2019-03-06, 08:27 PM   #149
 
: 2008-08-22
:
: 41,841

*فقيد الوطن المناضل الكبير الرفيق علي صال* عباد مقبل*

قال الله تعالى ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَ*ْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) ،
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَ*ْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) ،
بقلوب مؤمنه بقضاء الله و قدره تلقينا نبأ وفاة الاخ العزيز و المناضل الكبير و الفدائي الجسور الرفيق علي صال* عباد مقبل ، طيب الله ثراه و اسكنه فسي* جناته ، و بهذا المصاب الجلل نعزي اولاد المر*وم و اخوانه و اهله و اقربائه ، كما نعزي انفسنا و رفاقه في الجبهه القوميه و ال*زب الاشتراكي ، و اخوانه في قريه الدرجاج ، و م*افظه ابين خاصه و الجنوب عامه ، تعازينا للجميع بوفاة رفيقنا مقبل البطل المقدام و الفدائي الجسور ، اعز الرفاق و اكرم الكرماء و اوفى الاوفياء ، ولا ريب ان الاستعمار البريطاني و ال*كم الاستبدادي و الطائفي ، لم ينتصر و انما انتصر شعبنا الجنوبي العظيم ، انتصر بمجاهديه الابطال و مناضليه الا*رار ، و شهدائه الابرار ، انتصر بالانتفاضات الشعبيه و ال*ركات الوطنيه ، والتي انطلقت من كل مناطق الجنوب ، منذ صبي*ه الا*تلال البريطاني العدواني لعدن المسالمه و جنوبنا ال*بيب في 19 يناير عام 1839م ، و توجت تلك المقاومه الوطنيه بقيام ثوره 14 اكتوبر الخالده عام 63م ، *يث قدم شعبنا تض*يات جسام ، و قوافل من الشهداء الكرام *تى ت*قق الاستقلال الوطني الناجز في 30 نوفمبر عام 67 م و جلاء اخر جندي بريطاني و اكبر قاعده استعماريه في الشرق الاوسط ،كانت تمثل العمق الاستراتيجي من اجل استيلاد اسرائيل الارهابيه سفا*ا في فلسطين العربيه ، و في خاصرة الامه العربيه و الاسلاميه ، و ن*ن اليوم نودع ا*د اولئك الغر الميامين الى ر*اب الله ، والذين كان لهم الدور الريادي و النضالي في ت*رير جنوبنا ال*بيب ، انه المناضل الكبير و الفدائي الجسور رفيق مسيرتنا النضاليه الت*رريه ، فقيد الوطن المناضل الكبير الرفيق علي صال* عباد مقبل ، لذلك ينبغي علينا ان نقف وقفة اجلال و اكبار المفعم بالت*يه و العرفان و الامتنان ، لفقيدنا العزيز و رفيقنا الكريم ( مقبل ) كما يجب الاشاده بدوره الجهادي و النضالي ، و ذكر مناقبه المثاليه ، و سيرته العطره ليكون لنا و لاجيالنا خير قدوه و ا*سن اسوه ،
*يث كان فقيدنا و رفيقنا المناضل علي صال* عباد مقبل ، في المقدمه من نضالات شعبنا منذ يفاعته و شبابه ، *يث كان انضمامه اولا الى *ركه القوميين العرب ، في منطقه ابين ، و كان لنا الشرف ان نكون زملاء و رفاق مع مقبل في هذه ال*ركه الت*رريه ، و بعد قيام ثوره 14 اكتوبر المجيده كان انضمامنا تلقائيا الى الجبهه القوميه رائده الكفا* المسل* ، و الذي انطلقت في 14 اكتوبر عام 63 من قمم جبال ردفان الشماء ، *قا لقد كان رفيقنا ابو شفيق ا*د القياديين البارزين في الجبهه القوميه ، و كان يمثل نموذجا مثاليا لت*ليه بالقيم الرو*يه و الاخلاقيه ، و النقاوة الثوريه و الوطنيه ، و النزاهه الشخصيه و البساله الفدائيه ، لقد كان الرفيق مقبل مع اولئك الغر الميامين الفدائيين ، يستعذبون التض*يه و الفداء و البذل و العطاء ، بشجاعه و فدائيه نادره ، مض*ين برا*تهم الوادعه و دمائهم الطاهره ليهبوا لامتهم عذب ال*ياه ال*ره الكريمه ، و طرد المستعمر الغاصب من ارضنا الطيبه ، *قا لقد كان رفيقنا مقبل و رفاقه الاماجد ، يستعذبون النضال الشاق و المتواصل ، و الجوع و العطش و العنت و السهر ، و يتجشمون الكفا* و المصاعب و المعاناة ، و الصعود من جبل الى جبل و من منطقه الى منطقه ، و من معركه الى معركه ضد قوات الا*تلال العدواني ، لقد كان اولئك المناضلون الاباه ، يفترشون الارض و يلت*فون السماء و يقتسمون كسرة الخبز و شربه الماء ، معتمدين على مجهوداتهم الذاتيه ، لم يكن لهم معاشات شهريه ، و لا بدل تنقلات ، و لا اغرائات و *وافز ماديه او وظيفيه ، كان كل رفيق يفدي رفيقه و يؤثره على نفسه ، قال الله تعالى ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَنْ يُوقَ شُ*َّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِ*ُونَ) ، و ذلكم هو سر الانتصار ،

فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم *
ان التشبه بالكرام كمال

و صدق الله القائل (وَكَانَ *َقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) ،
(وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) ،
و نظرا للاعمال الفدائيه التي كان يقوم بها الرفيق مقبل ضد قوات الا*تلال البريطاني ، و نشاطه التنظيمي المتواصل ، فقد تعرض للملا*قه و م*اوله اعتقاله من قبل سلطات الا*تلال ، و نظرا لذلك قمنا ن*ن و الرفيق المناضل الاخ العزيز و الصديق الكريم ال*اج ناصر عبدالقوي ، طيب الله ثراه و اسكنه فسي* جناته ، قمنا بال*فاظ على الرفيق مقبل و ايوائه في مسكني في مدينه جعار ، *تى لا يتعرض للاعتقال ، كان رفيقنا مقبل دائما يذكر هذا الموقف بالشكر و الامتنان ، و لكن لا شكر على واجب .
و ن*ن نودع هذه الايام رفيقنا المناضل الكبير علي صال* عباد مقبل ، و في هذه الظروف الصعبه و المأساويه التي تعيشها امتنا و مواطنونا في اليمن شمالا و جنوبا ، فكأننا بفقيدنا الرفيق مقبل و المرتبط بالمسيره النضاليه الجنوبيه الت*رريه منذ الستينات و *تى وقتنا ال*اضر ، و مشاركته الفعاله في ال*راك الجنوبي و المقاومه الجنوبيه الباسله ، و رغم ما تعرض له من ملا*قه و سجن بعد الانقلاب الظالم على رفيق دربه المناضل الكبير ابن الجنوب البار الرئيس الزعيم الشهيد (سالمين ) عام 78 م طيب الله ثراه و اسكنه فسي* جناته ، و ايضا اهمال الرفاق و الجهات الرسميه لرفيقنا مقبل بعدم علاجه في الخارج ، *يث عاش اخر *ياته و*يدا ، و مرض و*يدا ، و مات و*يدا ، والله المستعان ،
رغم كل ذلك ها هو رفيقنا مقبل يطل علينا من ر*اب الله و لسان *اله ينشدنا :
سيذكرني قومي اذا جد جدهم *
وفي الليله الظلماء يفتقد البدر *

*قا اذا كنا قد افتقدنا البدر المنير و المناضل الكبير الرفيق ابو شفيق و اختاره الله عز وجل الى جواره ، فانه في ال*قيقه *ي بسجله النضالي و الوطني ، *ي بقيمه الايمانيه و الاخلاقيه ، *ي بمبادئه العظيمه و سيرته ال*ميده ، انه *ي في وجداننا ، *ي في ذاكرتنا ، انه في اروا*نا ثوره ، و في قلوبنا ص*وه ، ذلك انه *ينما اخلدت رو* فقيدنا و رفيقنا مقبل الى ربها راضيه مرضيه ، *ينئذ تتجدد *ياة رفيقنا المثاليه و النموذجيه و سيرته العطره ، و مسيرته الكفا*يه و النضاليه ، بين اوساطنا فكل من عايشه و رافقه في مسيرته الوطنيه الت*رريه ، يستشرف طلعته البهيه و مواقفه الوطنيه ، و دماثه اخلاقه ، و صدقه و وفائه ، و شهامته و شجاعته ، و فدائيته و *كمته و تواضعه و نزاهته ،
كان في صنعاء صامدا بعد الغزو العدواني التكفيري على شعبنا الجنوبي المسلم عام 94 و الغز الثاني على الجنوب عام 2015م ، ينتقد الطغاه و المتنفذين ، الذين اسرفوا في *ق الجنوبيين ، و اجهضوا الو*ده في مهدها ، يقول ال*ق لا يخاف في الله لومه لائم ، هكذا كان سلوكه الايجابي في كل زمان و مكان ، و لذلك كما ذكرنا تعرض للملا*قه و المعاناه و السجن و التشريد *تى من رفاقه ، و معلوم ان افضل الجهاد كلمه *ق تقال عند سلطان جائر ، كما قال رسولنا م*مد صلى الله عليه واله و سلم ،
لذلك كله كأن رفيقنا مقبل *ي يعيش بين اوساطنا ، مذكرين ان كل من جاهد و ناضل في سبيل ال*ق و العدل و ال*ريه و من اجل ترسيخ الامن و الاستقرار ، ينال درجه الشهداء *تى وان مات على فراشه كما ارشدنا رسولنا سيدنا م*مد عليه الصلاه و السلام ،
طبت يا رفيقنا يا ابا شفيق *يا و ميتا ،
ختاما و ن*ن نودع رفيقنا المناضل الكبير علي صال* عباد مقبل نرفع اكفنا بالدعاء ، اللهم اغفر له و ار*مه و عافه و اعف عنه ، و اجعل في قبره الضياء و النور و البهجه و السرور و المكرمه و ال*بور من يومنا هذا الى يوم البعث و النشور ، اللهم تغمده بواسع ر*متك و غفرانك و اسكنه فسي* جناتك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصال*ين و *سن اولئك رفيقا ، و الهم اهله و اولاده و اخوانه و ا*بابه و رفاقه الصبر و السلوان ، انا لله وانا اليه راجعون .

(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) .

و صلى الله على سيدنا م*مد و على اله و ص*به و سلم .

تقديم / ي*يى عبدالله ق*طان .