الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأقــســـام الــعـــامــة > المنتدى الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-05-22, 04:34 PM   #1
المؤمن الشافعي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-02-14
المشاركات: 1,677
افتراضي مقابلة مع الداعية الاسلامي الكبير الحبيب الجفري رئيس مؤسسة طابا للدراسات الاسلامية أكد الحبيب على

مقابلة مع الداعية الاسلامي الكبير الحبيب الجفري رئيس مؤسسة طابا للدراسات الاسلامية

أكد الحبيب على الجفري - الداعية الأسلامي الكبير، ورئيس مؤسسة طابا للدراسات الإسلامية - أن التصوف علم شأنه شأن بقية علوم الشريعة، إذ هو العلم الذي يخدم الركن الثالث من أركان الدين (الإحسان) مثلما يخدم علم الفقه ركنه الأول (الإسلام) وعلم التوحيد ركنه الثاني (الإيمان).

وأوضح الحبيب خلال حواره مع "موقع الصوفي" أن مهمة التصوف ربط القلوب بالله عز وجل من خلال العمل على إصلاحها وعلى تزكية الأنفس، والعمل بالمقصد الأساسي لوجودنا، كما طالب الجفري بضرورة إحداث إصلاح شامل داخل البيت الصوفي في العالم بصفة عامة ومصر بصفة خاصة، محذرا الدعاة من تحويل المنبر الدعوي إلى وسيلة للترويج السياسي أو الانتخابي خاصة في ظل الحرية التي يشهدها العالم الإسلامي ، كما أنه يرفض إقحام الدين في السياسة، ويرى أن الدور الرئيس للدعاة ورجال الدين الإسلامي في التوضيح والترشيد، وفي تعليم السياسى ما يفيده من الدين في سياسته، وهذا هو نص الحوار :

* كيف نتعرف على التصوف الحق؟

التصوف علم شأنه شأن بقية علوم الشريعة، إذ هو العلم الذي يخدم الركن الثالث من أركان الدين (الإحسان) مثلما يخدم علم الفقه ركنه الأول (الإسلام) وعلم التوحيد ركنه الثاني (الإيمان). ومهمة التصوف ربط القلوب بالله عز وجل من خلال العمل على إصلاحها وعلى تزكية الأنفس، والعمل بالمقصد الأساسي لوجودنا، وهو أيضاً كغيره من علوم الشريعة قد تعرض لكثير من التشويه، أخطره ما كان من داخله أي ممن ينتسبون إليه، ولهذا كان يجري التقويم والضبط من داخله أيضاً، تماماً كما حصل في علم التوحيد أو علم العقيدة عندما دخل فيه من ليسوا له بأهل، فظهر من يعطل صفات الله، وظهر من يشبه صفات الله بالبشر، وقد كان التقويم من داخل علم العقيدة ذاته، فنشأ علم التوحيد وعلم الكلام، وكذلك الحال بالنسبة إلى علم الحديث عندما دخل فيه الكذابون الذين وضعوا الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان التقويم من داخله فجرى تمحيص الأسانيد وتأسيس علم الجرح والتعديل لمعرفة أحوال الرواة.

وكذلك في علم التصوف الذي تعرض لكثير من التشويه على يد مَن ليسوا بأهله، فكان التقويم من داخله أيضاً، وظهر العلماء الذين لقبوا بمحتسبي التصوف مثل الحارث المحاسبي والكلاباذي والإمام القشيري وحجة الإسلام أبو حامد الغزالي والشيخ أحمد زروق، ومن المتأخرين شيخنا محدث الديار المصرية وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم؛ وقد ألفوا الكتب التي ضبطوا فيها منهج التصوف ووضعوا له قواعد تبين الحق من الباطل، وقد ذكر الإمام الشعراني رحمه الله في مقدمتي كتابيه لواقح الأنوار القدسية وتنبيه المغترين أن الدس والتزوير على الصوفية وصل إلى نشر نسخ من كتبه أضيف إليها زيادات مخالفة للشريعة، وكان ذلك في حياته، ثم وضع ضابطاً لتمييز الحق عن الباطل، وهو موافقة الشريعة المطهرة.

* ما هو الدور المتوقع من أصحاب المذهب الصوفي الحقيقي؟

التصوف ليس مذهباً وإنما منهج تزكية يأخذ به المسلم السني أياً كان مذهبه، حنفياً أو مالكياً أو شافعياً أو حنبلياً، والدور المتوقع منه أن يؤديه هو​إنجاز المهمة الأعظم والأخطر التي نحتاجها في هذه المرحلة وهي تزكية الأنفس، لأن القاسم المشترك بين جميع إشكالات العالم الذي نعيشه على المستوى الفردي والاجتماعي والسياسي والإقليمي بل والعالمي وعلى سائر المستويات إنما هي أزمات متولدة من تصرفات صادرة عن نفوس أهمل أصحابها تزكيتها، فالسارق يسرق لأن نفسه لم تعرف التزكية، والحاكم الظالم يظلم ويقتل لأن نفسه لم تتزك، والمعارض الذي يستغل حرقة الناس وآلامهم وقضاياهم وخروجهم للمطالبة بحقوقهم لمصالحه الضيقة لم يعرف التزكية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التاجر الذي يستغل الناس ويتعامل معهم بجشع، فالمشكلة التي تعد قاسماً مشتركاً في العالم اليوم محلها وموطنها النفس التي لم تتزك، فإذا كان التصوف هو العلم الذي يعنى بتصفية الأنفس من المثالب والعيوب وإصلاح السلوك للتحلي بأحسن الأخلاق فإن الدور الأساسي المتوقع منه أن يكون خطاب أصحابه خطاباً يحدو بالأنفس نحو تزكيتها وتهذيبها وأن تكون أحوالهم قدوة في التزكية وحسن السلوك.

* الخطاب الإسلامي في عمومه يشوبه نوع من الجدل والشتات والاختلاف، فهناك من يقول هذا خطاب دعاة جدد.. وهذا خطاب دعاة سلفيين.. إلخ.. ما هي صورة الخطاب الإسلامي الذي تحتاجه الأمة في الوقت الحالي وبخاصة في ظل ربيع الثورات العربية؟

أود أولاً قبل الإجابة على سؤالك أن أؤكد أنّ خطاب التصوف إذا قام على أساس تصفية النفس وتزكيتها فسينطوي على أربعة أركان أساسية أولها الرحمة بالخلائق وثانيها محبة الخير لهم وثالثها المنطلق السني الأصيل المرتبط بالسند الخطابي ورابعها قدرته على مخاطبة العقول والنفوس، فإذا تكلمنا عن هذه المعالم الأساسية دخلنا إلى سؤالك حول أهم معالم الخطاب الإسلامي في ظل المرحلة التي تمر بها المنطقة في هذه الآونة، وأعتقد أن من أهم ما ينبغي أن يكون عليه هذا الخطاب أن يكون نابعاً من مشكاة الإسلام الأصيلة القادرة على فهم الواقع وتصويره بشكل صحيح، ثم البلاغ عن الله تعالى، وهذا المعلم الأول ينفي القيام على أساس الإفراط في المواءمة للتوصل إلى هدف ولو كان نبيلاً، والمعلم الثاني للخطاب الإسلامي أن يكون متصلاً بحاجات الناس الأصيلة لا العارضة، ونحن لدينا مشكلة في الخطاب الإسلامي منذ سنوات، إن لم يكن منذ عقود، في التعامل مع العَرَض لا المرض، والمعلم الثالث أن تكون صيغة هذا الخطاب تؤدي إلى التقاء الناس لا إلى تعميق الفرقة فيما بينهم، والمعلم الرابع أن يكون قائماً على التثبت، ومقصودي من التثبت هنا أن يكون الناطق بالخطاب الإسلامي متثبتاً متيقناً متبيناً للمعلومة التي بنى على أساسها هذا الخطاب، فلا يسمع خبراً في نشرة أو يرى منظراً في وسيلة إعلام فيسارع ويبادر بالقول والفعل قبل أن يتحقق من خلفية ما يتكلم عنه.

* هل تتهم الإعلام بأنه يلعب دوراً سلبياً في توجيه الخطاب الإسلامي؟

ليس من منهجنا أن نبحث عمّن نحمله مسؤولية المشكلة وأحب دائماً أن نسلك سبيل نقد الذات. وقد يكون صحيحاً أن الإعلام له دور كبير في تشويه صورة الواقع في كثير من الأحيان، لكن الإشكال يبتدئ من عندنا نحن في بيت الخطاب الإسلامي، لأنه من واجب الداعي إلى الله عز وجل، فضلاً عن العالِم المتمكن، أن يتحقق من الأمر لا أن يكون مجرد ناقلٍ لخبر يراه أو يسمعه في وسيلة إعلام، فصفة التثبت صفة نحتاج إلى إحيائها وتقويتها مرة أخرى في بيت الخطاب الإسلامي.

* في برنامج ’آمنت بالله‘ كانت لكم لقاءات مع بعض الرموز والتيارات المصرية من الإسلاميين والليبراليين والعلمانيين وغيرهم.. ما هو الهدف الذي قصد من هذه اللقاءات وكيف كانت قراءتكم للتيارات الموجودة على الساحة؟

استفدت من حوار "آمنت بالله" فضلاً عن المعلومات التي صححت عندي أشياء كثيرة، منها أن الحواجز الضخمة المتوهمة بين التيارات الفكرية الموجودة في مصر - وربما تلك الموجودة في المنطقة كلها - غير حقيقية، فقد يوجد اختلاف لكنه ما كان ليصل إلى ذلك المستوى من الصراع الذي نعيشه اليوم لولا تدخل عوامل أخرى غير الاختلاف في الساحة الثقافية، ومنها أن هناك ظلماً كبيراً وقع على الخطاب الإسلامي من بعض من انتسبوا إليه، عندما لم يحسنوا تمثيله في الحوار، وكذلك الحال مع أصحاب بعض التيارات الأخرى، والفائدة الأهم أننا بحاجة إلى ترسيخ ثقافة الحوار الضائعة عندنا اليوم، إذ أكثر ما نراه اليوم من أشكال الحوار هي أقرب إلى الصراع منها إلى الحوار الحق، وأخيراً فقد استفدت من الحوار أن الاختلافات وإن بدا بعضها قوياً وعنيفاً إلا أنه في رحابة ديننا وسعة عقول مثقفينا في المنطقة ما يكفل استيعابها لأن المنطقة تتسع للجميع، لولا أن فينا كثيرين قد ضاق بعضهم ببعض.

