الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > منتدى التوثيق والمراسلة مع منظمات المجتمع والهيئات والوكالات الدولية > منتدى التوثيق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-04-02, 08:15 AM   #1
ابو عهد الشعيبي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-09-03
المشاركات: 1,680
افتراضي مقالات وكتابات وتصريحات المناضل د.حيدرة مسدوس


تحية من القلب للجميع وللوطن ولمشاعل الحرية والإستقلال على الارض الجنوبية الثائرة..
طلبي بسيط ولكن لامر مهم ,, الطلب هو المساعدة في تجميع مقالات وكتابات
وتصريحات وحوارات المناضل الدكتور محمد حيدرة مسدوس تحت هذا العنوان ..
قدر الامكان كاملة منذو سنوات ما بعد الإحتلال وحتى اليوم ..
أرجو التفاعل مع كامل تقديري وتشكراتي
ابو عهد الشعيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 08:35 AM   #2
علي شايف الحريري
نائب مدير الموقع
 
تاريخ التسجيل: 2007-12-01
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 3,514
افتراضي

نرجو من الجميع التفاعل الجاد مع طلب الاخ ابو عهد
وسوف نستعين في ارشيف الموقع وعلى الجميع التعاون واحضار المقالات
التي لم تصل الى الموقع.. وعدم تحويل الموضوع الى استفسارات ومناكفات
حان وقت العمل الجاد
مع تحياتي للجميع
ونترك الموضوع للمقالات والمقابلات
علي شايف الحريري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:21 AM   #3
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

د.محمد حيدره مسدوس : وثيقتي للتوحيد (1-4)
علمتنا تجاربنا الذاتية أن تقديم الحقيقة للسياسيين تكون أقل فائدة، لأن الذاتية تحول دون فهمها ، وقد وجدنا بان تقديمها إلى الشعب مباشرة هو الأكثر فائدة، لأنه يخلق وعياً شعبياً ضاغطاً على السياسيين، وهو ما اتبعناه سابقا مع قيادة الحزب الاشتراكي عندما حالت الذاتية دون فهم ما كنا نطرحه. وأذكر أنه في آخر اجتماع للأمانة العامة برئاسة الدكتور ياسين سعيد نعمان كان آخر طلب لي قبل مرضي أن تعترف قيادة الحزب بالخطأ عندما تأكده الحياة، وهو طلبي اليوم من أي جنوبي في الداخل أو الخارج يخالفني ذلك، لأنه لن يكون إلاّ هو بشكل حتمي. فلا صنعاء تستطيع الهروب منه، ولا من يعارضه من الجنوبيين سينتصر للقضية بغيره إلاَّ في حالة واحدة وهي انهيار الدولة وصوملة البلد. حيث أن المطلوب إعداد وثيقة سياسية تقوم على مشروعية سياسية وقانونية كافية، وتكون مقنعة للعالم ومحرجة لصنعاء وتسمح بالمرونة السياسية المطلوبة. وهذا ما لم يوجد في المشاريع التي كتبت حتى الآن إلاَّ في هذه الوثيقة. والأخطر من ذلك أن جميع المشاريع التي نزلت حتى الآن تقدم النظام كمدافع عن الوحدة وتقدم الحراك كرافض لها من حيث المبدأ، وهذا ما يقتل مطالب الحراك ويجعل العالم يقف ضدها. ولهذا فإنني أدعو الجميع إلى الأخذ بهذه الوثيقة، وهي على النحو التالي:

ميثاق وطني للنضال السلمي

مدخل:

إن هذا الميثاق هو عبارة عن دليل فكري و سياسي لنضال شعب الجنوب بقيادة حراكه الوطني السلمي الجنوبي الهادف إلى استعادة أرضه وثروته المنهوبة، وإلى استعادة تاريخه السياسي وهويته المطموسة. و يتكوَّن هذا الميثاق من أربعة فصول، أولها حول الأسباب الموضوعية والذاتية للقضية الوطنية الجنوبية، و ثانيها حول واقع القضية القائم حاليا، وثالثها حول الرفض الجنوبي لهذا الواقع، ورابعها حول الحل الشرعي والوحيد للقضية.

((الفصل الاول))

الأسباب الموضوعية والذاتية للقضية

أن يوم إعلان الوحدة في 22 مايو 1990م بين دولة الجنوب و دولة الشمال، هو يوم تدشين قيامها وليس يوم قيامها من الناحية العملية. حيث أن قيام الوحدة من الناحية العملية هو وظيفة الفترة الانتقالية ومبرر وجودها. وقد سميّت هذه المرحلة بالمرحلة الانتقالية نسبة إلى وظيفتها التي تعني الانتقال العملي من دولتي البلدين إلى دولة الوحدة وفقا لاتفاقية إعلانها، وكانت لهذه المرحلة مهام بديهيه سبع يتوقف على تحقيقها قيام الوحدة في الواقع بصرف النظر إن كانت هذه المهام مكتوبة أم لا، لأنها بديهيات. و هذه المهام البديهية السبع كانت تتعلق بإزالة الاختلاف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الطرفين وتحقيق التجانس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بينهما كأساس موضوعي لتحقيق الوحدة في الواقع و قيام دولة الوحدة من الناحية العملية، ويمكن إيجاز هذه المهام البديهية السبع في التالي:

1- البديهية الأولى: إلغاء قوانين التأميم في الجنوب وإعادة جميع الملكيات لمالكيها السابقين وتعويض المنتفعين، باعتبار أن مثل هذه القوانين لم توجد في الشمال، وباعتبار أنه من غير المعقول بأن يظل الجنوب مؤمما وملكيته للدولة، وأن يظل الشمال خالياً من التأميم وملكيته لأهله وهما في دولة واحدة.

2- البديهية الثانية: إعادة شكل الاقتصاد الوطني في الجنوب من الشكل العام إلى الشكل الخاص، أي من القطاع العام إلى القطاع الخاص لصالح أبناء الجنوب وحدهم دون غيرهم باعتباره ثروتهم حولها النظام السابق في الجنوب إلى ملكية الدولة، وباعتبار أنه من غير المعقول تمليكها لغيرهم. ثم إنه بدون ذلك يستحيل التجانس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الشمال والجنوب، ومن ثم تستحيل الوحدة من الناحية الواقعية.

3- البديهية الثالثة: إزالة الاختلاف في التركيبة الاجتماعية بين الشمال والجنوب عبر إيجاد قطاع خاص ومالكين في الجنوب حتى يتجانس اجتماعيا مع الشمال ، لأنه من غير المعقول بأن تظل التركيبة الاجتماعية في الشمال من الأغنياء والفقراء والمتوسطين، وأن تظل التركيبة الاجتماعية في الجنوب من الفقراء فقط وهما في دولة واحدة.

4- البديهية الرابعة: استبدال عملة الريال التي تجسد هوية دولة الشمال وعملة الدينار التي تجسد هوية دولة الجنوب، بعملة دولة الوحدة المتفق عليها في اتفاقيات الوحدة والتي هي الدرهم، لأن إلغاء أيٍ منهما لصالح الأخرى يجسد هوية طرف على حساب الطرف الآخر ويلغي مفهوم الوحدة.

5- البديهية الخامسة: إزالة الاختلاف بين أجهزة ومؤسسات الدولتين وتوحيدها على قاعدة الأخذ بالأفضل المتفق عليه في اتفاقية إعلان الوحدة، لأنه من غير المعقول بأن تبقى مشطرة وبنظامين إداريين مختلفين وهي في دوله واحدة، ولأن حل أجهزة ومؤسسات أي منهما لصالح الأخرى يجسد هوية طرف على حساب الطرف الآخر ويلغي مفهوم الوحدة.

6- البديهية السادسة: إزالة الاختلاف بين الثقافة المدنية في الجنوب والثقافة القبلية في الشمال لصالح الثقافة المدنية في الجنوب، لأنه من غير المعقول بأن يكون العكس.

7- البديهية السابعة: إيجاد نظام سياسي جديد، لا هو نظام الشمال ولا هو نظام الجنوب، وإنما هو نظام سياسي جديد يضم الهويتين ويقوم على مبدأ الأخذ بالأفضل المتفق عليه في اتفاقية إعلان الوحدة، لأن الأخذ بأي من النظامين وإلغاء الآخر يجسد هوية طرف على حساب الطرف الآخر ويلغي الوحدة.

إن هذه المهام البديهية السبع قد كانت مهام موضوعيه للمرحلة الانتقالية، وكانت وظائف موضوعيه لها لا مفر منها، لأنه بدون تحقيقها يستحيل تحقيق الوحدة في الواقع وفي النفوس من الناحية العملية، وهو ما حصل بالفعل. فبحكم أن المرحلة الانتقالية لم تنجز مهامها البديهية السبع، فإن السلطة قد ظلت سلطتين، و كل وزاره وزارتين، والجيش جيشين، والأمن آمنين، والقضاء قضائين، والمنهج الدراسي منهجين، والعملة النقدية عملتين، والاقتصاد اقتصادين، والتركيبة الاجتماعية تركيبتين، والثقافة ثقافتين ... الخ، و هذا يعني بأن الوحدة لم تقم في الواقع من الناحية العملية. و بالتالي جاءت الأزمة كتحصيل حاصل لذلك. و قد اعترف الجميع بالأزمة وبطريقة حلها في وثيقة العهد والاتفاق. و لكن الطرف الآخر اختار الحل العسكري وأسقط اتفاقيات الوحدة قبل تنفيذها و استبدل دستورها وحكم على قيادة الجنوب التي وقعت الوحدة معه بالإعدام وألغى شرعية ما تم الاتفاق عليه واعتبر الوحدة من 7 يوليو 1994م، وهو ما أكده الرئيس شخصياً في لقائه مع الوحدات العسكرية في محافظة أبين بعد الحرب، عندما قال: لقد كنا دولتين إلى يوم 7 يوليو 1994م. و فوق ذلك انه مازال يؤكد بأن الوحدة معمدة بالدم. وهذا دليل على الاغتصاب، والاغتصاب لا توجد شرعيه له في التشريعات السماوية ولا توجد شرعيه له في التشريعات الوضعية، والأكثر من ذلك أن دستور الوحدة كان محكوما باتفاقية إعلانها خلال المرحلة الانتقالية حتى تنجز مهامها البديهية السبع. ولكنه بدلا من تحرير الدستور من الاتفاقية بإنجاز تلك المهام والانتقال إليه بعد المرحلة الانتقالية، تم الانتقال إلى الحرب وخلق واقعاً جديداً أسوأ من واقع الاحتلال. والسؤال الذي يطرح نفسه، هو: من أين يستمد هذا الواقع شرعية وجوده، هل من إعلان الوحدة الذي تم إسقاط شرعيته بإعلان الحرب؟؟؟، أم من اتفاقيات الوحدة التي تم إسقاطها بالحرب؟؟؟، أم من دستور الوحدة الذي تم استبداله بعد الحرب؟؟؟، أم من القيادة الجنوبية التي أعلنت الوحدة مع الشمال و حكم عليها بالإعدام؟؟؟. فعلي عبدالله صالح الذي أعلن الوحدة مع الجنوب نيابةً عن الشمال هو ذاته من أعلن الحرب على الجنوب، وعلي سالم البيض الذي أعلن الوحدة مع الشمال نيابةً عن الجنوب ودون أن يأخذ رأيه هو ذاته من أعلن فك الارتباط مع الشمال كرد فعل على الحرب. و بالتالي ماذا بقى من شرعية لهذا الوضع غير الشرعي في الجنوب؟؟؟. ولهذا فإن الجنود الذين يطلقون النار على المواطنين في الاعتصامات السلمية لا يملكون شرعية وجودهم على أرض الجنوب ناهيك عن قتلهم للأبرياء ومحاصرتهم للمدن والقرى واعتقال وملاحقة الناشطين.

لقد كانت صنعاء تعتقد بان الحرب التي شنتها على الجنوب ستكون مثل سابقاتها في الشمال والجنوب سابقا، و لم تدرك بأن سابقاتها كانت على السلطة ومستقبل الحكام فيها، بينما حربها على الجنوب عام 1994م كانت على الجنوب ومستقبله في الوحدة. و هناك فارق مبدئي كبير بين النوعين. فالصراع على السلطة ومستقبل الحكام فيها ينتهي بانتصار المنتصر على المهزوم، في حين أن الصراع على الوطن يبدأ بانتصار المنتصر على المهزوم. و لهذا فإنه لا بد لصنعاء أن تدرك بأن الوظيفة السياسية للحرب التي شنتها على الجنوب قد كانت من الناحية الموضوعية إسقاطاً للوحدة، وأن الشطارة السياسية التي كانت تعتقدها قد أصبحت خطأ تاريخي تتحمل مسؤوليته لوحدها. كما أن الحرب ونتائجها قد فصلت قضية الجنوب عن قضايا المظلومين في الشمال وجعلتها قضيه وطنيه تخص جميع أبناء الجنوب من السلاطين إلى المساكين وليس فقط المظلومين كما هو حال الشمال. وهذا يعني بأن الحرب قد أسقطت موضوعياً إمكانية النضال المشترك لأبناء الشمال والجنوب، وجعلت وجودهم في إطار سياسي واحد لا معنى له. وإضافة إلى ذلك فإن ظلم المظلومين في الشمال باسم دولتهم، بينما ظلم الجنوب باسم الوحدة. وطالما وأن السبب مختلف فإنه من البديهي بن يكون الحل مختلف أيضاً. ولهذا فانه لا يوجد أي مبرر موضوعي أو منطقي لوجود المنحدرين من الجنوب والشمال في إطار سياسي واحد بعد الحرب. والأكثر من ذلك إنها لا توجد ولن توجد شرعية سياسية أو قانونيه لأي حل إلا على أساس الشمال والجنوب.

لقد ظلت صنعاء منذ انتهاء الحرب ومازالت تنكر على الجنوبيين جنوبيتهم وتفرض عليهم نكرانها بالقوة، وأصبحت ترفض المفهوم الجغرافي والسياسي للوحدة وتقول بأنها وحدة وطنية وليست وحدة سياسية بين دولتين. وهذا في حد ذاته هو نكران للوحدة ورفض عملي لها. فعندما صنعاء تنكر علينا جنوبيتنا وتعاقبنا عليها ونحن كنا دوله ذات سيادة، وعندما تقوم بطمس هويتنا وتاريخنا السياسي لصالح الشمال وتنهب أرضنا وثروتنا وتحرمنا منها... الخ، فإننا مضطرون للدفاع عن وجودنا ومضطرون للنضال من اجل استعادة أرضنا وثروتنا المنهوبة، ومن أجل استعادة تاريخنا السياسي وهويتنا المطموسة، باعتبار أن ذلك حقا مشروعا لنا تكفله الشرائع السماوية والوضعية. فلم يحصل في التاريخ لأي شعب أن يذهب إلى التوحد مع غيره ليلغي نفسه ويلغي هويته وتاريخه السياسي ويسلم أرضه وثروته لغيره كما ترى ذلك صنعاء، و كما فرضته على الجنوب بحرب 1994م. حيث أصبح الإنسان الجنوبي لا يشعر بوجوده على أرضه ولا يحس أنه ينتمي إلى الأرض التي أنجبته وترعرع فيها وعاش عليها، ولا يشعر بأن له حضور فاعل وطموح وتطلعات كطرف مكون للوحدة. حيث حوله نظام صنعاء إلى فايض عن الحاجة، وبات يتعامل معه على قاعدة المنتصر والمهزوم، وينظر إليه كمجرد تابع للأكثرية الشمالية. فلا أرض ولا ثروة ولا وطن له منذ الحرب التي انتصر فيها الشمال على الجنوب ونهب أرضه وثروته وطمس تاريخه السياسي وهويته، ومازال الشماليون يعتبرون يوم 7 يوليو 1994م انتصاراً للوحدة بموجب مفهومهم ومفهوم الحركة الوطنية الخاطئ لها، ونعتبره نحن احتلالاً لنا بموجب حقائق الواقع الموضوعي الملموس وكتحصيل حاصل للحرب ونتائجها.

إن الخطأ تجاه الجنوب قد بدأ بفكرة واحدية الجنوب والشمال التي جاءت بها الحركة الوطنية خارج الواقع الموضوعي الملموس وزاد الخطأ أكثر وحدة الأداة السياسية التي جاء بها الحزب الاشتراكي، لأنه بموجب ذلك فتحت دولة الجنوب أبوابها لأبناء الشمال المعارضين لنظام صنعاء وتعاملت معهم كممثلين للشمال في دولة الجنوب حتى وصلوا إلى قمة الحزب والدولة، ومن البديهي بأن يكونوا مطلعين على كامل أسرار الدولة في الجنوب وأن يسخروها لصالح أهدافهم في الشمال ويجعلوا منها فريسة لهم، وهو ما حصل بالفعل. فعلى سبيل المثال قال الأستاذ أحمد عبدالله الصوفي في صحيفة الشارع بتاريخ 28/6/2008م في العدد (54)، قال: إنه من المهم التوقف عند دواعي حركة 22 يونيو 1969م التصحيحية في الجنوب التي بررت مشروعيتها بإسقاط قانون كان شرعه الرئيس قحطان الشعبي لتحديد الجنسية الجنوبية... الخ. و في هذه الخطوة تم استبدال عبارة الجنوبية بعبارة الديمقراطية في تسميه الجمهورية، وأصبحت جمهوريه اليمن الديمقراطية الشعبية بدلا ً عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، و هو ما يهدف إلى طمس الهوية الجنوبية. فهل هذا كان عملا صحيحا ومشروعا من الناحية السياسية والقانونية، أم أنه كان عملاً باطلاً وغير مشروع؟؟؟. أما دولة الشمال فبحكم أنها لم تلتزم لمفاهيم الحركة الوطنية ولم تكن فريسة لها، فقد ظلت مغلقه أمام الجنوبيين المعارضين لنظام عدن و المتواجدين في الشمال، وظل يطلق عليهم صفة جنوبي مقيم إلى يوم إعلان الوحدة. ولهذا وبحكم أن الحركة الوطنية لم تخلق أرضية صالحة للوحدة، فإن الحزب الاشتراكي الذي كان صاحب اليد الطولى في ذلك لم يجد للوحدة طابعاً عند إعلانها غير الطابع الحزبي، وهو الطابع الذي انتهى بحرب 1994م. وهذا الطابع الحزبي في حد ذاته هو دليل وشاهد على خطأ فكرة وحدة الأداة، وعلى خطأ المفاهيم الخاطئة للحركة الوطنية، ودليل وشاهد على بطلان أعمالها وعدم شرعيتها. فمن الناحية الموضوعية والمنطقية كان من المفترض أن يدخل الجنوبيون إلى الوحدة كجنوبيين، وأن يدخلها الشماليون كشماليين، بحيث تدخل المعارضة الشمالية إلى الوحدة من بوابة صنعاء، وبحيث تدخل المعارضة الجنوبية إلى الوحدة من بوابة عدن. ولكن المفاهيم الخاطئة للحركة الوطنية جعلت المعارضة الشمالية تدخل إلى الوحدة من بوابة عدن، وجعلت المعارضة الجنوبية تدخل إلى الوحدة من بوابة صنعاء. وهذا في حد ذاته كان إسقاطاً لشرعية إعلان الوحدة وكان من أهم الأسباب الذاتية للازمه والحرب.

إن حرب 1994م قد كشفت حقيقة المفاهيم الخاطئة للحركة الوطنية وأسقطت كافة أعمالها وأرجعتنا إلى شمال وجنوب في الواقع وفي النفوس، وهو الوضع الطبيعي الذي كان ينبغي أن نكون عليه منذ البداية انسجاماً مع الواقع الموضوعي الملموس. وبالتالي فإن الحرب ونتائجها قد أسقطت وإلى الأبد المفاهيم الخاطئة للحركة الوطنية وشكلت بذلك إدانة تاريخيه لها بموجب حكم التاريخ. فهل الأحزاب القائمة حاليا والتي هي امتداد لها وبالذات الحزب الاشتراكي ستعترف بذلك وتنتقده وتقدم الاعتذار لشعب الجنوب، أم أنها ستظل تكرس الأخطاء السابقة وستظل في محكمة التاريخ؟؟؟. فبسبب ثقافة الحركة الوطنية الخاطئة أصبح الطيبون من السياسيين كالمريض بالحمى يحس بها ولا يفهم ما هي. فقد أصبحوا يحسون بقضية الجنوب ولا يفهمون ما هي. كما أن أصحاب هذه الثقافة قد ظلوا ثلاثين عاما يقنعونا بزوال نظام صنعاء، وأصبحوا بعد حرب 1994م يقنعونا بقبوله في الجنوب والمشاركة في انتخاباته. هذه هي أهم الأسباب الموضوعية والذاتية للقضية.




ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:22 AM   #4
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

د.محمد حيدره مسدوس : وثيقتي للتوحيد (2-4)
((الفصل الثاني))

واقع القضية القائم حالياً

انه من البديهي بان إعلان الحرب قد ألغى شرعية إعلان الوحدة، وأن الحرب و نتائجها قد مثلت النهايه التامة لمشروع الوحدة وأسقطت شرعية ما تم الاتفاق عليه و خلقت واقعا جديدا لا علاقة له بما تم الاتفاق عليه، و يمكن إيجاز هذا الواقع الجديد في النقاط الأربع التالية:


1- لقد قامت صنعاء بعد الحرب مباشرة بحل كافة الاجهزة والمؤسسات الجنوبية المدنية والعسكرية والامنية وغيرها لصالح مؤسسات الشمال، وعملت على طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال بما في ذلك ثورة الجنوب التي اعتبرتها مجرد فرع لثورة الشمال، و كرّست لهذا الغرض العديد من الندوات تمهيداً لتذويب الهوية الجنوبية في الهوية الشمالية و شرعنت نهب الارض والثروة في الجنوب وحرمان أهلها منها ، في حين ان الثورة في الجنوب هي امتداد عضوي للمقاومة الشعبية المتواصلة في الجنوب منذ دخول بريطانيا مدينة عدن، وهي لذلك ليست فرعا للثورة في الشمال، وإنما هي ثورة شعبية مستقلة بذاتها. ومن الدلائل الهادفة إلى طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال هو رفض الحديث عن أي شيء اسمه الجنوب، وحتى يوم إعلان الوحدة تم استبداله بيوم الجمهورية اليمنية هروباً من ذكر الوحدة، وقد تم استبدال مفهوم الوحدة السياسية بمفهوم الوحدة الوطنية للهدف ذاته. كما استبدلت كافة المعالم والتسميات التاريخية في الجنوب بتسميات شمالية ...الخ، وحتى إذاعة وتلفزيون عدن تم استبدال اسميهما لنفس الهدف. و قد أصبحت المناهج الدراسية تكرس تاريخ وهوية الشمال دون الجنوب، وهو ما يدل على غياب الوحدة و عدم وجودها. فلو كانت صنعاء معترفة بالوحدة لكانت اعترفت بأن تاريخ وهوية البلاد ككل تتكون من تاريخ وهوية الطرفين كدليل على وجود الوحدة. فعند الحديث عن الحكم الامامي في الشمال كان لا بد من الحديث عن الحكم السلاطيني والحكم البريطاني في الجنوب، و عند الحديث عن الثورة في الشمال و مبادئها الستة كان لا بد من الحديث عن الثورة في الجنوب و مبادئها الخمسة ...الخ ، لأنه بدون ذلك يسقط مفهوم الوحدة وتكون العلاقة بين الشمال والجنوب علاقة احتلال و ليست علاقة وحدة، و هذا ما هو حاصل منذ حرب 1994م. فقد مارس نظام صنعاء اعمالا خارج العقل، و هو كما عرفناه لا يؤمن بالعقل ولا يحتكم إليه، بل و يراه نوعا من الضعف. كما انه يحتقر التواضع و لا يؤمن به ، بل و يراه ايضا نوعا من الضعف ... الخ . و في هذه الحالة كيف يمكن التعايش مع من يفكر بهذه العقلية؟؟؟ . فمن يسخر من العقل ولا يؤمن به و لا يحتكم اليه، و من لا يعرف التواضع ولا يؤمن به و لا يمارسه لا يمكن له ان يتعايش مع غيره ، لأن استخدام العقل وممارسة التواضع هما القاعدة العامة للتعايش، و هما القاعدة العامة للتطور. أما التعالي والفروسية التي ما زالت متأصله في ثقافة صنعاء، فإنها التجسيد الملموس للجهل والتخلف بكل تأكيد. فقد قال أحد المفكرين إنه من السهل لأي إنسان أن يحكم شعب خارج النظام والقانون حتى و لو كان أمياً إذا ما كان خالياً من الاحساس بالمسؤولية، و لكنه من الصعب عليه ان يحكمه بنظام وقانون، إلاّ بدرجة رفيعة من المعرفة و درجة عالية من الإحساس بالمسؤولية.

2- لقد تم بعد الحرب احتكار السلطة وأصبح القرار السياسي قراراً شماليا خالصاً كتحصيل حاصل لنتائج الحرب. و هذا يعني بأن السلطة قد فقدت طابعها الوحدوي بعد الحرب وشكلت بذلك دليلا على شمالية النظام وعدم وحدويته. صحيح بأن هناك وزراء من الجنوب، و لكنهم خارج القرار السياسي لسلطة الدولة ويعتبر وجودهم مثل عدمه. والأهم من ذلك أن صنعاء ترفض أن يكونوا ممثلين للجنوب، لأنها لا تعترف بأي تمثيل سياسي للجنوب بعد الحرب. و طالما وصنعاء لا تعترف رسميا بانهم يمثلون الجنوب ، و هم من جانبهم لا يدعون ذلك ، فإنهم بالتأكيد موظفون وليس شيئا آخر. والأكثر من ذلك أن صنعاء تقول لا وصاية للجنوبيين على وطنهم غيرها. و هذا القول ليس فقط رفضا للوحدة وعدم الاعتراف بها، و ليس فقط اعترافا ضمنيا بالضم و الالحاق، و إنما هو اعتراف ضمني بالاحتلال. و هناك مبدأ من مبادئ الامم المتحدة يقول إن أي وحده إجبارية تعتبر استعمارا بكل ما للكلمة من معنى، و هو ما ينطبق تماما على قضيتنا، خاصة وأن كل المنحدرين من الشمال في السلطة و المعارضة أصبحوا بعد حرب 1994م يصرون على واحدية الجنوب والشمال، وعلى واحدية تاريخيهما و ثورتيهيما خلافا لحقائق الواقع الموضوعي الملموس. و هذا في حد ذاته هو رفض فعلي للوحدة وتكريس عملي للاحتلال. حيث أن أي وحدة سياسية بين دولتين هي وحدة السيادة الوطنية وليست هيمنة طرف على الطرف الآخر و طمس تاريخه السياسي وهويته و نهب أرضه و ثروته وحرمانه منها باسم الوحدة وبقوة السلاح.

3- انه بسبب احتكار السلطة، فقد تم احتكار الارض والثروة في الجنوب عبر السلطة، لأن الأرض والثروة في الجنوب ملكا للدولة بموجب قوانين التأميم التي مازالت سارية في الجنوب، و التي تم التمسك بها أكثر بعد الحرب. حيث تم الاستيلاء على الاراضي العقارية والزراعية والبور، وعلى المباني والمنشآت الحكومية والمؤسسات الإنتاجية والخدمية والورش والمعامل والمصانع والثروات النفطية و السمكية و غيرها لصالح ابناء الشمال. وحتى المشاريع الصغيرة في الجنوب تنفذ من قبل مقاولين شماليين. كما أن القروض من بنك الاسكان ومن بنك التسليف الزراعي مسهلة لأبناء الشمال وصعبة على أبناء الجنوب. وهناك تقويض لميناء ومطار عدن لصالح ميناء الحديدة ومطار صنعاء رغم الأفضليات الجغرافية والفنية و الشهرة العالمية لميناء ومطار عدن. وأمٌا عدن كمنطقة حرة و كعاصمة شتوية واقتصادية ، فإن ذلك لم يحصل حتى الآن. والأخطر من ذلك انه يطبق نظام تمليك الاراضي في الجنوب لابناء الشمال، ويطبق نظام التأجير على أبناء الجنوب الذين هم أصحاب الأرض الأصليين. و قد فتحت مكاتب في صنعاء وغيرها من المدن الشمالية لبيع الأراضي في الجنوب باعتبارها ملكاً للدولة ...الخ. والسؤال الذي يطرح نفسه، هو بأي حق ينهبون الارض و الثروة في الجنوب ويحرمون أهلها منها ؟؟؟ . وبأي حق يطمسون الهوية و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال ؟؟؟ . و هل نهب الارض و الثروة و حرمان أهلها منها في الجنوب هو الوحدة ؟؟؟. و هل طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال هو الوحدة؟؟؟. فلم يخطر في البال مثل ذلك وإلاَّ لما أعلنت الوحدة أصلاً حتى ولو كانت القيادة الجنوبية من دون وعي، لأنه لا يوجد أي شكل من أشكال الوحدة يسمح لهم بذلك حتى ولو كانت وحدة ضم وإلحاق. فالجنوب ممكن ان يكون مفتوحاً للاستثمار، و لكنه لا يمكن ان يكون مفتوحا للنهب و للبيع و التمليك لغير اهله.

4- لقد شمل الغبن كل الجنوبيين نتيجة لذلك بمن فيهم من كانوا ضد الحزب الاشتراكي، وبمن فيهم من تبقى في جهاز الدولة من الجنوبيين، و زاد هذا الغبن اكثر عدم المساواة . فعلى سبيل المثال ، لا شيخ القبيلة في الجنوب مثل شيخ القبيلة في الشمال ، و لا المناضل مثل المناضل ، و لا الشهيد مثل الشهيد ، ولا معاملة المريض مثل المريض ، و لا من تبقى من الجنوبيين في جهاز الدولة المدني والعسكري مثل نظرائهم الشماليين، و لا المستثمر الجنوبي مثل المستثمر الشمالي ، و حتى سلاطين الجنوب ارجعوهم الى مشائخ ما دون مشائخ الشمال ، و كذلك الوزراء لم يكونوا متساويين ....الخ . و هناك مئات الآلاف من المدنيين و العسكريين الذين تمت تصفيتهم من أعمالهم المدنية والعسكرية و هم مازالوا شبابا و لديهم الكفاءات و الخبرات في اعمالهم ، مع العلم بأن وظائفهم المدنية ورتبهم العسكرية هي من دولة الجنوب السابقة. و هذا يعني بأن أجهزة الدولة المدنية والعسكرية ستصبح قريبا خالية تماما من الجنوبيين. صحيح أن جزءا منهم قد تم إخراجهم بموجب قوانين شروط الخدمة المدنية والعسكرية، ولكن هذه القوانين لم تأخذ بعين الاعتبار الفارق الزمني بين نظام الخدمة في الجنوب ونظام الخدمة في الشمال. حيث أن نظام الخدمة في الجنوب من عهد بريطانيا، و نظام الخدمة في الشمال من عام 1985م . و قد كان من المفترض بأن تحل هذه المعضلة باحتساب الخدمة في الجنوب من زمن الخدمة في الشمال او العكس ، و لكن ذلك لم يحصل للاسف . فكما سبق ذكره قد تم حل جميع المؤسسات العسكرية والمدنية الجنوبية بعد الحرب لصالح مؤسسات الشمال، وتم تسريح أفرادها، و تمت تصفية كافة مؤسسات القطاع العام بعد ان تم تحويلها الى قطاع خاص لصالح اصحاب السلطة والمال من أبناء الشمال، بينما الكل يعرف بأن القطاع الخاص وكل شيء في الجنوب سابقاً قد تم تحويله الى قطاع عام تملكه الدولة مقابل أن تكون الدولة ذاتها هي رأسمال الجميع ومسئولة عن كامل شؤون حياتهم بموجب النهج الاشتراكي الذي كان سائدا في الجنوب. و بحكم أنه لم يبق قطاع خاص في الجنوب، فإن كل أبناء الجنوب قد كانوا موظفين مع الدولة، و بعد تصفيتهم من جهاز الدولة أصبحوا عاطلين عن العمل وأطلق عليهم ((حزب خليك في البيت)) إضافة إلى البطالة من الشباب الذين لم يجدوا أعمالاً. حيث يتم التوظيف في الجنوب من أبناء الشمال بما في ذلك عمال شركات البترول العاملة في الجنوب. وحتى منظمات المجتمع المدني التي منبعها من الجنوب لا يوجد فيها جنوبي على رأس أي منظمة، رغم الكفاءات والخبرات المتراكمة لدى الجنوبيين، ناهيك عن وسائل الاعلام والاحزاب المحصورة على أبناء الشمال. كما أن القبول في الكليات العسكرية والامنية والجامعات والمنح الدراسية في الخارج تكاد ان تكون محصورة على أبناء الشمال بما في ذلك السفارات. و هناك تشجيع رسمي للثأرات القبلية و للثأرات السياسية في الجنوب وسياسة تجهيل وإفقار وتغيير سكاني منظم و ملموس. و قد فرض على أبناء الجنوب الفقر والجوع والمهانة منذ حرب 1994م ، وأصبحوا مغلوبين على أمرهم في كل شيء إلى درجة أن من بقي منهم في جهاز الدولة المدني والعسكري أصبح يخفي جنوبيته خوفا على وظيفته او ثروته التي جاد بها النظام عليه، لأنه لا يملك حماية نفسه. هذه هي صورة موجزة عن الواقع القائم حاليا في الجنوب.

إن إعلان الوحدة بين دولة الجنوب ودولة الشمال يختلف من حيث المبدأ عن جميع الوحدات التي عرفها التاريخ حتى الآن بما فيها وحدة المانيا الاخيرة. و يمكن تحديد الفوارق المبدئية بين التجربتين في التالي:

أ- ان الوحدة الألمانية هي وحدة وطنية بين أطراف من دولة واحدة قسمتها الحرب العالمية الثانية وليست وحدة سياسية بين دولتين كما هو عندنا، وهي لذلك قد تمت تحت دستور وعلم و نشيد ألمانيا الغربية وتحت عملتها النقدية وشخصيتها الدولية ...الخ ، باعتبار أن شرق ألمانيا جزءً اقتطعه الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، و فور تخليه عن هذا الجزء تمت إعادته الى الدولة الأم ، بينما الوحدة عندنا هي وحدة سياسيه تم إعلانها عبر حوار بين دولتين، تنازلت كل منهما عن دستورها وعلمها و نشيدها وعملتها النقدية الوطنية وشخصيتها الدولية ... الخ، في سبيل دولة جديدة لا هي دولة الشمال ولاهي دولة الجنوب، وإنما هي دولة جديدة تضم الهويتين. وقد كان من المفترض بأن تقام هذه الدولة الجديدة خلال المرحلة الانتقالية وفقاً لاتفاقية إعلان الوحدة. حيث قام الجانب الجنوبي بإعداد برنامج سياسي يحدد ملامح الدولة الجديدة المفترض إقامتها على مبدأ الأخذ بالأفضل المتفق عليه في إتفاقية إعلان الوحدة. و لكنه بحكم أن مفهوم صنعاء للوحدة هو عودة الفرع الى الاصل، وبحكم أنه لم يوجد في دولة الشمال ماهو أفضل غير الموقف من الملكيه الخاصة والموقف من الدين، و لم يوجد في دولة الجنوب ماهو أسوأ غير ذلك، فإن صنعاء قد ماطلت في تنفيذ اتفاقيات الوحدة وتهربت من قيام دولة الوحدة حتى قامت بالحرب، وألغت شرعية ما تم الاتفاق عليه واعتبرت الحرب حرباً مقدسة. و لذلك فإنه لا يجوز من حيث المبدأ بعد الآن قبول أي حل ما لم يكن مشروطا باستفتاء شعب الجنوب عليه، لأنه لا يوجد ولن يوجد أي حل شرعي إلا برضا الشعب صاحب الشأن.

ب- ان الوحدة الالمانية لم تعمَّد بالدم بعد إعلانها كما حصل عندنا وأدى إلى إسقاط مشروع الوحدة ونهب الأرض والثروة في الجنوب وحرمان أهلها منها. فرغم أن الوحدة الالمانية هي وحدة وطنية وليست وحدة سياسية كما هو عندنا، إلاّ أن سكان شرق المانيا يملكون أرضهم و ثروتهم ويحكمون أنفسهم عبر حكومه خاصة بهم في إطار دولة اتحادية رغم أنهم طرفان من دولة واحدة. فلم تقم ألمانيا الغربية بنهب أرضهم و ثروتهم، ولم تنهب القطاع العام الذي خلَّفه النظام الاشتراكي كما حصل عندنا، وإنما قامت بتحويل القطاع العام الى قطاع خاص لصالح السكان ذاتهم بإعتباره ثروتهم لا يجوز تمليكها لغيرهم، وقامت بدعمهم و تطويرهم اقتصادياً واجتماعياً وعلمياً من أجل ان يتجانسوا مع المانيا الغربية، في حين ان صنعاء تنهب ارضنا و ثروتنا وتكرَّس التفاوت الاقتصادي والاجتماعي بين الشمال والجنوب، وتكرَّس الامية والجهل في الجنوب منذ حرب 1994م ، و مع ذلك نحن نطالب بالحوار والنظام يرفضه. كما أننا قد كنا ومازلنا ندعم مطالب المعارضة في الشمال وهي كانت ومازالت ترفض مطالبنا. و بالتالي من هو على حق ومن هو على باطل ؟؟؟ .

