتباط، فما كان من قيادة الجنوب إلا أن أعلنت فك ارتباط جمهورية اليمن الديمقراطية عن الجمهورية العربية اليمنية بتاريخ 21/5/1994م بعد مرور ستة عشر يوماً من بدء الحرب الشاملة ضد الجنوب، في حين ظلت قوات صنعاء تواصل تقدمها نحو العاصمة عدن وبقية المدن الجنوبية حتى أحكمت حصارها على العاصمة عدن وعزلها عن جميع المحافظات الجنوبية، بل وقامت بتدمير محطة توليد الكهرباء فيها في أوج حر صيفها الساخن وقصفت مدنها بالمدفعية والصواريخ والطائرات، بل وتم قطع امددات المياه عنها بعد السيطرة على منابعها في محافظة لحج المجاورة، ورفض الغزاة كل مساعي المنظمات الدولية والإنسانية وقرارات مجلس الأمن في إعادة تشغيل محطات ضخ المياه الواقعة على مشارف عدن بعد السيطرة عليها وإيقافها من قبل القبائل الهمجية الغازية، مما جعل ابناء عدن وابناء المناطق المجاورة الذي لجئوا إليها بعد اجتياح مناطقهم ونهبها من أولئك الغزاة، جعلهم يحفرون الآبار بأيديهم ويقفون في طوابير طويلة وسط لهيب حر الصيف وقذائف الغزاة تتهاوى على رؤوسهم وتحصد أرواح أعداد كبيرة منهم إثناء ذلك..

د‌) في ظل حصار همجي لا أخلاقي بات الوضع الإنساني والمعيشي لسكان عدن ومن لجأ إليها بالغ السوء، ويمثل كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالساحات العامة والملاعب الرياضية والمدارس والمباني الحكومية والمساجد ومنازل سكان مدينة كريتر وغيرها من مدن عدن، باتت تكتظ بالنساء والأطفال والعجزة الذين هربوا من المناطق التي اجتاحها الغزاة ومن مناطق القتال على مشارف عدن في ظل انقطاع امدادات المياه والكهربا وكثافة القصف المدفعي والصاروخي من قبل القوات الغازية على تلك التجمعات والمنازل فكانت تلك القذائف تحط على رؤوس أولئك اللاجئين وتخلف الواحدة منها العشرات من القتلى والجرحى، مما جعل المستشفى الوحيد في خور مكسر الذي يستقبل الجرحى وجثث القتلى، غير قادر على استيعاب كل ذلك. إزاء هذا الوضع المأساوي لم يكن أمام قيادة الجنوب أي خيار غير وقف القتال ومغادرة عدن عبر البحر إلى الدول القريبة منها حقناً لدماء المدنين الأبرياء الذي لم تراع القبائل الغازية لحرمت دمائهم إلاً ولا ذمه.
ذ‌) فجعت عدن في يوم 7/7/1994م إثر دخول قوات حاكم صنعاء وقبائله عقب انسحاب قيادة الجنوب المدنية والعسكرية والأمنية منها، فجعت بكارثة أخلاقية وإنسانية لم تعرفها خلال تاريخها على مر العصور بل ولم تعرفها الإنسانية إلا في لحظات فارقه من تاريخها ظلت ذاكرة أجيالها تتداولها بوصفها أبشع صورة تجرد فيها بني البشر من إنسانيتهم وقيم الفطرة الإنسانية التي خلقوا عليها، في ذلك اليوم أعادت جحافل صنعاء الغازية إلى أذهان البشرية تلك الصورة القاتمة في ذاكرتها منذ غزو المغول التتار لعاصمة الخلافة الإسلامية بغداد في القرن السابع الهجري وتدميرهم لبغداد ونهب أموال سكانها ودولتها وإحراق مكتباتها ومساجدها ومتاجرها...الخ، أعادت جحافل صنعاء الغازية تلك الصورة القاتمة إلى أذهان البشرية من جديد يوم 7/7/1994م عندما استباحت عدن ودمرت ونهبت كل مقومات دولتها المادية والثقافية في مشهد همجي حفر تفاصيله في ذاكرة ابناء هذه المدينة اللذين شاهدوه وعاشوا تفاصيله كاملة، ذلك المشهد الذي ظهر فيه همج القبائل الغازية وهم يقتحمون المنازل والمدارس والمتاحف والمكتبات والمباني الحكومية ومقرات السفارات الأجنبية وينهبون محتوياتها بما فيها نوافذها وأسلاك الكهرباء وأدواتها المثبتة على جدرانها...الخ وبصورة همجية لا يمكن للأقلام والكلام وصفها كما حدثت بالواقع لهذه المدينة التي مثلت عبر تاريخها الطويل مركز إشعاع فكري وحضاري في المنطقة عموماً، هذه المدينة التي احتضنت كل القادمين إليها من مختلف أصقاع المعمورة ومنحتهم الأمن والحب والمعرفة دون تمييز عن أهلها ومن أولئك أحرار وثوار الشمال الفارين من جلادهم المستبد الإمام يحيى حميد الدين وبنيه، فعاد ابناء سبتمبر إلى هذه المدينة لرد الجميل وفقاً للطريقة السابق ذكرها.. فأي جزاء نالته عدن من أحفاد الزبيري والنعمان؟؟. وما نال عدن هو ما نال بقية مدن ومحافظات دولة الجنوب المختلفة وإنما كان وقع ذلك على عدن أكثر إيلاماً لأنها مدينة استثنائية وأعطت اليمن الشمالي كل ما لديها؟.
المرحلة الثانية: انهيار شرعية الوحدة واستئصال قيمها النبيلة(يوليو1994م ــ يناير 2006م):
إذا كانت حرب اجتياح الجنوب في صيف 1994م قد قضت على شرعية ومشروعية عقد وحدة 22مايو 1990م السلمية من الناحية السياسية والقانونية، فإن سلوك نظام صنعاء عقب انتهاء تلك الحرب، تجاه الجنوب شعباً وأرضاً وتاريخاً وثقافة وهوية، قد دمر وقضى على قيم ومفاهيم الوحدة النبيلة في نفوس الجنوبيين وحولها من حلم قومي وقيمة إنسانية وأخلاقيه سامية، إلى كابوس مخيف في حياة الجنوبيين، باسمها تصادر الحقوق وتنهب الثروات وتنتهك وتداس حرية وكرامة الجنوبي على عتبات أبواب حكام صنعاء وزنازينهم حتى صار أنين وجع الجنوبي خيانة وطنية وارتداداً على وحدة ليس لها وجود إلا في جيوب وأرصدة حاكم صنعاء وزبانيته، لذلك فقد اتخذت هذه المرحلة مسارين متوازين، أحدهما تدمير ونهب منظم للجنوب، وثانيهما رفض جنوبي لذلك الاستبداد:
1ــ المسار الأول: تدمير الجنوب :
كشف نظام صنعاء عقب إقصاء شريكه الجنوبي في الوحدة وضمه للجنوب إلى حكمه بالقوة المسلحة، كشف عن حقيقة مفهوم الوحدة لديه ونظرته تجاه الجنوب التي كانت امتداداً لنظرة أسلافه أئمة الشيعة الزيديه الذين كانوا ينظرون إلى الجنوب كضيعة من ضياع الشمال وفرع من اليمن الأم (صنعاء) ويجب عودة ذلك الفرع إلى الأصل، ولأجل تحقيق أمنية إسلافه تلك، فقد اتخذ نظام صنعاء عقب سيطرت جيشه وقبائله ومجاهديه على الجنوب في 7/7/1994م الخطوات التالية:

أ‌) بدأت أول خطوة عقب احتلال الجنوب بالتخلص من جميع اتفاقيات الوحدة بما فيها دستورها ووثيقة العهد والاتفاق الموقعة في الأردن، فعدل دستور الوحدة وحول نظام الحكم من جماعي ــ مجلس رئاسة ــ إلى نظام فردي رئيس يجمع بيده كل السلطات ولا يخضع لمحاسبة أو رقابة أي سلطه أخرى، بمعنى آخر تم الرجوع إلى نظام الجمهورية العربية اليمنية وتطبيقه على شعب جمهورية اليمن الديمقراطية باعتبار هذه الأخيرة فرع تم إعادته وضمه إلى الأصل.
ب‌) التخلص من اخطر مؤسسة جنوبية ممكن أن تشكل تهديداً لوجود نظام صنعاء غير المشروع في الجنوب، وهي مؤسسة الجيش الجنوبي فبعد أن شُردت قيادات الجيش العليا في دول الجوار، فقد عمد حاكم صنعاء لتصفية بقية العنصر البشري من الجيش الجنوبي وفق خطة منظمة ومدروسة ابتدأت في توزيع وتشتيت أفراده على وحدات وألوية جيش نظام صنعاء بما يضمن تذويب وحدات الجيش الجنوبي وتشتيتها داخل وحدات جيش صنعاء، ولكي يضمن نجاح ذلك فقد كان لزاماً عليه أن يتخلص من قيادة وضباط ذلك الجيش، فعمد إلى تسريح تلك القيادة وإبقاءها في البيوت دون إسناد أي مناصب أو مهام عسكرية إليها، بل بدون منحها مستحقاتها القانونية في الترقية والمناصب وذلك كان تمهيداً لإحالتها للتقاعد في أوج عطائها بما تمتلكه من مؤهلات علمية وخبرة عملية لا يتمتع بها من هم قادة الوحدات العسكرية القائمة، والذين هم من أسرة وأقرباء حاكم صنعاء وقبيلته، وبذلك حقق حاكم صنعاء ما كان يهدف إليه من رفض دمج الجيشين في المرحلة الانتقالية، بالحفاظ على جيشه كمؤسسة قبيلة تؤمن بقاءه في الحكم والقضاء على معارضيه.
ت‌). القضاء على جميع مؤسسات دولة الجنوب الأخرى ونهب مقوماتها المادية وتقاسمها كغنائم بين أمراء الحرب من المشأئخ والمجاهدين والأسرة الحاكمة، ثم تسريح موظفي تلك المؤسسات وإبقائهم في منازلهم ومعظمهم بدون رواتب، ولم يقف الأمر عند ذلك بل لجأت السلطة إلى بيع وتوزيع ما تبقى من أصول المؤسسات الإنتاجية والصناعية الجنوبية على مراكز القوى المتنفذة والمقربين منها بثمن بخس تحت مسمى الخصخصة التي اقتصرت على مؤسسات دولة الجنوب دون الشمال..
ث‌) وضع الجنوب تحت قبضة أمنية وعسكرية شديدة، حيث تم الزج بوحدات عسكريه ضخمة إلى مناطق الجنوب التي قسمت إلى مناطق عسكرية وفي إطار كل منطقة أنشأت قطاعات عسكرية وأصبح رئيس القطاع العسكري بالمنطقة أو المديرية هو صاحب السلطة العليا فيها، وصار هو من يقوم بحل قضايا المواطنين، بدلاً من القضاء وعن طريق التحكيم القبلي الذي يقتضي وضع ما تسميه قبائل الشمال ب(العدال) وهو عبارة عن (أسلحة أو سيارات أو مبالغ ماليه) من قبل طرف المشكلة لدى ذلك القائد العسكري قبل إصدار حكمه بينهما، فضلاً عن أجرته وأجرة جنوده وأجرة العدول الذي سيستعين بهم في حل المشكلة.. وهكذا عاد الجنوبيون إلى مرحلة ما قبل الدولة بل وأسوأ من ذلك.
ج‌) ولان نظام صنعاء يدرك أكثر من غيره عدم شرعية وجوده في الجنوب، فقد حاول بكل الوسائل إضفاء مشروعية شكلية على ذلك الوجود من خلال الإغراء وشراء الذمم بل واستئجار بعض الشخصيات الجنوبية مستغلاً الظروف المادية الصعبة التي تعرض لها الجنوبيون بعد الحرب، فضلاً عن هواة المناصب والكراسي الذين لا يخلو منهم زمان ولا مكان على مر تاريخ البشرية، ومع ذلك فشل ذلك النظام من اكتساب مشروعية حقيقية لاحتلال للجنوب .
المسار الثاني: الرفض الجنوبي لاستبداد صنعاء:
رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها نتائج حرب صيف 1994م على الجنوبيين، ورغم القبضة العسكرية والأمنية الشديدة على الجنوب إلا أن الرفض الجنوبي للواقع والاستبداد الذي فرضته صنعاء عليه، استمر منذ اللحظة التي وضع فيه حاكم صنعاء قدمه في الجنوب، بأشكال وصور مختلفة ومتعددة ومن مختلف فئات ومكونات الشعب الجنوبي أفراداً وجماعات ونوجز ذلك بالاتي:
1) بدأ الرفضالجنوبي بحركة موج، التي تأسست في الخارج بعد حرب صيف 1994م مباشرة، ولعبت دورا تاريخيا في مواجهة الهزيمة النفسية والمعنوية لابناء الجنوب بعد الحرب و لملمت شملهم و جعلت القضية حية في الخارج لمدةسبع سنوات..
2) تيار إصلاح مسار الوحدة، ظهر بعد الحرب مباشرة أيضا و طرح فكرة(( إزالة آثار الحرب و إصلاح مسار الوحدة )) و حدد مفهومه لإزالة آثار الحرب بنقاط أربع، أولها: إلغاء الفتوى الدينية التي بررت الحرب و أباحت الأرض و العرض و حولت الجنوب إلى غنيمة، و ثانيها: إعادة ما نهب تحت تلك الفتوى أو تحت غيرها من ممتلكات خاصة و عامة باعتبارها من آثار الحرب، و ثالثها: إعادة جميع المؤسسات العسكرية و الأمنية و المدنية الجنوبية إلى ما كانت عليه قبل الحرب، و ثالثها إعادة جميع المؤسسات العسكرية و الأمنية و المدنية الجنوبية إلى ما كانت عليه قبل الحرب، باعتبار أن حلها من آثار الحرب، و رابعتها: إلغاء الأحكام على قائمة ال (( 16 )) لأنها إحكاماً سياسية باطلة، وعودة جميع المشردين في الداخل و الخارج إلى أعمالهم و إعادة ممتلكاتهم ، باعتبار أن كل ذلك من آثار الحرب وباعتبار أن ذلك من الحقوق المدنية التي يكفلها الدين الإسلامي الحنيف و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
3) حركة حتم : هذه الحركة طرحت حق تقرير المصير و أخذت أسلوب الكفاح المسلح منذ انطلاقها في 1997م....
4) التكتل الوطني : هذا التكتل كان امتدادا لحركة موج ، و كان أول محاولة لإيجاد أداة سياسية للقضية في الداخل، و قد حاول أن يحصل على ترخيص من السلطة و لم تسمح له، مما جعل أعضاؤه ينضمون إلى حزب الرابطة..
5) اللجانالشعبية: اللجان الشعبية: هذه اللجان جاءت بمبادرات شعبية محلية، و كانت بدايتها رائعة ، إلا أن معاداة أحزاب المعارضة لها و مؤامراتها عليها قد شجعت السلطة على قمعها و تصفيتها عبر القضاء..
6) ملتقى أبناء الجنوب : هذا الملتقى تشكل من ابناء الجنوب المتواجدين في صنعاء، و رغم أن مبررات ظهوره كانت مطلبيه، إلا انه شكل إزعاجاً كبيراً للسلطة وأوقف حملة التصفيات التي قامت بها تجاه من تبقى من الجنوبيين في جهاز الدولة، و حافظ على بعض من حقوقهم، و شكل بذرة من بذرات الحراك

7) تيار المستقلين : هذا التيار كان امتداداً لتيار إصلاح مسار الوحدة خارج الحزب الاشتراكي و كان رديفاً له، و قد لعب دورا في إبراز القضية إعلامياً و شكل بذرة من بذرات الحراك..
8) حركة تاج : هذه الحركة ظهرت في لندن سنة 2004م وتبنت هدف تقرير المصير للجنوبيين، وامتدت بسرعة فائقة إلى الداخل و تمكنت من إحياء القضية في الخارج بعد غياب حركة موج و كان لها دور كبير في ظهور الحراك و أصبحت من المكونات الرئيسية للحراك . .
9) جمعيات المتقاعدين: هذه الجمعيات كان لها الدور الرئيسي و الريادي في ظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي و بالذات العسكريين، حيث شكلت هذه الجمعيات عموده الفقري، وهي أول من كسر حاجز الخوف في ساحة العروض بخور مكسر يوم 7/7/2007م و فتحت بذلك الطريق واسعاً أمام النضال الوطني السلمي الجنوبي ، مضاف إليها جمعيات الشباب العاطلين عن العمل و بقية جمعيات المجتمع المدني الأخرى..
كانت هذه مقدمات الرفض الجنوبي، التي شكلت بذرة ثورة شعب الجنوب وحراكه السلمي..