* فيما يتعلق بثقافة الحوار.. هل نحن في حاجة أكثر للحوار الذاتي أم للحوار مع الآخر؟

نحن في حاجة إلى الاثنين بشكل متواز، فلا يتأتى أن نوقف الحوار مع الآخر حتى ننتهي من الحوار مع الذات، لأننا دوماً وفي كل مرحلة نحتاج إلى حوار مع الذات ولأن الآخر لن ينتظرنا حتى نفرغ من حوارنا بعضنا مع بعض ثم يستقبلنا لنحاوره، فالآخر يسير في طريقه وله أجنداته ومصالحه، وإذا لم نفقه كيف نقيم منهجية الحوار مع الآخر بشكل صحيح سيمضي الآخر في تفاعله معنا ضمن تصوراته ولن ينتظر نتائج حوارنا الداخلي.

* تحدثت عن دور الإعلام السلبي في قضية الخطاب الإسلامي، وقد نقصد بذلك الإعلام غير الإسلامي، لكن عندنا العديد بل مئات من القنوات الفضائية الإسلامية اليوم، فهل تعتقد أنها تصوب الخطاب الديني أم أن بعضها ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تشويه هذا الخطاب لدى العامة؟

نسأل الله تعالى أن ينفع بها جميعاً، ولكن ما دمنا نتكلم عن نقد الذات فلا أعتقد أن الأكثر منها يصب في مصلحة الارتقاء بالخطاب الإسلامي.

* ما قولكم في شأن الحالة الراهنة في المنطقة؟

القدر الواضح الذي أستطيع أن أتكلم به حول الحالة الراهنة هو أن هناك كمّاًً من المظالم ألجأت الناس بسبب الضنك الشديد الذي مروا به إلى الخروج مطالبين بحقهم في أن يعيشوا حياة كريمة، وهذا الخروج قابله البعض بسوء تعامل والبعض الآخر بمحاولة استيعاب، لكن مقابل إشكالية تَجبُّر بعض الأنظمة واستكبارها في التعامل مع متطلبات شعوبها هناك محاولة واضحة من البعض لاستغلال آلام شعوبنا وقضاياهم العادلة لمصالحه السياسية الضيقة، وهذا كله يجعل الخارطة مشوشة للغاية، لاسيما مع التشغيب والتشويش الذي تمارسه أكثر وسائل الإعلام اليوم على القضايا بما يتناسب مع أجندة كل منها والجهة التي تدعمها، ومع غياب سنة التثبت في مجتمعاتنا بل حتى في بعض شرائح مثقفينا، وهذا من أخطر ما تمر به المنطقة.

فالبعض يُوَصِّفُ المسألة بأنها مؤامرة خارجية بحتة هدفها الاستيلاء على المنطقة بعد تقسيمها وتفتيتها، والبعض الآخر يقرأ الحالة على أنها ثورات طبيعية نقية تقية صافية لا تشوبها أي شائبة، ولست مع أي من الفريقين فالمسألة بالفعل انطلاقة صادرة عن حرقة حقيقية وقضايا عادلة وآلام ومعاناة مرت بها الشعوب، وفي الوقت نفسه نحن لا نعيش وحدنا منقطعين عن التأثر والتأثير في العالم، فهناك دول لها مطامع ومصالح في منطقتنا التي يسمونها بالشرق الأوسط، والفقير لله يسميها وسط العالم، ففيها مكمن مصالح الدول الكبرى في العالم وصراعاتهم، فلا يوجد عاقل يتوقع أن تحصل كل هذه الأحداث دون محاولات خارجية ضالعة في تفجيرها أو تهدئتها أو توجيهها أو استغلالها، إذن هي خليط بين قضايا ومحاولات استغلال من قبل أصحاب مصالح ضيقة، وما يزيد عن هذا القدر من البيان فالفقير لا ينبغي له الخوض فيه لأنني لست بمختص في السياسة، وإنني أعيب على غير المختصين في الشريعة الذين يتدخلون ويخوضون في أمور الشريعة، فلا ينبغي أن أقع في الشيء الذي أعيبه.

*كيف ترى مشهد الخطاب الإسلامي مع تحول بعض التيارات لتكوين أحزاب سياسية؟

القائمون على الخطاب الإسلامي صنفان: صنف العلماء المراجع الذين يرجع الناس إليهم في الفتوى وفي فهم ما هو الصحيح، وصنف الدعاة والمصلحين الذين يعظون الناس ويحببون فعل الخير إليهم، والصنف الأول أي المراجع لا ينبغي أن يكونوا طرفاً في تنافس أو صراع له طابع سياسي، لأنه عند اختلاف الأطراف السياسية على أمر له علاقة بالدين ينبغي أن يرجعوا إلى العلماء المراجع، فإذا أصبحوا هم طرفاً في التنافس أو الصراع فكيف يمكن الرجوع إليهم؟ أو على الأقل إذا اختار أحد المراجع أن يخوض الصراع أو التنافس السياسي، فلا يصح الرجوع إليه هو في هذا الموضوع، بمعنى أنه إذا رأى أحد العلماء المراجع أن يكون طرفاً في اللعبة السياسية - إن صح التعبير - فهو بذلك لم يعد مرجعاً في هذا المجال ولا يجوز اعتبار فتواه صحيحة في مثل هذه الحالة لأنه أصبح طرفاً في التنافس والصراع، وهذا ما حصل مع الشيخ حسن مأمون مفتي مصر الأسبق رحمه الله تعالى حين قرر المشاركة في انتخابات مجلس الأمة زمن الاتحاد بين مصر وسوريا، فاستقال أولاً من وظيفته في دار الفتوى وتخلى عن مسؤولياته بصفته مفتي الديار المصرية ثم نزل إلى الانتخابات، لذا أكرر أنه لا ينبغي للعلماء المراجع أن يكونوا طرفاً في تنافس سياسي، وإلا فلا يرجع إليهم في الفتوى المتعلقة بهذا التنافس، أما الصنف الثاني وهم الدعاة والمصلحون فأمرهم أقل خطورة من حيث الفصل في الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الشأن، ومن ثمّ إذا أحب أحد منهم أن يشارك في الميدان السياسي فله ذلك - وإن كنت لا أقبله لنفسي - شريطة ألا يحول منبر الدعوة إلى جزء من الدعاية الانتخابية، فلا يصح أبداً أن يتحول منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سواء أكان المنبر الذي في المسجد أم أي منبر من المنابر الدعوية المستحدثة إلى وسيلة ترويج للانتخابات، لكن للدعاة والعلماء الحق الكامل في ترشيد العمل السياسي وتوجيهه من منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دون التنافس على السلطة من خلاله فلا تختلط حينئذ المصالح العامة للأمة بالمصالح الشخصية.

* لكن بعض الدعاة يرون استخدام المنبر ضرورة للدعوة إلى تطبيق الشريعة وقيام الدولة الإسلامية، بما يعني مساندة تيارات إسلامية دخلت معترك الصراع السياسي..؟

​- هذا فهمهم ولهم أن يعبروا عنه كما أن لمن يخالفهم حق التعبير عن فهمه، مع ضرورة التأكيد على الفرق بين قضية الدخول في حلبة التنافس السياسي وبين أن يكون للخطاب الإسلامي دور في ترشيد الخطاب السياسي، لأن الخطاب الإسلامي يخاطب السياسة والاقتصاد والاجتماع، لكن ليس من شأن مخاطبته تلك أن يكون جزءاً من التنافس فيه، فلا يتأتى لداعية إسلامي إذا دخل مجال التجارة - وله الحق في ممارسة التجارة دون شك - استغلال المنبر في الدعاية لمنتجه التجاري بأن يقول إنّ هذا المنتج أقرب إلى رضوان الله سبحانه وتعالى أو أن يقول أن هذا وحده متوافق مع الشريعة الإسلامية وغيره من المنتجات التي في السوق مخالفة لها، على اعتبار أنه أصبح جزءاً من التنافس الموجود في الساحة الاقتصادية، وكذلك الحال في الميادين الأخرى، ولكل عالم شرعي بل لكل داعية إذا كان عنده دراية وفهم في موضوع ما وفي رؤية الشرع فيه أن يوجه خطابه في تبيين الصواب من الخطأ وما ينبغي ويحسن مما لا ينبغي ولا يليق، لكن الأمر يختلف عندما يتحول هو إلى جزء من هذا التنافس.

* إذا تديين السياسة خطــأ؟

تدين السياسة مطلوب، لكن تسييس الدين هو الخطأ.

*هناك من يتخوف من تطبيق الشريعة الإسلامية لأن الناس تفهمها على أنها تطبيق للحدود الشرعية؟

هذه الرؤية لقضية تطبيق الشريعة ضيقة للغاية، لأن الحدود من أضيق أبواب الشريعة عندنا، حتى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ادْرَؤُوا اَلْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ"، والأصل في الحدود الردع أولاً، فإذا علم الإنسان أن يده ستقطع إذا سرق أو أنه سيجلد لو فعل كذا فإنّه سيرتدع عن فعل المحرمات، ثم جُعلَت الحدود كفارة لها ثانياً، وقد ضيقت الشريعة أوجه إقامة الحد ثم وسعت أوجه الدرء وفتحت باب التوبة مع رد الحقوق أو التحلل منها قدر الممكن، لكن باب الحدود باب صغير جداً في الشريعة الإسلامية وحصر مفهوم تطبيق الشريعة على الحدود خطأ مشترك بين بعض متصدري الخطاب الإسلامي بغير تأهل وبين مناوئي تطبيق الشريعة الإسلامية.

*سؤالي بصفتك مسلماً وداعية... ما رؤيتك لما يحدث الآن في اليمن؟

ما أراه في اليمن يحزنني ويؤلمني بصفتي من اليمن، وبصفتي مسلماً وخادماً للدعوة، وبصفتي إنساناً، وهو أمر مقلق للغاية ولا أدري ما بين سؤالك والنشر ما المتغيرات والمآسي التي يمكن أن تحصل في اليمن.. فالشعب في اليمن عانى كثيراً مثلما عانت بعض الشعوب الأخرى، وله مطالب عادلة ويعيش حالة ضنك وفقر وذل وأذى وآلام في بلد فيها الكثير من الخيرات.