ج- أنه بالرغم من التطور الاقتصادي والاجتماعي والعلمي الذي حصل في شرق المانيا بعد الوحدة، إلاّ أن هناك من يطالب بالانفصال، و مع ذلك فإن السلطة المركزية لم تواجههم بالقمع والقتل والاعتقالات والمحاكمات والملاحقات والحصار العسكري لمدنهم و قراهم كما هو حاصل عندنا، و إنما تواجههم بالحجة وبالاحتكام إلى الرأي العام في شرق المانيا. حيث أن مثل ذلك هو حق تكفله لهم الديمقراطية وحقوق الإنسان حتى وإن كانا طرفين من دولة واحدة.

ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:24 AM   #5
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

د.محمد حيدره مسدوس : الرفض الجنوبي لهذا الواقع
وثيقتي للتوحيد 3-4

لقد بدأ الرفض الجنوبي بحركة موج ، ثم تيار إصلاح مسار الوحدة في الحزب الاشتراكي، ثم حركة حتم، ثم التكتل الوطني ، ثم اللجان الشعبية، ثم ملتقى أبناء محافظات الجنوب، ثم تيار المستقلين، ثم حركة تاج، ثم جمعيات المقاعدين من العسكريين والمدنيين حتى توج كل ذلك بالحراك الوطني السلمي الجنوبي الذي انخرط فيه الشعب بكامل فئاته الاجتماعية وذابت فيه كل هذه المكونات بما في ذلك أغلب المنحدرين من الجنوب في الأحزاب. و قد شكلت حركة التسامح و التصالح التي انطلقت من جمعية ردفان الخيرية الأرضية الخصبة والمناسبة لذلك. و كل مكون من هذه المكونات أدى وظيفة معينة تجاه القضية، و يمكن إيجازها في النقاط التسع التالية:

1- حول حركة موج: هذه الحركة ظهرت بعد الحرب مباشرة، و رغم أنها قدمت القضية الوطنية الجنوبية كقضية سلطة ومعارضة وليست قضية شمال وجنوب إلا أنها لعبت دوراً تاريخياً في مواجهة الهزيمة النفسية والمعنوية لأبناء الجنوب بعد الحرب ولملمت شملهم وجعلت القضية حية في الخارج لمدة سبع سنوات، وشكلت بذلك بذرة من بذرات الحراك.

2- حول تيار إصلاح مسار الوحدة: هذا التيار ظهر بعد الحرب مباشرة ايضا و طرح فكرة ((إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة)) و حدد مفهومه لإزالة آثار الحرب بنقاط أربع، أولها إلغاء الفتوى الدينية التي بررت الحرب وأباحت الأرض والعرض وحولت الجنوب إلى غنيمة على طريقة القرون الوسطى والتي لا يجوز دينياً ولا قانونياً ولا وحدوياً ولا أمنياً بأن تظل باقية ، إضافة إلى أن بقاءها يشكل إهانة للشعب المسلم في الجنوب. وثانيها إعادة ما نهب تحت تلك الفتوى أو تحت غيرها من ممتلكات خاصة وعامة باعتبارها من آثار الحرب، وباعتبار أنه لا يجوز دينياً ولا قانونياً ولا وحدوياً بأن يملكها غير أهلها. وثالثها إعادة جميع المؤسسات العسكرية و الامنية والمدنية الجنوبية إلى ما كانت عليه قبل الحرب ، باعتبار ان حلها من آثار الحرب . و رابعها الغاء الاحكام على قائمة الـ(( 16)) لأنها أحكام سياسية باطلة، وعودة جميع المشردين في الداخل والخارج إلى أعمالهم و إعادة ممتلكاتهم ، باعتبار ان كل ذلك من آثار الحرب و باعتبار ان ذلك من الحقوق المدنية التي يكفلها الدين الاسلامي الحنيف والاعلان العالمي لحقوق الانسان. أما إصلاح مسار الوحدة فقد حدده التيار بإصلاح مسارها على نمط أي وحدة سياسية في العالم. و قد ظل في صراع فكري وسياسي مع كل القوى السياسية الشمالية وفي المقدمة الشماليين في الحزب الاشتراكي لأكثر من 15 سنة حتى انتصرت حجته بظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي. ويمكن القول بأن هذا التيار قد أنجز مهمتين هامتين، أولهما تعطيل شرعية عمل قيادة الحزب نحو التطبيع مع الشمال على حساب الجنوب ، و ثانيهما ابقاء القضية حية داخل الحزب الذي مثل الجنوب في إعلان الوحدة حتى سلمت للحراك .

3- حول حركة حتم: هذه الحركة طرحت حق تقرير المصير وأخذت أسلوب الكفاح المسلح منذ البداية، و مع هذا فإن مجرد ظهورها وتضحياتها التي قدمتها قد شكلت بذرة من بذرات الحراك.

4- حول التكتل الوطني: هذا التكتل كان امتداداً لحركة موج، و كان اول محاوله لايجاد أداة سياسية للقضية في الداخل. وقد حاول أن يحصل على ترخيص من السلطة ولم تسمح له، مما جعل أعضاءه ينضمون إلى حزب الرابطة، و لكنه شكل بذرة من بذرات الحراك .

5- حول اللجان الشعبية: هذه اللجان جاءت بمبادرات شعبية محلية ، و كانت بدايتها رائعة، إلا أن معاداة أحزاب المعارضة لها ومؤامراتها عليها قد شجعت السلطة على قمعها و تصفيتها عبر القضاء . و أفضل ما قدمته هذه اللجان انها كانت أول فعل شعبي ميداني بعد مسيرات المكلا الدامية و مسيرات شبوة و أبين وعدن ولحج والضالع و المهرة وغيرها من مناطق الجنوب. و قد كشفت هذه اللجان أساليب النضال السلمي اللاحقة، و شكلت بذلك بذرة أساسية من بذرات الحراك.


6- حول ملتقى أبناء الجنوب: هذا الملتقى تشكل من ابناء الجنوب المتواجدين في صنعاء ، و رغم ان مبررات ظهوره كانت مطلبية، إلا أنه شكل إزعاجاً كبيراً للسلطة وأوقف حملة التصفيات التي قامت بها تجاه من تبقى من الجنوبيين في جهاز الدولة، و حافظ على بعض من حقوقهم ، و شكل بذرة من بذرات الحراك .

7- حول تيار المستقلين: هذا التيار كان امتدادا لتيار إصلاح مسار الوحدة خارج الحزب الاشتراكي و كان رديفا له ، و قد لعب دورا في إبراز القضية إعلامياً وشكل بذرة من بذرات الحراك.

8- حول حركة تاج: هذه الحركة ظهرت في لندن وامتدت بسرعة فائقة إلى الداخل و تمكنت من إحياء القضية في الخارج بعد غياب حركة موج وكان لها دور كبير في ظهور الحراك وأصبحت من المكونات الرئيسة للحراك.

9- حول جمعيات المقاعدين: هذه الجمعيات كان لها الدور الرئيسي والريادي في ظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي وبالذات العسكريين. حيث شكلت هذه الجمعيات عموده الفقري، وهي أول من كسر حاجز الخوف في ساحة العروض بخور مكسر يوم 7/7/2007م و فتحت بذلك الطريق واسعاً أمام النضال الوطني السلمي الجنوبي ، مضاف إليها جمعيات الشباب العاطلين عن العمل وبقية جمعيات المجتمع المدني الاخرى.

إن ظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي في حد ذاته هو دليل و شاهد على عجز الأحزاب وعدم رغبتها في تبني القضية الوطنية الجنوبية، وهو دليل و شاهد على تخليها عنها وبالذات قيادة الحزب الاشتراكي التي كانت طرفاً في الأزمة والحرب. وبالتالي فإن الحراك هو الممثل الشرعي للقضية الوطنية الجنوبية، و هو مفتوح لكل جنوبي بصفته الجنوبية على قاعدة هذا الميثاق مهما كان انحداره باعتبار أن الجنوب لكل الجنوبيين ، وان الانفراد بقضيته أو الوقوف ضدها هو خيانة. كما أن الحراك لا يتطلب موافقة من احد على تمثيله للقضية، لأن من يتبنى قضية الشعب هو الذي يمثله. فمن غير الممكن موضوعيا ومن غير المعقول منطقيا بأن يمثله من يمارس قهره أو من يسكت عليه. فالسلطة ظلت تمارس قهر الجنوب، والأحزاب ظلت صامتة. حيث كانت تعتقد بأن الواقع تابع للسياسه وأنه كيفما تكون السياسة سيكون الواقع، ولم تدرك بأن السياسة تابعة للواقع وأنه كيفما يكون الواقع يجب أن تكون السياسة، و هذا ما جعلها تدخل في علاقة نفي النفي مع القضية الوطنية الجنوبية منذ حرب 1994م حتى الآن .

إن الرفض الجنوبي وحراكه الوطني السلمي يستمد شرعيته من الحرب و نتائجها التي اسقطت شرعية ما تم الاتفاق عليه، ومن قراري مجلس الامن الدولي أثناء الحرب اللذين شكلا اعترافاً دولياً مباشراً بشرعية القضية وعدالتها، ويستمد شرعيته من عدم استفتاء شعب الجنوب على الوحدة قبل إعلانها. كما يستمد شرعيته كذلك من نتائج انتخابات 1993م التي أظهرت بأن شعب الجنوب انتخب قيادته الجنوبية السابقة نكاية بصنعاء، وأن شعب الشمال انتخب قيادته الشمالية السابقة نكاية بالقادمين من عدن، وبأن كل ذلك قد كان استفتاء على الوحده. و لكنه بدلا من احترام ارادة شعب الجنوب قام الطرف الآخر بالحرب و قمع الإرادة الجنوبية واسقط مرة ثانية شرعية اعلان الوحدة وشرعية ما تم الاتفاق عليه و اخرج القضية من الإطار الحزبي إلى الإطار الوطني وأصبحت الآن بيد شعب الجنوب، وهي رسالة إلى العالم بأن صنعاء في صراع مع شعب وليست في صراع مع قوى سياسية معينه، وأن هذا الصراع ليس حول إدارة الدولة، وإنما هو حول الدوله ذاتها ما اذا كانت دولة الوحدة، أم أنها في الواقع دولة الشمال. و لهذا فإننا نشفق على من يروا حل القضية الوطنية الجنوبية تحت سقف الوحدة وعبر آليَّة الحوار الوطني الشامل، ونقول لهم أين هي الوحدة التي يريدون الحل تحت سقفها؟؟؟، و أين هي الوحدة حتى يتم الحفاظ عليها ؟؟؟ ، و أين هي الوحدة حتى يكون هناك انفصال ؟؟؟. فقد كان الوضع في عهد بريطانيا افضل من الآن وكنا نسميه احتلالا. فماذا نسمي هذا الوضع الأسوأ، وهل يعقل بأن نسميه وحدة وهو أسوأ من الاحتلال؟؟؟، و نقول لهم أيضا لو كانت الوحدة موجودة في الواقع و في النفوس بعد حرب 1994م لما ظهرت القضية الوطنية الجنوبية أصلاً . ثم بأي منطق يمكن حلها عبر آليَّة الحوار الوطني الشامل وهي قضية بين طرفين وليست بين أكثر من طرفين، هما: الشمال والجنوب؟؟؟. فلا يمكن موضوعياً ومنطقياً لأي حل بأن يكون شرعياً حتى وإن كان عادلا إلا على قاعدة الشمال والجنوب. كما أن قبولنا بالحوار الوطني الشامل كآليَّة لحل القضية الوطنية الجنوبية هو تنازل عن قراري مجلس الامن الدولي المتخذان أثناء الحرب، وهي الخديعة التي تحاول أن تجرنا إليها كل الأطراف السياسية في صنعاء.

إنه يستحيل بعد الآن حل القضية الوطنية الجنوبية عبر الأحزاب أو عبر مؤتمر حوار وطني شامل أو من خلال تقديم مشاريع حلول كما يرى ذلك البعض، لأن القضية ليست قضية حزبية وليست قضية فقدان رؤية، وإنما هي قضية شعب فقد أرضه و ثروته، و فقد تاريخه السياسي وهويته لصالح غيره. فليست هناك شرعية لأي حل عبر الاحزاب، وليست هناك شرعية لأي حل عبر مؤتمر حوار وطني شامل، و إنما الحل الشرعي والوحيد هو فقط عبر الحوار بين طرفي القضية اللذان هما: الشمال والجنوب، خاصةً وأن الحرب قد أسقطت شرعية ما تم الاتفاق عليه وجعلت شعب الجنوب أمام خيارين لا ثالث لهما، وهما: القبول بالانقراض أو رفضه. و المشكلة عند صنعاء أنها لم تفهم معنى الوحدة و لم تستوعب كارثة الحرب، أو أنها لا تريد أن تفهم ذلك بإصرارها على تحزيب القضية واعتبارها قضية سلطة ومعارضة تخص الأحزاب متناسية بذلك الحرب و نتائجها ومتناسية بأن اتفاقيات الوحدة ودستورها لم تعد لها أية شرعية سياسية أو قانونية بعد الحرب، وأن الحديث عنها بعد الحرب لا معنى له من الناحية الموضوعية والمنطقية.

لقد سقطت الحزبية موضوعيا في قضية الجنوب بحرب 1994م ، و لم تعد قضية الجنوب بعد الحرب قضية سلطة و معارضة تخص الاحزاب، و إنما أصبحت قضية وطنية تخص شعب الجنوب بكامل فئاته الاجتماعية، و في القضايا الوطنية ليست هناك حزبية و ليست هناك قوى تقليدية و قوى غير تقليدية بكل تأكيد. و لهذا و بحكم ان أصحاب السلطة والمعارضة لم يدركوا ذلك ، فإنهم بعد الحرب قد اصبحوا في تعارض مع الواقع الموضوعي الملموس في الجنوب . فالحوار الذي ظهر بينهما بعد الحرب لم توجد له موجبات موضوعية، لأن أي حوار لا بد و ان يكون تعبيرا عن قضية موجودة في الواقع الموضوعي الملموس ، و هذا ما أفتقر اليه الحوار منذ البداية. فالجنوبيون كانوا طرفاً في الازمة والحرب عام 1994م ، و من البديهي بأن يكونوا طرفاً في الحوار و الحل، و هذه هي الموجبات الموضوعية للحوار . و لكن هذه الموجبات لا توجد في الحوار بين السلطة و المعارضة مما جعل الحوار بينهما فارغا و خاليا من المضمون منذ حرب 1994م حتى الآن. و السلطة من جانبها تفاعلت مع هذا الحوار ليس التزاما بالديمقراطية ، و انما بهدف دفن القضية الوطنية الجنوبية، وهي لم تدرك بأنه يستحيل تجاوز حرب 1994م و نتائجها إلا بالحوار بين طرفيها اللذين هما: الشمال و الجنوب . ولا شك بأنها عندما تدرك ذلك ستلجأ مرة أخرى إلى استخدام علماء الدين و خطباء المساجد في الشمال لتشريع استمرار قهر الجنوب. فعلى سبيل المثال اصحاب فتوى حرب 1994م الدينية هم شماليون، وأصبحوا الآن يقولون إن تلك الفتوى لها ظروفها ....الخ ، و قد تحالفوا مع الحزب الاشتراكي الذي كفروه . و لو كان الحزب قد تبنى القضية الوطنية الجنوبية بعد الحرب لما تحالفوا معه و لكانوا قد أستمروا في تكفيره بكل تأكيد . و هذا يعني بأن فتواهم الدينية التي بررت الحرب كانت فتوى سياسية باسم الدين اقتضتها مصلحة الشمال على حساب الجنوب و ليست فتوى دينية. حيث وظفوا الدين في خدمة السياسة. وسيظلون يكررون نفس الافتراء على الدين ، وهذا شأنهم أمام الله يوم القيامة.

إن علماء الدين والسياسيين المنحدرين من الشمال لا يدركوا بان استبدال مفهوم الوحدة السياسية بمفهوم الوحدة الوطنية هو نكران للوحدة، و لا يدركوا بأن الإصرار على واحدية الجنوب و الشمال و اعتبار الوحدة بينهما وحدة وطنية و ليست وحدة سياسية بين دولتين هو ايضا نكران للوحدة، و لا يدركون كذلك بأن الإصرار على طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال ونهب أرضه و ثروته و حرمانه منها و اعتبار مطالب الجنوبيين مناطقيه و كأنهم منطقة تابعة للشمال هو كذلك نكران للوحدة و يعطي الجنوب كامل الحق في إستعادة دولته، ناهيك عن الحرب و نتائجها التي قد أعطت هذا الحق قبل ذلك . و لهذا فإنه ليس أمام صنعاء بعد الآن غير الجلوس مع الحراك الوطني السلمي الجنوبي للحوار من أجل حل القضية أو الرفض و هو اعتراف بالاحتلال . و لا بد من الادراك بأن قوتنا الحقيقية هي في جنوبيتنا، و ضعفهم الحقيقي هو في شماليتهم ، و على الجنوبيين بأن يناضلوا سلمياً على هذه القاعدة، و أن يتخلصوا من مرض المفاضلة بين الأطراف الجنوبية أو حتى بين الافراد ، لأنها تشخصن القضية و تؤدي الى الهلاك. صحيح بأن هناك مواهب إلهية قد تجعل شخص قادراً على خلق الحدث وغير قادر على إدارته ، و تجعل شخص آخر عكسه ، و قد تجعل شخص قادراً على الفعل السياسي وآخر على الفعل الميداني ....الخ . حيث جعل الله الناس مكملين لبعضهم حتى يكون كل منهم سيد موهبته ، لأن الكمال هو لله وحده . و لكن هذه مواهب إلهية و ليست مفاضلة. أما المفاضلة وتصنيف الأشخاص فهي نافية لتوحيد الناس، وهي البوابة التي يدخل منها العدو . فلم نسمع في العالم كله و حتى في قبائل الشمال الذين يقول وزرائهم بفخر إن ولاءهم للقبيلة قبل ولائهم للدولة لم نسمع فيهم مثل هذه المفاضلة، و لم نسمعها إلا في الجنوب، و هي صناعة جنوبية رافقت الجنوبيين منذ الاستقلال وعلينا تجاوزها بعد الآن. و لابد أيضا الإدراك بأن من يتحدث بالمناطقية و يقول هذا مهري أو هذا حضرمي أو شبوي أو أبيني أو عدني أو لحجي أو يافعي أو ضالعي ... الخ ، هو موضوعيا ضد القضية وعدو لدود لها سواء كان ذلك بوعي أم بدون وعي.


ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:25 AM   #6
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

د.محمد حيدره مسدوس : الحل الشرعي و الوحيد للقضيه
وثيقتي للتوحيد 4-4

ان الحل الشرعي و الوحيد للقضيه الوطنيه الجنوبيه يتطلب هذا الخط السياسي المجسد في هذا الميثاق ، و تحقيق هذا الخط السياسي يتطلب خطاباً سياسياً يرتكز على مبادئ ثلاثه : أولها قوة شرعيته ، و ثانيها قوة حجته ، و ثالثها قبوله لدى الرأي العام الداخلي و الخارجي . و لا بد ان ينطلق هذا الخطاب من الحرب و نتائجها ، لان الحديث خارجها يبررها و يقدم الطرف الاخر مدافعا عن الوحده و يعفيه من مسئولية الحرب و نتائجها ، بينما الحقيقه هي عكس ذلك تماما . فلم يكن الطرف الاخر مدافعا عن الوحده من حيث المبدأ ، و انما مدافعا عن الغنيمه و عن واقع الاحتلال الذي جاءت به الحرب . فلو كان مدافعا عن الوحده لما قام بالحرب و لما اسقط اتفاقيات الوحده قبل تنفيذها و لما استبدل دستورها و حولها الى اسواء من الاحتلال . و لهذا و على اساس ما سبق ، فان الحل بعد الان لا بد و ان ينطلق من المنطلقات الخمسه التاليه:

1- المنطلق الاول : ان الهويه السياسيه للجنوب سابقا كانت الجنوب العربي الى يوم الاستقلال ، و قبلها كان سلطنات و امارات تحكم نفسها بنفسها الى ان تم احتلالها من قبل بريطانيا قبل ظهور اليمن السياسي و قبل ظهور دولة صنعاء اليمنيه بزمن طويل . و بعد ظهورها تم ترسيم الحدود معها عام 1934م . و هذه السلطنات و الامارات لم تاخذها بريطانيا من يد الاتراك الذين كانوا يحكمون الشمال او من يد صنعاء بعد خروجهم ، و انما اخذتها من سلاطين الجنوب . و في عهد بريطانيا الذي دام ((129)) عام تم توزيعها الى محميتين لعدن ، هما : المحميه الغربيه التي قامت عليها دولة اتحاد الجنوب العربي ، و المحميه الشرقيه التي ظلت خارج الاتحاد . و قد جاءت الثوره في الجنوب و حررت الشعب من الاحتلال البريطاني و اسقطت دولة الجنوب العربي و استبدلت هوية الجنوب العربي بهوية اليمن الجنوبيه على طريق الوحده العربيه الشامله ، و وحدت المحميه الشرقيه مع المحميه الغربيه في دولة اليمن الجنوبيه الشعبيه . حيث ورثت من دولة الجنوب العربي جيشها الوطني المحترف و أمنها الوطني المحترف و ادارتها العصريه الحديثه و عملتها النقديه الوطنيه المحترمه و التي حافظت على احترامها الدولي الى ان تم الغائها من قبل صنعاء بعد حرب 1994م.

2- المنطلق الثاني : انه بعد ان تم تغيير هوية الجنوب العربي الى هوية اليمن الجنوبيه اصبح اليمن يمنين سياسيين ، هما : اليمن الجنوبيه باعتراف صنعاء و اعتراف العالم ، و اليمن الشماليه باعتراف عدن و اعتراف العالم . و كانا بدولتين وطنيتين معترف بهما دوليا و معترفه كل منهما بالاخرى الى يوم اعلان الوحده ، و كلمة الوحده السياسيه بينهما تتضمن ذلك و تدل عليه . و لكن صنعاء اسقطت مشروع الوحده بالحرب و استبدلت مفهوم الوحده السياسيه بمفهوم الوحده الوطنيه حتى لا يدل ذلك على ان اليمن كانا يمنين سياسيين بدولتين الى يوم اعلان الوحده . حيث تناست صنعاء بان الاعتراف بالدولتين في حد ذاته هو اعتراف بيمنين سياسيين و بشعبين و هويتين وطنيتين و بتاريخين سياسيين ....الخ ، و اعلان الوحده السياسيه بين الدولتين هو دليل و شاهد على ذلك . و الاكثر من هذا ان اليمن ليس اسم امه ، و انما هو اتجاه جغرافي مثله مثل الشام . فنحن في الجنوب يمنيين من الناحيه الجغرافيه ، امّا من حيث الهويه السياسيه فقد كنا قبل الاستقلال الجنوب العربي و بعد الاستقلال اليمن الجنوبيه . و اما من حيث الامه و الاصل فنحن جميعنا امه عربيه و اصلنا عرب.

3- المنطلق الثالث : ان النظام السابق في الجنوب قد أمم الملكيه الخاصه و منع ظهورها و حول كل شئ ملكا للدوله مقابل ان تكون الدوله هي رأسمال الجميع ، و هي المسئوله عن كامل شؤون حياتهم بموجب النهج الاشتراكي الذي كان سائدا في الجنوب . و هذا ما ادى الى وجود اختلاف اقتصادي و اجتماعي جذري بين الجنوب و الشمال ، ناهيك عن الاختلاف الثقافي بينهما ، خاصة و ان الشمال مجتمع قبلي لا يقبل العيش في ظل حكم دوله ، و الجنوب مجتمع مد ني لا يستطيع العيش الاّ في ظل حكم دوله . و هذا الاختلاف الجذري ما كان يسمح موضوعيا بالوحده بينهما الاّ بازالة الثقافه القبليه في الشمال لصالح الثقافه المدنيه في الجنوب ، و ازالة الاثار الاقتصاديه و الاجتماعيه للنظام السابق في الجنوب لصالح ابناء الجنوب وحدهم دون غيرهم باعتباره ثروتهم حولها النظام السابق في الجنوب الى ملكية الدوله ، او ايجاد دوله بنظامين كما هو حاصل في الصين . و لكن حكام الدولتين اعلنوا الوحده بارادتهم السياسيه خارج اسسها الموضوعيه ، و جاءت الحرب و اسقطت هذه الاراده و اعادة انتاج دولة الشمال السابقه و نظامها السياسي المتخلف الذي قام بنهب الارض و الثروه في الجنوب و حرم اهلها منها دون ان يكون هو مسئول عن أي جانب من جوانب حياتهم . و هذا يعني بان الاساس الموضوعي للوحده قد تم نسفه بظهور النهج الاشتراكي في الجنوب عام 1969م ، و بان الاساس السياسي لها قد تم نسفه بحرب 1994م ضد الجنوب.

4- المنطلق الرابع : ان اعلان الوحده لم يأت استجابه للتطور الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي أو استجابه لوحدة السوق مثل الوحدات السياسيه التي عرفها التاريخ ، و انما جاء باراده سياسيه لحكام الدولتين كما سبق ذكره . و الاكثر من ذلك ان هذا الاعلان لم يقم على اسس اقتصاديه و اجتماعيه و ثقافيه متجانسه بين الجنوب و الشمال كما حصل في جميع الوحدات السياسيه التي عرفها التاريخ ايضا ، و انما تم هذا الاعلان على اساسين اقتصاديين و اجتماعيين و ثقافيين مختلفين و متعارضين . فقد كان الاقتصاد الوطني في الجنوب عاما و قائما على الملكيه العامه لوسائل الانتاج ، بينما الاقتصاد الوطني في الشمال خاصا و قائما على الملكيه الخاصه لوسائل الانتاج . و تبعا لذلك تكونت التركيبه الاجتماعيه في الشمال من الاغنياء و الفقراء و المتوسطين ، بينما ظلت التركيبه الاجتماعيه في الجنوب من الفقراء فقط . و كانت الثقافه في الجنوب مدنيه و اشتراكيه ، و في الشمال قبليه و اقطاعيه ... الخ . و هذا يعني بان الوحده قد اعلنت خارج اسسها الموضوعيه التي بها تكون أو لا تكون ، أي خارج اساسها الاقتصادي ، و خارج اساسها الاجتماعي ، و خارج اساسها الثقافي ، و جاء اعلانها باراده سياسيه لحكام الدولتين فقط كما اسلفنا.

5- المنطلق الخامس : ان صنعاء من حيث الممارسه ترفض الوحده منذ اليوم الاول لاعلانها . فقد ماطلت في قيامها من الناحيه العمليه خلال المرحله الانتقاليه حتى قامت بالحرب و اسقطت مشروع الوحده و استعادة دولتها السابقه و ضمت الجنوب الى دولة الشمال بالقوه ، و فكت الارتباط مع الجنوب في الواقع و في النفوس و حولت العلاقه بين الشمال و الجنوب من علاقة وحده سياسيه بين دولتين الى علاقة احتلال استيطاني أسواء من الاحتلال البريطاني . حيث قامت بطمس الهويه و التاريخ السياسي للجنوب و نهبت ارضه و ثروته و حرمته منها ، و رفضت الحوار حول ازالة اثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ... الخ . و بالتالي ألم يكن بعد هذا كله من حق شعب الجنوب استعادة دولته ؟؟؟ . فقد تنكرت صنعاء للوحده بعد الحرب و رفعت شعار واحدية الجنوب و الشمال و استد لت على هذه الواحديه بعضوية قحطان الشعبي السابقه في الحكومه الشماليه و بعضوية عبدالفتاح اسماعيل في القياده الجنوبيه و هي لم تدرك بان عضوية قحطان الشعبي السابقه في الحكومه الشماليه مثل عضوية عبدالحافظ نعمان حاليا في القياده السوريه . امّا عبدالفتاح اسماعيل فيعتبر من ابناء عدن . و حتى اذا ما أعتبر من ابناء الشمال فانه مثل (( أوباما )) في الرئاسه الامريكيه . و هذا يعني بأن الاستدلال بعضوية قحطان الشعبي و بعضوية عبدالفتاح اسماعيل لا يوفر الغطاء الشرعي للوضع غير الشرعي في الجنوب . فلو كان الجنوب و الشمال واحدا لما كانت هناك حاجه للوحده السياسيه بينهما اصلا.

انه على اساس ما سبق فان قضيتنا الوطنيه الجنوبيه هي قضية ارض و ثروه تم نهبهما ، و قضية هويه و تاريخ تم طمسهما لصالح الشمال . و هي لذلك قضية وطن و هويه بامتياز . و لهذا و انطلاقا من المنطلقات الخمسه أعلاه ، فإن الحل الشرعي و الوحيد الذي يناضل شعب الجنوب من اجل تحقيقه ، هو :

أولا: إستعادة الارض و الثروه و مؤسسات دولة الجنوب المنهوبه ، و استعادة التاريخ السياسي و الهويه المطموسه ، و استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره تحت اشراف دولي وفقا للشرعيه الدوليه المجسده في قراري مجلس الامن الدولي رقم (924) و رقم (931) ، باعتبار ان ذلك هو الحل الشرعي الذي يحمل الشرعيه الدوليه و الشرعيه الشعبيه و الذي يستحيل على صنعاء الهروب منه ، و باعتبار ان اي حل اخر سيظل رأي شخصي لاصحابه حتى يستفتى عليه من قبل الشعب في الجنوب . و على اساس هذا الهدف الوارد في هذا الميثاق فان الحراك الوطني السلمي الجنوبي هو الاداه السياسيه لتحقيقه ، و هو حراك وطني عام خارج الاحزاب و خارج الحزبيه الى ان تحل القضيه . حيث ان الحزبيه لاحقه و ليست سابقه للقضايا الوطنيه ، و حيث ان التحزّب في القضايا الوطنيه هو خيانه لها بالضروره . و في سير النضال السلمي لا بد من التمسك بمبدأ المرونه و الاستمراريه ، لان المرونه تمنع مبررات القمع و الاستمراريه تحقق الهدف ، و لان المرونه غير قابله للانكسار و الفشل من حيث المبدأ و تتيح الفرصه اكثر لمحاكمة النظام ، في حين ان المغامره و عدم المرونه تخلق مبررات القمع و تحمي النظام من العقاب الدولي و تكون قابله للانكسار و الفشل . و لابد ايضا من فتح رقم حساب لمن يستشهد و التبرع لصالح اسرته حتى تحل القضيه التي استشهد من اجلها و تحديد جهه ترعى الجرحى و اسر المعتقلين الى ان تحل القضيه . و بعد حل القضيه يمنح كل شهيد درجه لا تقل عن درجة وزير ، و يمنح الجريح المعاق درجه لا تقل عن درجة نائب وزير ، و الجريح غير المعاق درجه لا تقل عن درجة مدير عام ، و ينطبق ذلك مادياً و معنويا ً على جميع ضحايا الصراعات السياسيه السابقه ، و بحيث يكون هذا الميثاق هو ايضا وثيقة التصالح و التسامح بين كل الجنوبيين دون استثناء . و لمزيد من خلق الثقه بين الجميع فانه ليس هناك مانع من اي طرف جنوبي يحاور صنعاء على هذا الاساس شريطه ان يكون ملتزما بالديمقراطيه.

ثانيا: الاتفاق دستوريا على شكل الدوله بأعتبار ان ذلك هو أساس شرعيتها و استقرارها . فعلى سبيل المثال لو كنا في الجنوب سابقا قد تمسكنا بالدوله الاتحاديه التي تركتها لنا بريطانيا لما حصلت الصراعات الدمويه بيننا ، لان كل منطقه كانت تحكم نفسها بنفسها و تحدد مستقبلها و مستقبل أبناءها بنفسها في اطار السياده الوطنيه الواحده . و لكنه للاسف تم استبدالها بالدوله المركزيه و اصبح مستقبل المحافظات و مستقبل أبناءها يتحدد من عدن ، و جاءوا الناس الى عدن يدافعوا عن مستقبلهم و مستقبل محافظاتهم . فلم يذهب ابناء لحج مثلا الى ابين لمقاتلة ابناء ابين ، و لم يذهب ابناء ابين الى لحج لمقاتلة ابناء لحج ، و انما الكل تقاتلوا في عدن على مستقبلهم و مستقبل محافظاتهم . و هذا يعني بأن الشكل المركزي للدوله هو الذي كان السبب الموضوعي لتك الصراعات و هو الذي اوجد الاسباب الذاتيه لها بكل تأكيد . كما انه لا بد من الاتفاق دستوريا ايضا على شكل النظام السياسي ما اذا كان رئاسياً ام برلمانياً ، و بعدها يتم الدخول في الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة ، لان الاتفاق الدستوري على شكل الدوله و على شكل النظام السياسي و بموافقة كافة فئات الشعب و قواه السياسيه ، هو أبجدية مشروعية الدوله و أبجدية مشروعية الديمقراطيه أيضاً.

ثالثا: استبعاد المؤسسات العسكريه و الامنيه دستوريا عن المشاركه في الانتخابات ، لانه يستحيل موضوعيا تحييدها و ابعادها عن السياسه و جعلها مؤسسات مهنيه الا بذلك . فهي مؤسسات وطنيه و وظائفها التي تبرر وجودها وظائف وطنيه مختلفه تماما عن وظائف الاحزاب . حيث ان الوظائف السياسيه للاحزاب هي وظائف حزبيه لصالح طبقات و فئات اجتماعيه على حساب طبقات و فئات اجتماعيه اخرى و ليست وظائف وطنيه لصالح كل الوطن . كما ان تحزيب اجهزة و مؤسسات الدوله المهنيه المحكومه بقوانين شروط الخدمه المدنيه و العسكريه تجعل الحزب هو الدوله و تجعل الدوله هي الحزب كما كان سابقا عندنا في الجنوب و أدى الى هجرة الكفاءات ، لان تحزيب الوظائف المهنيه نافيا موضوعيا للكفاءات .


رابعا: الاتفاق على صياغة دستور جديد يتضمن هذه القضايا و يتضمن إنتخاب الرئيس من قبل الشعب مباشره و بحيث يمنع دستوريا إنتخابه لأكثر من دورتين إنتخابيتين مدة كل منهما خمس سنوات . كما يمنع دستوريا على من تجاوز سن السبعين او من لم يبلغ سن الثلاثين من العمر ان يترشح للمناصب السياسيه ، و يحرَّم تحريما تاما تعديل أي ماده في الدستور الا بإجماع مجلس النواب المنتخب و إستفتاء الشعب على ذلك التعديل مهما كان صغيراً و بحيث لا يعتبر الاستفتاء شرعيا الا بالاغلبيه المطلقه للمسجلين في القيد و التسجيل . و لابد ان يتضمن الدستور نمط تشكيل كافة الهيئات الدستوريه و القضائيه الموجوده في البلدان المتطوره و جعل القانون فوق الجميع .


ان هذا الميثاق ينطلق من مشروعيه سياسيه و قانونيه لا يمكن للعالم إلاَّ ان يقف معها، و هي محرجه لصنعاء و تسمح بالمرونه السياسيه المطلوبه .

(( انتهى ))
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:26 AM   #7
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

د.محمد حيدره مسدوس : توضيح سادس للحراك
هذا التوضيح لقواعد الحراك الوطني السلمي الجنوبي و قياداته في الداخل و الخارج ، و هو حول محاولة السلطة واللقاء المشترك تضليل وعي الناس و ايهامهم بان الحوار الوطني الشامل هو الآلية المناسبة لحل القضية الجنوبية، وأهم هذا التضليل ما شاهدناه في برنامج حوارات يمنية على قناة العربية. و حسب اعتقادي بأن القناة كانت تريد معرفة نوايا السلطة من خلال المتحدث الأول ، و نوايا الحراك الجنوبي من خلال المتحدث الثاني ، ونوايا الحوثيين من خلال المتحدث الثالث ، و نوايا المعارضة من خلال المتحدث الرابع باعتبار ان حزب الإصلاح هو الذي يقود المعارضة. و ما يهمنا هنا هو المتحدث الأول والثاني ، لأن المتحدث الثالث كان همه الحوثيين ، و المتحدث الرابع اعتبر الانتخابات غاية وما عداها وسيلة. فإذا ما انطلقنا مما قاله المتحدث الأول والثاني فانه يمكن توضيح التالي :

أولا: يقول المتحدث الأول أن المشكلة الاقتصادية هي جذر الأزمة بما فيها أزمة الحوثيين التي هي في طريقها إلى النهاية الكاملة (يقصد عبر وساطة قطر)، وأن مسألة الحراك الجنوبي مرهونة بالحوار القادم ، و انه متأكد 100% أن المتحاورين سيرفضون مطلب علي سالم البيض بفك الارتباط ......الخ . هكذا قال المتحدث الاول . فماذا يعني ذلك ؟؟؟ . ألم يعني أن الحوار لدفن القضية الجنوبية طالما و مشكلة الحوثيين في طريقها إلى الحل عبر الوساطة القطرية، و طالما و جذر الأزمة اقتصادي وليس سياسي ، و طالما و هو متأكد أن المتحاورين سيرفضون المطالب الجنوبية لأنهم شماليون ؟؟؟ .

