الإسرائيليون سرقوا آلة الهارب الفرعونية وتاريخ الكنعانيين
إلة* 'الهارب الفرعونية*' تحولت بقدرة* 'اليهود*' إلي آلة يهودية،* والعائلات الإسرائيلية* 'شتات الأرض*' كلهم مرتبطون ينتسبون إلي النبي داود،* إنها أحدث الوسائل الصهيونية لتثبيت أركان دعائم الكيان الصهيوني وإكسابه الشرعية التاريخية ضمن مخطط تهويد القدس*.
وراح الصهاينة* يترجمون أحلام ومقولات دافيد بن جوريون* 'الأسطورة يمكن أن تصبح حقيقة إذا آمن الناس بها بالقدر الكافي*'،* وذلك عبر افتتاح متحف خاص بالنبي داود عليه السلام صاحب المزامير الذي يعتقد وفقا* للتفسيرات التوراتية المتحيزة أنه واضع الهيكل الأول،* ويستعرض المتحف تاريخ القدس عبر *٣ آلاف سنة*.
يتكون المتحف من ست قاعات خصصت القاعة الأولي لعرض نتائج الحفريات الأثرية في مدينة القدس من أواني وأسلحة،* ويحاول العلماء الصهاينة نسبتها إلي اليهود ودولة داود في تلك الفترة،* رغم أن الكشف الأثري علي تلك القطع أثبت أنها تعود إلي عصر الحضارة الكنعانية،* لكن الأثريين الصهاينة دائما ما يذكرون ذلك في محاولة لطمس الوجود العربي في فلسطين،* ثم قاعة ثانية لكل ما يتعلق بالهيكل المزعوم،* وعرض لملابس الكهنة في تلك الفترة،* وقاعة أخري لأهم الدراسات لمؤرخين صهاينة عن تاريخ اليهود،* وقاعة تضم نسخا أثرية من التوراة وكتاب المزامير* يعود اقدمها إلي القرن السادس عشر،* وتحديدا عام 1511،* كما خصصت قاعة أخري للهدايا التذكارية منها آلة الهارب التي يعرضها المتحف علي أنها إحدي الآلات التي سادت في عهد الملك داود،* رغم أنها آلة فرعونية في الأساس لا جدال علي أصلها،* وقاعة خاصة بالأفلام الوثائقية التي تروي الأكاذيب عن أحقية الكيان الصهيوني في فلسطين،* وملحق بالمتحف مركز خاص باثبات النسب لسلالة الملك داود والمركز أكثر خطورة من المتحف نفسه فهو يؤكد لزائريه من اليهود أنهم ليسوا يهودا من مختلف دول العالم* 'شتات*' بل هم ينتسبون جميعا* إلي شجرة عائلة الملك داود،* وذلك عن طريق فحوصات الحمض النووي*!!
وتقف وراء فكرة انشاء المتحف الصهيونية المتشددة سوزان روث التي أسست عام* 1998* مؤسسة هدفها اثبات نسب سكان إسرائيل للملك داود،* واثبات نظرية* 'آتون الصهر*' التي تشير إلي توحد الشخصية اليهودية عن طريق وحدة الانساب*.
وهي النظرية التي هدمها د*. عبدالوهاب المسيري في إحدي دراساته ووصفها أنها أكذوبة مؤكدا* أن التجمع الصهيوني يضم مجموعتي الأشكناز والسفارديم ومجموعات صغيرة أخري،* فجماعة الاشكناز ليست كيانا* متجانسا،* إذ تضم داخلها يهودا* من شرق أوربا ويهودا* من وسط أوربا ومن* غربها*. أما السفارديم فهم التابعون للتقاليد السفارديميت في العبادة وهم من شبه جزيرة أيبريا ويهود الفلاشا والعبرانيين السود فلا* يوجد تجانس ولا شخصية يهودية ولا أصل واحد،* كما يحاول مركز اثبات النسب التابع لمتحف الملك داود اثبات ذلك*.