كثير من الناس خرجوا يطالبون بحقوقهم، لكن ما جرى بعد ذلك هو أن اختلط كثير من الأمور وكثير من التوازنات، فلم تعد المسألة الآن فقط ثورة تعارك حاكماً أو تعارك نظاماً، وإنما أصبحت الآن ثورة مظلومين ضد نظام، وبجانبها أيضاً لعبة سياسية ممن كانوا بالأمس مع النظام، ومنهم من يتهم بالمشاركة في جرائم القتل، ومنهم من يتهم بنهب ثروات الشعب، فإذا بهم اليوم يعلنون أنفسهم ثوريين بل ويتحدثون باسم الثورة ودخلوا في صراع جديد مع النظام الذي كان بعضهم جزءاً أساسياً منه، وكان البعض الآخر شريكاً له في صراعات دموية سابقة، ومنهم من استغل الخطاب الإسلامي بالأمس لإعطاء مشروعية دينية للنظام في اقتتال على السلطة عام 1994 ذهب ضحيته أكثر من ثلاثين ألف يمني، بل لقد وصفوا القتال في صف النظام بالجهاد في سبيل الله، ولهم خطب تتحدث عن كرامات المجاهدين - بزعمهم - ضمن مظلة هذا النظام الذي صرنا نسمع من الأشخاص أنفسهم اليوم خطاباً إسلامياً يعد الثورة عليه أيضاً جهاداً في سبيل الله! وقد تُحمَد لهم إن صحت النية أنّهم أعلنوا الوقوف في وجه الظلم.

فالوضع في اليمن اليوم له خصوصية مختلفة تماماً عن بقية الدول لكون المعركة أصبحت مزدوجة: فهناك معركة ثورة ضد نظام وهناك معركة أصحاب مصالح سياسية واقتصادية ضد النظام، أضف إلى ذلك أن اليمن فيه أكثر من ستين مليون قطعة سلاح تمتلكها القبائل، غير أسلحة الجيش والدولة، كما أن الجيش ليست له عقيدة قتالية واحدة كما هو حال الجيش المصري على سبيل المقارنة، بل هو أيضاً متأثر بالصراعات والتنافسات السياسية الموجودة في البلاد، وأضف إلى كل هذا الوضع الداخلي المعقد إذ هناك انعكاسات لما يجري في اليمن على دول المنطقة ومصالح متعلقة بدول العالم الكبرى.

فاليمن يقوم على أهم ممر بحري في العالم إن شئت من جهة باب المندب وهو الذي يقابل قناة السويس وإن شئت من جهة الممر الكبير الواسع بحر العرب، وهناك الكثير من المصالح المترتبة على هذا الأمر، كما أن هناك مشكلة القاعدة (والقاعدة موجودة في اليمن ولا ينكر ذلك إلا جاهل بشؤون اليمن) لكن هناك علامات استفهام كثيرة على ظهورها السريع المفاجئ واختفائها السريع المفاجئ تناغماً مع التغيرات السياسية التي في اليمن.

فالصورة الآن كما ترى معتمة للغاية لكن أخطر ما فيها هو الاستهانة بالدم والاستخفاف بحرمة النفس الإنسانية التي عظمها الله سبحانه وتعالى، وهذا أخطر ما نراه اليوم وهو سهولة القتل ليس فقط عند النظام بل عند العديد من الأطراف السياسية المتصارعة اليوم، وهذا هو القدر الذي أنا متأكد منه، أما ما زاد على هذا فلا أستطيع أن أتكلم به حتى أكون واثقاً من دقة كل كلمة أقولها، لأنها تحتاج إلى متابعة يومية لتطورات الأحداث من داخلها، لا مما ينقل في وسائل الإعلام الموالية أو المعارضة أو القنوات الإخبارية التي تملكها دول لها مصالح في توجيه الأحداث الراهنة.

* كلامكم فيه توصيف لحالة اليمن لكن ما الحل؟

المشكلة في اليمن وغيره لها حل، وحل واضح جداً، لكن المشكلة أن نفسيات الناس اليوم بسبب شدة وطأة الظلم عليهم وبسبب تسارع الأحداث مع التغطية الإعلامية الموجهة وبسبب تراكمات قديمة ولأسباب عديدة أصبح لدى الناس صعوبة في الإصغاء للحل الذي لا يرون فيه طريق السرعة في الخلاص.. الحل الحقيقي يكمن في تزكية الأنفس وإصلاح القلوب لأن كل المصائب التي ترونها أمامكم إنما حصلت بسبب نفوس لم تتزكَ، وقلوب لم تراقب الله سبحانه، ولم تتعامل معه عز وجل، ولم تحسن صلتها به تعالى، ولم تمتثل أوامره، فالذي يراقب الله عز وجل لا يمكن أن يريق دماً بغير حق، والذي يراقب الله عز وجل لا يمكن أن يستغل حقوق المظلومين ليسخرها ضمن أطماعه السياسية.. فالمشكلة مشكلة أنفس تحتاج إلى تصفية ومعاملة مع الله بالدرجة الأولى، ومن خلال مجال اختصاص الفقير وهو خدمة الدعوة إلى الله، لا يوجد عندي إجابة غير هذه ولو لم تعجبكم أو تعجب الناس الذين يريدون إجابات بحلول فورية، لكن مهمتي أن أبين ما أمر دين الله به على أنه الحق.

ومع ذلك، لعلّ خروج الأطراف السياسية المتصارعة، في هذه المرحلة، من الساحة السياسية أو حتى من اليمن فيه حقنٌ لكثير من الدماء.

*سؤالي الأخير، كيف تنظر إلى دور الأزهر الشريف خاصة في هذه المرحلة الحرجة من حياة الأمة؟

​دور الأزهر الشريف المرجو انتهاضه في هذه المرحلة معقود عليه الأمل لإخراج المنطقة من النفق المظلم الذي تمر به - رضي بذلك من رضي وغضب منه من غضب - فالأزهر وأمثاله من مراكز التعليم والتربية الأصيلة التي تقوم على الاتصال بالسند النبوي الثابت رواية ودراية وتزكية، هو الأساس والمرتكز الحقيقي الذي يمكن أن يبصر الناس بالمخرج من النفق الضيق، وما حصل في وثيقة الأزهر هو رسالة سريعة توضح مثل هذا الأمر.. إذ كيف استطاع الأزهر بعد فترة الصراع والتصادم الإعلامي في مجلسين أو ثلاثة أن يضم الأطراف المختلفة المتصارعة في وثيقة واحدة ويخرج جميع العقلاء وقد رضوا بها حلاً لاختلافهم.. فهذا مؤشر بسيط لما يمكن أن يكون للأزهر من دور في المرحلة المقبلة.

وأسأل الله تعالى أن يبارك فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذي ضرب المثل الراقي لدور العالم الذي لا يبحث عن النجومية السريعة ولا التصريحات النارية الصارخة، والذي يعمل بصمت على الرغم من كل الكلام الذي يثار ضده والهجوم الذي يستهدفه ليخرج لأمته بشيء نافع، كما أسأله جلّ في علاه أن يبارك فضيلة مفتي الجمهورية الشيخ علي جمعة الذي صبر وحلم على الكثير من الجرأة والتطاول على مقامه من أقزام تطفلوا على الخطاب الإسلامي من خلال قنوات فضائية إسلامية - بعضها محل استفهام حول خلفيات تمويلها واستمرارها - ومع ذلك سكت وصبر والتفت إلى مسألة البناء ولم ينشغل بالكلام الذي انشغلوا به، فهذان نموذجان راقيان معاصران للأزهر الشريف، وأقول بصدق إنّه يمكن أن تقام دراسات عليا في مختلف جامعات العالم على الدور الذي يقوم به الشيخ أحمد الطيب والشيخ علي جمعة في مثل هذه المرحلة الحرجة.
المؤمن الشافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2013-05-22, 08:52 PM   #2
المؤمن الشافعي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-02-14
المشاركات: 1,677
افتراضي

للرفع للأضطاع حتى تخرص أصوات الأرهابين .
المؤمن الشافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2013-05-22, 09:03 PM   #3
الصراحة راحة
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2012-12-31
المشاركات: 296
افتراضي

سألتك بالله ياشافعي جبني نعم او لا ,,هل انت هوا...؟ اذا سألتم بالله اخرجوا من بيوتكم .. !

التعديل الأخير تم بواسطة الصراحة راحة ; 2013-05-22 الساعة 09:05 PM
الصراحة راحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2013-05-22, 10:26 PM   #4
فضولي جداً
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-09
المشاركات: 503
افتراضي

كل يوم وانت تقول انك مش صوفي والان تستدل للصوفيه وبمن بصوفي والامام الشافعي الذي انتقد فيها الصوفيه وسماهم زنداقه والذي تدعي انك تنتسب اليه ترمي بكلامه عرض الحائط قبحك الله
فضولي جداً غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2013-05-22, 11:40 PM   #5
المؤمن الشافعي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-02-14
المشاركات: 1,677
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فضولي جداً مشاهدة المشاركة
كل يوم وانت تقول انك مش صوفي والان تستدل للصوفيه وبمن بصوفي والامام الشافعي الذي انتقد فيها الصوفيه وسماهم زنداقه والذي تدعي انك تنتسب اليه ترمي بكلامه عرض الحائط قبحك الله

الصوفية ليس مذهب وقد أوضح ذلك مفتي الديار الأماراتية الحبيب الجفري , أنت جاهل ومخرف مجوسي تربيت على يد الأستخبارات اليمنية في صعدة دماج ياكهنتوت مجوسي .




ا
لتصوف ليس مذهباً وإنما منهج تزكية يأخذ به المسلم السني أياً كان مذهبه، حنفياً أو مالكياً أو شافعياً أو حنبلياً، والدور المتوقع منه أن يؤديه هو​إنجاز المهمة الأعظم والأخطر التي نحتاجها في هذه المرحلة وهي تزكية الأنفس، لأن القاسم المشترك بين جميع إشكالات العالم الذي نعيشه على المستوى الفردي والاجتماعي والسياسي والإقليمي بل والعالمي وعلى سائر المستويات إنما هي أزمات متولدة من تصرفات صادرة عن نفوس أهمل أصحابها تزكيتها، فالسارق يسرق لأن نفسه لم تعرف التزكية، والحاكم الظالم يظلم ويقتل لأن نفسه لم تتزك، والمعارض الذي يستغل حرقة الناس وآلامهم وقضاياهم وخروجهم للمطالبة بحقوقهم لمصالحه الضيقة لم يعرف التزكية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التاجر الذي يستغل الناس ويتعامل معهم بجشع، فالمشكلة التي تعد قاسماً مشتركاً في العالم اليوم محلها وموطنها النفس التي لم تتزك، فإذا كان التصوف هو العلم الذي يعنى بتصفية الأنفس من المثالب والعيوب وإصلاح السلوك للتحلي بأحسن الأخلاق فإن الدور الأساسي المتوقع منه أن يكون خطاب أصحابه خطاباً يحدو بالأنفس نحو تزكيتها وتهذيبها وأن تكون أحوالهم قدوة في التزكية وحسن السلوك.