ثانيا: يقول المتحدث الثاني ان هناك ثقافتين تتنافسان في الوقت الحاضر ، ثقافة الحوار و السلم و ثقافة العنف ، و ان الحديث عن تجزئة القوى السياسية بين شمالي و جنوبي عمل مرفوض و عمل مأزوم هدفه تقديم رسالة إلى السلطة بان تعالوا تحاوروا معنا نحن ، و ان الحوار على قاعدة شمال و جنوب مرفوض .... الخ . هكذا قال المتحدث الثاني . فماذا يعني ذلك ؟؟؟ . ألم يعن من حيث المضمون انه يصب في خانة المتحدث الأول ، لأنه ابتدع جذراً للازمة من عنده و حدده بثقافة العنف بدلا عن جذرها السياسي المحدد موضوعيا بإسقاط الوحدة بالحرب و تحويلها إلى احتلال استيطاني أسوأ من الاحتلال البريطاني ؟؟؟ . و ألم تكن ثقافة العنف من حيث المبدأ موجودة بدرجات متفاوتة في كل بلدان العالم، و إلاَّ لما وجدت الجريمة والمحاكم و السجون ؟؟؟ . و ألم يكن رفضه لفرز القوى السياسية و رفضه للحوار على قاعدة الشمال و الجنوب رفضا للقضية الجنوبية ، خاصة و انه من غير الممكن موضوعيا و من غير المعقول منطقيا حلها حلاً شرعياً بدون قيادة سياسية جنوبية لها ؟؟؟ . و ألم يكن الإصرار على وحدة القوى السياسية في ظل انقسام الواقع بين شمال و جنوب هو من الثقافة الارادوية التي لا علاقة لها بالعلمية و التي عفا عنها الزمن ؟؟؟ . و أود هنا أن أقول بأنه ليس لدينا مانع من ان يكون هو ذاته الممثل للجنوب اذا ما قام الحوار على قاعدة الشمال و الجنوب ، لأن الأهم هو تمثيل الجنوب و ليس الأهم من يمثله .

ثالثا: انه ليس هناك من حل شرعي للقضية الجنوبية إطلاقاً إلا بالحوار بين طرفيها اللذين هما الشمال و الجنوب . و تبعا لذلك ليس هناك مفر من الحوار على هذه القاعدة وفقا للشرعية الدولية بموجب قراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب و تعهد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب ، أو وفقاً للشرعية الشعبية بموجب استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره مهما طال الزمن . و لكنني أتمنى ألاَّ يطول هذا الزمن و ان يجلس الرئيس علي عبدالله صالح للحوار مع الرؤساء الجنوبيين الثلاثة لحل القضية، و الذين تُرفع صورهم في عموم فعاليات الحراك من باب المندب غربا الى سلطنة عمان شرقا . و اقول للذين يقولون أن الحراك بلا قيادة ان يقولوا لنا ما معنى ذلك ؟؟؟ ، و عليهم ان يدركوا بان تجزئة القوى السياسية و فرزها إلى شمال و جنوب قد بدأ من يوم 7 يوليو 1994م ، و انه لا يوجد اليوم اي سياسي جنوبي ضد القضية الجنوبية ولا يوجد أي سياسي شمالي معها ، و بالتالي ماذا يعني ذلك ؟؟؟ .

رابعا : إن القضية الجنوبية كما قلنا سابقا هي قضية وطنية تخص شعب الجنوب بكامل فئاته الاجتماعية من السلاطين الى المساكين و ليست قضية حزبية تخص الأحزاب . و لو كان الرئيس علي سالم البيض و الرئيس علي ناصر محمد و الرئيس حيدر ابو بكر العطاس ما زالوا في الحزب الاشتراكي لما رفعت صورهم في المسيرات و المظاهرات بكل تأكيد ، لأن القضية الجنوبية قضية وطنية ما فوق الحزبية و هي التي حتّمت ظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي خارج الأحزاب . فلو كان الحراك تابعاً للأحزاب لكانت قد مزقته الأحزاب على عددها بالضرورة . صحيح أن هناك عناصر في الحراك منحدرة من الأحزاب، و لكنها منخرطة في الحراك بصفتها الجنوبية و ليست بصفتها الحزبية . حيث أن الوظيفة السياسية للأحزاب هي ما بعد الوطنية و ليست ما قبلها ، و هي وظيفة طبقيه و ليست وظيفة وطنية بالضرورة أيضاً ، و على من يسعى من الجنوبيين إلى جر الحراك إلى الأحزاب أن يدرك بأنه يجر الحراك إلى التمزيق والضياع، وأنه بذلك يشارك في دفن القضية الجنوبية دون إدراك.

خامساً: إن قيادات الأحزاب القائمة حاليا لا تقرأ الواقع بشكل صحيح ، و لو كانت تقرأ الواقع بشكل صحيح لما وصلت البلاد إلى ما وصلت إليه . فعلى سبيل المثال بعد حرب 1994م مباشرة عندما كان الحزب الاشتراكي مازال قائدا للجنوب رفضت قيادته و معها قيادات الأحزاب الأخرى في السلطة والمعارضة أن يبقى الحزب ممثلا للجنوب . و هذا ما أدخله في علاقة نفي النفي الموضوعية مع القضية الجنوبية . والآن و بعد أن أصبح وجود الحزب نافيا للقضية الجنوبية، و وجودها نافيا له ، سارعت كل هذه القيادات للعمل على إعادة الحزب من جديد كممثل للجنوب خلافا للواقع الموضوعي الملموس الذي أصبح يرفض الحزب في الجنوب أكثر من غيره . و في تقديري انه يستحيل بعد الآن أن ينسجم الحزب الاشتراكي مع القضية الجنوبية و يخرج من علاقة نفي النفي معها إلاَّ بعودته إلى حزبين كما كان قبل إعلان الوحدة . و إذا ما حصل ذلك فانه من البديهي بأن يكون حزب الوحدة الشعبية هو الأقرب إلى الحزب الاشتراكي و ستظل العلاقة بينهما علاقة عضويه و رفاقية ومنسجمة أفضل من الآن .

سادسا: ان كل مشكلات اليمن هي مشكلات ذاتية يتوقف وجودها على وجود حامليها باستثناء القضية الجنوبية التي هي قضية موضوعية يتوقف وجودها على حلها و ليس على وجود حامليها . فعلى سبيل المثال لو غاب الحوثيون غابت مشكلتهم ، و لو غاب تنظيم القاعدة في اليمن غابت مشكلته ، و لو غاب اللقاء المشترك غابت قضيته ، لأنها كلها مشكلات ذاتيه أوجدها حاملوها و ليست هي التي أوجدت حامليها و مرتبط وجودها بوجود حامليها . أما القضية الجنوبية فهي قضية موضوعية وُجدت قبل وجود حامليها و هي التي أوجدت حامليها و مرتبط وجودها بحلها و ليس بوجود حامليها . فلو غاب الحراك الوطني السلمي الجنوبي و غاب كل السياسيين الجنوبيين ، فان القضية الجنوبية ستظل قائمه بقوة الواقع . و لو كانت القضية الجنوبية قضية ذاتية تتعلق بالافراد لكانت قد حُلت عبر المليارات التي صرفها النظام على الجنوبيين في شراء الذمم و في السيارات و الهبات و غيرها ، ناهيك عما صرفه النظام للموظفين معه في السلطة.

سابعا : إننا هنا نود القول بأننا لسنا ضد الوحدة من حيث المبدأ ، وإنما نحن ضد الاحتلال الذي جاءت به الحرب. و نحن ندعو السلطة للحوار حول الوضع القائم ما إذا كان هو وحدة أم انه احتلال ؟؟؟ . و نطلب ممن يخالفنا المسلمات التالية أن يدحضها أو يأتي بغيرها ، و أولاها : أن أية وحدة سياسية بين دولتين هي وحدة السيادة الوطنية وليست حكم طرف على الطرف الآخر و نهب أرضه و ثروته و حرمانه منها و طمس تاريخه السياسي و هويته لصالح غيره .

و ثانيها : ان ما هو قائم حاليا في الجنوب ليس وحدة و إنما هو احتلال ، لأنه قائم على نتائج الحرب و ليس على اتفاقيات الوحدة و دستورها . و ثالثها : بأنها لا توجد شرعية لأي حل مهما كان صائبا الا باستفتاء شعب الجنوب على هذا الحل ، سواءً كان هذا الحل هو فك الارتباط او الجنوب العربي او الفيدرالية أو الحكم المحلي او غيره ، لأنه لا يوجد و لن يوجد أي حل مشروع إلا برضى الشعب صاحب الشأن . و لذلك فانه لا يجوز -من حيث المبدأ- القبول بأي حل ما لم يكن مربوطا باستفتاء شعب الجنوب على هذا الحل ، و لا يجوز -من حيث المبدأ أيضاً- رفض أي حل إذا ما رُبط باستفتاء شعب الجنوب عليه حتى و لو كان الوضع القائم ذاته . و رابعها : ان الجنوب ملك لأهله و ليس ملكا لغيرهم ، و انه ليس هناك من حل إلا بذلك . و خامسها : ان الجنوبيين ليسوا ملزمين بدستور الحرب و قوانينه ، و ليسوا ملزمين بما ترتب على الحرب بما في ذلك العملة النقدية الشمالية التي حلت محل عملة الوحدة التي هي الدرهم المتفق عليها في اتفاقية إعلان الوحدة. و بالتالي أين هي الوحدة لمن يدعونها ؟؟؟ .


ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:26 AM   #8
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

د.محمد حيدره مسدوس : ثورة الشباب وتوحيد الشعار
إن الشباب هم طاقة الثورة في كل مكان و زمان في العالم ، و لكن طاقة الشباب بدون خبرة القدامى تظل عمياء ، و خبرة القدامى بدون طاقة الشباب تظل ميتة. فقد ظلت خبرة القدامى في تونس و مصر ميتة الى ان جاءت ثورة الشباب ، و على الشباب الآن أن يدركوا حاجتهم اللاحقة لخبرة القدامى حتى لا تكون طاقتهم هذه عمياء و تؤدي الى الخطأ . فالشباب الثائرون في البلدان العربية قد لا يكونون مدركين بان ثوراتهم هذه هي تعبير عن تناقض موضوعي بين الفقر و الغنى ، و تعبير عن ازمة دستورية تتعلق بشكل الدولة المركزية وبشكل النظام السياسي ما إذا كان رئاسيا ام برلمانيا ، و كل ذلك تغذية التناقضات الدولية على مصالحها في المنطقة باستثناء ليبيا التي يحرك احداثها الاستبداد الفردي من الداخل واللعبة الدولية من الخارج. وبالتالي فإن عدم الإدراك لكل ذلك سيؤدي الى الفوضى الهدامة و ليس الخلاقة. كما أن عدم إدراكهم لذلك وعدم التوافق بين المخابرات الدولية على مصالح بلدانها في المنطقة سيؤدي إلى حروب أهلية ما لم تكن لثورة الشباب هذه قيادات سياسية وطنية من أصحاب الخبرة والدراية بالصراعات الدولية ، خاصة وان أجهزة ومؤسسات الانظمة العربية هي اجهزة و مؤسسات حكام (سلطة) و ليست اجهزة و مؤسسات دولة . اما في اليمن فإن الأمر مختلف تماما وأكثر تعقيداً. فرغم وجود التناقض بين الفقر و الغنى ، و رغم وجود الازمة الدستورية المشار إليها أعلاه ، إلا ان ما يحرك الشارع الجنوبي هي قضية الجنوب، و ما يحرك الشارع الشمالي هي المقايضة برأس النظام لدفنها . و لذلك فإنني أود ان أقول لثورة الشباب في الجنوب ، و لثورة الشباب و اللقاء المشترك في الشمال ، و لاصحاب السلطة ما يلي:

اولا: لثورة الشباب في الجنوب، اقول : انني اريد ان اعلمكم بان اللقاء المشترك منذ عام 2006م و هو يحاول اقناع الجنوبيين في الخارج بحصر قضية الجنوب في رأس النظام و المقايضة به ، و ان الجنوبيين في الخارج اشترطوا ذلك بالاتفاق اولا على حل قضية الجنوب ، و لكن اللقاء المشترك حاليا يحاول الانفراد بكم و اقناعكم باستبدال شعار قضية الجنوب بشعار اسقاط النظام للهدف ذاته ، بينما شعار قضية الجنوب اكثر شرعية بما لا يقاس من شرعية شعار اسقاط النظام . كما ان استبدال شعار قضية الجنوب بشعار اسقاط النظام يعتبر تنازلا ضمنيا عن قضية الجنوب و تنازلا ضمنيا عن قراري مجلس الامن الدولي المتخذين اثناء الحرب ، و هي الخديعة التي ظلت تجرنا اليها كل الاطراف السياسية في صنعاء . ثانيا: لثورة الشباب و اللقاء المشترك في الشمال ، اقول : ان توحيد الشارع الجنوبي مع الشارع الشمالي تحت شعار اسقاط النظام يتطلب شروطاً أربعة إذا ما كنتم صادقين مع وحدة الشعار ، و اول هذه الشروط هو : الاعتراف بقضية الجنوب كقضية وحدة سياسية بين دولتين اسقطها النظام بالحرب و حولها الى احتلال استيطاني أسواء من الاحتلال البريطاني. وثانيها: انكم بعد اسقط النظام مستعدون للحوار مع الجنوبيين لحلها تحت اشراف دولي . و ثالثها : ان يكون تضامنكم مع ضحايا عدن في مناطقكم و ليس في عدن ، لأن الزحف نحو عدن يوحي لنا بان الهدف اسقاط الحراك قبل اسقاط النظام، خاصة وان إسقاط النظام يتطلب الزحف نحو العاصمة صنعاء كما فعل التونسيون و المصريون و ليس نحو عدن .

و رابعها : ان تكون التضحيات متساوية بين الشمال و الجنوب بحسب نسبة السكان ، لأن تضحيات عدن في اسبوع واحد على شعاركم كانت اكثر من 20 شهيداً و مئات الجرحى و المعتقلين ، مقا بل شهيد واحد او اثنين في الشمال و بعض الجرحى و المعتقلين و هو شعاركم ، بينما لم يسقط شهيد او جريح او معتقل واحد من الشمال على شعار الجنوب ، بل بالعكس ظللتم و مازلتم تحاربونه . فما لم تقبلوا بالشروط الاربعة فإننا سندعو ثورة الشباب في الجنوب الى التمسك بشعار قضية الجنوب المستنده على قراري مجلس الامن الدولي الداعيين الى عدم فرض الوحدة بالقوة، و هو ما يعني حق تقرير المصير لشعب الجنوب ، والتضامن مع شعاركم كدعم لكم و عدم رفعه او تبنيه.

ثالثا: لأصحاب السلطة، اقول : انكم لستم بحاجة الى تقديم مليون شهيد على الوحدة كما تقولون، و انما انتم بحاجة الى دورة فكرية و سياسية تجعلكم تتجاوزون جهلكم بها . و لو كنتم قد قلتم بأنكم ستقدمون مليون شهيد على الاحتلال لكان استقام منطقكم ، لأنكم حاليا تدافعون عن الاحتلال و ليس عن الوحدة بكل تأكيد . فأنا متأكد أنكم لم تفهموا أبجدية معنى الوحدة وأنها ضحية جهلكم بها ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه . فلو كنتم تفهمون معنى الوحدة لما قمتم بالحرب بعد اعلانها ، و لما اسقطتم شرعية اتفاقياتها قبل تنفيذها ، و لما استبدلتم دستورها بعد الحرب . و لو كنتم ايضا تفهمون معنى الوحدة لما نهبتم الارض و الثروة في الجنوب و حرمتم اهلها منها ، و لما طمستم الهوية و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال ، و لما قمتم بحل اجهزة و مؤسسات دولة الجنوب النزيهة و المتطورة لصالح اجهزة و مؤسسات دولة الشمال الفاسدة و المتخلفة خلافا لاتفاقيات الوحدة و دستورها . و لو كنتم كذلك تفهمون معنى الوحدة لما رفضتم إزالة آثار الحرب و إصلاح مسار الوحدة رغم بديهيته ، و لما خالفتم المنطق و اصريتم على واحدية الشمال و الجنوب بعد الحرب و قلتم ان الوحدة هي وحدة الواحد و اثبتم عدم فهمكم لها . فكما قال العالم الالماني الشهير (( انيشتاين )) ان من خالف المنطق اثبت عجز تفكيره ، و هو ما ينطبق تماما عليكم . فأنتم لا تميزون بين الوحدة و الاحتلال ، و لا تدركون بأن ميزة الاحتلال هي سلب سيادة الناس على ارضهم كما تفعلون بنا منذ حرب 1994م ، و لا تدركون ايضا بأن ميزة الاحتلال الاستيطاني هي التملك بالارض و الثروة بدلا عن اهلها كما تفعلون بنا كذلك منذ حرب 1994م . و لو كنتم تدركون ذلك لما فعلتم ما فعلتموه بشعب الجنوب . هذا و في الختام اود ان اقول لكم بان عناصر تنظيم القاعده الذين ادخلتموهم الى عدن ليبرروا لكم قمع الشعب المسالم هناك او للقيام بأغتيال قيادات جنوبية هناك ، هم سيف ذ و حدين و سوف تكتوون بنارهم قبل غيركم ، و لذلك فإنني أنصحكم بأن تبتعدوا عن هذه اللعبة القذرة و ان تسلموا بحل قضية الجنوب قبل غيرها . فقد سبق و ان قلت في صحيفة الوسط بأن كل مشاكل اليمن ذاتيه باستثناء قضية الجنوب التي هي موضوعية . فعلى سبيل المثال لو اختفى اللقاء المشترك لاختفت مطالبه ، و لو اختفى الحوثيون لاختفت قضيتهم ، و لو اختفى الارهابيون لاختفى شرهم ، و لو اختفى الفاسدون لاختفى الفساد ... الخ ، لان كل هذه المشاكل هي من صنع اصحابها ، و هي لذلك مشاكل ذاتية و ليست موضوعية . اما قضية الجنوب فهي قضية موضوعية لم يخلقها الحراك ، و انما هي من خلق الحراك . و لو اختفى الحراك لما اختفت ، بل ستظل قائمة بقوة الواقع الى ان يأتي من يعبر عنها بدلا عن الحراك . فهي قضية موضعية ، و هي ام القضايا كلها في البلد ، و بحلها تحل بقية القضايا الاخرى تلقائيا ، لانها ستأتي بنظام سياسي جديد يرضي المعارضه و الحوثيين و يزيل الفساد و يقفل الابواب اما تنظيم القاعدة. اما بدون حلها فلن تحل اي مشكلة في البلد ، بل سيظل كل طرف يوظفها لصالحه .
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:31 AM   #9
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

محمد حيدرة مسدوس:

كل شئ عند صالح محسوب وهو الرابح الأكبر.