المرحلة الثالثة: الثورة (الحراك) الجنوبية السلمية:
وفقاً للسير الطبيعي لأحداث التاريخ المحكوم بقانون السببية( السبب والمسبب، المقدمة والنتيجة)، فإن الواقع الاستبدادي الذي فرضه نظام صنعاء على الجنوب منذ 7/7/1994م، بأدواته القمعية وارثه الثقافي القبلي المؤسس على الفيد والغنيمة والمكر والخداع وفرق تسد...الخ، كان من الطبيعي أن يفضي حتماً إلى ثورة شعب الجنوب على هذا الواقع، الذي جعلهم خارج سياق حركة التاريخ المعاصر، بل وأعادهم إلى جاهلية القرون الأولى بلا تاريخ ولا هوية ولا ثقافة ولا آمال وتطلعات، فمن وسط هذا الشعور والمعاناة والألم بدأت براعم الثورة الشعبية الجنوبية تظهر على السطح، ولأن ابرز واخطر سلاح استخدمه نظام صنعاء لتامين بقاء وترسيخ استبداده، يتمثل في إثارة الفرقة والشقاق بين الجنوبيين عن طريق استحضار خصومات وصراعات الماضي الجنوبي القريب والبعيد، فقد كانت أول خطوات الثورة الجنوبية هي سد تلك الثغرات عن طريق تطبيق مبدأ التصالح والتسامح بين الجنوبيين جميعاً، فانطلق أول ملتقى للتصالح والتسامح الجنوبي من مقر جمعية ردفان بعاصمة الجنوب عدن في 13يناير2006م وعقبها تأسست ملتقيات التصالح والتسامح الجنوبي في جميع محافظات ومناطق الجنوب، فواجهها نظام صنعاء بالبطش والتنكيل برموزها ومنظميها وإيداعهم السجون وإغلاق مقر جمعية ردفان بعدن التي انطلقت منها تلك الملتقيات، إلا أن التصالح والتسامح الجنوبي استمرت وتيرته بتفاعل جميع الجنوبيين، ثم تأسست حينها جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين الجنوبيين وجمعيات الشباب والطلاب الجنوبيين وغير ذلك الكثير من الأشكال التنظيمية الاجتماعية والسياسية والثقافية، وتحرك معها شعب الجنوب من المهرة إلى باب المندب، وخرج إلى الشارع معلناً رفضه وثورته على استبداد نظام صنعاء القبلي المتخلف، باسم حلم الجنوبيين النبيل (الوحدة) وبصوت واحدة صرخ شعب الجنوب في وجه حاكم صنعاء: ارحل عن أرض الجنوب لا وحده بالقوة.. حاول نظام صنعاء إسكات تلك الصرخات بكل الوسائل القمعية والاستخباراته، إلا أنه فشل وزاد وهج الحراك الجنوبي وانتشر وتمدد إلى كل قرية وبيت على أرض الجنوب وفي المهجر، وانكسر حاجز الخوف والذل الذي حاول نظام صنعاء فرضه على الجنوبيين طيلة اثنتي عشر سنة ماضية، ليدشن رسمياً انطلاق ثورة شعب الجنوب وحراكه السلمي وهدفه في تقرير المصير، في مهرجان جماهيري ضخم يوم 7/7/2007م في ساحة الحرية بمدينة خورمكسر محافظة عدن عاصمة دولة الجنوب المغدور بها في ذات التاريخ من سنة 1994م، وهذا موجز مختصر لتطورات أحداث الثورة الجنوبية التي تلت تاريخ انطلاقها الرسمي السابق ذكره:
1ــ انتفض شعب الجنوب عقب 7/7/2007م من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً رافعين علم دولتهم السابقة ومطالبين بالاستقلال عن جمهورية العربية اليمنية واستعادة دولتهم السابقة.
2ــ رغم أساليب البطش والقتل والإلقاء في غياهب السجون، التي اتبعها نظام صنعاء لإخماد ثورة الجنوب، إلا أن هذه الثورة ازدادت قوة وعنفواناً وبشكل مستمر ومتواصل يومياً..ولم يستطع نظام صنعاء إيقافها ولكنه استطاع التعتيم إعلامياً عليها وصرف أنظار العالم عنها، وكان أهم وسائله في ذلك، هو تحريك خلايا تنظيم القاعدة التي تربطه فيها علاقة وطيدة منذ استخدامها في حربه ضد الجنوبيين والجنوب خلال الفترة من مايو 90 م ــ يوليو 94م..ورغم أن النظام فشل في إلصاق تهمة القاعدة بالحراك الجنوبي وإقناع العالم بذلك، إلا أنه نجح نسبياً في إثارة التخوف الجدي لدى دول الجوار والدول الكبرى من خطر القاعدة، في حالة تعاطفت تلك الدول مع الحراك الجنوبي ومطالبه المشروعة، وهو ما جعل تلك الدول تحجم وتخشى الاقتراب من الحراك الجنوبي أو تتفهم مطالبه، بناء على تقدير خاطئ لحقائق الواقع في اليمن ،مفاده بأن أمن واستقرار ووحدة اليمن هو الضامن الوحيد لمصالح وأمن تلك الدول ودفع خطر تنظيم القاعدة عنها، بينما حقائق الواقع تؤكد بأنه لا يمكن الحديث عن أمن واستقرار في اليمن دون حل للقضية الجنوبية يرتضيه شعب الجنوب.
3ــ استغل نظام صنعاء مخاوف دول الجوار والدول الكبرى من الحراك الجنوبي، للبطش بقوة بالحراك الجنوبي، فسفك دماء الجنوبيين في كل منطقه، وزج بقيادات الحراك ونشطاء الحراك في غياهب سجون الأمن السياسي والقومي بدون محاكمة، باستثناء القيادات البارزة فقد تم أحالتهم إلى محاكم أمن الدولة لتصدر ضدهم أحكام سياسية بالحبس لمدد بين ثلاث وعشر سنوات، ثم شن الحروب على المناطق ودمر منازلها بالدبابات والمدفعية، وفرض حصاراً جائزاً ولا إنسانياً على معظم مناطق الجنوب ومازال مفروضاً حتى اللحظة، ثم أغلق المنبر الإعلامي الوحيد للجنوبيين وهو صحيفة الأيام الصادرة من عدن بعد أن حاصر مبنى الصحيفة لمدة يومين وضربه بالأسلحة الثقيلة واعتقل كل من كان فيه بمن فيهم مالكو تلك الصحيفة. ووسط هذه الجرائم والدماء والحصار استمرت ثورة شعب الجنوب ضد نظام صنعاء ولم تتوقف حتى اللحظة
4ــ اقتضت الظروف والأوضاع السابقة وجود إطار تنظيمي للحراك الجنوبي فبدأت الجهود لانجاز ذلك ابتداءً من مطلع العام 2008م، لتكلل بتأسيس أول تنظيم حراكي في أكتوبر 2008م هو المجلس الوطني الأعلى للتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، برئاسة الزعيم الجنوبي/حسن أحمد باعوم، وجعل هذا الكيان المؤسسي من القضية الجنوبية قضيته المحورية وفقاً لبرنامجه السياسي ، وللإطلاع على وثيقة البرنامج السياسي للمجلس الوطني المذكور نضع نسختها على الرابط التالي :
http://rooosana.ps/Down.php?d=ZRQK
كما تأسست خلال الفترة من نوفمبر 2008م إلى مارس 2009م، ثلاثة كيانات حراكية، جميعها تتبنى هدف الاستقلال واستعادة الدولة، وهي الهيئة الوطنية الجنوبية والهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب والحركة الوطنية الجنوبية (نجاح) وانظم إلى هذه الهيئات شخصيات سياسية واجتماعية وأكاديمية وقبلية جنوبية كثيرة، وعلى صعيد المهجر تشكلت جمعيات الجاليات الجنوبية في جميع الدول التي توجد فيها جاليات جنوبية، كما تأسست في بريطانيا الهيئة الوطنية لدعم الحراك الجنوبي إلى جانب حزب تاج الذي تأسس في 2004م كما سبق.

5ــ عقب تأسيس الهيئات السابقة بدأت الجهود والحوارات، لإيجاد كيان موحد للحراك الجنوبي، وتكللت تلك الجهود باتفاق الدمج بين هيئات الداخل في 9مايو 2009م تحت إطار مؤسسي واحد باسم مجلس قيادة الثورة الجنوبية، برئاسة الزعيم الجنوبي حسن أحمد باعوم، ثم اقتضت الظروف والأوضاع اللاحقة داخلياً وخارجياً تغيير اسم هذا الكيان إلى ((المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي)) أهم أهداف هذا الكيان المؤسسي هو الاستقلال واستعادة الدولة واعتبار الرئيس علي سالم البيض رئيساً شرعياً للجنوب، وللإطلاع على وثيقة البرنامج السياسي للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي نورد نسختها على الرابط التالي :
http://rooosana.ps/Down.php?d=USxE
وبدوره بادر الرئيس البيض بالخروج من سلطنة عمان التي أقام فيها منذ 7/7/1994م إلى المانيا ومن هناك أعلن في 21/مايو 2009م تبنيه لأهداف الثورة الجنوبية ومجلس قيادتها . فازداد نتيجة ذلك نظام صنعاء بطشاً وتقتيلاً وتدميراً وإحراقاً للجنوب وشعبه واشتدت الثورة دون توقف وما زالت حتى اللحظة.

6ــ بطش وسفك نظام صنعاء دماء الجنوبيين ودمر وحاصر قراهم وسحل واغتال شبابهم في الشوارع والسجون، فبلغ عدد الشهداء أكثر من خمسمائة شهيد وآلاف الجرحى والمشردين والمعتقلين، (ملحوظة: إذا توجد إحصائيات لشهداء الجنوب يوضع رابطها هنا) في ظل صمت وغض نظر من الأشقاء العرب ومن جميع دول العالم والهيئات والمنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية، رغم النداءات والاستغاثات المتكررة من شعب الجنوب .
7ــ حاول نظام صنعاء فرض قبضة أمنية شديدة على أهم مدينتين جنوبيتين، هما عدن والمكلا، وزج فيها عشرات الآلاف من جنود الجيش والأمن المركزي والأمن القومي والسياسي وغيرهم، واستطاع الحد من فعاليات الحراك الجنوبي في هاتين المدنيين لبضعة أشهر، إلا أن شباب عدن تداعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالانترنت إلى ثورة شبابية في 11فبراير 2011م، فاستطاعوا فعلاً من كسر الحواجز الأمنية في الواقع وفي النفوس وسيطروا على الشوارع والساحات العامة وأقاموا فيها الاعتصامات والمخيمات، فكان رد نظام صنعاء عنيفاً ومدمراً ودموياً خصوصاً مع حذو شباب شمال اليمن حذو شباب الجنوب في الاعتصامات، إلا أنه لم يواجههم بالقوة المسلحة كما فعل مع شباب الجنوب نظراً للطابع القبلي المسلح للمجتمع في الشمال، إلا أنه ستر هذا السبب، واختلق عذراً أخر لهذا التمييز، مفاده هو أن شباب الجنوب يرفعون مطالب الاستقلال مما يهدد وحدة نظامه حسب تبريره، وهذا دفع شباب عدن والمكلا على وجه الخصوص إلى تفويت الفرصة على نظام صنعاء، من خلال الاتفاق بينهم على رفع شعار رحيل النظام في هذه المرحلة حتى سقوطه ونفذوا ذلك فعلاً، إلا أن ذلك النظام جن جنونه من هذه الخطوة، لأنه يريد إقناع شعبه في الشمال بأن إسقاطه سيؤدي بهم إلى خسران الجنوب الذي لا يمكن أن يعيشون بدون ثرواته التي تمثل ثلثين ميزانية دولته... لأجل ذلك لجأ إلى البطش الشديد بصورة هستيرية ضد شباب الجنوب لكي يصرخوا مرة أخرى بشعارهم الحقيقي بالاستقلال واستعادة الدولة، وهكذا لأجل الحفاظ على عرشه وأسرته يبيد شعباً كاملاً بالجنوب..فهل سيظل الضمير الإنساني صامتاً على هذه الجرائم بحق الإنسانية بعد أن بلغ الشهداء في الجنوب خلال النصف الثاني من شهر فبراير إلى (25) شهيداً وأكثر من (200 ) جريحاً ؟؟؟؟!!!


ثالثاً: دعوه للتأمل والتفكير:
ندعو المطلع على هذه الرسالة إمعان النظر في الأحداث والوقائع السابقة بتجرد وحيادية وعقلانية متحررة من العاطفة أو أية قناعات مسبقة، وفي حالة وجد أن المعلومات السابقة غير كافية لتكوين رأي في القضية الجنوبية، فندعوه إلى البحث والاطلاع على كل ما يتعلق بهذه القضية، ونحن قد حاولنا وضع عدة عناوين (روابط) في هذه الرسالة، لكي نسهل مهمة الباحث عن الحقيقة والعدل والإنصاف ، في الوصول إلى تلك الحقيقة، ولأننا حريصون وطموحون إلى أن يتمكن كل مطلع على هذه الرسالة، من تكوين رأي سليم بشأن قضيتنا، فإننا نختتم رسالتنا هذه، بطرح عدة نقاط مهمة بين يدي المطلع والباحث من شأنها تسهيل مهمته في فهم حقيقة القضية الجنوبية، ونوجزها بالاتي:
1ــ إن شعب الجنوب وقيادة دولته، هما من حمل هدف الوحدة مع شعب الشمال ودولته، كحلم قومي وقيمة وطنية وأخلاقية ونفعية للشعبين والأمة العربية عموماً، في حين كان الرأي الغالب وما زال لدى قيادة وشعب الشمال حول الوحدة، يقوم على أساس عودة الفرع إلى الأصل ووحدة الجغرافيا وليس وحدة النفوس والمصالح والمنافع المتبادلة بين الشعبين ... وهذا ما عبرت عنه مؤلفات ومذكرات قيادة ورموز الشمال.
2ــ إن دعوى واحدية الأرض والإنسان اليمني شمالاً وجنوباً، مجرد شعار عاطفي مزيف، تكذبه حقائق الواقع وتاريخ إقليم جنوب شبه الجزيرة العربية.. ويكفي لتدليل على ذلك إجراء عملية حسابية للسنوات التي خضع فيها هذا الإقليم لسلطان دولة واحدة وجامعة لجميع أجزائه، والسنوات والقرون التي قضاها في ظل دويلات متفرقة، لم يدخل لفظ اليمن على اسم أي من هذه الكيانات على مر العصور واستخدم كاسم جهة فقط بمعنى جنوب ولازال مستخدماً حتى اللحظة كاسم جهة في شمال اليمن
3ــ إنه لم يعد هناك في عالمنا المعاصر من يؤسس سيطرته واستيلائه على أرض الغير بناء على دعاوى الحق التاريخي إلا اليهود في فلسطين وحاكم صنعاء في الجنوب، والقبول بهذه الدعاوى يعني عدم مشروعية معظم الدول والأنظمة السياسية العربية القائمة حالياً وخصوصاً دول شبه الجزيرة العربية..
4ــ إن جميع الشرائع السماوية والمواثيق الدولية السائدة اليوم تقرر عدم جواز فرض الوحدة بالقوة وتعطي لجميع الشعوب حق تقرير مصيرها.
5ــ إن قضية جنوب اليمن تختلف جذرياً عن جميع النزاعات والقضايا القائمة حالياً في العالم، فلا يمكن مقارنتها بقضية جنوب السودان ولا الصومال ولا شمال العراق ولا الصحراء الكبرى بالمغرب ولا كوريا الشمالية والجنوبية ولا الوحدة الألمانية بين شرق ألمانيا وغربها..الخ، لأنها أصلاً قضية وحدة بين دولتين قائمتين وفقاً لجميع المواثيق الدولية، وفشلت تلك الوحدة قبل أن تتم، وتحولت إلى ضم وإلحاق بالقوة العسكرية..
6ــ إن ما هو قائم اليوم بين شمال وجنوب اليمن ليس وحدة وفقاً لجميع المفاهيم القانونية والسياسية والأخلاقية، بل أنه أسوئ من الاحتلال الأجنبي، واستمرار ذلك الوضع يشكل خطراً على أمن واستقرار المنطقة ومصالح شعوبها ودولها، بل وخطراً على وحدة الأمة العربية والإسلامية وتكاملها وتعاونها وقيمها النبيلة، لأنه لا يستطيع أي نظام سياسي في اليمن مهما بلغت قوته وإمكانياته أن يحقق الأمن والاستقرار في ظل هذا الوضع المعوج ما لم يعطي للجنوبيين حق تقرير مصيرهم..
7ــ أثبتت حقائق العشرين سنة الماضية أن الوحدة لم تفشل سياسياً فحسب بل وثقافياً واجتماعياً، فاستحال على الشعبين تقبل ثقافة وواقع كل منهما، فصار لزاماً لإنقاذ ما تبقى بين الشعبين من وشائج القربى والعروبة والجوار الجغرافي، عودتهما إلى الوضع السابق ومن ثم التفكير بوسائل وصيغ جديدة لإقامة علاقة أخوية ومصالح متبادلة بين الشعبين..
8ــ إن شعب الجنوب وانطلاقاً من ثقافته وهويته العربية والإسلامية، مازال يرى في الوحدة العربية المبنية على أسس واقعية وقيم نفعيه (روحيه ومادية)، هدفاً عزيزاً وطموحاً خلاقاً وقيمة عقائدية وأخلاقية وقومية راقية.. أما وحدة الجغرافيا والضم والإلحاق، فقد أثبتت فشلها، ولن تؤدي إلا إلى مزيد من الفرقة والتشرذم العربي....
هذه بطاقة تعريفية بالقضية الجنوبية نضعها بين يدي كل باحث عن الحقيقة وحريص على العدل والإنصاف في قوله وفعله، وكل حريص على امن واستقرار هذه المنطقة المهمة من العالم، وحريص على وحدة الأمة العربية والإسلامية وتماسكهما أمام الأخطار المهددة لوجودهما وثقافتيهما وهويتهما ومصالحهما..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فريق المراسلة والتوثيق الإعلامي الجنوبي (واصل)
الأستاذ بائع المسك
أبو حضرموت الكثيري
رعين اليافعي
أبو زيد الضالعي
ابو يافع الشعيبي
أبو إبداع البكري
aden fighter
المستشار العام / د.رفيق الجنوبي


التعديل الأخير تم بواسطة ابوحضرموت الكثيري ; 2011-04-19 الساعة 07:46 AM
ابوحضرموت الكثيري غير متواجد حالياً  
قديم 2011-04-19, 08:31 AM   #4
رعين اليافعي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-03
المشاركات: 491
افتراضي

أستاذي الكريم بائع المسك وأخي الفاضل ابو حضرموت الكثيري، قمت بمقارنة "الملف النصي "مع " الرسالة الأصلية المعدلة " ولم أكتشف تلك الأخطاء التي تحدث عنها أستاذي بائع المسك، ولكن بعد تحديده لمكان الخطأ وجدته على الفور وقمت بتعديله، لذا أرجو منكما التفضل بإعلامي بالكلمات المراد استبدالها حيث أني أقوم بمراجعة ومقارنة الملفين " الملف النصي " " و الرسالة الأصلية المعدلة " سطر سطر لهذا قد تسقط مني بعض الكلمات أو أتجاوز فقرة معينة، حيث أن إعادة نسخ "الرسالة الاصلية المعدلة " في ملف نصي وإعادة تنسيقها يتطلب مني بعض الوقت وإعادة تعيين الصفحات والصور وترتيب الفقرات من جديد... بينما حين يتم الإشارة إلى مكان الخطأ المراد تعديله أستطيع القيام به بكل سهولة ، فمثلاً عندما أشار علي أستاذي الفاضل بائك المسك إلى ( كلمة تمترس بدلاً من تترس ) وجدتها على الفور وقمت بتعديلها، كذلك لاحظت الاختلاف في مسمى فريق العمل.
ولكما خالص ودي واحترامي

مرفق الرسالة النصية بعد تعديل كلمة ( تمترس ) وتوقيع فريق العمل

http://rooosana.ps/Down.php?d=aIgr
رعين اليافعي غير متواجد حالياً  
قديم 2011-04-19, 09:05 AM   #5
ابوحضرموت الكثيري
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-27
المشاركات: 2,565
افتراضي

بالتأكيد هي مسألة عصية بعض الشئ وتحتاج الى جهود مضنية كما هي رؤيتي وتجربتي في التصحيح ولانحبذ إشغالك اخونا العزيز أكثر مما نحن نثقل عليك كثيراً بالفعل سيما في كثرة تعديلاتنا ،
إذن الدور دورك أستاذنا بائع المسك في الإشارة الى الكلمات المراد تصحيحها باللون الأحمر وسوف أحاول في ذلك ما استطعت معكما .
كل الشكر والتقدير احبائنا الاستاذ العزيز بائع المسك والمتألق الحبيب رعين اليافعي .
ابوحضرموت الكثيري غير متواجد حالياً  
قديم 2011-04-19, 05:29 PM   #6
بائع المسك
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-08
المشاركات: 630
افتراضي

