الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأقــســـام الــعـــامــة > منتدى الحوار العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-04-01, 01:26 PM   #1
فرعون
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2007-12-28
الدولة: ألجنوب ألعربي
المشاركات: 120
Post مستقبل الوحدة مع اليمن والحراك في الجنوب في تقرير بريطاني

الحياة السياسية في اليمن ( باتـريك كريجـر )
معهـد العلاقـات الدوليـة – برمنجهـام المملكـة المتحـدة

لعبـت مدينة عـدن حاضـرة اليمـن الجنـوبي والمستعمرة البريطانية سـابقا دورا تنـويريـا بالغ الأهمية في التاريخ السياسـي والثقـافي لليمـن. فمن مدينة عـدن انطلقـت البـدايـات الأولى لأفكـار التغيـــير لمجتمعـات غارقـة في ظـلام القـرون الوسطـى إلى حيـاة العصـر. كمـا كانـت عـدن حاضنـا لكل رجـال التغيـير في اليمـن من الجنـوب والشمـال على السـواء . فبالإضـافـة لأبنـائها الـذين تطلعـوا
نحـو السيادة وممارسـة الحكم في وطنهم ، كانت عـدن كذلك ملاذا أمينـا لزعماء الحـركـة السياسيـة الطامحيـن للتغيـير في الشمـال من أمثـال أحمـد محمـد النعمـان ومحمـد محمـود الزبيري وغيرهم الكثيـر.

ومن عـدن تسلـلت أفكـار العصر إلى الداخل اليمني سـواء من خلال حركة الأفـراد ولا سيما التجـار والمثقفين والمهاجرين الذين لعبـوا دورا كبيرا في دعم نشـر أفكـار التغيير تلك ، أو من خلال الكتب والصحف والمجلات
وغيرها من المطبوعات التي كانت تــُهـرّب إلى تعـز وصنعاء وإب والحديدة وغيرها من المدن الشمالية لتصل إلى أيـدي الشباب المتدفـق بالحيوية والمتطلع إلى التغيير. ولم يتوقـف التأثيرالثقافي لمدينة عـدن عند حدود المدن وشبابها، بل تعـداه إلى الريف حيث يـذكرشيخ قبلـي كبيرهو الشيخ عبدالله الأحمر في مذكراته أن وعيه السياسي قـد تفتح على يـد شخص قـدم من عــدن إلى قريـة الشيـخ فجلـس إليه وألقـى في وعيـه أولى معارفـه السيـاسيـة. ويعتبـرالشيـخ الأحمر أن ذلك اللقاء كان بمثابـة درســه الأول في السيـاسـة .

وظلـت عـدن طوال العهد الملكي في اليمن الشمالي تمثل هاجسا مقلقا يقـض مضاجع حكام ذلك العهد نظـرا لما يتسـرب منها من أفكار تهـدد بتغيـير ذلك النظام وبنيـة مجتمعـه التقليـدية . وقد توجـه ولي العهـد أحمد بن يحي حميد الدين إلى عـدن في محاولة يائسة لإغلاق النوافـذ أمام رياح التغيير القادمة من ضفاف شواطئ المدينة. غير أن سنن العصـر سـارت في طريقهـا واستحالت تلك الأفكار الثقافيـة والسياسيـة بحـركة الجماهير إلى
قـوة جبارة أطاحـت بذلك النظـام وأحالته إلى شيء من الماضي .
وكما كانت عـدن تمثـل مصـدر قلق للنظـام الملكي البائـد في شمال اليمن فإنها ظلت كـذلك أيضـا بالنسبة للنظام الذي خلفه خاصـة حين سقـط ذلك النظام كليـا بيـد مشـائخ القبائل خلال الثلاثين سنـة الأخيـرة .
لقـد كـان إقـدام نظـام الإستقـلال في عـدن على تصفيـة السلطنـات والقضـاء على نفـوذ زعمـاء القبيلة في الجنـوب يمثـل كـابـوسـا مـروعـا ونمـوذجـا خطيـرا لمشـائخ القبـائل في الشمـال . ولهـذا لم تتردد القـوى التقليـدية في الشمال في القيـام بعـدة محاولات لغـزوالجنـوب وإسقـاط نظامه تحت شعـارعودة الفـرع ( الجنـوب ) إلى الأصــل ( الشمـال ) .