التعديل الأخير تم بواسطة المؤمن الشافعي ; 2013-05-22 الساعة 11:47 PM
المؤمن الشافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2013-05-22, 11:59 PM   #6
فضولي جداً
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-09
المشاركات: 503
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المؤمن الشافعي مشاهدة المشاركة
الصوفية ليس مذهب وقد أوضح ذلك مفتي الديار الأماراتية الحبيب الجفري , أنت جاهل ومخرف مجوسي تربيت على يد الأستخبارات اليمنية في صعدة دماج ياكهنتوت مجوسي .




ا
لتصوف ليس مذهباً وإنما منهج تزكية يأخذ به المسلم السني أياً كان مذهبه، حنفياً أو مالكياً أو شافعياً أو حنبلياً، والدور المتوقع منه أن يؤديه هو​إنجاز المهمة الأعظم والأخطر التي نحتاجها في هذه المرحلة وهي تزكية الأنفس، لأن القاسم المشترك بين جميع إشكالات العالم الذي نعيشه على المستوى الفردي والاجتماعي والسياسي والإقليمي بل والعالمي وعلى سائر المستويات إنما هي أزمات متولدة من تصرفات صادرة عن نفوس أهمل أصحابها تزكيتها، فالسارق يسرق لأن نفسه لم تعرف التزكية، والحاكم الظالم يظلم ويقتل لأن نفسه لم تتزك، والمعارض الذي يستغل حرقة الناس وآلامهم وقضاياهم وخروجهم للمطالبة بحقوقهم لمصالحه الضيقة لم يعرف التزكية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التاجر الذي يستغل الناس ويتعامل معهم بجشع، فالمشكلة التي تعد قاسماً مشتركاً في العالم اليوم محلها وموطنها النفس التي لم تتزك، فإذا كان التصوف هو العلم الذي يعنى بتصفية الأنفس من المثالب والعيوب وإصلاح السلوك للتحلي بأحسن الأخلاق فإن الدور الأساسي المتوقع منه أن يكون خطاب أصحابه خطاباً يحدو بالأنفس نحو تزكيتها وتهذيبها وأن تكون أحوالهم قدوة في التزكية وحسن السلوك.

يا بقرة انا ما قلت لك ان الصوفيه مذهب ... حاشا وكلا ان تكون هذه الضلالات مذهباً اسلامياً انما طريقة ابتدعها بعض الزنادقه والمخرفين لتبديل سنة النبي وتعظيم الاولياء بما جاوزوهم حتى قدر الانبياء والملائكة ..... ستبقى دائماً ما تفهم
فضولي جداً غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2013-05-23, 12:03 AM   #7
المؤمن الشافعي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-02-14
المشاركات: 1,677
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فضولي جداً مشاهدة المشاركة
يا بقرة انا ما قلت لك ان الصوفيه مذهب ... حاشا وكلا ان تكون هذه الضلالات مذهباً اسلامياً انما طريقة ابتدعها بعض الزنادقه والمخرفين لتبديل سنة النبي وتعظيم الاولياء بما جاوزوهم حتى قدر الانبياء والملائكة ..... ستبقى دائماً ما تفهم
أقول لك أنك حمار زيدي عملوا لك غسيل في معبر ودماج بصعدة بأعتراف صاحبك ياكهنوت المجوس .


التصوف ليس مذهباً وإنما منهج تزكية يأخذ به المسلم السني أياً كان مذهبه، حنفياً أو مالكياً أو شافعياً أو حنبلياً، والدور المتوقع منه أن يؤديه هو​إنجاز المهمة الأعظم والأخطر التي نحتاجها في هذه المرحلة وهي تزكية الأنفس، لأن القاسم المشترك بين جميع إشكالات العالم الذي نعيشه على المستوى الفردي والاجتماعي والسياسي والإقليمي بل والعالمي وعلى سائر المستويات إنما هي أزمات متولدة من تصرفات صادرة عن نفوس أهمل أصحابها تزكيتها، فالسارق يسرق لأن نفسه لم تعرف التزكية، والحاكم الظالم يظلم ويقتل لأن نفسه لم تتزك، والمعارض الذي يستغل حرقة الناس وآلامهم وقضاياهم وخروجهم للمطالبة بحقوقهم لمصالحه الضيقة لم يعرف التزكية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التاجر الذي يستغل الناس ويتعامل معهم بجشع، فالمشكلة التي تعد قاسماً مشتركاً في العالم اليوم محلها وموطنها النفس التي لم تتزك، فإذا كان التصوف هو العلم الذي يعنى بتصفية الأنفس من المثالب والعيوب وإصلاح السلوك للتحلي بأحسن الأخلاق فإن الدور الأساسي المتوقع منه أن يكون خطاب أصحابه خطاباً يحدو بالأنفس نحو تزكيتها وتهذيبها وأن تكون أحوالهم قدوة في التزكية وحسن السلوك.

* الخطاب الإسلامي في عمومه يشوبه نوع من الجدل والشتات والاختلاف، فهناك من يقول هذا خطاب دعاة جدد.. وهذا خطاب دعاة سلفيين.. إلخ.. ما هي صورة الخطاب الإسلامي الذي تحتاجه الأمة في الوقت الحالي وبخاصة في ظل ربيع الثورات العربية؟

أود أولاً قبل الإجابة على سؤالك أن أؤكد أنّ خطاب التصوف إذا قام على أساس تصفية النفس وتزكيتها فسينطوي على أربعة أركان أساسية أولها الرحمة بالخلائق وثانيها محبة الخير لهم وثالثها المنطلق السني الأصيل المرتبط بالسند الخطابي ورابعها قدرته على مخاطبة العقول والنفوس، فإذا تكلمنا عن هذه المعالم الأساسية دخلنا إلى سؤالك حول أهم معالم الخطاب الإسلامي في ظل المرحلة التي تمر بها المنطقة في هذه الآونة، وأعتقد أن من أهم ما ينبغي أن يكون عليه هذا الخطاب أن يكون نابعاً من مشكاة الإسلام الأصيلة القادرة على فهم الواقع وتصويره بشكل صحيح، ثم البلاغ عن الله تعالى، وهذا المعلم الأول ينفي القيام على أساس الإفراط في المواءمة للتوصل إلى هدف ولو كان نبيلاً، والمعلم الثاني للخطاب الإسلامي أن يكون متصلاً بحاجات الناس الأصيلة لا العارضة، ونحن لدينا مشكلة في الخطاب الإسلامي منذ سنوات، إن لم يكن منذ عقود، في التعامل مع العَرَض لا المرض، والمعلم الثالث أن تكون صيغة هذا الخطاب تؤدي إلى التقاء الناس لا إلى تعميق الفرقة فيما بينهم، والمعلم الرابع أن يكون قائماً على التثبت، ومقصودي من التثبت هنا أن يكون الناطق بالخطاب الإسلامي متثبتاً متيقناً متبيناً للمعلومة التي بنى على أساسها هذا الخطاب، فلا يسمع خبراً في نشرة أو يرى منظراً في وسيلة إعلام فيسارع ويبادر بالقول والفعل قبل أن يتحقق من خلفية ما يتكلم عنه.


التعديل الأخير تم بواسطة المؤمن الشافعي ; 2013-05-23 الساعة 12:06 AM
المؤمن الشافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2013-05-23, 03:26 AM   #8
رعد الجنوب العربي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-13
المشاركات: 2,602
افتراضي