كلمات كثرة انشاء الله ساحددها لك بالسطر ولكن بوقت آخر..تحية
بائع المسك غير متواجد حالياً  
قديم 2011-04-24, 05:34 AM   #7
ابوحضرموت الكثيري
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-27
المشاركات: 2,565
افتراضي أستاذي العزيز بائع المسك فهذه الرسالة أمامك لتجري عليها التصحيح كيفما تريد

رسالة تعريفية بالقضية الجنوبية:
( إلى كل باحث عن الحقيقة وحريص على العدل والإنصاف)


تمهيد وتقسيم: أظهرت المواقف الرسمية والنخبوية والإعلامية من القضية الجنوبية داخلياً وخارجياً، عدم فهم دقيق وعميق لطبيعة تلك القضية ومرتكزاتها التاريخية والسياسية والقانونية التي تبرر وتعكس عدالة ومشروعية هدفها المتمثل في الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية عن طريق تقرير الشعب الجنوبي لمصيره بشأن الوحدة مع دولة الجمهورية العربية اليمنية وشعبها، وغياب ذلك الفهم بشأن القضية الجنوبية، قد دفعنا لإعداد هذا الموجز التعريفي (بطاقة تعريف) للقضية الجنوبية بهدف وضع أسس ومرتكزات واقعية ونظرية أمام المطلع والمتابع الأجنبي، يستطيع من خلالها تكوين رأي منطقي سليم وعادلٍ بشأن القضية الجنوبية، لأن ما يؤلم الجنوبيين حقاً في الوقت الراهن هو تلك المواقف والتناولات لقضيتهم، المبنية على فهم خاطئ ومشوَّش للأسس والمنطلقات الحقيقية لتلك القضية، ومع إيمان فريق الشباب الجنوبيين الذين اعدوا هذه الرسالة، بأن هذه الرسالة الموجزة لا يمكن لها أن تعطي للباحث عن الحقيقة تعريفاً شاملاً وكافياً لقضية وطنية كبيرة بحجم القضية الجنوبية، إلا أن معدي هذه الرسالة يؤمنــــــون ــ أيضاً ــ بأن هذه الرسالة التعريفية الموجزة تضع بين يدي الباحث والمطلع، المفاتيح التي تمكنه من فتح أبواب أسوار هذه القضية، والولوج إلى عمقها، والتعرف على حقيقة جوهرها، كما هي بالواقع، وليس كما يحاول نظام صنعاء حجب الرؤية عنها وتصويرها بغير حقيقتها، ولأننا حريصون على احترام عقل القارئ والمطلع على هذه الرسالة، ومؤمنون بعدالة قضيتنا ومشروعيتها طبقاً لجميع الشرائع السماوية والمواثيق الإنسانية، فقد حرصنا عند صياغة هذه الرسالة على سرد الأحداث والوقائع التي شكلت وبلورت القضية الجنوبية، سرداً مجرداً كما حدثت وكما هي بالواقع دون فرض تفسير أو تحليل مسبق بشأنها على المطلع والقارئ لهذه الرسالة، لأن هدف الرسالة الرئيس هو كسر الحجب الذي احكمه نظام صنعاء حول القضية الجنوبية، ودعوة الباحثين والمهتمين والمطلعين إلى فهم حقيقة القضية الجنوبية وفقاً لمنطلقاتها الحقيقية في الواقع، وعليه وترتيباً على ما سبق، فقد تم تقسيم هذه الرسالة ثلاثة محاور رئيسية على النحو التالي:

أولاً:خلفية تاريخية موجزة عن القضية الجنوبية:

يرجع نشؤ القضية الجنوبية إلى تاريخ الإعلان عن الوحدة الاندماجية بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990م، ويرجع سبب نشوءها إلى فشل ذلك الاندماج بين نظامي وشعبي الدولتين وإجهاض نظام صنعاء جميع محاولات إتمامه وإنقاذه، ثم قيام نظام صنعاء بالقضاء التام على مشروع الاتحاد الموقع عليه بين طرفيه، واستبداله بضم الجنوب أرضاً وشعباً ودولة إلى حكمه بالقوة المسلحة عن طريق حرب مدمرة دامت بين جيشي الدولتين مدة (72) يوماً انتهت بإقصاء الشريك الجنوبي في الوحدة، وتشريد قيادة دولته التي وقعت على الوحدة مع حاكم صنعاء إلى خارج البلاد، ثم نصب لهم المحاكم السياسية التي قضت بإعدامهم، ولا زال معظم تلك القيادة الجنوبية التاريخية في دول الشتات حتى اللحظة منهم ثلاثة رؤساء جنوبيين حكموا الجنوب قبل الوحدة.
هذا هو لب وجوهر القضية الجنوبية، ولأن الحاضر هو بطبيعة الحال امتداد للماضي ومؤسس عليه، فإن الفهم السليم للقضية الجنوبية حسب تحديدها السابق، يقتضي إعطاء لمحة موجزة عن خلفيتها التاريخية نوجزها بالنقاط التالية:-
1ــ في 19يناير 1839م استطاعت بريطانيا بعد مقاومة شرسة وحرب غير متكافئة مع ابناء عدن، من احتلال عدن التي كانت حينها تتبع سلطنه لحج العبدلية إحدى سلطنات ومشيخات ما عرف بالجنوب العربي الواقع على الرقعة الجغرافية الممتدة من سلطنة عمان شرقاً إلى مضيق باب المندب والبحرالأحمر غرباً ومن بحر العرب جنوباً إلى حدود المملكة العربية السعودية ودولة أئمة الشيعة الزيدية شمالاً وهي ما عرف لاحقاً بــ (الجمهورية العربية اليمنية)، ودولة أئمة الشيعة الزيدية تلك تعاقبت على حكم اليمن الشمالي أكثر من ألف سنة (أواخرالقرن الثالث الهجري حتى أواخر القرن الرابع عشر الهجري) فشلت خلالها رغم محاولاتها العديدة من ضم الجنوب العربي إلى سلطانها أو إخضاعه لحكمها.


(خريطة الجنوب العربي وفقاً لتقسيم السابق)



2ــاستمر احتلال الانجليز للجنوب العربي الذيعرف مؤخراً باليمن الجنوبي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، مائة وتسعة وعشرين عاماً، خاض خلالها الجنوبيون انتفاضات ومقاومة مستمرة ضد الاستعمار البريطاني، توجت تلك الانتفاضات بانطلاق ثورة 14اكتوبر 1963م التي تبنت الكفاح المسلح ضد الانجليز لمدة أربع سنوات توجت برحيل الاستعمار البريطاني ونيل الاستقلال الوطني في 30نوفمبر 1967م الذي أعلن فيه قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بقيادة الجبهة القومية التي تأثرت بالفكر القومي واليساري (الاشتراكي) في خمسينات وستينات القرن الماضي.

3ــقضت دولة الاستقلال بقيادة الجبهة القومية على جميع سلطنات ومشيخات وإمارات الجنوب السابقة، وشردت رموزها خارج الوطن، واعادت تقسيم الجنوب إلى ست محافظات هي: عدن وحضرموت والمهرة وشبوة وأبين ولحج


( خارطة التقسيم الإداري لجمهورية اليمن الديمقراطيةالشعبية وفقا لذلك التقسيم)

ثم انتهجت تلك الدولة، فكر الاشتراكية العلمية، الذي تم وفقاً له تأميم الملكية الخاصة، وتشريد أصحاب رأس المال الجنوبي في دول الجوار، فدانت تلك الدولة بالولاء للمعسكر الشرقي ( الاشتراكي)، وتأسس تبعاً لذلك الحزب الاشتراكي اليمني في أكتوبر 1978م وتغير اسم الدولة إلى (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) التي كان من ابرز أهدافها تحقيق الوحدة مع دولة اليمن الشمالي ( الجمهورية العربية اليمنية) التي تأسست في 26سبتمبر 1962م عقب إطاحة ضباط الجيش بدولة الأئمة الزيدية ، واتخذت تلك الدولة نهجاً شبه رأسمالي، فدانت بالولاء للمعسكر الغربي(الرأسمالي)، ونتيجة هذا التباين بين نظامي الدولتين، فقد شهدتا ثلاثة حروب بينهما، وكان يعقب كل منها جلسات مفاوضات تفضي إلى اتفاقات بشأن تحقيق الوحدة بين الدولتين، إلا أنها تتعثر في مهدها.

4ــبتاريخ 22مايو 1990م تم الإعلان في عدن عن قيام وحدة اندماجية بين نظامي الدولتين (جهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية) ممثلين بالرئيسين/ علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض، وحدد الإعلان مرحلة انتقاليه لمدة سنتين وستة أشهر، يتم خلالها دمج مؤسسات الدولتين واستكمال بناء الدولة الموحدة التي سميت بــ (الجمهورية اليمنية) دون أن يستفتى شعبا الدولتين على تلك الوحدة، ومع ذلك فأن أياً من تلك الاتفاقيات والمواثيق الموقعة، لم يتم تنفيذها خلال المرحلة الانتقالية أو بعدها.
كانت هذه لمحة تاريخية موجزه عن خلفية القضية الجنوبية وهي مهمة لفهم تلك القضية فهماً سليمأ.

ثانياً: نشوءالقضية الجنوبية ومراحل تطورها:

مرت القضية الجنوبية بثلاث مراحل رئيسيةهي:

المرحلةالأولى:-
نشوء وتبلور القضية الجنوبية (22/5/1990م/ ـــ 7/7/1994م)

ارتبط وتزامن نشوء القضية الجنوبية مع إعلان الوحدة الاندماجية فيما بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية، ليلة الثاني والعشرين من مايو1990م تحت مسمى جديد هو(الجمهورية اليمنية) وهذه الوحدة ولدت كسيحة غير قادرة على الحركة أو الوقوف على رجليها وبيان ذلك:

أ)ما إن تحققت الوحدة الطوعية السلمية بين الدولتين في 1990م، حتى أتضح أن نظام الشمال إنما كان يضمر إلحاق الجنوب بسلطته والاستحواذ عليه، بأرضه الشاسعة(350,000 كيلومتر مربع) وموقعة الإستراتيجي وشواطئه الواسعة وما يختزنه من ثروات معدنية وزراعية وسمكية، وإحالته غنيمة لحكام الشمال ينهبون موارده وثرواته. أكد ذلك سلوك أولئك الحكام عقب إعلان الوحدة، كما أكدت ذلك شهادات قيادات الشمال في مذكراتهم التي صدرت مؤخرا منها مذكرات الشيخين عبدالله بن حسين الأحمر وسنان أبو لحوم، في الوقت الذي كان ينظر الجنوبيون للوحدة بوصفها حلماً قومياً ومشروع دولة يمنية حديثة ومزدهرة.

ب‌) انتقلت القيادة الجنوبية إلى صنعاء عاصمة الدولة الموحدة حسب اتفاقيات الوحدة، وتنازلت عن رئاسة تلك الدولة الوليدة لحاكم صنعاء تعبيراً عن حسن النوايا وصدقها في تأسيس دولة يمنية حديثة وموحدة، إلا أنها تفاجأت بنظام صنعاء ينكث بجميع اتفاقيات الوحدة ويفشل كل محاولات تطبيقها خلال المرحلة الانتقالية، بل ويسعى حثيثاً لتخلص منها ومن شريكه الجنوبي بكل السبل المشروعة وغير المشروعة، فلم يتحقق الدمج بين مؤسسات الدولتين، فيما عدى دمج شكلي لمؤسسة الرئاسة والبرلمان وقيادة الحكومة، وظلت معظم مؤسسات الدولتين لا تخضع إلا لقيادتها السابقة دون قيادة دولة الوحدة حتى وان كانت تتبعها في ظل التشكيل الحكومي الذي أعقب إعلان الوحدة وخصوصاً المؤسستين العسكرية والأمنية حيث ظل جيشا الدولتين وقواتهما الأمنية مستقلتين ويخضع كل منها لقيادته السابقة.



ت‌) اتخذ حاكم صنعاء إجراءات عمليه لإقصاء الشريك الجنوبي عن طريق تجنيد المجاهدين العائدين من أفغانستان، للقيام بعمليات تصفية جسدية لأبرز القيادات الجنوبية حسب خطورتها في نظر حاكم صنعاء على خططه التي أعدها وذلك تحت مبررات تكفريه عقائديه فكانت حصيلة ذلك خلال المرحلة الانتقالية فقط، قتل (152) قيادي جنوبي، دون أن يتم القبض على قاتل واحد.

ث‌) إزاء الرفض المطلق لمشروع دولة الوحدة من قبل حاكم صنعاء، برزت أزمة سياسية بين شريكي الوحدة عقب الإعلان عنها بثلاثة أشهر، انسحب على أثرها الرئيس الجنوبي علي سالم البيض إلى عدن رافضاً عودته إلى صنعاء إلا بتطبيق اتفاقيات الوحدة واعتبار الجنوب بمشروعه الوطني شريكاً فيها، إلا أن جميع ما كان يتم الاتفاق عليه مع لجان الوساطة، ينكث به الطرف الآخر قبل أن يجف حبره حتى كانت انتخابات 93م البرلمانية التي صوت فيها الجنوب لموقف قيادته الرافض للظلم والإقصاء للجنوب كشريك في الوحدة ومشروع دولتها الحديثة.

ج)على الرغم من أن إفشال نظام صنعاء لاتفاقيات الوحدة وتعطيلها، كان كافياً لإعلان قيادة الجنوب فشل الوحدة الاندماجية وفك الارتباط بإعادة الحال إلى ما كان عليه قبل 22مايو 90م، رغم ذلك إلا أن القيادة الجنوبية وانطلاقاً من عظمة منجز الوحدة بنظرها، حاولت مع بقية القوى التقدمية والوطنية وتحت رعاية عربية ودولية، التوصل إلى صيغة جديدة من شانها بناء دولة يمنية حديثه موحدة بدلاً من عودة الوضع السابق، فتم فعلاً التوصل إلى وثيقة العهد والاتفاق التي تم التوقيع عليها في الأردن فبراير/1994م إلا أن هذه الوثيقة رغم قصورها في حل المشكلة من جميع جوانبها، فقد رأى فيها حاكم صنعاء وأسرته الحاكمة وشريكه الجديد ــ القديم ــ حزب الإصلاح الإسلامي، رأوا فيها تهديداً حقيقياً وانقلاباً على مشروعهم القبلي العائلي لحكم اليمن. وعندما أيقنوا بأن وثيقة العهد والاتفاق هي بداية النهاية لحكمهم، وقعوا عليها تحت الضغوط العربية والداخلية واتخذوا قرار الحسم العسكري الذي مهد له منذ البدء للخلاص من جميع المشاريع الوطنية القادمة من الجنوب التي تهدد بقاءهم، فأعلن حاكم صنعاء الحرب على الجنوب من ميدان السبعين في27/4/1994م ثم بدأت العمليات الحربية بتاريخ 5/5/1994م التي كان الجنوب مسرحها لمدة اثنين وسبعين يوماً، شارك فيها إلى جانب حاكم صنعاء قبائله وأكثر من عشرين ألف مجاهد عرب ويمنين من تنظيم القاعدة العائدين من أفغانستان حسبما كشفت التصريحات الرسمية في المرحلة اللاحقة، كما أن نظام صنعاء جعل من هذه الحرب حرباً دينية مقدسة ضد أعداء الله من الكفرة والملحدين الشيوعيين، فاصدر علماؤه فتوى تبيح قتل الجنوبيين ونساءهم وأطفالهم.

رابط فيديو للفتوى المذكورة على اليوتيوب :

وهذا النص الحرفي للفتوى
:" إننا نعلم جميعاً أن الحزب والبغاة في الحزب الاشتراكي المتمردين هؤلاء لو أحصينا عددهـم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودين ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان مـن يقف إلـى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه فـي تاريخهم الأسـود، أنهم أعلنوا الـردة والإلحاد والبغي والفساد، هؤلاء الذيـن هـم رأس الفتنة إذا لـم يكن لهم مـن الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحـاد علـى أحد، ولا أن يعلنوا الفسـاد ولا أن يستبيحوا المحرمات ولكن فعلوا ما فعلوه بأدوات هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين هؤلاء هم الجيش الذي أعطى ولائه لهذه الفئة، وهنا لابد من البيان والإيضاح فـي حكم الشرع في هذا الأمر :

أجمع العلماء أنه عند القتـال بل إذا تقاتـل المسلمين وغير المسلمين فإنه إذاتمترس أعـداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين من النساء والضعفاء والشيوخوالأطفال ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم مـنالمسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض إذاً فقتلهم مفسدة أصغر من المفسدةالتي تترتب على تغلب العدو علينا فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتـل هؤلاءالمستضعفين الذيـن لا يقاتلوا فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح هذا أولاً .


والأمر الثاني الذين يقاتلون في صف هؤلاء المتمردين هم يريدون أن تعلوا شوكةالكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه فـيعلو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق أما إذا أعلن ذلك وأظهره مرتداًأيضاً".



(صورة من صحيفة الوثيقة المصرية: علماء ومفكرون إسلاميون يردون على فتوي الديلمي)
ح‌) قاوم جيش الجنوب قوات الجمهورية العربية اليمنية النظامية والجهادية والقبلية الغازية للجنوب على طول حدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع الجمهورية العربية اليمنية، وخاض معها حرباً شرسة استمرت لسبعين يوماً، إلا أنتمزيق أوصال الجيش الجنوبي بين الشمال والجنوب وعدم جاهزيته العسكرية وعدم استعدادهلتلك الحرب، كل ذلك جعل الغلبة لقوات صنعاء الغازية.


خ‌) بعد أن رفض حاكم صنعاء كل
الوساطات الإقليمية و العربية والدولية لوقف الحرب، بل ورفض الانصياع إلى قرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قراري مجلس الأمن رقمي (931،924 ) لسنة 1994 ولتسهيل الإطلاع على تلك القرارات نورد وصلات الوصول إليها فيما يلي :

رابط القرار رقم ( 924 ) لسنة 1994
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/HarbYaman/mol25.doc_cvt.htm
رابط القرار رقم ( 931 ) لسنة 1994
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/HarbYaman/mol27.doc_cvt.htm

حيث قضت تلك القرارات في فحواها بوقف القتال والعودة إلى الحوار بين الطرفين لإيجاد حل مناسب للمشكلة، وهو الأمرالذي تضمنته مواقف الدول العربية والجامعة العربية التي أكدت على عدم جواز فرض الوحدة بالقوة، بعد كل ذلك وأمام ضغط الجماهير التي خرجت إلى شوارع عدن وغيرها منمدن الجنوب، مطالبة قيادتها بإعلان فك الارتباط، فما كان من قيادة الجنوب إلا أن أعلنت فك ارتباط جمهورية اليمن الديمقراطية عن الجمهورية العربية اليمنية بتاريخ 21/5/1994م بعد مرور ستة عشر يوماً من بدء الحرب الشاملة ضد الجنوب، في حين ظلت قوات صنعاء تواصل تقدمها نحو العاصمة عدن وبقية المدن الجنوبية حتى أحكمت حصارها علىالعاصمة عدن وعزلها عن جميع المحافظات الجنوبية، بل وقامت بتدمير محطة توليد الكهرباء فيها في أوج حر صيفها الساخن وقصفت مدنها بالمدفعية والصواريخ والطائرات، بل وتم قطع امددات المياه عنها بعد السيطرة على منابعها في محافظة لحج المجاورة، ورفض الغزاة كل مساعي المنظمات الدولية والإنسانية وقرارات مجلس الأمن في إعادة تشغيل محطات ضخ المياه الواقعة على مشارف عدن بعد السيطرة عليها وإيقافها من قبل القبائل الهمجية الغازية، مما جعل ابناء عدن وابناء المناطق المجاورة الذين لجئوا إليها بعد اجتياح مناطقهم ونهبها من أولئك الغزاة، جعلهم يحفرون الآبار بأيديهم ويقفون في طوابير طويلة وسط لهيب حر الصيف وقذائف الغزاة تتهاوى على رؤوسهم وتحصد أرواح أعداد كبيرة منهم إثناء ذلك.