ومـع التـئام وحـدة شطـري اليمـن عام 1990 ورغـم مشـاعر الترحيـب الشعبـي الفيـاضـة التي استقبـلت الحـدث ، فإن المراقبـين شكـكـوا في مـدى نجـاعـة قـرار الوحـدة الإنـدماجيـة على النحـو الفـوري الـذي تمـت به ، كمـا سـاورتهـم الشكـوك أيضـا في مـدى قـدرتـه على الصمـود .

لقـد تمـت الوحـدة بيـن مجتمعـين تشكـلـت فيهما قيـم سيـاسيـة وقانونية وإجتمـاعيـة مختلفـة لما يـربـو على قـرن ونصف قـرن من الزمان . فقـد خضعـت مـدينة عـدن لاستعمار بـريطاني أنشـأ فيهـا نظاما مـدنيـا يستـند إلى منظـومـة من القيـم السياسيـة والحقـوقية والإجتماعيـة أسـاسهـا المسـاواة بين أفـراد المجتمـع أمام القـانون مقتـرنـة بوجـود نظـام قضـائـي مهيمـن نـزيـة ومستقــل وأجهـزة فاعلـة تسهـر على تنفيـذ أحكـام القضـاء وتطبيـق القـانـون . وقـد نشــأت أجيـال عـدة في عــدن وتـربـت واعتـادت على هـذا النظام ، كما امتد أثـر هـذه المنظـومة القيمية إلى كافـة مناطـق الجنـوب . ولهـذا فإن الثـوار الذين حكمـوا عقـب الإستقـلال كـانت منـظومة القيـم الإجتماعيـة تلك تسـري في دمائهـم لأنهـم نشأوا عليهـا ولا يعـرفـون لها بـديـلا . وعلى الرغـم من الصـراعات السياسيـة الدمـويـة
التي جـرت بين رجـال ذلك النظـام إلا أن المجتمـع الجنـوبي ظـل يـرتكـز على منظـومة القيـم تلك .
وخـلافـا لـذلك كـانت منظـومـة القيـم الإجتمـاعيـة السـائـدة في شمـال اليـمن تستـند إلى القـوة القبلية والنفـوذ الإجتماعي والوجـاهـة . وهـذه أمـور تنتـفي عنـدها المسـاواة القـانـونية بين المواطنـين ، ويصبح فيها القـوي هـو سيـد المـوقـف وهـو المواطـن المتمتـع بكـافـة حقـوقـه وحقـوق الآخـرين ، ومـاعـداه فهـم مواطنـون لاحقـوق مصـانة لهم في هـذا المجتمع . ولهـذا إذا مانشـأ نـزاع مـدني بين شخصين كـان الجـاني فيـه من قبيلـة قـويـة لهـا حضـور كبيـر في سلطـة الـدولـة مثـل قبيلـة حاشـد
أو بكيـل ، والمجنـي عليـه من منطقـة ذات طبيعـة مـدنيـة مثـل تعـز أو إب أو الحـديـدة ، فإن الأخير لاينال إنصافـا من خصمه حتى لو تجـرأ قاضي محكمة وأصـدر حكما لصالحه . وأقصى مايمكـن أن يحصـل عليـه هـو مايعـرف عند اليمنيـين بالهجـروهـو ذبـح رأس من الماشيـة كالخراف أو الأبقـار وقـد فـرض مشـائخ القبـائل المسيطرون على نظـام الحكـم أعرافهم تلك فرضـا قسـريا على المجتمـع لآن المواطـن باختصـارلايجـد طريقـا لنيـل حقـه فمسـئولو الـدولة الذين يتوجـه إليهم المواطن بشكواه يحيلـونه للإحتكـام إلى أعـراف القبيـلة .