منذ أن برزت الحركة الوهابية في جزيرة العرب وهي تتربص بمصر وتكيد لها.. ويعود السبب في هذا الموقف العدائي إلى كون مصر كانت على الدوام عقبة كئودا في طريق هذه الحركة.. كان الوهابيون أشبه بالخفاش الذي يعشق الظلام.. ومصر كانت المصباح ومنارة المسلمين في كل مكان.. من هنا كان الصدام.. ومن هنا برز العداء.. ولا شك أن هذه المقدمة الموجزة تفرض علينا التعرف على هذه الحركة وعلى إمامها ومؤسسها محمد بن عبد الوهاب...
لم يكن محمد بن عبد الوهاب (1115هـ - 1206هـ/ م1703- 1794م) صاحب أطروحة أو اجتهاد في مجال الدين فليس في تاريخه ما يشير إلى شي من هذا..
وما تشير إليه المراجع الوهابية هو انه نشا في عائلة حنبلية وكان والده احد فقهاء الحنابلة في منطقة نجد موطن العائلة.. غير أن ابن عبد الوهاب شذ عن العائلة وهاجر إلى البصرة في طلب العلم إلا انه طرد منها فاتجه إلى الشام ولم يوفق فيها فعاد إلى موطنه نجد بخفي حنين وعكف على دراسة كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية.
وما لبث أن وجد ضالته في هذه الكتب وفاجأ الجميع بفكرة الاستواء والتجسيم والمكانية التي تتعلق بصفات الله تعالى... وفكرة مقاومة الأضرحة والمقامات ورفض التوسل بالأولياء واعتبار ذلك صورة من صور الشرك والضلال...
وفكرة مقاومة العادات والأعراف السائدة في واقع المسلمين مثل الموالد والاحتفالات بالمناسبات الدينية والنذور للمساجد.. وهي نفس الأفكار التي أعلنها ابن تيمية من قبل وتصدى له العلماء وحاكموه وانتهى الأمر بحبسه وموته في الحبس...
وما حدث لابن تيمية حدث لابن عبد الوهاب حين أعلن أفكاره حيث تصدى له والده وزجره وناهضه شقيقة سليمان وكتب رسالة يرد فيها على أفكاره..
ويمكن تركيز أفكار ابن عبد الوهاب فيما يلي:
توحيد الألوهية فقد اعتبر أن المسلمين انحرفوا عن التوحيد، ووقعوا في الشرك وعددوا آلهة (القبور)، إنكار التوسل بالأولياء والصالحين.
منع شد الرحال للمساجد (أي السفر لزيارة قبر الرسول (صلى الله عليه وآله) أو الصحابة أو أمهات المؤمنين أو غيرهم).
منع البناء على القبور وكسوتها وإنارتها.
محاربة البدع ( الموالد- الصلاة على الرسول بعد الأذان).
وهذه الأفكار عدتها المراجع الوهابية بمثابة أهداف قامت الحركة الوهابية من اجل تحقيقها.
ويظهر من هذه الأفكار مدى بعدها عن السياسة والإصلاح والنهوض بالأمة في تلك الفترة كانت تتربص بها القوى الاستعمارية إلا أن الوهابيين ضخموا هذه واعتبروها فيصلا بين الحق والباطل والشرك والتوحيد وعلى أساسها اصطدموا بالعلماء في زمانهم مما كانت نتيجته طرد محمد بن عبد الوهاب من نجد ليفر منها إلى العينية التي طرد منها أيضا ليتلقفه ابن سعود أمير الدرعية..
وقد وجد ابن سعود في دعوة ابن عبد الوهاب الغطاء الشرعي الذي يمكن من خلاله تحقيق حلمه بالسيطرة على الجزيرة العربية ليكون حاكمها الأوحد..
من هنا قام ابن سعود بترتيب اتفاقية مع ابن عبد الوهاب ذكرتها المصادر الوهابية بشيء من الفخر والاعتزاز..
قال ابن سعود: ابشر بالخير والعز والمنعة..
قال ابن عبد الوهاب: وأنت ابشر باليمن والغلبة على جميع بلاد نجد.
قال ابن سعود: ابشر بالنصر لما أمرت به والجهاد لمن خالف التوحيد ولكن اشترط عليك شرطين:
الأول: إذا نحن قمنا بنصرك وفتح الله لنا ولك البلاد لا ترحل عنا ولا تستبدلنا بغيرنا..
الثاني: إن لي على أهل الدرعية خراجا آخذه منهم في وقت اقتطاف الثمار فلا تمنعني عن استيفائه منهم.
قال ابن عبد الوهاب: أما الأولى فامدد يدك لأبايعك... فمدها له وقبض عليها قائلا: الدم الدم والهدم الهدم.. وأما الثانية لعل الله يفتح لنا الفتوحات فيعوضك من الغنائم ما هو خير منها..
قال ابن سعود: لقد حللت أيها الشيخ في بلد خير من بلدك فلا تخش أعداء الله ولو انطبقت علينا نجد كلها ما أخرجناك عنا...
هذا نص الاتفاق بين ابن سعود وابن عبد الوهاب كما ذكرته مصادر الوهابية وهو اتفاق على ما هو ظاهر موجه ضد المسلمين وليس ضد أعداء المسلمين.. وقد كشفت المصادر التاريخية المجازر الوحشية والجرائم البشعة التي ارتكبها الوهابيون بسيوف السعوديين ضد المخالفين من المسلمين الذين رفضوا قبول الوهابية والتسليم لابن سعود...
ولما كثرت جرائم الوهابيين في جزيرة العرب واستفحل أمرهم استنجد الخليفة العثماني بمحمد علي في مصر ليجهز حملة لتأديب هؤلاء البدو المارقين...
وكان أن دخلت القوات المصرية جزيرة العرب بقيادة سوسون ونجحت في القضاء على الوهابيين ودخلت عاصمتهم الدرعية وفر أبناء سعود وسقطت الدولة السعودية الأولى وعادت القوات المصرية إلى قواعدها..
إلا أن السعوديين عادوا إلى ساحة الجزيرة العربية من جديد وفرضوا نفوذهم وبسطوا سيطرتهم وقضوا على خصومهم وذلك بمساعدة الإنجليز الذين بدأت طلائعهم في الظهور بالمنطقة العربية.. وتمكن عبد العزيز آل سعود من تأسيس الدولة السعودية الثانية التي أعلنها مملكة بعد أن تخلص من العناصر الوهابية المتشددة التي أعلنت الحرب عليه بسبب خروجه على المبادئ الوهابية وإرسال ولده سعود ليدرس في بلاد الشرك (مصر)، وذلك لكثرة الأضرحة والمقامات بها والتي تعد أصناما في منظور الوهابيين.. ومنذ ذلك الحين لم ينس الوهابيون مصر وما فعلته بهم فكان أن أعلنوا الحرب عليها واضمروا لها العداء والكراهية.. وهناك حادثة مشهورة للوهابيين وهى حادثة إحراق المحمل المصري في مكة الذي يحمل كسوة الكعبة والاعتداء على المصريين المصاحبين..
كيف تمكنت الوهابية من التسلل إلى مصر؟
بداية يمكن القول أن الصراعات الداخلية بين الوهابيين وخصومهم وبين آل سعود والوهابيين المتشددين من تيار الأخوان بالإضافة إلى الصراعات بين أل سعود وخصومهم من القبائل والعائلات التي كانت تنازعهم الحكم والسيطرة كل ذلك قد حال دون انتشار الوهابية خارج حدود الجزيرة العربية.. إلا انه مع بداية العشرينيات تمكنت الوهابية من استقطاب محب الدين الخطيب الذي وفد إلى مصر فارا من وجه العثمانيين بالشام بعد اتهامه بالانتماء إلى حركة تحرير تركيا الفتاه المناهضة لدولة العثمانيين.. وقام محب الدين الخطيب بتأسيس المطبعة السلفية ومكتبتها بمنطقة الروضة والتي شهدت ميلاد أول كتاب وهابي في مصر ثم توالت من بعد ذلك الكتب الوهابية والحنبلية التي تخدم الخط الوهابي.. وقام الخطيب الذي كان على صلة وثيقة بعبد العزيز بن باز احد رموز الوهابية آنذاك والذي أصبح إمام الوهابية فيما بعد ـ بتحقيق كتاب فتح الباري شرح البخاري لابن حجر العسقلاني المصري والسطو عليه وحذف شروحات هامة منه تصطدم بالخط الوهابي وقد أقرا بذلك في مقدمة الكتاب الذي صدر فيما بعد عن طريق المطبعة السلفية...
وتعد الطبعة الخاصة بفتح الباري التي نشرها الخطيب هي الطبعة الشائعة في مصر والمتداولة بين أيدي الشباب المسلم وعناصر التيارات الإسلامية وذلك بالإضافة إلى الكتب الأخرى التي قام بنشرها في دائرة الخط الوهابي.. ثم استقطبت الوهابية بعد ذلك احد رجال الأزهر المتشددين وهو الشيخ محمد حامد الفقي والذي قام بدوره بتأسيس أول قاعدة للوهابيين في مصر وهى جماعة أنصار السنة المحمدية التي تبنت الوهابية قلبا وقالبا وأخذت تدعو لها من فوق المنابر وقامت بإصدار مجلة تحت اسم: الهدى النبوي تغير اسمها فيما بعد إلى التوحيد التي مازالت تصدر حتى اليوم وذلك في عام 1926م، إلا انه لم تتح للوهابية طوال فترة العصر الملكي الفرصة الكافية للانتشار والتمكن في واقع المسلمين والتأثير على العقل المسلم وتشكيله وذلك لكون الساحة لمصرية كانت مشغولة آنذاك بالقضية الوطنية ومقاومة الاحتلال الإنجليزي وذلك بالإضافة إلى الحالة الأدبية والثقافية التي كانت منتعشة أيضا كانت هناك جماعة الإخوان المسلمين والجمعية الشرعية وهي جمعية سلفية ذات ميول صوفية مناهضة لجماعة أنصار السنة.
والخلاصة أن الساحة لم تكن خالية أمام الوهابية في تلك الفترة فقد كانت مليئة بالصعوبات والعقبات والتحديات التي حالت دون انتشارها وبروزها في الساحة الإسلامية.
إلا أن هذا لا ينفى أنها تمكنت من استقطاب العديد من رجال الأزهر وبعض رجال التعليم مثل الشيخ عبد الرازق عفيفي والشيخ عبد الرحمن الوكيل والأستاذ محمد على عبد الرحيم الذي كان له دوره البارز في فترة السبعينات داخل الجامعة المصرية حيث تمكن من تعبئة الطلاب بالأفكار الوهابية لأولئك الطلاب الذين قامت على أكتافهم الجماعات الإسلامية فيما بعد.
وكان الثلاثة المشار إليهم قد عملوا في مجال التدريس في الجزيرة العربية فترة طويلة. وعفيفي على وجه الخصوص أقام هناك إقامة دائمة حتى أصبح من هيئة كبار العلماء.
ومع سقوط الملكية في مصر جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن حيث بدأ عبد الناصر في الاتجاه نحو الشرق ومعاداة الغرب وأمريكا... وبعد ضرب الإخوان وتصفيتهم اتجهت الدولة إلى محاربة السعودية وسقطت جماعة أنصار السنة ضحية الموقف المصري المعادي لمنبع الوهابية وتوقف نشاطها حتى جاء السادات فعادت لمزاولة نشاطها من جديد بصورة أكثر نشاطا وفاعلية..
وكان تبني السادات سياسة معاكسة لساسة عبد الناصر حيث اتجه نحو الأمريكان وتصالح مع السعودية قد فتحت مصر على مصراعيها أمام المد الوهابي.. وبرزت جماعة وهابية جديدة على الساحة كانت قد انشقت عن جماعة أنصار السنة وتسمت باسم جماعة أنصار الحق وأصدرت مجلة باسم الهدى النبوي التي مازالت تصدر حتى اليوم.. وبرزت أيضا مجلة الاعتصام التي كانت تتبع الجمعية الشرعية وكانت بعيدة عن الخوض في السياسة وقد تم دعمها من قبل الوهابيين لتلعب دورا بارزا في خدمة الخط الوهابي وجماعة الإخوان قبل صدور مجلة الدعوة الخاصة بها.