د‌) في ظل حصار همجي لا أخلاقي بات الوضعالإنساني والمعيشي لسكان عدن ومن لجأ إليها بالغ السوء، ويمثل كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالساحات العامة والملاعب الرياضية والمدارس والمبانيالحكومية والمساجد ومنازل سكان مدينة كريتر وغيرها من مدن عدن، باتت تكتظ بالنساء والأطفال والعجزة الذي هربوا من المناطق التي اجتاحها الغزاة ومن مناطق القتال على مشارف عدن في ظل انقطاع امدادات المياه والكهربا وكثافة القصف المدفعي والصاروخي من قبل القوات الغازية على تلك التجمعات والمنازل فكانت تلك القذائف تحط على رؤوس أولئك اللاجئين وتخلف الواحدة منها العشرات من القتلى والجرحى، مما جعل المستشفى الوحيد في خور مكسر الذي يستقبل الجرحى وجثث القتلى، غير قادر على استيعاب كل ذلك. إزاء هذا الوضع المأساوي لم يكن أمام قيادة الجنوب أي خيار غير وقف القتال ومغادرة عدن عبر البحر إلى الدول القريبة منها حقناً لدماء المدنين الأبرياء الذي لم تراع القبائل الغازية لحرمت دمائهم إلاً ولا ذمه.

ذ‌) فجعت عدن في يوم 7/7/1994م إثر دخول قوات حاكم صنعاء وقبائله عقب انسحاب قيادة الجنوب المدنية والعسكرية والأمنية منها، فجعتبكارثة أخلاقية وإنسانية لم تعرفها خلال تاريخها على مر العصور بل ولم تعرفها الإنسانية إلا في لحظات فارقه من تاريخها ظلت ذاكرة أجيالها تتداولها بوصفها أبشع صورة تجرد فيها بني البشر من إنسانيتهم وقيم الفطرة الإنسانية التي خلقوا عليها، في ذلك اليوم أعادت جحافل صنعاء الغازية إلى أذهان البشرية تلك الصورة القاتمة في ذاكرتها منذ غزو المغول التتار لعاصمة الخلافة الإسلامية بغداد في القرن السابعالهجري وتدميرهم لبغداد ونهب أموال سكانها ودولتها وإحراق مكتباتها ومساجدها ومتاجرها...الخ، أعادت جحافل صنعاء الغازية تلك الصورة القاتمة إلى أذهان البشرية من جديد يوم 7/7/1994م عندما استباحت عدن ودمرت ونهبت كل مقومات دولتها المادية والثقافية في مشهد همجي حفر تفاصيله في ذاكرة ابناء هذه المدينة اللذين شاهدوه وعاشوا تفاصيله كاملة، ذلك المشهد الذي ظهر فيه همج القبائل الغازية وهم يقتحمون المنازل والمدارس والمتاحف والمكتبات والمباني الحكومية ومقرات السفارات الأجنبية وينهبون محتوياتها بما فيها نوافذها وأسلاك الكهرباء وأدواتها المثبتة على جدرانها...الخ وبصورة همجية لا يمكن للأقلام والكلام وصفها كما حدثت بالواقع لهذه المدينة التي مثلت عبر تاريخها الطويل مركز إشعاع فكري وحضاري في المنطقة عموماً، هذه المدينة التي احتضنت كل القادمين إليها من مختلف أصقاع المعمورة ومنحتهم الأمنوالحب والمعرفة دون تمييز عن أهلها ومن أولئك أحرار وثوار الشمال الفارين من جلادهم المستبد الإمام يحيى حميد الدين وبنيه، فعاد ابناء سبتمبر إلى هذه المدينة لرد الجميل وفقاً للطريقة السابق ذكرها.. فأي جزاء نالته عدن من أحفاد الزبيري والنعمان؟؟. وما نال عدن هو ما نال بقية مدن ومحافظات دولة الجنوب المختلفة وإنما كان وقع ذلك على عدن أكثر إيلاماً لأنها مدينة استثنائية وأعطت اليمن الشمالي كل ما لديها.

المرحلة الثانية:
انهيار شرعية الوحدة واستئصال قيمها النبيلة (يوليو1994م ــ يناير 2006م).

إذا كان حرب اجتياح الجنوب في صيف 1994م قد قضت على شرعية ومشروعية عقد وحدة 22مايو 1990م السلمية من الناحية السياسية والقانونية، فإن سلوك نظام صنعاء عقب انتهاء تلك الحرب، تجاه الجنوب شعباً وأرضاً وتاريخاً وثقافة وهوية، قد دمر وقضى على قيم ومفاهيم الوحدة النبيلة في نفوس الجنوبيين وحولها من حلم قومي وقيمة إنسانية وأخلاقيه سامية، إلى كابوس مخيف في حياة الجنوبيين، باسمها تصادر الحقوق وتنهب الثروات وتنتهك وتداس حرية وكرامة الجنوبي على عتبات أبواب حكام صنعاء وزنازينهم حتى صار أنين وجع الجنوبي خيانة وطنية وارتداداً على وحدة ليس لها وجود إلا في جيوب وأرصدة حاكم صنعاء وزبانيته، لذلك فقد اتخذت هذه المرحلة مسارين متوازين، أحدهما تدمير ونهب منظم للجنوب، وثانيهما رفض جنوبي لذلك الاستبداد:
1ــ المسارالأول:- تدمير الجنوب :-

كشف نظام صنعاء عقب إقصاء شريكه الجنوبي في الوحدة وضمه للجنوب إلى حكمه بالقوة المسلحة، كشف عن حقيقة مفهوم الوحدة لديه ونظرته تجاه الجنوب التي كانت امتداداً لنظرة أسلافه أئمة الشيعة الزيدية الذين كانوا ينظرون إلى الجنوب كضيعة من ضياع الشمال وفرع من اليمن الأم (صنعاء) ويجب عودة ذلك الفرع إلى الأصل، ولأجل تحقيق أمنية إسلافه تلك، فقد اتخذ نظام صنعاء عقب سيطرت جيشه وقبائله ومجاهديه على الجنوب في 7/7/1994م الخطوات التالية:-

أ‌) بدأت أول خطوة عقب احتلال الجنوب بالتخلص من جميع اتفاقيات الوحدة بما فيها دستورها ووثيقة العهد والاتفاق الموقعة في الأردن، فعدلت دستور الوحدة وحولت نظام الحكم من جماعي ــ مجلس رئاسة ــ إلى نظام فردي رئيس يجمع بيده كل السلطات ولا يخضع لمحاسبة أو رقابة أي سلطه أخرى، بمعنى آخر تم الرجوع إلى نظام الجمهورية العربية اليمنية وتطبيقه على شعب جمهورية اليمن الديمقراطية باعتبار هذه الأخيرة فرع ثم إعادته وضمه إلى الأصل.

ب‌) التخلص من اخطر مؤسسه جنوبيه ممكن أن تشكل تهديداً لوجود نظام صنعاء غير المشروع في الجنوب، وهي مؤسسة الجيش الجنوبي فبعد أن شُردت قيادات الجيش العليا في دول الجوار، فقد عمد حاكم صنعاء لتصفية بقية العنصر البشري من الجيش الجنوبي وفق خطه منظمة ومدروسة ابتدأت في توزيع وتشتيت أفراده على وحدات وألوية جيش نظام صنعاء بما يضمن تذويب وحدات الجيش الجنوبي وتشتيتها داخل وحدات جيش صنعاء، ولكي يضمن نجاح ذلك فقد كان لزاماً عليه أن يتخلص من قيادة وضباط ذلك الجيش، فعمد إلى تسريح تلك القيادة وإبقاءها في البيوت دون إسناد أي مناصب أو مهام عسكرية إليها، بل بدون منحها مستحقاتها القانونية في الترقية والمناصب وذلك كان تمهيداً لإحالتها للتقاعد في أوج عطائها بما تمتلكه من مؤهلات علميه وخبره عملية لا يتمتع بها من هم قادة الوحدات العسكرية القائمة، والذين هم من أسرة وأقرباء حاكم صنعاء وقبيلته، وبذلك حقق حاكم صنعاء ما كان يهدف إليه من رفض دمج الجيشين في المرحلة الانتقالية، بالحفاظ على جيشه كمؤسسة قبيلة تؤمن بقاءه في الحكم والقضاء على معارضيه.
ت‌) القضاء على جميع مؤسسات دولة الجنوب الأخرى ونهب مقوماتها المادية وتقاسمها كغنائم بين أمراء الحرب من المشأئخ والمجاهدين والأسرة الحاكمة، ثم تسريح موظفي تلك المؤسسات وإبقائهم في منازلهم ومعظمهم بدون رواتب، ولم يقف الأمر عند ذلك بل لجأت السلطة إلى بيع وتوزيع ما تبقى من أصول المؤسسات الإنتاجية والصناعية الجنوبية على مراكز القوى المتنفذة والمقربين منها بثمن بخس تحت مسمى الخصخصة التي اقتصرت على مؤسسات دولة الجنوب دون الشمال.

ث)وضع الجنوب تحت قبضة أمنية وعسكرية شديدة، حيث تم الزج بوحدات عسكرية ضخمة إلى مناطق الجنوب التي قسمت إلى مناطق عسكرية وفي إطار كل منطقه أنشأت قطاعات عسكرية وأصبح رئيس القطاع العسكري بالمنطقة أو المديرية هو صاحب السلطة العليا فيها، وصار هو من يقوم بحل قضايا المواطنين، بدلاً من القضاء وعن طريق التحكيم القبلي الذي يقتضي وضع ما تسميه قبائل الشمال ب(العدال) وهو عبارة عن (أسلحة أو سيارات أو مبالغ ماليه) من قبل طرف المشكلة لدى ذلك القائد العسكري قبل إصدار حكمه بينهما، فضلاً عن أجرته وأجرة جنوده وأجرة العدول الذي سيستعين بهم في حل المشكلة، وهكذا عاد الجنوبيون إلى مرحلة ما قبل الدولة بل وأسوأ من ذلك.

ج‌) ولان نظام صنعاء يدرك أكثر من غيره عدم شرعية وجوده في الجنوب، فقد حاول بكل الوسائل إضفاء مشروعية شكلية على ذلك الوجود من خلال الإغراء وشراء الذمم بل واستئجار بعض الشخصيات الجنوبية مستغلاً الظروف المادية الصعبة التي تعرض لها الجنوبيون بعد الحرب، فضلاً عن هواة المناصب والكراسي الذين لا يخلوا منهم زمان ولا مكان على مر تاريخ البشرية، ومع ذلك فشل ذلك النظام من اكتساب مشروعية حقيقية لاحتلال للجنوب.

2- المسار الثاني: الرفض الجنوبي لاستبداد صنعاء:-

رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها نتائج حرب صيف 1994م على الجنوبيين، ورغم القبضة العسكرية والأمنية الشديدة على الجنوب إلا أن الرفض الجنوبي للواقع والاستبداد الذي فرضته صنعاء عليه، استمر منذ اللحظة التي وضع فيه حاكم صنعاء قدمه في الجنوب، بأشكال وصور مختلفة ومتعددة ومن مختلف فئات ومكونات الشعب الجنوبي أفراداً وجماعات ونوجز ذلك بالاتي:-

1) بدأ الرفض الجنوبي بحركة موج، التي تأسست في الخارج بعد حرب صيف 1994م مباشرة، ولعبت دورا تاريخيا في مواجهة الهزيمة النفسية والمعنوية لابناء الجنوب بعد الحرب و لملمت شملهم و جعلت القضية حية في الخارج لمدة سبع سنوات.

2) تيار إصلاح مسارالوحدة، ظهر بعد الحرب مباشره أيضأ و طرح فكرة (( إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة)) و حدد مفهومه لإزالة آثار الحرب بنقاط أربع:-
أولاً:-إلغاء الفتوى الدينية التي بررت الحرب و أباحت الأرض و العرض و حولت الجنوب إلى غنيمة.
ثانياً:إعادة ما نهب تحت تلك الفتوى أو تحت غيرها من ممتلكات خاصة و عامة باعتبارها من آثار الحرب.
ثالثاً: إعادة جميع المؤسسات العسكرية و الأمنية و المدنية الجنوبية إلى ما كانت عليه قبل الحرب، باعتبار أن حلها من آثار الحرب.
رابعاً: إلغاءالأحكام على قائمةال (( 16 )) لأنها إحكاماً سياسية باطلة، وعودة جميع المشردين في الداخل والخارج إلىأعمالهم و إعادة ممتلكاتهم ، باعتبار أن كل ذلك من آثار الحرب وباعتبار أن ذلك من الحقوق المدنية التي يكفلها الدين الإسلامي الحنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

3)حركة حتم هذه الحركة طرحت حقتقرير المصير و أخذت أسلوب الكفاح المسلح منذ انطلاقها في 1997م.

4)التكتل الوطني هذا التكتل كان امتدادا لحركة موج ، و كان أول محاولة لإيجاد أداة سياسية للقضية في الداخل، و قد حاول أن يحصل على ترخيص من السلطة و لم تسمح له، مما جعل أعضاؤه ينضمون إلى حزب الرابطة.

5)اللجان الشعبية هذه اللجان جاءت بمبادرات شعبية محلية، و كانت بدايتها رائعة ، إلا أن معاداة أحزاب المعارضة لها و مؤامراتها عليها قد شجعت السلطة على قمعها وتصفيتها عبر القضاء.

6) ملتقى أبناء الجنوب هذا الملتقى تشكل من ابناء الجنوب المتواجدين في صنعاء، و رغم أن مبررات ظهوره كانت مطلبيه، إلا انه شكل إزعاجاً كبيراً للسلطة وأوقف حملة التصفيات التي قامت بها تجاه من تبقى من الجنوبيين في جهاز الدولة، و حافظ على بعض من حقوقهم، و شكل بذرة من بذرات الحراك .

7)تيار المستقلين هذا التيار كان امتداداً لتيار إصلاح مسار الوحدة خارج الحزب الاشتراكي و كان رديفاً له، و قد لعب دورا في إبراز القضية إعلامياً وشكل بذرة من بذرات الحراك.

8)حركة تاج هذه الحركة ظهرت في لندن سنة 2004م وتبنت هدف تقرير المصير للجنوبيين، وامتدت بسرعة فائقة إلى الداخل و تمكنت من إحياء القضية في الخارج بعد غياب حركة موج وكان لها دور كبير في ظهور الحراك و أصبحت من المكونات الرئيسية للحراك .


9)جمعيات المتقاعدين هذه الجمعيات كان لها الدور الرئيسي و الريادي في ظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي و بالذات العسكريين، حيث شكلت هذه الجمعيات عموده الفقري، وهي أول من كسر حاجز الخوف في ساحة العروض بخور مكسر يوم 7/7/2007م و فتحت بذلك الطريق واسعاً أمام النضال الوطني السلمي الجنوبي ، مضاف إليها جمعيات الشباب العاطلين عن العمل و بقية جمعيات المجتمع المدني الأخرى.

كانت هذه مقدمات الرفض الجنوبي، التي شكلت بذرة ثورة شعب الجنوب وحراكه السلمي.

المرحلة الثالثة:
الثورة (الحراك) الجنوبيةالسلمية:-

وفق اًللسير الطبيعي لأحداث التاريخ المحكوم بقانون السببية (السبب والمسبب، المقدمة والنتيجة)، فإن الواقع الاستبدادي الذي فرضه نظام صنعاء على الجنوب منذ 7/7/1994م،بأدواته القمعية وأ رثه الثقافي القبلي المؤسس على الفيد والغنيمة والمكر والخداع وفرق تسد...الخ، كان من الطبيعي أن يفضي حتماً إلى ثورة شعب الجنوب على هذا الواقع، الذي جعلهم خارج سياق حركة التاريخ المعاصر، بل وأعادهم إلى جاهلية القرون الأولى بلا تاريخ ولا هوية ولا ثقافة ولا آمال وتطلعات، فمن وسط هذا الشعور والمعاناة والألم بدأت براعم الثورة الشعبية الجنوبية تظهر على السطح، ولأن ابرز واخطر سلاح استخدمه نظام صنعاء لتأمين بقاءه وترسيخ استبداده، يتمثل في إثارة الفرقة والشقاق بين الجنوبيين عن طريق استحضار خصومات وصراعات الماضي الجنوبي القريب والبعيد، فقد كانت أول خطوات الثورة الجنوبية هي سد تلك الثغرات عن طريق تطبيق مبدأ التصالح والتسامح بين الجنوبيين جميعاً، فانطلق أول ملتقى للتصالح والتسامح الجنوبي من مقر جمعية ردفان بعاصمة الجنوب عدن في 13يناير2006م وعقبها تأسست ملتقيات التصالح والتسامح الجنوبي في جميع محافظات ومناطق الجنوب، فواجهها نظام صنعاء بالبطش والتنكيل برموزها ومنظميها وإيداعهم السجون وإغلاق مقر جمعية ردفان بعدن التي انطلقت منها تلك الملتقيات، إلا أن التصالح والتسامح الجنوبي استمرت وتيرته بتفاعل جميع الجنوبيين، ثم تأسست حينها جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين الجنوبيين وجمعيات الشباب والطلاب الجنوبيين وغير ذلك الكثير من الأشكال التنظيمية الاجتماعية والسياسية والثقافية، وتحرك معها شعب الجنوب من المهرة إلى باب المندب، وخرج إلى الشارع معلناً رفضه وثورته على استبداد نظام صنعاء القبلي المتخلف، باسم حلم الجنوبيين النبيل (الوحدة) وبصوت واحدة صرخ شعب الجنوب في وجه حاكم صنعاء"ارحل عن أرض الجنوب لا وحده بالقوة" فحاول نظام صنعاء إسكات تلك الصرخات بكل الوسائل القمعية والاستخباراتية، إلا أنه فشل وزاد وهج الحراك الجنوبي وانتشر وتمدد إلى كل قرية وبيت على أرض الجنوب وفي المهجر، وانكسر حاجز الخوف والذل الذي حاول نظام صنعاء فرضه على الجنوبيين طيلة اثنتي عشر سنة ماضية، ليدشن رسمياً انطلاق ثورة شعب الجنوب وحراكه السلمي وهدفه في تقرير المصير، في مهرجان جماهيري ضخم يوم 7/7/2007م في ساحة الحرية بمدينة خورمكسر محافظة عدن عاصمة دولة الجنوب المغدور بها في ذات التاريخ من سنة 1994م، وهذا موجز مختصر لتطورات أحداث الثورة الجنوبية التي تلت تاريخ انطلاقها الرسمي السابق ذكره:-

1ــ انتفض شعب الجنوب عقب 7/7/2007م من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً رافعين علم دولتهم السابقة ومطالبين بالاستقلال عن جمهورية العربية اليمنية واستعادة دولتهم السابقة.

