البطل محمد عبادي حسن المردعي

[ضالعي فاهم]

في رثاء المناضل عبادي

01 February, 2010 05:30:00 الهيئة الإعلامية تاج
حجم الخط: /a>

فاجعة كبرى وحزن عميق برحيل واحد من جيل العمالقة.

تاج عدن..خاص

فجع الجنوب في عصر يوم الثلاثا الموافق 19 يناير 2010م عندما توقف نبض قلب المناضل الجنوبي الكبير محمد عبادي حسن أحد ابرز مناضلي الثورة وجيل العمالقة ممن عرفهم الوطن بسهولة وجباله ومدنه وقراه.. كان للمناضل عبادي موعد مع القدر الذي فاجأنا دون مقدمات بهذا المصاب الجلل.
لم نكن مستعدون لتقبل فاجعة بهذا الحجم فقد كنا بأمس الحاجة إليك يا فقيدنا الكبير خاصة وان الوطن صار مستباحا تتقاذفه الأيادي الآثمة ويستبسل شعبنا اليوم من أجل إنقاذه من البيع في سوق النخاسة بعد أن كثر المساومون عليه. كنت فارسا تصول وتجول دون أضواء, ناكرا ذاتك لا يعرف الكثير منا عن مآثرك لأنك نذرت نفسك للوطن.
كانت البداية في سهول وجبال الجنوب العربي, تنقلت بين البلدان والأقطار في مصر واليمن والمملكة المتحدة لكن المهمة واحدة.. لم تستسلم لليأس ولم تنحن للإنكسارات الحادة التي عصفت بالأمة العربية والتي كان للجنوب العربي نصيب الأسد منها.. عشت كريما غنيا بالقيم والإخلاق, لم تلهك الدنيا ولم تستسلم لإغراءاتها فقد ظليت شامخا كما بدأت.. وداعا نقولها وقلوبنا تقطر دما فقد تركت فراغا يصعب علينا ملئه, لكنه القدر الذي استسلمت روحك الطاهرة له.. وقفنا نحملق في السماء نقرأ وندعو الله جميعا. في أقصى شمال الأرض, بين الثلوج والشجر وقفنا نذرف الدمع جموعا على الثرى الذي غبت تحته عنا.. كتبنا فوق قبرك هنا في كارديف يرقد فارس الجنوب. تثاقلت خطانا ونحن نودعك.. تركنا المكان وركبنا سفينة الحلم الراسية في بحر العودة للوطن.. نم قرير العين فقد حفرت بطولاتك في ذاكرة الوطن كله.. هكذا يودّع الفرسان فهم يموتون واقفون كالشجر.. الى جنة الخلد ياابا جلال.
أي حزن بفاجعة حلت وأي رثاء يمكن أن يقال بفقدان هامه من الهامات الشامخة وقامة من القامات الجسورة, الأخ والصديق, الرجل والمناضل محمد عبادي حسن (عبادي ) أيها الثائر والقائد الحكيم.

بسم الله الرحمن الرحيم

(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )

نبذه عن الفقيد المناضل العميد محمد عبادي حسن المردعي.

الفقيد من مواليد عام 1943 م .الضالع جبل جحاف قرية قرنه تلقى تعليمة الابتدائي في المعلامة للقرآن الكريم في مدينه الضالع ثم أرسل لدراسة الفقه في مدينة جبله وتخرج منها
بعد أن أكمل دراسته للفقه في بداية الستينات وبعدها مباشرة انظم مبكرا إلى الصفوف الثوار لتحرير الجنوب العربي المحتل من قبل قوات الانتداب البريطاني ونظرا لتميزه في هذا المضمار القيادي باعتراف زملائه من القيادات الوطنية من ابنا م الضالع وأبرزهم المناضلين علي احمد ناصر عنتر والفقيد المناضل علي بن علي هادي ,وعلي شائع هادي والمناضل عبدالله ناجي حسين والمناضل سيف حمود الشيخ ,وقاسم السيف ورفيق دربه المناضل صالح عبدالله مثنى والمناضل هادي عامر والمناضل محمد حميد محسن والفقيد المناضل بالليل لبوزة وكوكبه من مناضلي حرب التحرير الذين شاركوا في الدفاع عن ثوره 14 أكتوبر و26 سبتمبر .
غادر عبادي وطنه في منتصف الستينات من القرن الماضي ضمن طلائع الثورة الأوائل إلى ارض الكنانة استجابة لدعا الواجب في التحرر والاستقلال, حمل الراية يافعا وخاصم الفرقة والسلطة مبكرا, وفي موقف نادر اخلص لوطنيته كما اخلص لقوميته, ورغم انكسار ألامه ظل وفيا ومؤمنا بمبادئه, متميز بالثبات ونقاوة الضمير, آثر الغربة والاغتراب وهجر مسالك السلطة والتناحر. بروح المناضل وشجاعة الرجال كان حاضرا في كل معترك لنصرة القضية التي امن بها ملامسا لآلام ومعاناة شعبه, و لم يثنه البعد عن أي بذل أو تضحية اوعطاء فكان قدوة في الفعل والقول والعمل نبيل في السلوك ومقدام لا يهاب إذا حل الخطب, وفيا لقومه وأهله وشعبه.
في الكلية الحربية في القاهرة الذي تخرج منها برتبه ضابط واثنا دراسته في الكلية شارك ببسالة إلى جانب أشقائه العسكريين المصريين في الدفاع عن مصر أثناء العدوان الاسرائيلى عن مصر في 5 يونيو 1967 وبعد تخرجه من جمهورية مصر العربية انضم إلى الخدمة العسكرية في جيش الجمهورية العربية اليمنية. وبعد فتره وجيزة عاد إلى مسقط رأسه في الجنوب -الضالع
شاء القدر أن يرحل عبادي في وقت كان الوطن بأمس الحاجة لأمثاله بتجربة مميزة ونظرة ثاقبة وحس ظاهر, الكلمات تعجز عن وصف حجم الخسارة وهول الفاجعة ومآثر وسجايا






ومناقب الفقيد, عزائنا أن في أهله وأحبائه من يمكنهم السير على دربه والاهتداء بمثله وقيمه.

في يوم 19 يناير 2010م عادرت روحة الطاهرة ألى بارئها وفي يوم 23 يناير تم تشييع جنازة مهيبة للمرحوم في مدينة كادريف في مقاطعة ويلز جنوب بريطانيا بحضور كثيف من ابناء الجنوب وعدد من المسئولين الإنكليز في المدينة.
والمذكور متزوج ولديه خمسه من الأبناء والبنات وهم:جلال, سند, ناصر وا بنتان
نسال الله أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته ومغفرته وان يدخله فسيح جناته وانا لله وان إليه راجعون
ولا حول ولا قوة إلا با لله وكل نفس ذائقه الموت.

.

[بركان الصمود]

انا لله وانا اليه راجعون الله يرحمه