وقـد عمـدت قيـادات الدولـة نفسها إلى تعـزيز وترسيـخ منظومة القيـم تلك في المجتمـع وفي الوعـي الإجتمـاعي وذلك بلجوئهـا هي نفسهـا إلى نظـام التحكيم القبلي حيـن تنشـأ مشكـلة يكـون أحـد طرفيهـا إحـدى القبـائل القـابضة على السلطة وطرفهــا الآخـرجهـاز من أجهـزة الـدولـة . ولم يعـد بالأمـرالغـريب أن تسمع في اليمـن أن الحكـومة حكــّـمـت قبيلـة خـولان مثـلا في نـزاع حصـل بين القبيلة وبين الـدولة. كما لم يعـد بالأمـر الشـاذ أيضـا أن تسمـع أن مسـئولي الـدولة المعنيـين بالسهـر على تطبـيق القـانـون وحفـظ حقـوق وصيانة كـرامة المواطنـين من خصـومهم الأقـويـاء ، يتسابقون للوقـوف في مقـدمة من يلغي دورقـانون الـدولـة ويكـرس دور أعـراف القبيلـة في حيـاة المجتمع . ونتـرك القـارئ هنـا مع هـذا الخبـر المنشـور في صحيفـة " الأيـام " العـدنيـة منـذ قرابة شهـرين ( 4 فبراير 2008 ).

يقـول الخبر: " في أجــواء أخـوية سـادها التسـامح تمّــت إجــراءات التحكيــم في قضيـــة اقتحـــام مختـبرات بن بـريـك بصنعـاء والاعتـداء على د. سامي محمد سالـم بن بـريـك وأخيه وضـاح من قبل مجمـوعة مسلحـة في الأسبوع الماضي. وقد جاء إلى آل بن بريــك الشيخ كهـلان مجاهـد أبوشـوارب محكـّـماً عما اقتـرفـه نفـرٌ من قبيلـته . . .


وكان لجهود الخيـرين وفي مقدمتهم اللـواء د.رشــاد العليمــي، نائـب رئيس الوزراء وزير الداخليــة والأستاذ عبدالقادر هلال، وزير الإدارة المحلية، والـلواء أحمد مساعد حسين، محافظ ريمه، واللـواء محمد ناصر أحمد، وزير الدفاع، وعدد آخر من المشايخ والوجاهات القبلية في مقدمتهم الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر والشيخ عبدالمجيد الزنداني والشيح سالم ناصر المرزوقي والشيخ درهم شائف الأعوج والشيخ طارق فريد
الدغاري، أثرها حيث بادروا جميعاً باحتواء الموقف منذ اللحظات الأولى للحادث فور علمهم به وذلك لتهـدئة النفـوس وإحقـاق الحــق( ! ) و إصـلاح ذات البــين. "


( علامة التعجب من وضع الكاتب )

إذن تلك هي منظـومة القيـم التي جـاء بهـا نظـام الجمهورية العربيـة اليمنيـة إلى دولة الوحـدة ، وهي منظـومة تتناقـض مع تلـك التي أنشـأها الحكم البريطاني في عـدن وسـارعليها أبنـاء المدينة والجنوب جيـلا بعـد جيـل . ولهـذا لم يكن ثمـة منـاص من حـدوث صـدام بيـن منظـومتي القيـم تلك . إنه صـدام بيـن ثقافتـين إحـداهمـا تنتمـي إلى مجتمـع الـدولـة والحيـاة المـدنيـة ، والأخــرى تنتمـى إلى مرحلــة ماقبـل الدولة ، مرحلة التنظيم القبلي للمجمتـع وسيطرة الزعيـم والشيـخ والمتـنـفـّـذ القـوي ، وقـد تسبـب ذلك الخـلاف بين الثقـافتــين ومنظومتـي القيـم إلى أزمـة إدارة ، أزمـة حكـم ، فحيـن كـان رئيـس حكـومـة الوحـدة ( الجنـوبي ) يضـع على رأس جـدول الأعمال برنامجـه للإصـلاح السيـاسي والإقتصادي وبنـاء المنظـومة المؤسـسية للإدارة ، كـان رئيس الـدولة ( الشمالي ) يصـرّ على حقـــه وعلى صـواب نهجـه في إدارة الـدولة عبـرالهـاتـف.