الراية الأسبوعية تحاور القيادي البارز بالحزب الاشتراكي اليمني المعارض

»بن شملان« مرشح اللقاء المشترك محلل لقهر الجنوب وآيل للسقوط

تحالف الاشتراكي والإصلاح عمل خياني ضد قضية الجنوب
حرب 1994 ألغت الوحدة في الواقع وفي النفوس



الأغلبية الجغرافية التي تهيمن على قرارات الاشتراكي تفتقر إلى الشرعية
أرض الجنوب وثرواته تخضع الآن لأصحاب السلطة والمال من أبناء الشمال
بدون الحديث عن شمال وجنوب يسقط مفهوم الوحدة ويتحول إلى احتلال
الوحدة التنظيمية لـ»الاشتراكي« قائمة أما وحدته الفكرية والسياسية غائبة
أرفض أن أعيش منفياً خارج الوطن وأولوياتي إصلاح مسار وحدته
أطالب بإلغاء فتوى »الإصلاح« التي بررت الحرب وإعادة ما نهب من ممتلكات الجنوب
العفو العام عن قيادات الاشتراكي لا يكفي والمطلوب إلغاء كل الأحكام القضائية بشأنهم
الدفاع عن قضية »الجنوب« هو في الأصل دفاع عن الوحدة بالضرورة
أحزاب اللقاء المشترك تكرس شرعية الرئيس صالح لأول مرة منذ تولى الحكم

معارضة الخارج نتيجة لرفض السلطة لانجاز المصالحة وإصلاح مسار الوحدة
حاوره في صنعاء: نبيل سيف الكميم
صريح إلى أقصى حد.. يطرح رؤيته بدون مواربة أو التفاف دائماً عبر الخط المستقيم الذي يؤمن أنه وحده فقط الذي يقود إلى الحقيقة.منحاز لخيارالمعارضة ولكنها المعارضة التي تبحث عن إصلاح المسارات المغلوطة وفق رؤيته سواء على مستوى النظام الحاكم أو على صعيد الحزب الاشتراكي المعارض الذي ينتمي إليه لكنه لا يؤمن بقياداته الحالية ويقود تياراً أطلق عليه: تيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة اليمنية وإزالة آثار حرب صيف 1994.. وهي الحرب التي يرى أنها كرست الوحدة من حيث الشكل لكنها شيدت مسافة بينها وبين الواقع والنفوس.
صاحب هذه الرؤى هو محمد حيدر مسدوس القيادي البارز في الحزب الاشتراكي وعضو مكتبه السياسي.بعض إجاباته جاءت صادمة لي.. ومع ذلك تقبلتها من منظور القبول بالآخر وإخراج حق الرأي الآخر.. خاصة فيما تحدث حول بقاء ما وصفه بقضية الجنوب وسيطرة قيادات شمالية على الحزب الاشتراكي وأمور كثيرة.. على أي حال الحوار مع »مسدوس« يكشف الكثير مما يختزنه في صدره.. ويؤكد أنه لا يطرح رؤاه من أجل المعارضة بل قصده الأساسي الإصلاح.
هنا حصيلة الحوار الذي امتد إلى تساؤلات الساعة في اليمن..
ما الذي يجري داخل الحزب الاشتراكي.. وما حكاية الخلافات بين قياداته؟
- هناك خلاف في الآراء السياسية حول علاقة الحرب- حرب صيف 94 - بالوحدة اليمنية- فالبعض في قيادة الحزب يرى أنه لا توجد علاقة للحرب بالوحدة، والبعض يرى بأن حرب عام 1994 قد ألغت الوحدة اليمنية التي تحققت في 22 مايو 1990 في الواقع وفي النفوس.
الخلافات لماذا؟
ما الذي يدفع بهذه الخلافات.. ولماذا؟
- تدفع بها القناعات السياسية المتعارضة في قيادة الحزب.. ذلك لأن الذين يفصلون الحرب عن الوحدة هم أصلاً يدفنون قضية الجنوب في الوحدة سواءً كان ذلك منهم بوعي أو بدون وعي- صحيح أنهم الأغلبية، ولكنهم أغلبية جغرافية تسير خارج وثائق الحزب- ونحن ملزمون بالدفاع عن القضية الجنوبية في إطار الوحدة وبموجب وثائق الحزب.
من الشمال
ما الذي تعنيه بالأغلبية الجغرافية في قيادة الحزب؟
- أقصد أن أغلبية قيادة الحزب الآن هي من الشمال، وتتخذ القرارات بالأغلبية الجغرافية وذلك خارج وثائق الحزب.. وهي لذلك قرارات غير شرعية.. فعلى سبيل المثال، لو كان التصويت على المشاركة في الانتخابات المحلية والرئاسية التي ستتم في سبتمبر القادم ستخدم قضية إزالة آثار الحرب- عام 1994م- وإصلاح مسار الوحدة أو لا تخدمها، وقالت الأغلبية بأنها تخدمها، فإن رأي الأغلبية هو شرعي وملزم للأقلية بموجب النظام الداخلي للحزب- لكن أن يكون التصويت على استبدال القضية ودفنها، فإن رأي الأغلبية غير شرعي وغير ملزم للأقلية بموجب البرنامج السياسي للحزب.
ألغت الوحدة
حرب الدفاع عن الوحدة- حرب صيف 1994- قلت إنها ألغت الوحدة اليمنية في الواقع وفي النفوس.. كيف وما هي الأوجه الملموسة لذلك- من وجهة نظرك؟!
- حرب 1994 اسقطت شرعية التراضي بين النظام السياسي الذي كان يحكم شمال اليمن والنظام السياسي الذي كان يحكم جنوب اليمن.. وهما النظامان اللذان وقعا على اتفاقية الوحدة بين الشطرين، واستبدلتهما بشرعية القوة وشرعية القوة غير شرعية في القانون الدولي و هي غير شرعية بالضرورة، وقد أكد ذلك قراري مجلس الأمن الدولي أثناء حرب العام 1994.. أما في الواقع وفي النفوس، فإن أرض الجنوب وثرواته أصبحت بيد أصحاب السلطة والمال من أبناء الشمال، وأصبح أصحاب الأرض والثروة الأصليين من أبناء اليمن في الجنوب محرومين منها، وهذا ما يولد الحقد والكراهية بين الشعب في الجنوب وفي الشمال.
الحزب والمستقبل
اليوم الحزب الاشتراكي اليمني إلى أين يسير.. وما هي خياراته بالنسبة للمستقبل؟
- الحزب الاشتراكي اليمني الآن يسير باتجاهين مختلفين- أحدهما مع أحزاب اللقاء المشترك للمعارضة- وبالتالي فإن قضيته أصبحت هي قضية أحزاب اللقاء المشترك للمعارضة والتي تضم التجمع اليمني للإصلاح والتنظيم الوحدوي الناصري وحزب الحق واتحاد القوى الشعبية.. هذا الاتجاه الذي مع أحزاب المعارضة أكثرية عناصره منحدرة من الشمال؟!
أما الاتجاه الثاني فهو مع قضية إزالة آثار حرب 1994 ومع إصلاح مسار الوحدة بموجب وثائق الحزب وأكثرية عناصر هذا التوجه منحدرون من الجنوب؟!
وجهت رسالة لقيادة الحزب ذكرت فيها بأن هناك خيارات للحفاظ على الحزب وهي إما أن يسير الحزب باتجاه أقصى الآخر داخل قيادته أو أن يتوحد مع ذاته...
- نعم وجهت هذه الرسالة لقيادة الحزب قبل أسابيع وأقصد منها أن نعمل كحزب موحد برأي وموقف واحد وفقاً لوثائق الحزب أو الاعتراف بوجود الاتجاهين في قيادته والسماح لهما باستخدام وسائل إعلام الحزب على قدم المساواة كما كنا قبل المؤتمر العام الخامس للحزب..!
اسقاط النظام
هذا ما دفعك للقول إن هناك رؤيا ثنائية تجاه الوحدة والحرب في قيادة الحزب؟
- نعم، فيوجد في الحزب اتجاهان سياسيان أحدهما يرى أن المشكلة هي في علي عبدالله صالح واخوانه- وان اسقاطهم هو الحل- واتجاه يرى أن المشكلة هي في حرب 1994 ونتائجها، وان ازالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة هي الحل، لأنه حتى إذا ما تم اسقاط نظام علي عبدالله صالح واخوانه. فإن المشكلة ستظل قائمة بقوة الواقع.
كيف لي أن أقبل منك ما تطرحه الآن عن وجود شمال وجنوب في قيادة الحزب الاشتراكي وكذا على أرض الواقع، بعد 16 سنة من تحقيق الوحدة اليمنية.
لابد أن تفهم بأن المفهوم الجغرافي للوحدة هو الدليل الوحيد على وجود الوحدة ذاتها.. لأنه بدون الحديث عن الشمال والجنوب في الوحدة يسقط مفهوم الوحدة ويتحول إلى احتلال وما يترتب على ذلك من شرعية لحق تقرير المصيروهذا هو المبرر العملي والمبرر المنطقي والديمقراطي الذي يجب أن يجعلك تقبل مثل هذا الطرح.. فكيف يمكن لهم الخطأ والصواب في الوحدة بدون المفهوم الجغرافي لها وعلى أي أساس؟
ادافع عن الحزب
توجه انتقادات حادة في الكثيرمن الأوقات لقيادة الحزب.. فما هي رؤيتك؟
- لم أوجه انتقادات لقيادة الحزب، وإنما أدافع عن وثائق الحزب التي يجري إهمالها.. فعلى سبيل المثال، هم الذين يرفضون العمل من أجل قضية إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة المقررة في كل وثائق الحزب، وهم الذين يمارسون الاعتراف الضمني بشرعية الحرب ونتائجها ومنحها صفة الشرعية زوراً باسمنا على حساب قضية الجنوب، وهم الذين يجرون الحزب إلى التعارض مع قضية الجنوب الذي هو المسؤول عنها قبل غيره.. إلخ..و هذا العمل الذي يمارسونه هو أكثر ضرراً سياسياً وأكثر خطورة من غيره على قضية الجنوب على الحزب ذاته.
هل يعود ذلك لأسباب شخصية.. أم أنه يعود لأن قيادة الحزب خرجت عن مسار ما يراد منها؟
- لم يعد لأسباب شخصية، لأن العلاقات الشخصية مع القيادة السابقة والجديدة ممتازة، ولو سألتهم عن ذلك لأكدوها ولكن الخلاف لأسباب سياسية تتعلق بالحرب ونتائجها التي عطلت مسار الوحدة بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية.. فقد قلنا لهم اقنعونا بأن الحرب لم تمس الوحدة، وأن الوحدة صالحة ولا تحتاج إلى إصلاح وسنكون معكم، أو أقبلوا منا بأن الحرب عطلت مسار الوحدة، وأن الوحدة عاطلة وبحاجة إلى إصلاح كما جاء في وثائق الحزب وسيروا معنا، ولكنهم يرفضون.
لست وحيداً
وحدة الحزب، هل مازالت باقية، وكذا توجهاته العامة؟
- الوحدة التنظيمية قائمة، لأن أمانته العامة واحدة ومكتبه السياسي واحد ولجنته المركزيةواحدة.. أما الوحدة الفكرية والسياسية فغائبة منذ انتهاء الحرب للأسباب السالف ذكرها والتي تشمل توجهاته.
يلاحظ أنك صرت وحيداً داخل قيادة الحزب، لماذا؟
- لم أكن وحيداً، لأن كل المنحدرين من الجنوب في الحزب و خارج الحزب هم مع قضية ازالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة ولا يوجد جنوبي ضدها، وهذا دليل على أنني لم أكن وحيداً.. صحيح أن بعضهم يحسون بالقضية ولا يدركونها نتيجة لمستواهم الفكري، و لذلك يرفعون أيديهم مع الأغلبية في التصويت من الناحية التنظيمية، ولكن ذلك لا يعني أنهم ضد القضية، أي إحساسهم بالقضية يجعلهم متمسكين بها، وعدم إدراكهم لها يجعلهم يرفعون أيديهم في التصويت بدونها.. فتمسكهم بقية ازالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة مثلاً هو دليل على إحساسهم بها، وذهابهم في الانتخابات بدونها هو دليل على عدم إدراكهم لها، ولكنهم حتماً سيدركونها مستقبلاً وسيرفعون أيديهم معنا بكل تأكيد. وحتى لو افترضنا أنني وحيد وأنا على حق، فهل يعني ذلك أن الحقيقة ستختفي، أم أن المعارضين لها هم الذين سيختفون؟ فعلى سبيل المثال كان »جاليلليو« وحيداً في الكنيسة عندما جاء إليها حاملاً حقيقة دوران الأرض من حولالشمس وكان الجميع ضده، ولكنهم اختفوا وانتصرت حقيقة »جاليلي« الذي كان وحيداً فيها.
مصالح القيادة
ألا ترى بأن ذلك يعود الى ان ما تطرحه يحالف مصالح الحزب وقيادته الحالية؟
- قد يكون ذلك ولكنه ليس مخالفاً للحقيقة وليس مخالفاً لوثائق الحزب، وإنما هو ترجمة لها. أما القول بأنه مخالف لمصالح القيادة أو مخالف لمصالح الحزب كما تقول القيادة، فهذا كما قلت في صحيفة الأيام هو فهم نقابي لوظيفة الحزب. فوظيفة الحزب ليست في مصالح الحزب كما هي عليه وظيفة النقابة، وإنما وظيفة الحزب هي قضية الوطن وحقوق أهله.
معلوم أنك رجعت الى اليمن بعد -حرب الدفاع عن الوحدة - صيف 1994م بقرار اتخذته أنت ووقتها نشر لك مقال تحدثت فيه عن ما حدث قبل تلك الحرب وأسبابها وتداعيات ما بعدها - سؤالي - ما الذي أراد محمد حيدر مسدوس أن يقوله؟
- أنا عدت بعد الحرب مباشرة لأنني لا أستطيع العيش خارج الوطن، وقبل الإجابة على السؤال أود أن أقول بأن الحرب من الناحية الموضوعية لم تكن دفاعا عن الوحدة كما تعتقدون، وإنما كانت إسقاطا لها في الواقع وفي النفوس بالضرورة. أما المقال فلا أذكر بأنني قد كتبت مقالا بهذا المعنى. ولكنني كنت وما زلت أقول بأن الحرب قد جاءت نتيجة لأزمة سياسية اعترف بها الجميع في وثيقة العهد والاتفاق، وقامت صنعاء باستبدال الحل الذي جاءت به الوثيقة بالحل العسكري وعطلت مسار الوحدة، والأزمة السياسية التي أدت الى الحرب كانت لها أسباب موضوعية تتعلق بالاختلاف الاقتصادي والاختلاف الاجتماعي والاختلاف الثقافي بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية، وكانت لها أسباب ذاتية تتعلق بعدم تنفيذ اتفاقيات لوحدة وفشل المرحلة الانتقالية في إنجاز مهامها، وبالتالي جاءت الأزمة كتحصيل حاصل لذلك. وهناك أسرار كثيرة حول هذه القضية لم يأت الوقت لطرحها.
منذ ذلك الوقت لم يقتصر الهجوم عليك على الخطاب الإعلامي الرسمي، بل ان صحيفة الحزب تعمدت ان تهاجمك وتنتقد اطروحاتك - لماذا؟
- هذا صحيح، وهو دليل على أن القاسم المشترك بينهما معاداة قضية إزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة المقره في وثائق الحزب والتي نحن نتبناها. كما ان مهاجمتهم لي هي دليل على صواب ما أطرحه. فلو كان ما أطرحه خطأ، لما كانوا بحاجة لمهاجمتي، وإنما سيكونون بحاجة الى تكذيب ودحض ما أطرحه. وبالتالي فإن مهاجمتهم لي هي دليل على صواب ما أطرحه.
مسار الوحدة
تحدثت حول اصلاح مسار الوحدة اليمنية، ما هي دوافعك لذلك - وهل تحتاج وحدة اليمنيين الى إصلاح مسارها؟ وما الغاية منه وبأي الوسائل سيتم تحقيقه؟
- دوافعي وحدوية أصلاً، لأننا كنا نمثل دولة اليمن الجنوبية، وأعلنا وحدة سياسية مع دولة اليمن الشمالية، وجاءت الحرب وأسقطت شرعية اعلانها وشرعية كل ما اتفقنا عليه بكل تأكيد. وبالتالي فإن شرعية إعلان الوحدة وشرعية ما اتفقنا عليه تتوقف على إزالة اثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة بالضرورة، لأنه بدون ذلك ستتحول المشكلة القائمة من مشكلة وحدة عطلت الحرب مسارها الى مشكلة احتلال وما يترتب على ذلك من شرعية لحق تقرير المصير. أما كيف سيكون ذلك وبأي الوسائل، فقد قلنا أكثر من مرة بأن ازالة أثار الحرب تعني نقاط أربع، وبأن إصلاح مسار الوحدة يعني واحدا من خيارات أربعة سبق وإن قلناها عبر وسائل الإعلام، ولمزيد من التكرار يمكن توضيح ذلك في التالي:
أولاً حول إزالة آثار الحرب:
قلنا بأن هناك نقاط أربعا مجتمعة يمكن لها أن تؤدي الى إزالة آثار الحرب، وهي:
- إلغاء الفتوى الدينية التي أصدرتها قيادات في الإصلاح والتي بررت الحرب، لأنها خاطئة، ولأنه لا يجوز دينياً ولا يجوز وحدوياً ولا يجوز قانونياً ولا يجوز أمنياً بأن تظل باقية.
- إعادة ما نهب تحت هذه الفتوى وتحت غيرها من ممتلكات خاصة وعامة، باعتبارها ثروة الشعب في الجنوب حولها النظام السابق في الجنوب الى ملكية الدولة، وباعتبار انه لا يجوز دينيا ولا يجوز وحدوياً ولا يجوز قانونياً بأن يمتلكها غير ابناء الشعب في الجنوب.
واعادة المشردين في الداخل والخارج الى أعمالهم وإعادة ممتلكاتهم باعتبار ذلك من الحقوق المدنية التي تضمنها الشرائع السماوية والإعلان العالمي لحقوق الانسان. وبالتالي فإنه لا يجوز دينياً ولا يجوز وحدوياً ولا يجوز قانونياً بأن يحرموا منها.
