انهار الفاشلون وانتصر الشعب الجنوبي العظيم

[اسدالجنوب]

أُعلن يوم الاحد عن دمج مجلس باعوم ومجلس البيض في كيان واحد ، وهذا الخبر أثلج صدر الجميع ، وليس للمجلسين ولا لأربابها فيه فضل والمنَّة ، فالفضل للشعب ، والمنَّة لله الذي لم يخذل شعبنا الصابر . وأنا شخصياً تابعت الموضوع منذ الاتصالات الأولى ، وكنت على علم بالاندماج قبل إعلانه ، ولم أتحدث عنه فهناك ما كان يستحق الحديث . لكن اليوم أتحدث ، لأنَّ ردود افعال الناس انحرفت عن طريقها الصحيح ، عندما نسبت الفضل والمنَّة للقيادات الفاشلة .

وقد يقول قائل هناك تفاصيل لا نعرفها ؛ فقد يكون المجلسان اعلنا الدمج كإعلان فقط ؛ الغرض منه الالتفاف على إرادة الشعب الجنوبي وسحب اسباب الاعتصام الذي يهدد كل المكونات والقيادات بالخلع والتبرؤ منها . . . وعندما يعلن الدمج تنتقل إدارة الاعتصام إلى أيديهم ويعملون بكل الوسائل لرفعه ، أو حرف وجهته إلى حيث تريد نزواتهم وليس إلى حيث يريد الشعب .

هذا رأي من يفكر من هذه الزاوية .

أما رأيي فهو ينظر للحدث من زاوية أشمل ؛ عناصرها هي :-

(1). لقد حقق شعبنا النجاح في أول خطة استراتيجية وضعها ، وحدد أهدافها منذ البداية ونجح في تحقيق هدفها الأول المزمَّن ب3 أيام (التخلص من التسلط والوصاية الأبوية التي فرضتها عليه هذه القيادة الفاشلة) .. وقد نجح في ذلك .

(2). أثبتت هذه القيادات صواب رأي الشعب ؛ أنَّها فاشلة ، وعاجزة ، قصيرة النظر ؛ لا تنظر إلَّا إلى تحت أقدامها . . . فلم تقتنص الفرصة وتوحد صفوفها في الوقت المناسب ، وأعلنت عن اندماج مكونين فقط....! .. ونسيت أن هناك رؤساء أربعة هم من القيادات المعنية بإنذار الشعب ؛ الرئيس علي ناصر ، والبيض ، والعطاس ، والجفري...! .. ونسيت أن هناك مكونات عديدة وحركات شبابية ، وجبهة محمد علي أحمد....! ..

بل حتى لو كان المكونان هما الوحيدين اللذان في الساحة فلا قيمة لهذا الاندماج الهزيل في الوقت الضائع ؛ أي بعد انتهاء المبارزة بين غبائها وعزيمة شعبنا ... فأصبح إعلان الدمج غير ملزم لشعبنا لرفع الاعتصام أو حتى خضوعه لهم .

(3). كشفت القيادات الفاشلة عن وجهها القبيح "المصلحي" ؛ عندما أعلنت تقاسم مناصب فقط ، ولم تعلن معه عن خطة عمل ورؤية استراتيجية للمرحلة ... وزادت في شهادتها على نفسها بالغباء عندما جعلت أول قرارين لها هي ؛ قرار الطلوع الجماعي للمنصة والتقاط الصور ، والقرار الثاني ؛ إعلان الوصاية على الاعتصام بتشكيل قيادة منهم لقيادته .

(4). اكتشف شعبنا الارتباط الخفي بين القيادات الدينية والحزبية ؛ عندما تمَّ تعطيل استكمال بناء الهيكل الإداري للاعتصام خلال أسبوع كامل عن طريق اضاعة الوقت الذي نفذته شخصيات كان يحسبها من الأولياء الصالحين ومعهم مجموعة من الشباب كان يعوِّل عليهم ، فاكتشف أنَّهم مجرّد أدوات خفيه تديرها القيادات الفاشلة من خارج الساحة .

فهل يُعقل أن يفشل ثلاثة جنرالات من الجيش الجنوبي في تشكيل فريق يحفظ الأمن والانضباط..! .. طبعاً لا يُعقل إلَّا أن يكون عملاً متعمداً ... وهل يُعقل أن يتم أقصاء رؤساء تحرير الصحف الجنوبية وكبار الإعلاميين في الجنوب كالأستاذ محمد سعيد سالم ، والأستاذة رندا عكبور ، وصلاح بن لغبر ، وفتحي بن لزرق ، وياسر اليافعي ، وردفان الدبيس ..... إلى آخره...؟ طبعاً لا يُعقل ، إلَّا أن يكون عملاً متعمداً .

وهل يُعقل أن يتم إقصاء أبو وضاح القعيطي ؛ الذي بادر من ذات نفسه من أول يوم اعتصام بترتيب أمور التغذية للناس ، ووفر لها الموارد المالية العاجلة دون أن يعلم به أحد أو يظهر على منصة أو وسيلة إعلامية . . . لكنَّ الله أخزاهم ؛ ففشلوا وعجزوا ؛ فعادوا إليه يتوسلونه العودة للقيام بالمهمة ، ورغم نصيحتي له بعدم العودة ، لكنَّها طيبة قلبه كانت أقوى من عقلي فعاد .

والسؤال ؛ من الذي كان يقوم بواجب الحماية والانضباط والتغطية الاعلامية...؟

الجواب وعلى مسئوليتي ؛ كان يقوم بمهمة الانضباط مواطنون متطوعون من المعتصمين . . . وكان يقوم بالحماية الخارجية من شباب خورمكسر لا يعرفهم الكثير يقودهم بطل جنوبي من أبين البطلة "أتحفظ عن ذكر اسمه" ... وكان يقوم بالأمن السري والرقابة والتحريات ؛ ضباط جنوبيون (هذا هو تخصصهم) لم يأتيهم تكليف رسمي من قيادة منطقة ، ولا إدارة أمن ، ولا من كائنٍ كان ، بل كان نداء الوطن وأنَّات الشعب الصابر . . . أمَّا التغطية الإعلامية فكان يقوم بها جيش من شباب الجنوب ذكور وإناث .

كانت هذه بعض مكاسب شعبنا العظيم من اعتصامه . . .

والسؤال ؛ ماذا بعد تحقيق ما تم تحقيقه ...؟

بعدها ؛ عهد ولاء وشرف وطني أن لا لا نخرج من الساحة إلَّا لتنفيذ إرادة شعبنا وتحقيق النصر أو الموت بالرصاص أو الغاز السام أو الجوع أو على المشانق ، فالمشانق هي مراجيح الأبطال ، فالكثير منا لم يلعب في طفولته بأرجوحة .

والعهد ، العهد ؛ إن لا نسمح للقيادات الفاشلة إلى جرنا إلى حرب أهلية مع أي جنوبي . فثورتنا انطلقت من أجل إعادة الوحدة الوطنية الجنوبية أولاً ، ثم لتحرير بلادنا من الغازي المستعمر . . . وقد حققنا الوحدة الوطنية الجنوبية ، وأصبح الاستقلال على مرمى حجر من يومنا هذا ، فلا والله لا نكون رجالاً إذا وجهنا بنادقنا إلى صدور بعضنا .

عاش شعبنا الجنوبي العظيم مسلماً ، مؤمناً ؛ على النهج الذي تركه لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وآل بيته وصحابته رضوان الله عليهم جميعاً ؛ عليها عاش شعبنا وعليها نفنى .

طيَّب الله ثراك بدموع وعرق ودماء الأبطال يا وطني

وللحديث بقيّة



بقلم : عبد السلام بن عاطف جابر