__________________
رعد الجنوب العربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2013-05-23, 03:29 AM   #9
رعد الجنوب العربي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-13
المشاركات: 2,602
افتراضي

من خلال متابعتي زاد ايماني ان الحبيب الجفري

هو من مدرسه اصيله يعرفها العالم اجمع بزهدها وايمانها

ومدئ ايصالها للعالم اجمع وقد زاد ايماني من ان عالم من

هذه المدرسه التي حوصرة ولم تجد ماتملك ليحصل غلئ دكتوره ماديا ومعنويا

يواجه هذه الحمله الشرسه من الذين يملكون المليارات والمقدرات الاعلاميه

ليبرز ويصل محبينه الئ اكبر رقم في العالم

اخي كل سوالاتك الاجابه عليها في قرااة الموضوع

ابعدو الكبر وافتحو عقولكم الذي يقفلونها بافترااة لامبرر لها

انكم من ابنا الجنوب الذي لهم بصماة في العالم

لاتكونو اداه لالفكر المتطرف المنقلق الذي اجلب

الارهاب والتكفير انكم شيوخنا الذي نعول عليهم

مستقبلنا وسعو افكاركم فالكلام الذي تطرحونه لم يعد حتئ

الاطفال يسمعونه ان لنا علما هم علئ راس العالم شا من شا

وابا من ابا ولاينقذ العالم من التطرف الشيعي والغلو القاعدي والتطرف


سوا فتح فصول المدرسه الشافغيه والعوده اليها وان غدا لناظره غريب


لاالومكم فانتم محاصرون فكريا وعلميا وستضلون كذلك اذا لم تتسع افكاركم

تحيه من تلميذ يحبكم
__________________
اكتب مقتطفاة في محاور التاريخ والتراث القيم واقرا لجيل جديد استفاد من عصر العلم والمعرفه ووضع خطااه نحو المستقبل
سلسلة ابو العابد الحنق
رعد الجنوب العربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2013-05-23, 02:38 PM   #10
أبو الأحرار 11
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-01-19
المشاركات: 2,054
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المؤمن الشافعي مشاهدة المشاركة
مقابلة مع الداعية الاسلامي الكبير الحبيب الجفري رئيس مؤسسة طابا للدراسات الاسلامية

أكد الحبيب على الجفري - الداعية الأسلامي الكبير، ورئيس مؤسسة طابا للدراسات الإسلامية - أن التصوف علم شأنه شأن بقية علوم الشريعة، إذ هو العلم الذي يخدم الركن الثالث من أركان الدين (الإحسان) مثلما يخدم علم الفقه ركنه الأول (الإسلام) وعلم التوحيد ركنه الثاني (الإيمان).

وأوضح الحبيب خلال حواره مع "موقع الصوفي" أن مهمة التصوف ربط القلوب بالله عز وجل من خلال العمل على إصلاحها وعلى تزكية الأنفس، والعمل بالمقصد الأساسي لوجودنا، كما طالب الجفري بضرورة إحداث إصلاح شامل داخل البيت الصوفي في العالم بصفة عامة ومصر بصفة خاصة، محذرا الدعاة من تحويل المنبر الدعوي إلى وسيلة للترويج السياسي أو الانتخابي خاصة في ظل الحرية التي يشهدها العالم الإسلامي ، كما أنه يرفض إقحام الدين في السياسة، ويرى أن الدور الرئيس للدعاة ورجال الدين الإسلامي في التوضيح والترشيد، وفي تعليم السياسى ما يفيده من الدين في سياسته، وهذا هو نص الحوار :

* كيف نتعرف على التصوف الحق؟

التصوف علم شأنه شأن بقية علوم الشريعة، إذ هو العلم الذي يخدم الركن الثالث من أركان الدين (الإحسان) مثلما يخدم علم الفقه ركنه الأول (الإسلام) وعلم التوحيد ركنه الثاني (الإيمان). ومهمة التصوف ربط القلوب بالله عز وجل من خلال العمل على إصلاحها وعلى تزكية الأنفس، والعمل بالمقصد الأساسي لوجودنا، وهو أيضاً كغيره من علوم الشريعة قد تعرض لكثير من التشويه، أخطره ما كان من داخله أي ممن ينتسبون إليه، ولهذا كان يجري التقويم والضبط من داخله أيضاً، تماماً كما حصل في علم التوحيد أو علم العقيدة عندما دخل فيه من ليسوا له بأهل، فظهر من يعطل صفات الله، وظهر من يشبه صفات الله بالبشر، وقد كان التقويم من داخل علم العقيدة ذاته، فنشأ علم التوحيد وعلم الكلام، وكذلك الحال بالنسبة إلى علم الحديث عندما دخل فيه الكذابون الذين وضعوا الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان التقويم من داخله فجرى تمحيص الأسانيد وتأسيس علم الجرح والتعديل لمعرفة أحوال الرواة.

وكذلك في علم التصوف الذي تعرض لكثير من التشويه على يد مَن ليسوا بأهله، فكان التقويم من داخله أيضاً، وظهر العلماء الذين لقبوا بمحتسبي التصوف مثل الحارث المحاسبي والكلاباذي والإمام القشيري وحجة الإسلام أبو حامد الغزالي والشيخ أحمد زروق، ومن المتأخرين شيخنا محدث الديار المصرية وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم؛ وقد ألفوا الكتب التي ضبطوا فيها منهج التصوف ووضعوا له قواعد تبين الحق من الباطل، وقد ذكر الإمام الشعراني رحمه الله في مقدمتي كتابيه لواقح الأنوار القدسية وتنبيه المغترين أن الدس والتزوير على الصوفية وصل إلى نشر نسخ من كتبه أضيف إليها زيادات مخالفة للشريعة، وكان ذلك في حياته، ثم وضع ضابطاً لتمييز الحق عن الباطل، وهو موافقة الشريعة المطهرة.

* ما هو الدور المتوقع من أصحاب المذهب الصوفي الحقيقي؟

التصوف ليس مذهباً وإنما منهج تزكية يأخذ به المسلم السني أياً كان مذهبه، حنفياً أو مالكياً أو شافعياً أو حنبلياً، والدور المتوقع منه أن يؤديه هو​إنجاز المهمة الأعظم والأخطر التي نحتاجها في هذه المرحلة وهي تزكية الأنفس، لأن القاسم المشترك بين جميع إشكالات العالم الذي نعيشه على المستوى الفردي والاجتماعي والسياسي والإقليمي بل والعالمي وعلى سائر المستويات إنما هي أزمات متولدة من تصرفات صادرة عن نفوس أهمل أصحابها تزكيتها، فالسارق يسرق لأن نفسه لم تعرف التزكية، والحاكم الظالم يظلم ويقتل لأن نفسه لم تتزك، والمعارض الذي يستغل حرقة الناس وآلامهم وقضاياهم وخروجهم للمطالبة بحقوقهم لمصالحه الضيقة لم يعرف التزكية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التاجر الذي يستغل الناس ويتعامل معهم بجشع، فالمشكلة التي تعد قاسماً مشتركاً في العالم اليوم محلها وموطنها النفس التي لم تتزك، فإذا كان التصوف هو العلم الذي يعنى بتصفية الأنفس من المثالب والعيوب وإصلاح السلوك للتحلي بأحسن الأخلاق فإن الدور الأساسي المتوقع منه أن يكون خطاب أصحابه خطاباً يحدو بالأنفس نحو تزكيتها وتهذيبها وأن تكون أحوالهم قدوة في التزكية وحسن السلوك.

* الخطاب الإسلامي في عمومه يشوبه نوع من الجدل والشتات والاختلاف، فهناك من يقول هذا خطاب دعاة جدد.. وهذا خطاب دعاة سلفيين.. إلخ.. ما هي صورة الخطاب الإسلامي الذي تحتاجه الأمة في الوقت الحالي وبخاصة في ظل ربيع الثورات العربية؟

أود أولاً قبل الإجابة على سؤالك أن أؤكد أنّ خطاب التصوف إذا قام على أساس تصفية النفس وتزكيتها فسينطوي على أربعة أركان أساسية أولها الرحمة بالخلائق وثانيها محبة الخير لهم وثالثها المنطلق السني الأصيل المرتبط بالسند الخطابي ورابعها قدرته على مخاطبة العقول والنفوس، فإذا تكلمنا عن هذه المعالم الأساسية دخلنا إلى سؤالك حول أهم معالم الخطاب الإسلامي في ظل المرحلة التي تمر بها المنطقة في هذه الآونة، وأعتقد أن من أهم ما ينبغي أن يكون عليه هذا الخطاب أن يكون نابعاً من مشكاة الإسلام الأصيلة القادرة على فهم الواقع وتصويره بشكل صحيح، ثم البلاغ عن الله تعالى، وهذا المعلم الأول ينفي القيام على أساس الإفراط في المواءمة للتوصل إلى هدف ولو كان نبيلاً، والمعلم الثاني للخطاب الإسلامي أن يكون متصلاً بحاجات الناس الأصيلة لا العارضة، ونحن لدينا مشكلة في الخطاب الإسلامي منذ سنوات، إن لم يكن منذ عقود، في التعامل مع العَرَض لا المرض، والمعلم الثالث أن تكون صيغة هذا الخطاب تؤدي إلى التقاء الناس لا إلى تعميق الفرقة فيما بينهم، والمعلم الرابع أن يكون قائماً على التثبت، ومقصودي من التثبت هنا أن يكون الناطق بالخطاب الإسلامي متثبتاً متيقناً متبيناً للمعلومة التي بنى على أساسها هذا الخطاب، فلا يسمع خبراً في نشرة أو يرى منظراً في وسيلة إعلام فيسارع ويبادر بالقول والفعل قبل أن يتحقق من خلفية ما يتكلم عنه.

* هل تتهم الإعلام بأنه يلعب دوراً سلبياً في توجيه الخطاب الإسلامي؟

ليس من منهجنا أن نبحث عمّن نحمله مسؤولية المشكلة وأحب دائماً أن نسلك سبيل نقد الذات. وقد يكون صحيحاً أن الإعلام له دور كبير في تشويه صورة الواقع في كثير من الأحيان، لكن الإشكال يبتدئ من عندنا نحن في بيت الخطاب الإسلامي، لأنه من واجب الداعي إلى الله عز وجل، فضلاً عن العالِم المتمكن، أن يتحقق من الأمر لا أن يكون مجرد ناقلٍ لخبر يراه أو يسمعه في وسيلة إعلام، فصفة التثبت صفة نحتاج إلى إحيائها وتقويتها مرة أخرى في بيت الخطاب الإسلامي.