وعن قاعة العرض للحفريات الأثرية بمتحف الملك داود* يؤكد د*. قاسم عبده قاسم فشل الحفريات الإسرائيلية واستشهد د*. قاسم بكلام* 'جون روز*' المؤرخ البريطاني الشهير الذي أكد أن الحركة الصهيونية تتجاهل المكون الإسلامي والعربي للقدس ولا تري سوي الوجود اليهودي هناك،* وينضم روز إلي قائمة المؤرخين الغربيين الذين يقومون بحرب دعائية ضد الصهيونية في أوربا وأمريكا،* وهو صاحب كتاب* 'أساطير الصهيونية تهدد الوجود اليهودي*' الذي ترجمه د*. قاسم وصدر العام الماضي*.
ويضيف*: أن إسرائيل استغلت الدراسات التوراتية في اثبات حقها التاريخي وهو الاتجاه الذي بدأ يعارضه عدد من المؤرخين المعاصرين،* فقد اختلق التفسير التوراتي إسرائيل القديمة من أجل عقد تواصل تاريخي بين مملكة إسرائيل القديمة وتلك الحديثة،* مما مكن الصهاينة من الادعاء بأن إسرائيل المعاصرة ما هي إلا إعادة بناء لما كان موجودا* في السابق وبذلك كانت كتابة التاريخ التوراتي عملا سياسيا،* يتم توجيهه في قاعدة الحركات الصهيونية،* حيث تعتمد نتائج أغلب أبحاثه علي قرارات سياسية*.
ومن مؤيدي هذا الاتجاه صدر كتاب* 'اختلاق إسرائيل القديمة اسكات التاريخ الفلسطيني*' الذي* يستعرض العديد من الدراسات التوراتية التي تختزل فلسطين في* 'أرض الميعاد*' للدلالة علي الوطن الإسرائيلي،* ففلسطين قبل إسرائيل في الدراسات التوراتية هي أرض جرداء بلا سكان ولا حضارة*.
وعن صحة ادعائهم أن آلة الهارب يهودية استنكر د*. لؤي محمود سعيد استاذ التاريخ الفرعوني الادعاءات الصهيونية عبر متحف الملك داود بيهودية آلة الهارب التي كانت من أهم الآلات الفرعونية ويوجد بالدور الثالث بالمتحف المصري نماذج تمثل تطورها في تأصيل لفرعونيتها*. وعلي جدران معبد الكرنك جدارية تنفي الوجود اليهودي في فلسطين أيام الأسرة ال22 وتمثل الجدارية انتصار الملك ششنق علي الكنعانيين في منطقة فلسطين،* وترجع الدراسات التوراتية للملك ششنق تدمير هيكل سليمان*. وينفي د*. لؤي ذلك فدراستهم التوراتية تشير إلي أن اسم الملك شنق وليس ششنق،* واختلاف الأسماء في التاريخ* يشكك في دقة الأحداث وقد كشفت أغلب الحفريات الأثرية عن خلو القدس من أية آثار يهودية ولم يتم العثور سوي علي آثار كنعانية وإسلامية ورومانية وفرعونية،* ويمكن لعدد من الدول المطالبة بتعويضات علي أساس التفسيرات التاريخية،* كالمطالبة بالحلي الفرعونية التي أخذها اليهود عند رحيلهم عن مصر علي سبيل الاستعارة*.
وتؤكد د*. سميرة الغزالة رئيسة رابطة المرأة الفلسطينية أن مساعي تهويد القدس واثبات وجود مملكة داود بدأت منذ أربعين عاما* عند محاولة جيش الاحتلال الإسرائيلي اخلاء السكان من المنطقة ما بين بوابة المغاربة وبوابة داود وازالة الآثار الإسلامية والقبطية دون تصريح*. وللأثريين في إسرائيل الحق في الحفر في أي منطقة داخل القدس دون الحاجة إلي أخذ تصريح بذلك،* والمتحف الجديد هو خطوة لتهويد القدس باستعراض محتويات المتحف يمكننا التأكيد من خلوه من أية شواهد تاريخية وأثرية تثبت الادعاءات الصهيونية في الحق التاريخي للأرض الفلسطينية*.
|
2008-04-25, 08:44 AM
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