2ــ رغم أساليب البطش والقتل والإلقاء في غياهب السجون، التي اتبعها نظام صنعاء لإخماد ثورة الجنوب، إلا أن هذه الثورة ازدادت قوة وعنفواناً وبشكل مستمر ومتواصل يومياً..ولم يستطيع نظام صنعاء إيقافها ولكنه استطاع التعتيم إعلامياً عليها وصرف أنظار العالم عنها، وكان أهم وسائله في ذلك، هو تحريك خلايا تنظيم القاعدة التي تربطه فيها علاقة وطيدة منذ استخدامها في حربه ضد الجنوبيين والجنوب خلال الفتــــــــــرة من مايو 90 م ــ يوليو 94م. ورغم أن النظام فشل في إلصاق تهمة القاعدة بالحراك الجنوبي وإقناع العالم بذلك، إلا أنه نجح نسبياً في إثارة التخوف الجدي لدى دول الجوار والدول الكبرى من خطر القاعدة، في حالة تعاطفت تلك الدول مع الحراك الجنوبي ومطالبه المشروعة، وهو ما جعل تلك الدول تحجم وتخشى الاقتراب من الحراك الجنوبي أو تفهم مطالبه، بناء على تقدير خاطئ لحقائق الواقع في اليمن ،مفاده بأن أمن واستقرار ووحدة اليمن هو الضامن الوحيد لمصالح وأمن تلك الدول ودفع خطر تنظيم القاعدة عنها، بينما حقائق الواقع تؤكد بأنه لا يمكن الحديث عن أمن واستقرار في اليمن دون حل للقضية الجنوبية يرتضيه شعب الجنوب.

3ــ استغل نظام صنعاء مخاوف دول الجوار والدول الكبرى من الحراك الجنوبي، للبطش بقوة بالحراك الجنوبي، فسفك دماء الجنوبيين في كل منطقه، وزج بقيادات الحراك ونشطاء الحراك في غياهب سجون الأمن السياسي والقومي بدون محاكمة، باستثناء القيادات البارزة فقد تم أحالتهم إلى محاكم أمن الدولة لتصدر ضدهم أحكام سياسية بالحبس لمدد بين ثلاث وعشر سنوات، ثم شن الحروب على المناطق ودمر منازلها بالدبابات والمدفعية، وفرض حصاراً جائزاً ولا إنسانياً على معظم مناطق الجنوب ومازال مفروضاً حتى اللحظة، ثم أغلق المنبر الإعلامي الوحيد للجنوبيين وهو صحيفة الأيام الصادرة من عدن بعد أن حاصر مبنى الصحيفة لمدة يومين وضربه بالأسلحة الثقيلة واعتقل كل من كان فيه بمن فيهم مالكو تلك الصحيفة. ووسط هذه الجرائم والدماء والحصار استمرت ثورة شعب الجنوب ضد نظام صنعاء ولم تتوقف حتى اللحظة.

4ــ اقتضت الظروف والأوضاع السابقة وجود إطار تنظيمي للحراك الجنوبي فبدأت الجهود لانجاز ذلك ابتداءً من مطلع العام 2008م، لتكلل بتأسيس أول تنظيم حراكي في أكتوبر 2008م هو المجلس الوطني الأعلى للتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، برئاسة الزعيم الجنوبي/حسن محمد باعوم، وجعل هذا الكيان المؤسسي من القضية الجنوبية قضيته المحورية وفقاً لبرنامجه السياسي وللإطلاع على وثيقة البرنامج السياسي للمجلس الوطني المذكور نضع نسختها على الرابط التالي :


كما تأسست خلال الفترة من نوفمبر 2008م إلى مارس 2009م، ثلاثة كيانات حراكية، جميعها تتبنى هدف الاستقلال واستعادة الدولة، وهي الهيئة الوطنية الجنوبية والهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب والحركة الوطنية الجنوبية (نجاح) وانظم إلى هذه الهيئات شخصيات سياسية واجتماعية وأكاديمية وقبلية جنوبية كثيرة، وعلى صعيد المهجر تشكلت جمعيات الجاليات الجنوبية في جميع الدول التي توجد فيها جاليات جنوبية، كما تأسست في بريطانيا الهيئة الوطنية لدعم الحراك الجنوبي إلى جانب حزب تاج الذي تأسس في 2004م كما سبق.

5ــ عقب تأسيس الهيئات السابقة بدأت الجهود والحوارات، لإيجاد كيان موحد للحراك الجنوبي، وتكللت تلك الجهود باتفاق الدمج بين هيئات الداخل في 9مايو 2009م تحت إطار مؤسسي واحد باسم مجلس قيادة الثورة الجنوبية، برئاسة الزعيم الجنوبي حسن أحمد باعوم، ثم اقتضت الظروف والأوضاع اللاحقة داخلياً وخارجياً تغيير اسم هذاالكيان إلى ((المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي)) أهم أهداف هذا الكيان المؤسسي هو الاستقلال واستعادة الدولة واعتبار الرئيس علي سالم البيض رئيساً شرعياً للجنوب واستعادة الدولة وللإطلاع على وثيقة البرنامج السياسي للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي نضع نسختها على الرابط التالي :


وبدوره بادر الرئيس البيض بالخروج من سلطنة عمان التي أقام فيها منذ 7/7/1994م إلى المانيا ومن هناك أعلن في 21/مايو 2009م تبنيه لأهداف الثورة الجنوبية ومجلس قيادتها فازداد نتيجة ذلك نظام صنعاء بطشاً وتقتيلاً وتدميراً وإحراقاً للجنوب وشعبه واشتدت الثورة دون توقف وما زالت حتى اللحظة.

6ــ بطش وسفك نظام صنعاء دماء الجنوبيين ودمر وحاصر قراهم وسحل واغتال شبابهم في الشوارع والسجون، فبلغ عدد الشهداء أكثر من خمسمائة شهيد وآلاف الجرحى والمشردين والمعتقلين في ظل صمت وغض نظر من الأشقاء العرب ومن جميع دول العالم والهيئات والمنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية، رغم النداءات والاستغاثات المتكررة من شعب الجنوب .

7ــ حاول نظام صنعاء فرض قبضه أمنية شديدة على أهم مدينتين جنوبيتين، هما عدن والمكلا، وزج فيها عشرات الآلاف من جنود الجيش والأمن المركزي والأمن القومي والسياسي وغيرهم، واستطاع الحد من فعاليات الحراك الجنوبي في هاتين المدنييتن لبضعة أشهر، إلا أن شباب عدن تداعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالانترنت إلى ثورة شبابية في 11فبراير 2011م، فاستطاعوا فعلاً من كسر الحواجزالأمنية في الواقع وفي النفوس وسيطروا على الشوارع والساحات العامة وأقاموا فيها الاعتصامات والمخيمات، فكان رد نظام صنعاء عنيفاً ومدمراً ودموياً خصوصاً مع حذو شباب شمال اليمن حذو شباب الجنوب في الاعتصامات، إلا أنه لم يواجههم بالقوة المسلحة كما فعل مع شباب الجنوب نظراً للطابع القبلي المسلح للمجتمع في الشمال، إلا أنه ستر هذا السبب، واختلق عذراً أخر لهذا التمييز، مفاده هو أن شباب الجنوب يرفعون مطالب الاستقلال مما يهدد وحدة نظامه حسب تبريره، وهذا دفع شباب عدن والمكلا على وجه الخصوص إلى تفويت الفرصة على نظام صنعاء، من خلال الاتفاق بينهم على رفع شعار رحيل النظام في هذه المرحلة حتى سقوطه ونفذوا ذلك فعلاً، إلا أن ذلك النظام جن جنونه من هذه الخطوة، لأنه يريد إقناع شعبه في الشمال بأن إسقاطه سيؤدي بهم إلى خسران الجنوب الذي لا يمكن أن يعيشون بدون ثرواته التي تمثل ثلثين ميزانية دولته... لأجل ذلك لجأ إلى البطش الشديد بصورة هستيرية ضد شباب الجنوب لكي يصرخوا مرة أخرى بشعارهم الحقيقي بالاستقلال واستعادة الدولة، وهكذا لأجل الحفاظ على عرشه وأسرته يبيد شعباً كاملاً بالجنوب..فهل سيظل الضمير الإنساني صامتاً على هذه الجرائم بحق الإنسانية بعد أن بلغ الشهداء في الجنوب خلال النصف الثاني من شهر فبراير إلى (25) شهيداً وأكثر من (200 ) جريحاً ؟؟؟؟!!!

ثالثاً: دعوه للتأمل والتفكير:-

ندعو المطلع على هذه الرسالة إمعان النظر في الأحداث والوقائع السابقة بتجرد وحيادية وعقلانية متحررة من العاطفة أو أية قناعات مسبقة، وفي حالة وجد أن المعلومات السابقة غير كافية لتكوين رأي في القضية الجنوبية، فندعوه إلى البحث والاطلاع على كل ما يتعلق بهذه القضية، ونحن قد حاولنا وضع عدة عناوين (روابط) في هذه الرسالة، لكي نسهل مهمة الباحث عن الحقيقة والعدل والإنصاف ، في الوصول إلى تلك الحقيقة، ولأننا حريصون وطموحون إلى أن يتمكن كل مطلع على هذه الرسالة، من تكوين رأي سليم بشأن قضيتنا، فإننا نختتم رسالتنا هذه، بطرح عدة نقاط مهمة بين يدي المطلع والباحث من شأنها تسهيل مهمته في فهم حقيقة القضية الجنوبية، ونوجزها بالاتي:

1ــ إن شعب الجنوب وقيادة دولته، هما من حمل هدف الوحدة مع شعب الشمال ودولته، كحلم قومي وقيمة وطنية وأخلاقية ونفعية للشعبين والأمة العربية عموماً، في حين كان الرأي الغالب وما زال لدى قيادة وشعب الشمال حول الوحدة، يقوم على أساس عودة الفرع إلى الأصل ووحدة الجغرافيا وليس وحدة النفوس والمصالح والمنافع المتبادلة بين الشعبين، وهذا ما عبرت عنه مؤلفات ومذكرات قيادة ورموز الشمال.

2ــ إن دعوى واحدية الأرض والإنسان اليمني شمالاً وجنوباً، مجرد شعار عاطفي مزيف، تكذبه حقائق الواقع وتاريخ إقليم جنوب شبه الجزيرة العربية، ويكفي لتدليل على ذلك إجراء عملية حسابية للسنوات التي خضع فيها هذا الإقليم لسلطان دولة واحدة وجامعة لجميع أجزائه، والسنوات والقرون التي قضاها في ظل دويلات متفرقة، لم يدخل لفظ اليمن على اسم أي من هذه الكيانات على مر العصور واستخدم كاسم جهة فقط بمعنى جنوب ولازال مستخدماً حتى اللحظة كاسم جهة في شمالاليمن.

3ــإنه لم يعد هناك في عالمنا المعاصر من يؤسس سيطرته واستيلائه على أرض الغير بناء على دعاوى الحق التاريخي إلا اليهود في فلسطين وحاكم صنعاء في الجنوب، والقبول بهذه الدعاوى يعني عدم مشروعية معظم الدول والأنظمة السياسية العربية القائمة حالياً وخصوصاً دول شبه الجزيرة العربية.

4ــ إن جميع الشرائع السماوية والمواثيق الدولية السائدة اليوم تقرر عدم جواز فرض الوحدة بالقوة وتعطي لجميع الشعوب حق تقرير مصيرها.

5ــ إن قضية جنوب اليمن تختلف جذرياً عن جميع النزاعات والقضايا القائمة حالياً في العالم، فلا يمكن مقارنتها بقضية جنوب السودان ولا الصومال ولا شمال العراق ولا الصحراء الكبرى بالمغرب ولا كوريا الشمالية والجنوبية ولا الوحدة الألمانية بين شرق ألمانيا وغربها..الخ، لأنها أصلاً قضية وحدة بين دولتين قائمتين وفقاً لجميع المواثيق الدولية، وفشلت تلك الوحدة قبل أن تتم، وتحولت إلى ضم وإلحاق بالقوة العسكرية.

6ــ إن ما هو قائم اليوم بين شمال وجنوب اليمن ليس وحدة وفقاً لجميع المفاهيم القانونية والسياسية والأخلاقية، بل أنه أسوئ من الاحتلال الأجنبي، واستمرار ذلك الوضع يشكل خطراً على أمن واستقرار المنطقة ومصالح شعوبها ودولها، بل وخطراً على وحدة الأمة العربية والإسلامية وتكاملها وتعاونها وقيمها النبيلة، لأنه لا يستطيع أي نظام سياسي في اليمن مهما بلغت قوته وإمكانياته أن يحقق الأمن والاستقرار في ظل هذا الوضع المعوج ما لم يعطي للجنوبيين حق تقرير مصيرهم.

7ــأثبتت حقائق العشرين سنة الماضية أن الوحدة لم تفشل سياسياً فحسب بل وثقافياً واجتماعياً، فاستحال على الشعبين تقبل ثقافة وواقع كل منهما، فصار لزاماً لإنقاذ ما تبقى بين الشعبين من وشائج القربى والعروبة والجوار الجغرافي، عودتهما إلى الوضع السابق ومن ثم التفكير بوسائل وصيغ جديدة لإقامة علاقة أخوية ومصالح متبادلة بين الشعبين.

8ــ إن شعب الجنوب وانطلاقاً من ثقافته وهويته العربية والإسلامية، مازال يرى في الوحدة العربية المبنية على أسس واقعية وقيم نفعية (روحيه ومادية)، هدفاً عزيزاً وطموحاًخلاقاً وقيمة عقائدية وأخلاقية وقومية راقية، أما وحدة الجغرافيا والضم والإلحاق، فقد أثبتت فشلها، ولن تؤدي إلا إلى مزيد من الفرقة والتشرذم العربي.

هذه بطاقة تعريفية بالقضية الجنوبية نضعها بين يدي كل باحث عن الحقيقة وحريص على العدل والإنصاف في قوله وفعله، وكل حريص على امن واستقرار هذه المنطقة المهمة من العالم، وحريص على وحدة الأمة العربية والإسلامية وتماسكهما أمام الأخطار المهددة لوجودهما وثقافتيهما وهويتهما ومصالحهما.

فريق المراسلة مع منظمات المجتمع والهيئات والوكالات الدولية
الأستاذ بائع المسك
أبو حضرموت الكثيري
رعين اليافعي
أبو زيد الضالعي
ابو يافع الشعيبي
أبو إبداع البكري
Aden fighter
المستشار العام / د.رفيق الجنوبي

التعديل الأخير تم بواسطة بائع المسك ; 2011-04-24 الساعة 06:42 AM
ابوحضرموت الكثيري غير متواجد حالياً  
قديم 2011-04-27, 08:02 AM   #8
ابوحضرموت الكثيري
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-27
المشاركات: 2,565
افتراضي

استاذي العزيز بائع المسك يبدو انك حاولت التعديل بالفعل غير انك لم تميز الكلمات المعدلة باللون المغاير حتى يلاحظها العزيز رعين اليافعي وليكن اللون الوردي او البنفسجي .
ابوحضرموت الكثيري غير متواجد حالياً  
قديم 2011-05-10, 02:15 AM   #9
بائع المسك
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-08
المشاركات: 630
افتراضي

) إلى كلباحث عن الحقيقة وحريص على العدل والإنصاف(


تمهيد وتقسيم:أظهرت المواقف الرسمية والنخبوية والإعلامية منالقضية الجنوبية داخلياً وخارجياً، عدم فهم دقيق وعميق لطبيعة تلك القضيةومرتكزاتها التاريخية والسياسية والقانونية التي تبرر وتعكس عدالة ومشروعية هدفهاالمتمثل في الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية عن طريق تقرير الشعب الجنوبي لمصيرهبشأن الوحدة مع دولة الجمهورية العربية اليمنية وشعبها، وغياب ذلك الفهم بشأنالقضية الجنوبية، قد دفعنا لإعداد هذا الموجز التعريفي (بطاقة تعريف) للقضيةالجنوبية بهدف وضع أسس ومرتكزات واقعية ونظرية أمام المطلع والمتابع الأجنبي،يستطيع من خلالها تكوين رأي منطقي سليم وعادلٍ بشأن القضية الجنوبية، لأن ما يؤلمالجنوبيين حقاً في الوقت الراهن هو تلك المواقف والتناولات لقضيتهم، المبنية علىفهم خاطئ ومشوَّش للأسس والمنطلقات الحقيقية لتلك القضية، ومع إيمان فريق الشبابالجنوبيين الذين اعدوا هذه الرسالة، بأن هذه الرسالة الموجزة لا يمكن لها أن تعطيللباحث عن الحقيقة تعريفاً شاملاً وكافياً لقضية وطنية كبيرة بحجم القضية الجنوبية،إلا أن معدي هذه الرسالة يؤمنون ــ أيضاً ــ بأن هذه الرسالة التعريفية الموجزة تضعبين يدي الباحث والمطلع، المفاتيح التي تمكنه من فتح أبواب أسوار هذه القضية،والولوج إلى عمقها، والتعرف على حقيقة جوهرها، كما هي بالواقع، وليس كما يحاول نظامصنعاء حجب الرؤية عنها وتصويرها بغير حقيقتها، ولأننا حريصون على احترام عقل القارئوالمطلع على هذه الرسالة، ومؤمنون بعدالة قضيتنا ومشروعيتها طبقاً لجميع الشرائعالسماوية والمواثيق الإنسانية، فقد حرصنا عند صياغة هذه الرسالة على سرد الأحداثوالوقائع التي شكلت وبلورت القضية الجنوبية، سرداً مجرداً كما حدثت وكما هي بالواقعدون فرض تفسير أو تحليل مسبق بشأنها على المطلع والقارئ لهذه الرسالة..لأن هدفالرسالة الرئيس هو كسر الحجب الذي احكمه نظام صنعاء حول القضية الجنوبية، ودعوةالباحثين والمهتمين والمطلعين إلى فهم حقيقة القضية الجنوبية وفقاً لمنطلقاتهاالحقيقية في الواقع...وعليه وترتيباً على ما سبق، فقد تم تقسيم هذه الرسالة ثلاثةمحاور رئيسية على النحو التالي:

أولاً:خلفية تاريخية موجزة عن القضية الجنوبية:
يرجع نشؤ القضية الجنوبية إلىتاريخ الإعلان عن الوحدة الاندماجية بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيةوالجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990م، ويرجع سبب نشوءها إلى فشل ذلكالاندماج بين نظامي وشعبي الدولتين وإجهاض نظام صنعاء جميع محاولات إتمامه وإنقاذه،ثم قيام نظام صنعاء بالقضاء التام على مشروع الاتحاد الموقع عليه بين طرفيه،واستبداله بضم الجنوب أرضاً وشعباً ودولة إلى حكمه بالقوة المسلحة عن طريق حربمدمرة دامت بين جيشي الدولتين مدة (72) يوماً انتهت بإقصاء الشريك الجنوبي فيالوحدة، وتشريد قيادة دولته التي وقعت على الوحدة مع حاكم صنعاء إلى خارج البلاد،ثم نصب لهم المحاكم السياسية التي قضت بإعدامهم، ولا زال معظم تلك القيادة الجنوبيةالتاريخية في دول الشتات حتى اللحظة منهم ثلاثة رؤساء جنوبيين حكموا الجنوب قبل الوحدة.
هذاهو لب وجوهر القضية الجنوبية، ولأن الحاضر هو بطبيعة الحال امتداد للماضي ومؤسسعليه، فإن الفهم السليم للقضية الجنوبية حسب تحديدها السابق، يقتضي إعطاء لمحة موجزة عن خلفيتها التاريخية نوجزها بالنقاط التالية:-
1ــفي 19يناير 1839م استطاعتبريطانيا بعد مقاومة شرسة وحرب غير متكافئة مع ابناء عدن، من احتلال عدن التي كانتحينها تتبع سلطنه لحج العبدلية إحدى سلطنات ومشيخات ما عرف بالجنوب العربي الواقععلى الرقعة الجغرافية الممتدة من سلطنة عمان شرقاً إلى مضيق باب المندب والبحرالأحمر غرباً ومن البحر العرب جنوباً إلى حدود المملكة العربية السعودية ودولة أئمةالشيعة الزيدية شمالاً وهي ما عرف لاحقاً بــ (الجمهورية العربية اليمنية)، ودولةأئمة الشيعة الزيدية تلك تعاقبت على حكم اليمن الشمالي أكثر من ألف سنة (أواخرالقرن الثالث الهجري حتى أواخر القرن الرابع عشر الهجري) فشلت خلالها رغم محاولاتهاالعديدة من ضم الجنوب العربي إلى سلطانها أو إخضاعه لحكمها.








(خريطة الجنوب العربي وفقاً لتقسيم السابق)
2ــاستمر احتلال الانجليز للجنوب العربي الذيعرف مؤخراً باليمن الجنوبي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، مائة وتسعة وعشرينعاماً، خاض خلالها الجنوبيون انتفاضات ومقاومة مستمرة ضد الاستعمار البريطاني، توجتتلك الانتفاضات بانطلاق ثورة 14اكتوبر 1963م التي تبنت الكفاح المسلح ضد الانجليزلمدة أربع سنوات توجت برحيل الاستعمار البريطاني ونيل الاستقلال الوطني في 30نوفمبر 1967م الذي أعلن فيه قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بقيادة الجبهة القوميةالتي تأثرت بالفكر القومي واليساري (الاشتراكي) في خمسينات وستينات القرن الماضي.

3ــقضت دولة الاستقلال بقيادة الجبهة القومية على جميع سلطنات ومشيخات وإمارات الجنوبالسابقة، وشردت رموزها خارج الوطن، واعادت تقسيم الجنوب إلى ست محافظات هي: عدنوحضرموت والمهرة وشبوة وأبين ولحج

)خارطة التقسيم الإداري لجمهورية اليمن الديمقراطيةالشعبية وفقا لذلك التقسيم(


ثم انتهجت تلك الدولة، فكر الاشتراكية العلمية،الذي تم وفقاً له تأميم الملكية الخاصة، وتشريد أصحاب رأس المال الجنوبي في دولالجوار، فدانت تلك الدولة بالولاء للمعسكر الشرقي ( الاشتراكي)، وتأسيس تبعاً لذلكالحزب الاشتراكي اليمني في أكتوبر 1978م وتغير اسم الدولة إلى (جمهورية اليمنالديمقراطية الشعبية) التي كان من ابرز أهدافها تحقيق الوحدة مع دولة اليمن الشمالي) الجمهورية العربية اليمنية) التي تأسست في 26سبتمبر 1962م عقب إطاحة ضباط الجيشبدولة الأئمة الزيدية ، واتخذت تلك الدولة نهجاً شبه رأسمالي، فدانت بالولاءللمعسكر الغربي(الرأسمالي)، ونتيجة هذا التباين بين نظامي الدولتين، فقد شهدتاثلاثة حروب بينهما، وكان يعقب كل منها جلسات مفاوضات تفضي إلى اتفاقات بشأن تحقيقالوحدة بين الدولتين، إلا أنها تتعثر في مهدها.

4ــبتاريخ 22مايو 1990م تم الإعلان في عدن عنقيام وحدة اندماجيه بين نظامي الدولتين (جهورية اليمن الديمقراطية الشعبيةوالجمهورية العربية اليمنية) ممثلين بالرئيسين/ علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض،وحدد الإعلان مرحلة انتقاليه لمدة سنتين وستة أشهر، يتم خلالها دمج مؤسسات الدولتينواستكمال بناء الدولة الموحدة التي سميت بــ (الجمهورية اليمنية) دون أن يستفتىشعبا الدولتين على تلك الوحدة، ومع ذلك فأن أياً من تلك الاتفاقيات والمواثيقالموقعة، لم يتم تنفيذها خلال المرحلة الانتقالية أو بعدها.
كانت هذه لمحة تاريخيةموجزه عن خلفية القضية الجنوبية وهي مهمة لفهم تلك القضية فهماً سليمأ.
















ثانياً: نشوءالقضية الجنوبية ومراحل تطورها:

مرت القضية الجنوبية بثلاث مراحل رئيسيةهي:

المرحلةالأولى:-
نشوء وتبلور القضية الجنوبية (22/5/1990م/ ـــ 7/7/1994م)

ارتبط وتزامن نشوء القضيةالجنوبية مع إعلان الوحدة الاندماجية فيما بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطيةالشعبية والجمهورية العربية اليمنية، ليلة الثاني والعشرين من مايو1990م تحت مسمىجديد هو(الجمهورية اليمنية) وهذه الوحدة ولدت كسيحة غير قادرة على الحركة أو الوقوفعلى رجليها وبيان ذلك:

أ)ما إن تم الإعلان عن الوحدة الطوعية السلميةبين الدولتين في مايو 1990م، حتى أتضح أن نظام الشمال إنما كان يضمر إلحاق الجنوب بسلطتهوالاستحواذ عليه، بأرضه الشاسعة(350,000 كيلومتر مربع) وموقعة الإستراتيجي وشواطئهالواسعة وما يختزنه من ثروات معدنية وزراعية وسمكية، وإحالته غنيمة لحكام الشمالينهبون موارده وثرواته. أكد ذلك سلوك أولئك الحكام عقب إعلان الوحدة، كما أكدت ذلك شهادات قيادات الشمال فيمذكراتهم التي صدرت مؤخرا منها مذكرات الشيخين عبدالله بن حسين الأحمر وسنان أبولحوم، في الوقت الذي كان ينظر الجنوبيون للوحدة بوصفها حلماً قومياً ومشروع دولةيمنية حديثة ومزدهرة.

ب‌) انتقلت القيادة الجنوبية إلى صنعاء عاصمة الدولة الموحدة حسباتفاقيات الوحدة، وتنازلت عن رئاسة تلك الدولة الوليدة لحاكم صنعاء تعبيراً عن حسنالنوايا وصدقها في تأسيس دولة يمنية حديثة وموحدة، إلا أنها تفاجأت بنظام صنعاءينكث بجميع اتفاقيات الوحدة ويفشل كل محاولات تطبيقها خلال المرحلة الانتقالية، بلويسعى حثيثاً لتخلص منها ومن شريكه الجنوبي بكل السبل المشروعة وغير المشروعة، فلميتحقق الدمج بين مؤسسات الدولتين، فيما عدى دمج شكلي لمؤسسة الرئاسة والبرلمانوقيادة الحكومة، وظلت معظم مؤسسات الدولتين لا تخضع إلا لقيادتها السابقة دون قيادةدولة الوحدة حتى وان كانت تتبعها في ظل التشكيل الحكومي الذي أعقب إعلان الوحدةوخصوصاً المؤسستين العسكرية والأمنية حيث ظل جيشا الدولتين وقواتهما الأمنيةمستقلتين ويخضع كل منها لقيادته السابقة.




ت‌) اتخذ حاكم صنعاء إجراءات عمليه لإقصاءالشريك الجنوبي عن طريق تجنيد المجاهدين العائدين من أفغانستان، للقيام بعملياتتصفية جسدية لأبرز القيادات الجنوبية حسب خطورتها في نظر حاكم صنعاء على خططه التيأعدها وذلك تحت مبررات تكفيرية عقائدية فكانت حصيلة ذلك خلال المرحلة الانتقاليةفقط، قتل (152) قيادي جنوبي، دون أن يتم القبض على قاتل واحد.

ث‌) إزاء الرفض المطلق لمشروعدولة الوحدة من قبل حاكم صنعاء، برزت أزمة سياسية بين شريكي الوحدة عقب الإعلانعنها بثلاثة أشهر، انسحب على أثرها الرئيس الجنوبي علي سالم البيض إلى عدن رافضاًعودته إلى صنعاء إلا بتطبيق اتفاقيات الوحدة واعتبار الجنوب بمشروعه الوطني شريكاًفيها، إلا أن جميع ما كان يتم الاتفاق عليه مع لجان الوساطة، ينكث به الطرف الآخرقبل أن يجف حبره حتى كانت انتخابات 93م البرلمانية التي صوت فيها الجنوب لموقفقيادته الرافض للظلم والإقصاء للجنوب كشريك في الوحدة ومشروع دولتهاالحديثة.

ج)على الرغم من أن إفشال نظام صنعاء لاتفاقيات الوحدة وتعطيلها، كان كافياً لإعلانقيادة الجنوب فشل الوحدة الاندماجية وفك الارتباط بإعادة الحال إلى ما كان عليه قبل 22مايو 90م، رغم ذلك إلا أن القيادة الجنوبية وانطلاقاً من عظمة منجز الوحدةبنظرها، حاولت مع بقية القوى التقدمية والوطنية وتحت رعاية عربية ودولية، التوصلإلى صيغة جديدة من شانها بناء دولة يمنية حديثة موحدة بدلاً من عودة الوضع السابق،فتم فعلاً التوصل إلى وثيقة العهد والاتفاق التي تم التوقيع عليها في الأردنفبراير/1994م إلا أن هذه الوثيقة رغم قصورها في حل المشكلة من جميع جوانبها، فقدرأى فيها حاكم صنعاء وأسرته الحاكمة وشريكه الجديد ــ القديم ــ حزب الإصلاحالإسلامي، رأوا فيها تهديداً حقيقياً وانقلاباً على مشروعهم القبلي العائلي لحكماليمن. وعندما أيقنوا بأن وثيقة العهد والاتفاق هي بداية النهاية لحكمهم، وقعواعليها تحت الضغوط العربية والداخلية واتخذوا قرار الحسم العسكري الذي مهد له منذالبدء للخلاص من جميع المشاريع الوطنية القادمة من الجنوب التي تهدد بقاءهم، فأعلنحاكم صنعاء الحرب على الجنوب من ميدان السبعين في27/4/1994م ثم بدأت العملياتالحربية بتاريخ 5/5/1994م التي كان الجنوب مسرحها لمدة اثنين وسبعين يوماً، شاركفيها إلى جانب حاكم صنعاء قبائله وأكثر من عشرين ألف مجاهد عرب ويمنين من تنظيمالقاعدة العائدين من أفغانستان حسبما كشفت التصريحات الرسمية في المرحلة اللاحقة،كما أن نظام صنعاء جعل من هذه الحرب حرباً دينية مقدسة ضد أعداء الله من الكفرةوالملحدين الشيوعيين، فاصدر علماؤه فتوى تبيح قتل الجنوبيين ونساءهم وأطفالهم.



رابط الفيديو للفتوى على اليوتيوب

النص الحرفي للفتوى :

" إننا نعلم جميعاً أن الحزب والبغاة في الحزب الاشتراكي المتمردين هؤلاء لو أحصينا عددهـم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودين ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان مـن يقف إلـى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه فـي تاريخهم الأسـود، أنهم أعلنوا الـردة والإلحاد والبغي والفساد، هؤلاء الذيـن هـم رأس الفتنة إذا لـم يكن لهم مـن الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحـاد علـى أحد، ولا أن يعلنوا الفسـاد ولا أن يستبيحوا المحرمات ولكن فعلوا ما فعلوه بأدوات هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين هؤلاء هم الجيش الذي أعطى ولائه لهذه الفئة، وهنا لابد من البيان والإيضاح فـي حكم الشرع في هذا الأمر :

أجمع العلماء أنه عند القتـال بل إذا تقاتـل المسلمين وغير المسلمين فإنه إذا تمترس أعـداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم مـن المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض إذاً فقتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتـل هؤلاء المستضعفين الذيـن لا يقاتلوا فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح هذا أولاً .

والأمر الثاني الذين يقاتلون في صف هؤلاء المتمردين هم يريدون أن تعلوا شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه فـي علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق أما إذا أعلن ذلك وأظهره مرتداً أيضاً".












(صورة من صحيفة الوثيقة المصرية: علماء ومفكرون إسلاميونيردون على فتوي الديلمي (

ح‌) قاوم جيش الجنوب قوات الجمهورية العربية اليمنية النظاميةوالجهادية والقبلية الغازية للجنوب على طول حدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيةمع الجمهورية العربية اليمنية، وخاض معها حرباً شرسة استمرت لسبعين يوماً، إلا أنتمزيق أوصال الجيش الجنوبي بين الشمال والجنوب وعدم جاهزيته العسكرية وعدم استعدادهلتلك الحرب، كل ذلك جعل الغلبة لقوات صنعاء الغازية.


خ‌) بعد أن رفض حاكم صنعاء كلالوساطات الإقليمية و العربية والدولية لوقف الحرب، بل ورفض الانصياع إلى قراراتالشرعية الدولية المتمثلة في قراري مجلس الأمن رقمي (931،924 ) لسنة 1994م ولتسهيلالإطلاع على تلك القرارات نورد وصلات الوصول إليها فيما يلي:

رابط القرار رقم ( 924 ) لسنة 1994
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/HarbYaman/mol25.doc_cvt.htm
رابط القرار رقم ( 931 ) لسنة 1994
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/HarbYaman/mol27.doc_cvt.htm

حيث قضت تلك القرارات في فحواهابوقف القتال والعودة إلى الحوار بين الطرفين لإيجاد حل مناسب للمشكلة، وهو الأمرالذي تضمنته مواقف الدول العربية والجامعة العربية التي أكدت على عدم جواز فرضالوحدة بالقوة، بعد كل ذلك وأمام ضغط الجماهير التي خرجت إلى شوارع عدن وغيرها منمدن الجنوب، مطالبة قيادتها بإعلان فك الارتباط، فما كان من قيادة الجنوب إلا أنأعلنت فك ارتباط جمهورية اليمن الديمقراطية عن الجمهورية العربية اليمنية بتاريخ 21/5/1994م بعد مرور ستة عشر يوماً من بدء الحرب الشاملة ضد الجنوب، في حين ظلتقوات صنعاء تواصل تقدمها نحو العاصمة عدن وبقية المدن الجنوبية حتى أحكمت حصارها علىالعاصمة عدن وعزلها عن جميع المحافظات الجنوبية، بل وقامت بتدمير محطة توليدالكهرباء فيها في أوج حر صيفها الساخن وقصفت مدنها بالمدفعية والصواريخ والطائرات،بل وتم قطع امددات المياه عنها بعد السيطرة على منابعها في محافظة لحج المجاورة،ورفض الغزاة كل مساعي المنظمات الدولية والإنسانية وقرارات مجلس الأمن في إعادةتشغيل محطات ضخ المياه الواقعة على مشارف عدن بعد السيطرة عليها وإيقافها من قبلالقبائل الهمجية الغازية، مما جعل ابناء عدن وابناء المناطق المجاورة الذين لجئواإليها بعد اجتياح مناطقهم ونهبها من أولئك الغزاة، جعلهم يحفرون الآبار بأيديهمويقفون في طوابير طويلة وسط لهيب حر الصيف وقذائف الغزاة تتهاوى على رؤوسهم وتحصدأرواح أعداد كبيرة منهم إثناء ذلك.

د‌) في ظل حصار همجي لا أخلاقي بات الوضعالإنساني والمعيشي لسكان عدن ومن لجأ إليها بالغ السوء، ويمثل كارثة إنسانية بكل ماتحمله الكلمة من معنى، فالساحات العامة والملاعب الرياضية والمدارس والمبانيالحكومية والمساجد ومنازل سكان مدينة كريتر وغيرها من مدن عدن، باتت تكتظ بالنساءوالأطفال والعجزة الذين هربوا من المناطق التي اجتاحها الغزاة ومن مناطق القتال علىمشارف عدن في ظل انقطاع امدادات المياه والكهربا وكثافة القصف المدفعي والصاروخي منقبل القوات الغازية على تلك التجمعات والمنازل فكانت تلك القذائف تحط على رؤوسأولئك اللاجئين وتخلف الواحدة منها العشرات من القتلى والجرحى، مما جعل المستشفىالوحيد في خور مكسر الذي يستقبل الجرحى وجثث القتلى، غير قادر على استيعاب كل ذلك. إزاء هذا الوضع المأساوي لم يكن أمام قيادة الجنوب أي خيار غير وقف القتال ومغادرةعدن عبر البحر إلى الدول القريبة منها حقناً لدماء المدنين الأبرياء الذي لم تراعالقبائل الغازية لحرمت دمائهم إلاً ولا ذمه.

ذ‌) فجعت عدن في يوم 7/7/1994م إثر دخول قواتحاكم صنعاء وقبائله عقب انسحاب قيادة الجنوب المدنية والعسكرية والأمنية منها، فجعتبكارثة أخلاقية وإنسانية لم تعرفها خلال تاريخها على مر العصور بل ولم تعرفهاالإنسانية إلا في لحظات فارقه من تاريخها ظلت ذاكرة أجيالها تتداولها بوصفها أبشعصورة تجرد فيها بني البشر من إنسانيتهم وقيم الفطرة الإنسانية التي خلقوا عليها، فيذلك اليوم أعادت جحافل صنعاء الغازية إلى أذهان البشرية تلك الصورة القاتمة فيذاكرتها منذ غزو المغول التتار لعاصمة الخلافة الإسلامية بغداد في القرن السابعالهجري وتدميرهم لبغداد ونهب أموال سكانها ودولتها وإحراق مكتباتها ومساجدهاومتاجرها...الخ، أعادت جحافل صنعاء الغازية تلك الصورة القاتمة إلى أذهان البشريةمن جديد يوم 7/7/1994م عندما استباحت عدن ودمرت ونهبت كل مقومات دولتها الماديةوالثقافية في مشهد همجي حفر تفاصيله في ذاكرة ابناء هذه المدينة الذين شاهدوهوعاشوا تفاصيله كاملة، ذلك المشهد الذي ظهر فيه همج القبائل الغازية وهم يقتحمونالمنازل والمدارس والمتاحف والمكتبات والمباني الحكومية ومقرات السفارات الأجنبيةوينهبون محتوياتها بما فيها نوافذها وأسلاك الكهرباء وأدواتها المثبتة علىجدرانها...الخ وبصورة همجية لا يمكن للأقلام والكلام وصفها كما حدثت بالواقع لهذهالمدينة التي مثلت عبر تاريخها الطويل مركز إشعاع فكري وحضاري في المنطقة عموماً،هذه المدينة التي احتضنت كل القادمين إليها من مختلف أصقاع المعمورة ومنحتهم الأمنوالحب والمعرفة دون تمييز عن أهلها ومن أولئك أحرار وثوار الشمال الفارين من جلادهمالمستبد الإمام يحيى حميد الدين وبنيه، فعاد ابناء سبتمبر إلى هذه المدينة لردالجميل وفقاً للطريقة السابق ذكرها.. فأي جزاء نالته عدن من أحفاد الزبيريوالنعمان؟؟. وما نال عدن هو ما نال بقية مدن ومحافظات دولة الجنوب المختلفة وإنماكان وقع ذلك على عدن أكثر إيلاماً لأنها مدينة استثنائية وأعطت اليمن الشمالي كل مالديها.

المرحلةالثانية:
انهيار شرعية الوحدة واستئصال قيمها النبيلة (يوليو1994م ــ يناير 2006م(.

إذا كانحرب اجتياح الجنوب في صيف 1994م قد قضت على شرعية ومشروعية عقد وحدة 22مايو 1990مالسلمية من الناحية السياسية والقانونية، فإن سلوك نظام صنعاء عقب انتهاء تلكالحرب، تجاه الجنوب شعباً وأرضاً وتاريخاً وثقافة وهوية، قد دمر وقضى على قيمومفاهيم الوحدة النبيلة في نفوس الجنوبيين وحولها من حلم قومي وقيمة إنسانيةوأخلاقيه سامية، إلى كابوس مخيف في حياة الجنوبيين، باسمها تصادر الحقوق وتنهبالثروات وتنتهك وتداس حرية وكرامة الجنوبي على عتبات أبواب حكام صنعاء وزنازينهمحتى صار أنين وجع الجنوبي خيانة وطنية وارتداداً على وحدة ليس لها وجود إلا في جيوبوأرصدة حاكم صنعاء وزبانيته، لذلك فقد اتخذت هذه المرحلة مسارين متوازين منظمللجنوب(تنبيه:هذه كلمتين مكررة فتحذف)، أحدهما تدمير ونهب منظم للجنوب، وثانيهما رفض جنوبي لذلك الاستبداد:
1ــ المسار الأول: تدمير الجنوب :-

كشف نظام صنعاء عقب إقصاء شريكه الجنوبي في الوحدة وضمه للجنوب إلىحكمه بالقوة المسلحة، كشف عن حقيقة مفهوم الوحدة لديه ونظرته تجاه الجنوب التي كانتامتداداً لنظرة أسلافه أئمة الشيعة الزيديه الذين كانوا ينظرون إلى الجنوب كضيعة منضياع الشمال وفرع من اليمن الأم (صنعاء) ويجب عودة ذلك الفرع إلى الأصل، ولأجلتحقيق أمنية إسلافه تلك، فقد اتخذ نظام صنعاء عقب سيطرت جيشه وقبائله ومجاهديه علىالجنوب في 7/7/1994م الخطوات التالية:-

أ‌) بدأت أول خطوة عقب احتلال الجنوب بالتخلصمن جميع اتفاقيات الوحدة بما فيها دستورها ووثيقة العهد والاتفاق الموقعة فيالأردن، فعدلت دستور الوحدة وحولت نظام الحكم من جماعي ــ مجلس رئاسة ــ إلى نظامفردي رئيس يجمع بيده كل السلطات ولا يخضع لمحاسبة أو رقابة أي سلطه أخرى، بمعنى آخرتم الرجوع إلى نظام الجمهورية العربية اليمنية وتطبيقه على شعب جمهورية اليمنالديمقراطية باعتبار هذه الأخيرة فرع ثم إعادته وضمه إلى الأصل.

ب‌) التخلص من اخطر مؤسسة جنوبية ممكن أن تشكل تهديداً لوجود نظام صنعاء غير المشروع في الجنوب، وهي مؤسسة الجيش الجنوبي فبعد أن شُردت قيادات الجيش العليا في دول الجوار، فقد عمد حاكم صنعاءلتصفية بقية العنصر البشري من الجيش الجنوبي وفق خطة منظمة ومدروسة ابتدأت في توزيعوتشتيت أفراده على وحدات وألوية جيش نظام صنعاء بما يضمن تذويب وحدات الجيش الجنوبيوتشتيتها داخل وحدات جيش صنعاء، ولكي يضمن نجاح ذلك فقد كان لزاماً عليه أن يتخلصمن قيادة وضباط ذلك الجيش، فعمد إلى تسريح تلك القيادة وإبقاءها في البيوت دونإسناد أي مناصب أو مهام عسكرية إليها، بل بدون منحها مستحقاتها القانونية فيالترقية والمناصب وذلك كان تمهيداً لإحالتها للتقاعد في أوج عطائها بما تمتلكه منمؤهلات علمية وخبرة عملية لا يتمتع بها من هم قادة الوحدات العسكرية القائمة،والذين هم من أسرة وأقرباء حاكم صنعاء وقبيلته، وبذلك حقق حاكم صنعاء ما كان يهدفإليه من رفض دمج الجيشين في المرحلة الانتقالية، بالحفاظ على جيشه كمؤسسة قبيلةتؤمن بقاءه في الحكم والقضاء على معارضيه.
ت‌) القضاء على جميع مؤسسات دولة الجنوبالأخرى ونهب مقوماتها المادية وتقاسمها كغنائم بين أمراء الحرب من المشأئخوالمجاهدين والأسرة الحاكمة، ثم تسريح موظفي تلك المؤسسات وإبقائهم في منازلهمومعظمهم بدون رواتب، ولم يقف الأمر عند ذلك بل لجأت السلطة إلى بيع وتوزيع ما تبقىمن أصول المؤسسات الإنتاجية والصناعية الجنوبية على مراكز القوى المتنفذة والمقربينمنها بثمن بخس تحت مسمى الخصخصة التي اقتصرت على مؤسسات دولة الجنوب دونالشمال.

ث)وضع الجنوب تحت قبضة أمنية وعسكرية شديدة، حيث تم الزج بوحدات عسكرية ضخمة إلىمناطق الجنوب التي قسمت إلى مناطق عسكرية وفي إطار كل منطقة أنشأت قطاعات عسكرية وأصبح رئيس القطاع العسكري بالمنطقة أو المديرية هو صاحب السلطة العليا فيها، وصارهو من يقوم بحل قضايا المواطنين، بدلاً عن القضاء وعن طريق التحكيم القبلي الذييقتضي وضع ما تسميه قبائل الشمال ب(العدال) وهو عبارة عن (أسلحة أو سيارات أو مبالغمالية) من قبل طرفي المشكلة لدى ذلك القائد العسكري قبل إصدار حكمه بينهما، فضلاً عنأجرته وأجرة جنوده وأجرة العدول الذي سيستعين بهم في حل المشكلة، وهكذا عادالجنوبيون إلى مرحلة ما قبل الدولة بل وأسوأ من ذلك.

ج‌) ولان نظام صنعاء يدرك أكثر منغيره عدم شرعية وجوده في الجنوب، فقد حاول بكل الوسائل إضفاء مشروعية شكلية على ذلكالوجود من خلال الإغراء وشراء الذمم بل واستئجار بعض الشخصيات الجنوبية مستغلاًالظروف المادية الصعبة التي تعرض لها الجنوبيون بعد الحرب، فضلاً عن هواة المناصبوالكراسي الذين لا يخلوا منهم زمان ولا مكان على مر تاريخ البشرية، ومع ذلك فشل ذلكالنظام من اكتساب مشروعية حقيقية لاحتلال للجنوب.

2- المسار الثاني: الرفض الجنوبي لاستبدادصنعاء:-

رغمالظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها نتائج حرب صيف 1994م على الجنوبيين، ورغمالقبضة العسكرية والأمنية الشديدة على الجنوب إلا أن الرفض الجنوبي للواقعالاستبدادي الذي فرضته صنعاء عليه، استمر منذ اللحظة التي وضع فيه حاكم صنعاء قدمهفي الجنوب، بأشكال وصور مختلفة ومتعددة ومن مختلف فئات ومكونات الشعب الجنوبيأفراداً وجماعات ونوجز ذلك بالاتي:-

1)بدأ الرفض الجنوبي بحركة موج، التي تأسست في الخارج بعد حرب صيف 1994ممباشرة، ولعبت دورا تاريخيا في مواجهة الهزيمة النفسية والمعنوية لابناء الجنوببعد الحرب و لملمت شملهم و جعلت القضية حية في الخارجلمدة سبعسنوات.

2) تيار إصلاحمسارالوحدة،ظهر بعد الحرب مباشره أيضأ و طرح فكرة (( إزالة آثار الحربوإصلاح مسار الوحدة))و حدد مفهومه لإزالة آثار الحرب بنقاط أربع:-
أولاً:-إلغاء الفتوىالدينية التي بررت الحرب و أباحت الأرض و العرض و حولت الجنوب إلىغنيمة.
ثانياً:إعادة مانهب تحت تلك الفتوى أو تحت غيرها من ممتلكات خاصة و عامة باعتبارهامن آثار الحرب.
ثالثاً: إعادة جميع المؤسسات العسكرية و الأمنية و المدنية الجنوبيةإلى ما كانت عليهقبل الحرب، باعتبار أن حلها من آثار الحرب.
رابعاً: إلغاءالأحكام على قائمةال (( 16 )) لأنها إحكاماً سياسية باطلة، وعودة جميع المشردين فيالداخل والخارج إلىأعمالهم و إعادة ممتلكاتهم ، باعتبار أن كل ذلك من آثار الحرب وباعتبار أن ذلك منالحقوق المدنية التي يكفلها الدين الإسلامي الحنيف والإعلان العالميلحقوق الإنسان.

3)حركة حتم هذه الحركة طرحت حقتقرير المصير و أخذتأسلوب الكفاح المسلح منذ انطلاقها في 1997م.

4)التكتل الوطنيهذا التكتل كان امتدادا لحركة موج ، و كان أولمحاولة لإيجاد أداة سياسية للقضية في الداخل، و قد حاول أن يحصل على ترخيص منالسلطة و لم تسمح له، مما جعل أعضاؤه ينضمون إلى حزب الرابطة.

5)اللجان الشعبيةهذه اللجان جاءت بمبادرات شعبية محلية، و كانت بدايتها رائعة ،إلا أنمعاداة أحزابالمعارضة لها و مؤامراتها عليها قد شجعت السلطة على قمعها وتصفيتها عبرالقضاء.

6)ملتقى أبناء الجنوب هذا الملتقى تشكل من ابناء الجنوب المتواجدين في صنعاء، ورغم أن مبررات ظهوره كانت مطلبية،إلا انه شكل إزعاجاً كبيراً للسلطة وأوقف حملة التصفيات التي قامتبها تجاه من تبقى من الجنوبيين في جهاز الدولة، و حافظ على بعض من حقوقهم، و شكل بذرة منبذرات الحراك .

7)تيارالمستقلين هذا التيار كان امتداداً لتيار إصلاح مسار الوحدة خارج الحزب الاشتراكيو كان رديفاً له، و قد لعب دورا في إبراز القضية إعلامياًوشكل بذرة من بذراتالحراك.

8)حركة تاج هذه الحركة ظهرت في لندن سنة 2004م وتبنت هدف تقرير المصيرللجنوبيين، وامتدت بسرعة فائقة إلى الداخل و تمكنت من إحياء القضية في الخارج بعدغياب حركة موج وكانلها دور كبير في ظهور الحراك و أصبحت من المكونات الرئيسيةللحراك .


9)جمعياتالمتقاعدين هذه الجمعيات كان لها الدور الرئيسي والريادي في ظهورالحراك الوطني السلمي الجنوبي و بالذات العسكريين، حيث شكلت هذهالجمعيات عمودهالفقري، وهي أول من كسر حاجز الخوف في ساحة العروض بخور مكسر يوم 7/7/2007م و فتحتبذلك الطريق واسعاً أمام النضال الوطني السلمي الجنوبي ، مضاف إليهاجمعيات الشبابالعاطلين عن العمل و بقية جمعيات المجتمع المدني الأخرى.

كانت هذه مقدمات الرفض الجنوبي، التي شكلت بذرةثورة شعب الجنوب وحراكه السلمي.

المرحلة الثالثة:
الثورة (الحراك) الجنوبية السلمية:-

وفقاًللسير الطبيعي لأحداث التاريخ المحكوم بقانون السببية (السبب والمسبب، المقدمةوالنتيجة)، فإن الواقع الاستبدادي الذي فرضه نظام صنعاء على الجنوب منذ 7/7/1994م،بأدواته القمعية وأرثه الثقافي القبلي المؤسس على الفيد والغنيمة والمكر والخداعوفرق تسد...الخ، كان من الطبيعي أن يفضي حتماً إلى ثورة شعب الجنوب على هذا الواقع،الذي جعلهم خارج سياق حركة التاريخ المعاصر، بل وأعادهم إلى جاهلية القرون الأولىبلا تاريخ ولا هوية ولا ثقافة ولا آمال وتطلعات، فمن وسط هذا الشعور والمعاناةوالألم بدأت براعم الثورة الشعبية الجنوبية تظهر على السطح، ولأن ابرز واخطر سلاحاستخدمه نظام صنعاء لتأمين بقاءه وترسيخ استبداده، يتمثل في إثارة الفرقة والشقاقبين الجنوبيين عن طريق استحضار خصومات وصراعات الماضي الجنوبي القريب والبعيد، فقدكانت أول خطوات الثورة الجنوبية هي سد تلك الثغرات عن طريق تطبيق مبدأ التصالحوالتسامح بين الجنوبيين جميعاً، فانطلق أول ملتقى للتصالح والتسامح الجنوبي من مقرجمعية ردفان بعاصمة الجنوب عدن في 13يناير2006م وعقبها تأسست ملتقيات التصالحوالتسامح الجنوبي في جميع محافظات ومناطق الجنوب، فواجهها نظام صنعاء بالبطشوالتنكيل برموزها ومنظميها وإيداعهم السجون وإغلاق مقر جمعية ردفان بعدن التيانطلقت منها تلك الملتقيات، إلا أن التصالح والتسامح الجنوبي استمرت وتيرته بتفاعلجميع الجنوبيين، ثم تأسست حينها جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين الجنوبيينوجمعيات الشباب والطلاب الجنوبيين وغير ذلك الكثير من الأشكال التنظيمية الاجتماعيةوالسياسية والثقافية، وتحرك معها شعب الجنوب من المهرة إلى باب المندب، وخرج إلىالشارع معلناً رفضه وثورته على استبداد نظام صنعاء القبلي المتخلف، باسم حلمالجنوبيين النبيل (الوحدة) وبصوت واحدة صرخ شعب الجنوب في وجه حاكم صنعاء"ارحل عنأرض الجنوب لا وحده بالقوة" فحاول نظام صنعاء إسكات تلك الصرخات بكل الوسائلالقمعية والاستخباراتية، إلا أنه فشل وزاد وهج الحراك الجنوبي وانتشر وتمدد إلى كلقرية وبيت على أرض الجنوب وفي المهجر، وانكسر حاجز الخوف والذل الذي حاول نظامصنعاء فرضه على الجنوبيين طيلة اثنتي عشر سنة ماضية، ليدشن رسمياً انطلاق ثورة شعبالجنوب وحراكه السلمي وهدفه في تقرير المصير، في مهرجان جماهيري ضخم يوم 7/7/2007مفي ساحة الحرية بمدينة خورمكسر محافظة عدن عاصمة دولة الجنوب المغدور بها في ذاتالتاريخ من سنة 1994م، وهذا موجز مختصر لتطورات أحداث الثورة الجنوبية التي تلتتاريخ انطلاقها الرسمي السابق ذكره:-

1ــ انتفض شعب الجنوب عقب 7/7/2007م من المهرةشرقاً إلى باب المندب غرباً رافعين علم دولتهم السابقة ومطالبين بالاستقلال عنالجمهورية العربية اليمنية واستعادة دولتهم السابقة.

2ــ رغم أساليب البطش والقتل والإلقاء في غياهبالسجون، التي اتبعها نظام صنعاء لإخماد ثورة الجنوب، إلا أن هذه الثورة ازدادت قوةوعنفواناً وبشكل مستمر ومتواصل يومياً..ولم يستطع نظام صنعاء إيقافها ولكنه استطاعالتعتيم إعلامياً عليها وصرف أنظار العالم عنها، وكان أهم وسائله في ذلك، هو تحريكخلايا تنظيم القاعدة التي تربطه فيها علاقة وطيدة منذ استخدامها في حربه ضدالجنوبيين والجنوب خلال الفتــــــــــرة من مايو 90 م ــ يوليو 94م. ورغم أن النظام فشل فيإلصاق تهمة القاعدة بالحراك الجنوبي وإقناع العالم بذلك، إلا أنه نجح نسبياً فيإثارة التخوف الجدي لدى دول الجوار والدول الكبرى من خطر القاعدة، في حالة تعاطفتتلك الدول مع الحراك الجنوبي ومطالبه المشروعة، وهو ما جعل تلك الدول تحجم وتخشىالاقتراب من الحراك الجنوبي أو تفهم مطالبه، بناء على تقدير خاطئ لحقائق الواقع فياليمن ،مفاده بأن أمن واستقرار ووحدة اليمن هو الضامن الوحيد لمصالح وأمن تلك الدولودفع خطر تنظيم القاعدة عنها، بينما حقائق الواقع تؤكد بأنه لا يمكن الحديث عن أمنواستقرار في اليمن دون حل للقضية الجنوبية يرتضيه شعب الجنوب.

3ــ استغل نظام صنعاء مخاوف دولالجوار والدول الكبرى من الحراك الجنوبي، للبطش بقوة بالحراك الجنوبي، فسفك دماءالجنوبيين في كل منطقه، وزج بقيادات الحراك ونشطاء الحراك في غياهب سجون الأمنالسياسي والقومي بدون محاكمة، باستثناء القيادات البارزة فقد تم أحالتهم إلى محاكمأمن الدولة لتصدر ضدهم أحكام سياسية بالحبس لمدد بين ثلاث وعشر سنوات، ثم شن الحروبعلى المناطق ودمر منازلها بالدبابات والمدفعية، وفرض حصاراً جائراً ولا إنسانياًعلى معظم مناطق الجنوب ومازال مفروضاً حتى اللحظة، ثم أغلق المنبر الإعلامي الوحيدللجنوبيين وهو صحيفة الأيام الصادرة من عدن بعد أن حاصر مبنى الصحيفة لمدة يومينوضربه بالأسلحة الثقيلة واعتقل كل من كان فيه بمن فيهم مالكو تلك الصحيفة. ووسط هذهالجرائم والدماء والحصار استمرت ثورة شعب الجنوب ضد نظام صنعاء ولم تتوقف حتىاللحظة.

4ــاقتضت الظروف والأوضاع السابقة وجود إطار تنظيمي للحراك الجنوبي فبدأت الجهودلانجاز ذلك ابتداءً من مطلع العام 2008م، لتكلل بتأسيس أول تنظيم حراكي في أكتوبر 2008م هو المجلس الوطني الأعلى للتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية،برئاسة الزعيم الجنوبي/حسن أحمد باعوم، وجعل هذا الكيان المؤسسي من القضية الجنوبيةقضيته المحورية وفقاً لبرنامجه السياسي وللإطلاع على وثيقة البرنامج السياسي للمجلسالوطني المذكور نضع نسختها على الرابط التالي :

http://dhal3.info/vb/showthread.php?p=621827#post621827

كماتأسست خلال الفترة من نوفمبر 2008م إلى مارس 2009م، ثلاثة كيانات حراكية، جميعهاتتبنى هدف الاستقلال واستعادة الدولة، وهي الهيئة الوطنية الجنوبية والهيئة الوطنيةالعليا لاستقلال الجنوب والحركة الوطنية الجنوبية (نجاح) وانظم إلى هذه الهيئاتشخصيات سياسية واجتماعية وأكاديمية وقبلية جنوبية كثيرة، وعلى صعيد المهجر تشكلتجمعيات الجاليات الجنوبية في جميع الدول التي توجد فيها جاليات جنوبية، كما تأسستفي بريطانيا الهيئة الوطنية لدعم الحراك الجنوبي إلى جانب حزب تاج الذي تأسس في 2004م كما سبق.

5ــ عقب تأسيس الهيئات السابقة بدأت الجهود والحوارات، لإيجاد كيانموحد للحراك الجنوبي، وتكللت تلك الجهود باتفاق الدمج بين هيئات الداخل في 9مايو 2009م تحت إطار مؤسسي واحد باسم مجلس قيادة الثورة الجنوبية، برئاسة الزعيم الجنوبيحسن أحمد باعوم، ثم اقتضت الظروف والأوضاع اللاحقة داخلياً وخارجياً تغيير اسم هذاالكيان إلى ((المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي)) أهم أهداف هذا الكيان المؤسسيهو الاستقلال واستعادة الدولة واعتبار الرئيس علي سالم البيض رئيساً شرعياً للجنوبواستعادة الدولة(هذه الكلمتين مكررة فتحذف) وللإطلاع على وثيقة البرنامج السياسي للمجلس الأعلى للحراك الجنوبيالسلمي نضع نسختها على الرابط التالي :

http://dhal3.info/vb/showthread.php?p=621829#post621829

وبدورهبادر الرئيس البيض بالخروج من سلطنة عمان التي أقام فيها منذ 7/7/1994م إلى المانياومن هناك أعلن في 21/مايو 2009م تبنيه لأهداف الثورة الجنوبية ومجلس قيادتهافازداد نتيجة ذلك نظام صنعاء بطشاً وتقتيلاً وتدميراً وإحراقاً للجنوب وشعبه واشتدتالثورة دون توقف وما زالت حتى اللحظة.

6ــ بطش وسفك نظام صنعاء دماء الجنوبيين ودمروحاصر قراهم وسحل واغتال شبابهم في الشوارع والسجون، فبلغ عدد الشهداء أكثر منخمسمائة شهيد وآلاف الجرحى والمشردين والمعتقلين في ظل صمت وغض نظر من الأشقاء العرب ومن جميع دول العالموالهيئات والمنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية، رغم النداءات والاستغاثاتالمتكررة من شعب الجنوب .

7ــ حاول نظام صنعاء فرض قبضة أمنية شديدة على أهم مدينتينجنوبيتين، هما عدن والمكلا، وزج فيها عشرات الآلاف من جنود الجيش والأمن المركزيوالأمن القومي والسياسي وغيرهم، واستطاع الحد من فعاليات الحراك الجنوبي في هاتينالمدنيين لبضعة أشهر، إلا أن شباب عدن تداعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعيبالانترنت إلى ثورة شبابية في 11فبراير 2011م، فاستطاعوا فعلاً من كسر الحواجزالأمنية في الواقع وفي النفوس وسيطروا على الشوارع والساحات العامة وأقاموا فيهاالاعتصامات والمخيمات، فكان رد نظام صنعاء عنيفاً ومدمراً ودموياً خصوصاً مع حذوشباب شمال اليمن حذو شباب الجنوب في الاعتصامات، إلا أنه لم يواجههم بالقوة المسلحةكما فعل مع شباب الجنوب نظراً للطابع القبلي المسلح للمجتمع في الشمال، إلا أنه سترهذا السبب، واختلق عذراً أخر لهذا التمييز، مفاده هو أن شباب الجنوب يرفعون مطالبالاستقلال مما يهدد وحدة نظامه حسب تبريره، وهذا دفع شباب عدن والمكلا على وجهالخصوص إلى تفويت الفرصة على نظام صنعاء، من خلال الاتفاق بينهم على رفع شعار رحيلالنظام في هذه المرحلة حتى سقوطه ونفذوا ذلك فعلاً، إلا أن ذلك النظام جن جنونه منهذه الخطوة، لأنه يريد إقناع شعبه في الشمال بأن إسقاطه سيؤدي بهم إلى خسران الجنوبالذي لا يمكن أن يعيشون بدون ثرواته التي تمثل ثلثين ميزانية دولته... لأجل ذلك لجأإلى البطش الشديد بصورة هستيرية ضد شباب الجنوب لكي يصرخوا مرة أخرى بشعارهمالحقيقي بالاستقلال واستعادة الدولة، وهكذا لأجل الحفاظ على عرشه وأسرته يبيد شعباًكاملاً بالجنوب..فهل سيظل الضمير الإنساني صامتاً على هذه الجرائم بحق الإنسانيةبعد أن بلغ الشهداء في الجنوب خلال النصف الثاني من شهر فبراير إلى (25) شهيداًوأكثر من (200 ) جريحاً ؟؟؟؟!!!







ثالثاً: دعوه للتأمل والتفكير:-

ندعو المطلع على هذه الرسالةإمعان النظر في الأحداث والوقائع السابقة بتجرد وحيادية وعقلانية متحررة من العاطفةأو أية قناعات مسبقة، وفي حالة وجد أن المعلومات السابقة غير كافية لتكوين رأي فيالقضية الجنوبية، فندعوه إلى البحث والاطلاع على كل ما يتعلق بهذه القضية، ونحن قدحاولنا وضع عدة عناوين (روابط) في هذه الرسالة، لكي نسهل مهمة الباحث عن الحقيقةوالعدل والإنصاف ، في الوصول إلى تلك الحقيقة، ولأننا حريصون وطموحون إلى أن يتمكنكل مطلع على هذه الرسالة، من تكوين رأي سليم بشأن قضيتنا، فإننا نختتم رسالتنا هذه،بطرح عدة نقاط مهمة بين يدي المطلع والباحث من شأنها تسهيل مهمته في فهم حقيقةالقضية الجنوبية، ونوجزها بالاتي:

1ــ إن شعب الجنوب وقيادة دولته، هما من حملهدف الوحدة مع شعب الشمال ودولته، كحلم قومي وقيمة وطنية وأخلاقية ونفعية للشعبينوالأمة العربية عموماً، في حين كان الرأي الغالب وما زال لدى قيادة وشعب الشمال حولالوحدة، يقوم على أساس عودة الفرع إلى الأصل ووحدة الجغرافيا وليس وحدة النفوسوالمصالح والمنافع المتبادلة بين الشعبين، وهذا ما عبرت عنه مؤلفات ومذكراتقيادة ورموز الشمال.

2ــ إن دعوى واحدية الأرض والإنسان اليمني شمالاً وجنوباً، مجردشعار عاطفي مزيف، تكذبه حقائق الواقع وتاريخ إقليم جنوب شبه الجزيرة العربية، ويكفي لتدليل على ذلك إجراء عملية حسابية للسنوات التي خضع فيها هذا الإقليم لسلطاندولة واحدة وجامعة لجميع أجزائه، والسنوات والقرون التي قضاها في ظل دويلات متفرقة،لم يدخل لفظ اليمن على اسم أي من هذه الكيانات على مر العصور واستخدم كاسم جهة فقطبمعنى جنوب ولازال مستخدماً حتى اللحظة كاسم جهة في شمالاليمن.

3ــإنه لم يعد هناك في عالمنا المعاصر من يؤسس سيطرته واستيلائه على أرض الغير بناءعلى دعاوى الحق التاريخي إلا اليهود في فلسطين وحاكم صنعاء في الجنوب، والقبول بهذهالدعاوى يعني عدم مشروعية معظم الدول والأنظمة السياسية العربية القائمة حالياًوخصوصاً دول شبه الجزيرة العربية.

4ــ إن جميع الشرائع السماوية والمواثيقالدولية السائدة اليوم تقرر عدم جواز فرض الوحدة بالقوة وتعطي لجميع الشعوب حقتقرير مصيرها.

5ــ إن قضية جنوب اليمن تختلف جذرياً عن جميع النزاعات والقضاياالقائمة حالياً في العالم، فلا يمكن مقارنتها بقضية جنوب السودان ولا الصومال ولاشمال العراق ولا الصحراء الكبرى بالمغرب ولا كوريا الشمالية والجنوبية ولا الوحدةالألمانية بين شرق ألمانيا وغربها..الخ، لأنها أصلاً قضية وحدة بين دولتين قائمتينوفقاً لجميع المواثيق الدولية، وفشلت تلك الوحدة قبل أن تتم، وتحولت إلى ضم وإلحاقبالقوة العسكرية.

6ــ إن ما هو قائم اليوم بين شمال وجنوب اليمن ليس وحدة وفقاً لجميعالمفاهيم القانونية والسياسية والأخلاقية، بل أنه أسوئ من الاحتلال الأجنبي،واستمرار ذلك الوضع يشكل خطراً على أمن واستقرار المنطقة ومصالح شعوبها ودولها، بلوخطراً على وحدة الأمة العربية والإسلامية وتكاملها وتعاونها وقيمها النبيلة، لأنهلا يستطيع أي نظام سياسي في اليمن مهما بلغت قوته وإمكانياته أن يحقق الأمنوالاستقرار في ظل هذا الوضع المعوج ما لم يعطي للجنوبيين حق تقريرمصيرهم.

7ــأثبتت حقائق العشرين سنة الماضية أن الوحدة لم تفشل سياسياً فحسب بل وثقافياًواجتماعياً، فاستحال على الشعبين تقبل ثقافة وواقع كل منهما، فصار لزاماً لإنقاذ ماتبقى بين الشعبين من وشائج القربى والعروبة والجوار الجغرافي، عودتهما إلى الوضعالسابق ومن ثم التفكير بوسائل وصيغ جديدة لإقامة علاقة أخوية ومصالح متبادلة بينالشعبين.

8ــإن شعب الجنوب وانطلاقاً من ثقافته وهويته العربية والإسلامية، مازال يرى في الوحدةالعربية المبنية على أسس واقعية وقيم نفعيه (روحية ومادية)، هدفاً عزيزاً وطموحاًخلاقاً وقيمة عقائدية وأخلاقية وقومية راقية.. أما وحدة الجغرافيا والضم والإلحاق،فقد أثبتت فشلها، ولن تؤدي إلا إلى مزيد من الفرقة والتشرذم العربي ,هذه بطاقةتعريفية بالقضية الجنوبية نضعها بين يدي كل باحث عن الحقيقة وحريص على العدلوالإنصاف في قوله وفعله، وكل حريص على امن واستقرار هذه المنطقة المهمة من العالم،وحريص على وحدة الأمة العربية والإسلامية وتماسكهما أمام الأخطار المهددة لوجودهماوثقافتهما وهويتهما ومصالحهما.
الاخ رعين الاخوة الاعضاء بداية اعتذر عن غيابي اثني عشر يوما ماضية لظروف خاصة، وحقيقة لقد تاخر نشر الرسالة التعريفية بسبب خطأ في ترتيب العمل حيث كان يتم تنسيق النسخة غير المصححة، بينما قد تم التصحيح لاكثر من ثلاث مرات وهذه الرابعة: وقد لونت الكلمات المصححة بالاحمر ما عدا الخطأ في التاء المربوطة والهاء فقد اكتفيت بتلوين حرف التاء المربوطة باللون الاحمر، بالنسبة لملاحظة الدكتور رفيق حول كلمت(تحققت) في الفقرة(أ) من المرحلة الاولى في البند ثانيا المعنون(نشوء القضية الجنوبية ومراحل تطورها) فقد استبدلتها بــ(تم الاعلان عن) وهذا الاستبدال يحتاج ترجمته وتعديله بالنسخة الانجليزية ويكلف الدكتور بالترجمة ورعين بالتعديل، بالنسبة للكلمات المكررة، فهي في موضعين فقط وقد قمت بتلوينها باللون الاحمر ووضعت عقبها مباشرة تنبيه بين قوسين لكي يقوم المصحح بحذفها في النسخة المنسقة..ارجو من الاخ رعين التركيز بدقة على جميع الكلمات والاحرف الملونه بالاحمر عند اجراء التصحيح، فقد اهرمني التصحيح المتكرر..ثم ارجو ان يتم ذلك اليوم لكي نقوم غد بنشر الرسالة فقد تأخرت اكثر من اللازم وقد تقفد مبرر نشرها مع تطورات الاحداث..للجميع فائق تقديري واحترامي وعظيم امتناني

التعديل الأخير تم بواسطة بائع المسك ; 2011-05-15 الساعة 02:11 AM
بائع المسك غير متواجد حالياً  
قديم 2011-05-10, 02:21 AM   #10
بائع المسك
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-08
المشاركات: 630
افتراضي

الأخ أبو حضرموت هذا هو المدخل الذي طلبت للرسالة التعريفية:
استهلال: يسر فريق المراسلة والتوثيق الإعلامي الجنوبي(واصل)، أن يضع بين يدي المهتمين بالقضية الجنوبية من الباحثين والكتاب والسياسيين ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها وجميع الراغبين في معرفة حقيقة قضية شعب جنوب اليمن، أول رسالة تعريفية بالقضية الجنوبية أنجزها الفريق باللغتين العربية والانجليزية في سياق تجسيد أحد أهداف الفريق المتمثل في التوعية والتعريف بالقضية الجنوبية والدفاع عنها بالإضافة إلى أهدافه الأخرى التي منها؛ رصد وإحصاء جرائم وانتهاكات نظام صنعاء المحتل للجنوب ومراسلة الهيئات والمنظمات الحقوقية والإنسانية بشأنها، وقد أنجز الفريق منذ تأسيسه في مطلع هذا العام، تحقيقاً لذلك الهدف (......)رسائل واستغاثات باللغتين العربية والانجليزية..
إن فريق المراسلة والتوثيق الإعلامي الجنوبي، وهو يدشن أول أعماله التعريفية بالقضية الجنوبية، من خلال هذه الرسالة، يود التأكيد على المسائل الآتية:
1ــ إن هذه الرسالة عبارة عن موجز تعريفي بالقضية الجنوبية لم تتضمن تأصيلاً سياسياً أو قانونياً لمنطلقات القضية الجنوبية وأهدافها وإنما في معظمها سرد لوقائع تاريخية شكلت تلك القضية، ذلك أننا حرصنا على عدم فرض رؤية مسبقة على المخاطبين بهذه الرسالة الذين هم بدرجة رئيسية أشخاص النخبة بمختلف تخصصاتهم، وبدرجة ثانوية جميع المهتمين والمتابعين من القراء والناشطين إعلامياً وميدانياً.. فنتمنى أن تحظى هذه الرسالة بالنقاش الايجابي والبناء من جميع المخاطبين بها.
2ــ إن فريق المراسلة والتوثيق الإعلامي الجنوبي، يدعو جميع النخب عبر هذه الرسالة إلى إقامة وإدارة حوار علمي بناء حول القضية الجنوبية، حتى تخرج هذه القضية الوطنية من الزاوية الضيقة التي تحاول أجندة السياسية اليمنية حشرها أو بالأصح وأدها في تلك الزاوية الضيقة والمنسية، إلى رحاب الفكر الإنساني الطليق، المؤسس على مبادئ وقيم الحرية والعدالة الإنسانية السامية التي تعلو على مآرب السياسي القذرة... وهذه مهمة النخبة الجنوبية بدرجة رئيسية وصورة عاجلة.
4ــ ندعو عبر هذه الرسالة جميع أصحاب الفكر في وطننا العربي الكبير ومن ضمنهم أشقاءنا في اليمن الشمالي، إلى إعادة قراءة حقائق ومرتكزات القضية الجنوبية الواقعية والفكرية والقانونية،بصورة محايدة منصفة، وفريق الشباب الجنوبي الذي اعد الموجز التعريفي هذا، سيكون حلقة وصل وتواصل بين ومع جميع أصحاب الفكر ومؤسساتهم لجمع رؤاهم ونشرها وعلى استعداد لتوفير كل ما تتطلبه تلك القراءة من معلومات حول هذه القضية.
بائع المسك غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رعين اليافعي (تنسيق الرسالة التعريفية على برنامج وورد ثم أكروبات ) ابوحضرموت الكثيري منتدى التوثيق والمراسلة مع منظمات المجتمع والهيئات والوكالات الدولية 36 2011-04-17 07:59 AM
الاخوة اعضاء الفريق هذه الرسالة التعريفية بعد المراجعة بائع المسك منتدى التوثيق والمراسلة مع منظمات المجتمع والهيئات والوكالات الدولية 17 2011-04-12 10:05 AM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر