تقرير : مسدوس يتحدى أن يثبت العالم أن هناك وحدة يمنية ؟

[صقر الجزيرة]

تقرير : مسدوس يتحدى أن يثبت العالم أن هناك وحدة يمنية ؟



العاب بنات



مسدوس يرد: سنحول بيوتنا إلى مدارس لأولادنا وسنقول لهم بأن لهم دولة وأرض وهوية.

17 جمادى الثانية 1435هـ - 17 ابريل 2014 م 10:00 عدد القرائات 388


تقرير : مسدوس يتحدى أن يثبت العالم أن هناك وحدة يمنية ؟

( صدى عدن ) خاص :

ماجد الشعيبي : صدى عدن


كان الجميع منهمك بالحديث مع باحثة ألمانية شابة -حول الوحدة اليمنية وأخطائها وكيف فرضها نظام الشمال بالقوة على الجنوب- حينما قدم الدكتور محمد حيدرة مسدوس إلى منتدى أسبوعي ينظم ندوة كل أربعاء يناقش خلالها الوضع العام في الجنوب .

عادة أميرة _ من أصول جنوبية _ إلى مدينة عدن عنوة من ألمانيا بعد أن تابعت ما يكتبه ويبثه شباب الجنوب عبر الأنترنت عن الثورة وعن مطالبهم بالتحرير والاستقلال ولماذا يطالب الآن بفك الارتباط عن الشمال .

تحدث مسدوس وأخرجت أميرة مسجل صوت حديث لتسجيل ما الذي سيقوله منظر الحراك الجنوبي خصوصاً وقد همست بأذن مرافقها الخاص – اميرة تتحدث العربية بصعوبة-أنها قد سمعت الكثير عن الدكتور وابدت ترحيب كبير به قبل ان يجلس في المكان المقابل لها بمنتدى مدار الاسبوعي.

كانت أميرة تستمع حديث مسدوس بتمعن، وما أن بدأ الحديث وعم الهدوء ،حتى أخذت ورقة وقلم كانت تدون بها ملاحظات سريعة عن أبرز النقاط التي يتحدث عنها مسدوس الذي قال : للأسف لم نستطيع نوضح للعالم الحقيقة إلى الأن في قضيتنا، فما حدث هو اتفاق بين علي عبدالله وعلي سالم على الوحدة دون استفتاء شعب وأعلنوها وتفقوا على انتقال الوحدة من الناحية العملية خلال سنتين ونصف بعد اعلانها ولكن لم تتحقق الوحدة من الناحية العملية .

بقي كما قال مسدوس جيش الجنوب يأتمر من علي سالم البيض وجيش الشمال يأتمر من قبل علي عبدالله صالح وأمن الجنوب يأتمر من قبل علي سالم البيض وأمن الشمال من قبل علي عبدالله صالح عملة الجنوب الدينار وعملة الشمال الريال والاتفاق انها تكون عملة واحدة اسمها الدرهم بدلاً عن الريال والدينار .

وطبعا والكلام لمسدوس بقي القضاء في الجنوب قضاء علماني وفي الشمال قضاء ديني المناهج الدراسية كانت مختلفة واتفقوا انه خلال السنتين والنصف يتم توحيد المؤسسات العسكرية والامنية والعملة والإدارة والقرار السياسي والمنهج الدراسي والقضاء خلال الفترة الانتقالية بعد الوحدة لكن هذا لم يتم؟


يواصل مسدود حديثه في لحظة كان الحاضرين مركزين مع كل كلمة يقولها وبدأ المكان يأخذ وضع الهدوء والانتباه ويقول:لم يسمحوا الشماليين بتوحيد المؤسسات العسكرية ولم يسمحوا بتأسيس المؤسسات الامنية ولا باستبدال العملتين ولم يسمحوا بأي شيء أخر .


ومرت فترة الانتقالية لم يعملوا شيء وكل شيء بقي منفصل عن بعضة حتى جاءت الازمة والحرب وسيطروا علينا الشماليين والغوا جيشنا، وابقوا جيشهم والغوا امننا، وابقوا امنهم، والغوا منهجنا الدراسي ،وابقوا منهجهم ، والغو عملتنا وابقوا عملتهم ، الغوا قضائنا ،وابقوا قضائهم وهكذا بكل مفاصل الدولة. بالمعنى أن الوحدة لم تتحقق. وبهذه الطريقة حولوا الوحدة إلى الاحتلال.

يروي مسدوس قصة أخرى حدثت معه اثناء لقائه مع السفير الأمريكي ويقول منظر الحراك الجنوبي: التقيت السفير الامريكي في 2011 م بصنعاء، فقال لي كيف تريدوا أن تستعيدوا دولتكم بعد عشرين سنة من الوحدة ؟ أين انتم من زمان؟ قلت له عشرين عام بالنسبة لصنعاء وربما لكم إما بالنسبة لنا عشرين عام من الاحتلال؟ قال السفير لا وحدة قلت له ليست كذلك هي احتلال.

قلت له حتى اقنعك أو تقنعني اسأل الشماليين وقل لهم هل الوضع في عدن الأن افضل مما كان عليه ايام الانجليز أم العكس ؟فاذا قالوا الآن أفضل من أيام الإنجليز فأنا اقبل الوحدة ولو قالوا زمان أفضل فالأفضل بالنسبة لنا كنا نقول له احتلال فماذي نسمي الاسواء منه الآن ؟ قال مسدوس ان السفير بعدها عجز عن الرد وشعر بحرقة من الحديث وناله الغضب وصرخ بقولة الانجليز لن يعودوا للجنوب؟ ؟


يكمل حديثة وجميع الحاضرين الذين ازدحم هم المكان يحدقون صوب بأعينهم صوب مسدوس ، ينتظرون مالذي سيقوله وواصل حيدرة قائلاً : قاطعني السفير الامريكي بقوله الانجليز لن يرجعوا .قلت له لا نريدهم ولكن هذه مقارنه لك يجب أن تفهمها .


على كل حال يستطرد المتحدث كلامة: على المجتمع أن يدرك بأن الوحدة لم تتم وحدة بين الشمال والجنوب بل بقي الجنوب جنوب والشمال شمال إلى أن جاءت الحرب والغت كل ماهو جنوبي وعممت ماهو شمالي لكن الشماليين استباحوا الأرض والعرض لا خلوا اراضي زراعية ولا عقارية ولا منشئات ولا مصانع ولا معامل جوعوا شعب الجنوب .

كان علي عبدالله صالح يقول بحسب ما رواه مسدوس : سأصبر عليكم حتى تموتوا ويأتي الجيل الجديد لا يفهم عن الجنوب شيء ولا يعرف غير الوحدة قلنا احنا الان مستضعفين وانتم منتصرين وأقوياء ولكن سنحول بيوتنا إلى مدارس لأولادنا وسنقول لهم بأن لهم دولة وأرض وهوية وهذا ما حصل والدليل الان فمن يقود الشارع هم الشباب هم جيل ما بعد الوحدة الذي راهن علي عبدالله انهم با يكونوا معه طبعا.

ومن الروايات تحدث مسدوس عن لقاء جمعه بالرئيس علي ناصر والعطاس وبقية القيادات الجنوبية بالقاهرة مع قيادات اللقاء المشترك بداية العام 2011م ، وكان الغرض من الزيارة هو الاتفاق من أجل أسقاط نظام علي عبدالله صالح .

قال مسدود أن قيادة المشترك ممثلة بالإصلاح طرحت مقترح من أجل دخول الحراك في عملية أسقاط صالح بشكل رسمي وبتحالف مع احزاب اللقاء المشترك، حينها قال مسدوس أن قيادات المشترك طلبت من علي ناصر التحدث حول الموضوع بيد أنه قال أن الكلمة ستكون قبله للداخل وأشار إلى مسدوس .

وحينما تحدث انا مسدوس قلت: اذا كنتم تريدون عملنا بشكل جماعي ، اولا ً يجب عليكم الاعتراف بأن الجنوب دولة والشمال دولة ، وفي حالة سقوط علي عبدالله صالح نتفق جميعاً ونوقع على اتفاقية هنا على موعد لإعلان الدولتين وكل طرف بعدها يذهب لإدارة دولته .ويقول مسدوس أن النظام القبلي في الشمال سيبقى كما هو عبارة عن تحالفات تتجدد من أجل الحفاظ على الجنوب كجزء من الشمال .

شروط مسدوس المسبقة لم تنال أعجاب قادة اللقاء المشترك الذي جاء ردهم أننا يمن واحد وأن هذا مستحيل ، فأنتهى اللقاء دون الاتفاق على هذا الموضوع..

وتحدث مسدوس عن الشاب بقولة: الشباب عندهم طاقة ونحن نعرف بأن المستقبل لهم ونحن طاقتنا انتهت لكن علينا أمانة أن نعطيهم خبرتنا حتى لا يقعوا في الغلط الذي وقعنا فيه لان الشباب ما عندهم خبرة ولا يستطيع أي شاب أن يقول أن لديه خبره ، فالخبرة يجب ان يتعلموها من اقدم منهم .

وعلينا التنبه من الوقوع في المرض العربي المعروفة بحب السلطة والتفرد بكل شيء وأن نستفيد من تجاربنا السابقة .



كان موضوع الندوة هو النقاش عن قرار وضع اليمن تحت الفصل السابع، وهل جاء لصالح الجنوب او العكس .

قال مسدوس بخصوص الموضوع : قبل الحديث عن القرار الاخير لماذا تجاهل مجلس الأمن قراراته السابقة بعد حرب 1994 ؟!..صحيح أن الشمال قوي والجنوب ضعيف لكن قوته لن تدوم وضعفنا لن يدوم.


على المجتمع الدولي أن ينظر إلى الامور بدبلوماسية والتطور العلمي يجبر السياسيين أن يسيرو نحو الحقيقة ويجب على المجتمع الدولي أن ينظر للأمور من عدالة القضية وليست من معيار القوة والضعف.



القرارات الدولية لا تنتظر الموافقة من أحد أن يوافق أو يرفض ، لكن مازلنا نستفسر من أطراف دولية القراءة القانونية لقرار مجلس الأمن إما القراءة السياسية فقد قيد القوى المتنفذة في الشمال في أمور كثيرة وفتح المجال أمام الجنوبيين ، ولن نستعجل في الحكم عليه ولكن سننتظر حتى نجد الترجمة وسنكون موافقين ولكن بعد حوار ندي مع الجماعة خارج اليمن وتحت أشراف دولي.


واعترف مسدوس بأن نقطة ضعف الجنوب هي عدم وجود قيادة سياسية موحدة ولكن أكد أن هناك كيانات داخل الجنوب لها قيادات سياسية لكن لا توجد قيادة سياسية شاملة.


وعن الحزب الاشتراكي الحزب الاشتراكي اليمني قال مسدوس : الحزب هو من كان يقود الجنوب وهو من ساق الجنوب إلى صنعاء بعد الحرب تخلى الحزب الاشتراكي عن قضية الجنوب ولو كان تمسك الحزب بالقضية كان كل الحراك سيتمسك به ولن يبحث عن قيادة من خارج الحزب الاشتراكي ولو كان تبنى قضية الجنوب لكان كل الحراك اليوم تحت قيادته .


وما حصل بعد ذلك قال مسدوس : تحرك الشارع من نفسه وتحرك الشباب إلى الشارع وشكلوا لهم قيادات وهذا شيء طبيعي ،ومنه حصل التشرذم ونحن الأن نسعى إلى توحيد الجميع لأنه لن ننجح إلا بتوحيد الجميع فهذه أكثر نقطة كانت تعرقلنا ومنها عدم تحقيق نجاحات مبكرة أتمنى أن نتغلب عليها في أيام قادمة أن شاء الله.


وأختتم مسدوس مداخلته التي نالت رضى الحاضرين بقوله : علينا أن ندرك بأن اخواننا الشماليين و الاجهزة الأمنية و السلطة كلهم يشتغلون داخلنا وربما يكون بيننا الأن ..وهم دائما يسعون لبعثرتنا ونحن ساعدناهم كثير لأن كل حديثنا واتفاقاتنا تتم بالتلفون ،نحن ساعدناهم، وهم فقط يتابعوا التلفون ويراقبوا كل تحركاتنا عبر التلفون وبهذه العملية لخبطوا كثير من اعمالنا .

ونصح مسدوس في ختام مداخلته الشباب بتجنب التلفونات والفيس بوك قبل عمل أي عمل سري لانهم يتابعون كل شيء وكل التحركات التي تخدم الجنوب .

أذن المغرب وأغلق الميكرفون وقام الجميع لإداء الصلاة ، وغادر مسدوس إلى بيته ، وبقيت الباحثة تستمع لبقية الشاب والحاضرين وتستفهم منهم حول ما لذي دفع الشاب للخروج للمطالبة بفك الارتباط وهم لا يعرفون دولتهم السابقة ؟.

ومن المرجح أن تقدم الباحثة أميرة بحثتها كرسالة لنيل شهادة الدكتورة في احدى الجامعات الألمانية، وربما قادم الإيام تتغير الاوضاع وتنقل الحقيقة عبر أميرة والكثير ممن يقطعون المسافات الطول للبحث عن الحقيقة.

[المؤمن الشافعي]

أولادنا يامسدوس قدهم في الشوارع يتظاهرون معانا كل يوم وعارفين أنهم محتلين أكثر مننا ويفكرون في اللي يشمون فية طعم الحرية وأستقلال بلادهم عن مجوس الجمهورية العربية اليمنية .