وإلغاء الأحكام وليس العفو العام الذي يثبت التهمة ويلغي عقوبتها على قائمة الـ 16 باعتبارها أحكاما سياسية باطلة وباعتبار ان الحرب هي حرب صنعاء على عدن باعتراف صنعاء ذاتها، وبالتالي من يحاكم من فيها؟ ثم انه لا يمكن ان تكون الوحدة شرعية بدون شرعية أصحابها.
أربعة خيارات
ثانياً: حول إصلاح مسار الوحدة:
فهناك خيارات اربعة يمكن الأخذ بأحدهما لاستعادة شرعية الوحدة التي أسقطتها الحرب، وإصلاح مسار الوحدة الذي عطلته الحرب، وهذه الخيارات الأربعة هي:
إصلاح مسار الوحدة على أساس اتفاقياتها التي اسقطتها الحرب قبل تنفيذها وعلى أساس دستورها الذي تم استبداله بعد الحرب.
وإصلاح مسار الوحدة على أساس وثيقة العهد والاتفاق الموقع عليها من الجميع والقتها الحرب وإصلاح مسار الوحدة على أساس الحكم المحلي كامل الصلاحيات غير السيادية وفقاً لتقسيم اداري جديد يقوم على أساس أقاليم أو ولايات وليس على أساس محافظات وإصلاح مسار الوحدة على نمط أي وحدة سياسية في العالم.
< سأقول بأني متفق معك بأن الوحدة اليمنية تحتاج الى إصلاح، ولكن ما هي منطلقات هذا التوجه الذي تدعو إليه، وما هي الغايات منه، وقبل ذلك ما الذي تريدون تحقيقه؟
- المنطلقات التي ننطلق منها هي اتفاقيات الوحدة التي اسقطتها الحرب، ودستور الوحدة الذي تم استبداله بعد الحرب، وقراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب، وتعهد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب، وكذلك آثار الحرب ونتائجها. أما الغاية فهي استعادة شرعية الوحدة التي أسقطتها الحرب وإصلاح مسار الوحدة الذي عطلته الحرب من أجل إصلاح وضع اليمن ككل من صعدة الى المهرة، وهذا هو ما نريد تحقيقه.
أبناء الجنوب
الحديث عن غبن ومعاناة أبناء الجنوب، ألا ترى بأنه نظرة سياسية قاصرة تتجاهل مشكلات اليمن؟
- المفتاح لحل مشكلات اليمن ككل هو عبر بوابة الوحدة، ومن يعتقد بغير ذلك واهم، ويخلق بذلك شرعية وامكانية الانفصال دون إدراك.. فالحديث عن غبن ومعاناة ابناء الجنوب هو الحديث الشرعي في الطريق الى بوابة الوحدة، وبوابة الوحدة هي الطريق لإصلاح أوضاع اليمن ككل من صعدة الى المهرة كما حصل في السودان.
أنت تركز على وثائق الحزب وقراراته، وقلت في اجابة سابقة بأن قيادة الحزب صارت مع قضية احزاب اللقاء المشترك ولم تعد مع قضية الحزب حسب تحديك.. باعتقادك ما الذي دفع قيادة الحزب لذلك؟
- الفهم الخاطىء للوحدة وغياب الفهم الصحيح لها من قبل هذه القيادات، اضافة الى النزعة الشطرية لدى بعض المنحدرين من الشطر الشمالي في قيادة الحزب.
هناك من يرى أن قيادة الحزب الاشتراكي اليمني الحالية قد تجاوزت التوجه الحزبي الى مستوى تبني القضايا الوطنية بشكل اشمل، وان تحالفها مع أحزاب اللقاء المشترك للمعارضة هو دليل على ذلك، انت ماذا تقول؟
- القضايا الوطنية يبدأ تبنيها بإزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، لأن أي عمل سياسي بدون هذه القضية هو عمل شطري خاص بالشمال بالضرورة، اما التحالف مع أحزاب اللقاء المشترك فهو لتحقيق الأهداف الثلاثة التي تسعى إليها القيادة الحالية للاشتراكي والتي سبق وأن أشرت إليها في إجابة سابقة.
قضية الجنوب
ما أسباب تحفظك تجاه التحالف القائم بين الحزب الاشتراكي وأحزاب اللقاء المشترك للمعارضة؟
- الحزب الاشتراكي له قضية خاصة بالحرب ونتائجها وهو المسؤول عن معالجتها وحلها باعتباره كان ممثلاً لدولة الجنوب، وكان طرفاً في الأزمة السياسية والحرب، ولكن وجوده الآن بين أحزاب لا تعترف بهذه القضية يجعل قضية الحزب الاشتراكي هي قضية الأحزاب التي يتحالف معها وليس قضية الخاصة بحرب العام 94م ونتائجها وهذا عمل خياني لقضية الحزب.
تتحدث عن الدفاع عن القضية الجنوبية أو كما قلت قضية الحزب؟
- لا بد من الإدراك بأن الدفاع عن القضية الجنوبية في إطار الوحدة هو أصلاً دفاع عن الوحدة ذاتها وهو من أجلها بالضرورة.لأن صاحب القرار النهائي في الوحدة هو الشعب في الجنوب وليس الحزب الاشتراكي أو غيره. فإذا فقد الشعب في الجنوب تاريخه السياسي وهويته وخسر مصالحه ومستقبله في علاقته مع الشمال كيف يمكن أن يقبل هذه العلاقة ويبقى فيها الى الأبد؟. أما كيف الدفاع عن هذه القضية وما هي الوسائل فقد قلنا ان الكيف هو إزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، وإن الوسائل هي عبر الحوار.
شرعية الحرب
تقول الآن ان قيادة الحزب الحالية تعترف بشرعية حرب 1994م ما الذي تعنيه؟
- أعني ان مشاركة الحزب الاشتراكي في الانتخابات بدون إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة هي اعتراف ضمني بشرعية الحرب ونتائجها. وفي هذه الحالة تسقط شرعية مطالبته بإزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة وتغيب امكانية إصلاح الوحدة لصالح الحل الانفصالي بالضرورة أيضاً.
لماذا تعتبر الحزب الاشتراكي مسؤولاً عن قضية الجنوب دون غيره؟
- لأنه دون غيره كان ممثلاً لدولة الجنوب وكان طرفاً في الأزمة والحرب، ولأنه امتداد لثورة الجنوب ومنبع وجوده من الجنوب، وعليه مسؤولية تاريخية تجاه الجنوب أكثر من غيره.
اليوم الحزب الاشتراكي متحالف مع خصمه الإسلامي حزب الإصلاح، كيف تنظرون الى ذلك؟
- نحن في تيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة ننظر إليه بأن هدفه الأول هو دفن القضية الجنوبية، لأن وجود الحزب الاشتراكي في تكتل سياسي يجعل قضيته السياسية في قضية التكتل الذي هو متواجد فيه، وبحيث ألا يبقى صاحب قضية خاصة تتعلق بالحرب ونتائجها، وهذا هدف مشترك للقاء المشترك وللسلطة. أما هدفه الثاني فهو لتحسين صورة حزب الإصلاح عند الأمريكان ولتحسين صورة الحزب الاشتراكي عند الإسلاميين. وفي تقديري ان هذا هو الذي أغضب بعض العناصر الإسلامية المتشددة والملتزمة للفتوى الدينية التي صدرت في حرب 1994م وأقروا الجهاد الذاتي على أساسها وقاموا باغتيال جارالله عمر في مؤتمر حزب الإصلاح. وأما هدفه الثالث والأخير فهو لإضعاف سلطة الرئيس علي عبدالله صالح، لصالح اللقاء المشترك وتوحيد اليمن الأسفل لمواجهة اليمن الأعلى.
يقال إن القيادة الحالية للحزب الاشتراكي جعلته تابعاً لحزب الإصلاح، ما تعليقكم على ذلك؟
- بعد أن هربت قيادة الحزب من قضية إزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة وتخلت عن الجنوب الذي هو منبع وجود الحزب، أصبح الحزب من حيث المضمون يسير في الخط السياسي للمعارضة السابقة في الشمال، وأصبح حزبا هامشيا يقوده حزب الإصلاح نحو الأهداف الثلاثة السالفة الذكر.
المعارضة والانتخابات
مرشح واحد لأحزاب اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسية، ما هي دلالة ذلك، وما الذي يعنيه على الصعيد اليمني وطنياً وسياسياً؟
- الدلالة في تقديري هي على الأهداف الثلاثة التي سبق ذكرها، مضافا إليها انهم غير قادرين بأن يكونوا رقما أمام السلطة الا مجتمعين، والقيمة السياسية في ذلك هي لصالح الرئيس علي عبدالله صالح لأنه لأول مرة في حكمه سيحصل على الشرعية لسلطته عبر هذه المنافسة.
ما هي توقعاتك عن نتائج الانتخابات المحلية والرئاسية؟
- توقعاتي بأن نتائج الانتخابات الرئاسية ستكون لصالح الرئيس علي عبدالله صالح دون منازع، وأحزاب اللقاء المشترك تدرك ذلك جيداً وتدرك بأن مرشحها هو مرشح للسقوط، بدليل انه لم يتجرأ أي من قادتها ان يترشح، وإنما استأجروا بن شملان كمرشح للسقوط ولدفن القضية الجنوبية باعتباره من حضرموت، وهو ذاته يدرك ذلك ويدرك انه لا يستطيع ان يقود المجتمع القبلي في الشمال، ولا أعرف كيف رضي على نفسه بذلك. أما الانتخابات المحلية فاحتمال ان تكون لصالح حزب الإصلاح، لأن نظرة الناس الى قيادات وكوادر حزب المؤتمر بأنهم فاسدون.
الرئيس صالح
ماذا عن تراجع الرئيس صالح عن قراره بعدم خوض الانتخابات، وما رؤيتك لذلك؟
- رأيي في ذلك ان كل شيء عند الرئيس محسوب، فعندما أعلن عدم ترشحه كان محسوباً، وعندما تراجع كان أيضاً محسوباً. وقد استطاع أن يضحك على أحزاب اللقاء المشترك ويحولهم من معارضة له الى معارضة لحزب المؤتمر الشعبي العام ويجعل من نفسه حكما بينهما في اتفاق المبادىء الخاص بالانتخابات والذي هو غير ملزم للسلطة قانونا طالما وهو بين احزاب وليس بين سلطة ومعارضة.
ليس مرشحنا
وماذا عن مرشح الحزب الاشتراكي وأحزاب اللقاء المشترك، والمنافس للرئيس علي عبدالله صالح في الانتخابات الرئاسية ما هي توقعاتك بشأنه؟
- كما قلت لك فإنه مرشح للسقوط وليس المنافسة وأحزاب اللقاء المشترك والحزب الاشتراكي يعرفون ذلك؟
- يتوقع ان يحظى مرشح المعارضة فيصل بن شملان بأصوات الناخبين المنتمين لهذه الأحزاب.. ومنها أصوات الاشتراكي.
< نحن في تيار إصلاح مسار الوحدة وإزالة آثار الحرب في الحزب الاشتراكي اليمني نرفض اي ترشيح باسم الحزب ونقول الآن بصراحة للأستاذ فيصل بن شملان بأنه ليس هناك إجماع على ترشيحه داخل الحزب الاشتراكي رغم احترامنا الكبير جداً لشخصه، لأننا في تيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة ندرك بأنه مرشح لدفن القضية الجنوبية لأنه جنوبياً من حضرموت وندرك بأنه مرشح للسقوط، وإلا لماذا لم يترشح أياً من قادة احزاب اللقاء المشترك للمعارضة!!.
مشاركة سياسية فقط
المعارضة قالت انه مرشح أجمع عليه الكل وحرصت على أن تقدمه كصورة لتوافق هذه الأحزاب حول قضية المشاركة في الانتخابات؟
- إن المتاح الآن أمام أحزاب اللقاء المشترك هو المشاركة السياسية فقط في الانتخابات وليس المشاركة الايجابية كما تدعي المعارضة ذلك لأن السلطة قد حضرت للانتخابات وفصلتها على مقاسها ودعت المعارضة إليها حتى تكون شاهد زور.
والسؤال الذي أريد أن أطرحه على أحزاب المعارضة وعلى الجميع هو لماذا في الانتخابات الرئاسية السابقة قامت بترشيح نجيب قحطان الشعبي لمنافسة الرئيس علي عبدالله صالح وهو من حزب الرئيس.. ولماذا الآن قامت بترشيح فيصل بن شملان وهو من خارج أحزاب اللقاء المشترك.
أحزاب اللقاء المشترك قالت ان ترشيحها لفيصل بن شملان كونه شخصية وطنية يمنية.. وليس لأنه من الجنوب كما تقول أنت؟
- المعارضة وأحزاب اللقاء المشترك والقيادة الحالية للحزب الاشتراكي رشحت فيصل بن شملان وهدفها دفن قضية الجنوب، وإن عدم ترشيحها لمنافس للرئيس صالح من الشطر الأكثر سكاناً - الشمال واختيار منافساً له من الشطر الأقل سكانا، الجنوب هو ترشيح للسقوط وخاصة في المجتع اليمني الذي يتسم بالعصبية والانتماء القبلي، ولذلك نرى أن ترشيحها لفيصل بن شملان وهو مرشح للسقوط أمام الرئيس علي عبدالله صالح باعتباره من الجنوب بأنه يساوي الإجماع الضمني لأحزاب اللقاء المشترك ولقيادة الحزب الاشتراكي على أن مرشحها هو الرئيس علي عبدالله صالح وأن مرشحها بن شملان وهو من الجنوب سيكون فقط كمحلل لقهر الجنوب.
دعونا للمقاطعة
تيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة في الحزب الاشتراكي هل سيشارك في الانتخابات الرئاسية والمحلية المقرر ان تتم في سبتمبر القادم؟
- لا لن نشارك بل ونحن دعونا الى مقاطعة الانتخابات.. قيادة الحزب الحالية أعلنت ان الحزب الاشتراكي سيشارك في الانتخابات لكننا ونحن جزء من الحزب نرفض ذلك ونرفض اي ترشيح باسم الحزب ما لم يتم إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة.
الحوار مع الحاكم
ما تطرحونه من قضايا يتبناها تيار إصلاح مسار الوحدة داخل الحزب الاشتراكي ما الذي يمنعكم من التحاور حولها وإثارتها مع الحزب الحاكم.. المؤتمر الشعبي العام؟
- لا نستطيع ذلك بدون الحزب ككل، ولذلك فإن الذي يقف دون إثارة وبحث هذه القضايا مع السلطة هي قيادة الحزب رغم ان ذلك موجود في وثائق الحزب وقرارات المؤتمر وقرار اللجنة المركزية. هذا أولاً وثانياً عدم رغبة السلطة في ذلك.
تيار إصلاح مسار الوحدة، هل لديه تحفظ من فتح حوار مع المؤتمر الشعبي العام، عن هذه القضايا وغيرها؟
- المشكلة هي مع السلطة وليست مع المؤتمر الشعبي العام، والسلطة لم تعترف بعد بوجود المشكلة، ولم تعد تعترف بالوحدة ولا بأي تمثيل للجنوب بعد الحرب.. وهذا ما يحقق شرعية وامكانية الانفصال بالضرورة كذلك.
ما هي الرؤيا التي سيقدمها اذا ما تم مثل هذا الحوار؟
- سبق وأن أوضحناها في مفهومنا لقضية إزالة أثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة ومفرداتها.
أدافع عن قضية
أنت تعارض بقوة من الداخل رغم اتفاق الخصوم سلطة ومعارضة على استهدافك؟
- أنا لست معارض لأحد، وإنما أدافع عن قضية إزالة آثار الحرب ورصلاح مسار الوحدة من أجل الوحدة، لأنه بدون ازالة آثار الحرب وإصلاح الوحدة سوف تتحول المشكلة بشكل حتمي من مشكلة وحدة عطلت الحرب مسارها الى مشكلة احتلال وما يترتب على ذلك من شرعية لحق تقرير المصير كما أسلفنا.
ختاماً معارضة الخارج ما رأيك فيها، وهل هي مؤثرة ولها صوت في الداخل؟
- معارضة الخارج هي تحصيل حاصل لرفض السلطة لقضية المصالحة وإصلاح مسار الوحدة، وقد تحول بعضهم الى حركة تحرير بسبب تصلب صنعاء تجاه هذه القضية، وبسبب عدم تبنيها من قبل الحزب الاشتراكي. ولو كان الحزب الاشتراكي قد تبناها رسمياً في خطابه السياسي والإعلامي وعمل من أجلها لما ظهرت المعارضة الجنوبية في الخارج بكل تأكيد. أما تأثيرها في الداخل فصدقني بأنه قد تجاوز الجميع في الشارع الجنوبي.
مسدوس ليس ممثلاً لأبناء المحافظات الجنوبية، ذلك ما يقال عنك أنت بماذا ترد عليهم؟
- هذه محاولة لشخصنة القضية، وهي محاولة فاشلة لأننا منذ انتهاء الحرب ونحن نطالب صنعاء بالاعتراف بالوحدة السياسية بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية واعتبار الجنوبيين الموجودين والسلطة ممثلين للجنوب سواء كانوا زمرة أو طغمة أو رابطة أو سلاطين وحلت المشكلة، ولكنها ترفض أي تمثيل للجنوب بعد الحرب، وهذا تراجع عن الوحدة ورفض
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2011-04-02, 09:37 AM   #10
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