* في برنامج ’آمنت بالله‘ كانت لكم لقاءات مع بعض الرموز والتيارات المصرية من الإسلاميين والليبراليين والعلمانيين وغيرهم.. ما هو الهدف الذي قصد من هذه اللقاءات وكيف كانت قراءتكم للتيارات الموجودة على الساحة؟

استفدت من حوار "آمنت بالله" فضلاً عن المعلومات التي صححت عندي أشياء كثيرة، منها أن الحواجز الضخمة المتوهمة بين التيارات الفكرية الموجودة في مصر - وربما تلك الموجودة في المنطقة كلها - غير حقيقية، فقد يوجد اختلاف لكنه ما كان ليصل إلى ذلك المستوى من الصراع الذي نعيشه اليوم لولا تدخل عوامل أخرى غير الاختلاف في الساحة الثقافية، ومنها أن هناك ظلماً كبيراً وقع على الخطاب الإسلامي من بعض من انتسبوا إليه، عندما لم يحسنوا تمثيله في الحوار، وكذلك الحال مع أصحاب بعض التيارات الأخرى، والفائدة الأهم أننا بحاجة إلى ترسيخ ثقافة الحوار الضائعة عندنا اليوم، إذ أكثر ما نراه اليوم من أشكال الحوار هي أقرب إلى الصراع منها إلى الحوار الحق، وأخيراً فقد استفدت من الحوار أن الاختلافات وإن بدا بعضها قوياً وعنيفاً إلا أنه في رحابة ديننا وسعة عقول مثقفينا في المنطقة ما يكفل استيعابها لأن المنطقة تتسع للجميع، لولا أن فينا كثيرين قد ضاق بعضهم ببعض.

* فيما يتعلق بثقافة الحوار.. هل نحن في حاجة أكثر للحوار الذاتي أم للحوار مع الآخر؟

نحن في حاجة إلى الاثنين بشكل متواز، فلا يتأتى أن نوقف الحوار مع الآخر حتى ننتهي من الحوار مع الذات، لأننا دوماً وفي كل مرحلة نحتاج إلى حوار مع الذات ولأن الآخر لن ينتظرنا حتى نفرغ من حوارنا بعضنا مع بعض ثم يستقبلنا لنحاوره، فالآخر يسير في طريقه وله أجنداته ومصالحه، وإذا لم نفقه كيف نقيم منهجية الحوار مع الآخر بشكل صحيح سيمضي الآخر في تفاعله معنا ضمن تصوراته ولن ينتظر نتائج حوارنا الداخلي.

* تحدثت عن دور الإعلام السلبي في قضية الخطاب الإسلامي، وقد نقصد بذلك الإعلام غير الإسلامي، لكن عندنا العديد بل مئات من القنوات الفضائية الإسلامية اليوم، فهل تعتقد أنها تصوب الخطاب الديني أم أن بعضها ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تشويه هذا الخطاب لدى العامة؟

نسأل الله تعالى أن ينفع بها جميعاً، ولكن ما دمنا نتكلم عن نقد الذات فلا أعتقد أن الأكثر منها يصب في مصلحة الارتقاء بالخطاب الإسلامي.

* ما قولكم في شأن الحالة الراهنة في المنطقة؟

القدر الواضح الذي أستطيع أن أتكلم به حول الحالة الراهنة هو أن هناك كمّاًً من المظالم ألجأت الناس بسبب الضنك الشديد الذي مروا به إلى الخروج مطالبين بحقهم في أن يعيشوا حياة كريمة، وهذا الخروج قابله البعض بسوء تعامل والبعض الآخر بمحاولة استيعاب، لكن مقابل إشكالية تَجبُّر بعض الأنظمة واستكبارها في التعامل مع متطلبات شعوبها هناك محاولة واضحة من البعض لاستغلال آلام شعوبنا وقضاياهم العادلة لمصالحه السياسية الضيقة، وهذا كله يجعل الخارطة مشوشة للغاية، لاسيما مع التشغيب والتشويش الذي تمارسه أكثر وسائل الإعلام اليوم على القضايا بما يتناسب مع أجندة كل منها والجهة التي تدعمها، ومع غياب سنة التثبت في مجتمعاتنا بل حتى في بعض شرائح مثقفينا، وهذا من أخطر ما تمر به المنطقة.

فالبعض يُوَصِّفُ المسألة بأنها مؤامرة خارجية بحتة هدفها الاستيلاء على المنطقة بعد تقسيمها وتفتيتها، والبعض الآخر يقرأ الحالة على أنها ثورات طبيعية نقية تقية صافية لا تشوبها أي شائبة، ولست مع أي من الفريقين فالمسألة بالفعل انطلاقة صادرة عن حرقة حقيقية وقضايا عادلة وآلام ومعاناة مرت بها الشعوب، وفي الوقت نفسه نحن لا نعيش وحدنا منقطعين عن التأثر والتأثير في العالم، فهناك دول لها مطامع ومصالح في منطقتنا التي يسمونها بالشرق الأوسط، والفقير لله يسميها وسط العالم، ففيها مكمن مصالح الدول الكبرى في العالم وصراعاتهم، فلا يوجد عاقل يتوقع أن تحصل كل هذه الأحداث دون محاولات خارجية ضالعة في تفجيرها أو تهدئتها أو توجيهها أو استغلالها، إذن هي خليط بين قضايا ومحاولات استغلال من قبل أصحاب مصالح ضيقة، وما يزيد عن هذا القدر من البيان فالفقير لا ينبغي له الخوض فيه لأنني لست بمختص في السياسة، وإنني أعيب على غير المختصين في الشريعة الذين يتدخلون ويخوضون في أمور الشريعة، فلا ينبغي أن أقع في الشيء الذي أعيبه.

*كيف ترى مشهد الخطاب الإسلامي مع تحول بعض التيارات لتكوين أحزاب سياسية؟

القائمون على الخطاب الإسلامي صنفان: صنف العلماء المراجع الذين يرجع الناس إليهم في الفتوى وفي فهم ما هو الصحيح، وصنف الدعاة والمصلحين الذين يعظون الناس ويحببون فعل الخير إليهم، والصنف الأول أي المراجع لا ينبغي أن يكونوا طرفاً في تنافس أو صراع له طابع سياسي، لأنه عند اختلاف الأطراف السياسية على أمر له علاقة بالدين ينبغي أن يرجعوا إلى العلماء المراجع، فإذا أصبحوا هم طرفاً في التنافس أو الصراع فكيف يمكن الرجوع إليهم؟ أو على الأقل إذا اختار أحد المراجع أن يخوض الصراع أو التنافس السياسي، فلا يصح الرجوع إليه هو في هذا الموضوع، بمعنى أنه إذا رأى أحد العلماء المراجع أن يكون طرفاً في اللعبة السياسية - إن صح التعبير - فهو بذلك لم يعد مرجعاً في هذا المجال ولا يجوز اعتبار فتواه صحيحة في مثل هذه الحالة لأنه أصبح طرفاً في التنافس والصراع، وهذا ما حصل مع الشيخ حسن مأمون مفتي مصر الأسبق رحمه الله تعالى حين قرر المشاركة في انتخابات مجلس الأمة زمن الاتحاد بين مصر وسوريا، فاستقال أولاً من وظيفته في دار الفتوى وتخلى عن مسؤولياته بصفته مفتي الديار المصرية ثم نزل إلى الانتخابات، لذا أكرر أنه لا ينبغي للعلماء المراجع أن يكونوا طرفاً في تنافس سياسي، وإلا فلا يرجع إليهم في الفتوى المتعلقة بهذا التنافس، أما الصنف الثاني وهم الدعاة والمصلحون فأمرهم أقل خطورة من حيث الفصل في الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الشأن، ومن ثمّ إذا أحب أحد منهم أن يشارك في الميدان السياسي فله ذلك - وإن كنت لا أقبله لنفسي - شريطة ألا يحول منبر الدعوة إلى جزء من الدعاية الانتخابية، فلا يصح أبداً أن يتحول منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سواء أكان المنبر الذي في المسجد أم أي منبر من المنابر الدعوية المستحدثة إلى وسيلة ترويج للانتخابات، لكن للدعاة والعلماء الحق الكامل في ترشيد العمل السياسي وتوجيهه من منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دون التنافس على السلطة من خلاله فلا تختلط حينئذ المصالح العامة للأمة بالمصالح الشخصية.

* لكن بعض الدعاة يرون استخدام المنبر ضرورة للدعوة إلى تطبيق الشريعة وقيام الدولة الإسلامية، بما يعني مساندة تيارات إسلامية دخلت معترك الصراع السياسي..؟

​- هذا فهمهم ولهم أن يعبروا عنه كما أن لمن يخالفهم حق التعبير عن فهمه، مع ضرورة التأكيد على الفرق بين قضية الدخول في حلبة التنافس السياسي وبين أن يكون للخطاب الإسلامي دور في ترشيد الخطاب السياسي، لأن الخطاب الإسلامي يخاطب السياسة والاقتصاد والاجتماع، لكن ليس من شأن مخاطبته تلك أن يكون جزءاً من التنافس فيه، فلا يتأتى لداعية إسلامي إذا دخل مجال التجارة - وله الحق في ممارسة التجارة دون شك - استغلال المنبر في الدعاية لمنتجه التجاري بأن يقول إنّ هذا المنتج أقرب إلى رضوان الله سبحانه وتعالى أو أن يقول أن هذا وحده متوافق مع الشريعة الإسلامية وغيره من المنتجات التي في السوق مخالفة لها، على اعتبار أنه أصبح جزءاً من التنافس الموجود في الساحة الاقتصادية، وكذلك الحال في الميادين الأخرى، ولكل عالم شرعي بل لكل داعية إذا كان عنده دراية وفهم في موضوع ما وفي رؤية الشرع فيه أن يوجه خطابه في تبيين الصواب من الخطأ وما ينبغي ويحسن مما لا ينبغي ولا يليق، لكن الأمر يختلف عندما يتحول هو إلى جزء من هذا التنافس.

* إذا تديين السياسة خطــأ؟

تدين السياسة مطلوب، لكن تسييس الدين هو الخطأ.

*هناك من يتخوف من تطبيق الشريعة الإسلامية لأن الناس تفهمها على أنها تطبيق للحدود الشرعية؟

هذه الرؤية لقضية تطبيق الشريعة ضيقة للغاية، لأن الحدود من أضيق أبواب الشريعة عندنا، حتى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ادْرَؤُوا اَلْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ"، والأصل في الحدود الردع أولاً، فإذا علم الإنسان أن يده ستقطع إذا سرق أو أنه سيجلد لو فعل كذا فإنّه سيرتدع عن فعل المحرمات، ثم جُعلَت الحدود كفارة لها ثانياً، وقد ضيقت الشريعة أوجه إقامة الحد ثم وسعت أوجه الدرء وفتحت باب التوبة مع رد الحقوق أو التحلل منها قدر الممكن، لكن باب الحدود باب صغير جداً في الشريعة الإسلامية وحصر مفهوم تطبيق الشريعة على الحدود خطأ مشترك بين بعض متصدري الخطاب الإسلامي بغير تأهل وبين مناوئي تطبيق الشريعة الإسلامية.

*سؤالي بصفتك مسلماً وداعية... ما رؤيتك لما يحدث الآن في اليمن؟

ما أراه في اليمن يحزنني ويؤلمني بصفتي من اليمن، وبصفتي مسلماً وخادماً للدعوة، وبصفتي إنساناً، وهو أمر مقلق للغاية ولا أدري ما بين سؤالك والنشر ما المتغيرات والمآسي التي يمكن أن تحصل في اليمن.. فالشعب في اليمن عانى كثيراً مثلما عانت بعض الشعوب الأخرى، وله مطالب عادلة ويعيش حالة ضنك وفقر وذل وأذى وآلام في بلد فيها الكثير من الخيرات.

كثير من الناس خرجوا يطالبون بحقوقهم، لكن ما جرى بعد ذلك هو أن اختلط كثير من الأمور وكثير من التوازنات، فلم تعد المسألة الآن فقط ثورة تعارك حاكماً أو تعارك نظاماً، وإنما أصبحت الآن ثورة مظلومين ضد نظام، وبجانبها أيضاً لعبة سياسية ممن كانوا بالأمس مع النظام، ومنهم من يتهم بالمشاركة في جرائم القتل، ومنهم من يتهم بنهب ثروات الشعب، فإذا بهم اليوم يعلنون أنفسهم ثوريين بل ويتحدثون باسم الثورة ودخلوا في صراع جديد مع النظام الذي كان بعضهم جزءاً أساسياً منه، وكان البعض الآخر شريكاً له في صراعات دموية سابقة، ومنهم من استغل الخطاب الإسلامي بالأمس لإعطاء مشروعية دينية للنظام في اقتتال على السلطة عام 1994 ذهب ضحيته أكثر من ثلاثين ألف يمني، بل لقد وصفوا القتال في صف النظام بالجهاد في سبيل الله، ولهم خطب تتحدث عن كرامات المجاهدين - بزعمهم - ضمن مظلة هذا النظام الذي صرنا نسمع من الأشخاص أنفسهم اليوم خطاباً إسلامياً يعد الثورة عليه أيضاً جهاداً في سبيل الله! وقد تُحمَد لهم إن صحت النية أنّهم أعلنوا الوقوف في وجه الظلم.

فالوضع في اليمن اليوم له خصوصية مختلفة تماماً عن بقية الدول لكون المعركة أصبحت مزدوجة: فهناك معركة ثورة ضد نظام وهناك معركة أصحاب مصالح سياسية واقتصادية ضد النظام، أضف إلى ذلك أن اليمن فيه أكثر من ستين مليون قطعة سلاح تمتلكها القبائل، غير أسلحة الجيش والدولة، كما أن الجيش ليست له عقيدة قتالية واحدة كما هو حال الجيش المصري على سبيل المقارنة، بل هو أيضاً متأثر بالصراعات والتنافسات السياسية الموجودة في البلاد، وأضف إلى كل هذا الوضع الداخلي المعقد إذ هناك انعكاسات لما يجري في اليمن على دول المنطقة ومصالح متعلقة بدول العالم الكبرى.

فاليمن يقوم على أهم ممر بحري في العالم إن شئت من جهة باب المندب وهو الذي يقابل قناة السويس وإن شئت من جهة الممر الكبير الواسع بحر العرب، وهناك الكثير من المصالح المترتبة على هذا الأمر، كما أن هناك مشكلة القاعدة (والقاعدة موجودة في اليمن ولا ينكر ذلك إلا جاهل بشؤون اليمن) لكن هناك علامات استفهام كثيرة على ظهورها السريع المفاجئ واختفائها السريع المفاجئ تناغماً مع التغيرات السياسية التي في اليمن.

فالصورة الآن كما ترى معتمة للغاية لكن أخطر ما فيها هو الاستهانة بالدم والاستخفاف بحرمة النفس الإنسانية التي عظمها الله سبحانه وتعالى، وهذا أخطر ما نراه اليوم وهو سهولة القتل ليس فقط عند النظام بل عند العديد من الأطراف السياسية المتصارعة اليوم، وهذا هو القدر الذي أنا متأكد منه، أما ما زاد على هذا فلا أستطيع أن أتكلم به حتى أكون واثقاً من دقة كل كلمة أقولها، لأنها تحتاج إلى متابعة يومية لتطورات الأحداث من داخلها، لا مما ينقل في وسائل الإعلام الموالية أو المعارضة أو القنوات الإخبارية التي تملكها دول لها مصالح في توجيه الأحداث الراهنة.

* كلامكم فيه توصيف لحالة اليمن لكن ما الحل؟

المشكلة في اليمن وغيره لها حل، وحل واضح جداً، لكن المشكلة أن نفسيات الناس اليوم بسبب شدة وطأة الظلم عليهم وبسبب تسارع الأحداث مع التغطية الإعلامية الموجهة وبسبب تراكمات قديمة ولأسباب عديدة أصبح لدى الناس صعوبة في الإصغاء للحل الذي لا يرون فيه طريق السرعة في الخلاص.. الحل الحقيقي يكمن في تزكية الأنفس وإصلاح القلوب لأن كل المصائب التي ترونها أمامكم إنما حصلت بسبب نفوس لم تتزكَ، وقلوب لم تراقب الله سبحانه، ولم تتعامل معه عز وجل، ولم تحسن صلتها به تعالى، ولم تمتثل أوامره، فالذي يراقب الله عز وجل لا يمكن أن يريق دماً بغير حق، والذي يراقب الله عز وجل لا يمكن أن يستغل حقوق المظلومين ليسخرها ضمن أطماعه السياسية.. فالمشكلة مشكلة أنفس تحتاج إلى تصفية ومعاملة مع الله بالدرجة الأولى، ومن خلال مجال اختصاص الفقير وهو خدمة الدعوة إلى الله، لا يوجد عندي إجابة غير هذه ولو لم تعجبكم أو تعجب الناس الذين يريدون إجابات بحلول فورية، لكن مهمتي أن أبين ما أمر دين الله به على أنه الحق.

ومع ذلك، لعلّ خروج الأطراف السياسية المتصارعة، في هذه المرحلة، من الساحة السياسية أو حتى من اليمن فيه حقنٌ لكثير من الدماء.

*سؤالي الأخير، كيف تنظر إلى دور الأزهر الشريف خاصة في هذه المرحلة الحرجة من حياة الأمة؟

​دور الأزهر الشريف المرجو انتهاضه في هذه المرحلة معقود عليه الأمل لإخراج المنطقة من النفق المظلم الذي تمر به - رضي بذلك من رضي وغضب منه من غضب - فالأزهر وأمثاله من مراكز التعليم والتربية الأصيلة التي تقوم على الاتصال بالسند النبوي الثابت رواية ودراية وتزكية، هو الأساس والمرتكز الحقيقي الذي يمكن أن يبصر الناس بالمخرج من النفق الضيق، وما حصل في وثيقة الأزهر هو رسالة سريعة توضح مثل هذا الأمر.. إذ كيف استطاع الأزهر بعد فترة الصراع والتصادم الإعلامي في مجلسين أو ثلاثة أن يضم الأطراف المختلفة المتصارعة في وثيقة واحدة ويخرج جميع العقلاء وقد رضوا بها حلاً لاختلافهم.. فهذا مؤشر بسيط لما يمكن أن يكون للأزهر من دور في المرحلة المقبلة.

وأسأل الله تعالى أن يبارك فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذي ضرب المثل الراقي لدور العالم الذي لا يبحث عن النجومية السريعة ولا التصريحات النارية الصارخة، والذي يعمل بصمت على الرغم من كل الكلام الذي يثار ضده والهجوم الذي يستهدفه ليخرج لأمته بشيء نافع، كما أسأله جلّ في علاه أن يبارك فضيلة مفتي الجمهورية الشيخ علي جمعة الذي صبر وحلم على الكثير من الجرأة والتطاول على مقامه من أقزام تطفلوا على الخطاب الإسلامي من خلال قنوات فضائية إسلامية - بعضها محل استفهام حول خلفيات تمويلها واستمرارها - ومع ذلك سكت وصبر والتفت إلى مسألة البناء ولم ينشغل بالكلام الذي انشغلوا به، فهذان نموذجان راقيان معاصران للأزهر الشريف، وأقول بصدق إنّه يمكن أن تقام دراسات عليا في مختلف جامعات العالم على الدور الذي يقوم به الشيخ أحمد الطيب والشيخ علي جمعة في مثل هذه المرحلة الحرجة.

الحبيب الجفري عالم يساوي قبيلة حاشد ومؤسستها القبلية والدينية بشقيها الأخونجي والحجوري .
أبو الأحرار 11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للدراسات, مؤسسة, مقابلة, الاسلامي, الاسلامية, الداعية, الحبيب, الجفري, الكبير, رئيس, طابا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الداعية الأسلامي الحبيب زين العابدين بيان علماء استغل الدين ووظفه سياسيا مهفوف المنتدى السياسي 1 2012-06-06 07:15 AM
الحبيب علي زين العابدين بن عبدالرحمن الجفري يزور بيت المقدس ويصلي فيه شبكة الغدير الاخبارية / ا المنتدى السياسي 19 2012-04-05 10:20 PM
الحبيب الجفري في لقاء مع جريدة المدينة ذو رعين المنتدى السياسي 0 2011-11-18 04:06 PM
من اجل هذا ضرب منزل الحبيب عبدالرحمن الجفري زعيم الرابطة ابوعلي ذيب الكور المنتدى السياسي 10 2011-01-06 09:44 PM
الخبيب الجفري: قد تكون العلمانية هي الحل أبو عامر اليافعي المنتدى الاسلامي 4 2008-09-23 07:04 PM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر