[ابوحضرموت الكثيري]

عند إعادة المتابعة لكل مايروي وروى عن الوقائع التاريخية في عدن العاصمة السياسية لبلاد الجنوب العربي في مرحلة الثورة ضد الإستعمارالبريطاني وعند التدقيق في تداعياتها وتعاقب أحداثها وتعقب شخوصها لاسيما فيما يثار عن مآرب لفرض اليمننة على الجنوب العربي حول الرعيل المشارك فيها من مستوطني عدن اليمنيين وهم القادمين من المملكة المتوكلية اليمنية للعمل والمعيشة بمدينة عدن التي كانت تمثل المنطقة التجارية الحرة الأولى بالشرق الأوسط في ذلك الوقت ، وتفصح العديد من الشواهد بجلاء فاظح عن سوء النوايا التي كان يكنها هؤلاء من مستوطني عدن اليمنيين في مآربهم لفرض اليمننة على الجنوب وليس ذكاء خارق كما يدعيه أسلافهم اليوم (تفاخرا) بل كان إنعدام للوفاء فيهم كان قد تقاطع مع مآرب الإنجليز للتنصل عن الإلتزامات التي كانت ستلحقهم بعد الجلاء عن الجنوب العربي ، وفي مرحلة تالية تقاطعت مآرب هؤلاء اليمنيين المستوطنين بعدن في فرض اليمننة على الجنوب العربي مع أطماع الروس للسيطرة على عدن لتكون موطئ قدمهم في الجزيرة والمنطقة العربية بشكل عام .

ويمكن تسميتها بمجموعة العوامل التي ساعدت هؤلاء من مستوطني عدن اليمنيين للإنقلاب على الثورة الجنوبية وأعانتهم للعمل في سبيل فرض اليمننة على بلاد الجنوب العربي ومن أهم تلك العوامل:

1) إستفادوا من نوايا بريطانيا للتنصل عن الإلتزامات التي كانت ستلزمها بموجب معاهدة جنيف للجلاء عن الجنوب العربي الموقعة بينها وبين السياسيين الجنوبيين شيخان الحبشي ومكاوي (على ما اعتقد) برعاية الأمم المتحدة . حيث كان لزاما على البريطانيين الإعتراف بكيان جبهوي حديث الولادة سريع التشكيل (ليُفرض عليه التنازل عن اي إلتزامات للجنوب عند تسليمه وثيقة الإستقلال ) فتمثل ذلك فيما سمي بـ (الجبهة القومية ) فكان لدى الإنجليز فرصة لإبتزازه في تدني مستوى المراس السياسي لكفاءاته الناجم عن حداثة ولادته وسرعتها القياسية مقارنة مع رابطة ابناء الجنوب العربي (مثلا) وهوالكيان الجنوبي العريق والمتمرس قادته والمنتسبين اليه وأنصاره والدليل على ذلك ان حزب الرابطة المذكور كان من ظمن الفعاليات الجنوبية التي شاركت في إرغام الإنجليز أمام الأمم المتحدة على توقيع معاهدة جنيف للجلاء عن الجنوب العربي مع شيخان الحبشي ومكاوي (على ما اعتقد).


2) إستغلوا الإندفاع الثوروي الممزوج بمشاعر القومية العربية (الغالبة على المناخ السياسي العربي السائد في تلك الحقبة ) المفعمة بخطابات جمال عبدالناصر ودعاة الوحدة العربية ومن هنا تمكن هؤلاء مستوطني عدن اليمنيين من تمرير التأسيس لليمننة والوحدة اليمنية كخطوة أولى لبلوغ الوحدة العربية المزعومة.

3) إستفاد هؤلاء من مستوطني عدن اليمنيين من حداثة الأعمار لرعيل الثورة الجنوبية من الشباب المتميز بإنعدام المراس والخبرة السياسية ودليلها ان جعلتهم يرجمون بالبلاد الى كنف الماركسية بمشورة المستوطن اليمني الماركسي عبدالفتاح إسماعيل وعمالته للروس التي كُشف عنها في ( وثائق فاسيلي ميترخن )



4) إستفاد هؤلاء مستوطني عدن اليمنيين من الدعم والمؤازرة التي كانت تختصهم بها السفارة الروسية في عدن بفعل تلك العمالة الموثقة للمستوطن اليمني الماركسي عبدالفتاح إسماعيل للروس بحسب ماهو مثبت في( وثائق فاسيلي ميترخن )






ابوحضرموت الكثيري 05 / 04 / 2010 م