توضيح للحراك :

بقلم د/ محمد حيدرة مسدوس

الحراك الوطني السلمي الجنوبي هو الجنوب كله ، و خير وسيله للتواصل معه هي الصحافه . و لهذا و على ضوء تقييم الناس لمؤتمر الرياض ، و وقف الحرب في صعده ، و التصعيد الأمني في الجنوب ، فاننا نود توضيح التالي :

1- بحكم إن مؤتمر لندن قد وضع اليمن تحت المجهر ، فان مؤتمر الرياض ربط المساعدات ضمنياً بحل القضايا السياسيه ، و هو يعلم بان القضية الجنوبية أم القضايا كلها ، و يعلم بأنها قضيه موضوعيه تستمد قوتها من وجودها الموضوعي و من شرعية وجودها ، و يدرك كذلك بان الوجود الموضوعي لهذه القضية هو من جعل شعب الجنوب يتحرك من ذاته لذاته ، أي من ذاته دون أن يحركه أحد ، و لذاته الوطنية بوعي و إدراك لم يشهده في تاريخه . و لذلك فانه لا يوجد لدى النظام أي مبرر موضوعي أو منطقي للهروب من الاعتراف بالقضية الجنوبية و الجلوس للحوار من اجل حلها غير غياب القيادة السياسيه لها أو أخطاء الحراك و تبعثره لا سمح الله ، و هو ما ندعو للحذر الشديد منه ، لان النظام يعمل عليه و يراهن عليه . و أود هنا أن أقول للنظام بأنه حتى إذا ما نجح في ذلك فانه لم يفعل غير ترحيل القضية ليكبر انفجارها بالضرورة . أمّا وقف الحرب في صعده فهو استجابة لمطلب دولي و هو دليل على الوصاية الدولية غير المباشرة على اليمن ، إضافةً إلى اكتشاف لعبة الحرب و إيقاف تمويلها على الطرفين . و أمّا التصعيد الأمني في الجنوب فهو في تقديري آخر محاوله لإسكات صوت الجنوب و بعد فشله سيكون الحوار ، أو قد يكون هذا التصعيد ذاته لتقوية شروط النظام في الحوار ، خاصةً و أن هناك إجماع عربي و دولي على الحوار ، و إذا ما كان الأمر على خلاف ذلك فان النظام بهذا التصعيد لم يفعل سوى تكريس الطلاق الأبدي بين الشمال و الجنوب ، و عليه أن يدرك بان دستور الحرب و قوانين الحرب التي يقمع بها الجنوبيين و يحاكمهم على أساسها ليست ملزمه للجنوبيين إذا ما استطاع الجنوبيون إيصال قضيتهم إلى محكمة الجنايات الدولية ، و على النظام أيضا أن يدرك بان من دفعوه إلى إسقاط الوحدة بالحرب تحت وهم الدفاع عنها و تحت وهم علاقتهم الوثيقة بالأمريكان ، هم اليوم الذين يدفعونه إلى قمع شعب الجنوب تحت الوهم نفسه و بإسم اتفاقيات الوحدة و دستورها اللذان ألغتهما الحرب . و لكننا نقول لهم بان حبل الكذب قصير . فلو لم تحصل الحرب ، و لو لم يكن الوضع القائم قائما على نتائجها ، و لو لم تنهب الأرض و الثروة في الجنوب و يحرم أهلها منها ، لربما يكون كلامهم صحيح . و لكن طالما و الحرب أسقطت الوحدة و ألغت موضوعيا شرعية إعلانها و شرعية اتفاقياتها و دستورها و خلقت وضعا جديدا لا علاقة له بما تم الاتفاق عليه ، فان ما يقولونه لا أساس له من الصحة بكل تأكيد . فأين هي الوحدة حتى يتم الحفاظ عليها ، و أين هي الوحدة حتى يكون هناك انفصال كما يقولون ؟؟؟ . و لذلك فان الأحرى بهم أن يدعوا للحوار حول وجود الوحدة من عدمها في الواقع و في النفوس إن كانوا صادقين .
2- إن ما جرى في الجنوب حتى الآن هو دليل على عدم فهم السياسيين الشماليين للوحدة ، و على عدم فهم السياسيين الجنوبيين لقضيتهم منذ البداية ، و هو درس للسياسيين الشماليين في الوحدة ، و درس للسياسيين الجنوبيين في قضيتهم . فقد برهن الواقع على إن السياسيين الشماليين أصغر من الوحدة بكثير ، و ان السياسيين الجنوبيين أصغر من قضيتهم بكثير . فلو كان السياسيون الشماليون في مستوى الوحدة لما أسقطوها بالحرب و لما رفضوا حل أزمتها حتى حولوها إلى أسوأ من الاحتلال . فمن يصدق ان شعب الجنوب الذي قاوم الاحتلال البريطاني 130 عام سيترحم عليه لولا القهر المفروض عليه منذ حرب 1994م ؟؟؟ . و من يصدق ان ثوار الجنوب الذين غيروا هوية الجنوب العربي إلى هوية الجنوب اليمني سيرفعون شعار الجنوب العربي من جديد لولا نهب أرضهم و ثروتهم و طمس هويتهم و تاريخهم لصالح الشمال ؟؟؟ . و لهذا فان يمنية الجنوب مرهونة موضوعيا بالاعتراف باليمنين ، لأنه بدون ذلك ليس أمام الجنوبيين غير العودة إلى هوية الجنوب العربي . أمّا السياسيين الجنوبيين فلو كانوا في مستوى قضيتهم لأعتزوا بها و أعلنوا قيادتهم السياسيه لها منذ البداية . فقد قال لي صديق انه سأل الشيخ العماد ، قائد الجبهة الإسلامية في المناطق الوسطى سابقا عن رأيه في قضية الجنوب و رأيه في مشكلة صعده ، و قال العماد ان القضية الجنوبية هي قضيه سياسيه شرعا و قانونا بامتياز و لكنها بلا رجال ، أي بلا قياده . أمّا مشكلة صعده فهي باطله شرعا و قانونا و لكن لها رجال .... الخ . و هذه حقيقة لا يمكن انكارها ، غير أنني على يقين بان القضية الجنوبية ستخلق رجالها ، و ان مشكلة صعده قد أخذت بعداً سلالياً يتطلب حلا سياسيا و ليس عسكريا . و الآن و بعد الدرس الذي قدمه الواقع للسياسيين الشماليين في الوحدة ، و الدرس الذي قدمه الواقع للسياسيين الجنوبيين في قضيتهم ، فان على السياسيين الشماليين الاعتراف العلني بالقضية الجنوبية و الجلوس للحوار من اجل حلها ، و على السياسيين الجنوبيين الاعتزاز العلني بقضيتهم و التوحد العلني من حولها و إعلان قيادتهم السياسيه لها ، و تحويل الحراك الوطني السلمي الجنوبي إلى حركه وطنيه لشعب الجنوب .
3- ان القيادة السياسيه المطلوبة موضوعيا و منطقيا للقضية الجنوبية ، هي القيادة التاريخية للجنوب زائداً القيادات الميدانية الموجودة حاليا في الميدان و أولاد السلاطين المناصرين للقضية و كبار التجار و رجال الأعمال الجنوبيين إذا ما رغبوا في ذلك ، و على ان تبدأ الخطوة الأولى في هذا الاتجاه بوحدة أطراف الحراك ، ثم وحدة منظمات الأحزاب في الجنوب مع الحراك ، خاصة و ان قضية الجميع واحده ، و هي قضيه وطنيه لا توجد فيها حزبيه بالضرورة . و أتمنى على منظمات الأحزاب في الجنوب ان تدرك ذلك جيدا ، و ان تدرك بان قياداتها في صنعاء مازالت متمسكة بواحدية اليمن الجنوبية و اليمن الشمالية و بواحدية تاريخيهما و ثورتيهما ، و ترى بان الوحدة بينهما وحده وطنيه .....الخ ، و وصفها بالوحدة الوطنية يعني أنها بين أطراف من دوله واحده و ليست وحده سياسيه بين دولتين . و هذه المفاهيم هي طمس للهويه و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال و شرعنه لنهب أرضه و ثروته و حرمانه منها ، لأننا إذا ما سلمنا بهذه الواحديه و بوصف الوحدة بالوحدة الوطنية فلن تبق هناك قضيه جنوبيه اصلاً ، و هذا منافي للواقع و تعقيد أكثر للقضية . و لذلك فان مفاهيم الواحديه التي جاءت بها الحركة الوطنية خارج الواقع الموضوعي الملموس هي من عقَّد الأمور منذ البداية ، و هي عبارة عن تضليل فكري و سياسي أدى إلى التضحية بالوحدة . و بالتالي فان هذه المفاهيم لابد و ان تذهب إلى حيث يراد لها التاريخ كما قلنا سابقا . فلو كان اليمن الجنوبية و اليمن الشمالية واحدا و بتاريخا سياسيا واحدا و بثوره واحده لما قامت دوله في الشمال و دوله في الجنوب و لما اعترفت كل منهما بالأخرى و لما جاء مفهوم الوحدة السياسيه بينهما و لما جاءت اتفاقيات الوحدة و دستورها و لما أعلنت الوحدة السياسيه بينهما ، مع العلم ان الحركة الوطنية ذاتها معترفة بالدولتين و هي من شكل حكومات الدولتين .
4- ان اليمن ليس اسم أمّه كما سوَّقته الحركة الوطنية للرأي العام ، و إنما هو اتجاه جغرافي مثله مثل الشام . و هو من الناحية السياسيه لم يكن يمناً واحداً و لم يكن بتاريخا سياسيا واحدا و بثوره واحده كما تقول الحركة الوطنية ، و إنما كان يمنان سياسيان ، هما : اليمن الجنوبية و اليمن الشمالية ، و كان بتاريخان سياسيين و بثورتين و دولتين إلى يوم إعلان الوحدة كما كان في الواقع و كما هو موثق في المنظمات الدولية . و قد أعلنت الوحدة بينهما كوحدة سياسيه بين دولتين و ليست كوحدة وطنيه بين أطراف من دوله واحده كما يصفها الآن إعلام السلطة و المعارضة . و هذه الوحدة قد تم إسقاطها بالحرب و لم تعد موجودة بعد الحرب ، و إنما الموجود بعد الحرب هو اغتصاب أسوأ من الاحتلال . ثم ان الحرب في حد ذاتها قد ألغت موضوعيا شرعية إعلان الوحدة و شرعية اتفاقياتها و دستورها و أرجعتنا إلى شمال و جنوب في الواقع و في النفوس ، و هو الوضع الطبيعي الذي كان ينبغي ان نكون عليه منذ البداية انسجاما مع الواقع الموضوعي الملموس . و لكن التضليل الفكري و السياسي الذي مارسته الحركة الوطنية تجاه القضيه الجنوبية و الذي لم تتعرض له حتى القضيه الفلسطينية هو السبب في ذلك . و أتمنى على كل الكتاب و المثقفين السياسيين بان يكفوا عن السير في هذا التضليل ، و ان يكفوا ايضا عن إيهام الرأي العام الداخلي و الخارجي بوجود الوحدة بعد الحرب و قبول شعب الجنوب بالوضع القائم ، و نقول لهم ما هي مصلحة شعب الجنوب في طمس تاريخه السياسي و هويته لصالح الشمال و في نهب أرضه و ثروته و حرمانه منها حتى نقول بان الوحدة موجودة بعد الحرب و ان شعب الجنوب قابل بالوضع القائم ؟؟؟ . ثم هل الوحدة هي طمس للهويه و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال و نهب أرضه و ثورته و حرمانه منها ؟؟؟ . و لهذا فانه ليس أمام الجنوبيين اليوم غير رفض هذا الواقع أو القبول بالانقراض فقط و لا غير و بالضرورة .
5- ان الحرب من الناحية الموضوعية و المنطقية ليست فقط قد أسقطت شرعية ما تم الاتفاق عليه فحسب ، و إنما ايضا قد أسقطت كل مبرر موضوعي آو منطقي لبقاء المنحدرين من الشمال و الجنوب في إطار سياسي واحد ، و هو ايضا الوضع الطبيعي الذي كان ينبغي ان نكون عليه منذ البداية انسجاما مع الواقع الموضوعي الملموس . و أتمنى على قادة جميع الأحزاب ان يدركوا ذلك جيدا قبل ان يجبرهم الواقع على إدراكه بثمن كبير . كما أتمنى على منظمات الأحزاب في الجنوب بالذات ان تدرك ذلك جيدا ايضا و ان تعمل على تشكيل لقاء مشترك خاص بها يتبنى القضيه الجنوبية و يناضل مع الحراك من اجل حلها أو ان تذوب بالكامل في الحراك ، و عليها كذلك ان تدرك بان دول الجوار قد لا تساعد على حل القضيه إذا ما قادتها هذه الأحزاب ، لان حلها عبر هذه الأحزاب يغير طابعها السياسي و يحولها من قضية وحده سياسيه بين الشمال و الجنوب إلى قضية سلطه و معارضه ، و هذا ليس حلا شرعيا لها مهما كان صائبا . حيث ان الحل الشرعي لهذه القضيه لابد و ان يكون بين الجنوبيين و حكام الشمال سواء كان على رأسهم علي عبدالله صالح أو غيره .
6- ان كل الأحزاب القائمة حاليا لا تملك هوية في القضيه الجنوبية ، لأنه لا يوجد حزب منها يدعي تمثيله للجنوب آو تمثيله للشمال . صحيح ان الجنوبيين في هذه الأحزاب منحازين باطنيا إلى الجنوب ، و ان الشماليين منحازين باطنيا إلى الشمال ، و لكن إخفاء هذا الانحياز و غياب إعلانه رسميا هو مغالطه للنفس و يجعل هذه الأحزاب بلا هوية في هذه القضيه بالذات . و لهذا و بسبب هذا الخلط الخاطئ الذي تركته لنا الحركة الوطنية و الذي أدى إلى التضحية بالوحدة ، فان هذا الخلط الخاطئ قد جعل الحزب الاشتراكي يسير عكس مجرى التاريخ كتحصيل حاصل لذلك . فقد أبقى نفسه و أخفى الدولة و تخلى عن مصير أهلها بعد حرب 1994م ، بينما مجرى التاريخ أخفى أحزاب البلدان الإشتراكية و أبقى دولها . و هذا التناقض الذي وقع فيه الحزب قد أدخله في علاقة نفي النفي مع القضيه الجنوبية و بالذات بعد حرب 1994م عندما تخلت قيادته عن مصير الجنوب و شاركت في شرعنه قهره مع بقية الأحزاب . و هذه العلاقة تعني موت القضيه الجنوبية ببقاء الحزب أو موت الحزب ببقائها بموجب قانون نفي النفي الموضوعي . و لو نقرأ الواقع بشكل جيد لوجدنا بأنه كلما برزت القضيه الجنوبية كلما أختفي الحزب و العكس . و هذا هو فعل قانون نفي النفي الموضوعي الذي لا يستطيع الحزب الخروج منه و العودة إلى ملازمة القضيه الجنوبية و الانسجام معها ، إلا بالعودة إلى أصله الجنوبي كما قال الدكتور عبدالرحمن الوالي قبل أكثر من ست سنوات ، و أرجو من الأمين العام ان يتمعن في ذلك تماما . كما ان مثل ذلك ينطبق على بقية منظمات الأحزاب في الجنوب بمن فيها منظمات حزب المؤتمر الشعبي العام . و اطلب ممن يخالفني ذلك ان يحتفظ بهذه الكلمات للتاريخ .
7- ان الجنوبيين الآن ، هم لأول مره يعملون لصالح قضيتهم ، و لكن نقطة الضعف الباقية هي عدم إظهار القيادة السياسيه لهذه القضيه . و في هذا الاتجاه أود القول بان هناك شيء اسمه قيادات ميدانيه ، و شيء اسمه قيادات سياسيه ، و كل من النوعين له صفات معينه و طريقة اختيار موضوعيه معينه . فالقيادات الميدانية هي من يفرزها الميدان بصرف النظر عن مستواها الفكري و السياسي ، و هي لا بد و ان تكون من الشباب و من الأبرز و الأقوى ميدانيا . أمّا القيادات السياسيه فهي من تفرزها الحياة السياسيه ، و هي لا بد و ان تكون من أهل الخبرة و من الأبرز فكريا و سياسيا و الأكثر صلابة و ثبات في الموقف السياسي و القادرة على المناورة السياسيه و التكتيك . ففي القضيه الجنوبية أفرز الميدان قياداته الميدانية بكثرة و لم يبق غير تنظيمها و إظهار قياده سياسيه لها من العيار الثقيل . و هذه القيادة سيكون من أهم واجباتها السياسيه مطالبة النظام عبر المجتمع الدولي بالاعتراف بالقضية الجنوبية والجلوس للحوار من اجل حلها على قاعدة الشرعية الدولية بموجب قراري مجلس الأمن الدولي أو على قاعدة الشرعية الشعبية بموجب استفتاء شعب الجنوب على قبول هذا الوضع أو رفضه ، خاصةً و انه لم يستفت على الوحدة عند إعلانها ، و خاصةً و ان الوضع القائم لم يكن قائما على اتفاقيات الوحدة و دستورها ، و إنما قائما على نتائج الحرب ، أي قائما على 7 يوليو 1994م . و إذا ما رفض النظام ذلك خلال هذه الفترة حتى الانتخابات القادمة ، فان على هذه القيادة ان تدعوا إلى رفض الانتخابات و تعمل بكل الوسائل السلمية على منعها في الجنوب ، و هذا هو الحل واقعيا و إقليميا و دوليا .
8- إننا حتى إذا ما افترضنا بإغلاق ملف القضيه في الأمم المتحدة كما يقول منظروا حرب 1994م و منظروا قمع الجنوب حاليا ، فهل يعني ذلك ان طمس الهوية و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال مشروعاً ؟؟؟ ، و هل يعني ذلك ان نهب الأرض و الثروة في الجنوب و حرمان أهلها منها مشروعاً ؟؟؟ ، و ما هي مصلحة الدول الكبرى التي بيدها فتح أو إغلاق الملف في تأييد النظام على قهر الجنوب و عدم الاستقرار فيه ؟؟؟ ، و ما هي مصلحتها ايضا في جعل الطاقة بيد الكثافة ؟؟؟ ، مع ان قراري مجلس الأمن الدولي قد حددا طرفي النزاع بدولتي الشمال الجنوب ، و آخر فقره من كل قرار تقول : و تبقى القضيه قيد النظر الفعلي ، أي في حالة تجدد النزاع تفعل فعلها و لو بعد عشرات السنين . صحيح ان الدبلوماسية الغربية تشجع على السير في الخطأ لمن لم يسمع النصيحة ، و لكنها تفعل ذلك من اجل سرعة الاصطدام بالواقع لإصلاح الحاكم أو التخلص منه ، و هذا هو حالها اليوم مع النظام . أمّا الذين يقولون بان الوحدة زواج و الانفصال زنا ، أو الذين يقولون ان التوريث و الانفصال وجهين لعمله واحده ، و كذلك الذين يقولون ان الدعوة للانفصال دعوه للحرب أو أنها خيانة .... الخ ، فأنهم جميعهم يتحدثون في عالم المجردات و ليس في عالم المحسوسات . فهم ينطلقون من فرضية وجود الوحدة بعد الحرب ، و هذا كلام نظري لا وجود له في الواقع و في النفوس ، لان الموجود بعد الحرب ليس وحده ، و إنما هو اغتصاب أسوأ من الاحتلال باعتراف الجميع . و بالتالي أين وجه الصواب لما يقولونه ؟؟؟ . و لهذا فاننا ندعوهم إلى النزول من عالم المجردات إلى عالم المحسوسات و سيجدوا الوحدة غائبة في الواقع و في النفوس ، و حينها سيقتنعوا بما نقول ان كانوا صادقين . كما أن المقارنة بين النظام السابق في الجنوب و النظام الحالي التي تكررها السلطة و تعتقد بأنها حجتها القوية لمواجهة مطالب الجنوبيين هي بلطجة سياسيه ، لأن القضيه ليست قضية المفاضلة بين النظام السابق في الجنوب و النظام الحالي ، و إنما هي قضية ارض و ثروة تم نهبهما و قضية هوية و تاريخ تم طمسهما لصالح الشمال . أمّا النظام السابق في الجنوب فقد ذهب و إلى الأبد برضانا يوم إعلان الوحدة . و فيما يتعلق بشعار الوحدة أو الموت فانه يكشف المفهوم الإحتلالي للوحدة و يدل على واقع هذا الاحتلال الذي جاءت به الحرب و ليس على واقع الوحدة بالضرورة . و أمّا الدعوة إلى الحوار دون الاعتراف بالقضية و دون تحديد على ماذا سيتم الحوار فإنها دعوه بيزنطيه ، أي حوار من أجل الحوار و ليس حواراً من أجل الحل . و المضحك أن النظام يطالب بإتحاد عربي كهروب إلى الأمام من القضيه الجنوبية ، و العالم يعرف بأنه عاجز عن حلها ، و يعرف بأن الشمال لم يقبل المصريين الذين ساندوا ثورته و ضحوا كثيرا من أجلها .

ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
د.محمد حيدرة مسدوس (قبل أن تدخل الشياطين) هلالي المنتدى السياسي 18 2011-05-19 03:32 AM
إلى الجنوبيين في الحوارالخميس , كتب/ د. محمد حيدرة مسدوس الشائوف المنتدى السياسي 13 2010-08-27 03:21 AM
محمد حيدرة مسدوس ،، [توضيح للحراك] ،،، بن عطـَّاف المنتدى السياسي 4 2009-10-30 11:12 PM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر