الشيخ عبدالرب احمد بن أبوبكر النقيب
الشيخ الإنسان
اتسمت شخصية الشيخ عبدالرب بالتواضع والبساطة وحب الخير وعرف عنه الكرم والشهامة ونجدة الغير وتميز بتطابق القول والفعل واحترام الصغير والكبير وأفعاله أكثر من أقواله وشهد له كل من عاشره وجالسه وزاره بأنه يتصف ببشاشة الوجه والشعور بالاطمئنان إليه بل اعتبره الكثيرون بأنه يتعامل مع الكل كاب للجميع .
وبرغم ما عانته أسرته من الماضي القديم والحديث إلا أنه كان نبيلا مترفعا عن الأحقاد والكراهية والضغائن متمثلا بقول الشاعر:
وإن الذي بيني وبين بنـي أبـي .. وبين بني عمي لمختلـف جـدا
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهـم .. وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم .. وإن هووا غيي هويت لهم رشـدا
ولا أحمل الحقـد القديـم عليهـم .. وليس يسود القوم من يحمل الحقدا
الشيخ عبدالرب وأمثلة من المواقف الشامخة
- ومن أهم المحطات التي عاشها الشيخ عبدالرب في المملكة العربية السعودية فترت ماء قبل الاستقلال وهي عند زيارة لجنه من الأمم المتحدة لتقصي الحقائق عن الجنوب وجمع المعلومات من أبناء الجنوب المتواجدين في السعودية وكان أحد المتحدثين إلى اللجنة الأممية فقد تحدث معهم وقال أنا احد أبناء الجنوب المظلومين فقد قتل الانجليز والدي وأخي وعمي اخو أبي وصديق والدي مسعود بن صالح الذي كان يعيش معنا حتى أن احد أعضاء تلك اللجنة كان من النساء وعندما شرحت ما نعانيه وما يعانيه ابناء الجنوب من بريطانيا وعملائها فاضت أعين تلك المرأة من شدت ما سمعة وتم رفع تلك الشكاوي والمظالم إلى الأمم المتحدة وهذه الشهادات موثقة لدى حزب رابطة أبناء الجنوب في السعودية.
- ومن إسهاماته أيضا مع بعض المشائخ في يافع في الحفاظ على الممتلكات العامة.
خصوصا في ما بعد 7-7-1994م عندما دخلة قوات الاحتلال إلى الجنوب بدا منهم ومن أعوانهم عملية نهب منضم على كل مرافق الدولة الجنوبية ومؤسساتها
فبعد أن استشعر بهذا الخطر جمع كل مشائخ يافع والشخصيات الاجتماعية وكافة الشرائح الاجتماعية في منزله فخرج مع المجتمعون بوثيقة تنضم بعض الأمور في يافع وكان من أهم ما ورد في هذه الوثيقة التي سمية (بوثيقة الإجماع في يافع) ما يلي:
- القضاء على الثارات القبلية وعدم نبش ثارات الماضي
- اعتبار جميع مرافق الدولة من (مستشفيات وتعاونيات استهلاكية ومرافق حكوميه ومدارس وطرقات وأسواق) ممتلكات عامه لايحق لأحد المساس بها أو الاعتداء عليها
- وأشارت إلى عدة مسائل أخرى كالقضاء على الحدود القبلية القديمة بين مكاتب يافع واعتبار يافع جسد واحد
الشيخ والحراك الجنوبي
كان انضمام الشيخ النقيب إلى الحراك الجنوبي نقلة نوعية كبيرة في يافع خاصة وفي الجنوب بصفة عامة وشكل مع انضمام الشيخ طارق الفضلي زخما كبيرا للحراك خاصة بعد أن كانت هنالك اتهامات للحراك بأنه اشتراكي الانتماء والهدف .
وبعد إعلان انضمامه للحراك توافدت القبائل والشخصيات الاجتماعية وقادة الحراك إلى منزله فرحة بانضمامه إلى صف الاصطفاف الجنوبي ومهنئين أنفسهم بهذا الموقف الرائع.
وبرعايته أقيمت عددا من المهرجانات واللقاءات والاجتماعات للحراك الجنوبي فيما يختص بيافع أو الجنوب ومن أطرف ماقال في إحدى كلماته نقول بالفم المليان " الجنوب جنوبنا والشمال شمالهم "
في رده على سؤال في حوار مع صحيفة الديار عن علاقته الجيدة مع أعضاء في الحزب الاشتراكي رغم أن الحزب أقصاه فيما مضى فرد قائلا:
-الإخوة في الاشتراكي هم أبناؤنا وإخواننا وإن كانوا أخطأوا فعلى أنفسهم وعلى إخوانهم وشعبهم في الماضي فالحراك الآن جب ما قبله ونحن أبناء اليوم وأبناء الحاضر وكما يقول المثل: ((أنا عدو ابن عمي وأنا عدو من عاداه)) وتصالحنا وتسامحنا وإخواننا في الحزب كأشخاص على العين والرأس أما كفكر وأيدلوجيا فقد انتهت وماتت في عقر دارها ولم يعد لها مكان إلا في رؤوس البعض ونحن نقف ضد هذه الأيدلوجيا وكما أسلفت سابقا, وكفانا تجريب على الشعوب بمسمى التجربة .
- ورد في سؤال آخر عن علاقته بنظام صنعاء فرد بكل كرامة وعزة وأنفة:
- ليس لنا مصالح مع النظام وما ارتضينا أبدا أن تكون علاقتنا بالنظام علاقة مادية أو مصلحية وحتى الرواتب التي عرضت علينا رفضناها رفضاً قاطعاً وما كانت الدراهم والريالات لنا هدفاً أو غاية ولن نمد أيادينا إلى أحد فالكرامة وعزة النفس أغلى ما نملكه, ونحن نربأ بأنفسنا أن نأخذ درهما من أحد وقرارنا نتخذه بأنفسنا دون أية إملاءات وقضية المال قضيه خطيرة وحساسة وقد اتصلوا بنا وطلبوا منا قبول المال أو صرف راتب فاعتذرنا عن ذلك ثم أرسلوا ألينا (علي محسن) شخصياً وعرض نفس العرض أو أن نذهب إلى صنعاء .. أو قبول شيك مفتوح فأجبناهم أبلغوا الأفندم أن ينتبه فإن الوحدة (تأكل أخلافها الكلاب) .أما الشيخ عبد الرب لا يبتاع بالمال.
وأخيرا :
لشيخنا الجليل ألف شكر وتقدير لموافقته على إجراء الحوار والذي اختص به منتدى الضالع " بوابة الجنوب" وانه لشرف لنا بذلك.
فالشيخ لاعتبارات عدة نراه أبا للجميع أو كما قال الشيخ طارق الفضلي : "إني موافق على أي إجراء يتخذه الشيخ عبدالرب واعتبر نفسي واحدا من أولاده ".
لكم التحية جميعا .
وأتقدم بالشكر الخاص للناشط السياسي في الحراك الجنوبي واحد قادة الحراك في يافع الشيخ / محمد السعدي لتسهيل وتنسيق وترتيب إجراء الحوار الهام هذا.