وهكـذا أصبـح جليـا أن ماهـو معمـول به في عـدن من نظـم وقـوانيـن وحقـوق مـدنيـة لا يتـوافق مع الصلاحيات المطلقـة التي يتمتع بها رئيس البـلاد ، كما لايستجيـب لمصـالح مشـائخ القبـائل وذوي النفـوذ في الشمال. وتكشــف مـذكـرات رجــال الحكـم في الشمال أن هـؤلاء بـدأوا منـذ وقــت مبكـر يعــدون العــدة للإنقـلاب على شـروط الوحـدة والعمـل على عرقلـة تنفيـذ الإتفـاقـات والمعاهـدات الوحدوية المبرمة مع شريك الوحدة الجنوبي تمهيـدا لإزاحته والسيطرة على الجنوب سلما أو حـربـا.

ذكرالشيخ عـدالله الأحمـررئيس مجلس النواب السابق ورئيس الهيئة التنفيذية للتجمع اليمني للإصلاح والزعيـم القـوي لقبيلـة حاشـد في مذكراته أن الرئيس علي عبدالله صالح طلب منه ومن حلفائه من المشائخ والقوى الإسلامية منـذ الأيـام الأولى لقيـام دولـة الوحـدة أن يتعـاونوا معـه في الضغـط على شريك الوحدة الجنوبي ، الحزب الإشتراكي ، وأن يعـارضـوا الإتفـاقيات التي يبرمها هو مع الحـزب الإشتراكي من أجل إحبـاط تنفيـذها مما يقود البلاد إلى أزمـة سيـاسيـة تمهـد لإعلانـه الحـرب على شـريكه الجنـوبي فيسـتولي وإيـاهـم على الجنـوب بقـوة السـلاح ويستحـوذون على ثرواته.
يقول الشيخ عبـدالله الأحمـر: " طلب الرئيـس منا ، بالذات مجموعـة الإتجاه الإسـلامي وأنا معهـم ، أن نكـوّ ن حـزبا في الوقـت الذي كنا لانزال في المؤتمر. قال لنا : كـوّنوا حزبا يكون رديفا للمؤتمر ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة، ولن نختلف وسندعمكم مثلما المؤتمر، إضافة إلى أنه قال: إن الإتفاقية تمـت بيني وبين الحزب الإشتراكي ... وبيننا اتفاقيات لا أستطيـع أتململ منهـا ،وفي ظـل وجـودكـم كتنـظيم قـوي سـوف ننســق معكـم بحيـث تتبـنون مواقـف معـارضـة ضـد بعـض النقـاط أو الأمـور التي اتفقـنا عليهـا مع الحـزب الإشتـراكي وهي غير صائبـة ونعـرقـل تنفيــذها ، وعلى هـذا الأســاس أنشــــأنا التجمـع اليمنـي للإصــلاح " .
(مذكرات الشيخ عبد الله الأحمر،الآفاق للطباعة والنشر، صنعاء، 2007 ، ص 248 – 249 ) .

وما إن انتهـت الحــرب بين شطـري اليمن عام 1994 وتحقــق فيهـا النصـر للطـرف الشمــالي حتى تنفسـت قـوى الحكم التقليـدية في الشمال الصعـداء وأيقنـت أنهـا أحـرزت أخيـرا انتصـارها التاريخي على ذلك البعـبع الذي كـان يتـبدّى لهـا من عـدن مهـددا كيانهـا. غيـر أن حركة الإحتجـاجـات الشعبية الواسعة التي انتشـرت في جنـوب اليمن منـذ مطلـع العـام المنصرم قـد أصابـت تلك القوى في مقتـل.
مما لاشـك فيـه أن حركـة الإحتجـاجـات تلك منشــأها المباشـرالظلـم الفاحـش الـذي لحـق بالجنوبيين على يد إخـوتهم من الشماليين ، وماشاهـدوه من نهـب لثروات شطـرهم برا وبحـرا وثروات معـدنية، بالإضافـة إلى إحالـة موظفي أجهـزة النظام الجنوبي السـابق المدنية والعسكرية والأمنية إلى التقـاعـد وحرمانهـم من حقوقهم. لكـن الدافـع الأعمـق غيـر المباشـر للحركة الإحتجاجية الجنـوبيـة هو هـذا الصراع بين الثقـافتيـن فثقـافـة القـوة المنفلتـة التي لايقيـدها قـانـون ، ولايحـد منهـا نظام ، التي جلبهـا الشماليـون إلى عــدن تصطـدم بالموروث الثقـافي الحضـاري للمـدينة ، وهي لاتمثـل نمـوذجـا متقـدما عما كـان سـائدا في المـدينـة بل على العكـس من ذلك فإن من شـأن تلك الثقـافـة أن تعــود بالجنـوب في حال استمرار فرضهـا قرنـا ونصـف قـرن من الزمـان إلى الـوراء . إن هـذا هـو مايشكـل التحـدي الأسـاسـي والمعضلـة الرئيسيـة والعقبـة الكــأداء أمام السيطـرة الشمـالية على الجنـوب . ومـا عمليات النهـب والسـلب التي تـدور رحاهـا في الجنـوب على قـدم وسـاق ، إلا محصلـة لهـذه الثقـافـة المتخلفـة عن روح العصـر.
وحسبنـا أن نـرى أن سيـاسـات الإستقـواء وعمليـات النهـب والسطـو على الأراضـي والممتلكـات العـامة والخاصـة من جـانب ذوي النفـوذ ليسـت حصـرا على الجنـوب ولكنهـا تشمـل محـافظـات شمـالية أيضـا ، لكن محافظـات الشمـال لم تمتلـك ثقـافـة أو تتمتـع بفيـم اجتمـاعيـة أخـرى في العهـد الملكي أو الجمهـوري غيـرماهو قـائـم وسائـد . ولهـذا فإن مقـاومـة تلك السياسات والممارسات عند الشماليين تتركـز بصورة رئيسـية في أوسـاط المثقفـين والمتعلميـن الذين وعـوا وأدركـوا حقـوقهم كمواطنين ويناضلـون من أجـل نيلهـا والظفـربهـا بينمـا الغـالبيـة العظمـى من المواطنـين لايعلمـون عن تلـك الحقـوق شيـئا. أما بالنسـبة للجنـوب فإن نظـم الحيـاة العصـرية كانت واقعـا معاشـا تمتعـوا به منـذ حـلّ الإستعمـار البريطـاني في بلادهـم ، وسـاروا عليـه جيـلا بعـد جيـل .

وهكـذا فإن عـدن وبعـد ثلاثـة عشـر عاما من حرب 1994 عـادت لتلعـب دورها المؤثـر في تاريـخ اليمـن . فكما كـانت هـذه المـدينـة مصـدرا ثقافيـا ألهـم أحـرار الشمال إسقـاط النظام الملكي الإمامي ، فإنهـا بما غرستـه من القيـم الحضـاريـة في أبنـاء الجنـوب قـد دفعتهـم إلى مقـاومـة سيـاسـات الإستقـواء والفسـاد التي جلبهـا نظـام الشمـال وعمـل على نشـرها طـوال السنوات السـابقة . وقـد أصابت تلك الإجتحـاجـات الحكـام الشمـاليين بحـالـة من الإهتـزازالشـديد أفقـدتـهم القـدرة على حفظ التـوازن، وتجلـى ذلك في ردود الفعـل الحكـوميـة التي تراوحـت مابيـن التجـاهـل أولا ثم اللجـوء للعنـف من جهـة واتخـاذ قرارات إداريـة هـدفهـا إرضـاء شـرائح جنـوبيـة من جهـة أخـرى ، ولكـن يبـدو أن سيـاسـات الحكـومـة لاحتـواء هـذه الإحتجاجـات لم تـؤت أكلهـا ، بل على العكـس فإن ماصار يعـرف بالقضيـة الجنـوبية تجاوزت في غضـون عـام واحـد نطافها الجنـوبي وأخـذت تفرض نفسها بشــدة متعاظمـة على خارطة البلـد وتشكـل ملامـح الوضـع السيـاسي الجــديـد في اليمـن . لقـد حرّكـت احتجـاجـات الجنـوبيـين الميـاه الآسنـة في الشمـال فانطلقـت الإجتجـاجات والإعتصـامـات في شتـى المحافظـات مطالبـة بتغيـيرات جـديـة في سيـاسـات ونظـم الحكـم . وهكـذا أصبـح النظـام في صنعـاء يـدرك يومـا بعـد يـوم أن الوحـدة مع الجنـوب لم تكـن بالنزهـة الممتعـة ، وأن ثقـافـة الحكـم المـدني الضاربة بجـذورها عميقـا في حيـاة عـدن وأبناء الجنـوب ليـس من السهـل تجاوزهـا خاصـة وقـد تملكـت نفـوس وعقـول الجماهيـر المتحمسـة والمستعـدة للتضحيـة من أجلهـا حرصـا على حيـاة كريمـة ومستقــبل مشــرق لآجيالهـا القـادمـة . وها قـد بات النظـام يرى في ثقـافـة الحكـم تلك شــركـا حقيقــيا وقـع فيـه وعامـل تهديد فعلـي له . إن النظـام أضحـى غيـر قـادر على الإستمـرار في حكـم الجنـوب بالطـريقـة التي يحكـم بهـا ، وأن من شــأن الإصـرارعلى ذلك فقـدان الجنـوب بما يحتـويـه من خيـرات تغـذي شـريان حيـاة النظـام ، كمـا أنـه غيـر قـادر على فـك عـرى الوحـدة والعـودة إلى ماقبـل 22 مايـو 1990 . وكلمـا اشتـدت حركـة الإحتجاجات الشعبية الجنوبية كلما رجـع صداها من المحافظـات الشمـاليـة وازداد عجـزالحـكم عن فـرض الأمـن وبســط النظام وانتشرت الفـوضى وأخذ القلـق يتضاعـف لدى المجتمـع الدولي من انعـدام الأمـن والإستقـرار في هـذه المنطقـة الحيـويـة والمهمـة للأمن العالمـي مايجعلـه ملـزما بفتـح ملفـات هـذا البلـد ومسـاعدة شعبـه على تحقيـق تطلعـاته في حيـاة مدنيـة عصـريـة سعــيدة.

10 مارس 2008
__________________
والله ورب ألعـــرش مــا نـــخــضع
للطــــــاغي الفـــاســـد وأعـــوانــه
لو ألســــــــــماء من فوقــنا تولــــع
وألكــــــــــون يــتــزلــزل بـبـركــانــه
فرعون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تقرير : كيف أستقبل الجنوبيون عودة ( حسن باعوم ) الى عدن؟ صوت الكادحين المنتدى السياسي 0 2012-06-09 04:03 PM
الدكتور مسدوس لـ " التغيير " : مستقبل اليمن بيد السلطة .. الاشتراكي ليس له مستقبل إلا جنوب الجنوبي المنتدى السياسي 1 2009-06-03 03:43 AM
تقرير بريطاني يعتبر الأحداث في الجنوب انعكاسا لسياسات الطاغية صالح الإقصائية للجنوبين اسدالجنوب المنتدى السياسي 1 2008-06-16 10:46 PM
تقرير بريطاني : القوة العسكرية في وجه الجنوب ستفتح أبواباً لثورة شعبية وتمزيق جغرافي اسدالجنوب المنتدى السياسي 0 2008-04-17 03:30 PM
صراع ثقافتين - تقرير بريطاني عن الحراك في الجنوب ومصير الوحدة مع الشمال صقر الصقور المنتدى السياسي 1 2008-03-27 06:12 PM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر