عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-13, 12:36 AM   #3
*الغريب*
مشرف
 
تاريخ التسجيل: 2009-09-21
المشاركات: 2,463
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباحث عن وطن مشاهدة المشاركة
العنوان مستفزززززززززززززززززززززز

حال التعزيين عند عبدالغني مطهر وعبدالله الذيفاني
الإثنين , 15 أغسطس 2011 م

نجيب محمد يابلي

من المسلم به أن أوراق التوت انكشفت عن عورة النظام العربي عام 2011م؛ لأن الواقع العربي واقع شاذ وصلف وقائم على جل الكبائر التي نهى عنها الكتاب والسنة، ومن تلك المجتمعات التي ظفرت بفرصة هبة الربيع العربي كانت مجتمعات هذه البلاد، حيث انتفض أبناء المجتمع في تعز وإب والحديدة والبيضاء ومناطق أخرى من الشمال، ناهيكم عن انتفاضة الشعب في الجنوب.
إن ما يعنيني هنا هم أبناء المجتمع في تعز، وذلك عندما قرأت حوار يوم الأحد الماضي أجرته الزميلة “حديث المدينة” مع الدكتور عبدالله الذيفاني - رئيس المجلس الأهلي بتعز - الذي قال: “المجلس الأهلي ثمرة من ثمار الثورة الشعبية، ففكرة تشكيله كانت سابقة للمحرقة البشعة التي قام بها النظام المتهالك في محاولة بائسة ويائسة منه في تصفية الثورة بتعز، ولكنه واجه صموداً وإصراراً على الثورة جعلا من تعز قلعة حصينة وقلباً حياً نابضاً بالثورة والتغيير، ومن هذا النفس الثوري أعيد طرح الفكرة والمعني بها إلى التشكيل والإعلان عنه.”
القضية واضحة أن هناك ثورة في تعز على أوضاع الاستبداد والاستعباد والاستعلاء القبلي الطائفي على أبناء تعز وأبناء مناطق الثورة الأخرى (الحديدة، إب، البيضاء.. الخ)، ولأنها تعز فقد واجهها جند الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والشرطة العسكرية لهذا النظام في حرب تصفية عرقية قذرة أرادوا من خلالها وأد الثورة الشعبية التي رفعت شعار (لا عودة للماضي الدنيء الأسود الذي استهدف الحالمة تعز منذ العام 1918م وحتى اليوم).
وبإمكان القارئ العودة إلى كتاب “الأطراف المعنية في اليمن” للراحل الكبير/ محمد أحمد نعمان، وحتى يكون القارئ على بصيرة من الأمر فإن قبيلتي حاشد وبكيل تداركتا أن نظام “صالح الحاشدي” (حليف بكيل وشريكه في أرض وثروات المناطق المستعبدة : تعز ـ إب ـ الحديدة ـ البيضاء) آيل للسقوط، فلعبوا لعبتهم: “الشعب يريد إسقاط النظام” لإعادة سيطرة حاشد وحليفتها بكيل على مجمل الأوضاع في الشمال؛ لأن الجنوب قضيته مختلفة من حيث فقدان وطن ضاع في مؤامرة 22 مايو 1990م، وإدراكاً من القوى المتحالفة صاحبة مشروع (الشعب يريد إسقاط النظام) أنه في حالة انتصار المناطق المغلوب على أمرها فإنها (أي تلك المناطق) ستتحد تحت راية علم واحد تحت أي مسمى.
بينما أقرأ حوار “المدينة” مع الدكتور الذيفاني عاد إليّ شريط الذاكرة إلى كتاب (يوم ولد اليمن مجده) للراحل الكبير عبدالغني مطهر، ولا يذكر هذا العلم إلا وذكر معه الشيخان الفاضلان/ علي محمد سعيد وجازم الحروي وتتداعى أسماء تعزية أخرى منها على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ/ أحمد محمد نعمان وأحمد عبده ناشر ومحمد أحمد نعمان وأمين عبد الواسع نعمان ومحمد علي الأسودي وعبدالله علي الحكيمي ومحمد علي عثمان وسلطان أحمد عمر وعبدالله عبدالوهاب نعمان وعبدالحافظ قائد وعبده علي عثمان ومحمد عبده نعمان وعبدالله سلام ناجي ومحمد سلام ناجي وسعيد إبليس وسيف أحمد حيدر وعبد القدوس المضواحي وعبدالملك المخلافي وقاسم سلام والقائمة طويلة.
سرد هذا العلم الرمز ذكرياته مع الثورة منذ طورها الجنيني باتصاله مع المجموعة الوطنية عام 1945م عندما كان رحمه الله يمارس النجارة بين أسمرا وأديس أبابا مروراً بعودته إلى تعز عام 1957، وسرد أيضاً خلفيات علاقاته السياسية برموز كثيرين منهم النعمان والعمري والسلال وغيرهم.
تحدث الراحل الكبير مطهر عن مختلف محطات الثورة وكان الرجل يتكلم بحماس وينفق بسخاء عن قضية آمن بها، وهي قضية وطن، وفاته رحمه الله حقيقة ناصعة وهي أن الوطن يعني (الاندماج الاجتماعي) وهي ضالة هذا المجتمع حتى يومنا هذا؛ لأن الانتماء عندنا للقبيلة انتماء للوطن، لأن الوطن أرض وسكان ولهجة وعادات وعصبيات.
جدير بالإشارة أن التعزيين داخل تعز وخارجها هم كثر ويتوزعون في قطاعات عدة: تجارة وصناعة وسياحة وسياسة وأحزاب وثقافة وشعر، وفوق هذا وذاك أرض وتضحيات، وكفاهم فخراً الدور التاريخي لـ”خلية تعز” في انتصار ثورة 26 سبتمبر 1962م.
نضال التعزيين من أجل الحرية نضال مشروع والعزة لله ولعباده الأحرار الأبرار الذين سيصبحون اليوم أو غداً سادة في أرضهم، ولا شريك لهم في صناعة قرارهم، ولا لأحد الحق في نهب أرضهم وثروتهم وجبايتهم.. وإن غداً لناظره قريب!
__________________
*الغريب* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس